شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2
يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2

يوحنا العاشر الى موسكو للمرة الاولى بطريركاً تزامناً مع انطلاق اعمال جنيف – 2

في زيارة هي الاولى له لروسيا منذ تنصيبه على رأس كنيسة انطاكية وسائر المشرق لطائفة الروم الارثوذكس، يغادر البطريرك يوحنا العاشر الى العاصمة

 موسكو للقاء قادة الكنيسة الارثوذكسية وفي مقدمهم البطريرك كيريل.

البطريرك كيريل هو الرجل القوي والمؤثر في الحياة العامة في روسيا والذي كانت له مواقف حادة لجهة رفض النمط الغربي العلماني في ابعاد الكنيسة عن الشؤون الوطنية والسياسية، أو لجهة تحديد مسار الدولة الروسية على صعد عدة داخلية وخارجية، وخصوصاً في ما يتناول قضية الاقليات في الشرق الاوسط بشقيها الاسلامي والمسيحي، اذ ان زيارته الشهيرة للعاصمة السورية عند بداية الحرب الاهلية السورية لا تزال ماثلة في الاذهان.
الاوساط المتابعة لمواقف الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية، ترى في زيارة موسكو موقفاً كان يجب ان تبادر اليه الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية منذ مدة طويلة، وخصوصاً بعدما انفضح الدور الاميركي – الغربي اللامبالي بالمسيحيين في الشرق الاوسط والذي يضع المصالح الاقتصادية والمالية للسياسة الاميركية والاوروبية فوق كل الاعتبارات الانسانية والاخلاقية، بدليل ما عاناه مسيحيو لبنان خلال الحرب المديدة في لبنان، او خلال مرحلة ما بعد الحرب، يوم باركت السياسة الاميركية ضرب الحضور المسيحي في مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والادارية بذرائع مختلفة. والرأي لدى الاوساط المتابعة للملف المسيحي ان البطريرك يوحنا العاشر المعروف بصلابة اعصابه وترويه ومقاربته الهادئة للامور، وربما اختار توقيت الزيارة لإبعادها عن كل أشكال الاستثمار السياسي والطائفي وحتى المذهبي الضيق، وعلى ابواب مرحلة جديدة يشرع ابوابها مؤتمر جنيف – 2 الذي يراد له ان يقارب الحلول السياسية للحرب الاهلية السورية ويبحث عن حل لها، وخصوصاً ان الدور الروسي كان واضحاً وجلياً في دعم الاقليات واعلان حمايتها والترويج لهذا الامر كمسألة استراتيجية لا تقبل المساومة، الامر الذي استوعب مفاعيله وابعاده تماماً رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم بدليل الموقف الرافض للحرب على سوريا من البابا فرنسيس في روما، وما رافقه من تحركات وتداعيات القت بثقلها على الموقف الاميركي – الاوروبي من الهجوم على سوريا في موازاة الاذى المعنوي الفادح الذي انزلته الحركات السلفية – الجهادية بمسار المعارضة السورية.
والرأي لدى الاوساط أن زيارة البطريرك الانطاكي لعاصمة الاتحاد الروسي موسكو، هي تأكيد جديد لأهمية الحضور المسيحي في الشرق الاوسط سواء في لبنان او في سوريا، او ما يصطلح على تسميته الحضور المسيحي في المشرق بالتزامن مع البدء في مناقشة مستقبل سوريا التي يحتسب السوريون المسيحيون فيها بنسبة 10 في المئة من عديد سكانها. وهم يشكلون مع الاقليات المسيحية والاسلامية الاخرى ثقلاً وازناً في المعادلة الداخلية السورية وهذه ما أثبتته الاحداث منذ بدء الحرب في سوريا. وبهذا المعنى، فإن البطريرك يوحنا العاشر، من خلال اجتماعه مع رأس الكنيسة الروسية وقيادتها، يحمل معه هموم السوريين عموماً والمسيحيين منهم خصوصاً، ومرادهم واهدافهم ورؤيتهم الى سوريا مستقبلاً. وهذا أمر لم يعد حكراً على النظام الحاكم ولا على المجموعات التي تعلن معارضته وقتاله، بل ان ثمة قوى اساسية لا يجب التغافل عن حضورها وشخصيتها بعد اليوم عند البحث في المستقبل وخياراته وليس هناك أفضل من الروس دولة وحكومة وكنيسة لنقل وجهة النظر هذه وفرضها على طاولة المفاوضات وفي الصيغ المطروحة.
تبقى الاشارة الى ان البطريرك يوحنا هو من اصحاب المبادرات ومذلّلي الصعاب، بدليل قيامه بزيارة البابا فرنسيس ولقائه مطولاً لمناقشة الامور بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية وشعبيهما، الامر الذي يقال انه ساهم في تغيير نظرة البابا الى الكثير من الامور في ما يخص الشرق الاوسط وقضاياه التي لا تنتهي.

بيار عطالله / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
حملة صلاة على نية مؤتمر “جنيف 2”!

حملة صلاة على نية مؤتمر “جنيف 2”!

وجّه غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك دعوة للصلاة من أجل سوريا ترافق مؤتمر "جنيف 2" لكي تنطبع فيه بداية

 مسيرة من السلام. أتى في رسالته الأولى الموجّهة في 14 كانون الثاني أن يخصص كل المطارنة والأولاد والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين وكل الحركات الدينية من عائلات وشبيبة وأولاد صلوات يومية في الكنائس والمنازل والاجتماعات الدينية لكي يثمر مؤتمر "جنيف 2" من أجل إحلال السلام في سوريا الحبيبة وتوقف أعمال العنف والدمار والحرب.

وقال البطريرك: "نحن نضمّ صوتنا إلى البابا فرنسيس الذي دعا في 13 كانون الثاني عند لقائه بالسلك الديبلوماسي إلى إنجاح مؤتمر جنيف 2 حتى تنطبع فيه بداية مسيرة سلام. إنّ يسوع ربنا هو أمير السلام. إنه هو من قال لنا: "السلام أعطيكم! سلامي أعطيكم! لا تضطرب قلوبكم ولا تخف!" نحن نرجوه أن يصغي إلى صلواتنا وأن يجيب إلى صراخ أوجاعنا وضحايانا وآلامنا وأن يمنحنا النعمة الأسمى للسلام! نحن نرجوه أن يلهم الدول والأفراد الذين سيجتمعون في جنيف لكي يقرروا السلام والأمن ومستقبل أفضل للسوريين.

ثم عبّر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في رسالته الثانية عن رغبته بنجاح المؤتمر وأشار إلى نقاط عديدة ترافق مؤتمر جنيف 2 وأهمها الصلاة في كل أرجاء سوريا في كل منزل من أجل أن يحل سلام يسوع المسيح وهو أمير السلام ذاكرًا بأنّ السلام هي إحدى أسماء الله الواردة في القرآن وهي فرح الميلاد المعلن للبشرية. كما ورجا بأن تتم مصالحة حقيقية في "جنيف 2" بين كل السوريين، مصالحة في الإيمان، مصالحة إنسانية ووطنية وسورية بحق.

كما ركّز البطريرك عل وحدة الرأي والصفوف في المؤتمر بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بالأخص بين فرنسا وإنكلترا وألمانيا والصين وإيران! "إنّ وحدة الغرب ووحدة الجميع هما ضمان نجاح مؤتمر "جنيف 2". كذلك إنّ وحدة الجميع يمكنها أن تحقق وحدة العرب وهي جد ضرورية من أجل نجاح مؤتمر "جنيف 2". نحن نصلي من أجل أن تتحقق هذه الوحدة. إنّ هذه الوحدة الغربية-العربية هي ضمان نجاح مؤتمر "جنيف 2". إنها الوسيلة الحقيقية من أجل إيقاف مد المجموعات المسلحة بالأسلحة". وشدد البطريرك إلى أنّ السلام لا يحتاج إلى الأسلحة.

ثم شكّر في ختام رسالته كل من يسعى إلى إحلال السلام أفرادًا أو دولاً وذكّر بالدور المسيحي الفعّال في الشرق وضرورة التفاهم والتعايش مع احترام الأديان. ثمّ لم ينسَ الصلاة على نية نجاح الإنتخاب من أجل تشكيل دستور جديد في مصر إذ يشكّل حدثًا تاريخيًا بالغ الأهمية على صعيد التعايش الأخوي والحوار الإسلامي المسيحي والازدهار في كل البلدان العربية.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لحام للصلاة من أجل نجاح جنيف 2

لحام للصلاة من أجل نجاح جنيف 2

دعا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بصفته رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في سوريا، الى إقامة صلوات يومية في الكنائس والبيوت،

 والاجتماعات الراعوية على أنواعها، على نيّة نجاح مؤتمر جنيف 2 وإحلال السلام في سوريا.
وجاء في نداء وجهه: "نضم صوتنا إلى صوت قداسة البابا فرنسيس الذي دعا في اللقاء مع الديبلوماسيين إلى أن يكون مؤتمر جنيف 2 بداية طريق انتشار السلام ووضع حدّ للأزمة السورية.
يسوع هو أمير السلام وهو الذي قال لنا: "السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع". نسأله أن يسمع صلواتنا ويستجيب صراخ آلامنا وضحايانا ومعاناتنا، وينعم علينا بنعمة السلام الكبرى. نسأله أن يلهم الدول والأفراد الذين سيجتمعون في جنيف 2 ما السلام والأمان والمستقبل الأفضل لسوريا بجميع أبنائها. ونرفع الدعاء إلى أمنا مريم العذراء التي نكرّمها في مزاراتها وكنائسنا وصلواتنا، أن تطلب هذا السلام أعجوبة خاصّة من ابنها سيدنا يسوع المسيح أمير السلام".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
تجسد الله وإعادة تقييم الجسد تجسد الله وأنسنة الإنسان (2)

تجسد الله وإعادة تقييم الجسد تجسد الله وأنسنة الإنسان (2)

يبدو أننا نعيش في حقبة اكتشفت أخيرًا قيمة الجسد. بعد رفض وتهميش داما عصورًا، نتيجة للثنائية-الازدواجية الأفلاطونية بين النفس الخيرة والجسد-السجن-الشرير، يبدو وكأن الجسد وجد أخيرًا موضعه.

ولكن هل الأمر كذلك حقًا؟

من يُمعن النظر في معالم العصر الحالي، لا يوافق هذا الرأي المتسرع. على سبيل المثال، يدفعنا الفيلسوف الفرنسي كسافيه لاكروا (Xavier Lacroix) للتفكير مليًا بطبيعة الجسد الذي تهتم به حضارتنا الحالية: إنه جسد خيالي، لا عمر له ولا وزن. جسد خفيف وظريف ولا يشابه بشيء أجساد البشر الذين نلتقي بهم، ولا حتى أجسادنا. إنها أجساد غير معاشة، حيوية ولكنها دون علامات حياة وبالتالي دون حياة.

لا عجب أن نجد أنفسنا بصدد الكثير من الأمراض التي انفجرت مؤخرًا مثل الأنوركسيا، الكآبة، عدم قبول مظهر الجسد، الإدمان على عمليات التجميل، إلخ…

إن الأجساد التي يخلقها "فوتوشوب" لا تعبّر عن تقييم للجسد، هي تجريد لا يختلف عن احتقار وخجل أفلوطين كونه يملك جسدًا، أو نيتشه الذي خلق "الإنسان المتفوق" انطلاقًا من احتقاره للإنسان العادي.

تجسد المسيح يركز الانتباه على الجسد الجقيقي، على الجسد الذي ينمي (راجع لو 2، 52)، على الجسد الذي يعيش ويتعب (يو 4، 6)، على جسد يعيش في التاريخ. التجسد يحثنا على تغيير وجهتنا ونظرتنا: إذا لم يخجل الله من هذا الجسد، هذا يعني أن هذا الجسد هو جيد وهو واقع إيجابي. إن كلة "طوب" التي يتلفظ بها الخالق في الفصل الأول من سفر التكوين بعد كل نظرة إلى خليقته، يتردد صداها الآن لا في صوت فقط بل في جسد الكلمة. وهذا "الطوب" بالعبرية يعني في آن "الجيد والجميل".

وقد عبر البابا فرنسيس عن جمال هذا الخلق وعن صلاح الكيان البشري عندما كتب في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل": "الاعتراف بأن ابن الله قد أخذ جسدًا بشريًا يعني أن كل إنسان قد رُفع إلى قلب الله بالذات" (عدد 178). والدستور العقائدي "فرح ورجاء" يصرح بكلمات رائعة: "من خلال تجسده، اتحد ابن الله بشكل ما بكل إنسان" (العدد 22).

من خلال تجسد المسيح يتم إذا تقييم الجسد كهيكل للعبادة بامتياز. في هذا الهيكل يتم عبادة الله بالروح والحق. تجسد المسيح يكشف لنا عن كرامة كياننا المتجسد الحقيقية، ولذا يمكننا أن نفهم بشكل أفضل معنى ما يقوله القديس بولس: " أوَ ما تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس، وهو فيكم قد نلتموه من الله، وأنكم لستم لأنفسكم؟ " (1 كور 6، 19).

من خلال تأملنا بالكلمة الذي صار جسدًا (راجع يو 1، 14)، يقول لنا الإيمان المسيح أمرًا ملموسًا جدًا: إنه لخير أن نكون بشرًا، أن يكون لنا جسدًا، أن نكون جسدًا.

بقلم الدكتور روبير شعيب / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العائلة اللبنانيّة المارونيّة: تطلّعات وآفاق راعوية (2) بقلم الأب الدكتور نجيب بعقليني

العائلة اللبنانيّة المارونيّة: تطلّعات وآفاق راعوية (2) بقلم الأب الدكتور نجيب بعقليني

من المؤكّد أن الألفية الثالثة تحمل طابع التطوّر والتغيير. وهذا التطوّر بدأ يلامس الجذور في العائلة المارونيّة، كما ويطال أيضًا أسس العلاقة بين الأهل والأولاد، وبين العائلة وأفراد المجتمع.

كذلك طاول التغيير عالم التواصل والنظرة إلى مفاهيم الأخلاق والقيم الإنسانيّة، مع التأكيد أنّ كلّ تغيير وتطوّر يتّسمان بوجهين: واحد إيجابي والآخر سلبي.

إنّ العائلة المارونيّة في لبنان لهي كنز ثمين. فالبرغم من نتائج الحروب التي عصفت بالبلاد والتحوّلات السريعة والصعوبات الكبيرة والمخاطر المتعددة، بقيت العائلة المارونيّة متماسكة ووفية لدعوتها ورسالتها، فهي مثال للأمانة والوحدة والمحبّة.

إنّ حضارة القرن الواحد والعشرين، بسلوكيتّها المنحرفة، وتصرفاتها الغريبة، ونمطها الإستهلاكي الفاحش، ونزعتها الفردية، مع ما يرافقها من تسلط وتطوّر سريع في عالم الإتّصال والتواصل، وظهور صراع الحضارات، وتنامي الأصوليات والتطرّف الديني وأمور عصفت بالعائلة المارونيّة وتُمعن في ضرب مستقبلها ومصيرها، كما تطال بنية المجتمع ككلّ. فالعائلة مستهدفة في صميمها وكينونتها وأسسها، كما في قيمها الإنجيليّة الثابتة.

تعتبر العائلة المارونيّة بتربيتها وأمانتها قدوة وهذا ما يفسّر بقاءها متّحدة ومتماسكة في حبّها، فهي معروفة بفرادتها وتعاضد أفرادها وغناها الروحي، كما أنّها إحدى ركائز المجتمع وجوهره وقلبه. والحياة العائليّة هي خاصيّة ذات أهمية في المجتمع اللبناني. من هنا لا بدّ من العمل على تطوّر العائلة على جميع الأصعدة وذلك من خلال استنباط الوسائل الحديثة والطرائق المتجدّدة التي تجعلها تستمر في تجدّدها إنسانيًّا وروحيًّا. وهكذا تبقى أرضًا خصبة لتنامي العطف والتعاضد والأخلاق والسلام والمحبّة العميقة. وتجسّد العائلة الكنيسة البيتية التي تعيش نعمة سرّ الزواج، وتصبح جماعة إيمان وصلاة، فتساهم في بناء ملكوت الله على الأرض من خلال الكلمة والصلاة وخدمة الحياة البشرية.

وعليه، فمن غير المنطق هدر الوقت في التوقّف عند الحنين إلى الماضي، وتجاهل الهدف الأساسي، إن لم يكن الأوحد، ألا وهو السعي إلى التجدد وبناء مستقبل أفضل.

إمتازت العائلة المارونيّة بالروح الرسوليّة وتعلّقها بالوطن والأرض، كما تعلّقها بالكنيسة التي هي بالمطلق مرجعية روحيّة ووطنية وإجتماعيّة. فالهوية الوطنية للموارنة، ضمن منظومة تعدّد الطوائف، تنتمي للكنيسة الحامية لأبنائها. وكما أشرنا سابقًا فإنّ العائلة المارونيّة تواجه اليوم تحديات جمّة وعلى جميع الأصعدة. من هنا لا بدّ لراعوية العائلة أن تقرأ بعمق الواقع المستجدّ، بهدف العمل على إستنباط سبل ملائمة، من شأنها أن تحافظ على هوية العائلة ورسالتها وأن تجدّد روحانيتها كما تفهمّها ومراعاتها لبعض أوضاع المعمّدين الذين لا يلتزمون بتوجّهات الكنيسة. لا بدّ أن نلفت الإنتباه إلى معاناة العائلة المارونيّة بسبب تلك التحوّلات السريعة من النواحي الإقتصادية، الإجتماعيّة، السياسيّة والأخلاقيّة وإلى تطوّر الظروف الحياتيّة ومنها: الوضع الإقتصادي المتردّي وانتشار البطالة، وتقلّص فرص العمل وصعوبة الحصول على مسكن، وعدم القدرة على تأمين إحتياجات الحياة اليوميّة، وظاهرة الزواج المدني والمختلف، والمساكنة العلنية، وغير العلنية، وتعدد العلاقات العاطفية-الجنسية خارج إطار سرّ الزواج، وحرّية الممارسة الجنسية، واللجوء إلى تعاطي المخدرات والكحول والميسر، وازدياد القلق على المستقبل والإحباط من الواقع الأليم، ناهيكَ عن ممارسة العنف المنزلي، وتفاقم الخلافات الزوجية، والأعباء المترتبة من جرّاء عمل المرأة، والإنفصال بين الزوجين، وتراجع نسبة الزيجات، والصراعات السياسية والحزبية، والتناحر الطائفي والمذهبي، وتفشّي الفساد، والتعصب، والأصولية، وهيمنة الإعلام والإعلان لبعض البرامج والإعلانات المهدّمة، وفقدان المواطنة وروح المسؤولية، والخوف المستمرّ من عدم إستمرار وجود العائلة المسيحيّة في الوطن، وواقع الهجرة الذي ساعد على شرذمة العائلة، كذلك الهجرة الداخلية، أمور تساهم في زعزعة أسس العائلة ورسالتها ودورها في المجتمع. نرى من خلال واقع العائلة اليوم، وفي خضّم العولمة، تحوّلاً في عيش الإيمان المسيحي وممارسته، لا سيّما عدم الإلتزام بالطقوس الليتورجية والاحتفال بالأسرار المقدّسة والعلاقة العميقة مع السيّد المسيح.

من هنا حاجة العائلة الملحّة إلى تنشئة دينية ومعلومات جدّية وصحيحة، وضرورة إعلان إيمانها وعيشه بحسب تعاليم السيّد المسيح وكنيسته. فالتراجع الواضح في فهم الإنجيل وتطبيقه أدّى إلى تفاقم ظاهرة تفكّك العائلة، وبروز نزعة ماديّة وإستهلاكيّة، أدّت إلى ضياع بعض القيم الأخلاقيّة وتفشّي المظاهر الخارجية، الأمر الذي أدّى إلى خمور من العلاقات الإجتماعية. والتعلّق بالمقابل بالمفاهيم الخاطئة للحريّة، والتمسك برفض المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة. إضافة إلى ذلك فإنّ عدم تفهّم وتنظيم حياة المرأة المهنية يُربك حياة العائلة.

إنّ سرعة التغيير في الإطار الإجتماعي إضافة إلى الوضع الإقتصادي المتردي، إنعكس سلبًا على الحياة العائليّة، ممّا أدّى إلى زيادة الضغط والتوترات والمنازعات في ما بين أفراد العائلة، ممّا يؤثّر سلباً على كافة أفراد المجتمع. الوضع الراهن للعائلة في لبنان والشرق الأوسط متقارب جدًّا، لا سيّما فيما يتعلّق بتهديد الوجود المسيحي وإلغائه بسبب تنامي الأصوليات والتطرّف الديني وعدم قبول فكرة "العيش معًا"، والآخر المختلف.

كلّ هذه التحديات المطروحة على الكنيسة اليوم، تستدعي درس الواقع، وتبني خطة مستقبلية، وتنفيذ إستراتيجية واضحة، ممّا يعني إعداد مقترحات وإعتماد حلول عمليّة بهدف تثبيت وضع العائلة وتحسينه للحفاظ عليها، ممّا قد يحول دون تفاقم الأزمة. فتلك التحديات التي ذكرناها آنفًا تدفع براعوية الزواج والعائلة إلى معالجة بعض القضايا والصعوبات التي تواجه شبيبة الكنيسة المارونيّة وعائلاتها، إن من حيث فهم الإيمان وعيشه، وإن على صعيد هشاشة إدراك البُعد الإنساني الذي يُلزم بالتعامل معه بطريقة صحيحة وسليمة وذلك من خلال المحافظة على روح الأنسنة وتعميق الناحية الإنسانيّة، التي بدورها تؤدّي إلى إنشراح الثنائي ونمّوه من خلال حبّ صادق وعميق مبني على إحترام الآخر وقبوله والتضحية المشتركة من أجل تربية عائلة مسيحيّة موّحدة تستقي تعاليمها من الخالق.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
السوريون المسيحيون: “اترك أرضك وعشيرتك إلى الأرض التي أريك” (2)

السوريون المسيحيون: “اترك أرضك وعشيرتك إلى الأرض التي أريك” (2)

أطلقت الحرب العالمية الأولى رصاصة الرحمة على أنموذج الامبراطورية المتعددة القوميات بسقوط الامبراطوريتين العثمانية والنمساوية-الهنغارية لتفتح المجال أمام ظهور نموذج الدولة-الأمة ونشوء دول عديدة

على أنقاض هاتين الامبراطوريتين بعد نضال دام عقودا من أجل "الاستقلال"(اليونان ودول البلقان) . النهضة العربية في القرن التاسع عشر لم تكن بعيدة عن تلك التيارات ولو انقسم مفكروها بين من طالب باستقلال العرب التام ومن مطالب بالحفاظ على الهوية العربية ضمن المظلة العثمانية.

لم يلتقط العرب أنفاسهم بانتهاء الحرب العالمية الأولى حتى اكتشفوا ما كان يحاك لهم من مخططات ووجد العرب أنفسهم بين ليلة وضحاها تحت "وصاية" لم يطلبوها .

المرحلة الأولى من النضال ضد الانتداب الفرنسي (العشرينات من القرن الماضي)  اتسمت بالعمل المسلح والثوري كان رواده في أغلبهم من سكان الريف السوري من حارم إلى جبل الدروز. هذه التحركات قمعها الفرنسيون بشدة . عندها دخل النضال السوري ضد الفرنسيين في الثلاثينات المرحلة السياسية واضطلع بهذا الدورالبرجوازية التقليدية في المدن من ملاك الاراضي وأصحاب الفعاليات الاقتصادية. هؤلاء هم من تم على يدهم وضع اللمسات الأخيرة لاستقلال سورية في الاربعينات.

الخمسينات كان عقد الغليان للأيديولوجيات التي كانت تختمر في العقود السابقة : البعث والقومي السوري والشيوعي مع وجود التيارات الاسلامية .

الوحدة مع مصر كانت المسمار الأول الذي دُقّ في نعش الحياة السياسية السورية دون أن نضفي على العقود السابقة أية مسحة مثالية. فالأحزاب حُلت والنظام البوليسي ضيق هامش أي تحرك سياسي. في فترة الوحدة هذه هاجر العديد من أصحاب رؤوس الأموال إلى الخارج وخاصة  لبنان نتيجة القوانين الاقتصادية الكارثية التي أصدرها عبد الناصر . العديد من هؤلاء كانوا من المسيحيين.

الستينات كان عقد "البلاغ رقم واحد" الذي عاد فيه السوريون إلى "النشاط" الانقلابي الذي عرفوه 3 مرات سنة 1949 وما صاحب ذلك من فشل سياسات التصنيع و"الإصلاح الزراعي" وما رافقها من هجرة إضافية للعقول ورؤوس الأموال .

وضمن هذا المد الموصوف بالقومي والاشتراكي من قبل المدافعين عنه تم تأميم المدارس "الأجنبية" عام 1967 . هذه المدارس التي كان  يديرها رهبان كاثوليك في أغلبهم والعديد  منهم من المرسلين الأجانب والتي  تخرّج منها نخبة المجتمع السوري الذي قاد البلاد إلى الاستقلال لم يعد وجودها مقبولا ضمن أيديولوجيات اللون الواحد التي تحملها أحزاب ذات خطاب متخشب وصلت إلى الحكم بدبابة العسكر .

الرخاء الاقتصادي الذي أصاب البلد في السبعينات وأزمة البترول الاولىبعد حرب تشرين وتضامن العرب مع دول المواجهة كان قصير الأمد مع انفجار الصراع بين السلطة والإسلاميين في نهاية السبعينات.

وسط كل هذا الغليان السياسي وإفلاس المشاريع الإيديولوجية غير الإسلامية  حاول المسيحيون كالعادة الحفاظ على ولائهم للدولة-المؤسسة كضامن وحيد للسلم الاجتماعي لكن نجاح النظام الحاكم في تماهي  الدولة- النظام بالدولة – المؤسسة وجعلهما واحدا أظهر  المسيحيين بمظهر الموالين "على الغميضي" لكل ما تقوم به  السلطة .

الفراغ السياسي والسلطوي هوما يخشاه المسيحيون إذ ليس في جعبتهم مشروع بديل جاهز مع بناء أيديولوجي متين بعكس المشروع الإسلامي .

الأزمة التي اندلعت في سورية عام 2011 ما هي الإ حلقة من سلسلة طويلة من أزمات نتجت عن عدم تحديد الهوية التي تربط المواطنين بعضهم ببعض .

وسط كل هذا التخبط وأمام ثقافة بعيدة عن عقلية المليشيات و"وحدات الحماية الشعبية" كان أمام المسيحيين خيار من اثنين : البقاء وتحمل ما يتحمله الباقون وقد ساهم العديدون منهم في إنشاء  مراكز إغاثة  في زمن قياسي مع توافد النازحين  مستعينين بسابق خبراتهم في مؤسسات الكنيسة الاجتماعية , أو الرحيل أسوة بكثيرين غيرهم .

في هذا السياق يبدو استجواب المسيحيين عن أسباب رحيلهم واتهامهم الظاهر أو المبطن بعدم الانتماء لا يكشف إلا نصف الحقيقة . النصف الآخر تتم معرفته باستجواب وإعادة قراءة تاريخ المنطقة منذ الفتح الإسلامي . هجرة المسيحيين لا يتحمل مسؤوليتها المسيحيون وحدهم ,هذا إن لم يتحمل الآخرون المسؤولية الأكبر بحكم أغلبيتهم العددية وسيطرتهم على مفاصل  الحكم, على الأقل الاجتماعية منها والاقتصادية.

إن اتخاذ سلوك المسيحيين في الأزمة الحالية (والذي هو عرض أو نتيجة وليس سببا) منظاراً أوحد لقراءة  ألفي سنة من التاريخ هو خطأ منهجي لا بد أن يقود إلى  خطابات طائفية الطابع الجميع في غنى عنها .

إن موضوع الوجود المسيحي في سورية متشابك ويحتاج إضاءات متعددة من شتى العلوم الإنسانية من التاريخ إلى الأنثروبولوجيا إلى علم الاجتماع الديني وكاتب الأسطر السابقة لا يدّعي أي اختصاص فيها. 

ابراهيم حسكور / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرشاد الروحي عند أباء الصحراء 2 بقلم الأب هاني باخوم

الإرشاد الروحي عند أباء الصحراء 2 بقلم الأب هاني باخوم

مازلنا نتحدث عن صفات المرشد الروحي، وفي المقالة السابقة رأينا ان خبرته نابعة من خبرته الشخصية مع الله وروحاني وعارف بالقلوب.

٤.  شخص يتميز بالتمييز: نعم التمييز عطية من الروح القدس يكتسبها الشخص من تمييزه على ذاته وعلى أفكاره الشخصية، منها ينبع تمييزه على أفكار وأقوال الآخرين. فبمقدار تمييزه على نفسه يمكنه ان يميز علي الآخرين. وهذا هو الخاص للآباء، الخبرة الذاتية والنابعة من مسيرة خاصة مع الرب، معضدة بدراسة أو قرأه لكن الأساس هو الخبرة مع الله.

         فعلى المرشد ان يتعلم ان يميز على أفكاره ويصارع مع الأفكار التي مصدرها ليس بالرب، يتعرف عليها ويصارع معها، وهنا تكمن الخبرة ، من مقدار صراعه، فالمسيحي هو مصارع في حلبة يسعى على ان يحصل على الانتصار المحسوم له من الرب.

٥. المرشد الروحي هو شخص اختبر انتصار وذاق معنى البتولية، أي لمس معنى الجوهر الإلهي العفيف، الكلي للآخر ولا شئ لذاته. نعم لمس وذاق، وهذا الانتصار يعطيه القوة والشجاعة لدعوة آخرين إلى الصراع وإلا كلمات ونصائح تسقط كأوراق شجر الخريف مع مرور قليل من الرياح. فالمرشد الروحي يصبح مرشد حقيقي مع خبرته الخاصة وانتصاراته مع الرب ، وإلا يتحول لعاجز وان كانت لديه العديد من الرغبة. فبذرة المرشد حسب الآباء هي خبرته الخاصة. ( أقوال الآباء- مورا توري- ١٩٨٦- رقم ٦٦).

         نعم شخص انتصر على صراعاته وإلا يصبح حليف ومساعد لصراعات من يسمعه. فيقول ايفاجريو، ان لم يتحرر المرشد من صراعاته الخاصة يقود من يسمعه إلى الهلاك حيث من السهل ان يشفق عليه و يسقطا سويا. حيث هناك عديد من الرغبات الدفينة فينا لا تظهر إلا مع التجربة وقد تكون التجربة سماع شخص آخر، أو الشفقة عليه وتنتج الكارثة، يصبح عون له على الخطيئة بدلا من عون لقيامة منها ( ايفاجريو- رسالة إلى سنتريون- ٦- ٥٢-)

٦. المرشد عالم بالنفس البشرية، دارس لعلم نفس الإنسان، وهذا ليس لحد ذاته، لكن كي يدرك عمل الله في هذه النفس ، هكذا يؤكد اوريجانوس وآيفارجيو. فبدون معرفة قد يتشتت المرشد بين ما هو طبيعي للنفس وما هو الهي. قد يتشتت بين ما هو مرض طبيعي ومرض نابع من خطيئة وعادة سيئة أصبحت رفيقة للشخص وأثرت على نفسه. حيث الإرشاد الروحي هو دعوة النفس، من ظلمة الجهل ألي معرفة رحمة الرب يسوع المسيح ( رسالة ايفاجريو ٥٢). ولكن في نفس الوقت المرشد هو طبيب للنفس على مثل المسيح حيث انه قادر ان يقود النفس إلى خلاص الرب ويرفعها مما هو عليها إلى ما يجب ان تكون عليه. فالمرشد هو طبيب النفس حسب قوله. ولكن هل من نصائح خاصة في الإرشاد حسب الآباء ؟

إلى المرة القادمة

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التحديد السابق الأزليّ للخلاص من قبل الله الحلقة 2

التحديد السابق الأزليّ للخلاص من قبل الله الحلقة 2

تكلّمنا في الحلقة الأولى ، عن أنّ هو الذي إختارنا لخلاصه الشامل من الأزل ، ولقد قلنا أيضا ، أننا لا يمكنُ أن نتجاسرَ وندخل ونخترقَ الإرادة الإلهيّة ، بصورة قد تشوّه صورة الله الحقيقيّة فينا ! ..

بل تأكيد اليقين من أنّ الله في كلّ شيء يسعى للخير للذين يحبّونه ُ المدعوين بحسب قصده (روما 8 : 28).

هذه البشرى الصالحة والمفرحة ، تنطبقُ  في الأساس على جميع الناس. إنّ إرادة الله الخلاصيّة هي " شاملة " . فالله " يريدُ أن جميع الناس يخلُصون ويبلغون إلى معرفة الحقّ  (1 تيمو 2 : 4 ). وهو (الله) لا يريدُ موت الخاطئ أبدًا ، بل الحياة لهُ ، والتوبة الدائمة (1 بط 3 : 9) .. هذه الشموليّة في إرادة الله الخلاصيّة قد أكّدها مرّة أخرى بشدّة المجمع الفاتيكاني الثاني إذ يقول:

" ذلك بإن الذينَ ، على غير ذنب منهم ، يجهلونَ إنجيلَ المسيح وكنيسته ، ويطلبونَ مع ذلك الله بقلب صادق ، ويجتهدونَ بنعمته أن يتمّموا في أعمالهم إرادته كما يُمليها عليهم ضميرُهم ، فهؤلاء يمكنهم أن ينالوا الخلاص الأبديّ. وكذلك الذين ، على غير ذنب منهم ، لم يبلغوا بعدُ معرفة َ الله معرفة ً صريحة ً ، وإنّما يجتهدونَ ، لا بمعزل  عن مؤازرة النعمة ، أن يسلكوا مسلكا مستقيمًا ، فإنّ العناية الإلهيّة لا تحبس عنهم المساعدات الضروريّة لخلاصهم . ذلك بإنّ كلّ ما فيهم من صلاح وحقّ هو في نظر الكنيسة تمهيدٌ للإنجيل ، وموهبة من ذاك الذي يُنير كلّ إنسان لكي تكون له الحياة أخيرًا " (ف ك 16) .

إنّ القول بإختيار الإنسان ، كلّ إنسان ، وبدعوته ، يعني أنّ الله يقبل كلّ الإنسان بصفة كونه إنسانا ويحملهُ على محمل الجدّ. لذلك يريد من الإنسان " جوابه " الحرّ وموافقته . أجل ، إنّ الله ، بدافع من محبّته اللامتناهية والأزليّة ، يعلّق تحقيقَ إرادته الخلاصيّة بحريّتنا . وهذا يعني أننا نستطيعُ بـــ " ذنبنا " أن نفقدَ أيضا الخلاص .. (الخلاص ليس عملا سحريّا يقوم به الله لنا من دون أن نحرّك ساكنا ، ومن يفكّر بهذه الطريقة ، يعطي للإيمان المسيحيّ صورة ساخرة كاريكاتوريّة للحقيقة الإنجيليّة ولحقيقة ما أتى به الإبن لنا .. الخلاص لا يمرّ من فوق رأس الإنسان وهو لا يحرّك أيّ ساكن فيه كجواب لنداء الله له !) .

التحديد السابق بالمعنى الحصريّ ، لا ينطبقُ بالتالي إلا على الذينَ ، بمؤازرة النعمة الإلهيّة ، يحصلونَ أيضا على الخلاص الأبديّ.

يتبع .. سنرى في الحلقة 3 .. كيف تُصان أوليّة الله المطلقة عندما تتعلق فعاليّة عمل الله الخلاصيّ بموافقة الإنسان … وسنرى النظرية الجبريّة التي ظهرت في القرنين التاسع عشر والسادس عشر  التي تقول : بإن البعض مختارٌ منذ الأزل للخلاص ، والبعض الآخر للهلاك ..! كونوا معنا دائمًا

عدي توما / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرهاب الإسلامي الى الواجهة من جديد بعد الربيع العربي (2) بقلم الأب سمير خليل سمير

الإرهاب الإسلامي الى الواجهة من جديد بعد الربيع العربي (2) بقلم الأب سمير خليل سمير

في بعض هذه البلدان، لا سيما في مصر وتونس، جلب الربيع العربي روحًا جديدة: زرعوا رؤية جديدة لحقوق الإنسان، والمواطنة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، واضعين الدين في المرتبة الثانية،

أسلوب علماني منفتح للمتدينين وغير المتدينين. ولكن دام هذا الأمر فقط ثلاثة أشهر تقريبًا. بعد ذلك استبدلوا في كل مكان من قبل جماعات اسلامية كالإخوان المسلمين والسلفيين في مصر، والعصابات الأصولية من الخارج التي تمولها دول الخليج العربي في سوريا، والسلفيين والإخوان المسلمين في تونس (تحت اسم آخر).

هناك رغبة في العالم الإسلامي من أجل الحرية الحقيقية والديمقراطية، ولإسلام منفتح على العالم اليوم، ولكن هذا الوعي ليس كبيرا بما فيه الكفاية ليؤدي إلى اتخاذ إجراءات لتوازن الإصلاح الاسلامي. في كل مكان يستولي التيار الإسلامي على السلطة، لأن الجماعات منظمة تنظيما جيدا وتعرف كيفية العمل على الحشود في تونس، وفي مصر (حتى ولو انها تخسر)، وفي ليبيا، وسوريا، حتى ولو لا تزال هذه البلدان غير مدركة للأمر …

العالم الإسلامي في أزمة وجودية عميقة للحضارة

القضية الحقيقية هي أن الإسلام في أزمة وجودية عميقة للحضارة. يقدم المسلم اليوم نفسه على أنه كتلة، مثل الأمة التي لا تعرف الحدود الجغرافية أو السياسية، بل ينتقل من حدود إلى أخرى لنشر أفكاره، ورؤيته عن الإسلام وللمحاربة وفقا لهذه الرؤية. هذه ليست الحال بالنسبة للعالم المسيحي، المقسّم بحسب البعد الوطني والثقافي، الخ ..

