على التردد 92.3 FM،للبنانيين في الاغتراب حيث الحنين الى الوطن يمعن دغدغة في النفوس
في المدرسة المركزية في جونية، تتخد الإذاعة لنفسها ستوديوات مجهزة التقنيات الحديثة والمتطورة للتسجيل. صور الرهبان الموارنة على الجدران والمكاتب. تؤثر الاذاعة نشر التراث الماروني، لثلاث ساعات في اليوم الواحد. يخبرنا الأب سقيّم عن البرامج الدينية: "من السابعة الى الثامنة صباحاً، من الثانية عشرة ظهراً الى الأولى من بعد الظهر، ومن السادسة الى السابعة مساء، تصدح الاذاعة بالترانيم الدينية والتعاليم المسيحية التي نعتبرها جزءاً من ثقافة الانسان في البحث عن معنى وجوده بين الكائنات". هو الدين من زاوية فلسفية كما تقاربه الاذاعة، أو من زاوية ثقافية حتى لا تتحور المعاني عن مقاصدها الحقيقية.
ثلاثة أشهر مضت على ولادة الاذاعة. رغم انها لم تنل الرخصة الى اليوم، الا انها ملتزمة قوانين الاعلام المرعية الاجراء، بتأكيد الأب سقيّم. صحيح ان البث يقتصر على مناطق في محافظتي جبل لبنان وبيروت، الا ان العمل جار على توسيع رقعة الانتشار، مع المحافظة على نوعية الارسال.
الى مدير البرامج، "المراسل" في LBCI سابقاً عبدو الحلو، يحيلنا الأب سقيّم لتعريف القارئ والمستمع على البرامج. لكنه يؤكد: "نحن لا نعمل في السياسة، لا من قريب ولا من بعيد". أتستضيفون سياسيين؟ "نعم، ولكن للتكلم بالثقافة، فقط".
يثني عبدو الحلو على كلام الاب سقيّم. يكرره بإسلوب آخر انطلاقاً من الغاية السامية للإذاعة: "اعادة احياء الثقافة التي امتازت بها بيروت في ثمانينات القرن الماضي". قد يظن البعض خطأ ان للاذاعة طابعاً دينياً صرفاً، مع بعض الخروق الثقافية. في الحقيقة، العكس هو الصحيح. الحلو يتولى التوضيح: "تتخلل ساعات البث من السابعة صباحاً الى الثانية عشرة منتصف الليل ثلاث ساعات للتثقيف الديني، لتأخذ البرامج الثقافية الأخرى حقها من الوقت المتبقي كاملاً". يقصد بالبرامج الثقافية تلك التي تتطرق الى الموضوعات الأخلاقية، الاجتماعية، التاريخية، التربوية، الفنية الراقية، الزراعية التثقيفية، الى فقرات للإرشاد في القيادة، ودور الصليب الأحمر، فالبورصة والتكنولوجيا وبرامج الأولاد، وبرنامج خاص عن روما والقداسة لمواكبة تحضيرات زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر المرتقبة الى لبنان. العربية هي اللغة المعتمدة، "والعمل جار على ادخال اللغتين الانكليزية والفرنسية في البرمجة في أقرب وقت ممكن".
أغنيات السيدة فيروز، وديع الصافي وسواها من كبار الفن الأصيل تطرب آذان المستمعين، تحلّي أوقاتهم وتنتشلهم من عمق الضجيج. يقول الأب سقيّم: "الناس شتاقوا". نسأله عن وجود تنافس بين "لبنان الثقافي" وإذاعتي "صوت الشعب" و"صوت المحبة" المعروفتين بنوعية برامجهما التراثية خصوصا. ينفي. لا تروقه كلمة تنافس بقدر ما يفضل وصف الحالة بالتكامل. "الاذاعات تكمّل بعضها بعضاً، وأي نقص في إحداها يعوّضه المستمع بالأخرى، بحسب ميوله وخياراته".
من يموّل الاذاعة؟ سؤال يفرض نفسه. يشكر الأب سقيّم "الأشخاص الذين قدموا أنفسهم لخدمة الثقافة في الاذاعة من دون أجر ذي قيمة. الرهبانية المارونية تغطي بعضاً من النفقات، لتتحمل الاعلانات مسؤولية البعض الآخر". أكثر ما يجعله مكتفياً، الى الرسالة التي ينشرها، "تجاوب الناس غير المتوقع مع المادة التي تُقدم". هذه الرسالة، بالنسبة اليه، هي الشمعة التي أُضيئت فيما الآخرون على المقلب الثاني يلعنون الظلام.
على 92.3 FM “لبنان الثقافة” إذاعة جديدة تعيدنا الى بيروت الثمانينات
يقول الأب وديع سقيّم، المدير المسؤول عن إذاعة "لبنان الثقافة" لـ "النهار": "لسنا إذاعة فئة أولى، ونحن أحوج ما يكون الى الثقافة؟". برامج تتنوع بين التربية والمسرح والموسيقى والتكنولوجيا والسينما والكتاب
مع تراتيل ومقاطع انجيلية تحمل بصمة الرهبانية اللبنانية المارونية التي أسستها. الموقع الالكتروني www.Radiolibanculture.com والشعر،
فاطمة عبدالله / النهار