من روسيا الى العالم انطلقت هذا العام ذكرى الكاتب ليون تولستوي في المئوية الأولى لرحيله ومع فعل تذكّر هذا الرجل وأدبه وحياته عبر المئات من المقالات والدراسات وبلغات عديدة،
كانت عودة دائمة أيضاً لدى عدد كبير من الصحافيين والكتّاب والنقّاد الى مواجهته مع أدباء آخرين أكملوا بوحيّ من مناخاته الروائية أو على عكس ذلك شكّلوا جبهة أخرى أو مدرسة أو تياراً معاكساً.
وفي خضمّ كل المواجهات والمقارنات، كان ليبرز اسم النقيض له، أو الوجه الآخر لعالم تولستوي المسالم والخصب كالطبيعة والزاهد بالروحانيات. هذا النقيض الواقف على الطرف الآخر في التجربة الروائية الروسية المبدعة كان الكاتب فيدور ميخالوفيتش دوستويفسكي (1821 1881) المحسوب على الأدباء "الملعونين" والغارقين في تفاصيل الحياة على الأرض والطبيعة البشرية، حيث صور معاناة أعماق النفس وكشف عبر شخصياته الحقائق الكامنة في الصراع بين الخير والشر.
هذه "المواجهة" بين تولستوي ودوستويفسكي التي احتلت الكثير من الشاشات الصغيرة والفضائية في البرامج التلفزيونية الثقافية وغيرها من الأفلام الوثائقية كما في الصحف والمجلات جعلت السؤال الأدبي الأول المطروح في روسيا منذ أكثر من قرن يعود الى الواجهة: تولستوي أو دوستويفسكي؟ وبسرعة، عادت نجومية دوستويفسكي لتزدهر في العام 2010 مع أن هذه السنة لا تحمل أي ذكرى مئوية تخصّه، فما كان من بعض الكتّاب في مجلات أدبية شهيرة الاّ ليعثروا على مناسبة تجعل عالم دوستويفسكي الهائل ينفتح على الرؤية الحالية لأدبه، وكانت النتيجة: 150 عاماً على صدور أولى أهم رواياته "ذكريات من منزل الأموات" الصادرة عام 1860 أو 130 عاماً على صدور أعظم رواياته "الأخوة كارامازوف"، عام 1880. غير أن مجلة "ماغازين ليتيرير" الفرنسية لم تستند الى أي ذكرى أو تاريخ لفتح ملف الكاتب العظيم، فكان أن خصّته بعدد ضخم وشامل وغنيّ بالمعلومات الجديدة عنه ومن عناوينه: دوستويفسكي: "في مواجهة أضواء القيامة" و"من سجن الى آخر" و"كل رسالة من رسائله صرخة..". كذلك: "داء الصرع في الإبداع"، و"ما أقرّ به نيتشيه وما رفضه في أدب دوستويفسكي" إضافة الى دراسات تحليلية أبرزها: "تقديس الشخصية المسرحية أم التضحية بهما؟"…
وفي مسيرة حياته الصعبة والمعقّة لطالما اعتقد الأديب دوستويفسكي أن الفقر والمرض والمعاناة الجسدية والنفسية وكل أنواع العذابات التي أصابته في كل مراحل حياته لم تكن اعتباطية أو بالصدفة، إنما شرحها دوماً على أنها الطريق الذي يؤدي الى فهم أسباب الوجود الإنساني الذي أصبح هاجساً في حياته وفي أدبه، وبدأت تتضح مفاهيم الكاتب في هذا الإطار شيئاً فشيئاً حتى أصبحت جلية في آخر رواياته وأعظمها: "الأخوة كاراماوزف" التي توقف عندها طويلاً المحلل النفسي سيغموند فرويد معتبراً إياها أساسية في فهم النفس البشرية فقال في المؤلف دوستويفسكي أنه "كاتب يستحق الخلود"، واعتبر هذه الرواية أهم عمل أدبي يمكن أن يجسّد نظريته في "قتل الأب" بالمعنى المجازي في تربية الطفل ثم مرحلة الشباب. وليس فرويد وحده من توقف طويلاً أمام إبداع دوستويفسكي بل عدد كبير من معاصريه ومن كتب من بعده، خصوصاً هؤلاء الذين انتموا الى الواقعية النقدية التي ازدهرت في الرواية بشكل خاص منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث صوّروا عذابات الإنسان وصراعاته النفسية الداخلية، وكان دوستويفسكي من أعظم من فهم البنية السيكولوجية للإنسان في كل فئاته وتكشفت له خبايا النفس البشرية في كل تمزقاتها وضياعها في خضم البحث عن معنى الوجود الإنساني.
