حاضر راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان الاب انطونيوس ابراهيم عن "تحديات وواقع الاقباط عبر التاريخ " في الجامعة الاميركية للتكنولوجيا AUT الفيدار – حالات، حضرها رئيسة الجامعة غادة حنين وعمداء
الكليات ومدرائها ومدراء مدارس وطلاب.
بعد النشيد الوطني، القى نائب رئيس الجامعة للشؤون الخارجية مارسيل حنين كلمة اشار فيها الى ان "هذه المحاضرة تندرج في اطار سلسلة محاضرات بدأتها الجامعة منذ سنة حول واقع مسيحيي الشرق ودورهم في بناء المجتمع وازدهاره"، مشددا على ان "الغاية هي تنوير الطلاب لكي يتمكنوا من فهم الآخر وتعزيز حس الانتماء الى محيط اكبر وتنمية روحية التنوع واكتشاف عمق الديانات والحضارات المختلفة في الشرق".
ابراهيم
وتحدث الاب ابراهيم عن واقع الاقباط وتاريخهم وولادة كنيستهم، معتبرا أن "اسم أقباط يعود الى بقايا الأمة المصرية العريقة في الحضارة، وان ولدت الكنيسة القبطية ولدت من تعاليم القديس مرقس الذي بشر بالمسيحية فيها في أيام الحاكم الروماني نيرون في القرن الأول، وان بطاركة الإسكندرية وباباواتها لعبوا دورا قياديا في اللاهوت المسيحي، وقد رأس البابا كيرلس – بابا الإسكندرية – المجمع المسكوني في مدينة أفسس سنة 431 م".
وأشار إلى أن "الكنيسة القبطية لعبت ايضا دورا هاما في الحركة المسيحية العالمية وكانت من بين الرواد الذين أنشأوا مجلس الكنائس العالمي، وظلت عضوا في هذا المجلس حتى عام 1948 وهي أيضا عضو في مجلس كل كنائس أفريقيا ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وتلعب دورا هاما في إدارة الحوار لحل الاختلافات الجوهرية بينها وبين كنائس الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين والمشيخيين والبروتستانت".
وأوضح أن "الرهبنة في مصر نشأت في أواخر القرن الثالث وازدهرت في القرن الرابع بفضل تعاليم آباء برية وكتاباتهم، وكانت ذات تأثير هام في تكوين شخصية الكنيسة القبطية في الطاعة وتجلى ذلك بوضوح في أقطاب ثلاثة هم انطونيوس أب الرهبان وباخوميوس أب الشركة الرهبانية والأنبا بولا أب السواح".
وسلط الضوء على "ازدهار الكنيسة القبطية حيث ظلت مصر مسيحية حوالى 4 قرون بعد الفتح العربي لها، ثم بدأ الوجه المسيحي لمصر يتبدل مع الكثير من القيود وصارت في غالبيتها إسلامية عند نهايات القرن الثاني عشر، لكن حال الأقباط تحسن في بدايات القرن التاسع عشر مع حكم محمد علي 1855م الذي اتسم بالإستقرار والتسامح وثورة 1919 الشاهدة على وحدة مصر الحديثة وتجانسها بعنصريها المسلم والقبطي، وهذه الوحدة تبقي المجتمع المصري واحدا أمام تعصب الجماعات المتطرفة الذين يضطهدون الاقباط ويرهبونهم".
ورأى أن "الحل هو في يد العقلاء من المسلمين والمسيحيين، فالمشكلة ليست فى فعل الأشرار وإنما فى صمت الأخيار". ودعا الى "الاهتمام أولا بالتنمية الشاملة لكل المناطق، ولقضاء على ا لفساد والبطالة، تعميق الممارسة الديموقراطية وإزالة حالات الاحتقان السياسي وتقوية الحياة الحزبية ومنحها مزيدا من الحرية، الارتقاء بمستويات التعليم المتنوعة، ونشر وتفعيل قيم التسامح".
وطالب ب"تحقيق المساواة عبر إلغاء قرار عدم السماح بترميم الكنائس وبنائها وتيسير الحصول على التراخيص والتصاريح للتنفيذ وفتح مساحة إعلامية للمسيحيين في القنوات المحلية الخاصة بالدولة، وان تكون الدولة للجميع ويشترك الجميع في بنائها وان يكون التوظيف للجميع على اساس الكفاءة والاداء والانتاج قبل ان يقوم على اساس ديني، وتنقية البرامج الدراسية وتنقيحها وإعطاء مادة التربية المدنية مكانة أساسية ينشأ من خلالها الجميع على حب الوطن،والكف عن التراشق وتبادل التهم والشتائم من جانب إلى آخر، ومحاسبة كل من يحاول بث الحقد والتعصب".
وناشد "كل ذوي الارادة الصالحة والحرة والمستقيمة مد يد العون لجميع المواطنين للخروج من الازمات واجواء التوتر والعنف الديني من أي جهة كانت حتى يحصل الجميع على حقه في العيش السليم وممارسة عبادته بحرية تامة دون قيد أو شرط ".
الوكالة الوطنية للإعلام