يشعر المسلمون بالضعف سياسيًّا، وعسكريًّا، وثقافيًّا، وعلميًّا. إن هذا الشعور بالضيق هو أثقل عندما يفكرون في ماضيهم، بين القرن السابع والقرن الثالث عشر. كانت إمبراطورية قوية، منفتحة على كثير من الثقافات، الأكثر تقدما من أوروبا. وكانت فترة عظيمة من عصر النهضة.

ليشرح الأصوليون المسلمون هذه الخطوة الكبيرة فهناك تفسير بسيط ومقنع. يمكن تلخيصه على النحو التالي: طالما تابعنا بأمانة كل ما نص عليه القرآن وتقاليد نبينا، كنا الأفضل في كل شيء، وكلما انحرفنا أكثر عن هذه التقاليد، كلما أصبحنا أضعف. ولذلك، فإن الحل واضح: دعونا نعود إلى القرن السابع! وهذا التحليل البسيط أقنع الكثير من المسلمين.

وبما أنه جاء في القرآن ما يلي عن محمد: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (سورة 33، سورة الأحزاب، الآية 21)، يصبح تقليد نبي الإسلام إجباريًّا. لقد ناضل ضد الكفار بكل الوسائل، بما في ذلك الحرب (ووفقًا للتقاليد فقد قام بأكثر من 60 غزوًا في أقل من عشر سنوات). وبالتالي، فإن العودة الى الجذور يثير مثال الجهاد (الكفاح في سبيل الله).

وأخيرا، مع عائدات النفط، أصبح من السهل شراء الأسلحة والاحتفاظ بمجموعات من المقاتلين (المجاهدين)، مع الأموال التي تتخذ من الأسلحة الغربية، ونحن نرى الكثير منها كما هو الحال في سوريا، حيث تتدفق الأسلحة في من أوروبا والولايات المتحدة، ومن المملكة العربية وقطر. هناك حاجة إلى المال للعنف، في حلقة مفرغة منغلقة على نفسها من دون إنشاء أي مخرج. إنهم يقتلون بضعة آلاف من المسيحيين، ثم – والأهم من ذلك – هم يقتلون إخوانهم في الدين بأعداد كبيرة.

المشكلة الأساسية هي حاجة الإسلام لمواجهة الحداثة

لكن العنف لا يجلب الحل، لأن المشكلة الملحة هي حاجة الإسلام لمواجهة الحداثة، لتبيان ما هي الأشياء في الإسلام التي تحتاج إلى المراجعة وما الأشياء التي يمكن قبولها أو رفضها. إنها عملية تمييز كمسلمين أفراد وكحضارة. يتم استخدام مثل هذه الفطنة للتمييز بين الإيجابية والسلبية، ثم يمكن البدء بالتأسيس على الإيجابية.

هذه الفكرة بسيطة، ولكن صعبة جدًّا، ويجب عدم وضعها حيّز التنفيذ. وهكذا، لا يزال الصراع قائم بين المسلمين أنفسهم، بين أولئك الذين يرغبون في تبني الحداثة مهما كان الثمن، والذين يحاربونها، رافضين إياها بشكل جماعي كما الملحد، كما النيو-وثنية (الجاهلية الجديدة)، المستوحاة من محمد، الذي قاتل ضد الوثنية (الجاهلية). هذه هي نظرية سيد قطب، المفكر البارز والعضو في جماعة الإخوان المسلمين، التي طورها في كتابه "معالم في الطريق" الذي كتب في السجن بين 1965 و1966، قبل فترة وجيزة من إعدامه شنقًا في 29 آب 1966.

يعتبر هذا الإسلام الأصولي، الحداثة والمعاصرة كنيو وثنية. إنه اقتناع بالانتصار إن حارب المؤمنون النيو وثنية التي يمثلها الغرب والمسيحيين وينظر إليهم على أنهم مبعوثون من الغرب ومن المسلمين الليبراليين.

للأسف، لا يصل العديد من المسلمين في صنع هذا التحليل، على الرغم من أن الاعتبارات التي ألخصها هنا موجودة بين بعض الكتّاب الإسلام. ولكن من بين أكثر من مليار متتبع إسلامي، حتى ألف عالم يعتبر كعدد صغير. تبعت تونس،ولمدة 50 عاما، في عهد بورقيبة (الذي كان رئيسا بين 1957-1987) نهجًا إيجابيًّا، مع تطور نحو الحداثة من دون خلق الإرهاب.

للأسف، هذه الحداثة تظهر دائما تقريبًا مع الدكتاتورية. لا يمكنك اقتراح الحداثة من دون دكتاتورية. وذلك لأن السكان، غير المثقفين بعد يشعرون بأنه يفرض عليهم نمط حياة لا يفهمونه. من جانبهم، يضطر الرؤساء، والدكتاتوريون في كثير من الأحيان، إلى فرض أسلوب الحداثة على الشعب، الذي قد يحتاجه من أجل أن يتثقف.

في سوريا والعراق حصل شيء مماثل مع أعضاء من حزب البعث، في سوريا بين 1963-1966، ثم من 1970 الى اليوم، وفي العراق بين 1968-2003: أدخل بعض التعليم المهم والإصلاحات الاجتماعية، ولكن دائما مع يد الدكتاتورية القوية.

لهذا السبب، عندما بدأنا في محاربة الدكتاتورية، تبخر كل شيء. إن أزيلت الدكتاتورية، يبقى الإسلام فقط، عدو الحداثة (القادمة من الغرب) والعلمانية.

لهذا سيكون من الضروري أن تأخذ الجامعات مثل الأزهر والجامعات الإسلامية الأخرى في تونس، وفي المغرب، أو خارج العالم العربي، مثل إندونيسيا أو ماليزيا، هذه المهمة على عاتقها، مهمة التمييز بين الإسلام والحداثة.

في العالم الإسلامي اليوم، يمكن للناس إما أن يسلموا إلى الإسلام المهيمن، أو أن يحافظوا على صمتهم، أو أن يفروا إلى الغرب.

نحن كمسيحيين قد اختبرنا بالفعل هذا العمل بين الإيمان والحداثة، الإيمان والعقل.

لهذا يمكننا أن نساعد إخواننا وأخواتنا في الإسلام، بدفعهم في هذا العمل، لمساعدة الإسلام على الرد على احتياجات بلدانهم اليوم.

إن التوفيق بين الفكر الكلاسيكي للإسلام والفكر الحديث هو الرد الحقيقي على تعصب الإرهابيين.

عوضًا عن ذلك، كثيرون من العالم الغربي يعتقدون أن هذا من شأنه أن يساعد العالم الإسلامي مع المساعدات العسكرية، أو العلاقات التجارية مع دول الشرق الأوسط: تنظم هذه العلاقات فقط من قبل المصالح الوطنية المعنية، ولا يمكن إحداث التطور. بدلا من ذلك، نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بالكامل في الإسلام للعالم المعاصر.

***

نقلته الى العربية نانسي لحود-وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
ما معنى أن يكون البابا يسوعيًا؟ مقابلة مع البابا فرنسيس (2)

ما معنى أن يكون البابا يسوعيًا؟ مقابلة مع البابا فرنسيس (2)

لماذا اخترت أن تكون يسوعيًا؟ كان السؤال الثاني في مقابلة الأب سبادارو مع البابا فرنسيس. وجوابًا على السؤال لفت البابا  إلى أمور ثلاثة جذبته إلى اليسوعيين: الروح الإرسالي، الجماعة والنظام.

"وهذا أمر مثير للفضول لأني شخص منعدم النظام جدًا، جدًا جدًا!! إلا أن نظامهم وطريقتهم في تنظيم الوقت أثرت في جدًا".

والأمر الثاني المهم هو الجماعة "لأني – تابع البابا فرنسيس – لم أكن لأرى نفسي ككاهن منفرد: أنا بحاجة للجماعة. وهذا الأمر يظهر جليًا من اختياري الإقامة هنا في دار سانتا مارتا". واعترف أنه عندما تم تسليمه الشقة الحبرية، قال في داخله: "كلا!"… "أنا لا أستطيع العيش دون الناس. أنا بحاجة لأن أعيش حياتي مع الآخرين".

وجاء السؤال التالي مكملًا هذا السؤال: "ما معنى أن يكون يسوعيٌ بابا؟"

"التمييز"، فن التمييز الباطني هو من أهم الأمور التي ركز عليها القديس اغناطيوس. "التمييز هو – تابع البابا – وسيلة جهاد تساعدنا على معرفة الرب بشكل أفضل وعلى السير معه عن كثب". إغناطيوس يعلمنا ألا نفعل الأمور الصغيرة اليومية بقلب كبير منفتح على الله وعلى الآخرين. "والتمييز يتطلب وقت. الكثيرون يظنون أن التغييرات والإصلاحات يمكن أن تحدث في وقت قصير. لكني أعتقد أن هناك دائمًا حاجة لوقت لوضع أسس تغيير حقيقي وفعال".

وتابع: "إن خياراتي، مثل تلك المرتبطة بالحياة اليومية الاعتيادية، كاستعمال سيارة وضيعة، ترتبط بتمييز روحي يجيب على ضرورة تنبع من الأمور، من الاشخاص، من قراءة علامات الازمنة". "بالمقابل – أردف البابا – أنا لا أثق بالخيارات الأولى التي تأتي بشكل غير مسبوق"، لافتًا إلى أن "حكمة التمييز تشفي من غموض الحياة الطبيعي وتجعلنا نجد السبل المناسبة، التي لا تتطابق دومًا مع ما يبدو كبيرًا وقويًا".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الثالوث الأقدس الإله الواحد الحق (2) الله الآب بحسب الأديان وبحسب يسوع

الثالوث الأقدس الإله الواحد الحق (2) الله الآب بحسب الأديان وبحسب يسوع

يسوع ليس أول من استعمل كلمة "أب" للحديث عن الله. هوميروس في الأوديسيا يسمي زيوس "أب البشر والآلهة". وفي طقوس ميترا الأسرارية يُسمى الإله "أب المؤمنين". وتُعلم الـ "ريغ فيدا"،

الديانة الهندية القديمة، أن النبات يأتي من اتحاد الأرض الأم (بريثيفي) مع السماء الأب (دياوس بيتا).

هذا وإن الأبوة الإلهية في الأديان كانت تؤدي إلى الحلولية. فالأرض ليست مخلوقة من الإله، بل هي تنبع منه مثلما ينبع النور من الشمس.

لهذا السبب، كان العهد القديم حذرًا جدًا في استعمال "الأبوة" في الحديث عن الله. وعندما يتحدث عن هذه الأبوة فهو يشير إليها بتوضيح ضروري.

التوضيح الأول يربط أبوة الله بالعهد، بالميثاق. فإسرائيل هو ابن الله بفضل اختيار الله له وأمانته للعهد (راجع خر 4، 22 – 23؛ تث 14، 1 – 2).

المعنى الثاني يشير إلى الفداء. فالله هو أب لإسرائيل لأنه يفدي ويخلص شعبه: "أنت، أيها الرب، أبونا، من الأزل دُعيت مخلصنا" (أش 63، 16).

المعنى الثالث يشير إلى الخلق. "أنت يا رب أبونا، ونحن كالخزف بين يديك. أنت تصوغنا، ونحن جميعًا عمل يديك" (أش 64، 7). الله أب بمعنى أنه الخالق الحنون. إن فكرة "الخلق" تنفي كل مفاهيم الحلولية وانبثاق الخليقة من الله، وتقيم فصلاً واضحًا بين الخالق والخليقة.

قلما يتوجه العهد القديم إلى الله فيدعوه "آب" بالصلاة. وعندما يستعمل ذلك، يربطه دومًا بكلمة "رب" للتشديد على سمو الله. نرى مثالاً على ذلك في سفر ابن سيراخ: "أيها الرب، أب حياتي وإلهها…" (23، 4).

هناك أمر لافت في العهد القديم: إن أبوة الله لا تأخذ طابعًا أبويًا حصريًا، بل يستعين الكتّاب الملهمون بصور وخصائص أمومية. فيتم التعبير عن رحمة الله، على سبيل المثال، من خلال الحديث عن الرحم الأمومي (رحميم بالعبرية). إن حب الله لنا هو أمومي، ينبع من الأعماق، هو متجذر بكيانه الأعمق.

حنة باربارا غرل تبين كيف أن الكتاب المقدس يقدم ما لا يقلّ عن 20 صورة أنثوية للحديث عن الله. "مثلما تعزي الأم ولدها، هكذا أعزيكم أنا" (أش 66، 13). لقد أصاب ذلك الطفل الذي أجاب على السؤال عما إذا كان الله أبًا أو أمًا عندما قال: "إن الله أبٌ يحب بقلب أًم".

ولكن هناك أمر آخر هام: إن كُتّاب العهد القديم، لا يكتفون باستعمال التشابيه الأبوية والأمومية للحديث عن الله، بل يبينون كيف أن أبوة وأمومة الله تتجاوز المحدودية التي تميز هذه الأدوار البشرية. نستشهد بآيتين لإيضاح الفكرة: " قالت صهيون: ’تركني الرب ونسيني سيدي‘.  ’أتنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى ولو نسيت النساء فأنا لا أنساك" (أش 49، 14 – 15). وأيضًا: "إذا تركني أبي وأمي فالرب يقبلني" (مز 27، 10).

ميزة العهد الجديد

مع العهد الجديد نرى تحولاً جذريًا. يسوع يتوجه دومًا إلى الله بكلمة "آب". هناك استثناء واحد، عندما يصرخ يسوع على الصليب: "إلهي، إلهي، لِمَ تركتني؟". ولكن هذا الاستثناء يثبت القاعدة لأنه استشهاد بالمزمور 22.

يتوجه يسوع دومًا إلى الآب بدالة لا سابق لها، ويستعمل كلمة تُستعمل في الإطار البيتي الحميم: "أبّا" (مر 14، 36). لقد انطبعت دالة يسوع هذه في قلب التلاميذ لدرجة أنهم نقلوا الكلمة بالأصل الأرامي حتى في الأناجيل المترجمة إلى اليونانية (راجع روم 8، 15؛ غل 4، 6).

يعلم الناصري تلاميذه النظر إلى الله كأب صالح: "من منكم إذا سأله ابنه رغيفا أعطاه حجرا، أو سأله سمكة أعطاه حية؟ فإذا كنتم أنتم الأشرار تعرفون أن تعطوا العطايا الصالحة لأبنائكم، فما أولى أباكم الذي في السموات بأن يعطي ما هو صالح للذين يسألونه!" (مت 7، 9 – 11).

يدعو يسوع تلاميذه لكي يكونوا كاملين ورحماء مثل أبيهم السماوي (راجع مت 5، 48؛ لو 6، 36) الذي "يطلع شمسه على الأشرار والأخيار، وينزل المطر على الأبرار والفجار" (مت 5، 45). ويعلم يسوع تلاميذه أن يتوجهوا إلى الآب بالصلاة بدالة الأبناء قائلين: "أبانا" (راجع مت 6، 9؛ لو 11، 2).

بحق يلخص المؤرخ أدولف فون هارناك النواة الأساسية في المسيحية خصوصًا في "إعلان أبوة الله".

(يتبع)
زينيت) الدكتور روبير شعيب

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العالم أجمع سيتحد مع البابا في ساعة سجود يوم الأحد 2 يوليو

العالم أجمع سيتحد مع البابا في ساعة سجود يوم الأحد 2 يوليو

سيحتفل الكاثوليك في العالم أجمع بساعة مشتركة مع البابا فرنسيس في السجود للقربان المقدس وذلك يوم الأحد 2 يوليو 2013 من الساعة الخامسة الى السادسة مساء (من الثالثة الى الرابعة بتوقيت روما).

أشار رئيس الأساقفة رينو فيسيكيلا رئيس المجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد الى أن هذا الاحتفال هو الأول من نوعه في تاريخ الكنيسة، فالعالم أجمع سيشارك مع البابا في السجود الذي سيترأسه قداسته في روما من بازيليك القديس بطرس، وقال الأب لومباردي أن البابا سيصلي وهو راكع ولن يعظ. سيتم وصل الكاتدرائيات ببعضها بواسطة الإنترنت أو التلفزيون.

إن هذا الحدث يحمل عنوان :"رب واحد إيمان واحد" ليشير الى الوحدة العميقة. كذلك أكد فيسيكلا أن هذه المبادرة حظيت بدعم هائل ليس على صعيد الكاتدرائيات فحسب بل أيضًا في الرعايا والجماعات الدينية. ثم عاد وشدد على أن هذا الحدث تاريخي، هذا السجود المشترك حول القربان المقدس الذي هو نواة حياة الكنيسة. هذا وتحدث رئيس الأساقفة أيضًا عن فارق الوقت بين الدول ففي فييتنام ستكون الساعة العاشرة ليلًا، وفي كوريا سيكون منتصف الليل قد حل. أما في أوقانوسيا فسيكون يوم 3 يوليو حوالي الساعة الواحدة صباحًا، ولكن هذا لن يمنع الجميع من المشاركة بهذه الشراكة الأخوية للصلاة.

كما أن كنائس أخرى كالكنائس في غينيا الجديدة التي خاضت مصاعب كثيرة ستشارك في الحدث. الى جانب ذلك، أرسل أسقف كاربي، في شمال إيطاليا، رسالة أكد فيها المشاركة في السجود على رغم الزلزال الذي ضرب البلدة.

أعلن البابا فرنسيس عن النيتين اللتين يود أن يخصص هذا السجود لهما: من أجل الكنيسة لتكون أمينة للكلمة، ولإعلانها، ومن أجل العالم بالأخص أولئك الذين يعانون: ضحايا الاتجار وكل أنواع المرض. أولا من أجل الكنيسة المنتشرة في العالم أجمع ليجعلها الرب مطيعة لكلمته، لتظهر الى العالم جميلة لا عيب فيها. ثانيًا، على نية جميع الذين يعانون في العالم، للنساء والأطفال ضحايا العنف لتسمع الكنيسة أصواتهم وليبقوا متشبثين بالمصلوب. كذلك من أجل كل العاطلين عن العمل والمحتاجين والمسنين والمهاجرين لكي تريحهم صلوات الكنيسة وتثبتهم في الرجاء.

أصبح كتيب الاحتفال متاحا بالايطالية على الانترنت على الموقع الالكتروني للمجلس الحبري لتعزيز التبشير الجديد وسيتم ترجمته الى سبع لغات مختلفة. أم بالنسبة الى سنة الإيمان فقد أشار فيسيكلا عن عدد الحجاج الذين أتوا الى روما: 4،3 مليون مؤمن أتوا في مجموعات من دون أن ننسى الأشخاص الذين يأتون يأتون لصلاة التبشير الملائكي يوم الأحد.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : تكريم المتخرجين القدامى في الاعلام 2

لبنان : تكريم المتخرجين القدامى في الاعلام 2

كرّمت كلية الاعلام والتوثيق – الفرع الثاني في الجامعة اللبانية في الفنار، عدداً من متخرجيها القدامى والذين يشغلون اليوم مناصب في وسائل إعلامية مختلفة.

بداية ألقى المدير السابق للكلية جان صقر كلمة توجه فيها الى المتخرجين القدامى. ثم كانت كلمات للمتخرجين القدامى استذكروا فيها مقاعد الدراسة في الجامعة. وهم الإعلاميون كريستيان أوسي، شيرلي المر، سمر أبو خليل، رلى مخايل، سمر كموج ونعمت عازوري، لور سليمان صعب، يوسف الحويك، سيمون الأشقر، شربل مارون، جورج سولاج، الأب طوني صليبا والشاعر حبيب يونس. وختاماً، كانت كلمة لعميد الكلية جورج كلاس.
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
عشية العنصرة: حوار مع البابا فرنسيس (2)

عشية العنصرة: حوار مع البابا فرنسيس (2)

القديسون هم الذين يجعلون الكنيسة تتقدم، فهم الذين يعطون هذه الشهادة" هذا ما شرحه البابا فرنسيس خلال لقائه مع الحركات الرسولية يوم السبت 18 مايو في ساحة القديس بطرس.

"أجاب البابا عن أربعة أسئلة مهمة كنا قد نشرنا السؤال الأول وإليكم اليوم السؤال الثاني الذي وجهه الشباب للبابا.

***

صاحب القداسة، تجربتي هي تجربة الحياة اليومية، كالآخرين. أنا أحاول أن أعيش إيماني في مكان عملي، في التواصل مع الآخرين، كالشهادة الصادقة للخير التي تلقيتها من خلال لقائي مع الرب. أنا، أو بالأحرى نحن "أفكار الله" مستثمرة بمحبة غامضة أعطتنا الحياة. أنا معلمة في مدرسة ووعي هذه الحقيقة يعطيني حافزًا لأكون متحمسة من أجل تلاميذي وزملائي. أنا أجد أن غالبًا ما يبحث الكثيرون عن السعادة على طرق الحياة حيث تتحول المسائل الكبرى الى مادية أولئك الذين يطمحون لنيل كل شيء ويبقون غير مكتفيين، أو الى العدمية التي لا تجد معنى في أي شيء.أنا أتساءل كيف أن اقتراح الإيمان، الذي هو عبارة عن علاقة شخصية، لجماعة، أو لشعب، يمكنه أن يصل الى قلب الرجل والمرأة في عصرنا. نحن خلقنا للانهاية- "راهنوا في حياتكم على أشياء كبيرة"- هذا ما قلتموه لنا في الآونة الأخيرة، ومع ذلك، فحولنا وحول شبابنا، كل شيء يبدو وكأنه يقول أنه يجب علينا أن نرضى بالنتائج المتواضعة، والسريعة، وبأن على الإنسان أن يتكيف بالمحدودية من دون أن يبحث عن شيء آخر. نحن أحيانًا نخاف كمكان حال التلاميذ عشية العنصرة.

تدعونا الكنيسة الى التبشير الجديد. أنا أظن بأننا جميعًا، نحن المتواجدين هنا، نشعر بشدة بهذا التحدي المتواجد في قلب تجرباتنا. لذلك أود أن أسألكم، يا صاحب القداسة، أن تساعدني، وتساعدنا لكي نفهم كيف نعيش هذا التحدي في عصرنا. ما هو بالنسبة إليك، الشيء الأكثر أهمية، الذي يجب علينا كلنا كحركات وجمعيات وجماعات أن ننظر إليه لننفذ هذه المهمة التي نحن مدعوون للقيام بها؟ كيف ننقل الإيمان بشكل فعال اليوم؟

سأقول ثلاث كلمات.

الأولى هي يسوع. من هو الأهم؟ الأهم هو يسوع. إن مضينا قدمًا بتخطيطٍ وأشياء أخرى، أشياء جميلة بالفعل، ولكن من دون يسوع فيكون هناك خطأ ما. إنّ يسوع هو الأهم. أود الآن أن أوجه لكم معاتبة صغيرة، ولكن بأخوية بيننا. لقد صرختم جميعًا في الساحة منادين: "فرنسيس، فرنسيس، بابا فرنسيس." ولكن أين كان يسوع؟ كنت أتمنى أن تنادوا: "يسوع، يسوع هو الرب، وهو حقًّا بيننا." من الآن وصاعدًا لا أود أن أسمع كلمة "فرنسيس" بل "يسوع."

الكلمة الثانية هي الصلاة. . انظروا الى وجه الله، ولكن فوق كلّ شيء، وهذا متعلق بما قلته سابقًا، يجب أن تشعروا بأنه ينظر اليكم أيضًا. الرب ينظر الينا، هو أول من ينظر. هذا ما أشعر به حين أتوجه في المساء للصلاة أمام بيت القربان. في بعض الأحيان أغفو قليلا؛ نعم هذا صحيح، لأنه مع تعب النهار من الطبيعي أن نغفو قليلًا. ولكن هو يفهمني. وأشعر بارتياح شديد حين أفكر بأنه ينظر إلي. نحن نعتقد بأنه يجب علينا أن نصلي، ونتكلم، ونتكلم، ونتكلم…كلا! دعوا الرب ينظر اليكم. حين ينظر الينا، يعطينا القوة، ويساعدنا بأن نشهد له- لأن السؤال تمحور حول الشهادة للإيمان أليس كذلك؟ ولكن "يسوع" في المقام الأول، ومن ثم تأتي "الصلاة"- نشعر بأن الله يمسك بأيدينا. إذًا أنا أشدد على أهمية ذلك: أن ندعه يقودنا. هذا أهم من أي مسألة حسابية أخرى. نحن إنجيليون حقيقيون إن تركناه يقودنا. فلنفكر ببطرس: لربما كان يأخذ قيلولة بعد الغذاء، وأبصر رؤية، رأى فيها المنامة والحيوانات، وسمع بأن يسوع كان يقول له شيئًا ما لكنه لم يفهم. في هذه اللحظة جاء للبحث عنه عدد كبير من الناس غير اليهوديين ليأخذوه الى منزل، وحينها رأى أن الروح القدس كان هناك. ترك بطرس يسوع يقوده ليصل الى هذا التبشير الأول للأمم غير اليهوديين: كان هذا شيئًا لا يمكن تصوره في ذلك الوقت (أعمال 10، 9-33). وهكذا التاريخ كله، كله! أن ندع يسوع يقودنا. هو حقًّا القائد، قائدنا، يسوع.

ثالثًا، الشهادة. أولا، يسوع، ومن ثم الصلاة-الصلاة: وأن ندعه يقودنا وأخيرًا الشهادة. ولكن أود أن أضيف شيئًا. إن قيادة يسوع لكم تقودكم الى مفاجآت يسوع. يمكننا أن نفترض بأنه يمكننا إعداد برنامج التبشير حول طاولة، مفكرين باستراتيجيات، ومحضرين مشاريع. ولكن هذه كلها أدوات، أدوات صغيرة. المهم هو يسوع وأن ندعه يقودنا. بعد ذلك يمكننا أن نخطط لاستراتيجيات وإنما هو أمر ثانوي.

أخيرًا، الشهادة: إن الإيمان لا يمكن أن ينقل إلا عبر الشهادة أي عبر المحبّة. ليس من خلال أفكارنا بل الإنجيل الذي نعيشه في وجودنا والذي يبعثه الروح القدس في داخلنا. يشبه ذلك بتآزر بيننا وبين الروح القدس، وهذا يقود الى الشهادة. أما الكنيسة فالقديسون هم الذين يجعلونها تتقدم، هم الذين يعطون هذه الشهادة. وكما قال كل من يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر، إن عالم اليوم بحاجة ماسة الى شهود. لا الى معلمين، بل الى شهود. لا تتكلموا كثيرًا بل تكّلموا من خلال طريقة عيشكم أيّ إستقامة حياتكم! إن استقامة الحياة تعني عيش المسيحيّة كلقاء مع يسوع الذي يقودني نحو الآخرين وليس كواقعٍ إجتماعيّ. على المستوى الإجتماعي، هذا ما نحن عليه، نحن مسيحيّون، منغلقون على ذاتنا. كلا، لسنا كذلك. فلنشهد!

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مسيرة لتمثال عذراء فاتيما وذخائر البابا يوحنا بولس2 في زحلة الاربعاء

مسيرة لتمثال عذراء فاتيما وذخائر البابا يوحنا بولس2 في زحلة الاربعاء

دعت شبيبة الالف الثالث في مطرانية زحلة المارونية، لمناسبة الشهر المريمي وعيد سيدة فاتيما وذكرى محاولة اغتيال الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، إلى المشاركة في مسيرة بتمثال سيدة فاتيما

وبذخائر البابا الطوباوي، يوم الاربعاء 15 ايار 2013.

تنطلق المسيرة عند الساعة السابعة من أمام مركز بلدية زحلة المعلقة إلى مقام سيدة زحلة والبقاع حيث سيقام قداس بالمناسبة يحتفل به مرشد الشبيبة الأب بطرس عازار الأنطوني الأمين العام للمدارس الكاثوليكية.

وتنظم الشبيبة سلسلة من النشاطات حول مناسبات خاصة بيوحنا بولس الثاني تمهيدا لبناء أول كنيسة على اسمه في لبنان والمشرق.

وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيّون” (2) تحليل الكاردينال ساندري

“المجمع الفاتيكاني الثاني والشرقيّون” (2) تحليل الكاردينال ساندري

بعد نشر القسم الأول من أقوال الكاردينال ساندري حول أمنية المجمع الفاتيكاني الثاني، في ما يلي ترجمة القسم الثاني من هذه الأقوال.

***

رسالة مسكونيّة

إعتبر الكاردينال ساندري أنّ الرسالة الفعليّة المجمعيّة الموجّهة إلى المسيحيّين الشرقيين تشير إلى "الرسالة المسكونية لكنائس كاثوليكيّة شرقيّة وأنّ الإخلاص الديني للتقاليد القديمة الشرقية، بالتعاون مع الكرسي الروماني، يساهم في تعزيز الوحدة لجميع المسيحيّين.

وذكّر الكاردينال بالمواقف البابويّة إزاء هذا الموضوع. إذ إقترح يوحنا الثالث والعشرون، عند إفتتاح المجمع، موضوع "طبّ الرحمة" من أجل تقريب المسيحيّين. وفي رسالته الرسوليّة "Orientale Lumen" وفي منشوره البابويّ "Ut Unum Sint" تحدّث يوحنّا بولس الثاني عن المسيحيّين في الشرق. وأشار بندكتس السادس عشر، خلال زيارته إلى مجمع الكنائس الشرقية، إلى أنّ "الخيار المسكوني الذي أداره المجمع لا ينعكس" وأنّ تقاليد الشرق المسيحيّ هي "تراث الكنيسة جمعاء" و"مرجع للمستقبل".

وأخيرًا، أثنى البابا فرنسيس، خلال درب الصليب في الكولوسيوم الذي أُقيم في 29 مارس الأخير، على "الشهادة" التي قدّمها مسيحيّو الشرق: "لقد رأينا هذه الشهادة عندما ذهب البابا بندكتس إلى لبنان حيث رأينا جمال تعاون المسيحيّين في هذه الأرض وقوّته والصّداقة من العديد من الإخوان المسلمين ومن الكثير غيرهم. هذا يعدّ إشارة للشرق الأوسط وللعالم بأكمله: إشارة أمل".

كرامة عينها

يذكر الكاردينال ساندري، من بين نتائج المجمع، مدونة القانون الكنسي للكنائس الشرقية التي أصدرها يوحنا بولس الثاني في 18 أكتوبر 1990 وبالنسبة إلى الفاتيكان الثاني هي "واحدة من التعابير الرئيسيّة والرسميّة من "التنوع في الوحدة".

وشرح الكاردينال أنّ هذه المدونة هي نقطة تحوّل في التاريخ، ففي الواقع، إستوحتها الكنيسة، حتى الفاتيكاني الثاني، من مبدأ "praestantia ritus latini" الذي طرح، بشكلٍ خاص من الطقس اللاتيني، "تفوّق الكنيسة اللاتينيّة على الكنائس الشرقية".

ووضع المجمع نظريةً جديدةً أكّد من خلالها أنّ "الكناس الشرقيّة تتمتع كالكنائس الغربيّة بالكرامة عينها بحيث لا تتفوّق أيّ واحدة منها على الأخرى بسبب طقسها".

ومثلًا تنص (Orientalium Ecclesiarum) "الكنائس الشرقية" على ما يلي: "يعلن المجمع رسميًّا أنّ كنائس الشرق يحقّ لها ويتوجّب عليها، كتلك الموجودة في الغرب، أن تحكم وفق أنظمتها الخاصة بها. وبالفعل، تُعرف تلك الكنائس بأقدميّتها الجليّة وتنسجم، بشكلٍ أفضل، مع عادات مؤمنيها وتبدو مكيّفة أكثر في سبيل الخير للنفوس".

وبعبارة أخرى، "لا تكون الكنيسة اللاتينيّة مرادفًا للكنيسة الجامعة ولا تعدّ قوانينها مماثلة في الكنيسة. فهي لا تُجبر الشرقيين بقوانينها وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحقّ الشرقي الذي لا يجُبر اللاتينيّين بقوانينه".

خاصيّة الشرقيّين

أمل المجمع أيضًا أن "ترافق الهويّة الكنسيّة والطقسيّة الكاثوليك الشرقيين أينما كانوا"، و"أن يعلم جميع الشرقيين، بثقة تامّة، أنّه يمكنهم وعليهم دائمًا الحفاظ على طقوسهم الليتورجيّة الشرعيّة ونظامهم وأنّ التغيّرات لا يجب أن تُجرى فقط من أجل تقدّمهم الخاص والمنظّم".

وبحسب مدونة القانون الكنسي الشرقي، يعدّ الطّقس "التراث الليتورجي، واللّاهوتيّ، والروحيّ والنظاميّ الذي يتميّز بالثقافة والظروف التاريخيّة للشعب ويُبان وفق الطريقة الخاصّة بكلّ كنيسة في الإحتفال وعيش الإيمان".

واليوم، بسبب هجرة المؤمنين الشرقيين، يجب على هذه الطقوس أن تكون محفوظة بإنتباهٍ دقيقٍ كما تشير إليه عظة "الكنيسة في الشرق الأوسط" التي وقّعها بندكتس السادس عشر في 4 سبتمبر 2012، حيث يشجّع فيها البابا إلى "إحاطة" المؤمنين الشرقيين المغتربين "بالحنان" من خلال دعوتهم إلى "البقاء على إتّصال وثيقٍ مع عائلاتهم وكنائسهم والإحتفاظ، بشكلٍ خاص، وبإخلاصٍ، على إيمانهم بالرب بفضل هويّتهم الدينيّة المبنيّة على تقاليد روحيّة جليّة".

وشرح الكاردينال ساندري أنّه بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر " في الواقع، يكون ذلك من خلال الحفاظ على إنتمائهم هذا إلى الله وعلى كنائسهم ومن خلال زرع محبّة عميقة للإخوة والأخوات اللاتينيين الذين سيقدّمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة بأكملها منفعةً كبيرة".

وختم عميد المجمع الروماني للكنائس الشرقيّة بالقول أنّه من هذا المنطلق، يندفع رعاة المناطق الكنسيّة الذين يستقبلون الكاثوليك الشرقيين إلى "إعطائهم إمكانيّة الإحتفال بحسب تقاليدهم الخاصّة وممارسة أنشطة رعويّة وأبرشيّة حيث يمكن ذلك".

***

نقلته إلى العربية ميريام سركيس- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مختارات من كتابات الكاردينال برغوليو (2) ما الذي يمكننا أن نتعلمه عن البابا فرنسيس؟

مختارات من كتابات الكاردينال برغوليو (2) ما الذي يمكننا أن نتعلمه عن البابا فرنسيس؟

بعد نشر القسم الأول من المقتطفات التي نشرتها أبرشية بوينس أيريس عن النصوص التي تسلط الضوء على قضايا تطرق لها الكاردينال خورخيه ماريو برغوليو،

 إليكم في ما يلي ترجمة القسم الثاني من المقتطفات:

الإيمان

تضعنا تجربة الإيمان في تجربة الروح،التي تتمثل بالقدرة على بدء مسيرتنا. عندما لا يمر المرء من باب الإيمان، يُقفَل الباب، وتقفل الكنيسة، وينغلق القلب على ذاته وعلى الخوف، وتفسد روح الشر البشرى السارة. حين يجف ميرون الإيمان يفقد المبشّر "عطره"، ويشكل في كثير من الأحيان مصدر للفضائح بالنسبة الى الكثيرين.

من يؤمن بالنعمة التي تمر من خلال الإنجيل، والتي يتردد صداها في التاريخ على شفاه اليصابات: "طوبى للتي آمنت" أو حتى بالكلمات التي وجهها يسوع الى توما: "طوبى للذين آمنوا ولم يروا." (9 يونيو، 2012).

السلطة السياسية

إن "جنون" وصية المحبة، التي يقترحها الرب ويدافع عنها في وجوديتنا، تبدد "الجنون" اليومي، الذي يؤذي، ويعيق تحقيق مشروع الأمة. وهو النسبية، واعتبار القوة كالفكر الأوحد. هذه النسبية التي وبحجة احترام الاختلافات، تختلط بالعداوة وتمتعض من كل ما يدعو لدعم القيم والمبادئ. كذلك السلطة كفكر أوحد هي كذبة أخرى. إن كانت التحيزات الإيدولوجية تشوه الطريقة التي ينظر فيها الشخص للآخرين والمجتمع، نظرًا لمخاوفه ويقينه، فالسلطة كفكر أوحد تحفّز التركيز على أن "المناصب جميعًا أنظمة قوة" و"يسعى الجميع للهيمنة على الآخرين." وبالتالي تتراجع الثقة الاجتماعية التي، وكما أشرت، هي جذر المحبة وثمرتها. (25 مايو، 2012).

الأزمات

تتنوع أعراض الوهم، ولربما الأكثر وضوحًا بينها هو السحر "حسب الطلب": سحر التكنولوجيا التي تعد بأشياء أفضل؛ سحر اقتصاد يقدم تقريبًا امكانيات غير محدودة في جوانب الحياة جميعًا للذين ينجحون بأن يندمجوا في النظام؛ سحر مقترحات دينية صغيرة تناسب الحاجة. لدى الوهم بعد اسكاتولوجي. هو يهاجم بشكل غير مباشر، واضعًا حدًّا لأي موقف نهائي، ويقترح بدلا منه هذا السحر الصغير الذي هو بمثابة "جزر" أو "هدنة" في مواجهة الوهم، بالنظر الى وتيرة العالم بشكل عام. وبالتالي، إن الموقف الإنساني الوحيد الذي باستطاعته أن يكسر موجة السحر والوهم هو أن نضع أنفسنا قبل الأمور المهمة ونتساءل برجاء: هل نحن نسير من الجيد الى الأفضل أم من السيء الى الأسوأ؟ وهنا يخلق الشك. أيمكننا أن نجيب؟ هل نملك الكلمة التي تدل على طريق الرجاء في عالمنا؟ هل نحن، كتلميذي عماوس وأولئك الذين بقوا في العلية، أول من يحتاج الى المساعدة؟ (8 مايو، 2012).

