برزت في أواخر القرن العشرين جرائم المعلوماتية التي تختلف جذرياً، كمّاً ونوعاً، عن الجرائم الشائعة وتفوقها خطراً؛ اذ يستعين المجرم لارتكابها بالأجهزة المعلوماتية وصفحات الانترنت، فينقض على ضحاياه ويعتدي على المعلومات المنقولة عبر شبكة الاتصالات، ما يفرض وجود نظام حماية آمن وفعّال يردع انتشارها محلياً ودولياً.
من هنا، كان لا بد من الإضاءة على ماهية تلك الجرائم وما يقوم به المسؤولون عملياً، على الصعيد المحلي خصوصا، لملاحقتها والحد منها، ولا سيما بعد استحداث وحدة خاصة في قوى الأمن الداخلي لمكافحتها، مع استمرار غياب التشريعات القانونية الخاصة وقصور القوانين الوضعية المرعية الإجراء عن حماية المتضررين من التعدي.
تطلّبت ثورة المعلومات التي شهدتها الأعوام الأخيرة من القرن الماضي، مع التطور الهائل في التكنولوجيا، سرعة في انتقال المعلومات وتبادلها على امتداد الدول، فكانت شبكة الانترنت التي ربطت بين معظم بلدان العالم، والتي لا تزال تشهد الى يومنا هذا مزيداً من التحديث وإدخال برامج ومواقع جديدة اليها، ما يزيد بالتالي من إقبال المستخدمين عليها، حيث لم يعد الولوج الى تلك الشبكة يقتصر على تقصّي المعلومات وتبادلها بقصد المعرفة أو تصريف الأعمال المختلفة، في عصر تعتبر فيه السرعة من المقومات الأساسية، بل تعدّى ذلك حتى أصبح في إمكان أي كان أن يستخدم الانترنت للتسلية والترفيه والدردشة مع الأصحاب والتعرف على أشخاص جدد، وإقامة صداقات جديدة وممارسة عدد من النشاطات والهوايات وأمور كثيرة أخرى. كل ذلك يبدو جيداً، لكن شبكة الانترنت التي اجتاحت العالم، بعدما كان استعمالها مقتصراً بشكل أساسي على تلبية الحاجات الحربية والعسكرية الاستخباراتية للولايات المتحدة الأميركية، لم تستخدم من أجل إفادة الناس وتسهيل أعمالهم وتسريعها فحسب، ففي العقود القليلة الماضية بدأت تُستغل لممارسة نوع مستحدث من الجرائم، منها ما هو تجاري ويُعرف بعمليات النصب والاحتيال كالتزوير الالكتروني واختلاس الأموال والابتزاز والتهديد، الى خرق المواقع الالكترونية والعبث بها والتعدي على الخصوصيات، وصولاً الى الارهاب الدولي عبر الانترنت وغيرها من الأمور التي توضع في خانة جرائم المعلوماتية. وقد شاعت اخيرا مشاكل جمّة تواجه مستخدمي الانترنت والمشتركين في مواقع التعارف، التي يُساء استخدامها أحياناً كثيرة بطريقة تصبح معها حياة الأفراد كابوساً لا ينتهي، وسط جهل عدد كبير من المستخدمين أن الهدف الرئيسي من إنشاء تلك المواقع هو استخباراتي بحت.
شوّه سمعتها على الـ Facebook… ليسترجعها
وفي حال عدم استخدام الانترنت مباشرة أو الاشتراك في أحد تلك المواقع، قد لا يكون المرء في منأى عن الأذى الذي قد يتسبب به آخرون. تماماً كما حصل مع إحدى الفتيات التي كانت ضحية الـ facebook، أحد مواقع التعارف على الانترنت، وقد رفضت الكشف عن اسمها والاسهاب في الحديث عن الموضوع نظراً الى حساسيته وكون التحقيق ما زال جارياً.
