لعبت "الصدفة" دوراً مهماً في قيام النادي. ففي عام 2008، كان فادي حطيط وجاد أشقر (سنة ثالثة – قسم العلاقات العامة والاعلانات)، يدرسان في الصف نفسه ويتشاركان الولع نفسه بالموسيقى. الأول يعزف الغيتار والثاني ضابط ايقاع على الدربكة، ونشأت بينهما صداقة وتبادلا الخبرات الموسيقية. "بالصدفة" علمت الدكتورة شومان بإهتمامهما الموسيقي، ولأن تذوقها الموسيقى بدأ منذ الطفولة، ولأنها تملك "صوتاً جميلاً وأذناً موسيقية"، كما قالت لـ "نهار الشباب"، اقترحت عليهما انشاء ناد موسيقي في الكلية يضم الطلاب الذين يملكون موهبة العزف والغناء والذي "قد يتوسع في ما بعد ويصبح نادياً لطلاب الجامعة اللبنانية ككل".
حينذاك عرضت شومان الفكرة على مدير الكلية مصطفى متبولي الذي وافق عليها ودعمها، وانضمت اليهما الصديقة الأخرى نسرين ناصر من قسم الصحافة والتي تعزف الناي. بدأ النادي بخدمة كل الطلاب الموهوبين اذ نشر اعلاناً في المبنى يتوجه فيه الى الطلاب الذين يملكون موهبة في العزف أو الغناء ليقوموا بتجربة أداء لاختيار أعضاء النادي الموسيقي. يقول جاد أشقر ان أكثر الطلاب الذين جربوا الأداء كانوا من الفتيات المغنيات وقلة كانت من العازفين.
حددت تجربة الأداء أعضاء النادي وهم: ثلاثة عازفين، جاد وفادي ونسرين، و5 فتيات مغنيات، يارا بدير ورلى بحسون وسوزان حمويه وزينب صفوان وداليا ذبيان.
ولأن الجامعة غير مجهزة بستوديو خاص للعزف أوالغناء ولا تضم آلات موسيقية ولا أستاذاً في متخصصاً في الموسيقى، كان الطلاب يحملون آلاتهم معهم الى الجامعة ويستخدمون الطبقة الخامسة من المبنى ليتدربوا فيها "لأنها فارغة ولا نزعج أحداً"، كما قالت يارا بدير لـ "نهار الشباب". ولما تحولت الطبقة خلال العام الجامعي غرفاً لأساتذة الجامعة صاروا يتدربون في غرفة الدكتورة شومان.
وتشير يارا الى ان تدريباتهم في الصوت والغناء تتم في اشراف زميلهم جاد، اذ "هو بمثابة القائد" وتكمل:"لأنه ملم بأصول الموسيقى والنوتات، يقوم بتدريبنا على الفوكاليز والغناء". أما جاد فيقول انه درس الغناء الشرقي لفترة، لكنه اعتمد على تدريباته الشخصية لتطوير مستواه في العزف، وكذلك بالنسبة الى نسرين التي تعزف العود اذ تقول:"تعلمت العزف من أيام المدرسة ولكنني أعتمد على السمع والتدريب الشخصي لتنمية قدراتي في العزف".
وعن حفلات النادي، كانت أولاها عام 2008 لمناسبة انتهاء السنة الدراسية. أما في 2009 فلم ينظم النادي احتفالاً لـ "ظروف قاهرة" كما قالت شومان. وهذه السنة أقام النادي احتفالاً موسيقياً للمناسبة نفسها كان "الغناء الشرقي" موضوعه.
وفي حديث مع الدكتور متبولي قال انه يسعى الى ادخال الموسيقى كمقرر اختياري، وأشار الى انه تحدث الى رئيس الجامعة اللبنانية زهير شكر وعميد الاعلام جورج كلاس اللذين أبديا استعدادهما لإصدار مرسوم في المقرر الجديد.
وأضاف:"لاحظت ان نظام الـ LMD يتيح المجال لمقررات تربوية لا صفيّة، وعليه فكرت لمَ لا تكون الموسيقى واحدة من المواد الاختيارية، خصوصاً ان الكلية تخرج صحافيين مستقبليين قد يتناولون الموسيقى في موضوعاتهم أو قد يكونون نقاداً موسيقيين؟".
واوضح متبولي ان المقرر يمكن اجراؤه بالتعاون مع المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفاتوار"، اذ "يقومون بإرسال أساتذة متخصصين ضمن بروتوكول معين متفق عليه مع الجامعة". وهكذا تعطى صفوف في الموسيقى للطلاب الذين يحبون الفن عموماً وللمهتمين بالموسيقى خصوصاً، مما ينمّي قدرات الشباب الذين يملكون صوتاً جميلاً أو يحبون العزف على احدى الآلات الموسيقية.
نهار الشباب