حينما ظهرت "شمس"، كصحيفة سعودية، ذات لون يميل للإصفرار، وحجم مختلف عما اعتاده القراء في السعودية، أطلق عليها بعضهم لقب "الصن السعودية"، لكونها تتشابه في في
الشكل الخارجي والمسمى مع صحيفة الصن البريطانية العريقة.
ويومًا بعد يوم كانت شمس تلفت الإنتباه إليها، بوقع خطواتها الجريئة والواثقة، والتي جعلت الأضواء تغمرها خلال شهر واحد من صدورها، إبان أزمة الرسوم الدنمركية التي اجتاحت العالم آنذاك، مرورًا بطرقها الأبواب المحرمة ورصد الظواهر الاجتماعية التي كانت أغلب الصحف الأخرى تتعمد تجاهلها لأنها تجلب المشاكل والصداع لها، ولكن شمس طرقت هذه الأبواب، ودخلتها بكل ثقة، فكانت عناوين التقارير اليومية في الصحيفة مثيرة وجريئة… ومختصرة.
كما أن شمس تُعرف في السعودية بأنها الصحيفة الوحيدة، التي لا تكاد تخرج من أزمة، حتى تقع في أزمة أخرى، فلم تكن السنوات الثلاث الأولى، والتي ستكتمل بعد شهرين، لآخر عنقود الصحافة السعودية، بسنوات عادية وتقليدية، بل كانت مليئة بالأحداث، وحافلة بالمغامرات، تغير منصب رئيس التحرير فيها ثلاث مرات، بدأت بالمذيع الرياضي بتال القوس، والذي لم يمض في منصبه سوى شهرين، مرورًا بالشاعر والقاص خلف الحربي، الذي أمضى في منصبه عامين وبضعة أشهر. وصولاً للصحافي خالد دراج الذي جلس على كرسي رئاسة التحرير في شهر 7 من العام الحالي 2008م.
وتعد شمس أول صحيفة سعودية تظهر وتعلن على الملأ أنها صحيفة تابلويد، فعلى الرغم من وجود عدة صحف سعودية، ظهرت بحجم صغير في الماضي، كاليمامة والمسائية، إلا أن تلك الصُحف كانت ترفض أن يقترن اسمها بصحف التابلويد، بعكس شمس التي أعلنت عن نفسها كصحيفة تابلويد شبابية منوعة.
ويربط بعضهم النجاح الذي حققته شمس، خلال السنوات الثلاث التي مضت منذ صدورها، كونها جاءت بفكرٍ جديد، ونهج مختلف عن السائد في الصحافة السعودية، من خلال التركيز على المحتوى القليل، وإبراز الصورة واختيار عناوين قصيرة ذات دلالات ومغزى، كما أن أحد أسباب نجاح شمس، واعتبارها نقلة نوعية في منهاج الصحافة العربية والخليجية، كما يرى المتابعين لها، أنها توجهت بالكامل للشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر في السعودية، وهو ما جعلها تُغرد أحيانًا خارج السرب في مناقشة القضايا الشبابية المختلفة لعدم وجود منافس حقيقي لها في هذا المجال.
وفي احتفالية الصحيفة بصدور العدد رقم 1000، كتب رئيس التحرير خالد دراج كلمة بعنوان " لا تغطي بغربال"، قال فيها : ألفُ عدد صدر من شمس، وألف وعد يصدر عن شمس، بأن نكون بحجم التطلعات، وبقدر الثقة، وعلى مستوى المسؤولية، نحترم المهنة، ونُجل القاري، لا نخدعه .. ولا نضلله، ولا نمارس الوصاية عليه، بل نكون عينه … ولسانه ونبض قلبه.. في شمس سنبحث عن الحقيقة .. التي لا تغطى بغربال".
وناشر شمس هو الأمير تركي بن خالد، الذي شغل منصب مدير الكرة بالمنتخب السعودي فترة من الزمن، قبل أن يستقيل ويكتفي بتواجده في الوسط الرياضي كعضو شرف لنادي النصر السعودي، أحد أكثر الأندية جماهيرية في السعودية.
وأول عدد من شمس صدر في تاريخ 10/ 12 عام 2005م، ومضى على صدورها حتى يوم الاحتفال، سنتين وتسعة أشهر و27 يومًا، ورأسَ بتال القوس تحريرها من الفترة 10/12/ 2005 إلى 19/ 2/ 2006م، فيما كانت فترة خلف الحربي من 21/3/ 2006 إلى 2/6/ 2008م، لتبدأ فترة خالد دراج من 1/7/2008 وحتى هذه اللحظة، التي شهدت صدور العدد رقم 1000 في مسيرة الصحيفة الشابة.. والمشاكسة.