واصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" مشروع بناء السلام بالتعاون مع مركز التدريب التابع لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، ورش التدريب التي ينظمها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008، بورشة عمل ثانية حول "التغطية الإعلامية العابرة لحواجز المجتمع"، وذلك بمشاركة صحافيين وإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
وتهدف الورشة التي افتتحت أمس في فندق كراون بلازا الحمرا الى تفادي القوالب النمطية والتفسيرات التبسيطية واللغة العاطفية والتعبير واعتماد الإعلاميين على البعد الإنساني لرواياتهم والتأكيد على ايجابية بناء الجسور كنهج لحل المشاكل.
وسيغطي الإعلاميون من خلال تقارير ميدانية مدى تأثير الصراع على المجتمع وعلى حياة المواطنين وسيتشاركون في إجراء المقابلات مع أفراد من مختلف المناطق لكسر الحواجز بين الصحافيين وبينهم، وللتركيز على المشاكل المشتركة بين اللبنانيين. ويتولى التدريب كل من مدير مركز التدريب التابع للـ"AFP" روبرت هولواي ومسؤول التدريب في مؤسسة فرانس برس للتدريب مكتب قبرص جوزيف بدوي ومدير قسم المراسلين في قناة "العربية" نجيب بن شريف ورئيس قسم التحقيقات في "أريج" صحافيون عرب من أجل صحافة استقصائية سعد حتّر.
استهلت الورشة بترحيب من مديرة "مشروع بناء السلام" في الـ"UNDP" لنا غندور. بعدها تحدث هولواي، فأثنى على الورشة السابقة التي أتاحت فرصة للحوار بين الصحافيين اللبنانيين دون أن يعني ذلك تغيير الأفكار والمعتقدات السياسية والتي عززت الكفاءة المهنية، مؤكداً أهمية اعتماد الموضوعية في التغطية الإعلامية خصوصاً خلال فترات النزاع، وهي كثيرة في لبنان، حيث تكون المشاعر والأحاسيس أقوى وحيث يعجز الصحافيون عن بلوغ أماكن محددة، وضرورة إتباع الحياد وتوخي الدقة والحقيقة والتأكد من المصادر وعدم نشر أخبار غير موثوقة.
ورأى هولواي أن على الصحافيين عدم تأجيج الأزمات والنزاعات والحذر من استخدام المصطلحات والتعابير وتجنب التعميم والابتعاد عن تعزيز الانقسام عن ونفي إمكانية التوافق بين الطرفين، مشدداً على ضرورة وعي الصحافي لما ينشره ويعرضه وتأثيره على المواطنين.
واستعرض المشاركون خلال الجلسة الأولى خلاصة المبادئ والدروس المستفادة من ورشة تشرين الثاني/نوفمبر السابقة، ورأوا أن وضع لبنان يختلف عن غيره في الدول العربية وأن المجتمع منقسم وقائم على الطائفية والانتماءات لدول إقليمية معينة، مؤكدين أن المؤسسات الإعلامية موجهة ومسيّسة وأنه ما من موضوعية كاملة إنما حد أدنى، من المصداقية يمكن أن تسهم في تخفيف الاحتقان الموجود على مستوى الشارع عوضاً عن تأجيجه والدخول كجزء من المعركة.
وشددوا على ضرورة عدم الخلط بين الخبر والرأي والعمل بمهنية ومحاولة إقناع رؤساء التحرير والمسؤولين في المؤسسة باستخدام لغة الدقة والواقع بعيداً عن الاستفزاز والتجني على الآخر.
وتولى المدربون في الجلسة الثانية شرح التقارير والمواضيع المقترحة وتحليل أمثلة مأخوذة من وسائل إعلامية في بلدان أخرى، وانقسم المشاركون الى مجموعات عمل في اللغة والتوازن والحياد.
وتستمر الورشة اليوم على أن تختتم بعد غدٍ (الخميس) بتوصيات وتوزيع الشهادات.
جريدة المستقبل 07.07.2009