التواضع

يحدثنا مقطع الإنجيل عن التواضع. يكشف التواضع للوعي الإنساني القدرات التي يحملها في داخله. في الواقع، كلما وعينا أكثر لعطايانا وحدودنا، سنكون متحررين أكثر من عمى الغطرسة. وتمامًا كما شكر يسوع الآب على ظهوره للضعفاء، علينا أيضًا أن نشكر الآب على جعل شمس شهر مايو تشرق على الذين آمنوا بعطية الحرية، الحرية التي ظهرت في قلب الأمة التي راهنت على العظمة من دون أن تغفل عن صغرها. (25 مايو، 2011).

شعب بسيط

حكمة الآلاف من الرجال والنساء الذين ينتظرون دورهم لكي يسافروا ويعملوا بصدق، ليؤمنوا الخبز اليومي لطاولتهم، ليجمعوا المال، ويشتروا شيئًا فشيئًا بعض القرميد لتحسين منازلهم…يمر الآلاف من الأطفال يوميًّا بمراويلهم في الشوارع وهم بطريقهم من المدرسة وإليها. في حين يجتمع الأجداد الذين يتحلون بالحكمة الشعبية ليسردوا قصصًا صغيرة. ستمر الأزمات، وازدراء الأقوياء سيكبلهم في البؤس، ستغيب الرقابة عنهم، وسيتجهون الى المخدرات والعنف. سيجربهم بغض الكراهية الانتقامي. ولكن المتواضعين بينهم، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، سوف يستدعون حكمة الذي يشعر بأنه ابن اله غير بعيد،إله يرافقهم بالصليب، ويشجعهم بالقيامة بهذه الأعاجيب، مما يحثهم على الفرح بالمشاركة والاحتفال. (25 مايو، 2011).

التبشير الجديد

يعيش الله والكنيسة في المدينة. لا تتعارض رسالتنا مع التعلم من المدينة-من حضاراتها وتغييراتها- حين نشرع بالتبشير بالإنجيل. وهذه هي ثمرة الإنجيل، التي تتفاعل مع الأرض التي تقع عليها البذور. لا تشكل المدينة المعاصرة بمفردها تحديًا، بل المدينة كلها، كل حضارة، كل عقلية، وكل قلب بشري. إن التأمل في سر التجسد الذي يقدمه القديس اغناطيوس في التمارين الروحية، هو مثال جيد عن الموقف الذي نقترحه هنا. هو موقف من واقع المدينة. الإنجيل هو إعلان لا بد أن يعلن للآخرين. تعد التأملات خلال حياتنا وتعايشنا. (25 أغسطس، 2011).

مريم

كان الله يفتقر لشيء ما لكي يدخل الى تاريخنا بشكل بشري: كان بحاجة الى أم، وطلبها منّا. إنها الأم التي نتطلع اليها اليوم، ابنة شعبنا، الأمة، الطاهرة، الوحيدة من الله؛ الوحيدة التي جعلت مكانًا لابنها لتحقق العلامة، الوحيدة التي تجعل دائمًا هذه الحقيقة ممكنة ولكن ليس كمالكة أو بطلة، بل كأمة، النجمة التي تستطيع أن تضمحل لكي تظهر الشمس. إذا نحن نشير اليوم الى وساطة مريم، وساطة المرأة التي لم تتنكر لأمومتها، بل تولتها منذ البداية؛ أمومة بولادة مزدوجة، الأولى في بيت لحم والثانية على الجلجلة؛ أمومة تضم وتدعم أصدقاء ابنها، الذي هو المرجع الوحيد الى الأزل. وهكذا تستمر مريم بيننا، أم تجعل المساحة ممكنة لحلول النعمة، النعمة التي تحول وجودنا وهويتنا: الروح القدس الذي يجعلنا أطفالًا بالتبني، يحررنا من العبودية، بملكية حقيقية وصوفية، ويعطينا عطية الحرية ويصرخ من داخلنا دعوة الانتماء الجديد للآب! (7 نوفمبر، 2011).

***

نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني (2)

جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني (2)

جوزيف راتزينغر والكتاب : على ما يشهد له جميع اللاهوتيين، عرف راتزينغر يسوع المسيح حق المعرفة، وكتب عنه من الكتب ما يكفي ليتحوّل هو بنفسه إلى كتاب مفتوح عنه.

·  لقد اختبر معه حمْلَ الصليب لمدّة ثماني سنوات، و شاركه به على طريقة سمعان القيرواني حتى وجد نفسه في الخطوة القصوى، يذوب فيه، فيصبح بذاتيته "كتاباً" عنه، كتاباً ذا صفحات بيضاء بتصرّف المسيح شريكه، يكتب هو عليها، يملؤها ويبدّلها بالصفحات الناقصة من إنجيله (يو 21، 24).

وهكذا، وكما تبدأ مقدّمة كل كتاب بخاتمته، وكما أن التجسّد لا يُفهم إلا في ضوء الموت والقيامة، هكذا تُفهم قيمة انتخاب جوزيف راتزينغر انطلاقاً من قيمة تنحّيه وتحوّل جوهره نحو الكمال الذي لأبيه السماوي (متى 5: 48). لذلك، نؤكد بأن كل شيء بدأ معه مجدداً بالتحوّل إلى جديد، وأنه على هذا المستوى، ليس البشر هم الذين يتوقّعون ويدبّرون… إنما فقط الروح القدس.[1]

·        العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني

في الذكرى الخمسينية للفاتيكاني الثاني، نرى أن جوزيف راتزينغر الذي بدأ حياته اللاهوتية مع التحضيرات لهذا السينودس، قد وجد نفسه كرأس للكنيسة الكاثوليكية مدفوعاً لإنهاء حياته كلاهوتي بوضع نقطة النهاية، نقطة الكمال لهذا السينودس.

إن نقطة الكمال هذه تقوم على تطبيق ما يُطلب من الآخرين على الذات، وذلك لمقاومة كل روح فرّيسيّة (لوقا 11، 46). أما نقطة الكمال هذه فقد شكلت بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، خطوة المصالحة مع الذين صُدموا في ذاك الوقت (1965) بالتغيير الكبير الذي حمله الفاتيكاني الثاني فابتعدوا. إن رأس "الكنيسة"، حبة الحنطة بامتياز، يسقط ويموت،  كما فعل معلّمه، بعد إنجاز هذه المصالحات، لكي تكون للكنيسة الحياة، بل ملء الحياة (يو 10: 10). كان من الضروري أن يكون جوزيف راتزينغر، في منصب البابوية، حتى يتمكّن الروح القدس من وضع هذه النقطة النهائية والعبور معه إلى زمن ما بعد الفاتيكاني الثاني.

·        ممَّ كانت تشكو الكنيسة ما قبل الفاتيكاني الثاني وممَّ تحرّرت خلال حقبته؟

كانت الكنيسة، منذ القرن التاسع الميلادي، قد تحوّلت إلى "امبراطورية المسيح"، وحلّت محلّ روما العظمى…

لقد بدأ كل شيء مع الامبراطور قسطنطين والشعار "بهذه العلامة ستغلب" (In Hoc Signum Vincit)، أي إشارة الصليب.  يليه إعلان ميلانو  بتحرير المسيحية على يد قسطنطين نفسه (313)[2]. تبع هذا الوضع الجديد إضفاء الطابع العسكري على الكنيسة من خلال الشعب وملوكه وأباطرته. في القرن العاشر، بلغ وجه الكنيسة الامبراطوري ذروته مما أدى فيما بعد إلى الانشقاق الكبير مع أمبراطورية الشرق البيزنطية، وكردّة فعل على احتلال القدس وتوسّع مطامع الإسلام، والتعديات على الحجاج، إلى الحروب الصليبية.[3]

تبع كل ذلك حرب المئة سنة بين الممالك المسيحية وأمراء الكنيسة، ثم محكمة التفتيش (من 1337 ولغاية 1453)؛ انتهاك المقدسات والأسرار بشيوع الاتّجار بالغفرانات وحلّ خطايا الموتى؛ الانشقاق اللوثري في منتصف القرن السادس عشر (1517)[4] ؛ المجمع التريدنتي (1545) الذي شكل محاولة أخيرة لاستعادة السيطرة الكاملة "الإقطاعية" على "خراف" المسيح، أرواحاً وأملاكاً دنيوية، ولكنه لسوء الحظ لم يؤدّ إلا إلى زيادة خط التشدّد بواسطة التهديد بـ"الحرم"…

وهكذا، على خامة شعب مسيحي منهك بالحروب الدينية والمجاعات والأمراض والترهيب من الهلاك في الجحيم، نشأت الروح العلمانية التي أدّت مع حركة التنوير إلى الثورة الفرنسية (1789). فيما بعد، أطلّ كارل ماركس، مسيح البروليتاريا، بمادّيته الإنسانية وشعاره "الدين هو أفيون الشعب". بفضل وعوده بجنّة ملموسة للكادحين، نجح في إفراغ الكنائس… وكان أنه في ختام القرن التاسع عشر، وجد إله الكنيسة نفسه خارج الجامعات والمجتمعات، وقد سادت مكانه الوضعية والمادية، وتمّت الاستعاضة عن اللاهوت بعلم النفس. حتى "فهرس" دائرة نشر الإيمان (البروباغاندا فيده) لم يعد قادراً على إخضاع المفكرين والإكليروس لها. وعشيّة الفاتيكاني الثاني، وجد المسيح نفسه مع ما يكفي من الشرائع ولكن محروما من "جسد سرّي" معدّ لحمل صليبه. بالتالي بات إحصاء عدد الكاثوليك سنوياً لمقارنته بعدد البروتستانت والعلمانيين والمسلمين إلخ، جردة في خدمة الاستهلاك الذي راح يزداد ضربا للقيم والأخلاق والاجتماعيات بقوة. أما كلمات المسيح المُدوّية: " أيجد ابن الإنسان إيماناً على الأرض يوم يجيء؟" (لو 18، 8)، فكانت واقفة عند باب حاضرة الفاتيكان تقرع. كان من الممكن الاستمرار باتّهام الآخرين، أعداء المسيح، وشيطنتهم، أياً تكن معتقداتهم  و انتماءاتهم.[5] ولكن، هل كان هذا ليفيد؟ في النهاية، إن أولئك، بحسب الكتاب المقدس، كانوا وسيبقون هنا كأداة بين يدي الله الآب لتقويم طرق شعبه، وإعادته إلى مراعي ابنه الخصبة، وتذكيره بمهمته الحقيقية في هذا العالم. إن التحدّي الذي رفعه المسيح الحيّ لكنيسته والذي يرفعه في كل حين هو أن تتذكّر وتدرك تماماً علّة وجودها الأولى والأخيرة وكل ما يتخلّلهما من عِلل وسيطة وأن لا تكفّ عن إعادة التواصل مع رأسها الأوحد الذي لا يقبل المساومة.

[1]  إن الأجيال ستمدح تنحي البابا بندكتوس السادس عشر أكثر من أي عمل أتى به خلال بابويته لأنه من النادر جدا أن نجد إنسانا يوقع : "أنا ميت" من دون أن يكون قد أخذته السينرجيا الموجودة بين لغة البشر ولغة الله. إن توقيعا كهذا غير قابل للتصريف النحوي … (راجع  (Cf. Geoffrey Bennington & Jacques Derrida, Jacques Derrida, série les Contemporains, Seuil, Paris, 1991, p.51) )

   ليكن الروح القدس ممجّدا في أعماله. بهذا النوقيع خرق جوزف راتزنغر المستحيل. لقد أعاد تثبيت سلم القيم المسيحية بخاصة ما قاله الرب يسوع في حبة القمح  التي تقع وتموت قبل أن يحين موتها الطبيعي حتى تعطي مئة ضعف ثمرا…

  [2] إن الكلمات التي نقرؤها في رؤيا يوحنا (6: 2-3) تشكل الأساس وكتاب "مدينة الله" للقديس أغسطينوس الدستور. إن إساءت استعمال التدخل الإلهي في سياسة العصى والجزرة والتي لا يمكن التثبت من صحتها أو عدمه إلا في الدنيا الآخرة قد تم التأسيس له.

[3]  إتى اختيار الله لمار فرنسيس في ختام تلك المرحلة التي كانت تتم فيها كل الشناعات باسمه. أنار الله افرنسيس وأرسله حافي القدمين ليعيد بناء كنيسته التي تتساقط إربا…

[4]" لقد سقطت أمور كثيرة خارج المشتهى من فكرة مملكة المسيح الأرضية. بوطرق شتى، على ما قاله أحد أساقفة تلك الأيام، باتت الكنيسة في الأمبراطورية وليس الأمبراطورية في الكنيسة. راجع الأنسيكلوباديا الكاثوليكية http://www.newadvent.org/cathen/03699b.htm     

[5] الرسالة البابوية  Rerum Novarum de Léon XIII (1891)

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
كنيسة للجميع! (2)

كنيسة للجميع! (2)

في كتاب أعمال الرّسل، يرد ما يلي:
أ‌-"وكَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى تَعْلِيمِ الرُّسُل، والـمُشَارَكَة، وكَسْرِ الـخُبْز، والصَّلَوَات" (أعمال الرّسل 2:  42).

ب‌-                "وكَانَ الـمُؤْمِنُونَ كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيء، فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى الـجَمِيع، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم" (أعمال الرّسل 2:  44-45).

ت‌-                وبِقُوَّةٍ عَظِيمَة، كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يَسُوع. وكَانَتْ عَلَيْهِم جَمِيعًا نِعْمَةٌ عَظيمَة. فَمَا كَانَ فِيهِم مُحْتَاج، لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَمْلِكُونَ حُقُولاً أَو بُيُوتًا، كَانُوا يَبيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِثَمَنِ الـمَبِيعَات، ويُلْقُونَهُ عِنْدَ أَقْدَامِ الرُّسُل، فَيُعْطَى كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلى قَدْرِ حَاجَتِهِ. (أعمال الرّسل 2:  33-35).

هذه الأمثلة توضح كيف أنّ الجماعة المسيحيّة أسّست لمفهوم "المشاركة" ((communion الّذي يشبه شكلًا المفهوم الاشتراكيّ ولكنّه يختلف عنه في الجوهر!

فالمسيحيّون الأول تشاركوا بمبادرات حرّة من الأقدر تجاه الأقلّ قدرة وليس وفق آلية نظام يحدّد الحقوق والواجبات أو يفرض على أحدٍ ما ليس بإرادته كتأميم الأملاك أو ما شابه، فضلًا عن أن هذه المشاركة كانت نظام عيش وليس نظامًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا!

وهنا ترد قصّة حننيا وزوجته لتؤكّد على طابع الحريّة وعدم الإجبار في هذه المسألة. فالمذكوران باعا ملكًا لهما واختلسا قسمًا من المبلغ وأعطوا الباقي للرسل على أنه الثمن الكامل… فلامهما الرّسل على الكذب ومات كلاهما… (أعمال الرسل 5:  1-11).

أمّا في الفصل السادس من أعمال الرّسل فنجد بأن الرّسل كلّفوا شمامسة بمهام الخدمة كي يعطوا الأولويّة لخدمة كلمة الله وهو ما يدلّ على أنّ الرسل لم ينجرفوا إلى تحويل الكنيسة إلى مؤسّسة للشؤون الاجتماعيّة بل تنبّهوا إلى أن دورها الرّسولي يشمل ناحية اجتماعيّة دون أن يقتصر عليها فقط!

هذا ما أوضحه البابا فرنسيس في عظة قدّاسة الأوّل كحبرٍ أعظم قائلًا: "إن لم نعترف بيسوع المسيح فذلك يعني أنه يوجد شيء متعسّر. سنضحي منظمة غير حكومية، تعنى بالمساعدات، ولن نكون الكنيسة، عروسة المسيح".

   ستتبلور أكثر مقاربة الكنيسة لمسألة الفقر والفقراء مع آباء الكنيسة وتكفي الإشارة إلى كتابات القدّيسين يوحنا فم الذهب وباسيليوس الكبير لنفهم وقوف الكنيسة إلى جانب المحتاج وتأنيبها للغنيّ الأنانيّ لدرجة حدت بأحد الآباء إلى القول: " إن كنت تملك ثوبين في خزانتك فواحدٌ لك وأمّا الثاني فقد سرقته من الفقير"!!!

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الراعي والرعية 2

الراعي والرعية 2

ما يجب أن يتوافر بالرعية: ليكن في الرعيّة، وفقا للشرع الخاصّ بالكنيسة المتمتّعة بحكم ذاتي، مجالس مناسبة لمعالجة الشؤون الرعويّة والماليّة: مثل المجلس الرعوي والذي عرضناه سابقا.

ليكن للرعيّة سـجلاّتها، أي سجلّ المعمّدين وسجلّ الزيجات وسجلّ المتوفّين وغيرها، وليسهر الراعي على أن تُحرّر هذه السجلاّت وتـُحفظ كما يجب.

كذلك يُدوَّن  في سجلّ المعمّدين انتماء المعمَّد إلى كنيسة معيَّنة متمتّعة بحكم ذاتي، والمسح بالميرون المقدّس، وما يتعلّق بأحوال المؤمنين القانونية نتيجة للزواج – ونتيجة للتبنّي، وكذلك نتيجة للدرجة المقدسة والنذر الدائم في مؤسّسة رهبانيّة؛ وهذه الحواشي يجب ذكرها دائما في شهادة المعموديّة.

الـشـهادات التي تُـعـطى لـلمـؤمنين عن أحوالهم الـقانـونيّة، و جـميع الوثائق التي قد يكون لها أهمّية قانونيّة، يجب أن يُوَقّعها الراعي نفسه أو مندوبه، وتـُختم بخـتم الرعية.

لـيكن في الرعية أرشيف  تُحـفظ فيه سجلاّت الرعيّة ورسائل الرؤساء الكنسيّين والوثائق الأخرى الواجب حفظها للضرورة أو المنفعة؛ وهذه كلّها خاضعة لتفتيش الأسقف الإيبارشي أو مندوبه، عند الزيارة القانونية أو في وقت آخر مناسب،  وليحذر الراعي ألاّ تقع  في أياد غريبة.

متى تنتهي وظيفة  الراعي؟  بالتخلّي  الذي يقبله الأسقف الإيبارشي أو بانقضاء المدّة المحدّدة أو بالعزل أو بالنقل.

يُـرجى الـراعي الذي أتـمّ الخامســة والسـبعين من عـمره، أن يتـقدّم بتخلّيه عن منصبه إلى الأسقف الإيبارشي.

الراعي ثابت في منصبه، ولذلك  لا يُعيَّن  لمدّة محدّدة إلاّ: إذا تعلّق الأمر بعضو مؤسّسة رهبانيّة أو جمعيّة حياة مشتركة على غرار الرهبان؛ إذا رضي المرشّح بذلك كتابةً؛ إذا تعلّق الأمر بحالة خاصّة، وفي هذه الحال يلزم رضى هيئة المستشارين الإيبارشيين.

الأسقف والرعية والراعي:

يعود للأسقف المحلي، بعد استشارة مجلس الكهنة، إنشاء الرّعايا ومنها الرّعية الشّخصية. من حقّ الأسقف الإيبارشي، بعد استشارة مجلس الكهنة، إنشاء الرعايا وتعديلها وإلغاؤها.

بوسع الأسقف الإيبارشي، لا مدبّر الإيبارشية، بعد استشارة مجلس الكهنة وبرضى الرئيس الكبير لمؤسسة رهبانية، أو جمعيّة حياة مشتركة على غِرار الرهبان، أن يُنشئ رعيّة في كنيسة تلك المؤسسة أو تلك الجمعيّة.

يجب أن يتمّ هذا الإنشاء بموجب معاهدة مكتوبة، بين الأسقف الإيبارشي والرئيس الكبير لمؤسّسة رهبانيّة أو جمعيّة حياة مشتركة على غرار الرهبان،  يحدَّد فيها بدقّة ما يتعلّق بالخدمة الرعويّة الواجب تأديتها، والأشخاص الواجب إلحاقهم بالرعيّة، والشؤون الماليّة.

الأسقف هو المسؤل الأول عن الرعية ومؤمنيها والراعي يعاونه في هذا الأمر. فعلى الأسقف الإيبارشي أن يضع قـواعد تكفل لدى غـياب الـراعي تـدبـير خدمة الرعية على يد كاهن. وعليه ان يزور الرعية على الأقل مرة كل 5 سنوات.

 إذا شغرت رعيةٌ أو أُعيق الراعي لأيّ سبب كان عن ممارسة مهامّه الرعويّة في رعيّة ما، يعيِّن الأسقف الإيبارشي في أقرب وقت  كاهنا آخر مدبّرا للرعيّة.

على مدبّر الرعيّة أن يقدّم بعد انتهاء مهمّته حسابا إلى الراعي.

نائب الراعي: إذا بدا من الضروري أو المناسـب يمكن أن يُضاف إلى الراعي نائب أو أكثر على أن يكونوا كهنة. للأسقف الإيبارشي الحرّية في تعيين نائب الراعي، بعد الاستماع إلى الراعي.

على نائب الراعي بحكم وظيفته، أن يساعد الراعي في عمله الرعوي بأسره، ويقوم مقامه إذا احتاج الأمر.

ليس لنائب الراعي، بحكم منصبه، صلاحية مباركة الزيجات؛ لكن – بالإضافة إلي الرئيس الكنسي المحلّي –  بوسع الراعي أيضًا في حدود رعيّته  أن يمنحه هذه الصلاحية حتّى بصفة عامّة؛ ونائب الراعي اذا أعطِي هذه الصلاحية، فبوسعه أن يمنحها لكهنة آخرين أيضًا في كلّ حالة بمفردها.

على نائب  الراعي، بصفته معاونا للراعي، أن يبذل قصارى جهده ونشاطه في مهمّته الرعوية؛ ويجب أن تقوم بين الراعي ونائبه عِشرة  أخويّة ومحبّة متبادلة، ويسود بينهما الاحترام على الدوام، ويساعد الواحد الآخر بالمشورة والعون والقدوة، مع تأمين العناية بالرعيّة باتفاق الرأي والجهد المشترك.

يـجب على نـائب الراعـي أن يقيـم في الرعـيّة، أمّا في ما يتعلّق بمدّة الإجازة،  فلنائب الراعي ما للراعي من حقوق.

بوسـع  الأسـقف  الإيبارشي  أن  يعزل  نائب  الراعي  لسـبب صوابي؛ أمّا إذا كان نائب الراعي عضوا  في  مؤسّسة رهبانيّة أو  جمعيّة حياة مشتركة على غِرار الرهبان، عليه ان يبلغ رئيسه فقط.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أزمنة السنة الطقسيّة بحسب الطقس اللاتيني (2)

أزمنة السنة الطقسيّة بحسب الطقس اللاتيني (2)

1- زمن المجيء : اللون الليتورجي : بنفسجي. 
فترة الزمن :أربعة أسابيع، من الأحد الذي يقع بين 30 تشرين الثاني و24 كانون الأول.

الرسالة :تحضير وانتظار مفرح لمجيء الرب يسوع ثانيةً.

 الآية :" فاسهروا إذاً، لأنَّكم لا تعلمون أيَّ يومٍ يأتي ربُّكم " (متى 42:24).

2 – زمن الميلاد

– اللون الليتورجي : أبيض.

– فترة الزمن : من ليلة الميلاد حتى عيد الغطاس

– الرسالة : استقبال يسوع، نور العالم، حامل السلام والحبّ.

– الآية : " والكلمة صار بشراً، فسَكَنَ بيننَا، فرأينا مجده، مجداً من لدُنِ الآب لابنٍ وحيد ملؤه النعمة والحقّ " (يو 14:1).

3 – زمن العادي (القسم الأول)

– اللون الليتورجي : أخضر.

– فترة الزمن : من الإثنين الذي بعد العماد حتى يوم الثلاثاء الذي يسبق أربعاء الرماد.

– الرسالة : استماع مُخلِص ومثابرة على كلام الرب الذي هو نور ودليل المؤمن.

– الآية : " الحقَّ الحقَّ أقول لكم : مَن سمع كلامي وآمن بمَن أرسلني فله الحياة الأبديّة " (يو 24:5).

4 – زمن الصوم

– اللون الليتورجي : بنفسجي.

– فترة الزمن : أربعين نهار، من أربعاء الرماد حتى بداية ساعات بعد الظهر من يوم الخميس المقدَّس.

– الرسالة : إرتداد القلب إلى الله والمصالحة مع الإخوة وتكفير عن الخطايا بفرح داخلي.

– الآية : " توبوا وآمنوا بالبشارة " (مر 15:1).

5 – الثلاثيّة الفصحيَّة

الثلاثيّة الفصحيّة هي القاعدة الاساسيّة للسنة الليتورجيّة. تبدأ مع قداس المساء الذي يُقام يوم الخميس المقدَّس وتمتَدّ حتى أحد الفصح. هذه الأيّام هي الأيّام الأكثر أهميَّةَ في زمن الكنيسة، لأنَّهم يحتفلون بالسرّ الفصحي. في الخميس المقدَّس : في قداس المساء نتذكَّر العشاء الأخير الذي فيه قد أسسَّ فيه المسيح سرّ الافخارستيا، وغسل أرجل تلاميذه مبرهناً لنا أهميَّة الخدمة الأخويّة. في الجمعة المقدسّة : في هذا اليوم نتذكَّر آلام وموت يسوع على الصليب. في السبت المقدَّس : تحافظ الكنيسة في هذا اليوم على الصمت، متذكّرةً بقاء يسوع في القبر ونزوله إلى أقصى الجحيم ليخلِّص الذين قد ماتوا قبل مجيئه. في أحد الفصح : في هذا اليوم، تحتفل الكنيسة أكبر وأهمّ احتفال على مدار سنتِها الطقسيّة لأنَّها تتذكَّر قيامة يسوع وانتصاره على الموت.

حسب تقليد الكنيسة، يُحتفل بعيد الفصح المجيد، في الأحد بعد اكتمال القمر (في الربيع)، الذي من المحتمل أنّ يأتي من 22 آذار حتى 25 نيسان.

6 – زمن الفصح

– اللون الليتورجي : أبيض.

– فترة الزمن : خمسين نهار، من أحد الفصح حتى أحد العنصرة.

– الرسالة : إيمان ورجاء بيسوع، سيِّد الحياة، لأنَّه بقيامته قد أباد الموت.

– الآية : " أنا القيامة والحياة، مَن آمَن بي، وإنَّ مات، فسيَحيا، وكلُّ مَن يَحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد " (يو11: 25-26).

7 – زمن العادي ( القسم الثاني)

– اللون الليتورجي : أخضر.

– فترة الزمن : من نهار الإثنين الذي بعد أحد العنصرة حتى نهار السبت الذي يسبق أوَّل أحد من زمن المجيء.

– الرسالة : الافخارستيا جسد المسيح وخبز الحياة وهي الغذاء الذي يحفظ درب إيمان المؤمن.

– الآية : " أنا خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المَنَّ في البرِّيَّة ثُمَّ ماتوا. إنَّ الخبز النازلَ من السماء هو الذي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا الخبز الحيّ الذي نزلَ من السماء، مَن يأكُل مِن هذا الخبز يحيَ للأبد. والخبز الذي سأُعطيه أنا هو جسدي " (يو6: 48-51).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لورد ومفاتيح قداسة برناديت الجزء 2 من المقابلة مع الأب أندريه كابيس

لورد ومفاتيح قداسة برناديت الجزء 2 من المقابلة مع الأب أندريه كابيس

زينيتماذا يعني الإسم الذي قالته العذراء للشابّة برناديت يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: “أنا الحبِلَ بلا دنس" وما تأثير هذا الاسم على حياتنا اليوم؟

الأب أندريه كابيس:  استغرق الأمر ثلاثة أسابيع من الصمت حتّى استطاعت مريم أن تكشفَ ما في قلبها لبرناديت. أمّا تاريخ 25 مارس فهو قبل تسعة أشهر من 25 ديسمبر اليوم الذي أصبحت فيه مريم الشابّة حبلى بيسوع وكانت في حينها مريم تبلغ عمر برناديت في عام 1858 وكشفت مريم سرّها يوم ٢٥ مارس ١٨٥٨: إنّها ولدت طاهرة وهذا ما نحتفل به يوم 8 ديسمبر: هي ثمرة اتّحاد والديها وكأنّ الخلق يحدث من جديد من دون الخطيئة الأصليّة. وبالتالي، أصبحَ بإمكانها أن تقدّم مرورَ الله الذي أرادَ المجيء إلى العالم. ولو كان قد حدث أيّ شكّ أو أي رفض أو أدنى خطيئة لما جاء الله. لأن هناك شيئًا واحدًا أن الله الكليّ القدرة لا يمكن القيام به هو أن يفرضَ على قلبٍ مغلق على استقباله. أمّا مريم فقلبها مستعدٌّ بالكامل وهي مؤمنة تقيّة لا تعتمد على القدرة الأرضيّة "أنا لم أعرف رجلاً!" وفي 25 مارس، كشفت نفسها على الضوء الوحيد الذي يكشف لنا الحقيقة على ضوء هبة الله والروح التي تُظلّلها. مريم هي أمة الله. وقد أظهرت لنا عبر برناديت ماهيّة الإنسان الحقيقي: فنحن لسنا سوى استجابةً لحبّ سبقنا وينتظرنا. فنحن موجودون بسبب ارتباطنا بالأقانيم الثلاثة ونحن موجودون فقط في الابن، فبإمكاننا إذًا أن ندعَ قدرة الروح القدس تعملَ من خلالنا.

زينيت: لماذا لا يزال مزار لورد يتفوّق على مزارات أخرى وخاصّة الحديثة منها؟

الأب أندريه كابيس: تُعتبرُ دورُ العبادة دلائل على حضور الله الذي يعطي بمجّانيّة ومن دون حساب. ويمكنك أن تجد أسباب بشرية لشرح عدد من الزوار لورد: فعالية وسائل النقل، والبحث عن معجزات والبنى التحتية، ولكن لا يمكن لأي مكتب سياحي أن يعلمَ سبب نجاح هذه التجمّعات وهذه  اللقاءات الغامضة مع الصغار والضعفاء. إنّها تجمّعات مُدهشة. ولورد هي دارٌ تحضنُ جميعَ المرضى فتصبحُ جروحهم بمثابةِ ضوء ما قبل الولادة جديدة. ويُشكّلُ المرضى وعائلاتهم وأصدقائهم العمود الفقري للحجّ في لورد.

زينيت: تشهدُ ميديوغوريه أيضًا حشودًا كثيرة فما رأيكم في هذه الحركة الجماهيرية الذي قد يُحرج السلطات الكنسية؟

الأب أندريه كابيس: يُمكننا طرح أسئلة بشرية في ما يخصّ لورد وفي ما يخصّ ميديوغوريه أيضًا من حيث التكلفة وقرب المسافة. وإنّ عدد  الزوار قد يحثّ إلى وضعِ أمانات سرّ ومكاتب  وينبغي أن نقبل نعمة المكان من دون أن نحكمَ على موقف الكنيسة من الظهورات ويمكننا أن نقول إنّنا نجدُ في ميديوغوريه جوًّا من الصلاة وتلاوة المسبحة والقداس في كل ليلة، وحافزا للتقدّم للاعتراف، ونجدُ أيضا دعوة لخوض مسيرة كمسيرة الصوم.

زينيت: كتبت في مقدّمة أطروحة الدكتوراه في اللاهوت أنّك: "دخلتَ إلى لورد عبر باب نيفير": وفي نيفير ذاتها، عملت برناديت برسالة العذراء فما هي مفاتيح قداسة برناديت؟

الأب أندريه كابيس: لقد اعتمدَ أسقف تارب ليؤكّدَ صحّة الظهورات على الحجة الأولى وهي "طبيعة الشاهد".

كانت برناديت مرّةً في مكتب المفوضية مع والدتها التي كان قد أعياها التعب فحينَ رأى المفوض أنّها قد يُغمى عليها قال لها: "اجلسا فهناك كراسي." ولكنّ برناديت جلست على الأرض قائلةً إنّها لم ترد أن يتّسخَ الكرسي من ثيابها. فهي رأت أنّ المفوّض لم يدعهما يجلسا في البدء لأنّهما فقيرتين. واحتفظت برناديت بحريّة تعبيرها المجبولة بالحبّ والصبر. لقد حاولوا سابقًا إحضار جثمان برناديت إلى لورد ولكن ليس من السهل نقل الجثمان. وحين نتواجد أمامَ جثمانها في نيفير يمكننا أن نسمعَ كلماتها الحيّة تقول لنا: لا يمكنني إلّا أن أقولَ لكم ما رأيته أو ما سمعته ولكن لا يمنني إجباركم على الإيمان. افتحوا أنتم أيضًل قلوبكم واصغوا إلى الإنجيل!   

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
من المجمع الفاتيكاني الثاني إلى مجموعة قوانين الكنائس الشرقية – 2

من المجمع الفاتيكاني الثاني إلى مجموعة قوانين الكنائس الشرقية – 2

زينيت : في المقالة السابقة، عرضنا إحدى صور التجديد في القانون الكنسي، وكيفية تأثره بتعاليم المجمع الفاتيكاني وإكماله له في نفس الوقت، فيما يخص تنوع الكنائس الشرقية الكاثوليكية.

        في هذه المقالة نستعرض صورة أخرى من تلك الصور وهي مفهوم الطقس.

        2. مفهوم الطقس

        إحدى النقاط الهامة والتي تعتبر مركزية في تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني هي مفهوم الطقس.

كلمة "طقس" ليست ابتكاراً مسيحياً، فالكلمة موجودة من قبل المسيحية، ويُقصد بها إدارة و طرق تقديم الذّبائح. مع الوقت كلمة "طقس" بدأت تشير إلى كيان مجموعة من النّاس في علاقتهم مع الله ومع الأشياء المكرّسة له، أي الكيان الديني لمجموعة من النّاس خلال العصور المختلفة. وكانت تشير ايضاً للإطار اللّيتورجي؛ فتشير الى جزء من اللّيتورجيا، مثل طقس رش المياه، او طقس مزج الماء بالخمر في القداس، وتشير الى إجمالي الّليتورجيا مثل طقس العماد. كما تشير الى اجمالي اللّيتورجيات لمجموعة من المؤمنين؛ فيقال الطّقس الرّوماني، او الطّقس القبطي..الخ.

أخذت كلمة "طقس" أيضا، معنىً قانونياً؛ فأصبحت تشير الى مجموعة العادات والتّقاليد بل والقوانين والتّشريعات لمجموعة معينة من المؤمنين. فكلمة "طقس"  كانت تشير الى معانٍ كثيرة ومختلفة عن بعضها البعض.

مع المجمع الفاتيكاني الثاني، تأتي كلمة طقس ولأول مرة معرفة بطريقة واضحة فينص في القرار المجمعي "الكنائس الشرقية" على: "إن هذه الكنائس الخاصة – المقصود بها الكنائس الشرقية الكاثوليكية –  في الشرق والغرب على السواءِ، تختلفُ في ما بينها بعض الاختلاف من حيث الطقوس، اي في الليتورجيا والنظام الكنسي والتراث الروحي" (3).

من هذا نستنتج ان الطقس هو التراث الليتورجي والنظامي والروحي لكنيسة ما.

في دستور "نور الأمم" يضيف تعبير "التراث اللاهوتي" على الطقس (23). وبهذا يكون الطقس هو التراث: الليتورجي والنظامي والروحي واللاهوتي لجماعة معينة من المؤمنين.

في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، اتّخذت كلمة "طقس" تعريفاً محدداً، متبعا بذلك تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني. فالقانون 28 البند 1 ينص على ان: "الطّقس هو التّراث الليتورجي واللاهوتي والرّوحي والتّنظيمي المختلف بالثّقافة وظروف الشّعوب التّاريخيّة، والذي يعبّر عن الطريقة الخاصة بكل كنيسة ذات حق خاص في حياة الإيمان".

من خلال هذا التّعريف يتّضح لنا ان القانون الشّرقي وجّه كلمة "طقس"، نحو التّاريخ وتراث الجماعة وتطورها. الطّقس لم يعد يشير الى التّنظيم الحالي للجماعة، بل الى التّراث الدّيني لجماعة ما؛ تراث ليتورجي ولاهوتي وروحي وتنظيمي ايضاً، ويجعلها على ما هي عليه الآن.

هذه الطقوس التي يقصدها القانون الشرقي هي: "النابعة من التقليد الأرمني والإسكندري والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني" (ق 28 بند 2). فالقانون يكمل هذا التعليم المجمعي بتحديد أصل هذه الطقوس.