كانت تلك الشابة في الواقع ضحية خطيبها السابق، الذي شوّه سمعتها عندما انفصلت عنه، عبر عرضه على الـ facebook فيلماً إباحياً خاصاً كانت صورته معه في فترة الخطوبة، مستخدماً إياه كوسيلة ضغط كي تعود اليه، محوّلاً بذلك حياتها وحياة أهلها جحيما لا يُطاق. وقد وضعت الشابة قضيتها في عهدة الجهات المختصة، التي تنسق مع الانتربول وشرطة إحدى الدول العربية، حيث الجاني حالياً، لإلقاء القبض عليه.
سرقوا معلوماتها من السيارة
ولا يسعنا القول إن جرائم المعلوماتية تُرتكب فقط عبر الشبكة العنكبوتية، فكل الأعمال المخالفة والممارسات المشبوهة التي يقوم بها المجرمون عبر أجهزة المعلوماتية أو الحواسيب تندرج في إطار تلك الجرائم، سواء تضمنت تلك الأعمال خرقاً للكمبيوتر أو عبثاً ببرامجه أو حتى سرقته.
جويس، تعمل في إحدى محطات التلفزة، تعرضت لسرقة الكومبيوتر المحمول الخاص بها laptop من قبل عصابة تعمل على سرقة الحواسيب للاتجار بها، لكن laptop جويس شكّل مادة دسمة بالنسبة الى العصابة، التي فكّر أفرادها باستغلال المعلومات التي يحتويها تحضيراً لعملية ابتزاز لجني الأموال أو تحقيق مآرب أخرى.
"كنت قد وصلت الى أحد المطاعم لتناول الغداء، وأعطيت سيارتي للـ valet parking ليركنها، وبعد زهاء ساعتين توجهت لتسلّمها فبادرتني إدارة المطعم بالقول انني لا أستطيع تسلم السيارة كون الزجاج كان محطماً علماً انه عازل (؟)، وقد سرق الكمبيوتر المحمول. اتصلت فوراً على رقم الطوارئ 112 وأحالوني على مخفر درك المنطقة، وحضر رجال الشرطة الى المنطقة لمعاينة مسرح الجريمة وأخذ الافادات، وجرى تحقيق مع بعض الشهود في مكان الحادث وعدد من المشتبه بهم الذين أوقفوا ليُخلى سبيلهم في ما بعد على ذمة التحقيق. وانتقلت بعدها القضية الى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، الذي بذل عناصره جهوداً حثيثة حتى توصلوا الى معرفة السارق، رغم التحديات والصعوبات التي تواجه عملهم إن على مستوى الروتين الإداري أو جرّاء التقصير في ملاحقة القضايا من المسؤولين المطلوب منهم إعطاء المعلومات الضرورية لمقتضيات التحقيق، وخصوصاً من الخارج حيث تغيب الجدية في التعاطي مع الأجهزة اللبنانية وتغيب أيضاً آلية إدارية تسهّل عمل الأجهزة الأمنية. لكني اعتقد انه في ظل وزارة يشغلها وزير شاب غير محسوب على أحد، يمكن تفعيل الأداء والتوصل الى أفضل النتائج في المستقبل القريب".
وعن هدف السرقة تقول جويس انها حصلت لمجرد السرقة من دون وجود خلفيات مسبقة، غير انه وبعد الاطلاع على المعلومات التي يحتويها الـ laptop، فكّر السارقون في التحضير لعملية ابتزاز أو تهديد بغية تحقيق مطالب معينة، "لكن مع إصراري الشديد على متابعة القضية وإيماني بأنه لا يضيع حق وراءه مُطالب، وثقتي بعناصر الشرطة، استرجعت الـ laptop الذي أعتبر أنه، مع المعلومات التي يحتويها، من خصوصياتي التي لا يحق لأحد الاطلاع عليها أو العبث بها أو استغلالها لتنفيذ مآرب خاصة، وسأتابع القضية حتى إلقاء القبض على كامل أفراد العصابة ونيلهم العقوبة المناسبة". أما عن علاقة الـ valet parking بالسرقة، فتقول جويس انها لا تتهم أحداً، "لكن إدارة المطعم تتحمل، على الأقل، مسؤولية الإهمال والتقصير وعدم حماية الزبائن على النحو المطلوب".