مقبرة للمجرمين
وفيدور ميخايلوفيتش دوستويفسكي المولود في موسكو في 11 تشرين الثاني من العام 1821، كان الولد الثاني لعائلة فقيرة. والده كان جراحاً يعمل في مستشفى مريانسكي الخاصة بالفقراء في أحد أحياء موسكو الأكثر فقراً والمعروفة بإيوائها لفئة المعوزين والمشردين، فكانت المنطقة تضمّ أيضاً مقبرة للمجرمين ومستشفى للمجانين وداراً للأيتام. أثر هذه المنطقة بدا جلياً على العائلة بأكملها بدءاً بالوالد الذي تقاعد من عمله وصار مدمناً على الكحول وعنيفاً وسريع الانفعال مع أولاده، وبالتالي فيدور الصغير تأثر أشد التأثير بكل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الفقراء من حوله كذلك المرضى في المستشفى حيث كان يعمل والده.
من تلك البقعة البائسة من روسيا تلمّس دوستويفسكي أولى إشارات الألم على الأرض، ومن شخصية والده استقى بطله فيودور كارامازوف الوالد المستبد الذي هو محور روايته "الأخوة كارامازوف". بعد موت والدته في العام 1837، تمّ إرساله مع شقيقه للدراسة في أكاديمية الهندسة الحربية في سانت بترسبروغ حيث تخصص في الرياضيات ثم تحوّل الى الأدب، فراح يترجم من الأدب العالمي وينشر في إحدى المجلات الى أن كتب يوماً وبوحي من حياته اليومية كتاب "الفقراء"، وما أن نشرها في مجلة "المعاصرة" حتى حملت له الشهرة سريعاً، لكن ما كتبه بعدها لم يكن له الحظّ بأن يتواصل بها مع قرائه وسرعان ما تمّ القبض عليه وهو في الثامنة والعشرين من عمره لانتمائه الى "جماعة دائرة بتراشفسكي" التي كانت تدعو الى التحرر الفكري والثورة، زمن حكم القيصر نيكولاس الأول، وجاء الحكم بالإعدام في حقه مع باقي أعضاء الجماعة. وهنا مرّ دوستويفسكي بأصعب تجارب حياته، حيث وقف متجمداً لساعات في صقيع ثلج الباحة المخصصة للإعدام بانتظار التنفيذ لكن فجأة وصل العفو ليشمله في اللحظة الأخيرة، فكان أن حُكم عليه بالنفي الى سيبيريا مع الأشغال الشاقة، فأمضى أربعة أعوام في سجن "كاتورغا" في مقاطعة أومسك في سيبيريا.
الصرع
هذه المرحلة من حياته، عاشها الكاتب واختبر قسوتها الى جانب معاناته وآلامه الجسدية بسبب إصابته منذ سن التاسعة بداء الصرع. كان هذا المرض ينتابه بقوة ويستمر لفترة ساعات ثم بدأ يتفاقم فيستمر ليومين وفي سنوات حياته الأخيرة كان يبقى نحو ستة أيام أسير غرفته بسبب المرض.
هذان العاملان: المرض والسجن، ولّدا لدى دوستويفسكي ساحة المعركة التي بنى عليها مملكته السفلية، مملكته المصنوعة من آلام وقذارة ووجوه شريرة وأفعال منبوذة.
وإذا كان تولستوي معاصره قد توصل في أدبه الى نتيجة إيجابية اتخذت أسلحتها وقوتها من بساطة العيش والحياة القروية الزاهدة والمتقشفة، فإن دوستويفسكي كتب بمرارة عن عالم سفليّ مغتصب بأفعال الشر وقد أفضى الى نتائج سلبية. وفي بحثه عن حقيقة الوجود الإنساني، لم يسلم دوستويفسكي من كل أنواع ضربات القدر. وإذا كان تولستوي كان يقود قراءه الى فلسفة مسالمة عبر طرقات آمنة في حياته الزاهدة واختباراته، فإن دوستويفسكي وصل الى قعر البؤس والعذاب والقرف الوجودي الى جانب شخصياته التي جعلها دوماً معذبة على صورته.