        بذلك لم يعد المقصود من الطقس هو كنيسة في حد ذاتها. فمع المجمع وبطريقة اكثر وضوحا في مجموعة القوانين تم فصل تعبير "الكنيسة ذات الحق الخاص" عن "الطّقس".  وهذا تطور قانونيّ كبير ينبع من الاكليزيولوجيا (علم الكنيسة) الجديدة للمجمع الفاتيكاني الثّاني. هذه الاكليزيولوجيا تحث على اكتشاف أهمية وكرامة وغنى الطّقوس الشّرقية. فالطّقس عندما كان يشير (وبكل بساطة فقط) الى مجموعة من المؤمنين الذين يمارسون إيمانهم في ليتورجيات مختلفة عن الآخرين كان يغفل عن الكثير من الغنى الذي يحمله هذا الطّقس من تراث روحيّ ولاهوتيّ ونظاميّ والذي منه استقت اليوم، كنيسة ما ذات حق خاص جذورها، ونمت وتطورت.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أنواع الصلاة في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (2)

أنواع الصلاة في حميمية الله. دراسة حول الصلاة (2)

يمكن أن نمّيز بين: الصلاة الفردية والتي يمكن أن تكون:
صامتة – شفوية

– بعبارات جاهزة (علّمتنا إيّاها الكنيسة من الكتاب المقدّس أو من التقليد الشريف)

– بعبارات عفوية (أي بنفس الأسلوب الذي يتوجّه به الإبن إلى أبيه)

                       ·       الصلاة الجماعية والتي غالباً ما تكون:

– شفوية

– بعبارات جاهزة

وغالباً ما تأخذ الصلاة الصيغ التالية:

                       ·التسبيح والسجود:   

إن محور هذه الصلاة هو الله، وهدفها تمجيده وعبادته.

                       ·الشكر:              

هي صلاة يرفعها الإنسان إلى الله ليشكره فيها على جميع عطاياه، وأول هذه العطايا هي الحياة التي وهبه الله إيّاها، يليها نِعَم أخرى نحصل عليها دون أن ننتبه إلى أهميّتها أو إلى أن الله هو مصدرها الفعلي. ولكن مع الأسف نحن نهمل هذه الصلاة وننساها ما إن نحصل على ما نريد[1].

                       ·الإستسلام:

هي صلاة يقدّم فيها الإنسان ذاته بكلّيتها إلى الله على مثال يسوع المسيح. هي جواب الإنسان على محبة الله اللامتناهية. هي "النعم" التي نقدّمها لله كجواب على العلاقة التي يريد أن يقيمها معنا. هذه الصلاة مفيدة جداً في المراحل الحرجة في حياتنا[2]. إن صرخة يسوع على الصليب: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي"[3]، هي أبلغ تعبير عن هذا النوع من الصلاة.

                       ·الشفاعة:

تقوم صلاة الشفاعة على طلب الخير للآخرين[4]. واللافت أن روعة هذه الصلاة هو في عدم توقفها عند الأقارب والمعارف وإنما هي تشمل جميع البشر وحتى الأعداء[5]منهم.

                       ·الشكوى:

وهي أخطر أنواع الصلاة. غالباً ما تعبّر عن ألم عميق وبؤس يعاني منه الإنسان بسبب ضيق أو ظروف قاسية يمرّ بها أو مصيبة أو حتى بسبب عجز أو إعاقة جسدية … فيتوجه إلى الله شاكياً:"لمَ أنا بالذات يا رب؟". حتى يسوع نفسه قد مارس هذا النوع من الصلاة وهو على الصليب: "إلهي، إلهي لماذا تركتني؟"[6].

تزخر المزامير بهذا النوع من الصلوات، لا بل حياتنا اليومية مليئة بها. ومتى كانت هذه الشكوى صادرة عن القلب أي صادقة بتعبيرها عن واقع معاش. فهي تكون صلاة حقيقية تعبّر عن معاناة الإنسان.

يكمن الخطر في هذه الصلاة، عندما تختلف نهايتها عن نهاية المزمور 22 الذي تلاه يسوع وهو يتعذب، أي عندما تنتهي بعدم التسليم لمشيئة الله، وبعدم وضع ثقتنا الكلّية به والإتكال عليه. فالذي يشتكي عادة، يظن أنه بعمله هذا قد إبتعد عن الله بإلقائه اللوم عليه، فيترك الصلاة ويبتعد عن الله وهنا يكمن الخطر. فهو يجهل أن "ثورته الصادقة" هذه إنما هي بحد ذاتها صلاة يرفعها إلى أبيه السماوي.

ما يميّز هذه الصلاة هو أن القلب يكون فيها قريباً جداً، إن لم نقل واحداً مع الفم. أي إن ما يشعر به القلب يعبّر عنه اللسان.

نجد نماذج لهذا النوع من الصلاة عند أيّوب وموسى وإرميا ويونان، فصلواتهم عكست أيضاً "تمرّداتهم" أمام صمت الله[7].

                       ·الطلب:

لعل صلاة الطلب هي الأكثر شيوعاً بين الناس. فكلمة "صلاة" لمعظمهم إنما هي مرادف لكلمة "طلب". فإذا لم يكن لديهم ما يطلبونه فإنهم لا يصلّون. ولعل هذه الصلاة أيضاً هي أكثر الصلوات التي يساء تقديرها. فالصلاة بشكل عام وصلاة الطلب بشكل خاص، بالنسبة للبعض، تبدو وكأنها تَوَجُّه إلى كائن نجهل إذا كان موجود حقاً، بمعنى آخر هي كرمي قنينة في البحر مع الشك بأنها ستجد أبداً أحداً لإلتقاطها. والسبب يعود إلى أن الصلوات التي إستجيبت قليلة جداً لا بل نادرة. وهذا إن دلّ على شيء فعلى أن الصلاة لم تثبت فعاليّتها بشكل كامل ومقنع بالنسبة لهؤلاء.

إن هدف صلاة الطلب يقسم إلى قسمين:

– طلب الخيرات الدنيوية بجميع أشكالها الغير محصورة.

– طلب الخيرات الأبدية (رؤية وجه الله، الراحة الخالدة والسلام الأبدي…)

في المرة القادمة سوف نتابع دراستنا فنعرف : متى نصلي وأين نصلي.

[1] "أشكروا في كل شيء" (1تسالونيكي 5/18)

[2] إتّخاذ قرار حاسم، إنتقال من مرحلة إلى مرحلة …

[3] لوقا 23/46

[4] مغفرة خطايا، شفاء، رد عن طريق الضلال، من أجل الأنفس المطهرية …

[5] نجد هذا النوع من الصلاة في الكتاب المقدس:

            + "توسلا (بطرس ويوحنا) أنتما إلى الرب من أجلي لئلا يصيبني شيء مما ذكرتما" (أعمال 8/24)

            + "كنت أنا أرفع صلاتك إلى الرب (الملاك رفائيل لطوبيا)" (طوبيا 12/12)

5 مزمور 22

[7] "قم أيها السيّد لماذا تنام ؟" (مزمور 44)

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الحريّة الدينيّة والعلمنة (2)  بحسب الكاردينال أنجيلو سكولا

الحريّة الدينيّة والعلمنة (2) بحسب الكاردينال أنجيلو سكولا

عُقد يجدر حلّها
في هذا الإطار، ومن أجل حلّ بعض العقد الإشكاليّة، سيكون مفيدًا وملائمًا الأخذ بنوعين على الأقلّ من الاعتبارات.

النوع الأوّل يتعلّق بالصلة ما بين الحريّة الدينيّة والسلم الاجتماعيّ. فقد أظهرت دراسات حديثة عديدة، وليس فقط الطريقة، كيف أنّ هناك علاقة وثيقة للغاية بين الواقعين. إذا أمكننا، في كلام مجرَّدٍ، تصوّرُ أنّ تشريعًا ما يقلّل هوامش التنوّع الدينيّ قادرٌ أيضًا على أن يقلّل الفتن التي قد تترتّب عنها حتى القضاء عليها، فإنّ ما يحدث هو العكس تمامًا: كلّما فرضت الدولة قيودًا، ازدادت التباينات ذات الأساس الديني. وهذه النتيجة في الواقع مفهومة، ففرض الممارسات الدينيّة أو حظرها بموجب القانون لا يؤدّي، في ظلّ جلاء عدم احتمال تغيير المعتقدات الشخصيّة المطابقة كذلك، سوى إلى زيادة ذاك الحقد والإحباط اللذين يظهران في وقت لاحق، في الساحة العامّة، على شكل صراعات.
أمّا المشكلة الثانية فهي أكثر تعقيدًا وتتطلّب تفكيرًا أكثر تفصيلاً. وتتعلّق بالصلة بين الحريّة الدينيّة وتوجّه الدولة، وعلى مستويات عدّة، توجّهات جميع مؤسّسات الدولة، تجاه الجماعات الدينيّة الحاضرة في المجتمع المدني.
لقد بدّل التطوّرُ المتزايد للدول الديمقراطيّة الليبراليّة في التوازن الذي تأسّست عليه تقليديًّا السلطة السياسيّة. فحتّى عقود قليلة خلت كان معظم المواطنين يعودون بشكلٍ جوهريّ وواضح إلى هيكليّات أنثروبولوجيّة معترَف بها عمومًا، أقلّه بالمعنى الواسع للتعبير، كأبعاد مؤسِّسة للخبرة الدينيّة: الولادة، الزواج، الإنجاب، التربية والموت.
ماذا حدث عندما وُضع هذا المرجع، المُحدَّد بأصله الدينيّ، موضع تساؤل واعتُبر غير صالح للاستخدام؟ بدأت إجراءاتُ صنع القرار في السياسة تأخد طبعًا مُطلقًا يميل إلى تبرير ذاته. والبرهان على ذلك حقيقة أنّ المشكلة الكلاسيكيّة حول الحكم الأخلاقيّ على القوانين تحوّلَ على نحو متزايد إلى مسألة في الحريّة الدينيّة. يتحدّث مؤتمر الأساقفة في الولايات المتحدة بصراحة عن جرح للحريّة الدينيّة بخصوص الـHHS Mandate أي الإصلاح الصحّي الذي أصدره أوباما والذي “يفرض” على أنواع عديدة من المؤسّسات الدينيّة (وخاصّةً المستشفيات والمدارس) تقديم بوليصات تأمين صحّي لموظّفيهم تشتمل على وسائل لمنع الحمل والإجهاض وإجراءات تعقيم[1].
يعود الافتراضُ النظريّ للتطوّر المذكور أعلاه، ، على أرض الواقع، إلى النموذج الفرنسي للعلمنة laicité الذي بدا للكثيرين جوابًا يلائم ضمان الحريّة الدينيّة الكاملة، وخاصّةً بالنسبة لمجموعات الأقليّات. إنّه يقوم على فكرة اللامبالاة in-differenza، المعرَّفة كـ “حياد” مؤسّسات الدولة بالنسبة للظاهرة الدينيّة، ولهذا تبدو للوهلة الأولى ملائمة لبناء محيط مؤاتٍ لحريّة الجميع الدينيّة. إنّه تصوّرٌ أضحى الآن واسع النطاق في الثقافة الأوروبيّة القانونيّة والسياسيّة، تراكمت فيه مع ذلك، إذا ما أمعنّا النظر، مقولاتُ الحريّة الدينيّة وما يُسمّى بِـ “حياد” الدولة على نحو متزايد، حتّى اختلطت في النهاية. على أرض الواقع، ولأسباب مختلفة ذات طابع نظريّ وتاريخيّ معًا، انتهت الحال بالعلمانيّة على الطريقة الفرنسيّة لتصبح نموذجًا معاديًا للظاهرة الدينيّة. لماذا؟ بادئ ذي بدء، بدت فكرة “الحياد” إشكاليّة بشكلٍ كافٍ، خاصّةً لأنّها غير قابلة للتطبيق على المجتمع المدنيّ الواجب احترام أسبقيّته دائمًا من جانب الدولة. فاقتصرت هذه الأخيرة على التحكّم به من غير زعم إدارته.
فاحترام المجتمع المدنيّ ينطوي على الاعتراف بمُعطى موضوعيّ، إذ إنّ الانقسامات الأكثر عمقًا اليوم في المجتمعات المدنيّة الغربيّة، وخاصّةً الأوروبيّة، هي بين الثقافة العلمانيّة والظاهرة الدينيّة، وليس – كما نظنّ في كثير من الأحيان بشكلٍ خاطئ- بين مؤمني مختلف الأديان. بإنكار هذا المُعطى، أصبحت لاطائفيّة الدولة الصحيحة والضروريّة تستر، تحت فكرة “الحياد”، دعم الدولة لرؤيةٍ للعالم تستند إلى فكرة العلمنة دون الله. لكنّ هذه واحدةٌ فقط من بين الرؤى الثقافيّة المختلفة (الأخلاقيّة “الجوهريّة”) التي تسكن المجتمع التعدّدي. بهذه الطريقة تتبنّى ما يسمّى بالدولة “الحياديّة”، بعيدةً من كونها كذلك، ثقافة خاصّة، هي ثقافة العلمنة، حتّى تصبح هذه الأخيرة من خلال التشريع ثقافةً سائدة تأثّر سلبيًّا في نهاية المطاف تجاه الهوّيّات الأخرى، وخاصّةً الدينيّة منها، الموجودة في المجتمعات المدنيّة فتميل إلى تهميشها، إن لم يكن إلى إبعادها عن المجال العامّ. وحيث أنّها أخذت الدولة مقام المجتمع المدنيّ، تنزلق، وإن بشكلٍ غير متعمَّد، نحو ذلك الموقف المؤسِّس الذي كانت العلمانيّة تنوي رفضه، والذي كان يشغله سابقًا “الدينيّ”. فتحت مظهر حياد القوانين وموضوعيّتها، تحتجب وتنتشر – أقلّه من الناحية العمليّة – ثقافة تتميّز برؤيا علمانيّة شديدة للإنسان وللعالم، تخلو من الانفتاح على التسامي. في مجتمع تعدّدي هي في حدّ ذاتها مشروعة، ولكن فقط كواحدة من بين غيرها. ولكن إذا ما تبنّتها الدولة فإنّها تنتهي حتمًا بتقييد الحريّة الدينيّة.
كيف نتجنّب هذه الحالة الخطيرة؟ من خلال إعادة التفكير في مسألة لاطائفيّة الدولة في إطار فكر متجدِّد حول الحريّة الدينيّة. من الضروريّ ألاّ تفسّر الدولة، ومن دون أن تتبنّى رؤية محدّدة، لاطائفيّتَها كَـ “ابتعاد” وكتحييد مستحيل لرؤى العالم التي تعبِّر عن نفسها في المجتمع المدنيّ. على هذه الدولة أن تفتح مجالات يمكن فيها لكلّ فاعل شخصيّ واجتماعيّ أن يحمل مساهمته في بناء الخير العامّ[2].
يجدر مع ذلك التساؤل: هل تتمثّل الطريقة الفضلى لمواجهة هذا الوضع الدقيق في المطالبة بالحريّة الدينيّة لمختلف الجماعات، في طلب احترام “خصوصيّات” حساسيّتها الأخلاقيّة الأقلّويّة؟ من شأن هذا الطلب وحده، ولو كان واجبًا، أن يعزِّز في الساحة العامّة الفكرة القائلة إنّ الهويّة الدينيّة ليست سوى محتويات عفا عليها الزمن وأساطير وفولكلور. من الضروريّ للغاية أن ينخرط هذا المطلب العادل ضمن أفق اقتراحات أوسع، يحتوي على هيكليّة منظّمة من العناصر.
تبيِّن هذه الإشارات الجدّ سريعة إلى أيّ مدى لا تزال أهميّة الحريّة الدينيّة معقّدة، بل تدفعنا قبل كلّ شيء إلى الاعتراف كيف أنّ هذه القضيّة تمثِّل، اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، تأكيدًا قاطعًا حول مدى حضارة مجتمعاتنا التعدّديّة.
فإن لم تصبح الحريّة الدينيّة حريّة محقَّقة موضوعة على رأس سلّم الحقوق الأساسيّة، انهار كلّ السلّم. تبدو الحريّة الدينيّة اليوم كمؤشِّر على تحدٍّ أوسع من ذلك بكثير، هو تحدّي إعداد وممارسة، على المستوى المحلّي والعالميّ، لقواعد جديدة أنثروبولوجيّة واجتماعيّة وكونيّة للتعايش الخاصّ بالمجتمعات المدنيّة في هذه الألفيّة الثالثة. بالطبع لا يمكن لهذه العمليّة أن تعني العودة إلى الماضي، ولكن يجب أن تحدث في احترام لطبيعة المجتمع التعدّديّة. لذلك، وكما سبق وقلت في مناسبات أخرى، ينبغي أن تنطلق من الخير العمليّ المشترك في كوننا معًا. بالاستفادة من مبدأ التواصل، المُدرَك بشكلٍ صحيح، يجب على الأشخاص والجماعات الذين يسكنون المجتمع المدنيّ أن يرووا قصصهم وشهادتهم ويستمعوا إلى قصص وشهادات غيرهم، في توق إلى اعتراف متبادل ومنظّم من أجل خير الجميع.

[1]   United States Conference of Catholic Bishops, Our First, Most Cherished Liberty. A Statement on Religious Liberty, 12.04.2012.

[2]   راجع A. Scola, Buone ragioni per la vita in comune, Mondadori, Milano 2010, 16-17.
 
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المجلس الرعويّ 2 بقلم الأب هاني باخوم

المجلس الرعويّ 2 بقلم الأب هاني باخوم

ما هو مكتب مجلس الرعية؟ مكتب مجلس الرعية هو كيان مستقل عن المجلس الرعوي. يتكون من: أمين المجلس، نائب أمين المجلس، أمين السر، أمين الصندوق، وثلاثة أعضاء آخرين،

–  تحت إشراف الأب الراعي.

ينتخب مجلس الرعية في اجتماعه الأول أعضاء مكتب مجلس الرعية. ومن هنا نفهم انه هناك فرق بين المجلس الرعوي و مكتب المجلس الرعوي. مدة عمل مكتب المجلس هي ثلاث سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

إذا تعذّر على احد أعضاء مكتب المجلس متابعه عمله بالمجلس أو بالمكتب، أو إذا سقطت عضويته، يتم تعيين عضو آخر بدلا منه، من نفس الفئة.

مجلس الرعيّة يصبح هو نفسه مكتب المجلس الرعوي في حالة عدم تجاوز عدد أعضائه عن سبعة.

         8- مهام مكتب مجلس الرعية

يهتم مكتب مجلس الرعية بالأعمال الآتية:

– تحضير وتنظيم مواعيد اجتماعات مجلس الرعيّة، وإعداد جداول أعمالها.

– التقرير بشأن إدراج المواضيع التي يقترحها أبناء الرعية في جدول الأعمال.

– يجتمع مكتب المجلس شهريا قبل اجتماع مجلس الرعيّة بفترة كافية، حتى يتمكن من الإعداد له.

– يعتني بالتطبيق العملي والرعوي لتوجيهات وإرشادات الأسقف الإيبارشي، ومتابعة تنفيذ الاقتراحات والقرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس الرعيّة والمجلس الرعوي الإيبارشي.

–  يقوم بالإعداد والتحضير لدراسة القضايا الحيوية المرتبطة بمسيرة الرعية والإيبارشية والكنيسة الجامعة، ومناقشة المواضيع الكنسية المعاصرة التي تقترحها وثائق وإرشادات سلطة الكنيسة التعليمية، والأسقف الإيبارشي.

– تنظيم وترتيب الرياضات الـروحيّة والمؤتمرات الرعوية والتكوينية بالرعيّة، وإعداد برامجها وجداول أعمالها، وتحضير كل ما يلزم لها، ودعوة أبناء الرعية وتشجيعهم للمشاركة فيها.

         9- أمين مجلس الرعية

ينتخب مجلس الرعية أمينا له، يدير جلساته وأعماله ومناقشاته، كما يرأس أيضا جلسات ومناقشات مكتب مجلس الرعية، تحت إشراف الأب الراعي.

أمين مجلس الرعية، مع الأب الراعي، هو حلقة الوصل الدائمة بين المكتب والمجلس وبين الأسقف الإيبارشي. ويسهر على تحقيق وتشجيع روح المحبّة والوحدة بين جميع الأعضاء في المجلس والمكتب.

يقوم بالتوقيع مع أمين السرّ على محاضر جلسات وقرارات المجلس والمكتب.

هو المسئول الأوّل أمام الراعي وأعضاء المجلس والمكتب، عن متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس.

يشترك مع الأب الراعي في تمثيل الرعية لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة.

يعلن في قداس الأحد الأوّل من كلّ شهر، عن أخبار وتوصيات وقرارات مجلس الرعيّة. كما يبيّن للمؤمنين ميزانية الرعية عن الشهر السابق، موضحاً لهم الإيرادات والمصروفات.

         10- نائب أمين المجلس

يعاون أمين المجلس في مسئولياته، سواء على مستوى الأداء في أعمال المجلس والمكتب، أو على تعزيز المحبة الأخوية بين الأعضاء.

يسجّل ويتابع حضور وغياب الأعضاء في جلسات المجلس والمكتب، ويحتفظ بسجل الحضور والغياب واعتذارات الأعضاء الكتابية، ويعتني بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأعضاء، لذلك يستفسر عن أحوال الغائبين، ويسأل عن ظروفهم وأسباب غيابهم.

يرأس اجتماعات المجلس والمكتب، في حـالة غياب أمين المجلس. وينوب عن أمين المجلس، وبتكليف منه، في تمثيل المجلس، مع الأب الراعي، لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة، إذا تعذّر للأمين أن يقوم بذلك بنفسه.

         11- أمين سر مجلس الرعية

ينتخبه مجلس الرعية، ويقوم بتدوين وقائع جميع الاجتماعات، وكل ما يدور فيها من مناقشات. ويوجّه الدعوة للأعضاء، إلى اجتماع المجلس، قبل الموعد بفترة كافية.

يتولّى سكرتاريّة اجتماعات المجلس والمكتب، ويقوم بكتابة محاضر الجلسات، ويعرضها في الاجتماع التالي للتصديق عليها. كما يقوم بإعداد سجلّ خاص بأسماء وعناوين وتليفونات أعضاء المجلس والمكتب. و يقوم بإعداد التقرير السنوي للمجلس والمكتب.

يتولّى مسئوليّة كتابة وتسجيل وحفظ المراسلات والمطبوعات الصادرة والواردة للمجلس والمكتب، كما يهتم بحفظ جميع السجلاّت والوثائق والمستندات الخاصة بالمجلس والمكتب، في المكان الأمين والمناسب.

بمساندة باقي الأعضاء، يهتم بجمع وتدوين معلومات كاملة عن أبناء الرعيّة، تتضمن بيانات مستوفاة عن كلّ أسرة: اسم الزوج، اسم الزوجة، أسماء الأبناء، تاريخ الميلاد، تاريخ العماد، تاريخ الزواج، العمل، العنوان، التليفون… الخ.

في العدد القادم نستكمل الموضوع.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإيمان في عالم اليوم (2)  إشكالية العقل والإيمان بقلم الأب فرنسوا عقل

الإيمان في عالم اليوم (2) إشكالية العقل والإيمان بقلم الأب فرنسوا عقل

الإيمان فعل شخصيّ وجماعيّ : الإيمان بادئ ذي بدء هو فعل شخصيّ إذ يجب أن "أؤمن" شخصيّا أوّلا، كجواب حرّ على مبادرة الله الذي يكشف ذاته، لكنّه ليس فعلا منعزلا.

   بل هو إيمان الكنيسة الذي يعترف به كلّ مؤمن على حدة. تلك الكنيسة المنسكبة من قلب الفادي المطعون بالحربة… إنّها الأمّ والمربّية لإيماننا. أعطتنا الإنجيل ومنحتنا المعموديّة وسائر الأسرار… وسوف تبقى لنا ضمانة عيش الشّركة في الإيمان[1] والشّاهدة لحقيقة ما تلقيّناه من مبادئ وقيم وتعاليم. فهي التي قد أكّدت لنا منذ ألف وستمائة سنة ونيّف، أنّ الأناجيل الأربعة التي في متناول أيدينا صحيحة بينما سائر الأناجيل منحولة وكاذبة، نظير إنجيل برنابا ويعقوب وغيره. فهل يعقل أن نؤمن بالأناجيل الحقيقيّة التي قرّرت الكنيسة نفسها صحّتها، ثمّ نرفض تعاليمها الأخرى؟ فإمّا أن نقبل منها كلّ شيء أو نرفض كلّ شيء. فالمسألة ليست انتقائيّة أو استنسابيّة! إن كانت الكنيسة حقّا جسد المسيح السّرّيّ وهو رأسها كما أكّد بولس، فمن واجب الوجوب إذاً أن يكون الرّاس المشار إليه هو من يدبّر شؤونها ومصيرها. وعليه، إنّ تعاليمها الإيمانيّة والأدبيّة منبثقة من رأسها القدّوس والمقدِّس، وهي تعاليم سماويّة مقدّسة.

وفي هذا السّياق تحدّث اللاهوتيّ الألمانيّ كارل رهنير، عن ما أسماه بِالإيمان الأخويّ، أي الشّهادة الجماعيّة لما نحياه بالإيمان والصّلاة[2]. كما لم تزل عبارة القدّيس قبريانوس المعروفة تدويّ في أذهان ذوي بعض الثّقافة المسيحيّة "من ليست الكنيسة أمّه لا يستطيع أن يكون الله آباه". فالإيمان إذا هو أيضا فعل جماعيّ.

II.            إشكاليّة العقل والإيمان

العقل والإيمان هبتا الله للإنسان. تصارعا في العصور المظلمة، وتصالحا في العصر الحديث. بيد أنّ ثمّة من يتشدّد بالأوّل ويلغي الثّاني ومن يتسلّح بالثّاني ويخنق الأوّل. أقرّ معظم الفلاسفة الذين تناولوا هذه الإشكاليّة بمحدوديّة العقل الذي يستطيع فقط تقبّل الأشياء المنطقيّة كحدّ أقصى، وعدم قدرته على فهم ما يتخطّى حدود العالم المحسوس والمنظور فهما كاملا ومطلقا. وقد أصاب أرسطو جوهر هذه الأفكار حين قال: "علامة العقل المتعلّم هو قدرته على تداول الفكرة بدون أن يتقّبلها". وهنا تبدأ مسيرة الإيمان بتقبّل ما لا يستطيع العقل قبوله أحيانا.

من أشهر الذين خاضوا غمار هذه المسألة في الكنيسة منذ البدايات هو القدّيس أغوسطينوس الفيلسوف واللاهوتيّ الكبير الذي استخلص مقولة "أؤمن لكي أفهم، وأفهم لكي أومن إيمانا أفضل"[3]، حتّى بزغ نجم القدّيس توما الأكوينيّ الشّهير بعد ردح من الزّمن ليؤكّد بدوره أنّ "الإيمان فعل عقل يعتنق الحقيقة الإلهيّة بأمر الإرادة التي يحرّكها الله بالنّعمة". و"اليقين الصّادر عن النّور الإلهيّ أعظم من اليقين الصّادر عن نور العقل الطّبيعيّ". ثمّ ركّز على أهميّة التّأمل في الحقائق الإيمانيّة: "إن أردنا أن نرى الأشياء كما هي، فيجب أن نصبح تأمّليّين، فالتّأمّل الحسّيّ هو انفتاح العقل الهادئ على ما يقابله"[4]. ممّا يلتقي مع ما أكّده بولس الرّسول: "إنّ نعمة الإيمان تفتح عيني القلب" (أف 1: 8).

أمّا في العصر الحديث –كي نختصر المسافات-، فقد تناول الطّوباويّ البابا يوحنّا بولس الثّاني هذه الإشكاليّة بعمق، في رسالته الحبريّة "الإيمان والعقل" “Fides et Ratio” عام 1998، مؤكّدا أنّ الإيمان والعقل هما بمثابة الجناحين اللذين يمكّنان العقل البشري من الارتقاء إلى تأمل الحقيقة.

وعليه، تقدّر الكنيسة العلم كوسيلة للاكتشافات والتطّوّر، وتعتبر أنّ الفلسفة "مهمّة" من أنبل مهامّ البشريّة، ومزيّة فطريّة من مزايا العقل. إلاّ أنّ هذه "المهمّة" قد تنحرف أحيانا إذا ما وقعت في فخّ «غطرسةٍ فلسفية» تدّعي وضع نظرتها الخاصّة موضع النّظرة الشّاملة للمسائل المطروحة، بالرّغم من محدوديّتها الفكريّة في موضوع المعرفة المطلقة. لكنّها تتوسَّم في الفلسفة وسيلة لا بدّ منها للتّعمق في فهم الإيمان، وتبليغ حقيقة الإنجيل للذين لم تصل إليهم بعد.

[1]  المرجع نفسه، 166-169.

[2] Cf. Karl Rahner, Vivre et croire…, p. 54.

[3]  (ت م م ك) ، 155، 158.

[4]  راجع، تيموثي رادكليف، (تعريب فراس ياقو يوحنّا)  ما الغاية من أن يكون المرء مسيحيّا، دار المشرق، بيروت، 2010، ص. 184.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقابلة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي (2)

مقابلة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي أجرتها راديو الفاتيكان مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارته إلى روما لقبول التعيين الرسمي ككاردينال

  في الكنيسة الكاثوليكية يوم 24 نوفمبر 2012 .

* * *

لقد تمّ سابقًا طرح فكرة خلق دولة لبنان بعيدة عن الدين والطائفيّة. هل برأيك ستجدي تلك الفكرة نفعًا؟

كلّا، هذا أمرٌ مستحيل. إنّ لبنان يتميّز في فصل الدين عن الدولة. إنّ المشكلة لا تكمن في الأحزاب الممثّلة في الحكومة في التمثيل الطائفي للأديان حسب عددها: هذا ما نسمّيه "الميثاق اللبناني". نحن نعيش في عالم إسلامي لا يفصلُ الدين عن الدولة: بالنسبة لهم، الدّين هو كلّ شيء.

ولبنان في ظلّ هذا الجوّ المؤصّل في الدّين والتيوقراطيّة والإسلاميّة قد استطاعَ أن يقومَ بهذا الفصل. فقد استطاعَ المسلمون اللبنانيّون أن يتخلّوا عن نزعتهم التيوقراطيّة كما استطاعَ المسيحيّون أن يتخلّوا عن العلمانيّة بمعناها الغربي.

لذا فإنّ لبنان هو بلدٌ يفصل الدين عن الدولة ويُشارك الجميع في الحياة العامّة وفقًا للتمثيل الطائفي. وهذا أمرٌ لا بأس به إلّا أنّ المشكلة هي أنّ السياسة الإقليميّة سياسةٌ إسلاميّة تؤثّر علينا فينقسم اللبنانيّون.

نرى بالفعل نزاعات كبيرة في الشرق الأوسط…

صحيح فمثلًا نشهدُ الآن النزاع الكبير في الشرق الأوسط بين السنّة والشيعة: تسمعون أنّ هناك إصلاحات وديمقراطيّة وحروب…كلّا، إنّ المشكلة هي نزاع كبير بين السنّة والشيعة على نطاق إقليمي له تأثيرات دوليّة. وهذا هو النزاع الذي يشهده لبنان. وحاليًّا، في لبنان النزاع بين الشيعة والسُنّة هو نزاع سياسيّ.

هل لا يزال لبنان بلدًا نموذجًا للبلاد المجاورة؟

يمكنني القول إنّ لبنان في الشرق الأوسط، كما قال يوحنّا بولس الثاني هو مثالٌ لا للشرق فقط بل للغرب أيضًا. ففي الشرق حيث يسود الدّين كلّ شيء وينظّم كل شيء: لبنان ليسَ نظامًا دينيًّا بل يحترم الأديان. وبالنسبة إلى الشرق، قد يكون النظام علماني يفصل الدين عن الدولة من دون أن يغضّ النظر عن الله.

والمادّة التاسعة المعروفة من الدستور اللبناني والفريدة في الشرق والغرب تقول: " حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية."

وهذا يعني أنّ الدولة اللبنانيّة، فاصلةً الدّين عن الدولة بعلمانيّة، لا تتدخّل أبدًا في المستوى التشريعي بالمسائل الدينيّة أو أمور الزواج أو العلاقات الشخصيّة: فتترك الدّولة الأمر بيد المبادئ الطائفيّة.

هذا عليه أن يُسهّل الحياة الاجتماعيّة ويسمح بتشكيل فُسيفساء جميلة ما لم تتدخّل السياسة في الطوائف. ونحن نتمسّك بهذا النظام مهما صَعُب الأمر إذ أنّ الشرق الأوسط يتّجهُ اليوم إلى الراديكاليّة الإسلاميّة: وهذا ما يحصل في مصر وسوريا حاليًّا… فيتحدّثون عن الشريعة الإسلاميّة، يريدون أسلمة كلّ شيء: لماذا لا نستطيع العيش معًا محترمين بعضنا البعض؟

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
نظرة وراء كواليس صياغة “تعليم الكنيسة الكاثوليكية” (2)

نظرة وراء كواليس صياغة “تعليم الكنيسة الكاثوليكية” (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الكاردينال الأرجنتيني إستانيسلاو استيبان كارليك حول صياغة تعليم الكنيسة الكاثوليكية.

* * *

من بين كلّ التعليقات التي تلقّيتها، أيّ تعليق أثّر بك الأكثر؟

إنّ التعليق المهمّ الذي قبل بدون أيّ تردّد كان منح الصلاة مزيداً من الأهمية. ففي نصّ التشاور، تمّ عرض الصلاة على أن تكون خاتمة لتعليم الكنيسة الكاثوليكية مثلما كانت في تعليم ترينتو.

كنت تعيش في روما خلال فترة الصياغة؟

كلّا، كنت أعيش وأعمل في بارانا. لم نكن نملك الحاسوب آنذاك وأتذكّر أنني كتبت مرّة نصّاً تسع مرّات لتحسين تقديمه. كما وسافرت مرّة إلى بارانا في سانتياغو، شيلي، لإحضار نصوص الكاردينال ميدينا للّذين ينتمون إلى فريقنا الفرعي.

كيف كنت تعمل في روما؟

كنّا نلتقي في الفاتيكان. وقد كان الكاردينال راتزينغر يترأّس لجنتي الأساقفة وكان أيضاً مسؤولاً عند قداسة البابا.

إنّ زيارة البابا في نهاية كلّ لقاء كانت مؤثّرة وفي يوم من الأيام ذهبنا للقائه في كاستل غندلفو. على طول هذه اللقاءات كان يسيطر جوّ من الجدّيّة والمسؤولية والحرية. واعتاد الكاردينال راتزينغر تحضير تلخيص واضح ومفيد للأعمال القادمة بعد الاستماع بتمعّن إلى كلّ ما يقال.

في أيّة لغة تمّت الصياغة؟

اخترنا اللغة الفرنيسة للصياغة والتبادل واللقاءات ولكن لم نمنع استعمال اللغات الأخرى. لكن في النسخة التي نشرت، استعملت اللاتينية التي تمّ اختيارها كلغة رسمية كونها مناسبة للتعبير عن سرّ الكنيسة المسيحي على مثال عادة القديسين الكبرى للمجلس البابوي وعلماء اللاهوت.

إنّ الترجمة اللاتينية استمرّت حتى 5 سنوات وحتى ولو كان تعليم الكنيسة الكاثوليكية قد قدّم بالكامل ووافق عليه الأب الأقدس قبل الترجمة. وقد تمّ توزيعه لاحقاً بالفرنسية والإيطالية والإسبانية في ديسمبر 1992 في روما على ممثّلي الكنيسة جميعهم كعبارة عن مبادرة كاثوليكية جديدة وذلك خلال احتفال ترأسه البابا شخصياً.

خلال السينودس، تم الحديث عن تسونامي العلمانية وقارنّا المجمع الفاتيكاني الثاني ببوصلة للتوجه…

لقي المجمع آثاراً كبيرة على الرعوية وعلى قوانين الكنيسة في الشرق والغرب وعلى عمل الكهنة والكتب الليتورجية كما على النظام الرسولي. تمّ تلخيص هذه الآثار فيما بعد في تعاليم الكنيسة الكاثوليكية. وبدون أدنى شك، كما سبق وذكرنا، فقد كان تعليم الكنيسة الكاثوليكية نتيجة رسولية للمجمع الفاتيكاني الثاني.

هل من تفصيل معين حفر في قلبك؟

نعم، أتذكّر جيداً فرحة الكاردينال راتزينغر عند انتهائنا من الصياغة فكتابة تعليم الكنيسة الكالثوليكية كان امتحاناً لثقتنا في حبّ الله الذي كان الأوّل ليحبّنا.

* * *

نقلته إلى العربية ريتا قرقماز / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الإرشاد الرسولي … ناقوس خطر أم خوذة خلاص (2)

الإرشاد الرسولي … ناقوس خطر أم خوذة خلاص (2)

تسليم الإرشاد الرسولي إلى رؤساء كنائس الشرق الأوسط مغامرة إيمانية، حوارية، وجودية، إنسانية، مسكونية، حقوقية… هذه كلها قادت البابا بندكتس السادس عشر إلى المنطقة،

ولم يبالِ قداسته بموجات التطرف ودعوات الإرهاب وقرارات التكفير رغم الزمن الصعب، وهذا ما جعل أن تكتسب زيارة قداسته إلى لبنان معنىً رعوياً بامتياز في زمن العولمة المُتعَبة والربيع المؤلم، عملاً وتكميلاً لما قاله يوماً البابا العبقري العظيم لاون الثالث عشر، وذلك في عظة الميلاد:"أيها المسيحي أعرف قيمتكَ وكرامتكَ"… إنها علامة تشجيع لمسيحيي لبنان وسائر المشرق، حيث أنظار العالم متجهة كلها إلى هذا الشرق المسيحي لأنه يدعوهم كي يعودوا ويكتشفوا مكانتهم الروحية ورسالتهم التاريخية ومسيرتهم الوطنية، ويقضوا بذلك على نزيف الهجرة في الشعور الأمين والأكيد عبر الانتصار على تجربة الشعور بالغربة في أوطانهم، مدركين جيداً مخطط إفراغهم من بلدانهم، والعمل على استسلامهم لأفكار هدّامة يروّجها الأناني والخصوم، وتتلخص كلها بأن أبناء الأعراب لا تتعايش ولا تحترم التعددية، ويستهينون بالمختلفين عن عقيدتهم، وإن كان ذلك اتّهام مرفوض.