وتقول مصادر أمنية إن العصابة التي تعمل على سرقة الحواسيب مؤلفة من عدة أشخاص من مناطق مختلفة، مركزها الأساسي في حيّ السلم، وأحد أفرادها صاحب سوابق كان مسجوناً وأخلي سبيله منذ 3 أشهر، ولا تزال الأجهزة الأمنية تلاحقهم رغم اختبائهم في أماكن مخفية يصعب الوصول اليها. يُذكر ان تلك العصابة قامت بأكثر من 15 سرقة لأهداف مختلفة، تقدم المتضررون جراءها بشكاوى لدى أجهزة الأمن المختصة التي تتابع الملفات.
مكتب المكافحة: جرائم عابرة للحدود
كان لا بد لتنامي جرائم المعلوماتية وتنوعها وابتكار أساليب جديدة للإجرام عبر الانترنت، ان تترافق حتماً مع تطوير الاجراءات الأمنية الخاصة بمكافحتها عبر العالم، إذ تتحرك أجهزة أمنية متنوعة وسريعة للملاحقة، كمنظمة الانتربول الدولي ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وجهات كثيرة أخرى محلية ودولية، حيث ان طبيعة تلك الجرائم تعتبر "عابرة الحدود" Transnational على حد تعبير الرائد المهندس إيلي بيطار، رئيس مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية التابع لقسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية، الذي أظهر، منذ انشاء المكتب قبل أقل من 3 أعوام، كفاءة عالية في ملاحقة مرتكبي تلك الجرائم وتوقيف معظمهم. علما ان الصراع السياسي كان على أشدّه، قد فرض بعض الجهات تعتيماً على عدد من القضايا ووضع حواجز صعبة امام التحقيقات، اضافة الى قلة وعي المسؤولين خطورة جرائم المعلوماتية وتأثيرها الواضح في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، وعدم التجاوب او التحرك في البدايةً للحدّ من تلك الظاهرة من الشركات المعنية مباشرة بالموضوع، كشركات الانترنت والاتصالات المتوجب عليها تأمين التقنيات اللازمة لبلوغ التحقيقات أهدافها المنشودة.
لكن كيف هي الحال اليوم مع التغييرات التي استجدت على الصعيد اللبناني والتي ينتظر ان تكون في خدمة تطوير العمل الأمني تحديداً، وان تُتخذ ركيزة لدعم الاستقرار؟
قبل الاطلاع على عمل المكتب حالياً لا بد من التعريف بجرائم المعلوماتية التي تُصنّف بين جرائم تستهدف الحاسوب أو الأجهزة التقنية أو المعلومات، كخرق جهاز معلوماتي وسرقة المعلومات أو تعديلها أو اتلافها، وأخرى تكون الأجهزة المعلوماتية وسيلة يتم عبرها اقتراف الجرم، كالاتجار ببطاقات الائتمان والتهديد عبر الانترنت وغير ذلك. ويوضح بيطار ان للمكتب دورا اساسيا في قمع هذه الجرائم ونشر التوعية اللازمة لمنع حصولها.