من منفاه في سيبيريا، كتب فيدور الشاب الى أخيه وكان قد نسيّ أنه القاص والروائي الذي كانت قد فُتحت له نافذة على الشهرة ذات يوم، وما تركه في رسالته المذكورة الى جانب رسائل أخرى صار محور الباحثين والنقّاد الذين استقوا بذور واقعيته النقدية المتفجرة من كلماته تلك: "… يا أخي، هي ثكنات عسكرية كان يجب أن تقفل من سنوات، وها هم يحشروننا داخلها (…) في الصيف، أجواء لا تُطاق، وفي الشتاء، برد لا يُحتمل… كل الأرضيات متعفّنة ونتنة والقذارة على الأرض يصل ارتفاعها الى بضعة سنتيمترات ومن السهل أن ننزلق عليها ونقع… كنّا هناك محزومين مثل سمك السردين في برميل ولم يكن المكان يكفي لتستدير. ومن المغرب الى فترة العشاء، كان من المستحيل أن لا نتصرف كالخنازير… ومن حولنا البراغيث والقمل والخنافس السوداء…".
القمار
كل الظروف الصعبة في حياة دوستويفسكي الفتى المريض ومن ثم الشاب السجين وصولاً الى عودته من المنفى الى سانت بترسبرغ منسياً فانغمس في المقامرة وتراكمت عليه الديون، كل هذا جعله يعيش صراعات هائلة انبثق منها الإبداع في الكتابة. وما بين الانغماس في العالم السفلي والتوصل الى الإفلات منه، تأرجح الكاتب ما بين الإلحاد والإيمان، وكتب من وحي ذلك روايات أحدثت ثورة في الفن الروائي حيث أعطى لأبطال رواياته الحرية في اختيار مصائرهم غير أنه كان يضعها دائماً في موقع الوسط ما بين الخير والشر والإيمان والإلحاد والترفّع والسقوط، وهذا الإبداع الأدبي تمثل في عشرات الكتب له: "الجريمة والعقاب"، "بيت الموتى"، "الإنسان الصرصار"، "المقامر"، "الأبله"، "الفقراء"، "مذلّون مُهانون"، "التمساح"، "الزوج الأبدي"، "الشياطين"، "المراهق"، "قصة أليمة"، "ذكريات شتاء عن مشاعر صيف"، "زوجة آخر ورجل تحت السرير"، وغيرها من الروايات والقصص القصيرة، أما قمة عطاءات دوستويفسكي فكانت في "الأخوة كارامازوف" التي كانت الأخيرة له وفارق الحياة بعد الانتهاء منها بقليل.
كل ما كُتب عن دوستويفسكي منذ ما قبل رحيله وحتى اليوم لا يمكن اختصاره بكلمات أو بمواقف نقدية معارضة أو مناهضة له أو بمديح لمضمون مؤلفاته أو برفض كلي لعالمه، إنما هو كل هذا، ففي حين رفض البعض التغاضي عن مرضه وظروفه الصحية التي كانت تجعله يتجه نحو نظرة سلبية للحياة، يتجه البعض الآخر الى اعتبار هذا المرض المشؤوم الذي أصابه وهو الصرع وضعه على طريق التجلي والترفّع عن صغائر الحياة لينظر فقط الى جوهرها، حتى أن بعض الباحثين المعاصرين ذهبوا الى حد اعتبار دوستويفسكي قد كان يغالي في تصوير مرضه عن غير قصد، انما هو كان يرقى الى مصير مرضه من ناحية فانتازية الى الاقرار حتى بأنه ربما لصيق بعبقريته أو هو نتيجتها وليس سابقاً لها. وبعيداً من تفاصيل المرض على الجسد، صور دوستويفسكي داء الصرع الذي كان يصيبه وكأنه نوبة تأتي على ايقاع كتابته ووفقاً لمسارها، حتى ذهب البعض الى اعتبار ان روايته "الابله" هي بالتمام على ايقاع نوبة صرع. كل التأويلات التي لحقت بأعمال دوستويفسكي الأدبية انصفته حيناً ولم تصب هدفاً حيناً آخر، أي عندما كانت تهدف الحد من شهرته اذ ان اي كلام ضده كان يظهر وعن غير قصد التماعات جديدة في خفايا عالمه الروائي، حيث غالباً ما