فعلتها أخيراً واحدة من أعرق الإمبراطوريات الإعلامية في العالم، عندما ارتضت مكرهة على شرب الكأس المرّة، عبر بث الإعلانات التجارية، إنقاذاً لها من إمكانية التوقف نهائياً عن البث
مع حلول العام 2014. وهو التاريخ الذي حددته الحكومة البريطانية لوقف تقديم أي دعم مادي لكامل خدمات الإذاعات العالمية التابعة «لهيئة الإذاعة البريطانية» الناطقة بما لا يقل عن مئتي لغة.
ويجيء هذا التدبير الاحترازي بعد فترة من خفض الميزانية المعتمدة بنسبة 16 في المئة، ومباشرة الاستغناء عن مئات عدة من الموظفين، إثر دراسة ميدانية تناولت الجدوى الاقتصادية من بقاء وتفعيل وجود كمّ هائل من الذين يقبضون رواتب وبدلات خدمات إعلامية متفرقة، سواء في بريطانيا أو في المكاتب المنتشرة في عواصم العالم. وستكون البداية تجريبية من برلين مدتها 12 شهراً، وتقضي ببدء بث نشرة إعلانية خاصة بالسلع والمنتجات الألمانية، مدتها نصف دقيقة على أن تسبق نشرات الأخبار، في قنوات وإذاعات «بي بي سي».
وتأتي هذه الخطوة سط اعتراض من مدراء مخضرمين وسابقين على الخطوة الإنقاذية. والحذر المطروح يتناول مصداقية «بي بي سي»، التي لن تستطيع مهما فعلت حماية موضوعيتها التي تعتدّ بها من دون أي مساس. فالإعلان ما دخل قطاعاً إلا وأفسده، لأن المعلن يدفع بدل ما يريد ترويجه، وهو غير قابل للنقاش. ومن هنا بادر القسم العربي في «هيئة الإذاعة البريطانية» يوم الخميس في 19 كانون الثاني الجاري إلى إطلاق ما يشبه الاستفتاء على هذه السابقة، عبر الطلب من المستمعين الرد على السؤال التالي: «كم تعتقد أن الموضوعية ستتأثر بفعل هذه الخطوة؟» وانهالت الاتصالات مركزة على عدة جوانب، أبرزها أن نسبة عالية جداً من المتابعين أدمنوا متابعة وتصديق ما تقوله المحطة، والثقة بكل التحليلات السياسية والاقتصادية التي يطلقها خبراء أجانب وعرب من خلالها، انسجاماً مع منطق المعلوماتية السائد حالياً، والذي تعتمده «بي بي سي» منذ نشأتها.
وإذ اعترف آخرون بتأثير ما سيطرأ على التوازن والجدية والمباشرة في قول الحقائق عبر هوائي المحطة، فإنهم أشاروا إلى خطوط حمر يستحيل تجاوزها أو المسّ بها على الصعيدين المهني والأخلاقي، وعدم الاستعداد لتقديم تنازلات من أي نوع ضمن هذين الإطارين.
الميزانية السنوية لهذه الامبراطورية التي لا تغيب عن سمع العالم 270 مليار جنيه إسترليني، وتكمن المشكلة الأساسية في نظرتين ومفهومين هما: من يتحدث عن الأثر النفسي والثقافي الذي تتركه برامج وتحليلات قنوات وإذاعيات «بي بي سي» بفروعها وامتداداتها؟ ومن يسأل لماذا لا نعثر على باب يرد جزءاً مما نصرفه، حتى لا تظل بريطانيا محكومة بقول أحد أهم زعمائها ونستون تشرشل: «إذاعاتنا أسهمت في حكمنا العالم لفترة طويلة من الوقت».
إنها على كل حال المرة الأولى منذ 90 عاماً التي تبادر فيها «بي بي سي» إلى قبول فكرة الإعلانات عبر أثيرها لتأخير موعد استسلامها، وتوقفها عن البث بعد عامين.
ويجيء هذا التدبير الاحترازي بعد فترة من خفض الميزانية المعتمدة بنسبة 16 في المئة، ومباشرة الاستغناء عن مئات عدة من الموظفين، إثر دراسة ميدانية تناولت الجدوى الاقتصادية من بقاء وتفعيل وجود كمّ هائل من الذين يقبضون رواتب وبدلات خدمات إعلامية متفرقة، سواء في بريطانيا أو في المكاتب المنتشرة في عواصم العالم. وستكون البداية تجريبية من برلين مدتها 12 شهراً، وتقضي ببدء بث نشرة إعلانية خاصة بالسلع والمنتجات الألمانية، مدتها نصف دقيقة على أن تسبق نشرات الأخبار، في قنوات وإذاعات «بي بي سي».
وتأتي هذه الخطوة سط اعتراض من مدراء مخضرمين وسابقين على الخطوة الإنقاذية. والحذر المطروح يتناول مصداقية «بي بي سي»، التي لن تستطيع مهما فعلت حماية موضوعيتها التي تعتدّ بها من دون أي مساس. فالإعلان ما دخل قطاعاً إلا وأفسده، لأن المعلن يدفع بدل ما يريد ترويجه، وهو غير قابل للنقاش. ومن هنا بادر القسم العربي في «هيئة الإذاعة البريطانية» يوم الخميس في 19 كانون الثاني الجاري إلى إطلاق ما يشبه الاستفتاء على هذه السابقة، عبر الطلب من المستمعين الرد على السؤال التالي: «كم تعتقد أن الموضوعية ستتأثر بفعل هذه الخطوة؟» وانهالت الاتصالات مركزة على عدة جوانب، أبرزها أن نسبة عالية جداً من المتابعين أدمنوا متابعة وتصديق ما تقوله المحطة، والثقة بكل التحليلات السياسية والاقتصادية التي يطلقها خبراء أجانب وعرب من خلالها، انسجاماً مع منطق المعلوماتية السائد حالياً، والذي تعتمده «بي بي سي» منذ نشأتها.
وإذ اعترف آخرون بتأثير ما سيطرأ على التوازن والجدية والمباشرة في قول الحقائق عبر هوائي المحطة، فإنهم أشاروا إلى خطوط حمر يستحيل تجاوزها أو المسّ بها على الصعيدين المهني والأخلاقي، وعدم الاستعداد لتقديم تنازلات من أي نوع ضمن هذين الإطارين.
الميزانية السنوية لهذه الامبراطورية التي لا تغيب عن سمع العالم 270 مليار جنيه إسترليني، وتكمن المشكلة الأساسية في نظرتين ومفهومين هما: من يتحدث عن الأثر النفسي والثقافي الذي تتركه برامج وتحليلات قنوات وإذاعيات «بي بي سي» بفروعها وامتداداتها؟ ومن يسأل لماذا لا نعثر على باب يرد جزءاً مما نصرفه، حتى لا تظل بريطانيا محكومة بقول أحد أهم زعمائها ونستون تشرشل: «إذاعاتنا أسهمت في حكمنا العالم لفترة طويلة من الوقت».
إنها على كل حال المرة الأولى منذ 90 عاماً التي تبادر فيها «بي بي سي» إلى قبول فكرة الإعلانات عبر أثيرها لتأخير موعد استسلامها، وتوقفها عن البث بعد عامين.
محمد خضر السفير