ومجدليا – الشمال، في الحرم الرئيس للجامعة في الحدت.
وتطرق رئيس الجامعة الانطونيّة الأب جرمانوس جرمانوس الى "العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الفرنسي واللبناني، والتي طبعت وطن الأرز بميّزات فريدة في محيطه العربي والشرق أوسطي والمتوسطيّ وفي مقدّمتها العلاقات الأكاديميّة والثقافيّة". وقال: "لم تتوقف جامعتنا الأنطونيّة المنفتحة على اللغة الانكليزية والمتشرّبة لغتنا الأم والتى تسعى دائما الى بناء الجسور مع لغات أخرى، عن المجاهرة يوما بهويتها الفرنكوفونية"، مشيرا الى أن "التعاون مع السفارة الفرنسية لا يقتصر على تعليم اللغة الفرنسية، بل يتعدّاه الى تنظيم النشاطات العلميّة والثقافية وتوقيع الاتفاقات ومعاهدات التبادل الأكاديميّ".
وتوّجه الى باؤلي قائلا: "لن أتردّد اليوم بالتوجّه إليكم باللغة العربيَّة، أنتم الذين تبنَّيْتم هذه اللغة وتكلّمتموها بطلاقة، علامة لتعَلّقكم بهذا العالم العربيّ الغنيّ بتراثه وبتعدّديّاته. نحن نفتخر بحضوركم بيننا ونؤكّد لكم تعلّق جامعتنا ببَلدِكم وبسفارتكم من خلال المعهد الفرنسيّ في لبنان. ونعلم أنّكم أنتم بالذات، يمكنكم أن تشهدوا لأهمِّية الانفتاح على الثقافات والحضارات واللغات المتعدِّدَة وتفتخروا بجامعتنا كونها تتمسَّك بلغتكم وبانتمائها للفرنكوفونيّة، ولكن من دون أن تؤسر فيها أو تحدّدَ بها، بل نعتبرها، وفي حقّ، جسرا للوصول إلى اللغات والثقافات والحضارات الباقية".
ودعا المتخرجين الى الاحتفاظ بمكانة خاصّة لجامعتهم في قلوبهم، مذكّرا ﺇيّاهم بأنّ انطلاقتهم الجديدة هذه ستكون نحو حياة أكثر مسؤولية مطبوعة بتعلّم مستمّر.
وكانت كلمة باسم المتخرجين ألقتها الطالبة باتريسيا نصير.
واشاد باؤلي بنهج الجامعة الأنطونيّة وبرسالتها القائمة على الانفتاح وعلى احترام الآخر المختلف والعيش المشترك وروح التضامن وهو "فعل ايمان" حسبما أشار "يستحقّ التوّقف عنده خصوصا في عالم بات يتميّز بالانعزال والانطوائية". وقال بالعربيّة: "نهتمّ طبعا باللغة الفرنسيّة ولكننا لا نهتّم بها فقط، ونؤمن بتعددية اللغات والثقافات كوسيلة لبناء الجسور ولفهم الآخر ومعرفته واحترامه". واستعاد العلاقات التي تربط السفارة الفرنسية والجامعة الأنطونيّة منذ نشأتها، ونوّه بنوعيّة التعليم والتخصصات التي تقدّمها الجامعة التي "تفرد حيّزا مهمّا للبحوث والمؤتمرات والندوات العلميّة، كما تولي اهتماما خاصا بتحديث برامجها وتطويرها والارتقاء بالمستوى وتأمين فرص العمل لطلابّها ونسج الشركات مع الجامعات الأجنبيّة، خصوصا تلك الفرنسيّة". وتوّقف عند "الدور المتميّز للمعهد العالي للموسيقى"، محييا جوقة الجامعة.
النهار