كانت تنتهي رواياته بتناقضات واضحة. ففي "الاخوة كارامازوف" حيث كان الأبناء في قفص الاتهام طوال فصول الرواية يستنتج القارئ ان التناقض مفاده ان اي انسان بريء ومتهم مستعد لأن يتحمل حياة السجن لأنه لديه الشعور الدائم بأنه اخطأ في مكان ما، وفي الرواية هنا، الأبطال اي الأبناء يشعرون بالأثم لأنهم كرهوا والدهم وتمنوا له الموت من شدة ماكان يبعث على الاشمئزاز، وكل واحد منهم وان لم يقتل فهو يدين نفسه بشكل او بآخر، وهنا اقترب دوستويفسكي اكثر من اي روائي في العالم في فهم ومعالجة النقاط الأساسية في مسألة الحرية الانسانية. الى اي حد يحق لنا بممارسة حريتنا؟وهل يحق للانسان بأن يرتكب جرماً تحت ستار الحرية الأخلاقية؟ وهنا أعطى اجاباته المتعددة والقابلة للنقاش في رائعته "الجريمة والعقاب" التي وصل فيها الابداع في معالجة ابعاد الجريمة على القاتل الى حد جعل فريديرك نيتشيه يصرح ويقول ان "دوستويفسكي هو الانسان الوحيد الذي علمني شيئاً عن علم النفس".. كما تأثر به عدد هائل من الكتاب حول العالم وهم اعترفوا بذلك بأنفسهم: جان – بول سارتر، سولجنستين، فرويد، مارسيل بروست يوكيو ميشيما، ايريس مردوك وغيرهم..
ولا زالت تأثيرات مؤلفاته فاعلة حتى اليوم ويخلص بعض النقاد والباحثين الى عزل مؤلفات معينة لدوستويفسكي ودرسها وتشريحها ليعثروا دائماً على جديد حتى ان البعض توصلوا الى اعتباره صاحب رؤية هائلة تجلت في مقدرته على استشراف ما ستؤول اليه بلاده بعد قرن وأكثر.
في كل هذا محاولات لمقاربة عبقرية دوستويفسكي غير ان المهمة صعبة والدرب مسيجة والخروج عنها الى متاهات تقود في زواريب عالمه الروائي امر شائك، وحيث ان الكاتب كان ينتقل من سجن الى آخر وهي حالة تفترض عزلته وتواريه وراء الألم والحزن والشر، كان هو على عكس ذلك، يفتح ابواب الحرية، ويشرعها امام ابطاله ابناء الحياة، فيمشون معه وأحياناً يحلقون… يخطئون او يزهدون، وكلهم في درب واحدة: أطفال وشيوخ، رجال ونساء، مجرمون ومحاربون ومفكرون ومتسولون ومشردون ومعذبون ومبدعون..وهو حاضر ليدرس ويصور خبايا النفس البشرية مدركاً كل التفاصيل والفروقات بين الشخصيات الانسانية وواضعاً كل لغز عبقريته في ظل سجونه الكثيرة: سجن الفقر واليتم في طفولته وشبابه وسجن الألم في الجسد المريض وسجن المنفى في غربته عن وطنه وسجون اخرى وهمية او مفترضة خرج منها دوستويفسكي ليس فقط بمؤلفات مبدعة تدور في فلك الأماكن المقفلة والكتابة المسترسلة في الزمان والمكان من بصيص نور الى العالم الخارجي، انما هو شق طريقاً اخيراً في عبوره من الحياة الى الموت تاركاً وراءه ابطاله فيودور، ديمتيري، ايفان، كاترينا، زوسيم، ايليوشا، راسكولينكوف، صوفيا، كلهم تركهم في مهب الحياة رموزاً للجريمة والعقاب الأزليين المتماديين في تصوير خطيئة الانسان وضياعه وتوجهاته في كل صوب في بحث مستديم عن عقاب الجسد الذي لا يشفي غليل الروح المتعطشة الى كمالها.
سيرة وأعمال
[ 1821 – ولد فيدور ميخايلوفيتش في 11 تشرين الثاني في موسكو. كان والده طبيباً يعمل في مستشفى للفقراء. والدته ماريا فيدوروفنا نتشاييف ابنة تاجر موسكوفي صغير. وكان فيدور دوستويفسكي الابن الثاني في عائلة تألفت من ستة أولاد.
