مع حلول السنة 2020، ستكون الهواتف المحمولة هي الأجهزة الأولى لتصفح الإنترنت بالنسبة إلى أكثرية سكان العالم، وفق آراء هيئة من الخبراء، توقعت أيضاً أن تقنيات الشبكة لن تؤدي إلى مزيد من التسامح الاجتماعي.
وسوف تكون الهواتف الجوالة، التي باتت تتمتع بمواصفات أجهزة الكومبيوتر في الوقت الحاضر، أداة الاتصال الأساسية بالإنترنت بالنسبة إلى غالبية السكان في العالم، وفقاً لما ذكره مشروع "بيو انترنت آند أميركان لايف بروجيكت" في تقرير جديد بعنوان "مستقبل الإنترنت". أما الاتصالات الهاتفية، فسيتم تأمينها بموجب مجموعة من المواصفات والمقاييس والبروتوكولات، تكون مقبولة من معظم المشغلين في العالم، بحيث يمكن استخدامها من دون أي جهد يُذكر في مختلف أنحاء العالم، وفق ما ذكر التقرير.
سيناريو الإنترنت المقبل
وافق أربعة خبراء من أصل خمسة على هذا السيناريو، استناداً إلى إحصاء بيو الذي جرى على الإنترنت والذي شكل أساس التقرير. وكان هذا الإحصاء استطلع آراء 578 ناشطاً ومعلقاً ومشيداً للإنترنت، إضافة إلى الكشف عن وثائق ومستندات خاصة بأكاديميين ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال في المدة ما بين 1990 و1995 للاطلاع على التنبؤات والتوقعات في شأن التأثير المستقبلي للإنترنت. وسُئل الخبراء، الذين شملتهم الدراسة، عما إذا كان التعرض الواسع للمجموعات والفئات المختلفة عبر الشبكة من شأنه أن يزيد في شكل كبير من التسامح الاجتماعي، الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض حدة العنف والنزاعات الطائفية وأعمال الشغب والتعصب الأعمى والكراهية وما ينتج منها من جرائم، فوافق 32 في المئة منهم على أن الشبكة ستجلب نوعاً أفضل من التسامح الاجتماعي، في حين خالف هذا الرأي 56 في المئة. وذكر الاستطلاع أن عدداً من الذين شاركوا فيه بيّنوا أن الانقسام ما بين التسامح وعدمه قد يصبح أكثر عمقاً، نظراً إلى الفنون المختلفة التي يستخدمها الأفراد في المشاركة بالمعلومات على الإنترنت. وإضافة إلى الخبراء الـ 578 الذين جرى استطلاع آرائهم، قامت بيو باستطلاع آراء 618 آخرين، ساعدوا في تشييد شبكة الإنترنت، وإنْ لم يُعتبروا بالضرورة خبراء في تقديم الآراء، وكانت النتيجة شبيهة بتلك الخاصة بالخبراء وغير الخبراء.
ما بين العالم الحقيقي والافتراضي
ذكر 55 في المئة من الخبراء أن الأفراد سيتفاعلون في شكل روتيني في الفضاءات الاصطناعية، من طريق العوالم الافتراضية والأنواع الأخرى من واقع أكثر رحابة، وأن غالبية مستخدمي الإنترنت المجهزين تجهيزاُ جيداً سيقضون معظم ساعات النهار، سواء في أداء أعمالهم أو في التسلية، متصلين على الأقل بالعوالم الحقيقية المتزايدة العدد أو البديلة. ومثل هذا السلوك في الحياة يعني الانتقال من دون أي مشكلة بين الواقع الاصطناعي والعالم الافتراضي، وما كان يسمَّى سابقاً بالعالم الفعلي. وسيصبح التنشيط بواسطة الصوت واللمس من التقنيات الشائعة المتفاعلة السنة 2020، استناداً إلى ثلثي الخبراء. وستصبح الطباعة الهوائية أو الطباعة على الهواء من الأمور الشائعة بواسطة أداة "إنترنتية" تُحمل باليد، تتيح عرض لوحة مفاتيح افتراضية كاملة الحجم واستخدامها على أي سطح مستوٍ في الأوقات التي لا ترغب فيها بالكلام بصوت مرتفع إلى كومبيوتر الشبكة الخاص بك. أما الهندسة الحالية للإنترنت، فلن يتم ابدالها بنظام جديد تماماً السنة 2020، لكن عمليات البحث والأمن والموثوقة سيجرى تعزيزها من خلال البحوث والتطوير في الجيل المقبل، كما يوافق على ذلك 78 في المئة من الخبراء (فقط 6 في المئة منهم خالف هذا الرأي، في حين أن 16 في المئة منهم لم يستجيبوا). أما الخطوط التي تفصل ما بين الأوقات الخاصة وأوقات العمل وممارسة المهن فسيصعب التمييز بينها، وهذا أمر لا يعترض عليه نحو 56 في المئة من الخبراء الذين جرى استطلاعهم من بيو. وبعد إحدى عشرة سنة سيكون الناس أكثر انفتاحاً على المشاركة في المعلومات والآراء والعواطف بفضل الإنترنت، لكن الخبراء منقسمون بالنصف حول ما إذا كانت هذه الشفافية الجديدة ستعزز من النزاهة الفردية والشخصية ومن روح التسامح. ويعتقد 6 من أصل 10 من هؤلاء الخبراء أن الضوابط الصارمة للمحتويات سيُعْمَل بها مع تقنية حماية حقوق النسخ والنشر السنة 2020.
ليال كيوان