         في هذا كله وضع البابا بندكتس السادس عشر اصبعه على الجرح الشرقي العميق، وأعلن أن المسيحيين يجب أن يكونوا حاضرين في هذا الشرق إذا هم أرادوا ذلك، وإذا أدركوا الدور الحقيقي الذي أراده منهم التاريخ وفرضته الجغرافية ورسمته الثقافة الوطنية… فالتفاعل مع قضايا المجتمع يبرر الصمود في الأرض والعكس صحيح، فالمسيحيون أبناء الشرق الأعزاء يهجرون بلدانهم عندما يشعرون أنهم أصبحوا غرباء عن قضاياهم، ولا دور لهم في صناعة مستقبلها، وربما إنهم من الدرجات الدنيئة ليس الثانية ولكن ربما الرابعة والخامسة، وكان البقاء والصدارة للقوي الذي يسيّر مَن يشاء حسب هواه.

         من هنا كان الإرشاد كتاباً مقدساً لأنه تعليم الكنيسة وآبائنا الأجلاء، وما هو إلا ملحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح، فيه رسم لخارطة المسيرة في طريق الحياة من أجل أن نكون رسل البشارة الصادقة والمُحبة… لذلك:

       الإرشاد الرسولي: يدعو الكاثوليك، بل من حقهم، أن يدركوا جيداً أنهم من السكان الأصليين ولهم حق المشاركة التامة في حياة الوطن، ويجب أن يكونوا مواطنين بدرجة امتياز لأنهم أصلاء وأصليين، لا أن يُعامَلوا كمواطنين من الدرجة الثانية بل أدنى… إنهم روّاد النهضة والثقافة في كل بلدان الشرق الأوسط، ولهم حق كرامتهم الإنسانية، ويحق لهم حرية الإيمان والدين والتعبير، وهذا ما جعلهم أن يكونوا مستقبلاً لأبناء الوطن الآخرين، وتقديم الخدمات عبر بناء المدارس والمستشفيات. ولأن الحرية الدينية _ يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر _ هي تاج كل الحريات، وحق مقدس غير قابل للتفاوض، وتشمل الصعيد الفردي والجماعي وحرية اختيار الديانة وأن يمارسها بكل أمانة، ويعبّر عن ذلك باحترام رموزه دون أن يعرّض حياته وحريته الشخصية للخطر.

         الإرشاد الرسولي: ناقوس خطر تجاه العولمة السالبة، فقد تحدثت وثيقة الإرشاد عن العولمة والعلمانية موضحةً أن في الشرق الأوسط واقعَيْن متضاربَيْن: أولهما العلمانية بأشكالها التي تصل أحياناً للتطرف والأصولية الضيقة والتي أساساتها مبنية على أصول دينية. والعلمانية الإيجابية تعمل على تحرير المعتقد من ثقل السياسة، وإغنائها بإسهامات لازمة وضرورية. وهذا ما يدعو إلى التأكيد على الاحترام المتبادل بين السياسة والدين، أي العلاقة بين ما هو روحي وما هو زمني، وتعني أيضاً العمل بالسياسة دون استغلال الدين.

         الإرشاد الرسولي: ينبّهنا إلى قلق رعاة الكنائس الكاثوليكية الشرق أوسطية والأرثوذكسية بسبب تناقص أعداد مؤمنيهم وخاصة في الأراضي المقدسة والشرق العربي. كما كانت الوثيقة كلاماً مسهباً في هذا الصدد قائلة:"يشعر المسيحيون بالشرق الأوسط بشيء من الإحباط وفقدان الأمل والمهانة بسبب الصراعات والتي تجعل من الهجرة ملاذاً آمناً وإنْ كانت عسلاً مُرّاً وخياراً مأسوياً. فهو من ناحية يقلّص عدد السكان ويساهم في نقص الفهم الثقافي في الشرق الأوسط، والذي كما هو معروف، أنه بدون المسيحيين لا يُعَدّ شرقاً أوسطاً، لأن المسيحيين يشاركون في صنع الهوية الخاصة بالمنطقة… وهذا ما جعل البابا يشجّع ويحثّ المؤمنين للبقاء في وطنهم وعدم بيع أملاكهم.

         الإرشاد الرسولي: رسالة لزرع الثقة حينما انعدمت بسبب الأحكام المسبقة والتي بدلاً من أن تلتقي من أجل الخير العام فقد تاهت في مجالات الحقد والكراهية وحب الأنانية وبناء الفواصل القاتلة والمدمِّرة بين شعوب المنطقة، وهدم الجسور الموحِّدة بين المختلفين… فالمسلمون يتقاسمون مع المسيحيين القناعة بأن الإكراه في الدين غير مقبول خاصة إذا تمّ بواسطة العنف والذي يُستخدم لتحقيق مآرب سياسية باسم الدين، وهذا ما يؤكد أنه أداة للتمييز والعنف، ومن المحتم أنه يؤدي إلى الموت.          وإن كان التسامح الديني في بعض البلدان يؤدي إلى نتيجة ملموسة، فهو يبقى محدوداً في نطاق تطبيقه، والعمل على الانتقال من التسامح الديني إلى الحرية الدينية والتي تقودنا إلى إعادة النظر في العلاقة مع الدين والله، وليست تعدياً على الحقائق المؤسِّسة للمعتقد.

         الإرشاد الرسولي: يدعونا إلى إقامة حوار مع جميع الديانات في الشرق الأوسط بعد الارتكاز على العلاقات الروحية والتاريخية والإيمانية التي تجمع المسيحيين مع اليهود والمسلمين، وما ذلك إلا دعوة كنيسة اليوم الكونية… وهذا الحوار يدعو إلى اكتشاف البعض للبعض الآخر لأنهم يؤمنون بإله واحد خالق جميع البشر. فمع اليهود ترتكز العلاقة على الإرث الروحي وذلك عبر الكتاب المقدس، والذي أجزاء كبيرة منه مشتركة، والعودة إليها يقرّبنا من بعضنا البعض، ويذكّرنا بأن المسيح يسوع عاش ومات يهودياً كما هي مريم العذراء. ففي الكتاب جذور المسيحيين، وهذا إرث تعتزّ به.

الإرشاد الرسولي: فيه حثّ البابا أن تكون الشبيبة في الكنيسة ومع الكنيسة، وخاطبهم مشدداً بقول الطوباوي يوحنا بولس الثاني:"لا تخافوا، افتحوا أبواب عقولكم وقلوبكم للمسيح"… التجذر في الأرض.نداء إلى شباب اليوم ليقيموا علاقات أمينة وصداقة حقيقية مع يسوع بقوة الصلاة والشهادة للإيمان اللتان تتيحان للقاء حقيقي مع الله ومع الآخرين في الكنيسة. لذلك على شباب اليوم _ يقول قداسة البابا بندكتس السادس عشر _ أن لا يخافوا أو يخجلوا من أن يشهدوا للصداقة مع يسوع في كل مكان، عبر المُثُل الإنسانية والروحية، كما يجب أن لا يخافوا أو يخجلوا من أن يكونوا مسيحيين. فمن خلال محبة المسيح وكنيسته _ يقول قداسته _ يستطيع الشباب أن يميّزوا بحكمة بين القيم المفيدة التي تبني الحياة، وبين الشرور التي تسمّم ببطء الحياة. ويعلّم قداسته الشباب أن الكنيسة تعتمد على إبداعهم والتزاماتهم من أجل خدمة المسيح والكنيسة والمجتمع.

الإرشاد الرسولي: إنه ينظر بأعين التقدير إلى الأخوة المسلمين، فهم يعبدون الله خصوصاً بواسطة الصلاة والزكاة والصيام، كما إنهم يقدّمون الإكرام ليسوع (عيسى الحي) كنبي. صحيح إن اللقاء بين الإسلام والمسيحية اتخذ غالباً شكل الجدل العقائدي والذي شكّل ذريعة لدى هذا الطرف أو ذاك ليبرر _ باسم الدين _ ممارسات التعصب والتمييز والتهميش وحتى الاضطهاد. وعلى الرغم من ذلك فالمسيحيون يتقاسمون مع المسلمين الحياة اليومية نفسها لأنهم جزء لا يتجزأ من الشرق الأوسط، ويتقاسمون عيش الحياة، ويعمل المسيحيون على تعزيز إيمانهم في ثقافة أوطانهم، مما نتج عن ذلك حياة تكافلية، فيها ساهم اليهود والمسيحيون والمسلمون في نشأة ثقافة غنية بالشرق الأوسط، وحوار دائم من أجل التفاهم والاحترام المتبادل. وفي هذا الصدد يشدد المجلس الحبري على أهمية الحوار لأنه الموضوع الأكيد للعيش المشترك وقبول الآخر ضمن وطن واحد ولغة نفسها وثقافة عينها.

الإرشاد الرسولي: يهدف إلى مساعدة كل مؤمن بالمسيح على أن يعيش حقيقةً ما جعلت منه المعمودية ابناً للنور. فالمعمودية اسمها سرّ الاستنارة، والإنسان ابن الله وليس ابن الشيطان. والمسيحي سراج وشمعة مضيئة في ظلمة العالم، ظلمة الكذب، ظلمة الحقد والكراهية والأنانية، ظلمة الأنا والكبرياء وخيانة الدعوة وأمانة الرسالة وعدم قبول الآخر. إنه يساعد حقيقةً على أن يكون سراج إيماننا مضيئاً دائماً، فقيمة وجودنا نحن شمعة من أجل تنقية الإيمان وأن يضمّ بهاء ونور المسيح، شركة اتحاد حقيقي بالله عبر المسيح. فإذا ما عطلت علاقتي مع الإنسان، أسأل ما هي علاقتي مع الله.

         الإرشاد الرسولي: أعطى دفعاً مسكونياً، وأقام علاقات مجددة في وحدة كاملة بين المسيحيين. وما حصل في دير الشرفة في اللقاء المسكوني في جوّ من الودّ الصريح وبراءة الحوار، ما هو إلا علامة بكل تنوعاتها، متحدة بعمق مع الحبر الأعظم، وتبين مدى صدق المحبة التي يكنّها قداسته لأبناء كنائس الشرق.

         الإرشاد الرسولي: دعوة الكنيسة إلى عيش الحب في المسيح يومياً، فتكون بذلك كنيسة بيتية، تربي على الإيمان والصلاة لأنها الخلية الحية والأولى للمجتمع على شاكلة عائلة الناصرة التي عاشت هي أيضاً محنة ضياع يسوع الطفل، وألم الاضطهاد والهجرة، ونشوة التعب اليومي. فالدعوة تكمن هنا في المساعدة على النمو في الحكمة والقامة والنعمة، وتحت نظر الله والبشر، وما ذلك إلا استسلام للمسيح عبر إرشاد الروح القدس.

         الإرشاد الرسولي: من المؤكد أن الإرشاد الرسولي يعلن أن المسيحيين يشاركون مع باقي المؤمنين في صنع الهوية الخاصة لبلدانهم، لأن الجميع مسؤولون عن بعضهم بعضاً أمام الله… صحيح هناك من أبناء الشرق الأوسط _ يقول الإرشاد _ يقررون ترك أرض أجدادهم وعائلتهم وجماعتهم المؤمنة بسبب الحاجة والتعب واليأس وغياب الاستقرار والأمل في بناء مستقبل أفضل، ولكن هناك ممتلئين بالرجاء يتمسكون بالبقاء في بلدهم وفي جماعتهم.

       خاتمـــــة

         نعم، لقد امتدح قداسة البابا بندكتس السادس عشر مسيحيي الشرق الأوسط اعتزازاً بإيمانهم بقوله:"لا تخفن، لأن الرب حقاً معكن حتى انتهاء العالم. لا تخفن، لأن الكنيسة الجامعة ترافقكن بقربها إنسانياً وروحياً"… وفي هذا أراد قداسته أن يكون الإرشاد الرسولي نقطة انطلاق وثبات في الإيمان، وشهادة في الحياة، وشجاعة في إعلان البشارة، وأن تواصل الكنائس الشرق أوسطية نشاطها الرسولي المعهود، مواصلة السير نحو الوحدة أولاً بين أبنائها وعاملة على ازدهارها ثانية. وفي نفس الرسالة تواصل تقدمها في سبيل التألق بين الكنائس والأديان المختلفة.

         فقداسته يضعنا اليوم أمام مسؤوليات الإيمان التي استلمناها من جرن العماد، ووسمت وجوهنا بميرون مقدس، لنكون جنوداً أوفياء لهذه الرسالة ثم نتعامل مع فقرات الإرشاد من أجل كنائسنا، من أجل تثبيت وتقوية هويتنا المسيحية، فنرى الرؤيا الواضحة عن معنى حضورنا ووجودنا وتقاسمنا للحياة.          فالإرشاد الرسولي حلول لا يكتمل نصابها ولا تعطي ثماراً إلا إذا عشناها، ليس فقط في داخلنا، ولكن أن نكتشف مع الآخرين الطريق الموصلة إلى عمق الحقيقة في معرفة سرّ المسيح من أجل غور سر الإنسان ووجوده ومساهمته في مسيرة الحياة بروح المحبة والحقيقة، ودعوة المؤمنين إلى أن يدركوا ويفهموا بأن الحس الإيماني لوجودهم هو رسالة سامية في مخطط الله… إنها رسالة البشارة والخلاص والمحبة.

         نعم، لنمشِ على دروب الشهادة التي سلكها المسيحيون في بلادنا الشرقية، وفي ذلك يشجعنا قداسته وجماعاتنا المسيحية كي نظلّ متجذرين في أرض أجدادنا في شراكة القلب والنفس مع جميع المؤمنين المعمَّذين، ليس فقط أمانةً وحفاظاً على الوجود والهوية والتراث، بل أيضاً كي نتابع باختيارنا حياة الشهادة والاستشهاد. وقد تميز بها عبر قرون عديدة حضور المسيحيين في الشرق… وما أجمله من كلام… بل طوبى لِمَن يدرك معناه.

         فغياب الصوت المسيحي ووجوده سبب في افتقار المجتمعات وخسارة للتعددية التي تميزت بها بلدان الشرق الأوسط… نعم، لنفتح أبواب قلوبنا وكنائسنا، فالأقفال ومفاتيحها في أيادينا جميعاً، ولنفتح الأبواب ليس فقط على مصراعيها بل بروح الشركة والشهادة والتواضع… فالإرشاد أعاد التصويب لبوصلة الحياة، وحسم الجدل القائم ومفاده بل سؤاله: أين سنكون اليوم وغداً؟… فالكنيسة هل هي كنيسة المؤمنين أم كنيسة المصلّين؟… إنها مبنية على صخرة البشارة عمرها ألفين عاماً… لذا لا يحق حتى للقيّمين على الشأن المسيحي في الشرق أن يتنازلوا عن هذا المجد الذي أُعطي لهم لأنه أرث الكنيسة جمعاء… فمجد الرسالة المسيحية أُعطي لأبناء هذا الشرق ولنرى الأيام ، أنها أفضل مستشار.

         أرجو ختاماً أن لا يكون الإرشاد لغة المثقفين وشريحة كبار الزمن ورؤساء الدوائر وكبار المسيرة… فاليوم شعبنا بسيط وبريء وجريح الحياة، ولا يحتاج إلا أن يتفاعل بقدر ما وهبه الله من النعم لكي لا يكون شعباً مسيَّراً بل مُحباً، شاهداً وشهيداً لحقيقة البشارة والحياة والإيمان… وهذا هو الرجاء في الإيمان بقوة الروح القدس (أفسس 6: 17).

         فلنأخذ خوذة الخلاص (أفسس 13:15).وسيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 17:6) من أجل الإعلان جهاراً بسرّ الإنجيل الذي لأجله نحن سفراء (أفسس 19:6) بدلاً من سماع دقات ناقوس الخطر بل الفشل في الإيمان للصمود في الرجاء والعيش بالمحبة… وهذه هي البشارة الجديدة، حملها المسيح ولا زال يحملها ونحملها اليوم معه ، نحن بدورنا… فالإرشاد ملحق لإنجيل ربنا يسوع… إنه سفر أعمال آخر… ولا نخجل بشهادة ربنا (2تيمو 8:1)… نعم، وآمين.

 المونسنيور بيوس قاشا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اليوم العالمي للشباب المقبل سيعود بنتائج مثمرة للكنيسة بأكلمها (2)

اليوم العالمي للشباب المقبل سيعود بنتائج مثمرة للكنيسة بأكلمها (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع عميد جامعة اللاتران الحبرية، المونسينيور أنريكو ديل كوفولو.
إذاً قمت بزيارة معاهد كثيرة متعلّقة بجامعة اللاتران. إلى أي مدى يكون بعد الجامعة الدولي مهم؟

إنّ قول متى 28، 19 "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" يتوافق مع مهمّة الجامعة البابوية. أي في المهمّة التعليمية ألا وهي التعليم وإجراء الأبحاث العلمية. إلّا أنّ هذه المهمّة في السياق الاجتماعي والثقافي اليوم، لا يمكن أن تتحقق إذا لم تكن عبارة عن "شبكة": أي في روح التعاون الشديد والمبادلة، وتكون ممكنة مع معاهد تدريس أخرى على الصعيد الدولي. في الحقيقة، هذه الشبكة التعليمية لا تكفي أيضاً. إذ يجب التوسّع وفتح آفاق جديدة مع "وكالات التعليم" الناشطة في البلاد. 

أخبرنا عن الشعب البرازيلي الذي يبدو دائماً فرحاً ومرحّباً…

أجل، هذا صحيح، هم فرحون ومرحّبون. ولكن هذا مجرّد وجه من الواقع. فالخطر يكمن في رؤية المشاعر العابرة تسيطر على القناعات المرسّخة. اليوم، لم يعد يتعلّق الأمر ببعض الأشكال الأساسية لـ"لاهوت التحرير". إنّما يتعلّق بالطوائف الدينية والتي يلعب معظمها على المشاعر الفورية. في وجه هذين الجانبين، ارتأيت أنّه من الضروري التشديد على "لاهوت يشهد" ولاهوت "يصلّي ويشهد على فعل الإيمان".

في المقابل، لا يمكن أن يوجد إيمان نؤمن به بدون المؤمنين، أي بدون شهادة المؤمن الشخصية. من هنا كلمات شهادة المسيح، والتي اخترتها خصيصاً كشعار أسقفي وهي: "وستكونون لي شهوداً حتى أقاصي الأرض".

العام المقبل، ستستضيف البرازيل اليوم العالمي للشباب. ماذا تفعل الكنيسة البرازيليّة لتتحضّر من أجل هذا الحدث؟

تقوم الكنيسة البرازيليّة بنشاط ملحوظ. لقد دهشت عندما زرت مطران ريو، حيث رحّب بي في المكان الذي سيصبح مكان الإقامة البابوية بعد الانتهاء من أعمال الترميم.

إنّ الأعمال كثيفة وأنا واثق من أنّها ستكون مثمرة ليس على صعيد أمريكا اللاتينية فحسب إنّما على صعيد الكنائس في جميع أنحاء العالم وذلك بفضل العهد الذي قطعه المسيح : "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالم".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
هيلدغارد، صورة امرأة معاصرة (2) مقابلة مع الأب دومولان

هيلدغارد، صورة امرأة معاصرة (2) مقابلة مع الأب دومولان

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الأب بيار دومولان حول معلمة الكنيسة الجديدة، القديسة هيلدغارد دي بينغن. من الممكن مراجعة القسم الأول من المقالة في نشرة أمس الاثنين 15 أكتوبر 2012.

* * *

ما الذي يجعل من القديسة  هيلدغارد دي بنغن مصدر إلهام لكلّ امرأة؟

تمنح هيلدغارد النساء من مختلف العصور دلالة مزدوجة عن الحياة، أوّلاً التواضع، الذي نحتاجه جميعاً، فقد قبلت بأن يكون دورها مكملاً لدور الرجل بدون التفتيش عن التنافس معه، وهي تدعو النساء إلى إدراك مهمّتهنّ وهي تتصرّف "بأنوثة" على الدوام. في رسائلها، تكشف عن نعمة توعية الرجال وكشف النواقص فيهم وتحفيزهم ومجاراتهم في قراراتهم وبعبارة أخرى "تلدهم" في مهمّتهم. وهي تشدّد أنّ على المرأة أن تدفع الرجل ليكون رجلاً!

هل نجد اليوم شخصاً يحذو حذو هذه القديسة؟

هيلدغارد معاصرة لأنّها تدعونا إلى اهتمام حقيقي بالعالم الذي نعيش فيه وإلى وعي فيما يخصّ كرامتنا والمهمّة المناطة بنا في هذا العالم. وهو إذاً إدراك بالاهتمام بالبيئة وتدخّل في الحياة السياسية الحالية وإدراك لواجباتنا في الكنيسة… أعتبرها مثالاً للمسيحي الذي ينخرط في النشاط السياسي! هيلدغارد في عصرها تعمل في المجتمع ومن أجله وهي في الوقت نفسه، ولضرورة الأمر، راهبة بينيدكتية تدعونا إلى تحقيق توازن في الحياة وعدم الفصل بين الجانب المادي والنفسي والروحي بل جمعهم في احترام الشخص ككلّ واحترام أنفسنا أولاً. هي راهبة وامرأة صمت وصلاة ولاهوت وإيمان مسيحي وعمل الخير الذي لا يعتبر عملاً شاقاً. وهي باختصار امرأة للكنيسة، تحبّ المسيح والكنيسة وهي لا تستسلم إذ تتوّج دائماً بالصراحة والسلام والحياة الروحية.

ما الذي يجعل الرسالة الروحية مهمّة اليوم ولماذا أعلنها البابا "ملفان"؟

سأعطي أربعة أسباب رئيسية من ضمن الأسباب المتعددة:

– طبيعة الإنسان (الأنثرولولوجيا المسيحية): بالنسبة لهيلدغارد كما بالنسبة للاهوتيين في عصرها، فالإنسان هو جسد ونفس وروح وهو بالتالي وحدة لا تتجزّأ. هذه النظرة الدقيقة معاصرة وتترتب عليها آثار في الطب وأخلاقيات علم الأحياء وعلم النفس… فإنّ الرعاية المخصصة للجنين أو للإنسان في نهاية حياته والمعالجة الجينية وغيرها لا يمكن فصلها عن فكرة الأنثروبولوجيا ففي الحديث بين الأشخاص لا نعني الشيء نفسه عندما نتحدّث عن "الإنسان"! ولكن نجد أيضاً مهمّة الإنسان في العالم. عند هيلدغارد، الإنسان ليس تائهاً على كرة صغيرة تدور بأقصى سرعة حول نجمة صغيرة على حافة مجرّة بين ملايين المجرّات! إنّه عظيم ويملأ العالم فهو الوحيد المدرك! بمقدوره وحده تغيير مسار العالم! هيلدغارد تعترف للإنسان بكرامته.

– المعرفة العامة: كلّ ما يخصّ البشر يهمّها فاهتمامها لا يتمركز فقط داخل جدران الدير وهي ليست منغمسة في كتاب الصلاة. تحبّ كلّ ما يسمح للإنسان بعيش حياة أفضل وبالتقدم نحو الهدف الذي خلق من أجله. ترى الله في كلّ شيء وبالتالي تهتمّ بكلّ شيء! معرفتها موسوعية أو حتى أهم من ذلك، معرفتها "أكاديمية".

– علم البيئة: تنبثق مسؤولية عن هذه النظرة إلى الإنسان وإلى الكون، ففي عملها نجد تناغماً بين الكرامة والمسؤولية. هيلدغارد تنبّه الإنسان من الظلم في حياة منحرفة تسخر من وصايا الله ومن حبّ القريب وهذا ما يدمّر الأرض والكون بأكمله. فإنّ جذور الشر التي تجتاح العالم موجودة في قلب الإنسان ومصير العالم يمرّ في تحوّل عميق ليس فقط على صعيد التصرّفات إنّما على صعيد القلوب أيضاً. في أوقات كثيرة عندما تتكلّم عن شرّ الإنسان المتفشّي في العالم، يبدو الأمر وكأنّها تصف عصرنا وتتحدث عن عواقب وخيمة سبق وواجهناها.

– أهمية المرأة. هيلدغارد ليست بنسوية ولا مطالبة بالمساواة… إنّها امرأة مؤنّثة! وكلّ عملها يتغنّى بمجد المرأة وليس فقط بمساواتها مع الرجل: فبالتواضع تتمركز في قلب المجتمع، هي لا تطالب بمركزها إنّما تحتلّه. إذا تنبّهنا إلى رسائلها المتعددة، نجد أنّها تتوجّه إلى الرجال وتعرف كيف تكلّمهم كامرأة حقيقية. لذلك يستمعون بدون نصائح: فهي لا تسعى إلى منافستهم ولكن إلى تكملتهم. إنّها تفرض على العالم وعلى سكّانه نظرة مختلفة يحتاجها الرجال. وهذا أيضاً هو مجد الله.

حاورته آن كوريان / زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة (2)

التبشير الجديد هو إعلان الإنجيل في ظروف جديدة (2)

ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الكاردينال أندري فانتروا، رئيس أساقفة باريس :
يبدو ان الإيمان ينخفض في أوروبا. كيف ترى المستقبل، وبالأخص في فرنسا؟

لست متأكّدًا من أن هناك فقدان للإيمان في فرنسا. أنا متأكد أن هناك ضياع وتدهور لعدد من أشكال التعبير عن الإيمان، أي أننا نشاهد منذ حوالي قرن، انهيار نظام تكامل الممارسات المسيحيّة في المجتمع. يتغيّر المجتمع، العادات تتطوّر، وهذه مشكلة قد تؤدي إلى اختفاء الممارسات المسيحيّة. ولكن هذا لا يعني بأن الإيمان في انخفاض، يعني فقط أنه يقلّ عدد المشاركين. عندما قال البابا في الكتاب-المقابلة بأننا نتحرّك باتجاه مسيحيّة اجتماعيّة، لا يعني ان المسيحيّة تتجه نحو الإختفاء، بل أنها تدخل في مرحلة مختلفة.

مرحلة جديدة حيث أن مسألة الدافع الشخصي، وخبرة الحريّة الشخصيّة في مسيرة الإيمان، وإمكانيّة فهم محتوى الإيمان بشكل أفضل، تأخذ معنى أعمق. هذا لا يعني ان الإيمان قد اختفى. إذا كان لدينا مستقبل في الإيمان والتعبير عن الإيمان في مجتمعنا، يعتمد هذا كثيرا على قدرتنا بالدخول في حوار مع مختلف الفلسفات في الحياة، ومع مختلف طرق العيش، محاولين إظهار التزامنا مع المسيح.

تحاولون جمع الأساقفة الأوروبيين للدفاع عن الزواج، وعن دور العائلة الطبيعيّة بالتربية والدفاع عن الحياة؟

نعم. طبعاً. نحتاج جميعنا إلى دعم الآخرين، لأننا نعلم جيداً بأننا في وسط نظام ثقافيّ، تسيطر عليه مجموعات ماليّة ذات ايديولوجيّة معاكسة لهذه القيم.

هل يمكن لسنة الإيمان مساعدة فرنسا في هذا الجهد الإنجيليّ لإيجاد القيم المشتركة؟

نعم، إن سنة الإيمان التي اقترحها البابا هي دعوة شخصيّة لكل مسيحي ولكل مجتمع لأخذ الأصالة والوعي من فعل الإيمان، في مهنته وشهادته.

التبشير الجديد والعمل في الكنيسة المحلية: ما هو دور الرعايا والحركات؟

يعتمد كثيرا على الوضع، لا وجود لقواعد عامة. ان التبشير الجديد سوف يقيس قدرة المسيحيين للوصول وللتواصل مع الذين لا يشاركون بحياة الكنيسة ولا يملكون أيّة علاقة مع الكنيسة.

ولذلك، قد يحصل تطور جغرافيّ، إني أفكر في باريس وشوارعها. لا بد للتبشير الجديد التصرف عبر حركات ومؤسسات، لأنهم عبارة عن شبكة اجتماعيّة، تهدف إلى التوسع الجغرافي الكبير.

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اليوبيل الذهبي للمجمع الفاتيكاني الثاني (2) بقلم الأب منويل بدر

اليوبيل الذهبي للمجمع الفاتيكاني الثاني (2) بقلم الأب منويل بدر

وبعد 3 سنوات تحضيريّة مكثّفة بين الفاتيكان وجميع أساقفة العالم المعنيّين، نتج عنها 62 ملفّا أرسلت إلى سكرتارية المجمع، تحتوي على رغبات المدعوّين للتّباحث فيها.

وفي آخر المطاف صدر عن كلّ الجدالات 16 وثيقة رسميّة تعتبر قرارات المجمع النّهائية والمرجعيّة للتّاريخ.

انعقد المجمع الفاتيكاني الثّاني في الفاتيكان يوم الحادي عشر من أكتوبر عام 1962. وهذا يعني أنّنا قريبا ما سنحتفل بمرور 50 سنة على هذا الحدث التّاريخي. لذا نودّ أن نلقي نظرة على أهم إنجازات هذا المجمع، الّذي حدّد له البابا في خطاب الإفتتاح: مهمّتين رئيسيّتين فإلى جانب تجديد الكنيسة داخليّا أسماه Aggiornamento (وهو لا يعني تأسيس كنيسة جديدة وإنّما إدخال الجديد المناسب على القديم فيها) بإبراز دورها الرّاعوي، أي أن الكنيسة، نظرا لرسالتها يجب أن تتجدّد داخليا على ضؤ الإنجيل. نعم الكنيسة بحاجة إلى تجديد داخلي. هذا التجديد يشمل إبراز دورها أمام تحدّيات العصر الملحّة والكثيرة وذلك بانفتاحها أكثر للحديث مع العالم. أمّا المهمّة الثّانية فهي محاولة التقرّب إلى الكنائس والّدّيانات المختلفة بفتح باب الحوار المسدود من مئات السّنين، ليس فقط معها، بل وأيضا مع العالم المؤمن وغير المؤمن. فهي منذ القرن السّادس عشر كانت تظهركلّ سلطتها بقوانين الحرمان لكلّ رأي أو وجهة نظر مخالفة لرأيها، وفي القرن الثامن والتّاسع عشر بقانون حرمان الوثنيّة والعلمنة. هكذا حمت نفسها خلف جدران منيعة، لم تسمح لأيّ تيّار آخر أن يخترقها أو يتعدّى على صلاحيّاتها، الّتي هي أعطتها لنفسها، فأصبح كلّ شيء فيها موحّدا مبنيّا على قوانين وأوامر لاتقبل الجدل، تظهر للعالم أنّها حقّا "الجمعيّة الكماليّة Società perfetta" الّتي لا ينقصها شيء، تلجأ إلى سلطة الحرمان لكلّ نظام غير ملائم لنظامها. وقد أصبح هذا الموقف المتعصّب مشكلة للكنيسة بالذّات في القرن العشرين. إذ من غير إرادتها، وجدت نفسها في عالم علماني، أصبحت حرّية التقرير والدّيمقراطيّة فيه من أولويّاته، لا يحتمل ولا يقبل باحتقان وحدانيّة السّلطة، في عالم راحت التكنولوجيا والعلوم فيه تتوحّد وتتعاضد وتنفي دور الدّين من وسطها. أضف إلى ذلك شقّ الإختلاط والإباحيّة طريقا واسعا في الحياة اليوميّة وأصبح رفضهما من الكنيسة أو وضع حدّ لهما مستحيلا. فأصبح ما علّمت الكنيسة من الأخلاق وأجبرت النّاس على ممارسته مرفوضا جملة وتفصيلا. كذلك نظرة العالم في الكنيسة ومقوّماتها كسلطة وحيدة منافسه له، اختلفت وأصبح قبولها وفهمها كسلطة واسعة النّطاق غير وارد، ممّا عنى انحلال عالم الكنيسة الوحداني بسرعة غير متوقّعة. هذه الأنظمة الجديدة راحت تنتظر جوابا أو حلاّ أو موقفا آخر من الكنيسة غير ما عوّدت النّاس عليه من عشرات السّنين "إذ لا أحد يضع خمرا جديدا في آونة قديمة" (متى 17:9). البابا يوحنا كان قد أدرك هذه المواقف ولذا كان الحديث عن أهمّيّة وضرورة انفتاح وعلاقة الكنيسة مع عالم اليوم من أوّل وثائق المجمع، الّتي صدرت عنه.

هذه كانت حالة الكنيسة في القرن العشرين، لا ترضي ولا تعزّي. كان تجديدها إذن ضرورة حتميّة. وقد حان الوقت لبداية جلسات المجمع والخروج بقرارات عمليّة مرضية ومناسبة، تختلف عن قرارات المجمع الفاتيكاني الأوّل الّتي كانت لاهوتيّة محضة، مثلا التشديد على مفهوم عصمة البابا من الخطأ حينما يتطرّق، كراعي الكنيسة العامّة وبإلهام الرّوح القدس، لإدانة تعليم مخالف للإيمان (مثلا الشّيوعيّة) والأخلاق (مثلا قتل الجنين والمسنّين). أما هدف المجمع الجديد فسيكون مختلفا عن سابقيه في نقطة مهمّة: إنّه لا يريد أن يعلن عقائد إيمانيّة جديدة ملزمة. هو سيكون راعويا محضا أي سيحمل توصيات وقرارات عمليّة. كما سيحاول إلغاء قوانين ما عادت ذات صلاحيّة أو فعاليّة مجدية لأحوال العالم اليوم(مثلا تخفيف قانون الصوم الإحباري وإبداله بتضحية أو تقدمة ماليّة).

ولمّا آن افتتاح المجمع، تحوّلت كنيسة القدّيس بطرس في روما، وهي أكبر كنيسة في العالم الكاثوليكي حتّى اليوم، أوّلا بأوّل، إلى قاعة عمل للمجمع، حيث انتشرت طاولات الجلوس فيها مزيّنة بالمايكروفونات والسّماعات على كل مقعد، كما في البرلمان، كما وركّزت الكاميرات في كل زاوية لنقل وقائع الجلسات، هذا إلى جانب أجهزة الكمبيوترات، الّتي ما كانت متقدّمة مثل اليوم، لكنّها كانت تسهّل نسبة عمليات الإحصاء والإستفتاء.

عندما تنادي الكنيسة لعقد مجمع مسكوني فهذا يعني تمثيل واشتراك كليّ لمسؤوليّي قارّات العالم، بالفعل والقول والعمل، على جميع أجناسهم وألوانهم ولغاتهم – يوم الإفتتاح 11. .10 1962 كانت الكنيسة، ولأوّل مرّة في تاريخها، ممثّلة بأكبر عدد يشترك في مجمع كنسيّ سابق، حيث قدم ما يوازي ال 3400 أسقفا وكردينالا، منهم 2498 كمشاركين فعليا ولهم حقّ التصويت في قبول أو رفض كل قرار يصدر (من هؤلاء المشتركين فعليا كان بطريرك اللآتينيّة الأورشليميّة المتوفّى البرتو غوري وسكرتيره الأب بطرس ميدبيال). هذا وكان لكل مطران مرافق كسكرتير أو مستشار خاص. وأما الباقون من مئات المدعوّين والمراقبين لسير أعمال المجمع عن كثب، فكانوا من باقي الفئات المدعوّة، رجال دين وعلمانيّون على اختلاف طبقاتهم، للمشاركة الغير فعليّة. هذا ولآوّل مرّة كان للإعلام والصحافة، المحلّية والعالميّة، حضور لم يسبق له مثيل في نشر تقارير وأخبار المجمع، الّتي راحت تحتلّ صدارة الجرائد والصّحف اليوميّة.

يوحنا الثالث والعشرون كان قد أعلن أن المجمع سيكون مجمع حوار مع الدّيانات والثّقافات الأخرى، فلا هو مجمع محلّي ولا هو مجمع وطني وإنّما مسكوني (Universal) أي لجميع بقاع الدّنيا. وفي البداية افتكر الكثيرون أنّه سيكون دعوة عمل عامّة واحدة لا ثاني لها لمدة محدّدة من الوقت، يتباحث فيها جميع المشتركين المسؤولين عن الدّيانات لتشجيع الوحدة المسيحيّة فيما بينها. لكن هذا كان تفكيرا خاطئا، إذ دام انعقاد المجمع ثلاث سنوات كاملة ، قسّمت على 4 جلسات طويلة كانت تبدأ دائما في الخريف وتدوم حتى عيد الفصح حيث يرجع الأساقفة إلى كنائسهم وأبرشيّاتهم لإنهاء الأشغال المتبقّية عليهم هناك ثم يعودون إلى روما لمتابعة الجلسات ومناقشة المواضيع المتعلّقة بحياة الكنيسة ودورها في العالم اليوم.

عن أبونا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
زيارة البابا للبنان: وجهة نظر أرثوذكسية وسورية (2)

زيارة البابا للبنان: وجهة نظر أرثوذكسية وسورية (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع سيادة المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم، متروبوليت حلب لطائفة الروم الأرثوذكس. من الممكن مراجعة القسم الأول على هذا الرابط.