"في الماضي البعيد، كان يتم حفر المعلومات بصلابة على الحجارة لصونها من الضياع أو العبث، وفي يومنا الحالي نجد المعلومات متطايرة في الدوائر الالكترونية وخطوط الاتصالات cables بدينامية هائلة، الأمر الذي يستلزم اجراءات إدارية وأمنية تمنع فقدانها، وهذا يعني ان ايجابيات التقنيات الجديدة انعكست بوضوح على حياتنا اليومية والعملية، يقابلها عدد من الآثار السلبية ما لم يتم الحفاظ على تلك المعلومات بدقة وجدية. وبفعل انتشار التقنيات المعلوماتية الجديدة، وانتشار الانترنت تحديداً، بات الانسان يمضي المزيد من الوقت أمام شاشات الحواسيب، بالاضافة الى ان عددا من الأعمال التي كانت تتطلب وجودا فعلياً للأشخاص في مكان ما، أصبح بالامكان اليوم معالجتها من بُعد بواسطة الانترنت، مما أثر في طبيعة الجرائم التي تبدلت وتحولت من جرائم مادية كانت تحصل في الشوارع والساحات، الى جرائم معنوية تنفذ من خلال الحاسوب وعلى الانترنت عبر المواقع الالكترونية وفي غرف الدردشة". اذاً، هي جرائم عادية ترتدي طابعاً جديداً، وقد عبّر عن ذلك أحد الخبراء الأوستراليين بقوله: "انها نبيذ قديم في زجاجة جديدة".
وعن المقصود بقوله ان جرائم المعلوماتية عابرة للحدود، يشرح بيطار: "في امكان شخص في بلد معين ان يخترق حاسوباً في بلد آخر ليشن من خلاله هجوماً على حاسوب آخر في بلد ثالث، لذلك تحتّم تقنيات التحقيق تعاوناً بين البلدان الثلاثة المعنية وتبادلاً للمعلومات للتوصل الى المجرم الفعلي. لهذه الغاية، فان الجريمة المعلوماتية توجب وجود قوانين خاصة بكل بلد ومعاهدات دولية لتأمين التنسيق بين مكاتب مكافحة جرائم المعلوماتية المنتشرة حول العالم".
80 % من الجرائم تُعالج
وعن أساليب التحقيق في تلك الجرائم، وأكثرها شيوعاً: التهديد بواسطة الرسائل الالكترونية أو الرسائل القصيرة sms المرسلة عبر الصفحات الالكترونية، الى التشهير والقدح والذم على صفحات الانترنت، وخصوصا على موقع الـ facebook، وانتحال الشخصية واستخدام بطاقات الائتمان وتبادل أرقامها والاتجار بها، بالاضافة الى خرق مواقع الكترونية، وكذلك سرقة أجهزة الكومبيوتر والعبث بمحتوياتها، يعتبر بيطار "عمل المكتب أساسياً في التعاون مع مزودي خدمات الانترنت وشركات الاتصالات، ورغم الصعوبات الكثيرة على الصعيد التقني التي اعترضت عملنا في وقت مضى، غير ان الامور اليوم آخذة في التحسن، حيث يتم الكشف على حوالى 80 في المئة من الجرائم، ويبقى عدد من الشكاوى من دون علاج لعدم توافر المعلومات اللازمة، إما لخطأ تقني أو لمرور وقت طويل على الجرم، وذلك يفضي بطبيعة الحال الى فقدان المعلومات والأدلة الجرمية التي يرتكز عليها التحقيق لإثبات ارتكاب الجريمة".
ومن الصعوبات التي تعرقل التحقيق "الوقت الطويل نسبياً الذي يستغرقه تبادل المعلومات العادية عبر الانتربول عندما تحصل الجريمة بين بلدين أو أكثر"، بحسب بيطار، "وهنا تكمن أهمية معاهدة "بودابست" الدولية للجرائم المعلوماتية، التي وقّع عليها أكثر من 43 بلداً، ولبنان اليوم في صدد التحضير للانضمام اليها. ومن أهم ما تتضمنه، الى جانب التعريف بجرائم المعلوماتية، إنشاء مكتب 7/24 لتبادل المعلومات السريع، حيث أن تلك الفئة من الجرائم ذات طبيعة غير محسوسة تـتّسم بسرعة الزوال". وفضلاً عن ذلك، يتمتع المكتب بدور توعوي تتم ترجمته على أرض الواقع بموقع الكتروني خاص website يجري الاعداد له والتحضير لإطلاقه بعد زهاء شهرين أو ثلاثة، بتمويل من USAID، بغية التعريف بعمل المكتب والتوعية لجهة الاستعمال الشخصي واستعمال الشركات والمؤسسات الكبرى للأجهزة المعلوماتية، ولكل منها برامج خاصة.
