أن يكون تلميذاً ليسوع "فأخذ (بعد شفائه) ينادي في المدن الوثنية بما آتاه يسوع". فجاء الإنجيليان على ذكره فقط دون ذاك. وليس في ذلك تناقض. لان العبرة بحقيقة المعجزة لا بعدد من وقعت المعجزة معه. وكان الممسوسان قائمين في أماكن منفردة، في قبور خالية خاوية، بعيداً عن الناس- شأن كل إنسان استحوذت عليه رذيلة الدنس والعادة السرية، فانه يبتعد عن عشرة الناس لئلا "تفضح أعماله"- وكان الرجلان شرسين جداً ينشران الهلع والرعب في النفوس "حتى لا يستطيع أحد أن يمر من تلك الطريق". أما الشيطان فقد عرف يسوع سابقاً عندما جربه على جبل الأربعين بعد العماد وسأله: إذا كان "ابن الله" (متى 4/3)، واستشف من كلامه ومسلكه انه آتى ليبدأ عهداً ماسياً جديداً، عهد الروح القدس والبنوة الإلهية والملكوت السماوي، وسوف يحطم سطوته على البشرية ويحرر النفوس من قيوده. وقد ظن أن يسوع سيرسله إلى العذاب الأبدي الكامل، قبل منتهى الدهر والدينونة العامة. ولذا لما شاهد الممسوسان يسوع صاح الشيطان على لسانهما: "ما لنا ولك، يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى هنا لتعذبنا قبل الأوان"؟.
2) الاحد 21/10 تذكار ابينا البار ايلاريون الكبير: عاش القديس إيلاريون في غزة، في جنوب فلسطين، في عهد الأمبرطور قسطنطين الكبير. وقد جاء الاسكندرية سعياً وراء العلم، ونال فيها سر العماد المقدس. وإذ سمع بحياة البار أنطونيوس الكبير، ذهب إليه وعاش بالقرب منه تلميذاً له في التنسك. ثم رجع إلى بلاده واستوطن القفار. ولقد منحه الرب موهبة النبوءة. وقد مات في الثمانين من عمره سنة 371.
الأناشيد بعد دورة الانجيل
1- للقيامة (اللحن الثالث): لتفرحِ السماويات، وتبتهجِ الأرضيات، لانً الربَ صنعَ عزاً بساعده، ووطئَ الموتَ بالموت، وصار بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنحَ العالم عظيمَ الرحمة.
2-نشيد البار ايلاريون (اللحن الثامن): بسيول دموعكَ اخصب القفرُ العقيم. وبزفراتك العميقة أثمرتْ أتعابك مائة ضعف. فصرت للمسكونة كوكباً متلألئا بالعجائب، يا أبانا البار سابا. فاشفع إلى المسيح الإله. في خلاص نفوسنا.
3- نشيد شفيع الكنيسة…
4- نشيد الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى، ووسطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تعرضي عن أصوات الخطاة الطالبين إليك. بل بما انك صالحة، بادري إلى معونتنا، نحن الصارخين إليك بإيمان: هلمي الى الشفاعة، واسرعي إلى الابتهال يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميك.
مقدمة الرسالة
اللازمة للقارئ: رنموا لالهنا رنموا، رنموا لمليكنا رنموا (يعيدها الشعب)
الآية للقارئ: يا جميع الامم صفقوا بلايدي هللوا لله بصوت الابتهاج (يعيد الشعب اللازمة)
فصل من رسالة القديس بولس الرسول الى اهل غلاطية (1: 11-19)
(الرسالة 20 ب ع : دعوة بولس الالهية الى الرسالة)
يا اخوة، أعلمكم ان الانجيل الذي بشر به على يدي، ليس بحسب الانسان. لاني لم اتسلمه ولا تعلمته من انسان بل بوحي يسوع المسيح. اذ قد سمعتم في سيرتي قديماً في ملة اليهود كيف كنت اضطهد كنيسة الله الى الغاية وأدمرها. وأزيد اقبالاً في ملة اليهود على كثيرين من اترابي في أمتي، بكوني افوقهم غيرةً على تقليدات آبائي فلما ارتضى الله الذي فرزني من جوف امي ودعاني بنعمته، ان يعلن ابنه فيَ لأبشر به بين الامم لساعتي لم أصغي الى اللحم والدم، ولا صعدت الى اورشليم الى الذين هم رسل قبلي، بل سرت الى ديار العرب، ثم رجعت الى دمشق. وبعد ثلاث سنوات صعدت الى اورشليم لأزور بطرس، فأقمت عنده خمسة عشر يوماً. ولم أر غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب.