* * *

لم تكن زيارة البابا زيارة رسوليّة للبنان وحسب، بل كانت تهدف إلى حمل رسالة إلى الشرق بأسره. هل حملت شيئاً إلى سورية ؟

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم: بكلّ تأكيد زيارة البابا الأخيرة لم تكن للبنان فحسب، لأنّ سينودس الأساقفة كان للشرق الأوسط، ولم يكن للبنان الذي خصَّصه الطوباوي يوحنّا بولس الثاني بسينودس آخر إلتأم في 26/11/1995 في روما، ومازالت كلمات الإرشاد الرسولي الذي وجّهه قداسته إلى اللبنانيّين تتفاعل بحياتهم من خلال عبارة : رجاء جديد للبنان، وكانت كنائس الشرق الأوسط بصورةٍ خاصّة تنتظر الإرشاد الرّسولي لسينودس الأساقفة الذي عُقِدَ للشرق الأوسط في تشرين الأول/2010، وعندما أقول كنائس، أقصد كلّ الكنائس، أي ليس الكاثوليكيّة فحسب، وذلك لأنّ المشاركة كانت فعليّة وأثّرت مساهمات الكنائس الأرثوذكسية والإنجيليّة في السينودس.

هل حملت هذه الزيارة الرسوليّة شيئاً إلى سورية ؟ أقول نعم ! إنّ السوريّين كانوا مرتاحين لمداخلات قداسته، ومثل غيرهم في بلدان الشرق الأوسط كانوا ينتظرون التوقيع على الإرشاد الرّسولي، خاصّةً وأنّ رسالة قداسته كانت حول : الكنيسة في الشرق الأوسط؛ شركة وشهادة، واقتراحي إلى الكنائس في سورية، أن تعود مرّةً أخرى إلى إيجاد آليّة تنفيذ لبنود الإرشاد الرسولي الخاص بالكنيسة في الشرق الأوسط.

ما كانت ردّات فعل المسلمين في سورية على انفتاح البابا على الدّين الإسلامي، ودعوته إلى التعايش واحترام الآخر ؟

المطران غريغوريوس يوحنا ابراهيم: بشكل عام ارتاح الأخوة المسلمون في سورية، أولاً : لأنّ البابا تمكّن، رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وموضوع السّن إذ تجاوز عمره الـ /85/ سنة، أن يحقق هذه الزيارة التاريخية، لأنّ رحلةً من هذا النوع قد تُتعب البابا شخصياً، ولكنّه حقّق حلم كنائس الشرق الأوسط في المجيء إلى لبنان، لهذا ارتاح المسلمون لأنّ البابا زار لبنان، وأصبح قريباً منهم على بعد عشرات الكيلومترات، وخاطبهم كما خاطب كلّ بلدان الشرق الأوسط. ولاقت زيارته ردود فعل إيجابيّة عند الأخوة المسلمين خاصّةً عندما أعلن بأنّ السلاح هو الوقود للحرب ويجب أن يُمنع، وهذا الأمر يهم كلّ السوريّين مسيحيين ومسلمين لأنّهم يتطلّعون إلى اليوم الذي فيه تنتشر رايات السّلام والمحبّة والأخوة والتصافي والتلاقي بين كلّ المواطنين. ومداخلة البابا بشأن الأوضاع في سورية كانت بمثابة صرخة قوية وجهها إلى كلّ العالم، لتتوقّف الأطراف المتناحرة عن تدمير هذا الوطن الغالي. وأمر آخر مهم هو الدعوة إلى الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات، وهذا من المبادئ الأساسيّة للعيش معاً تحت سقف المواطنة، وقد أعلن بعض الأخوة المسلمين عن ارتياحهم للمداخلات التي أُلقيت في مناسباتٍ شتّى.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
رجل رجاء أحبّ مضطهديه وساجنيه (2)  مقابلة مع المسؤول عن قضيّة تطويب الكاردينال فان توان

رجل رجاء أحبّ مضطهديه وساجنيه (2) مقابلة مع المسؤول عن قضيّة تطويب الكاردينال فان توان

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة حول قضية تطويب الكاردينال الفيتنامي فان توان.

* * *

بعد انتقاله إلى روما، ما هي المساهمة الرئيسيّة للكاردينال فان توان للكنيسة الجامعة، مثلا بصفته رئيس إحدى مكاتب الفاتيكان؟

 والدري هيلغمان: في الحقيقة يبدو أن الله أراد منذ البدء تحضير الكاردينال فان توان على الدور في الكوريا الرومانيّة وعلى خدمة البابا والكنيسة الجامعة. لأنه ركّز عمله كأسقف شاب على دور العلمانيين في أبرشيته وعلى اندماجهم في المجتمع الفيتناميّ. وتكفي معرفة أنه خلال سنوات قليلة استطاع مضاعفة عدد الدعوات، دون الأمل بالحصول على كهنة: صنعت ذلك مركزاً على عمل العلمانيين في خدمة الكنيسة، والذين من الممكن أن يلبوا نداء المسيح.

عمل أيضاً في  المجلس الحبري للعلمانيين…

والدري هيلغمان:  لقد ناضل دوماً الكاردينال فان توان من أجل دور العلمانيين في بلاده، لأنه برر وجودهمكشهودللمسيح في السياسة، والحياة الإجتماعيّة، والعمل. ليس عبثاً كان من بين الأوائل المدعوين إلى المجلس الحبري للعلمانيين، عندما كان لا يزال قيد الإنشاء. وعلى الرغم من عيشه في النصف الآخر من العالم، ولذلك منذ البداية اخذ الكرسي الرسولي بعين الاعتبار قدرات هذا الرجل.

وتعاون فيما بعد مع "عدالة وسلام"…

والدري هيلغمان:  يمكن القول أنه منذ وصوله إلى روما تبدلت الأمور، لأن الدور في المجلس الحبري "عدالة وسلام" هو دور خدمة بغاية الدقّة في سياق مماثل، لأنه يهتمّ بالإقتصاد، العدالة، الجوع في العالم، السلام، التضامن وأشياء مماثلة، شاملاً العقيدة الإجتماعيّة في الكنيسةعامةً. أمّا أسقف قادم من مجتمع فقير جداً، كالفيتنام، وبالأخص تم العفو عنه، يعني أنه عاش شخصيّاً الظلم في العالم فقط لأنه مسيحيّ. لا شكّ أن المسيح قد حضره جيداً للعمل في هذه الوزارة في روما.

هل يمكنك التحدث عن قضيّة التطويب؟

والدري هيلغمان:  أن هذه القضيّة دقيقة جداً. ونحن محظوظون بأنها تتم في المحكمة النيابيّة في روما، لأنها محكمة ذات خبرات كثيرة. إنها قضيّة كبيرة، متعلقة بشخص سافر كثيراً، وتتضمن مؤمنين ومهاجرين يعيشون في جميع أنحاء القارات. إذاً العمل عليها ضخم جدّاً. وبالتأكيد منذ بدء العمل في أكتوبر 2010 وحتى اليوم، خطونا خطوة عملاق، واستمعنا إلى حوالي الـ 130 شاهد، من كرادلة، أساقفة، كهنة، رهبان، راهبات وعلمانيين، جميع وقائع الكنيسة. وقد انتقلت المحكمة، حتى أنها وصلت بالزيارة إلى أستراليا، حيث استجوبنا العديد من الشهود، والولايات المتحدة الأمريكيّة، حيث استجوبنا الأغلبيّة الساحقة من المهاجرين. وفي ألمانيا، حيث تجمّع المؤمنون من هولاندا وبلجيكا، وزرنا أيضاً فرنسا. ولذلك نحن في مرحلة متقدّمة جدّاً.

هل هناك أخبار عن أعاجيب مفترضة؟

والدري هيلغمان:  هناك العديد من الأعاجيب. أنا كمسؤول، مع المجلس الحبري عدالة وسلام الذي يرعى هذه القضيّة، أدرس مع نخبة من الخبراء –أطبّاء في هذا المجال-  ما هي الطريق المثاليّة لبدء بحث حول العجائبالتي قد يحملها الكاردينال فان توان في مسيرته نحو التقديس.

ما هي الرسالة التي تريد توجيهها إلى "المتعبّدين" للكاردينال فان توان، والذين يرغبون برؤيته قريباً على المذابح؟

  والدري هيلغمان:  بمؤلفاته وكتبه، هناك عبارة يرددها، والتي تظهر أيضاً بالشهادات المقدمة أمام المحكمة، وهي: الرجاء، لا تفقدوا الرجاء بالله. فرانسوا-زافي نغوين فان توان سيصبح "قديس الرجاء".

*** نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
أين أرشيف “تلفزيون لبنان” القديم من التفريط والإهمال الإداري [2]

أين أرشيف “تلفزيون لبنان” القديم من التفريط والإهمال الإداري [2]

يروى أن صادق الصباح، صاحب شركة إنتاج، سدد 500 الف دولار لقاء شراء كمية من الأرشيف مثل سهرات فنية منوعة بالأبيض والأسود ومسرحيات فيروز والأخوين رحباني "لولو"،

"بترا" و"ميس الريم"، و"سهرية" وغيرها لزياد الرحباني ولم يتسلمها بعد. وفي 2/11/2010، طلبت شركة الصباح أعمالاً للفنانة صباح بذريعة  مشاهدة لقطات محددة من اجل إعداد مسلسل "الشحرورة" الذي يروي قصة حياة الأسطورة صباح وعرضته شاشة "المسستقبل"، وإذا بمجلس الإدارة يلبي الطلب مزوِّداً الشركة مسرحيتين لصباح ووسيم طبارة، هما "ست الكل و"حلوة كتير"، إلى مسرحيات: "دواليب الهوا"، "فنون جنون"، "المواسم"، "العواصف"، "القلعة"، ومقطع من مسرحية "شهر العسل"، إلى حفلة تكريم صباح في الأونيسكو، ومقابلة معها لدى تكريمها في القاهرة، ومتفرقات من مقاطع أم كلثوم، وعبد الوهاب، ووديع الصافي وغيرهم.
هل دخل بدل تأجير تلك المواد في مالية المحطة؟
يروى أن شركة الصباح حصلت أيضاً على أشرطة أصلية غير منسوخة لكثرة الطلب وندرة الأجهزة التي تنسخ الأشرطة، ألا يخشى الوزير أن تستخدمها الشركة في إنتاج أفلامها لكونها تملك أيضاً شركة أفلام؟  
"لا أستبعد هذا الأمر"، يقول بغضب، "لأن رئيس مجلس الإدارة وآخرين ربما متورطون في مثل هذه المسائل وسأحقق في هذه المعلومات قريباً".
ووفق معلومات "النهار"، عقد اجتماع في 2008/4/9 بين إدارة "الجديد" ورئيس مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" بحث فيه مسألة تسديد دين "تلفزيون لبنان" لمصلحة "الجديد" والبالغ 65 الف دولار، وأبدت إدارة "الجديد" رغبتها في شراء حق بث برامج وفق مسلسلات يختارها "الجديد" بدءاً بـ 13 مسلسلاً. غير أن جزءاً كبيراً من الأرشيف أصبح متوافراً في أرشيف "الجديد"، مثل "شارع الكسليك"، "حول غرفتي"، "آلو حياتي"، "الرغيف"، "إضحك مع اسماعيل"، "ياسمين"، "البخلاء"، "صح النوم"، "حمام الهنا"، "أربع مجانين وبس" وغيرها.
ما صحة هذه المعلومات؟
"سمعتُ عن دين يجب أن يسترد لـ"الجديد"، وصراحة لا أملك تفاصيل دقيقة عن الملف، خصوصاً أن مسائل كثيرة كانت محصورة بين رئيس مجلس الإدارة والمدير المالي وتمر من دون علم مدير البرامج في التلفزيون".
يِأسف الداعوق لسوء الإدارة الذي مارسه مجلس إدارة المؤسسة بعيداً من المهنية والأصول. ويؤكد انه لن يمل خوض معركته: "واجبي المهني والأخلاقي أن أحافظ  على أرشيف – إرث لشعبي وبلدي. وسأبذل كلّ جهدي لإنقاذه مهما تكن التحديات"…
 
نيكول طعمه / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الخطوط العريضة لسينودس الشرق الاوسط: شركة وشهادة  [2]

الخطوط العريضة لسينودس الشرق الاوسط: شركة وشهادة [2]

الارشاد الرسولي الذي يوقعه البابا بينيديكتوس السادس عشر خلال زيارته لبنان في بازيليك القديس بولس في حريصا، يتضمن نتائج المناقشات والتوصيات الصادرة عن السينودس الخاص بالشرق الاوسط

  الذي عقد في حاضرة الفاتيكان. وقد انطلق من الخطوط العريضة التي كانت ثمرة تفكير عميق شاركت فيه الكنيسة على مختلف مستوياتها. وكان عنوان السينودس الخاص بالشرق الاوسط في تشرين الاول 2010: الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الاوسط شركة وشهادة. وتنشر "النهار" على يومين الخطوط العريضة لهذا السينودس أي منطلقات التفكير. هنا الجزءالثاني:
ثالثاً: الشهادة المسيحية (46 – 86)
46- إن الإيمان المُعاش يحمل ثماراً وفيرة. والإيمان بدون أعمال إيمان ميت ( راجع يعقوب 2/17).كنائسنا نشيطة: فهناك العديد من المشروعات، والكثير من أنشطة الشباب، والوفير من المؤسسات التربوية والخيرية، وغيرها. وأحيانا تكون هذه الخدمات فعّالة على المستوى المهني،  ولكنها قد لا تكون دائما شهادة للمحبة المتجرّدة، التي تدعو إلى إدراك ينبوعها الإنجيلى.
 

أ – الشهادة للإنجيل في الكنيسة ذاتها: التعليم المسيحي والأعمال

47- تتمّ البشارة الاعتيادية بالإنجيل فى العظات عند الاحتفال بالقداس الإلهي، أو بمنح الأسرار المقدسة. وكذلك فى التعليم المسيحي في المدارس والرعايا، أو فى "مدارس الأحد" للتلاميذ الذين يتلقون تعليمهم بالمدارس الحكومية والتي لا توجد فيها دروس للتعليم المسيحي. ويجب الحرص على أن ينال معلّمو التعليم المسيحى تكوينا جيدا، وأن يكونوا مثالا حيا للشباب. فمن الملاحَظ أكثر فأكثر أن الكهنة الرعاة لا يعطون التعليم المسيحي بأنفسهم. كما تتمّ البشارة أيضاً عن طريق المجلات، والكتب، والانترنت. وتوجد أيضا فى كل مكان معاهد للتربية الكتابية واللاهوتية الموجودة حالياً في كل مكان. ولا ننسى الجامعات الكاثوليكية والمراكز الدُولية الموجودة فى أورشليم وفى أماكن أخرى.  
48- في بلاد مشرقنا، أكثر مما في سائر بلاد العالم، يلزم أن يحتل الكتاب المقدس المكانة الرئيسية. ومن المهم حفظ فقرات كثيرة منه عن ظهر قلب. ومن المهم أيضا معرفة التراث الكنسى الخاص. كذلك من المهم أن نعرف الذين يشاركوننا العيش والحياة، إخوتنا المسلمين واليهود، بعيداً من أي أحكام سلبية مسبَّقة. كما يلزم أن  نعرف الاعتراضات الموجَّهة إلى المسيحية، حتى نكون قادرين على تقديم الإيمان المسيحي بصورة أفضل.
49- ومن الضروري أن يتمّ توضيح وجهة النظر المسيحية، في مختلف المواضيع التي تشغل المجتمع والرأي العام، بصورة قويّة وذكيّة. ويجب تكوين الشباب والمؤمنين على العمل المشترك كفريق، وعلى التضامن مع الأكثر فقراً واحتياجاً، وعلى الحب الصادق نحو الجميع، مسيحيين كانوا أو غير مسيحيين. وكذلك تكوينهم على العمل من أجل الخير العام للمجتمع كله.
50- كذلك فإن وسائل الإعلام الحديثة وسائل فعّالة للغاية في الشهادة للإنجيل: الانترنت (للشباب خاصة)، والراديو والتلفزيون. إنما مازالت هذه الوسائل قليلة الاستعمال جدا لدينا. وهنا نشير إلى وسيلتين إعلاميتين كاثوليكيتين في لبنان: "صوت المحبة" و"نورسات"، اللتين يصل إشعاعهما إلى الشرق الأوسط  كله، بل إلى كل أنحاء العالم. إنهما تستحقان دعما أكبر، وكذلك كل مراكز الإعلام الكاثوليكية في بلادنا المختلفة.
51- وحيث أننا نعيش في مجتمعات تتكاثر فيها الصراعات من كل نوع، فيلزم على التعليم المسيحي أن يهيّىء الشباب على مواجهتها، وهم أقوياء بفضل إيمانهم ونور وصية المحبة. ماذا تعنى محبة الأعداء؟ كيف نعيشها؟ كيف نغلب الشر بالخير؟ يجب التشديد على المشاركة الفعّالة في الحياة العامة كمسيحيين، بنور وقوة ووداعة إيماننا. ونظرا للانقسامات العديدة المؤسّسة على الديانة، والتحزّب الأُسرى أو السياسى، يجب تكوين الشباب على تجاوز هذه الحواجز والعداوات الداخلية، وأن يروا وجه الله في كل شخص بشرى، ليتعاونوا معاً، ويبنوا مدينة مشتركة تتقبّل الجميع. يجب أن يركّز تعليمنا المسيحي على هذه العناصر، وبالأخص فى مدارسنا الكاثوليكية، التي تُعِدّ الشباب لبناء مستقبل، مبني لا على الصراع وعدم الاستقرار، بل على التعاون والسلام.
52- ومن جهة أخرى، يظهر عمل الكنيسة في العدد الكبير من الأعمال الاجتماعية: المستوصفات، والمستشفيات، وبيوت للأيتام، والمسنين، والمعاقين، وغيرهم. وهنا أيضا يقوم العلمانيون بدور محوري أساسى، لا ثانوى. والخطر الموجود هنا أو هناك، هو أن تتحول هذه الأعمال الاجتماعية منافسة طائفية. لذلك لا بد من التنسيق بين الكنائس، لتلافي التكرار غير الضرورى في بعض المجالات، وترك مجالات أخرى فارغة.
 

ب – الشهادة المشتركة مع الكنائس والجماعات المسيحية الأخرى

53- إن روابط الشركة الحقيقية، وإن لم تكن كاملة، بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس والجماعات المسيحية الأخرى، تتأسس على الإيمان المشترك بالمسيح المصلوب والممجَّد، وكذلك على سر المعمودية. (راجع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، مرسوم فى الوحدة، 3 و22). وعادةً ما تكون العلاقات جيّدة وتتّسم بالصداقة. وهى من نوعين:
– على المستوى الفردي أو بين الكنائس، أو بين الأساقفة، وبين الكهنة أو المؤمنين العلمانيين، كعلامة صداقة أو تعاون.
– على المستوى الجماعي، عندما يلتقى أساقفة المدينة الواحدة بطريقة منتظمة، لدراسة المسائل الرعوية، والاجتماعية، أو السياسية.
54- وعلى مستوى الرعايا، بين الرعاة، عادة ما تكون العلاقات علاقات صداقة. وأحيانا تتّصف بالتافس أو النقد. فعلى مستوى الكنائس هناك صعوبتان نشير إليهما:
– واحدة ذات طابع رعوي: تتطلّب بعض الكنائس أو الجماعات الكنسيّة غير الكاثوليكية، في حالة الزواج المختلط، إعادة معمودية الطرف الكاثوليكي.  وتأتى صعوبة أخرى رعوية من جانب بعض الشيع "الإنجيلية" التي تمارس " الاختطاف "، فتزيد الانقسام بين  المسيحيين .
 – أما الصعوبة الثانية فهى ذات طابع تاريخي، وتوجد في الأرض المقدّسة، حيث يخضع نظام الأماكن المقدّسة لقانون "الوضع الراهن". وأحيانا تكون العلاقات صعبة في اكبر مزارين مسيحيين: كنيسة القبر المقدس وكنيسة الميلاد. ففي هذين المزارين المقدسين، ينظّم قانون "الوضع الراهن" العلاقات بين الطوائف الثلاث التي تمتلك المكان: اللاتين( ويمثّلهم الآباء الفرنسيسكان حرّاس الأراضي المقدسة)، والأرمن واليونانيون. فأحيانا تحدث خلافات أو شكوك، تضخمها وسائل الإعلام، بما يعود على الكنيسة بضرر كبير).
55- ويتمّ الحوار المسكونى في إطار مجلس كنائس الشرق الأوسط، (لجنة "الإيمان والوحدة")، الذي يجمع كل الكنائس في أربع عائلات: العائلة اليونانية الأرثوذكسية، والعائلة الأرثوذكسية الشرقية (الكنائس القبطية، والسريانية، والأرمنية)، والعائلة الكاثوليكية التي تضم الكنائس البطريركية الست والكنيسة اللاتينية، والعائلة البروتستانتية (الأنجليكان- اللوثريون – المشيخيون، وطوائف أخرى). ويمثّل هذا المجلس عملياً كل مسيحيي العالم العربي. وهو بلجانه المختلفة (الإيمان والوحدة، المؤسسات اللاهوتية والاكليريكيات، العدالة والسلام، الشباب، وغيرها) يقوم بعمل مسكوني، يحمل إلى الكنائس نسمة جديدة، وقدرة على التعامل مع الآخر باحترام.
56- علاوة على ذلك، يواصل الكرسي الرسولي الحوار اللاهوتي الخصب والمثمر، مع الكنائس الأرثوذكسية مجتمعة، وحوارا منفصلا مع عائلة الكائس الأرثوذكسية الشرقية كلها، تشترك فيه الكنائس الكاثوليكية الشرقية اشتراكا فعالاً. كما أن "مؤسسّة من أجل الشرق" في فيينا بالنمسا، تجمع من وقت لآخر كنائس المنطقة الكاثوليكية والأرثوذكسية، فى لقائات فكر لاهوتى ومسكونى.
57- وتستقبل المدارس الكاثوليكية جميع المسيحيين. وإذا وافق الوالدون، يمكن للطلبة الأرثوذكس أن يشتركوا في سر المصالحة وسر الإفخاريستيا. ويلزم استبعاد كل نوع من أنواع الخطف. فالتلاميذ الأرثوذكس مدعوون إلى معرفة كنيستهم والأمانة لها. وتوجد مشروعات اجتماعية مشتركة عديدة، يبادر بها ويديرها العلمانيون أنفسهم.
58- وتوجد مشروعات رعوية مشتركة، تتمّ دراستها في مجلس البطاركة الكاثوليك، المجتمعين مع البطاركة الأرثوذكس، فى لبنان وسوريا. وتتناول أربع نقاط: الزواج المختلط بين مختلف  المذاهب المسيحية، والمناولة الاحتفالية الأولى، ومنهج مشترك للتعليم المسيحي، وتاريخ مشترك لعيدي الميلاد والقيامة. وتمت اتفاقات حول النقاط الثلاث الأولى. فالتعليم المسيحى المشترك قد وصل إلى  كتاب مرحلة الصف السادس الابتدائي. أما مسالة توحيد عيدي الميلاد والقيامة، التي يتناولها مجلس كنائس الشرق الأوسط، فتلاقى صعوبات لا يمكن التغلب عليها (من القوانين، والتقاليد وغيرها). علما بأن رغبة المؤمنين الكبرى، فى كل بلاد الشرق الأوسط، هى أن يأتى اليوم الذى يحتفلون  فيه معا بهذين العيدين.
59- وعلى المستوى الأكاديمي، يوجد تعاون بين الجامعات، وكليات أو معاهد اللاهوت. فدراسة التراث المسيحى، العربي والسرياني، تثير اهتماما حقيقيا لدى المؤسسات الأكاديمية والسلطات الكنسية. وهذا المجال واعد جدا، ويمكن أن يكون مصدرا للغِنى الروحى:  فالعودة إلى التقليد المشترك يمكن أن تكون وسيلة ممتازة للتقارب اللاهوتي. بالإضافة إلى ذلك، فالتراث العربي المسيحي، متى تم تثمينه أكاديمياً، يساعد على إقامة حوار ثقافي وديني حقيقى بين المسيحيين أنفسهم، ومع المسلمين أيضاً.
60- وهناك مجال آخر يستحق التعاون المنتظم بين الكاثوليك والأرثوذكس، وهو مجال الطقوس الكنسية. إننا نتمنّى أن يكون هناك مجهود لتجديدها، تنطلق جذوره من التقليد الكنسي، ويأخذ في الحسبان الحساسيات العصرية، والحاجات الروحية والرعوية الحالية. وبقدر المستطاع يلزم القيام بهذا العمل معاً.
 

ج –  العلاقة الخاصة
مع الديانة اليهودية

61- نظرا لحالة الصراع السياسى بين الفلسطينيين والعالم العربى من جهة، وبين دولة إسرائيل من جهة أخرى، فالحوار بين كنائس الشرق الأوسط وإسرائيل محدود جداً. وتقتصر العلاقة مع اليهودية على كنائس أورشليم (5 كنائس أرثوذكسية، و6 كنائس كاثوليكية، وكنيستين بروتستانتية). ففي فلسطين وإسرائيل توجد مؤسسات عديدة للحوار المسيحي – اليهودي. كما توجد مبادرات للحوار بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. وأهمها ما يقوم  به: "مجلس المؤسسات الدينية فى الأرض المقدّسة"، الذى تأسس العام 2001 (ويضم الحاخام الأكبر، والقاضي الأعظم، ووزير الأوقاف، والبطاركة الثلاثة عشر أو رؤساء كنائس أورشليم). ويتمّ الحوار الأكثر أهمية على مستوى الكرسي الرسولي مع حاخام  إسرائيل الأكبر، ويشترك فيه أيضاً ممثلون عن الكنائس المحلية).
62- وقد وأشار مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك صريحاً إلى العلاقة مع اليهودية، منذ رسالته الرعوية الثانية (1992). وفي الرسالة العاشرة والأخيرة (2009) يقول: "إن هذه العلاقات مسألة  تخص المسيحيين العرب، وكذلك كل العالم العربي. لذا يجب اعتبارها على ثلاثة مستويات: المستوى الإنساني، والديني، والسياسي.
فعلى المستوى الإنساني، كل شخص بشرى هو خليقة الله.  فعلى مستوى هذا اللقاء، يرى كل واحد منا وجه الله في الآخر، فيعترف بكرامته ويحترمه، أياً كانت ديانته أو قوميته.
وعلى المستوى الديني، فالديانات مدعوة إلى الالتقاء والحوار، وإلى أن تكون عاملا للتقارب بين الناس، لاسيما في أزمنة الحرب والأزمات (…). إن دور الرئيس الدينى، في كل ديانة، دور صعب، بالأخص في حالة تواصل العداوة بين طرفين(…) . إن مجتمعاتنا في حاجة إلى رؤساء دينيين مخلصين، يكونون خدّاما لشعوبهم وللإنسانية، يرون أن جوهر الديانة، في كل الظروف، يقوم في عبادة الله واحترام كل خلائقه.
63- وعلى المستوى السياسي، فإن هذه العلاقة مازالت مدموغة بحالة عداوة بين  الفلسطينيين والعالم العربي من جانب، وبين الإسرائيليين من الجانب الآخر (تزيدها المفاهيم الدينية خطورة). وسبب هذه العداوة هو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي اللبنانية والسورية." (11) (مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك،  الرسالة العاشرة (2009)، 27). وعلى هذا المستوى، يرجع إلى الرؤساء السياسيين المعنيّين، بمساعدة الأسرة الدُولية، أن تأخذ القرارات اللازمة، التى تتّفق مع قرارات الأمم المتحدة.
64- وهذا ما أكّده بوضوح قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، عند زيارته الرسولية للأراضي المقدسة، في حفلي استقباله. ففى ببيت لحم، في 13/5/2009، قال: "سيادة الرئيس، إن الكرسي الرسولي يدعم حقّ شعبكم في وطن فلسطيني، ذى سيادة على أرض أجداده، وطن آمن وفي سلام مع  جيرانه، داخل حدود ُمعترَف بها على المستوى الدُولى (البابا بندكتوس السادس عشر، الزيارة الرسولية للأراضى المقدسة، حفل الترحيب في بيت لحم، 13/5/2009: جريدة الأوسّيرفاتورى رومانو، الإصدار الأسبوعى الفرنسى، عدد 3083، 29/5/2009)، ص 13). وفي خطابه في مطار بن غوريون بتل أبيب، في 11/5/2009،  تمنىّ قداسته أن "يستطيع الشعبان أن يعيشا في سلام، كل منهما في وطنه، بحدود آمنة ومُعترف بها دُوليا" (البابا بندكتوس السادس عشر ، الزيارة الرسولية للأراضي المقدسة، خطاب في مطار بن جوريون بتل أبيب، 11 /5/2009: جريدة الأوسّيرفاتورى رومانو، الإصدار الأسبوعى الفرنسى، عدد 3083، 29/5/2009، ص 4).
65- علينا كمسيحيين أن ندعم كل وسيلة سِلميّة يمكن أن تقود إلى سلام عادل. ومن رسالتنا كذلك أن نذكّر دوما بالفارق بين المستويين الديني و السياسي. وكما ذكر قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: "لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون صفح" (البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للسلام، 2002). يجب أن نتعلّم أن نغفر، دون أن نقبل أبداً الظلم.
66- إن العمل على خلق مجموعات صداقة وتفكير، من أجل السلام بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، هو واجب جوهري ومسيحي مهم للغاية. فكما هدم المسيح الحائط الذي كان يفصل بين اليهود واليونانيين، آخذا الشر على ذاته، فى جسده (راجع أفسس 2/13-14)،كذلك يتوجب علينا أن نهدم حائط الخوف، وعدم الثقة، والكراهية ، وذلك بصداقتنا بين  اليهود و المسلمين، والفلسطينيين والإسرائيليين.
67- أما على المستوى اللاهوتي، فحسب تعليم مرسوم مجمع الفاتيكان الثانى فى الحوار الدينى، رقم 4، يجب أن نشرح لمؤمنينا الرباط الديني بين الديانتين اليهودية والمسيحية، والقائم على الرباط بين العهدين القديم والجديد، حتى نتفادى أن تشوّه الإيديولوجيات السياسية هذه العلاقة. فالتمييز الواضح بين المستويين السياسي واللاهوتي أمر جوهرى: لا نستخدم الكتاب المقدس لأغراض سياسية، ولا السياسة لأغراض لاهوتية .
 

د – العلاقة مع المسلمين

68- يجب فهم العلاقة بين المسيحيين والمسلمين انطلاقا من مبدأين: فمن جهة، بصفتنا مواطنين في بلد واحد ووطن واحد، نشترك في نفس اللغة ونفس الثقافة، كما في نفس أفراح وأحزان بلادنا. ومن جهة أخرى، نحن مسيحيون فى مجتماعتنا ومن أجل مجتمعاتنا، شهود للمسيح والإنجيل. وأحيانا أو  كثيرا ما تكون العلاقات صعبة، بالأخصّ لأن المسلمين يخلطون غالبا بين الدين والسياسة، مما يضع المسيحيين في موقف حساس وكأنهم ليسوا بمواطنين.
69- في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، فى 28/10/1965، أعلنت الكنيسة للعالم أجمع موقفها من الإسلام: "تنظر الكنيسة أيضاً بتقدير إلى المسلمين، الذين يعبدون الله الأحد، الحي القيوم ، الرحمن والكلّي القدرة، خالق السماء والأرض،والذي تكلم إلى البشر." (15) (المجمع الفاتيكاني الثانى، 28/10/1965، المرسوم فى العلاقة بين الأديان، 3) .
70- علينا إذن أن نعمل، بروح المحبة والإخلاص، من أجل تثبيت المساواة الكاملة بين المواطنين على كل المستويات: السياسية، والاقتصادية،  والاجتماعية، والثقافية، والدينية، وذلك طبقا لأغلب دساتير بلادنا. بهذا الاخلاص للوطن، وبهذه الروح المسيحية، نواجه الواقع المعاش، الذى قد يحمل صعابا يومية، بل أيضا بيانات وتهديدات من جانب بعض الحركات. إننا نعاين تصاعد الأصولية في بلاد  كثيرة، كما نعاين أيضا استعداد عدد كبير من المسلمين لمقاومة هذا التطرف الديني المتنامي.
71- بسبب هذا الوضع العام، ليست العلاقات بين المسيحيين والمسلمين دائما سهلة. ومن المؤكد أنه يجب عمل كل ما يمكن أن يُسهم في تنقية وتهدئة الأوضاع، أيّاً كانت الصعوبات. وتنطلق المبادرة في أكثر الأحيان من المسيحيين: يجب أن تكون متواصلة وثابتة. وهذه العلاقات (التي يمكن أن تتطوّر إلى حوار)، تساير جيدا التعاون الصادق، على مستوى أفراد وجماعات الديانتين. ومراكز الحوار بين المسيحيين والمسلمين، حيث توجد، هي مفيدة جدا، لاسيما في وقت الأزمات. وللمجلس البابوي للحوار الدينى دور هام، بوصفه مؤسسة رسمية للكرسي الرسولي.
72- تقوم مدارسنا ومؤسساتنا بدور هام في تعميق هذه العلاقات. فهي مفتوحة للجميع، مسلمين ومسيحيين، وتمثّل فرصة للتعارف المتبادل الأفضل، ولاستبعاد بعض الأحكام المسبَّقة، ولاكتساب أفكار أكثر  دقّة عمّن هو المسيحى وما هى المسيحية. كذلك فإن التربية على حقوق الإنسان وعلى حرية الضمير تشكّل هى جزءاً من التكوين الديتي و الإنساني العام: وهى حيوية بالنسبة إلى مجتمعاتنا ويجب تنميتها.
73- إن التعارف المتبادل هو أساس كل حوار. لذلك فإن تقديم الإنجيل والمسيح بطريقة مُبَسٍّطة، باللغة المحلية، يعتمد أساسيا على العهد الجديد، وقريب إلى عقلية  أبناء مجتماعتنا، هو أمر واجب ومُلحّ، يلزم القيام به مع باقي المسيحيين في المنطقة. فهو سيعود بالفائدة على المسيحيين كما على المسلمين، على مستوى الحوار أو على مستوى الحياة اليومية.
74- يوجد الآن العديد من القنوات التليفزيونية المسيحية والإسلامية، باللغة العربية أو بلغات أخرى، تسمح لمن يريد التعرف على الآخَر. ومن المُحبَّذ أن يتمّ هنا تعاون بين جميع الكنائس. ومن الضرورى المحافظة عل الموضوعية في تقديم المعلومات، واحترام الآخر فى الحوار، حتى يمكن أن تتحقّق حقا المشاركة فى نعمة الإنجيل. 

