بدأ اليوم بقداس إلهي ترأسه المطران عودة في كاتدرائية القديس جاروجيوس للروم الأرثوذكس وشاركت فيه أسرة المدرسة وجمع من المؤمنين.
بعد الصلاة، توجه الجميع الى حفل استقبال في فندق الغبريال في الأشرفية في حضور الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت ولفيف من الكهنة ووجوه سياسية وتربوية وجمع من متخرجي المدرسة.
لم تقتصر كلمة مديرة المدرسة نايلة ضعون على الترحيب، بل عرضت المقاربة التربوية الملائمة لحاجات القرن الواحد والعشرين التي تتبناها المدرسة من خلال أحدث وسائل التكنولوجيا التي تسهل عمل المربين… والمتعلمين". وأعلنت أن "مدارس بيروت الأرثوذكسية تسعى دوماً الى تحقيق تحول كياني يبدأ من الشخص ومنه وبه"…
أما المطران عودة فشرح أمام الحضور "مميزات مدرسة تؤسسها الكنيسة، وهي رسالة بناء الإنسان المتكامل". ووضع أطراً محددة لدور المدرسة التابعة للكنيسة التي "لا تكتفي بالتلقين، ولا تحصر مهمتها بالتعليم والتربية فقط، بل تحفز التلميذ من خلال برامجها على اكتشاف ما زرعه الله فيه من أبعاد إنسانية". ونوه بمكانة الخدمة الاجتماعية فيها، "فتلامذة المرحلة الثانوية يقومون بما يوازي مئة وخمسين ساعة عمل تطوعي في المؤسسات الأهلية ليكتشفوا من خلال آلام الآخرين وشقائهم عظم العطايا التي أغدقها الله عليهم".
وخص عودة قسماً من كلمته للعودة الى عراقة مدرسة الثلاثة الأقمار التي "خرجت الكثير من كبار وطننا، نذكر منهم الأديب جرجي زيدان والدكتور نقولا يوسف فياض ومؤسس جريدة النهار جبران إندراوس التويني والشاعر بشاره الخوري المعروف بالأخطل الصغير والبطريركين غريغوريوس الرابع حداد وثيودوسيوس أبو رجيلي وغيرهم". وتناول أيضاً أبرز من توالى على إدارتها، وهم الأستاذ نعمة يافث، الدكتور جبور عبد النور، ريمون أبو حلقة، جورج فرح، والبطريرك إغناطيوس الرابع هزيم عندما كان شماساً، وبعده الأرشمندريت غريغوريوس الصليبي. وختاماً، تناول عودة في كلمته ما خلفته الحرب اللبنانية على المدرسة التي "دمرت مكتبتها ومختبراتها، مشيراً إلى "أننا لم نغلق مدرسة الثلاثة الأقمار بل جاهدنا لكي نعيد إطلاقها لتتابع رسالتها".
وعلى هامش اللقاء، تحدث الفنان التشكيلي الياس ديب وهو أحد متخرجي المدرسة عن الأعوام التي عاشها، لا سيما في العام 1963 حيث كانت تعرف بكلية الثلاثة الأقمار. فهي كما قال الصرح الذي علمه مناهضة التعصب الطائفي وحثه على تمرس اللغات الأجنبية واللغة العربية قولاً وكتابة. أما ميشال طرابلسي وهو من دفعة متخرجي 2010 فيذكر من المنهج الوسائل التكنوتربوية التي كانت تسهل تدريس المواد كلها. ولا ينسى أهمية الحصص اللاصفية، لا سيما حصة الرقص التي حاول إتقانها".
أما تسميتهم الثلاثة الأقمار، فلأنهم لمعوا في سماء الكنيسة التي تعيّد لكل واحد فيهم على حدة. وتشير النشرة الى أن ذكرى باسيليوس الكبيرهي في 1 كانون الثاني، وكان رئيس أساقفة قيصرية كبادوكية توفي عام 379 وازدهرت في عهده الرهبنة الاجتماعية والمستشفيات وله مؤلفات عدة نسكية وعقائدية ووعظية".
وبحسب النشرة، "نحيي ذكرى القديس غريغوريوس في 25 كانون الثاني، وكان رئيس أساقفة القسطنطينية وأحد آباء الكنيسة ومعلميها العظام… توفي عام 391 ولقب باللاهوتي بسبب سمو معاني أقواله اللاهوتية". ونحتفل بذكرى القديس يوحنا الذهبي الفم في 13 تشرين الثاني. هو رئيس أساقفة القسطنطينية. توفي عام 407 ولقب بالذهبي الفم لفصاحته. فقد كان غزير الإنتاج وقد وصل الينا من مؤلفاته 1447 مقالة و249 رسالة".