تراجع الأخير كي لا نقول اختفى. وفي أولى مراحل تراجعه، كان يمكن فهم بعض ما آلت إليه أحواله، من خلال إجراء بعض التعديلات على عبارة قلعي (حسني البورظان). في منتصف الثمانينيات، كان يصحّ القول: «إذا أردنا أن نعرف ماذا في «تلفزيون لبنان»، علينا أن نعرف ماذا في "أل. بي. سي».
فالأخيرة لم تكن لتنجح لولا تجرّؤها على التلفزيون الرسمي. ومع انطلاقة تلفزيون «المستقبل» مطلع التسعينيات، كان يصحّ القول أيضاً: «إذا أردنا أن نعرف ماذا في «تلفزيون لبنان»، علينا أن نعرف ماذا في «المستقبل»، لأن الأخير أيضاً استنزف تلفزيون الدولة وكفاءاته. واليوم، في ظلّ ما يحكى عن منافسة بين شاشتي «أل. بي. سي» و«الجديد»، بات سهلاً القول: «إذا أردنا أن نعرف ماذا في «أل. بي. سي»، علينا أن نعرف ماذا في «الجديد».
قد لا تكون هذه العبارة دقيقة تماماً في المراحل الثلاث، وخصوصاً أنّ الشاشات الخاصة ليست وحدها ما أساء إلى التلفزيون الرسمي. لكنها غير دقيقة تحديداً، إذا رُكن إليها لفهم ما يحصل اليوم في قناتي «أل بي سي» و«الجديد». إذ لا يمكن اختصار الأمر بالقول إنه مجرد منافسة بين محطتين على جمهور نشرة الأخبار، كما بات شائعاً. صحيح أنّ المعطيات تشير إلى تراجع في نسبة مشاهدي أخبار «أل بي سي»، وتفوّق «الجديد» عليها، لكنّ هذا غير كافٍ ليبرّر كلّ هذا التحوّل الذي تشهده نشرة أخبار الأولى في أدائها. وهو تحوّل بدأ الإعلان الرسمي عنه في أيار 2011، مع استقبال «أل بي سي» الإعلامية أوكتافيا نصر صاحبة شركة(Bridges Media Consulting) للقيام بمهمة استشارية إلى المحطة تستمرّ ستة أشهر. وبغض النظر عما تردّد إعلامياً عن أداء نصر في هذه المهمة، لم تتأخر «ال بي سي» في إعلان انطلاقة النشرة في حلّتها الجديدة نهاية تشرين الأول (أكتوبر) 2011، حاملة شعار «القصة كلّها». حلّة «تتميز بحركة وديناميكية بعيداً من الأسلوب التقليدي الجامد»، والأهم أنّ مشاهد المحطة سيكون «أوّل من يعلم». وبناءً على هذه القاعدة، بدأت المحطة تغيّر استراتيجيتها. اختصار الوقت المخصص للنشرة، تفعيل النقل المباشر وإتاحة الفرصة أمام المشاهدين غير المهتمين بالأخبار للانتقال إلى شاشة حمراء رديفة.
بين مرحّب ومنتقد، تعثّرت النشرة حيناً ونجحت حيناً آخر، إلى أن خُطف اللبنانيون الـ 11 في سوريا. رغم سوء الخبر، كان أهل الضاحية الجنوبية على موعد مع مفاجأة سارة. لقد دخلت «ال. بي. سي» إلى منطقتهم، لتنقل مباشرة، وبشكل شبه يومي، خبراً ينامون ويعيشون على وقعه: مصير 11 زائراً إلى الأماكن المقدسة.
مقدّمة الأخبار
قيل الكثير عن أسباب هذه التغطية الكثيفة من قبل محطة لم تتجاوز فيها أخبار الضاحية يوماً الإطلالات أو المؤتمرات الصحافية للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. حتى الدمار الذي شهدته في حرب تموز 2006 كاد يغيب عنها. لكن أبرز ما قيل يتعلق بنشوء منافسة حامية بين «الجديد» و«ال. بي. سي» على جمهور الأخيرة الواسع، وخصوصاً في المناطق التي تقيم فيها أكثرية تنتمي إلى الطائفة الشيعية. ارتفعت الأصوات التي تقارن بين أداء المحطتين، تشيد بسبق هنا، وآخر هناك. وتناقل المتابعون أخباراً عن عروض تلقاها مراسلون من الأولى للعمل في الثانية. لكن المقارنة لم تحتدم إلا مع انتشار مقدمة «أل. بي. سي» الشهيرة: «جمهورية العار» في 31 تموز (يوليو)الفائت.