هـ – مساهمة المسيحيين في المجتمع
1- تحدّيان يواجهان بلادنا

75- إن التحدّيات القائمة اليوم فى مجتمعاتنا تواجه الجميع: المسيحيين واليهود والمسلمين في نفس الوقت . ففى مواجهة الصراعات والتدخّلات العسكرية، تشغل تحدّيات السلام والعنف مكانا كبيرا. فالكلام عن السلام والعمل لأجله، بينما الحرب والعنف مفروضان فى الواقع علينا، هو رهان مستحيل. إن حل الصراعات هو بين يدي البلد القوي، الذى يحتل البلد الآخر أو يفرض عليه الحرب. والعنف هو بين يدي القوي، كما أنه بين يدي الضعيف، الذى يستطيع هو أيضاً اللجوء إلى العنف بما يتوافر لديه لكى يتحرر.  يعيش العديد من بلادنا (فلسطين، والعراق) في حالة حرب، وكل المنطقة تتعذّب مباشرةً من ذلك، منذ أجيال. ويستغل الإرهاب العالمى الأكثر حِدّة هذا الوضع.
76- في أغلب الأحيان توحّد بلادُنا الغربَ مع المسيحية. فإن كان تراث الغرب (أوربا وأمريكا) هو فى الحقيقة مسيحيا، وإن كانت جذوره مسيحية، إلا أنه من المؤكَّد أن نظام وحكومات هذه البلاد هى اليوم علمانية، بل وبعيدة عن استلهام المبادئ المسيحية في سياساتها.  وهذا الخلط، الذى يرجع إلى أن العالم الإسلامى لا يميّز بسهولة بين ما هو سياسى وما هو  دينى، يتسبب فى أذى شديد لكنائس المنطقة. وبالفعل، فالاختيارات السياسية للدول الغربية، تُحسَب على الإيمان المسيحى. لذلك من الضرورى شرح معنى العلمانية، وتذكير بلادنا بأنه لا توجد "رابطة للدول المسيحية" على مثال "منظمة المؤتمر الإسلامى".
77- إن مساهمة المسيحيين في هذه الظروف، تقوم فى تقديم القِيَم الإنجيلية والعيش بموجبها. وكذلك أيضاً فى إعلان كلمة الحق في وجه الأقوياء، الذين يطغون، أو يتبعون سياسات تضر مصالح البلد، وفي وجه مَن يردّون على القمع بالعنف. إن التربية على السلام هي الأكثر واقعية، حتى ولو رفضتها الأغلبية. بل إن فرص قبولها هى الأكبر، حيث أن عنف كل من الأقوياء والضعفاء لم يؤدِّ إلا إلى الفشل، وإلى طرق مسدودة في منطقة الشرق الأوسط. إن مساهمتنا، التي تتطلب الكثير من الشجاعة، هى أمر حتمي.
78- تبدو الحداثة كواقع مُلتبَس. فمن جهة لها وجه جذّاب، يعِد بالرفاهية والرخاء فى الحياة المادية، وحتى بالتحرر من التقاليد الثقافية أو الروحية الطاغية. والحداثة هي أيضاً الصراع من أجل العدالة، والدفاع عن حقوق الأكثر ضعفاً، والمساواة بين جميع البشر، رجالاً ونساءً، مؤمنين وغير مؤمنين، وغير ذلك. وباختصار هى أيضاً الإسهام فى كل حقوق الإنسان، التي تمثّّل التقدم الهائل للإنسانية. ومن جهة أخرى، بالنسبة إلى المسلم المؤمن، تظهر الحداثة بوجه مُلحد وغير أخلاقي. أنه يعيشها كغزو ثقافي يهدّده، ويخرّب نظام القِيَم الخاص به. وهو لا يعرف كيف يواجهها: البعض يصارعون ضدها بكل قواهم. فالحداثة تجذب وتطرد في نفس الوقت. ودورنا في المدارس كما فى وسائل الإعلام، هو تكوين أشخاص قادرين على التمييز بين الإيجابى والسلبي، للتمسّك فقط بالأفضل.
79- الحداثة هي أيضاً مخاطرة بالنسبة إلى المسيحيين. فمجتمعاتنا هي أيضاً مهدَّدة بتغييب الله، وبالالحاد والمادية، وأكثر من ذلك بالنِسبية واللامبالاة. يجب أن نذكّر بمكان الله في الحياة المدنية كما فى الحياة الشخصية، وأن نصير أكثر فأكثر رجال صلاة، وشهودا للروح، الذى يبنى ويوحّد. إن مخاطر كهذه، شأنها شأن التطرف، يمكن بسهولة أن تهدم أسرنا، ومجتمعاتنا، وكنائسنا. ومن هذا المنطلق، علينا أن نقوم كلنا بمسيرة مشتركة، المسيحيون والمسلمون.
2- المسيحيون في خدمة المجتمع فى بلادهم
80- نحن ننتمي إلى الشرق الأوسط ونتضامن معه. فنحن عنصر أساسي فيه. وكمواطنين، نحن نشترك في جميع المسؤوليات من أجل البناء والتقويم. وعلاوة على ذلك، فنحن كمسيحيين، يمثّل هذا الأمر التزاماً علينا. ومن هنا ينبع واجبنا من منطلقين للمشاركة في محاربة مساوئ مجتمعنا، إن كانت سياسية، أو قانونية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو أخلاقية. وذلك لنساهم في إقامة مجتمع أكثر عدالة وتضامناً وإنسانية.
81- وبقيامنا بهذا الدور، نقتفي آثار مَن سبقنا من أجيال المسيحيين: فقد كان إسهامهم عظيما فى مجتمعاتهم: على مستوى التربية، والثقافة، والأعمال الاجتماعية، وذلك  منذ أجيال عديدة. لقد لعبوا دورا أساسيا في الحياة الثقافية، والاقتصادية، والسياسية فى بلادهم. فقد كانوا روّاد نهضة الأمة العربية.
82- واليوم فإن حضورهم في المجال السياسي محدود أكثر، باستثناء لبنان، لاسيما لقلة عددهم. ولكن دورهم مُعترَف به في المجتمع. فبفضل العديد من المؤسسات الكنسية والجمعيات الرهبانية، الكنيسة حاضرة في المجتمع، ويحظى حضورها عادةً ما بالتقدير. ويا حبذا لو ازداد التزام المؤمنين العلمانيين في المجتمع.
 3- العلاقة بين الدولة والكنيسة
83- لا توجد علمانية فى الإسلام، باستثناء تركيا. فالإسلام هو عادةً ديانة الدولة. والمصدر الرئيسي للتشريع هو الإسلام، الذى يستند إلى الشريعة. وبالنسبة إلى الأحوال الشخصية (الأسرة والمواريث فى بعض البلاد)، توجد شرائع خاصة بالطوائف المسيحية، تعترف الدولة بمحاكمها الكنسية وتطبّق أحكامها. وتؤكّد كل الدساتير المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون والدولة. كما أن التعليم الديني إلزامي في المدارس الخاصة والحكومية، وإن كان غير متوافر دائما للمسيحيين.
84- أن بعض البلاد هي دول إسلامية، وفيها يتمّ تطبيق الشريعة، ليس فقط على مستوى الحياة الخاصة، وإنما أيضا في الحياة الاجتماعية، حتى على غير المسلمين. وهذا الوضع هو  تفرقة عنصرية، وبالتالى مناهض لحقوق الإنسان. أما في ما يتعلق بالحرية الدينية وبحرية الضمير، فهما مجهولتان فى العقلية الإسلامية. فهى تسمح بحرية العبادة، وليس بحرية البشارة بدين آخر غير الإسلام، واقل أيضا بحرية التخلي عن الإسلام. ومع تنامي الأصولية الإسلامية، تتزايد الحوادث ضد المسيحيين فى كل مكان تقريبا.

و – خاتمة: مساهمة المسيحيين الفريدة
والتى لا غِنى عنها
85- يقع على المسيحي دور خاص ولا غنى عنه فى المجتمع الذى يعيش فيه، ليُغنيه بقيم الإنجيل. إنه الشاهد للمسيح وللقِيَم الجديدة التي حملها للإنسانية. لذلك فعلى تربيتنا المسيحية أن تكوّن، فى الآن نفسه، الأشخاص كمؤمنين وكمواطنين يعملون في قطاعات المجتمع المختلفة. أما الالتزام السياسي الخالى من قِيَم الإنجيل فهو شهادة مضادة، ويصنع شرا أكبر من الخير. وفى نقاط كثيرة، هذه ليقِيَم، وبالأخص حقوق الإنسان، تواكب نفس القيم الموجودة لدى المسلم. فمن المفيد العمل معا على تنميتها.
86- توجد في الشرق الأوسط صراعات عدة، نابعة من المصدر الرئيسي، وهو الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتقع على المسيحي مسؤولية خاصة للمشاركة في مجال العدالة والسلام. فمن واجبنا أن ندين بشجاعة العنف أياً كان مصدره، وأن نقترح الحلّ، الذى لا يمكن أن يأتى إلا من الحوار. علاوة على ذلك، ونحن نطالب بالعدالة للمظلومين، يجب أن نقدم رسالة المصالحة المبنيّة على المغفرة المتبادلة. وبقوة الروح القدس نستطيع أن نغفر وأن نطلب المغفرة. وهذا الاستعداد وحده قادر على خلق إنسانية جديدة. يحتاج القادة السياسيون إلى هذا الانفتاح الروحي، الذى تقدر أن تحمله لهم مساهمة مسيحية متواضعة ومتجرّدة. إن العمل من أجل أن يتمكّن الروح من أن ينفذ إلى قلوب الناس، رجالا ونساء، الذين يعانون في منطقتنا أوضاع الصراع، تلك هى مساهمة المسيحي النوعية، وأفضل خدمة يمكن أن يقدمها للمجتمع. 
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
روحانية فصحية للعمل الرعائي اليوم (2) بقلم الأب د. سميح رعد

روحانية فصحية للعمل الرعائي اليوم (2) بقلم الأب د. سميح رعد

روحانية قيامية: 1. 2. "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم": في النّصّ المقدّس الذي يعرِّفه التقليد الشريف بالعظة الكهنوتيّة، ما بعد العشاء السيّديّ الأخير، نجد هذه المفارقة

حول رؤية السّيّد للعالم: "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم"! 

        يقول النصّ المقدّس: "حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ، كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. فَالَّذِينَ وَهَبْتَهُمْ لِي، رَعَيْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاكِ، لِيَتِمَّ الْكِتَابُ أَمَّا الآنَ فَإِنِّي عَائِدٌ إِلَيْكَ، وَأَتَكَلَّمُ بِهَذَا وَأَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، لِيَكُونَ لَهُم فَرَحِي كَامِلاً فِيهِمْ أَبْلَغْتُهُمْ كَلِمَتَكَ، فَأَبْغَضَهُمُ الْعَالَمُ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ. وَأَنَا لاَ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. فَهُمْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. قَدِّسْهُمْ بِالْحَقِّ؛ إِنَّ كَلِمَتَكَ هِيَ الْحَقُّ. وَكَمَا أَرْسَلْتَنِي أَنْتَ إِلَى الْعَالَمِ، أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا أَيْضاً إِلَيْهِ. وَمِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أُقَدِّسُ ذَاتِي، لِيَتَقَدَّسُوا هُمْ أَيْضاً فِي الْحَقِّ." (يو 17: 12 – 19). كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى أهل أفسس (2: 19) "إِذَنْ، لَسْتُمْ غُرَبَاءَ وَأَجَانِبَ بَعْدَ الآنَ، بَلْ أَنْتُمْ رعيّة مَعْ الْقِدِّيسِينَ وَأَعْضَاءٌ فِي عَائِلَةِ اللهِ".

        لنتذكّر أنّ كلمة رعيّة في الأصل اليونانيّ: Parokoi هي مجموعة الأجانب أو المهاجرين أو المقيمين في الحاضرة أو المدينة، وقد أخذ هذا الاسم سريعًا مجموعة الكنائس المسيحيّة في مختلف المدن في الحواضر اليونانيّة. وفي اللّغة اللاتينيّة Parochus أخذت معنى رعيّة بالمفهوم الكنسيّ المتداول حتّى اليوم. وبلغتنا العربيّة أيضًا نجد هذين المعنيين، أوّلاً الرّعيّة بالمعنى الكنسيّ المتعارف عليه، ثانيًا: رعايا دولة ما، أي مواطنيها، الذّين يقيمون في دولة أخرى. نقول في اللغة: "طَلَبَتِ السِّفارَةُ مِنْ رَعَايَاهَا الاتِّصالَ بِها عاجِلاً"، أي الْمُواطِنونَ التَّابِعونَ لَها، أَي الحامِلونَ لِجِنْسِيَّةِ البَلَدِ الَّذي تَنْتَمي إِلَيْهِ السِّفارَةُ، أي الأجانب في البلد المقيمين فيها. من خلال هذين التعريفين يمكننا الدخول من جديد في المعنى الروحيّ "أننا من العالم ولسنا من العالم" أو "غرباء" أو "مهاجرون" في قلب حاضرتنا أو مدينتنا.

      هذا الترادف في المعنى الإنجيليّ ربما لا نعيه أنّه بتناقضاته الكبيرة، في مجتمعاتنا المختلفة، هو من صلب واقعنا… هو هذا التجاذب بين القيم: قيم الإنجيل من ناحية أولى وقيم العالم من ناحية أخرى. لا نراهنَّ كثيرًا على أن مجتمعنا قد نجا من قيمه العتيقة، أو هو متمسك بشدّة بقيم الإنجيل. ففي الماضي كان هناك تحدِّيات كبيرة أمام تجذّر القيم الإنجيليّة في حياتنا اليومية، واليوم هناك عناصر جديدة كثيرة تقوم بدور قلع قيم الإنجيل وزرع قيم أخرى مكانها، من الكتاب إلى شاشة التلفزيون، إلى قيم الحزب أو التيار، إلى المدرسة والجامعة، إلى الجريدة أو المجلة إلى المسرح أو الشاشات الكبيرة… هذه ينابيع مهمة… والينبوع الأكبر للقيم الجديدة لمراهقينا وشباننا اليوم هو عالم المعلوماتية: الانترنيت، حيث أصبحت المعلومات تصل من أي حدب وصوب. كلّ هذه الينابيع والمصادر التي تغذِّي العقول، ستكون مصادر غربة، شئنا أم أبينا، وهذا التلاقي سينتج عنه طريقة معرفة جديدة، وبالتالي محاولات لعيش اختبارات حياتيّة ليس من المستبعد أن تتحوّل في وقت من الأوقات إلى سلوك… وستخلق هذا الترادف أو التضاد بين "قيم الإنجيل" و"قيم العالم". هذه حالة غربة سوف يعيشها المسيحيّ، وسوف تتجلّى بجدّ "أنتم من هذا العالم ولستم من هذا العالم".

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
نيجيريا: الحوار بين الأديان هو الوسيلة الوحيدة للخروج من العنف (2)

نيجيريا: الحوار بين الأديان هو الوسيلة الوحيدة للخروج من العنف (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع لبروفيسور الإيطالي ماسيمو إنتروفيني، العالم بالمجتمع والمؤرّخ، حيث يشرح أوضاع المسيحيين في نيجيريا في ظل الأعمال الإرهابية التي يتعرضون لها من قبل مجموعة

 بوكو حرام الإسلامية المتطرفة.

في مثل هذه الحالة لا يمكن للحوار وللشرطة أن يفعلا الكثير

يجب حلّ بعض المسائل هنا بشتّى الطرق الممكنة، من ضمنها خيار عسكري لا يمكن استبعاده ولكن يتطلّب الكثير من الاحتياط. حالياً، إنّ مجلس أمن الأمم المتحدة يمنع اللجوء إليه طالما أنّ طبيعة المبادرات العسكرية التي عرضتها الجماعة الاقتصادية لشرق إفريقيا  ليست واضحة. هناك دول أخرى ترى الأمور بمنظار مختلف مثل بوركينا فاسو التي ترغب في بسط الحوار على إحدى المنظمات الأصولية الإسلامية أمّا النيجر فيرفض هذا الحوار. وبالتالي، طالما أنّ الأمور لم تتوضّح، لن نغامر باللجوء إلى حلّ عسكري.

الحل العسكري الذي لا يمكن استبعاده في بعض الحالات؟

من المؤكّد أنّه لا يمكن استبعاد الحل العسكري في مالي لأنّها منطقة تشبه قليلاً جزر السلحفاة للقراصنة. من يريد يذهب إلى هناك ليفتح مكتب تجارة أسلحة وغرس عقائد. أمّا بالنسبة إلى نيجيريا، فحالة مالي حاسمة. فليس صدفة أنّ نيجيريا قد أفادت مع دول أخرى أنّه في حال التدخّل العسكري، ستلجأ إلى مساعدة القبائل.

كيف يمكن تجنّب اضطهاد المسيحيين؟

إنّ الحوار هو من الأسس التي بنيت عليها مقاومة اضطهاد المسيحيين. وهي الأساس الأكثر وضوحاً وحسماً نظراً إلى أنّه في كلّ نهار أحد يموت المسيحيون وتبان أزمة الشرطة. الحوار مهمّ لخلق جو من التعاون والثقة واللقاءات لا المواجهات إلّا أننا لن نجد نتائج هذا الحوار إلّا بعد سنوات. وفي انتظار ذلك، نلحظ أنّه في كل نهار أحد لا يعلم المواطن النيجيري الذي يقصد الكنيسة ما إذا كان سيعود إلى منزله وهذا يجيب أيضاً عن وضع الأمن وفعالية الشرطة.

هل تعمل إيطاليا على تدريب عناصر الشرطة؟

أجل وهي بمثابة مبادرة ثنائية، لأنّ إيطاليا مقتنعة بأنّه لا يمكننا تخطّي رأس الحكومة النيجيرية والتي هي حكومة ديمقراطية وحكومة صديقة حيث الرئيس مسيحي. وبالتأكيد ليست الحكومة من يثير الخلافات وليست أيضاً الضحية. ولمسألة الأمن أبعاد خارج نيجيريا.

هل نجد في نيجيريا أكثرية صامتة لا تريد هذا العنف؟

أجل، وهي تريد الحوار بين الأديان. إنّ استفتاءً أجري حديثاً يبيّن أنّ 70% من مواطني نيجيريا يدعمون الحوار بين الأديان كحلّ حتى وإن لم يعربوا عن ذلك عليناً.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
د. جورج صدقة: وسائل الإعلام في تعاملها مع قضايا الجامعة اللبنانية 2

د. جورج صدقة: وسائل الإعلام في تعاملها مع قضايا الجامعة اللبنانية 2

تبدو المسؤولية مشتركة ما بين وسائل الاعلام وادارة الجامعة اللبنانية والسلطات الرسمية. ان وسائل الاعلام، وان كانت تقوم بدورها من خلال عرض وقائع ونقل المشكلات والخلافات المستجدة،

الا ان تركيزها على السيئات، من دون ذكر الايجابيات، هو تشويه للحقيقة. كذلك اذا ما تم تضخيم امور الى حد تغطية امور اخرى. وهنا الدعوة الى التعامل مع قضايا الجامعة بحذر ودعم هذه القضايا والمطالب والحرص على عدم الاساءة اليها. وهذا لا يعني مطلقا السكوت عن الوقائع. فلطالما ساهم الاعلام في معالجة قضايا الادارات السيئة وحالات الفساد والمحسوبيات من خلال الاضاءة عليها، وهذا احد ادواره الرئيسية.
كذلك هناك مسؤولية ادارة الجامعة في تسويق صورة ايجابية عن مؤسستها، على غرار ما تفعله الجامعات الخاصة. وربما اعتقدت ادارات الجامعة اللبنانية المتعاقبة ان تقنيات التسويق الاعلامي تهدف الى جلب "الزبائن" وانها ليست بحاجة الى هذا الامر. لذلك اهملت القيام بحملات اعلامية او الترويج لصورة الجامعة في اطار سياسة علاقات عامة. غير ان عصر الاتصال اليوم بات يلزم كل المؤسسات على انواعها ان تهتم بصورتها وبالتغطيات الاعلامية، لأن ذلك جزء من قوتها وشخصيتها ومستقبل طلابها وقدرتها التنافسية في سوق العمل.
كما ان اهل الجامعة، ادارة واساتذة وطلابا، مدعوون الى مزيد من ادراك خطورة الاعلام وتقنيات التعامل معه، ودوره في بناء الصورة انطلاقا من مسؤوليتهم حيال جامعتهم. لا بل ان التحدي امام اهل الجامعة هو في كيفية الإفادة من وسائل الاعلام ومن تغطياتها، كي تصب في خدمة مؤسستهم. فكان يمكن الإفادة من تناول موضوع تفريغ اساتذة للاضاءة على تحول هذا الملف موضوعاً سياسياً، فيما هو في الاساس ملف اكاديمي من صلاحية اهل الجامعة. وكان في استطاعة وسائل الاعلام واهل الجامعة ان يستغلوا تناول الاعلام للملف للاضاءة على الاساءة التي يلحقها السياسيون بالجامعة الوطنية من خلال اعتبارها سوق توظيف، وان يضيئوا على قوانين التفرغ واسسه منتفضين على التدخلات الحزبية والطائفية والسياسية والتشديد على ربط الموضوع بالقوانين المعمول بها. اي انه كان من الممكن لوسائل الاعلام ان تلعب في شكل اكبر دورها الرقابي والنقدي بامتياز وتشكل حاجز حماية لهذه المؤسسة الوطنية.
كذلك في موضوع حفل تخرج طلاب كلية الاعلام، كان من الممكن لاهل الجامعة ووسائل الاعلام ان يُضيئوا على بعض ما يعاكس التخرج الموحد في المجمع الجامعي في بيروت من خلال العمل على تسوية الشوائب، كمثل العمل على نزع شعارات حزبية في المجمع او المطالبة بعدم وجود حزبي فيه، وصولا الى المطالبة بمركز للامن الداخلي في داخله، زيادة في طمأنة المترددين وتحاشيا لما حصل الصيف الماضي حين تعرض احد الموظفين للضرب على يد عناصر حزبية. فلا معارضو التخرج الموحد لمخرجي الاعلام احسنوا الاضاءة على هذه المشكلات فبدوا وكأنهم انعزاليين، ولا وسائل الاعلام تحدثت عن المعوقات وطالبت بتصحيحها، فيما غاب هذا الموضوع عن اهتمامات الطبقة السياسية.
الى جانب دور وسائل الاعلام ومسؤولية اهل الجامعة يأتي دور السلطات الرسمية، صاحبة المسؤولية الاولى في دعم الجامعة الوطنية وتأمين حاجاتها وعدم التدخل في شؤونها، كي تبقى مؤسسة جامعة لكل اللبنانيين تؤمن لهم فرص الرقي والتقدم وتؤسس لتأهيل الشباب مهنيا وخلقيا ووطنيا.
انها دعوة للاعلام للتفكير في تناوله قضايا وطنية، كمثل قضايا الجامعة اللبنانية، ودعوة الى اهل الجامعة لمعالجة قضاياها ومشكلاتها في شكل لا يسيء الى دورها وصورتها، ودعوة الى المسؤولين لادراك ان الجامعة لا يمكن التعاطي معها بخفة، والا تهدد دورها وانعكس على شباب لبنان وعلى بناء الوطن.
 
الدكتور جورج صدقة  / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
وسائل الاتصال الاجتماعية في الإعلام – 2 تواكب القضايا وتأثيراتها متفاوتة على الشباب

وسائل الاتصال الاجتماعية في الإعلام – 2 تواكب القضايا وتأثيراتها متفاوتة على الشباب

نظمت كلية الاعلام والتوثيق – الفرع الثاني، ندوة عن وسائل الاتصال الاجتماعية الشبابية والاعلامية واستخدامها، وتناولت تطور وسائل الاعلام الرقمية واستخداماتها في شكل خاص من جانب الطلاب

والصحافيين. وافتتح مدير الفرع الدكتور ابرهيم شاكر الندوة، مشيراً الى "أهمية الموضوع والسعي الى استشراف تطور دور وسائل الاتصال الحديثة ومواكبتها قضايا المجتمع". وتشكلت طاولة النقاش الاولى من الدكاترة ماري نويل خوري، جورج صدقه ونبيل عطا الله، وعرض صدقه "تطور الانسان الرقمي منذ التحولات التي احدثتها وسائل الاعلام، فنقلت المجتمعات من الشفهية الى الكتابية وصولا الى السمعية – البصرية، وأخيرا الرقمية التي جسدها الانترنت، فيما عرضت خوري "اشكالية الهوية ووسائل الاتصال الحديثة والتحول الذي تشكله هذه الوسائل وتأثيرها  على الشباب".
بدوره، عرض عطا الله شريطاً وثائقياً عن استخدامات الشباب اللبناني لتقنيات الاتصال الحديثة وكيف "يتحول بعضهم الى مدمنين لهذه الوسائل". ثم عرض أطرا تقنية لألعاب الفيديو والاعلانات على مواقع الاتصال الاجتماعية ، وكيف تعمد البرامج الجديدة الى "اللعب على غرائز الانسان وعلى شخصيته من اجل جذبه".
أما الطاولة الثانية فكانت مع مؤسسة "مهارات" وتناولت التطبيقات المهنية مع وسائل الاتصال الحديثة. وتحدثت الاعلامية رلى مخايل عن "التطور الحاصل في مهنة الصحافة مع المواقع الاجتماعية، لا سيما الفايسبوك و"تويتر". وتناولت الاعلامية ليال التنوري "الدور الذي باتت تحتله المدونات الاعلامية في عالم الصحافة وتأثيرها على الرأي العام وكيفية استخدام مواقع الاتصال الاجتماعية في عملية نشر الاخبار". وفي طاولة النقاش الثالثة، قدم الدكتوران بيتي سليمان وروي جويجيري دراسة ميدانية عن الاستخدامات اليومية للطلاب لموقع "فايسبوك"، وشرحت سليمان اخطار استخدام "فايسبوك" على صعيد الحياة الشخصية، لانها "تترك آثارا للمتقصين والمعلنين والفضوليين".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأرض المقدّسة: “مركز مجدلا” (2) مقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا

الأرض المقدّسة: “مركز مجدلا” (2) مقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع الأب خوان ماريا سولانا من معهد البابوي "سيّدة أورشليم" المسؤول عن مشروع "مركز مجدلا" عمّا يدور هذا "المكان المقدّس".

* * *

تتحدّثون عن مفاجئاتٍ وأفكارٍ جديدة…


نعم، إنّ المشروع الذي ارتأيته ليس إلّا فكرة أوّليّة لما سيؤول إليه المشروع في الحقيقة. فقد اغتنت الفكرة الأولى للمشروع باقتراحاتٍ وأفكارٍ جديدة منها الاكتشافات الأثريّة. لقد اشترينا الأرض بين عامي 2006 و2009 وحصلنا على رخصة البناء عام 2009. وفيما بدأنا أعمال الحفر اكتشفنا أبنية منها مجمع يهوديّ في مجدلا يعود إلى القرن الأوّل ويعتبر هذا المجمع كنزًا أثريًّا وله ميزات عديدة ففيه لوحات كالفسيفساء ورسومات على الجدران ومذابح.

وإنّ هذا المجمع يهمّنا نحن المسيحيّين إذ أنّه الوحيد الذي يعود إلى حقبة يسوع فلنتذكّر هذه الآية التي تتكرّر مرارًا في الأناجيل: "اجتازَ الجليل كلّه وعلّم يسوع في مجامعهم…"

كما وجدنا منطقة من ميناء مجدلا تعود إلى القرن الأول وعددًا من المنازل  وكثير من الأغراض والقطع النقدية. ووفقا للسلطة الإسرائيليّة للآثار يُعتبرُ هذا الموقع من أغنى المواقع الأثريّة التي تعود إلى القرن الأوّل أي حقبة يسوع.

أمّا المفاجأة السارّة للغاية فكانت وصول عدد المتطوعين إلى أكثر من 400 يعملون بحماسةٍ في الحفريّات الأثرية.. وهذه نعمة من الله فقد أتيحت لهؤلاء الشباب من مختلف البلدان فرصة أن يعيشوا تجربة عميقة في المكان نفسه الذي عاش فيه المسيح كما أقدّرُ كثيرًا ما قاموا به من أعمال.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كانت الفكرة الأساسيّة هي تدشين الجزء الأول من المشروع في 12  ديسمبر2012. بصراحة، أعتقد أنّه سيكون من الصعب أن نلتزمَ بهذا التاريخ لأسباب عدّة. أوّلًا هو أنّنا نقوم بالمشروع بأكمله من خلال التبرعات أمّا الرسومات فعديدة. ولكن أرى يد الله في كلّ ما حدث. وتزامن تنفيذ المشروع مع أزمتين ماليّتين ونزاعين مسلّحين في الشرق الأوسط…ومع ذلك فقد باركنا الله من خلال سخاء الكثير من الناس.

بالطبع نود أن نفتتح هذا المركز في أسرع وقت ممكن، ولكنّنا لسنا على عجلة من أمرنا. ونأمل أن نفتتح كنيسة صغيرة ومطعم في ديسمبر من هذا العام … وسيتم افتتاح ما تبقّى تدريجيًّا.
وأنا أدرك أنّ ما أقوله هو في صيغة المستقبل ولكن في الواقع لقد افتتحنا جزئيًّا المركز إذ أنّه يمكن للحجّاج الآن القيام بجولة قصيرة في المنطقة الأثرية، وإذا رغبوا في ذلك، يمكننا أن نحتفل أيضا بالقداس على الشاطئ.

وهل هناك ما يميّز هذا "المكان الأثريّ"؟

لا أعتقد هذا. فإنّ الفرنسيسكان قد قاموا بعمل جدير بالثناء في أغلب الأماكن المقدّسة التي كانت في أيديهم. وإن كان هناك أي "إختلاف" فهو لأنّ المركز سيقوم باستخدام التكنولوجيا الحديثة … لذلك هو المركز الأوّل الذي يُبنى ويُفتتح في بداية الألفيّة الثالثة إذ أنّه حديثٌ ويسوده الأمن.

كلمة أخيرة حول مجدلا…

في الحقيقة، يمكنني قول الكثير فأنا أقوم بكتابة كتابٍ عن هذا المشروع. وأود أن أتجرّأ وأضيف عن جمال هذا الموقع: أحسن يسوع اختيار هذا المكان ليعيش فيه ويعظ فيه. مجدلا هي موقع جميل ويقع كلّ من يزورها تحت سحر المناظر الطبيعية، والبحيرة، والجبال وأقترح أن تقوموا بزيارة موقعنا على صفحة الإنترنت: www.magdalacenter.com

زينيت / تعليقات جمعها بول دي مايير

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المسيحيون في شبه الجزيرة العربية (2) مقابلة مع المونسينيور بول هيندر

المسيحيون في شبه الجزيرة العربية (2) مقابلة مع المونسينيور بول هيندر

بالتعاون مع"عون  الكنيسة المتألمة"، أجرى مارك ريدمين مقابلة لـ  Where God Weeps(حيث يبكي الله) مع رئيس أساقفة النيابة الرسوليّة العربيّة، المونسينيور بول هيندر  الذي ولد في سويسرا،

ويعيش  في أبو ظبي، وهو مسؤول عن أوسع منطقة كاثوليكيّة في العالم، فهي تشمل حوالي  ثلاثة ملايين  كيلومتر وتعدّ حوالي المليوني مسيحي. ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة.

* * *

صاحب السيادة، لقد حققت هدفا تاريخيّا، إي عندما عملت على بناء أول كنيسة كاثوليكيّة في قطر. هل بإمكانك اطلاعنا على الموضوع؟

المونسينيور بول هيندر: لا يعود الفضل لي. بل أعتقد أنه من حق سلفي المونسينيور جوفانّي بيرناردو غريمولي، الذي قام بعمل مذهل خلال 29 عاما، عمليّا قد قام بتجديد وبناء  جميع الكنائس الموجودة في مختلف البلدان. من ثم يعود الفضل إلى جميع الأشخاص الذين عملوا بجهد للوصول إلى هذا الهدف في قطر، كالكاثوليك المحليين، والسفراء الذين عملوا لسنوات عديدة في تجهيز الأرض. وأنا اليوم أحصد ثمار زرعهم.

أي بادرة أمل يشكل بناء كنيسة تتسع لحوالي 2700 مؤمن؟

المونسينيور بول هيندر: لا يجب أن ننسى وجود الكنائس في البحرين منذ عام 1939 وفي الامارات العربيّة المتحدة وفي سلطنة عمان في أواخر الـ 60 والـ 70. هذا ولم نتحدث عن أول كنيسة في شبه الجزيرة، في عدن، حيث بدأت الإرساليّة في القرن التاسع عشر. وهي بادرة أمل للمسيحيين الذين يعيشون في هذه البلاد. وإني أذكر ذلك اليوم المثير، حيث رأيت الناس يبكون من الفرح لرؤية كنيستهم، التي شكلت نوع من "غرفة المعيشة" لإيمانهم وهو بغاية الأهميّة لأنها مرجع ظاهر، حيث يجتمعون للإحتفال بدون أي خطر. وهذا دليل على انفتاح وكرم الأمير، وهي علامة على استعدادهم للإنفتاح، والتسامح وعلى ادراكهم لواقع البلاد.

تم التحدث كثيرا عن كيفيّة التصالح والتعاون مع المجتمع المسلم. والإقتراح هو الفصل بين الدين والدولة. ها هذا ممكن؟

المونسينيور بول هيندر: أريد المقارنة. لم يأتِ المسيح لتأسيس دولة. ولم يأت على رأس جيش. ولم يأت بمشروع اجتماعي وسياسي. هذا الأمر قد أتى بعد 300 عام في العالم المسيحي، في عهد الأمبرطور قسطنطين. وفي القرون الثلاثة الأولى، لم يكن للمسيحيين قوّة سياسيّة، بينما ولادة الإسلام متعلقة بمشروع سياسي وعسكريّ. لا أعتقد أنه من السهل تخطي ذلك، لأن متعلق بولادة الأسلام. لا أقول أنه مستحيل لأني أعتقد، لأنه حتى في القرآن وجود عناصر قد تفسر لصالح التسامح مع الأديان الأخرى، وللأسف هناك عقبات كثيفة في بعض النصوص، بالأخص حول العقيدة الإسلاميّة التقليديّة. ولحسن الحظ، يعمل العديد داخل العالم الإسلامي بهذا الإتجاه، ولكني أعتقد أنه سيستغرق وقتا.

هل تعني باتجاه الإعتدال والتعاون؟

المونسينيور بول هيندر: نعم. نأخذ على سبيل المثال تركيا، والتي هي دولة علمانيّة، ولكن الحياة المسيحيّة غير سهلة هناك، بسبب وجود العقليّة مبنية على أسس إسلاميّة أو مسلمة.

ما هو أملك في الكنيسة الكاثوليكيّة في الخليج العربيّ؟

المونسينيور بول هيندر: أملي هو الآ نعيش نحن الكاثوليك بالخوف. وأملي بالمزيد من التسامح. في الواقع، لا نختبئ في العديد من البلدان. ففي دبي، مثلا، لا نواجه مشاكل. ان وضع أحدهم المسبحة مع الصليب على مرآة السيارة، لا يشكل قلقا. 

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
العراق: أرضنا هي أرض إبراهيم (2)

العراق: أرضنا هي أرض إبراهيم (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع رئيس اساقفة أبرشية أربيل الكلدانية والتي نشرنا القسم الأول منها في 4 أبريل الجاري.

* * *
أكملت دراستك في لوفان في بلجيكا وإخترت موضوع أطروحتك العنف في الإسلام. لماذا إخترت هذا الموضوع بالذات؟
تحوّل نظام العراق السابق في 1993 و1994 إلى نظام إسلامي وزادت الحركات الإسلامية ليس لأنّهم آمنوا بهذا النظام بل لزيادة التحكّم خصوصًا خلال الحصار. وشهدنا بعد ذلك تصاعد في العنف داخل الإسلام في الشرق الأوسط. درستُ جذور هذه الحركات وتوقعت زيادة في تسييس الإسلام وتطرفه. بدأنا نرى من 2001 إلى 2003 ظهور الحركات الإسلامية المتطرفة في الشارع الأمر الذي لم يكن طبيعيًا. فأدركت أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها تمرّ بوقت حساس وصعب خصوصًا بوجود التطرف الإسلامي.

هل العنف متأصل في الإسلام أو هل الأصولية تستغل الإسلام؟
أعتقد أنّ الأصولية تستغل الإسلام. تعايشنا سلميًا مع الشيعة والسنة لسنوات طويلة. بطبيعة الحال كان ولايزال هناك عنف في الإسلام، أغتيل أسقف من فترة قصيرة واضطرت عائلات إلى مغادرة الموصل وبغداد. العديد من الجماعات داخل العراق يؤمنون أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجب إتباعه وإستخدام العنف لتحقيق ذلك مبرر.

ما هو هدفهم؟
الفتح. تفسيرهم لذلك أنه جزء من عقيدتهم. هو جزء من الجهاد. بعض السياسيون يستخدمون هذه الحركات ليس لأنهم يؤمنون بها بل لأغراض سياسية.

هل هناك حملة لإجبار المسيحيين على المغادرة؟
يغزو العنف البلاد. وضع المسيحيين هو ظاهرة خاصة. يرد الشيعة باستخدام العنف  عندما يتعرضون لهجمات من السنة، والعكس صحيح في حين إن المسيحيين لا يجاوبون على العنف. ولذلك فإن وضعهم خاص…

ذلك يجعل منهم هدف سهل إذا صح التعبير…
بالضبط. تتعددّ أسباب الهجوم على المسيحيين فهم ضحايا عمليات ومصالح إجتماعية وإقتصادية وسياسية. في العراق تُهاجم مجموعات المسيحيين بسبب إيمانهم وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لأنّ هذه الأخبار تظهر في الأنباء الدولية وذلك بغية الإظهار للعالم كله أنّ العملية السياسية في العراق فاشلة وتهاجم مجموعات أخرى المسيحيين لمصلحة إجتماعية.  وأخيرًا هناك مجموعات تهاجم المسيحية لأسباب إقتصادية فتهدد العائلات المسيحية وتجبرهم على مغادرة منازلهم من أجل إحتلال المنازل المهجورة.

قد غادر الجنود الأميريكيون. ما توقعاتك لمستقبل البلاد؟ هل سيزداد العنف؟
آمل أنّ الشعب العراقي تعلّم أنّ الحرب مدمرة ووحشية وكلفتنا حياة أحبائنا. آمل أن الشعب تعلّم أنّ فقط الحوار بين جميع الأحزاب العراقية يفيد البلاد. ولكنّ في حال لم تتحاور الأحزاب بين بعضها فإنّ الشعب العراقي سيواجه المزيد من العنف وحتى الحرب الأهلية. وبالطبع ستعاني الأقليات في هذه الحالة وسيكون المسيحيون الهدف.

هل تعتقد أن الحرب الأهلية قريبة؟
أتمنى ألا نصل إليها لأننا قد سبق ورأينا فظاعة شديدة في بغداد والموصل.

أريد أن أسألك عن المهجرين الهاربين من الجنوب إلى الشمال. ما هو تأثيرهم على أبرشيتك؟
إن التجربة التي عاشها المهجرون دفعتنا للعناية بهم رعويًا. إذًا هذه نعمة من الله وعلامة تبعث الأمل لنا. الأبرشيات في بغداد والموصل تغلق بينما نفكر نحن ببناء كنائس جديدة لهذه العائلات. لدينا أكثر من خمس آلاف عائلة مسيحية جديدة تحتاج إلى مكان. وهذا الوضع ليس مؤقتًا لأنّ العديد من الناس يشتري ممتلكات في أربيل وعنكاوا. فإنّ شراء العقارات علامة على أنهم يفكرون بالبقاء نهائيًا.

هذه علامة جيدة للبلاد؟
إنها علامة جيدة للبلاد وللمسيحية لأننا نستطيع الموازنة بين منطقة تعاني من العنف ومنطقة سلمية. سيعطي ذلك أمل للأساقفة والكهنة في بغداد والموصل لأننا نحزن من أجل العائلات التي تغادر البلاد. فإننا متأكدين أن من يغادر لن يعود أبدًا.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأب الياس شخطورة الأنطوني : من روحانية الصوم في التقليد السرياني (2)

الأب الياس شخطورة الأنطوني : من روحانية الصوم في التقليد السرياني (2)

أول ما يرد الى ذهننا عندما نأتي على ذكر الصوم والطعام، هو المعنى المضاد لهاتين الحالتين، إذ أنَّ الصوم في مفهومه العام، هو الانقطاع عن الطعام. فماذا هو عملياً دور الطعام، بالإنقطاع عنه

والمشاركة به؟

لا يمكننا غض النظر عن حسنات الطعام، عن فوائده وعن مساهمته الفعَّالة في بناء وتطوير هيكل الإنسان. بالإضافة الى كونه عنصرا اساسيا لا غنى عنه في الغذاء والنمو الجسدي، فهو أيضا رمز في بناء العلاقات ما بين الأفراد للتعبير عن نية جمعهم وتوحيدهم، إذ يُشكّل المكان الذي فيه يُعبِّر الإنسان عن رغبته في لقاء الآخر والتواصل معه. والصوم في مفهومه العام -الإمتناع عن الطعام- يهدف الى التصدي لِلذَّة التي يؤمّنها الطعام ذاته، بهدف الترفُّع الى ما هو أسمى من المادة، بالروح والجسد، فيصبح الصوم حينها عاملَ إضعافِ اللذةِ الترابية، مُقوّياً للمعرفةِ الروحية والعقلية معاً كي تصبح شاملة، قوةً لإماتة الأنانية، وعنصرَ تحجيم للرغبة الذاتية. كل ذلك بهدف نمو الرؤية الداخلية، المسمّاة بالروحية.