بورنو الأطفال!
ويندرج أيضاً في نطاق جرائم المعلوماتية ما يُعرف بـ "بورنو الأطفال" أو Child pornography، وهو استغلال الأطفال جنسياً عبر الانترنت، الذي يتطور بشكل جدي في العالم، وهو ليس ببعيد عن المجتمع اللبناني. ووفق إحصاءات أجرتها احدى المنظمات التي تعمل على تعقّب ذلك النوع من الجرائم، فان طفلاً من بين 5 أطفال في العالم يتعرّض النوع من الاستغلال الاباحي، ما يجعل عدد ضحايا "بورنو الأطفال" يصل الى أرقام مرتفعة في عدد من الدول. ويشير بيطار الى الاهتمام الدولي بهذا الموضوع، "لكن القانون اللبناني يلحظ قصوراً في مواده، باستثناء المادة 533 من قانون العقوبات التي تنص على انه "يعاقب بالحبس من شهر الى سنة، وبالغرامة من 20 ألف ليرة الى 200 ألف ليرة من أقدم على صنع او تصدير او توريد او اقتناء كتابات او صور او رسوم او أفلام او اشارات او غير ذلك من الاشياء المخلة بالحياء بقصد الاتجار بها"، وهي ليست كافية بالطبع، فلا يُجرّم أي شخص في حوزته مواد إباحية خاصة بالأطفال في حين بدأت معظم الدول المتقدمة تعديل قوانينها تماشياً مع المستجدات، علماً أننا نعمل على اضافة مادة قانونية تتعلق بحيازة التقاط ونشر مواد إباحية خاصة بالأطفال تدين الأشخاص الذين يدخلون مواقع الانترنت ويحمّلونها صوراً او أفلاماً إباحية لأطفال".
يُشار الى أنه في العام 2000 أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت نزار فرنسيس حكماً على ناجي بشير مبسوط (مواليد 1979) قضى بسجنه 7 اشهر وتغريمه 200 ألف ليرة، بتهمة "التعرض للآداب والأخلاق العامة من طريق نشره صوراَ خلاعية اباحية تظهر ممارسة أطفال صغار أعمالاً منافية للحشمة مع راشدين". وعمل على توزيع هذه الصور عبر الانترنت على دول عدة بينها ألمانيا، من طريق غرف المحادثة الالكترونية.
التزام جزئي لعدد من شركات الانترنت و"أوجيرو" لا تطبق !
علمت "النهار" ان شركة "أوجيرو"، ومنذ بدأت العمل على تزويد خدمة الانترنت ولغاية اليوم، لا تحفظ ملفات حركة المعلومات أو ما يعرف بـ log file الضرورية لسير التحقيقات، مما يعوق عمل عناصر الشرطة ويؤخر، أو حتى يوقف عدداً غير قليل من التحقيقات. ووفق مصادر، وبناءً على إشارةٍ من النيابة العامة التمييزية، صدر تعميم على كل الشركات التي تزوّد المستخدمين بخدمات الانترنت، وخصوصا تلك التي لا تحفظ log file، بضرورة حفظ حركة المعلومات لمدة سنة. ولم تمتثل الشركات المعنية التي ادّعت ان هذا الأمر شكلي وغير أساسي، لكن بعد التحقيقات التي أجريت في مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، عمدت تلك الشركات الى حفظ المعلومات لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، فيما لغاية اليوم تبقى شركة "أوجيرو" في معزل عن الالتزام والتطبيق. وقد حاولنا الاتصال بالمدير العام للشركة المذكورة الدكتور عبد المنعم يوسف لاستيضاحه الموضوع، لكننا لم نستطع التحدث اليه لانشغاله الدائم.
ليال كيوان
( يتبع جزء ثانٍ)
جريدة النهار 04.12.2008