كثيرون أحبّوا مضمون المقدمة، ووافقوا عليه، لكنهم استنكروا لجوء أكثر المحطات اللبنانية مهنيةً في نشرة الأخبار إلى عمل يوصف بغير المهني: كتابة افتتاحية لنشرة أخبار متلفزة. وهو ما تفعله «الجديد» منذ أكثر من عشر سنوات، متحملة سهام النقد كما الإعجاب. أثارت المقدمة الكثير من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما أشار إلى النفس اليساري الغريب عن هوية المحطة اليمينية تاريخياً. ومع نقل المحطة المباشر لاحتفال القوات اللبنانية في عيدها (23 آب/ أغسطس الفائت)، تزايدت التعليقات عن معنى مقدمات إخبارية مماثلة في محطة لا تستطيع أن تنفصل عن تاريخها (قل جمهورها التقليدي). وهي تعليقات قد تكون في مكانها في حال كان للـ«أل بي سي» مشروع تغييري فعلاً كما اعتقد البعض. لكن هذا ما لم تفعله منذ إعلانها بيانها الشهير بالانفصال عن «القوات اللبنانية». كما أنها على مدى أكثر من ربع قرن، كانت محاصرة بخطوط حمراء، تضمن استمراريتها. في المرحلة الأولى لتأسيسها، كانت محطة «القوات اللبنانية». وبعد الطائف، كان عليها مراعاة من منحها الترخيص. هادنت الراعي السوري، ورضيت بأن تكون «حصة المسيحيين» في حفلة توزيع المحطات التلفزيونية على الطوائف والسياسيين خلال ما قيل بأنّه «تطبيق» لقانون الإعلام المرئي والمسموع الشهير. بعد عام 2005، انحازت المحطة بوضوح إلى فريق 14 آذار، قبل أن تدخل إلى المحاكم لمواجهة والدها الروحي: سمير جعجع. واليوم، وهي تخرج من معركتها الأخيرة مع الوليد بن طلال، تجد نفسها أمام استحقاق جديد. ما هو؟ لا أحد يعرف.
المصير المجهول
يمكن وصف ما يجري اليوم بأنّه محاولة هروب إلى الأمام من قبل محطة تلفزيونية تواجه التحدّيات الكثيرة التي اعترضتها ولا تزال. لكن عندما يكون الحديث عن «ال. بي. سي»، يصبح ضرورياً الذهاب أبعد من ذلك في التفكير، لأن هذه الشاشة لا تشبه مثيلاتها. إنّها تجربة واضحة للتلفزيون الخاص بصيغته التجارية، ما لا ينطبق على بقية الشاشات اللبنانية. وقد يكون هذا أحد العوامل التي كوّنت هوية هذه المؤسسة. فقد احتكرت الإعلانات وأنتجت البرامج وصنعت النجوم الذين صدّرتهم إلى الآخرين بخلاف حالها اليوم. خلال هذه الرحلة، حفرت لها مكاناً في ذاكرة اللبنانيين، لم تحفره شاشات أخرى.
فلنستعرض سوياً: «المنار» هي شاشة المقاومة، و«الجديد» شاشة المعارضة، و«أن. بي. أن» لم تنجح في تحديد هويتها حتى اليوم. هذه المؤسسات الثلاث لم تقدّم عموماً برامج علقت في ذاكرة الجمهور، أو قيل إنها من صنعها وابتكرها. أما «المستقبل» و«أم. تي. في» فقد خاضتا المنافسة بجدية. أنتجتا برامج ناجحة، لكن ارتباط الأولى بالرئيس رفيق الحريري، وخوض الثانية غمار السياسة «المحظورة على المسيحيين» في مرحلة معينة، أدّيا إلى تراجعهما وتربّع «ال. بي. سي» مجدّداً على العرش.