مزمور هللويا (ش)هللويا(3)
القارئ: عليك يا رب توكلت فلا اخزى الى الابد،بعدلك نجيني وانتشلني (ش)هللويا(3)
القارئ: كن لي محاميا، وبيت ملجأ لخلاصي (ش)هللويا(3)
فصل شريف من بشارة القديس لوقا البشير (8/27-40)
(للاحد 6 ب ص: شفاء رجل به روح نجس في بلدة الغدريين)
في ذلك الزمان لما أتى يسوع إلى بقعة العذريين استقبله رجل من المدينة به شياطين من زمان طويل. ولم يكن يلبس ثوبا ولا يأوي إلى بيت بل القبور. فلما رأى يسوع صاح وخرّ له وقال بصوت عظيم: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ اطلب إليك إلا تعذبني؟ فانه كان يأمر الروح النجس يخرج من الإنسان إذ كان قد استحوذ عليه من زمان طويل. وكان يربط بسلاسل وقيود، ويحرس فيقطع الربط ويسوقه الشيطان إلى البراري. فسأله يسوع قائلا: ما اسمك؟ فقال جوقة، لان شياطين كثيرة قد دخلوا فيه، وطلبوا أليه أن يأمره بالذهاب إلى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل. فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها. فأذن لهم، فخرج الشياطين من الإنسان ودخلوا في الخنازير، قوثب القطيع عن الجرف إلي البحيرة، فاختنق، فلما رأي الرعاة ما حدث هربوا وذهبوا واخبروا من في المدينة وفي الحقول، فخرجوا ليروا ما حدث، وأتوا إلى يسوع. فوجدوا الإنسان الذي خرجت منه الشياطين جالسا عند قدمي يسوع لابسا صحيح العقل. فخافوا واخبرهم الناظرون كيف إبراء المعتري. فسأله جميع جمهور الغدريين أن ينصرف عنهم لانه استحوذا عليهم خوف عظيم. أما هو فركب السفينة ورجع. فجعل يطلب إليه الرجل الذي خرجت منه الشياطين أن يكون معه. فصرفه يسوع قائلاً: ارجع إلى بيتك وحدث بما صنع الله إليك. فذهب وهو ينادي في المدينة كلها بما صنع إليه يسوع.
أعياد هذا الأسبوع
الاثنين 22/10 تذكار القديس المعادل الرسل افيركيوس اسقف هيرابوليس والقديسين الفتية الشهداء السبعة الذين في افسس: كان القديس افيركيوس اسقف هيرابوليس من اعمال فيريجية في عهد الامبراطور مرقس انطونينوس (161-180)، ومات في اواخر القرن الثاني. اما السبعة الاخوة الذين في افسس وضعوا وهم احياء في مغارة، ثم اغلقت عليهم. فماتوا فيها خنقا، في عهد اوبتيموس والي آسيا والامبراطور داكيوس، حول سنة 250 وتذكر الاساطير التي حيكت حول استشهادهم انهم بعد 300 سنة من استشهادهم قاموا من الموت لمدة من الزمن. وهذه الاسطورة يذكرها القرآن في سورة الكهف.