[ 1833 – 1841 – بدأ فيدور يدرس مع أخيه الكبير ميخائيل في مدرسة حربية، وبدأ يكبر شغفه بالتاريخ والأدب، خاصة الرواية. أهمل بعد وقت قليل دراسة الهندسة المدنية وبدأ قراءة الروايات: هوفمان، بلزاك، غوتيه، هوغو، باسكال، شكسبير. توفي والده فجأة في العام 1839، وفي نفس العام، تفاقمت نوبات الصرع لدى دوستويفسكي الصغير.
[ 1841 – 1846: تعين في رتبة معاون اول عسكري عام 1841 وفي نفس العام كتب أول رواية له ثم بعدها قصة قصيرة الا ان العملين ضاعا وكان عنوانهما: "ماري ستيوارت" و"بوريس غودونوف" عام 1844، قرر التفرغ للكتابة، ثم نشر في العام 1846: "الفقراء" وكان لها الأصداء الكبيرة.
[ 1847 – 1849: بدأ يعمل في الصحافة وتكرس لخدمة الحرية والعمال والفلاحين، انخرط في أعمال ثورية وعلى أثرها تم القاء القبض عليه مع حكم الاعدام بحقه. وقبيل تنفيذ الحكم بدقائق، وصل العفو الشامل بحق الموقوفين وتم نفيه الى سيبيريا لمدة اربع سنوات.
[ 1854: لدى خروجه من السجن، تعين في وظيفة عسكرية.
[ 1857: أعزم بماريا ديمتريفنا وتزوجها بعد ان تم طلاقها من زوجها الأول.
[ 1860 – 1861: منعته الرقابة من اصدار بعض اعماله، ثم ما لبث ان بدأ ينشرها في مجلة "الزمن" الشهرية التي كان قد أسسها اخوه ميخائيل، وترأس هو تحريرها.
[ 1862: سافر الى عدة بلدان: برلين،كولونيي، باريس، لندن، فلورنسا، روما.. وعاد بعدها الى روسيا بعد رحلة دامت ثلاثة اشهر.
[ 1864: توفيت زوجته بعد فترة مرض قصيرة، ثم توفي اخوه ميخائيل.
[ 1865: غرق دوستويفسكي في ديون كثيرة وكان مدمناً على المقامرة حتى انه باع ساعة يده ليعود ذات مرة من احدى اسفاره، ومن شدة غضبه احرق اول محاولة كتابية له لرواية "الجريمة والعقاب".
1866 بعد كتابة "الجريمة والعقاب" للمرة الثانية، أصدرها في كانون الثاني من العام 1866. في الصيف، بدأ بكتابة "المقامر" واستعان بسكرتيرته لمساعدته: آنا غريغورييفنا فأغرم بها.
[ 1867 1871: تزوّج آنّا. وتعرّض لأن يُسجن أكثر من مرة بسبب ديونه، ولم يتمكن من التوقف عن المقامرة. كما لم يتوقف عن الكتابة، فأصدر: "الأبله" و"حياة صيّاد كبير" و"الجريمة والعقاب" في جزئها الرابع.
[1872: التزمت زوجته آنّا إدارة أمواله وتوقف عن المقامرة. عمل مديراً لتحرير مجلة "المواطن" ونشر فيها عدداً كبيراً من مؤلفاته. لكن هاجس رواية كبيرة سكنه فترة طويلة فقرر التخلي عن الوظيفة في المجلة للتفرّغ للكتابة.
[1875 1878: نشر "المراهق" ثم "مذكرات كاتب" وغيرها من الأعمال. وبدأ كتابة "الأخوة كارامازوف" بوحي من خطأ قضائي سمع عنه في إحدى قصص السجن في سنوات نفيه الى سيبيريا.
[ 1879 1880: كانت زوجته آنّا تنظم امسيات موسيقية وشعرية أدبية، قرأ خلالها دوستويفسكي مقاطع كثيرة من "الأخوة كارامازوف" قبل أن ينشرها في تشرين الثاني 1880.
[ 1881: تعرّض لنزيف في الحنجرة فَقَد على أثره الوعي، ثم ما لبث أن استيقظ وودع زوجته وأولاده ليرحل عن العالم في 9 شباط 1881. زوجته آنّا استمرت في العمل على ذكرى زوجها حتى مماتها في العام 1918.