إزاء هذا التاريخ، يصبح لافتاً أن نركن إلى استنتاج متسرّع قوامه أنّ «أل. بي. سي» قرّرت اللحاق بـ«الجديد». بل قد يكون هذا هو التفسير الأسهل، في ظلّ الأزمة العامة التي تواجه محطات التلفزة في مواجهة وسائل الاتصال الحديثةnew media. ومن المفيد التذكير هنا بأن الحديث عن «ال. بي. سي» لا يعني أنّ بقية وسائل الإعلام في منأى عن هذه الأزمة، بل قد يكون الخيار قد وقع على هذه المحطة تحديداً، لأنها (تبدو) الأكثر عرضة للتحدّيات التي تواجه هذا القطاع. وهي تحدّيات لا تقتصر على منافسة مع محطة تلفزيونية أخرى، ولا على السير بين السطور مراعاة للخطوط السياسية الحمراء، بل تتعدّاها إلى صلب الموضوع: الاستمرار في ظلّ صغر السوق التجارية من جهة، وتسارع التطورات التكنولوجية من جهة ثانية.
كلّ هذه التحدّيات تضع التلفزيون لأول مرة أمام معركة «وجودية». ولا شاشة غير «أل. بي. سي» يمكنها أن تكشف لنا مصير «التلفزيون» كوسيلة إعلامية في مواجهة وسائل التواصل الاجتماعي. ذلك أننا أمام شاشة صنعت هوية، أسست لذاكرة، وتميّزت بإبداعها.. وها هي اليوم تقرّر أن تضع كلّ هذا جانباً وتتحوّل إلى النقل المباشر: «التغريدة» بحسب رئيس مجلس إدارة المحطة بيار الضاهر. لم يكن ما قاله لـ«الأخبار» مزحة عن الأمر. ما حصل في تغطية المخطوفين اللبنانيين دليل على ذلك بدءاً من النقل المباشر في الضاحية، مروراً بالرحلة إلى أعزاز وتغطية «انتفاضة» آل المقداد، وصولاً إلى الإفراج عن أوّل المخطوفين حسين عمر أخيراً. في كل هذه المحطات، لم يكن ما مارسه المراسلون على الأرض تغطية صحافية ميدانية. كان نقلاً للشاشة إلى المواطنين ليعبّروا عن أنفسهم… ليغرّدوا. وهذا أحد التحوّلات الأساسية التي يشهدها التلفزيون.
كي نفهم الأمر جيداً، يكفي أن نتذكر مراحل علاقتنا مع هذا الجهاز إخبارياً. في الماضي، كانت علاقة المشاهدين مع الشاشة علاقة احترام. نجلس أمامها ونستمع إلى ما يقوله المذيع. قد لا نصدّقه، لكننا لا نملك إلا الاستماع إليه والتفكير لاحقاً بما قاله. في مرحلة ثانية، خرج المذيع إلى الميدان، وصار صحافياً ينتقل إلى مكان الحدث وينقل لنا الصورة بعينيه. كان سفيرنا إلى الخبر، وكنا نصدّقه غالباً. أما اليوم، فقد تغيّر الوضع. في عصر «صحافة المواطن»، و«المدوّنين»، بات كلّ مشاهد يعي أنّ التعبير عن الرأي حق، وليس فرصة. وهو إذا لم يحصل عليه عبر التلفزيون، يستطيع أن يوفره عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لا يقتصر الأمر على الأخبار. إذا تابعنا البرامج القليلة التي تنتجها القنوات، سنلاحط اختلاف لغتها. بتنا نستمع بكلّ بساطة إلى عبارات كانت تعدّ «خارجة» حتى ضمن جدران البيت. هذه الجرأة ليست إلا نتيجة طبيعية لطغيان ثقافة الإنترنت ولغته.