االثلاثاء 23/10 تذكار القديس الشهيد يعقوب الرسول أخي الرب أول أساقفة أورشليم (عيد من الدرجة الرابعة): يعلم الكثيرون من أبناء الكنيسة أن يعقوب هذا هو ابن كلاوبا المدعو أيضا حلفى أخي القديس يوسف ومريم زوجة كلاوبا ابنة عم مريم والدة الإله. وقد لقب بحكم هذه القربى منذ الأجيال الأولى للمسيحية (بأخي الرب) على حسب عادة الكتاب المقدس، ويعقوب هذا أخو الرسولين سمعان ويهوذا يدعوه الإنجيليون (يعقوب الصغير) للتمييز بينه وبين يعقوب بن زبدى أخي يوحنا الإنجيلي. هو أول أسقف لأورشليم وكاتب أولى الرسائل الجامعة ليهود الشتات. استشهد سنة 62 في عهد الإمبراطور نيرون. وهو نفسه يعقوب بن حلفى.
الاربعاء 24/10 تذكار القديس الشهيد الحارث والذين معه: في عهد الإمبراطور انسطاسيوس كانت، في بلاد الحميريين بين اليهود في جنوب الجزيرة العربية، جماعة مسيحية صغيرة استوطنت مدينة نجران. ثم احتل ملك الحبشة الاصبهان البلاد المذكورة، واقام حامية عسكرية في صافار , فثار اليهودي ذو نؤاس على الأحباش وقتل أفراد الحامية ومشى على نجران واحتلها. وإذ استتب له الأمر فيها اسلم للحريق جمع من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات بلغ عددهم 427 نفساً. وغدر برئيس القبيلة المسيحية المدعو الحارث وقتله وجنوده وسائر أفراد القبيلة وعددهم أربعة آلاف. وذلك سنة 522-523.
الخميس 25/10 تذكار القديسين الشهيدين مركيانوس ومرتيريوس الكاتبين: كان مرتيريوس شماسا رسائليا، ومركيانوس مرنما وقارئا. وكانا يقومان بوظيفة امانة سر القديس بولس اسقف القسطنطينية، في عهد الامبراطور الاريوسي قسطنسيوس. عندما نفي القديس بولس الى ارمينيا حيث مات وقد خنقه الاريوسيون، قُطع رأسُ الشهيدين مركيانوس ومرتيريوس لاجل الايمان القويم سنة 358. وقد دفن جثمانهما بالقرب من اسوار القسطنطينية. وسرعان ما اضحى ضريحهما مزارا ومكان عبادة وصلاة على غرار اضرحة الشهداء في اوائل النصرانية. وقد عمل على تشيده كل من رئيسي اساقفة القسطنطينية القديس يوحنا الذهبي الفم.
الجمعة 26/10 تذكار القديس ديمتريوس المفيض الطيب وذكر الزلزلة العظيمة (عيد من الدرجة الثالثة): ولد في مدينة تسالونيكي واستشهد فيها في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس ومكسيميانوس في أوائل القرن الرابع. ويروي المؤرخون الكنسيون أن الإمبراطور مكسيميانوس إذ كان ماراً بمدينة تسالونيكي واراد أن يحضر فيها الألعاب، أمر أحد المصارعين البرابرة المدعو لوهاوس من المقربين إليه أن ينزل إلى الحلبة ويتحدى كل سكان المدينة لمصارعته. ولما لم يتقدم أحد، أسرع أحد المسيحيين المدعو نسطر إلى ديمتريوس وكان ملقى في السجن فنال بركته وحظي بتشجيعه. ثم نازل المصارع البربري وقتله. ولما علم الإمبراطور أن نسطر فعل ذلك بتحريض من ديمتريوس ونسطر معاً ولكثرة العجائب التي كان ينعم بها الله على الذين يشفعون القديس ديمتريوس بحرارة وايمان، أقام لاوندويوس حاكم الاليريكون سنة 412-413 معبداً فخماً على اسم القديس الشهيد في موطنه تسالوني. اما ذكر الزلزلة العظيمة التي نعيد اليوم لذكرها هي التي هدمتْ القسطنطينية سنة 740م في عهد الأمبرطور لاون الأيصوري، أول الملوك محاربي الأيقونات.
بشفاعة قديسيك يا مخلص خلصنا
كتابات: امثال
يرتشي الشرير في الخفية وغايته تحويل مجرى العدل (ام 17/23).
عن أبونا