غابت البرامج التي تجذب الجمهور إلى محطة وتبعده عن أخرى. وبعدما كان التحدي الأساسي بالنسبة إلى أي تلفزيون للمحافظة على جمهوره، أن ينتج برامج ناجحة تؤسس له تاريخاً ذا مستوى، صار المطلوب منه توفير منصة للجمهور كي يعبّر عن رأيه… وفي حال تعذّر وجوده، «نفشّ خلقه» بمقدّمة إخبارية تعبّر عن وجعه. مقدّمة لا تختلف عن «التغريدة»، وتنسف كلّ ما تعلّمناه عن الشروط المهنية الواجب توافرها في نشرة الأخبار التلفزيونية. شروط «نرميها خلف ظهرنا» كما قال الضاهر لـ «الأخبار» في مكان آخر من هذه الصفحة.
خلاصة غير مأساوية كما قد يفترض بعضهم. إنّها تطوّر طبيعي لهذا الجهاز الذي تربّع على العرش أكثر من ستين عاماً. خاض تجارب كثيرة، فتنقّل بين الدور التعليمي، والترويجي، والإبهاري، والمسرحي… في كلّ هذه المراحل، كانت الشروط المهنية تختلف، والنظريات الإعلامية أيضاً. واليوم، حيث لا شيء واضحاً إلا «الجيل الثالث»، يمكن الركون إلى التجريب قبل أن يقرّر الجمهور ما سيفعله بالتلفزيون، بعدما أهمل الجريدة وأفرد للراديو مكاناً محظياً في السيارة.
مريم البسّام: إنّهم يقلّدوننا
في بداية حديثنا، ترفض مديرة الأخبار في «الجديد» مريم البسّام القول إّن هناك منافسة مع «أل بي سي». تكرّر أن «المنافسة قائمة مع كلّ مؤسسات الإعلام». لكن مع استعراض الأمثلة عن السباق إلى الخبر والنقل المباشر، تعود فتوافق قائلة: «ليست منافسة. هم يلحقون بنا. اعتقدوا أنهم يمكنهم أن يتداركوا نقص الجماهيرية عندهم من خلال التوجه إلى الشارع الشيعي فذهبوا إليه». بالنسبة إليها لا مشكلة تتهدّدها بسبب النقل المباشر «لأن من يرغب في منافستي، فليفعل ذلك في الأخبار، وليس في عدد الـ «أس. أن. جي» التي يملكها». عبر كلامها هذا، تبدو البسام مطمئنة إلى ما تسمّيه «جَبْلتها» في صناعة الأخبار، وروح «الشيطنة» التي بثتها في فريق عملها، لا يمكن أن تنجحا إلا على «الجديد». تعدّد أسماء العاملين في قسم الاخبار، قبل أن تسأل: «كيف سيصنعون شخصية لهم إن كانوا يقلّدوننا. لاحظي أنّ «الجديد» هي التي تصنع نجومها. غالبية الفريق مصنوعة هنا. جبْلتنا». وتؤكد أنها لم تشعر بأن هناك من «يقلّدها» إلا عندما بدأت نشرة أخبار «أل بي سي» تستهلّ بمقدمة تحمل موقفاً. مقدمة النشرة التي لطالما انتُقدت عليها، باتت مثار إعجاب؟ تسأل. هي التي كانت تخشى مقدّمات «أستاذنا جورج غانم»، وتعدّ ما تكتبه في بداية نشرتها «فشة خلق شعبية» تعبّر فيها عما تسمعه من الناس.
تغيير يدفع البسّام إلى التفكير في إجراء تعديلات لم تتبلور بعد، لكنّ مجرد التفكير بها يعني أنّ ما حصل لم يمرّ مرور الكرام. «لم أخف من النشرة ومن التقارير التي أجدها تكراراً لما سبق وأنتجناه. لكني أستغرب المقدمة. لماذا يستخدمون أسلوبي؟». تسأل مستنكرة لا قلقة، «فأنا واثقة بأنّهم لن يتحلوا بالجرأة التي تجعلهم يسمّون الأشياء بأسمائها كما نفعل". تشرح: «بدلاً من كتابة جمل فضفاضة تلوم الدولة وتدافع عن الإنسان بالمطلق، فليُسمّوا.الدولة… من في الدولة؟ القضاء… من في القضاء؟ عندها يمكن القول إنهم باتوا منافسين حقيقيين». هكذا، تراهن على أن بيار الضاهر لا يستطيع الذهاب بعيداً في جرأته بسب الكثير من الحسابات.
بيار الضاهر: منافسي هو الـ «آي فون»
لا يضير رئيس مجلس إدارة «ال بي سي» القول إن محطته تسير على خطى «الجديد». برأيه، هذا ما ستفعله كلّ وسائل الإعلام المرئي لاحقاً «وكلّ ما في الأمر أنّ «الجديد» سارت في هذا التوجّه قبلنا». برأيه، ما يحصل في «أل. بي. سي» ليس إلا مواكبة طبيعية للتطوّرات الحاصلة في القطاع الإعلامي. هذا على الأقلّ ما يريدنا أن نصدّقه. يحمل جهاز الـ«آي فون» في يده ويؤكد: «لا ينافسني إلا هذا». يقلّب صفحات الهاتف الذكي، وينتقل من خبر إلى آخر، ومن تغريدةtweet إلى ثانية. يضحك لدى سؤاله عن تجاوزات ارتكبتها محطته يوم الأربعاء 15 آب (أغسطس): «وماذا لو لم يكن خبر وفاة المخطوفين الأحد عشر قد بثّ عبر شاشتنا، بل عبر تغريدة؟». هكذا يبدأ الحديث. استسلام مسبق لتفوّق ما يعرف بوسائل الإعلام الحديثة (new media)، ما يفرض إعادة النظر في مهنة الصحافة برأي الضاهر: «كلّ ما تعلّمناه، أنت وأنا، يجب أن نرميه خلف ظهرنا». يشرح: «نحن نتوجه اليوم إلى جمهور مختلف. هناك جيل جديد ولد في عصر الديجيتال (الرقمي). طريقة تفكيره مختلفة. يشاهد التلفزيون بطريقة مختلفة. يبحث عن الخبر وفق مبدأ التويتر: 140 حرفاً». لذلك كان لا بد من اختصار النشرة وعدم إغفال عنصر الإثارة. طبعاً مع تفعيل خدمة الخبر العاجل. يقدّم أمثلة عن أخبار صحافية انتشرت، كان الهواة هم من بثّها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. هل يعني هذا أنّ أي هاو يمكن أن يصبح صحافياً؟ يجيب بثقة «نعم، أي هاو يمكن أن يصبح صحافياً. أي شخص يمكن أن يكون «الجزيرة». نحن في النهاية نلحق أفراداً في المؤسسات الإعلامية ويمكننا أن نلحق لاحقاً أفراداً نثق بأخبارهم عبر العالم الافتراضي». وماذا عن الإحصاءات؟ عن الحاجة إلى الجمهور الشيعي. ينفي الضاهر أن يكون قصد من تغطية خبر المخطوفين اللبنانيين الـ11 تحسين علاقة أبناء الطائفة الشيعية مع محطته. بل هو مواكبة طبيعية للخبر: «لم أقصد البحث عن الشيعة، لكن يجب الاعتراف أن الدور الشيعي في السياسة اليوم هو أكبر بكثير مما كان عليه سابقاً. بعد حرب الـ2006 فرضت معادلة جديدة جعلتنا نهتم بمتابعتها». إجابة غير مقنعة كثيراً «فالحدث لطالما كان شيعياً خلال الحروب الاسرائيلية التي طاولت الجنوب». يقاطع «مظبوط. لكن هل تعتبرين أن ما كنا نقوم به صحيح؟». يختار الذهاب بعيداً في صراحته: «أنا عملت حرباً طويلة عريضة للحصول على الترخيص، وقبلت مرغماً بوجود بعض المساهمين الذين صبغوا المحطة. حصلت على الرخصة، مرفقة بـ«لايبل» طائفي … إذا رغبت في التراجع، سأبدو كمن يفرّط بشيء ثمين للطائفة التي منحت الرخصة لأعبّر عن اسمها».واليوم؟ هل اختلف الأمر؟ هل تحرّرت «أل بي سي»؟ يجيب: «المحطة كانت حرّة دوماً، لكن كان هناك دائماً من يقول لها توقفي في مكان ما. اليوم تغيّر الوضع».
مهى زراقط / الأخبار