بالنسبة لمار أفرام، الإنسان هو إتحاد الروح بالجسد، مبدأ واحد، هيكليةٌ أساس للطبيعة البشرية، لا يمكن الفصل بينهما. فالروح هي عروس الجسد، والجسد هو الخِدر الزوجي للروح، إنّهما أداة واحدة تجعل الإنسان مترابطاً مع الآخر وبعلاقة معه. أما الفرق فيظهر في دور كل واحد منهما. يقول أفرام: "يؤدي الجسد لك الشكر، يا سيد، لأنك خلقته مسكنا لك؛ والروح تعبدك، لأنك خطبتها عند مجيئك". وفي كلامه عن الإفخارستيا يقول: "إن الخبز الروحي يُحلِّق ويطير، كذلك الشعوبُ يطيرون مرتفعين إلى الفردوس، حيثما يوجد جسد آدم الثاني"؛ هذه دلالة واضحة على أن كل من يأكل جسد الرب، يلتقي به حيثما وجد. إذن، إن الجسد هو الإنسان بكامله، والجسد والروح هما في إتحاد كامل ووثيق. فالجسد يَضعَفُ ويذبُلُ عندما يحاول أن يجعل من ذاته محوراً وركيزة لوجوده وجوهره، ليكون مصدرَ كلِّ شيء؛ بيد أن هذا ليس إلاّ دليلاً على فشله وضعفه.

الجسد هو "حلة المجد" وهذه العبارة بحد ذاتها تشكّل عامودَ أساسٍ في تعليم أفرام، إذ يأتي على ذكرها مرارا في أناشيده، خاصة في أناشيد الميلاد، كالنشيد 23 إذ يقول: "قام بكل ذلك الحنّان: تعرّى من المجد ولبس الجسد – حلة المجد – لأنه كوّن وسيلة ليرجع آدمُ إلى حالته الأولى التي أضاعها وتعرّى منها".

حلّةُ المجد، أهي حلةٌ خارجيةٌ يكسو بها آدم عاره أم هي مجرّد رمزية؟ إن سقوط آدم ورفضه للملكوت، دفع بالإبن بالتخلي عن ملكوته، ليلبس الجسد، حلّة مجده. بحسب أفرام، لا يمكننا إهمال الجسد، لأن الله بذاته حلّ فيه، إنه المسكن الذي يحل الإنسان فيه ويميزه عن سائر المخلوقات. إنه مكان لقائي بالآخر، إنه تعبير عن حضوري للآخر والآخر لي، حقيقةُ تواصل، مرآةُ الآخر فيّ، صورة الله في الإنسان.

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع (2)

رسالة بندكتس السادس عشر لشبيبة العالم أجمع (2)

في ما يلي القسم الثاني من رسالة بندكتس السادس عشر بمناسبة يوم الشبيبة العالمي الذي سيحتفل به نهار أحد الشعانين الواقع فيه 1 نيسان، وموضوعها هذه الآية من رسالة القديس بولس الرسول

إلى أهل فيليبي " إفرحوا دائما في الرب".

* * *
3.    إحفظوا الفرح المسيحي في قلوبكم

نحن نتساءل اليوم: كيف نستطيع أن نتلقى ونحافظ على هذه الهبة ألا وهي الفرح العميق والفرح الروحي؟ يقول المزمور: "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" (مزمور 36 ،4) ويشرح المسيح قائلا: "ويشبه ملكوت السماوات كنزًا مدفونًا في حقل، وجده رجل فخبأه، ومن فرحه مضى فباع كل ما يملك واشترى ذلك الحقل" (متى 13، 44). إن إيجاد الفرح الروحي والمحافظة عليه ينبع من اللقاء مع الرب الذي يطلب منا أن نتبعه متخذين خيارًا حاسمًا بتكريس حياتنا له.
أيها الشباب، لا تخافوا بأن تكرسوا حياتكم للمسيح ولإنجيله: هذا هو السبيل لتحقيق السلام والسعادة الحقيقية في عمق قلبنا، وبهذا نحقق وجودنا كأبناء لله الذي خلقنا على صورته ومثاله. إفرحوا دائما في الرب: الفرح هو ثمرة الإيمان، هو أن نلمس كل يوم حضوره ومحبته: " مجيء الرب قريب" ( فيليبي 4 ، 5 ). ضعوا ثقتكم دائما به، هكذا تنمون في معرفته وحبه. " سنة الإيمان" التي نحن قادمون عليها، ستساعدنا وتشجعنا.
أيها الأصدقاء، تعلموا أن تلمسوا عمل الله في حياتكم، اكتشفوا وجوده في عمق أعمالكم اليومية. آمنوا بأنه وفيّ دائما للعهد الذي ختمكم به يوم عمادكم واعلموا بأنه لن يتخلى عنكم أبدًا. إرفعوا عيونكم إليه، هو الذي أحبكم بذل نفسه لأجلكم على الصليب. إن التأمل بحب عظيم كهذا، يزرع في قلوبنا رجاءً وفرحًا لا يغلبهما شيء. لا يمكن أن يحزن المسيحي عندما يلتقي بيسوع الذي بذل نفسه لأجله.
إبحثوا عن الرب، فإن قبلناه في حياتنا يعني حتما بأننا استقينا كلمته التي هي فرح قلبنا. يقول النبي إرميا: " وُجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" ( إرميا 15، 16). تعلموا قراءة الكتاب المقدس والتأمل به، هناك تجدون الجواب لأسئلتكم العميقة عن الحقيقة التي تشغل قلبكم وعقلكم، فكلمة الله تجعلنا نكتشف العجائب التي أنجزها الله في تاريخ البشر وتدفعنا لتسبيحه وعبادته ونحن ممتلئين فرحًا: "هلموا نرنم للرب…هلموا نسجد ونركع أمام الرب صانعنا" (مزمور 94 1، 6). القداس هو بامتياز المكان الذي يتم فيه التعبير عن هذا الفرح الذي تغرفه الكنيسة من الرب وتنقله للعالم. هكذا تحتفل الطوائف المسيحية كل أحد خلال الإفخارستيا بسر الخلاص ألا وهو موت وقيامة المسيح. هذه هي اللحظة الأساسية التي تبدأ بها رحلة كل تلميذ للرب، فبها تتجلى تضحيته من كثرة حبه لنا. هذا هو اليوم الذي نجتمع فيه مع المسيح القائم من الموت حيث نسمع كلامه ونتناول جسده ودمه ويقول المزمور: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنبتهج ولنتهلل فيه" ( مز24،117) وعشية أحد القيامة تتهلل الكنيسة بانتصار يسوع المسيح على الخطيئة والموت: "إفرحي يا أجواق الملائكة.. وابتهجي أيتها الأرض التي لطالما عانت من الحروب..وليصدع في هذه المسكونة صدى تهليل الشعوب ". الفرح المسيحي هو أن يحبنا الله الذي تجسد لأجلنا وبذل نفسه عنا فيجب أن نعيش حبًا به فنذكر ما كتبت القديسة تيريزيا الطفل يسوع: " يسوع فرحي أن أحبك."  

4.    فرح المحبة

أصدقائي الأعزاء، الفرح مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمحبة: "أما ثمر الروح فهو المحبة والفرح.." (راجع غل 5، 23). الفرح هو نتيجة الحب وشكل من أشكاله. أشارت الأم تيريزا إلى كلمات المسيح: "تبارك العطاء أكثر من الأخذ" ( أعمال الرسل 20، 35) بقولها: "الفرح هو سلسلة من الحب، لكسب النفوس. الله يحب من يعطي بفرح. والذي يعطي بفرح يعطي أكثر فأكثر." وكتب خادم الله بولس السادس: "بالله نفسه، كل شيء هو فرح لأن كل شيء هو عطاء" ( الإرشاد الرسولي "افرحوا بالرب"، 9 مايو 1975).
بعد أن أدركتُ مختلف أنماط حياتكم، أريد أن أقول لكم أن الحب يتطلب الثبات والإخلاص في الإلتزامات التي تقطعونها. هذا ينطبق في بادىء الأمر على الصداقات، فأصدقاؤنا يتوقعون منا أن نكون مخلصين ووفيين لأن الحب الحقيقي يثابر بخاصة في الضيقات. كذلك ينطبق الأمر على العمل، والدراسات، والخدمات التي تقدمونها. الإخلاص والمثابرة في عمل الخير يقودان للفرح حتى ولو لم يظهر ذلك على الفور. لاختبار فرح الحب، نحن مدعوون أيضا إلى أن نكون كرماء، وليس أن نعطي القليل بل أن نشارك مشاركة كاملة في الحياة مع إيلاء اهتمام خاص للفقراء. يحتاج العالم إلى نساء ورجال مثابرين ومخلصين يهبون أنفسهم لخدمة الخير العام. أقول لكم التزموا وادرسوا بجدّ، نموا مواهبكم وضعوها من اليوم في خدمة القريب، حيثما كنتم، إبحثوا عن كيفية المساهمة لجعل المجتمع أكثر عدلا وإنسانية. فلتقود روح الخدمة حياتكم ولا تبحثوا عن السلطة، ولا عن النجاح المادي ولا عن المال.
أما بالنسبة إلى الكرم فلا يمكنني إلا أن أذكر هذا الفرح المميز ألا وهو فرح تسليم الذات بكليّتها للرب. أيها الشباب لا تخافوا من دعوة المسيح لكم إلى الحياة المكرسة، أوالرهبانية، أوالتبشيرية أوالكهنوتية. كونوا على يقين بأنه يغمر بالفرح الذين يكرسون حياتهم له ويلبون دعوته بترك كل شيء والبقاء معه ووضع أنفسهم بخدمة الآخرين. كذلك، عظيم هو الفرح الذي يحيط به الرجل والمرأة اللذين يتحدان بالزواج لتأسيس عائلة فيشكلان علامة حب المسيح لكنيسته.
إسمحوا لي بأن أشير إلى عنصر ثالث للحصول على فرح الحب: إجعلوا الشركة الأخوية تنمو في حياتكم ومجتمعكم. هناك رابط قوي بين الشركة والفرح: فليس من باب الصدفة أن تكون عظة مار بولس قد صيغت بصفة الجمع: " إفرحوا دائما في الرب!" (فيليبي 4،4). معًا فقط يمكننا أن نختبر هذا الفرح بعيشنا الشركة الأخوية. يشرح كتاب أعمال الرسل عن أول مجتمع مسيحي: " يكسرون الخبز في البيوت، ويتناولون الطعام بفرح وبساطة قلب" (أعمال الرسل 2 ، 46). أنتم أيضا إسعوا لأن تكون المجتمعات المسيحية أماكن مميزة للمشاركة، والاهتمام ولخدمة بعضكم البعض.

5. فرح التوبة

 أيها الأصدقاء، لعيش الفرح الحقيقي، عليكم أن تدركوا ما هي الإغراءات التي تكبّلكم. غالبًا ما تدفعكم     الثقافة الحالية إلى تحقيق أهداف وملذات عابرة وبذلك هي تُغلّب عدم الإستقرار على المثابرة في الجهد والإخلاص للإلتزامات. إن الرسائل التي تتلقونها تحثكم على الإستهلاك وتقطع عليكم وعود سعادة كاذبة، ولكن التجربة تدل على أن التملك لا يتماشى والفرح: كثيرون هم الأشخاص الذين لا يفتقرون للماديات ولكن يتملكهم اليأس والحزن ويشعرون بالفراغ في حياتهم. لتبقى فينا المحبة، نحن مدعوون لكي نعيش الحب والحقيقة في الله.
يريدنا الله أن نكون سعداء، لهذا السبب زوّدنا بتوجيهات لكي لا نضل طريقنا ألا وهي: الوصايا، فإذا عملنا بها أرشدتنا إلى طريق الحياة والسعادة. للوهلة الأولى يمكننا أن نشعر بأنها مجموعة من المحظورات تكبّل حريتنا، ولكن إن تأملنا بها قليلًا على ضوء رسالة المسيح، فسنجد بأنها مجموعة من القواعد الأساسية والقيّمة للحياة تجعلنا نعيش وفق مخطط الله لنا، ولكن على العكس إن قمنا ببناء أي شيء متجاهلين الله وإرادته سنسبب لأنفسنا خيبة أمل كبيرة وتعاسة كما سنختبر معنى الفشل. أما تجربة الخطيئة نتيجة لرفضنا اتباع يسوع ورفضنا محبته، فستجعل الظلمة تخيم على قلوبنا.
إذا كان طريق المسيحية وعرًا وواجه الإلتزام بالإخلاص لمحبة الرب صعوبات أو انتكاسات، كونوا على ثقة أن الله الرحوم لن يتخلى عنكم، فهو يعطينا دائما الفرصة للعودة اليه واختبار فرح حبه الذي يسامح الجميع ويستقبلهم من جديد.
أيها الشباب، إلجئوا دوما إلى سر التوبة والمصالحة فهذا هو سر الفرح. تقدموا إليه دائما بصفاء، وثبات، وثقة واطلبوا من الروح القدس أن ينوّركم لتعترفوا بخطاياكم وتلتمسون المغفرة من الله. سيحتضنكم الله دائما، وسيطهّركم ويجعلكم تدخلون فرحه: " هكذا يكون الفرح في السماء بخاطىء واحد يتوب" (لوقا 7،15).

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم: هواجس المسيحيّين بعد الربيع العربي (2)

مار غريغوريوس يوحنّا إبراهيم: هواجس المسيحيّين بعد الربيع العربي (2)

نحن المسيحيّون في هذا الشرق بحاجة ماسة إلى أصوات مسلمة من وزن كبير، تبعث الأمل والرجاء في إمكانيَّة استمرار تحقيق العيش معاً، لهذا فإنَّ دعوة ممثِّلي الكنائس المسيحيّة الشرقيّة إلى هذه الندوة اليوم،

نراها استشرافاً لما قد يحدث في مستقبل هذه المنطقة، خاصّةً بعد ما عُرف بـ الربيع العربي، نرجو أن تكون رياح التغيير في صالح الإنسان والوطن.
قبل قليل كنَّا ، نحن ممثّلي هذه الكنائس الشرقيّة، وعلى مدى ساعتين، في اجتماع مغلق، تحدَّثنا فيه عن هواجسنا، ورؤانا، بناءً على مساهماتنا المتنوِّعة وعلى ضوء ما يجري في هذه المنطقة. وأيضاً توقفنا عند أهمِّ التغييرات التي وقعت وتقع هنا وهناك في الشرق العربي، وتساءلنا إلى أين نسير؟ فوجدنا أنَّنا أمام موقفين هامين.
الأوَّل: وهنا تكلّمنا بصفتنا مواطنين لا حواجز بيننا وبين إخوتنا في المواطنة، من الأديان والمذاهب والاثنيّات والثقافات الأخرى، وذلك لأنَّ جذورنا تمتدُّ في عمق الأرض في الوطن، ولنا حقوق كما علينا واجبات.
والثاني: أدركنا معنى أن نكون مسيحيِّين أصيلين نعيش في الوطن الذي نحن منه وهو لنا، وقد عرفناه منذ قرون طويلة، ولا نحسب أنفسنا إلاَّ في حالة مساواة مع كلّ المواطنين غير المسيحيِّين.
 
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
بيار عطالله : المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود  [2]

بيار عطالله : المسيحيون في شمال العراق شعب الألم والصمود [2]

يحلم مسيحيو العراق باليوم الذي يتمكّنون فيه من إقناع السلطة المركزية في بغداد بإقامة محافظة نينوى التي تضمهم مع الاقليات الاخرى، وفي انتظار ذلك اليوم الموعود تمضي مسيرة الحياة هادئة في البلدات

 والقرى المنثورة في شمال العراق رغم الاخبار التي تصلهم من العاصمة بغداد ومحافظة الموصل عن التعرض لمن تبقى من المسيحيين هناك.
ينتشر المسيحيون في مناطق داهوك وكركوك وأربيل وزاخو وغيرها بدءاً من الحدود التركية – العراقية – السورية غرباً، كما يقيم المسيحيون في الموصل جنوباً وانحاء كركوك بأعداد قليلة وفي ظل أوضاع أمنية مضطربة، ومنها يتوزعون على جبال كردستان شمالاً وشرقاً وصولاً الى سهل نينوى، الذي ينقسم الى نينوى الجنوبية ونينوى الشمالية ويضم ثلاثة أقضية تعادل مساحتها ثلث الجغرافيا في لبنان. ويعيش في هذا السهل نحو 35 في المئة من المسيحيين (الكلدان، السريان، الاشوريين)، واليزيديين بنسبة 30 في المئة، والبقية من التركمان، الكيكية (اصلهم من الشيشان) والشبك السنة والشيعة. لكن المشكلة ليست في التعايش المتوتر بين هذه الاقليات بل في الصراع المحتدم بين سلطات كردستان والمركز في بغداد للسيطرة على هذه المنطقة التي تسمّى "الاراضي المتنازع عليها"، وكأن لا رأي لسكان تلك الارض في حاضرهم ومستقبلهم رغم أنهم من الاكثر تعلقاً بالولاء للعراق والاكثر حرصاً على التفاهم مع الاخرين رغم حملات الارهاب والتنكيل التي تعرضوا لها والتي جعلتهم بين سندان الاكراد الطامحين، الذين ينشرون قوات البيشمركة الكردية في هذه المناطق والسلطة المركزية التي تريد تقمص دور حزب البعث في الهيمنة دون أي اعتبار للتعددية التي لم تجد السلطات المحلية سبيلاً لحمايتها من "الارهابيين" الا بنشر وحدات الحرس الاهلية من المتطوعين.

كرمليس وبغديدا

يشكل الاهمال بمعناه الحقيقي السمة المشتركة لتلك المناطق، فلا نظام البعث اهتمّ بها ولا السلطة اللاحقة، ويعني الاهمال عدم وجود شبكة طرق جيدة وانعدام شبكة الصرف الصحي، إضافة الى جملة أمور أخرى أصبحت من البديهيات في العالم، مثل تأمين فرص العمل والتربية والصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها. وفي بلدة كرمليس مثلاً الواقعة في سهل نينوى الجنوبي، هاجر ثلاثة آلاف من أهاليها وبقي خمسة الاف يصمدون بجهودهم الفردية، ولولا الحواجز المسلحة التي تلف البلدة وعند مداخل الكنائس والدير في ما يشبه المجتمع الحربي، لربما كانت ضريبة الارهاب أكبر على الاهالي الذين يمضون الحياة بهدوء وينصرفون الى الزراعة ووظائف القطاع العام والتعليم، حيث هناك خمس مدارس تضم نحو 1500 تلميذ. ويردد الاهالي هناك انهم يتزوجون وينجبون الاطفال رغم الكلفة المرتفعة للزواج لدى المسيحيين، ويشدّدون على أنهم "لولا الارهاب والهجرة لكنا بألف خير" ولا يسمع المرء سوى نغمة واحدة بين الناشطين: "نريد محافظة للاقليات".
في بغديدا البلدة الاكبر في تلك الناحية والتي سقط الالاف من شبابها في الحرب مع ايران والتي سميت "مدينة الفداء" بسبب سقوط 1800 شهيد من ابنائها، يقيم نحو 50 الفاً من السكان وربما أكثر، منهم المهجرون من بغداد والموصل ممن حملوا معهم عاداتهم وتقاليدهم، وبثوا الحياة في المدينة الريفية الهادئة والمتمسكة بتقاليدها وأوقات الصلاة في كنائسها الكثيرة والاثرية، حيث يتمتع الكهنة بنفوذ كبير نجح في التصدي لمحاولات افتتاح ملاهٍ ليلية وفرض معايير اخلاقية صارمة على مجتمع تلك المدينة التي تبدو مثل خلية نحل بأسواقها القديمة وبيوتها المتلاصقة ومركز استقطاب لسكان تلك الناحية.
ويشرح مدير ناحية تل كيف باسم بلو ان هجرة المسيحيين العكسية الى شمال العراق وسهل نينوى بدأت عام 2003 بعد سقوط نظام البعث لاسباب عدة، منها السياسية والامنية والاقتصادية، ووصلت الى ما بين 4000 و 5000  عائلة، لكن انعدام فرص العمل وعدم استقرار الوضع الامني دفع قسماً كبيراً من هذه العائلات الى الهجرة الى الخارج. ويجزم بأن "كل مقومات قيام محافظة او اقليم سهل نينوى موجودة، سواء أكانت الموارد البشرية ام الاقتصادية من زراعة ونفط. ويشير الى وجود سد الموصل على نهر دجلة، أحد أهم موارد الثروة المائية الاستراتيجية في العراق كله". ويضيف: "المشكلة ليست في رأس المال وتأمين التمويل، وخصوصاً أن ثمة متمولين عراقيين مسيحيين كثراً على استعداد للاستثمار، بل هي في القرار السياسي وتأمين الاستقرار والهدوء".  

القوش وشراء الاراضي

القوش أكبر البلدات في منطقة نينوى الشمالية، واشتهرت بأنضواء اهاليها في الحزب الشيوعي وشدة بأسهم وحمايتهم لناحيتهم، وخصوصاً أنهم في غالبيتهم من الفلاحين والمزارعين، وفيها دير ربان هرمس الاثري أحد أقدم المواقع الاثرية المسيحية في الشرق، وخمس مدارس تضم نحو 1200 تلميذ  الى رياض اطفال ومدرسة مهنية متخصصة، وتزنرها الحواجز المسلحة عند مداخلها. لكن المشكلة ليست أمنية بل تتمثل في الهجمة على شراء الاراضي، ويقول الاهالي هناك: "بعد الفشل في تغيير الديموغرافيا لمصلحة العرب بدأت حملة الاغراءات والتحايل على القانون وتزوير صكوك البيع لشراء الاراضي التي تمكن الاهالي من التصدي لها بقرار منع البيع "للغرباء" تحت طائلة المسؤولية، ولأن غالبية الاراضي ملك لرهبان دير ربان هرمس الذين يرفضون بيع الارض، وأقصى ما يسمحون به هو الايجار للاغراض الزراعية". ويقول باسم بلو ابن القوش: "ايران ودول الخليج تمولان انصارهما لشراء ارضنا، وجزء كبير من مطالبتنا بإنشاء محافظة خاصة للاقليات هو لسن قوانين تمنع بيع الاراضي وتضع حداً للتحكّم في رقابنا".
الى الجنوب من القوش، وعلى امتداد السهل الفسيح، بلدة نموذجية تشبه البلدات الفرنسية بقرميدها الاحمر، هي الشرفية النموذجية التي لم يتبقَ من سكانها الذين يتبعون الكنيسة الشرقية القديمة سوى 300 نسمة يعتمدون على الزراعة وتربية الاغنام والابقار في أرض تدرّ لبناً وعسلاً، وفيها مدرسة الرها اللاهوتية لتأهيل الكهنوت وتضم 14 طالباً يتابعون دراستهم لاحقاً في معهد اللاهوت في عينكاوا. وفي الشرفية يروي الاب اسعد حنونة ان من يهاجرون انما ينتقلون الى المجهول. ويقول: "الفكر العربي لا يريد الاعتراف بالآخر. السنّة لم يعترفوا بالشيعة والاكراد واليوم الشيعة لا يريدون الاعتراف بحقوق السنّة، وهكذا دواليك في مسيرة فكر الغائي لا يقيم وزناً للتعددية والاقليات".
مدينة تل اسقف المجاورة للشرفية فسيحة، وكذلك كنائسها ومؤسساتها، وعند مداخلها ترتفع الحواجز المسلحة الى جانب قطعان الاغنام والابقار، مما يوحي أن اولئك المسيحيين انما يعيشون حياة الرعي وحمل السلاح لحماية وجودهم الذي تبدو عليه علامات الاهمال والحرمان الى أقصى الحدود. ويقول المسؤول عن الشباب في الحركة الديموقراطية الاشورية كلدو رمزي إن الفيديرالية جزء من الحل لكل مشكلات العراق، ويفترض ان يؤدي انشاء المحافظات الى تغيير كبير في طبيعة الامور، تماماً كما جرى في كردستان حيث يشهد المجتمع الكردي نهضة كبيرة بسبب سياسة التخطيط والانفاق المدروسة التي تنفذها قيادة الاقليم، في حين أن وضع البلدات والقرى والمدن في سهل نينوى لا يمكن مقارنته مع أي منطقة اخرى نتيجة تردي الخدمات وانعدام أبسط انواع الدعم الحقيقي والبناء.  

يراقبون سوريا
مسيحيو العراق يخشون على المسيحيين في سوريا أن يتعرضوا لما يتعرضون له من إرهاب وتنكيل، وهم يتفهمون مواقفهم ويجدها بعضهم مبررة رغم كل ما نالهم من نظام البعث وصدام حسين من قمع. ويسأل الوزير السابق يونان هوزايا: "تجوز المقارنة بين صدام حسين وبشار الاسد في بعض المسائل، وخصوصاً الاستخدام المفرط للقوة وقمع الحريات، لكن السؤال الكبير يتلخص في معرفة البديل اذا سقط النظام الحالي، هل هو الاسلام الاصولي أم النموذج الديموقراطي؟ وعلى حركة الاسلام السياسي أن توفر اجابات واضحة عن مسائل كثيرة مثل المواطنة وتقبل التنوع والتعددية وكيفية التعامل مع هذا الموزاييك الكبير في العالم العربي".
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
روبير شعيب : الحقيقة وراء الإنجيل المنحول الذي اكتشف في تركيا (2)

روبير شعيب : الحقيقة وراء الإنجيل المنحول الذي اكتشف في تركيا (2)

لقد تحدثنا في القسم الأول من المقالة عن تأريخ المخطوط الذي وُجد في تركيا (فرأينا أنه يعود إلى العام 1500 بحسب التاريخ المكتوب على صفحته الأولى) وعن الأخطاء اللغوية التي جعلتنا نشك نقديًا بهوية ناسخيه

 (الذين لا يمكن أن يكونوا رهبانًا أشوريين، نظرًا للأغلاط الكثيرة الواردة في الصفحة الأولى).

علمًا بأن المخطوط لم يتم عرضه بعض على العموم للدراسة والبحث إلا أن هناك تصاريح عن مضمونه من قبل السلطات التركية تمكننا من ربطه بإنجيل منحول يعرف باسم "إنجيل برنابا". فعلى الأرجح ما هذا النص إلا نسخة من إنجيل برنابا المنحول الذي يزعم كاتبه أن يسوع تنبأ عن رسول المسلمين ليس. فما هو هذا الإنجيل وما هي قصته؟

نظرة إلى تناقضات إنجيل برنابا

لن نقدم شرحًا تفصيلًا عن إنجيل برنابا، فهناك العديد من النسخ التي يمكن مراجعتها بسهولة على شبكة الانترنت (وكلا… الكنيسة لا تسعى إلى إخفاء نسخه كما يزعم البعض زورًا). ما يهمنا هنا هو أن ننظر في تناقضاته الكثيرة. ولذا قبل أن نتقدم بمقاربة علمية لتأريخ الإنجيل، سنتوقف للحظة على مكنون إنجيل برنابا مستعرضين بشكل خاص المعطيات المغلوطة.

– يصرح الكاتب معرفًا عن نفسه بأنه برنابا أحد الرسل الاثني عشر، ويعدد الرسل مخليًّا اسم "توما" الرسول. فيقدم لنا تناقضًا أولاً لأن كل الوثائق الأخرى والمخطوطات تبين لنا أن برنابا كان معاونًا للقديس بولس وقد عاون الرسول بولس في رحلاته التبشيرية وبالتالي بعد موت يسوع وقيامته (وبعد ارتداد بولس).

– يصرح يسوع في هذا الإنجيل أنه ولد في زمن بيلاطس البنطي، والذي يبدأ تاريخيًا في العام 26 بعد المسيح! وبهذا يناقض مختلف التواريخ التي يمكننا أن نستنتجها من المخطوطات الأخرى ومن رسائل القديس بولس.

– المؤلف يجهل أن "المسيح" هو مرادف لـ "كريستوس" ولذا من ناحية يسمي يسوع "يسوع كريستوس" ولكنه ينفي أنه المسيح – "مسيا" (الفصل 42)!!! (فليُسمح لي بالنكتة: حبل الكذب قصير، حبل الجهل أقصر!).

– يخلط المؤلف بين يسوع ويوحنا المعمدان فيضع على لسان يسوع الكلمات التي تُقال عن يوحنا المعمدان… في الفصل الثاني والأربعين يُسأل يسوع عما إذا كان المسيح، فينفي. يُسأل إذا كان أحد الأنبياء القدامي فينفي. فيقول له سائلوه: "من أنت؟ قل لنا لكي نحمل شهادة لمن أرسلنا" فيرد يسوع: "أنا صوت صارخ في كل اليهودية: ’أعدوا الطريق لرسول الله‘". كما ويضع كلمات أخرى ليوحنا على لسان يسوع، فيجعله يقول "أنه ليس أهلاً ليحل ربط حذاء رسول الله".

– ينفي النص كل ما يقوله العهد القديم عن عهد الله مع إبراهيم بأن يعطيه نسلاً من ابنه اسحق ويصرح أن وعد الله يتحقق في نسل اسماعيل.

– ويضع المؤلف على لسان يسوع اعترافًا بمحمد نبي المسلمين حيث يقول أنه شاء أن يرى يوم النبي المحمد فرآه وتهلل (وهذا تحريف لما يقوله يسوع عن ابراهيم في الفصل الثامن من إنجيل يوحنا، 8، 51). ويجعل يسوع يقول: "آه، يا محمد، الرب معك، وليجعلني أهلاً أن أحل سيور حذاءك، لأني إذا فعلت ذلك سأضحي نبيًا وصفيًا لله".

– يتحدث النص عن اليوبيل فيقول أنه يحدث كل مائة عام فيناقض سفر اللاويين (الفصل 25). هذا المفهوم لليوبيل يخون تأريخ الكتاب المتأخر. ففقط بعد عام 1300، في عهد البابا بونيفاسيوس الثامن، تم تقرير الاحتفال باليوبيل كل مائة عام. علمًا بأنه تم الرجوع للاحتفال كل 50 عامًا من البابا أكليمنضوس السادس (في عام 1343).

– تخون مقاطع عدة جهل المؤلف لجغرافية الأراضي المقدسة، فتبين أنه لا يمكن أن يكون الرسول برنابا. لا بل لا يمكن أن يكون مؤلفًا مر بالأراضي المقدسة.

– آدم وحواء (في الفصل الأربعين) يأكلون تفاحة. وهذا المفهوم يعود إلى الترجمة اللاتينية لسفر التكوين حيث لعب القديس أغسطينوس على التشابه بين كلمة "شر" وتفاحة" باللاتينية (malum). وعليه المؤلف يخون زمانه من خلال إشارة إلى مفهوم شاع في العصور التالية.

– يُظهر المؤلف في حديثه أنه يعرف فكر الشاعر الإيطالي "دانتي أليغييري" (1261 – 1321) وذلك لأنه يستعين بتصاويره في وصف الكثير من الحقائق الأخيرية.

– في الفصل الحادي والتسعين من الإنجيل المنحول يتحدث المؤلف عن "زمن الصوم الأربعيني" وهو زمن حدده المسيحيون في القرن الرابع بعد المسيح (وبالتحديد في مجمع نيقيا الأول، عام 325) وليس لهذا الأمر مقابل مماثل في التقليد العبري.

– الاستشهادات الآتية من العهد القديم لا ترتكز على النص العبري أو النص اليوناني بل على الترجمة "العامية" اللاتينية (فولغاتا – Vulgata) وهي الترجمة التي قام بها القديس هيرونموس وأنهاها بعد 15 عامًا من العمل في العام 405!

– هناك أيضًا أخطاء تاريخية فادحة. ففي الفصل الحادي والتسعين يتحدث المؤلف عن 600000 جندي روماني في اليهودية، رغم أن الوقائع التاريخية تقول لنا أن عدد كل الجيش الروماني في ذلك الزمان لم يكن يزيد على 300000 عنصر!

– وبالحديث عن الجيوش يزعم المؤلف بأنه كانت هناك ثلاثة جيوش في زمن يسوع بفلسطين القديمة، في كل منها 200 ألف جندي، علمًا انه لم يكن عدد سكان فلسطين كلها 200 ألف نسمة منذ 2000 عام، اضافة إلى أن الرومان كانوا يحتلونها ولذا كان مستحيلاً أن يكون فيها جيش نظامي إلا الجيش الروماني.

ما هذه التناقضات إلا بعض من كثير مما يتضمنه هذا الإنجيل المنحول. والمثير للاهتمام أن هذه التناقضات لا ترتبط فقط بالعهد القديم أو العهد الجديد أو جغرافيا وتاريخ زمان يسوع: المثير للاهتمام حقًا هو أنه يخالف وجهة نظر القرآن. الأمر الذي حدا ببحاثة مسلمين إلى رفضه ككتاب منحول وغير أصلي. سنستعرض في ما يلي رأي كاتب مسلم.

إنجيل برنابا المنحول يناقض القرآن أيضًا

أشهر المشككين بإنجيل برنابا وأصالته كان الكاتب المصري الراحل، عباس محمود العقاد، فقد كتب في جريدة "الأخبار" عدد 26 أكتوبر 1959 موضوعا عنه لخص تناقضاته بإيجاز حاسم.

وأهم ما كتبه العقاد، بحسب ما أورد موقع العربية.نت: "ان وصف الجحيم في انجيل برنابا يستند الى معلومات متأخرة لم تكن شائعة بين اليهود والمسيحيين في عصر الميلاد، وان بعض العبارات الواردة به قد تسربت الى القارة الأوربية نقلاً عن المصادر العربية".

وزاد العقاد وكتب: "ليس من المألوف أن يكون السيد المسيح قد أعلن البشارة أمام الألوف باسم محمد رسول اللّه".

وأضاف أيضا أن أخطاء تكررت في هذا المؤلف المنحول "لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمدة من الكنيسة، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن".

ومن السهل قراءة تناقضات "انجيل برنابا" مع القرآن فنراه يذكر مثلا أن هناك تسع سموات (بدل السبع) وعاشرها الفردوس.

كما يزعم – بحسب ما أفاد الموقع عينه – أن مريم العذراء ولدت المسيح من دون ألم، بينما يروي القرآن أنها شعرت بالمخاض الذي ترافقه الآلام.

هذا ويعتبر الكتاب محمد "مسيحًا" إلا أن الإسلام والقرآن لم يقل أبدًا أن محمد هو المسيح.

بعد أن دحضنا (وسخرنا!) من مكنون هذا الكتاب، سنتحدث في القسم المقبل من المقالة عن تأريخ هذا النص بحسب علماء التاريخ.

(يتبع)

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأب شربل رعد : القديس مارون: هل تعلم؟ (2) أين تقع منسكة القديس مارون؟

الأب شربل رعد : القديس مارون: هل تعلم؟ (2) أين تقع منسكة القديس مارون؟

هذا السؤال شغل بال الكثيرين من الباحثين. فمنهم مَن قال: في جبل البارداساغ في القورشيَّة، آخرون قالوا: في كفرنابو شمال حلب، وآخرون قالوا: في مغارة العاصي في لبنان.

لكن الأبحاث الأخيرة تثبت خلاف ذلك بالتمام. فمارون ليس من رهبان القورشيَّة، مع أنَّ  ثيودوريطس يضعه في مجموعتهم في الفصل الرابع عشر، وفي سيرته يقول بأنه هو الزراع لله هذا البستان النضر في القورشيَّة. فقد عاش مارون، على الأرجح، على تخوم أبرشيَّة قورش ضمن أبرشيَّة أنطاكية. وليس في كفرنابو لأنَّ مواصفاتها كموقع لا تتماشى مع ما حدَّده ثيودوريطس كوصف لمنسكة مارون، كونها تقع في وادٍ، كما أنَّه لم يُكتشف فيها بعد أي أثر لهيكل وثني. وليس في مغارة الراهب في لبنان المعروفة باسمه للأسباب عينها، ولأسباب غيرها لا مجال لذكرها وتعدادها. قبل الجواب، علينا وضع المعايير التي ترشدنا إلى ذلك.
ما هي المعايير التي تفيدنا إلى مكان تنسك مارون؟
 المعايير هي: أن يكون المكان رابية بني عليها هيكل وثني؛ أن يكون المكان بعيدًا عن الموصلات ليتلائم والحياة النسكيَّة أو النمط الذي عاشه مارون؛ أن يكون المعبد الوثني قد تحول إلى كنيسة؛ أن لا يكون في الموقع أي أثر لدير وإلا يكون قد دفن فيه.

هل تنطبق المعايير على هيكل قلعة كالوتا؟
 بالطبع نعم! فالمكان هو رابية، يعلو عن سطح البحر 560 مترًا. وكان قد شُيِّدَ على هذه الرابية هيكلٌ وثنيّ يعود إلى زمان الأشوريين؛ وبعده كان هناك هيكلٌ رومانيّ من زمان أنطونينو بيو، ويدعى هيكل "الآلهة الأقدمين". كذلك، هناك مسافة قريبة ما بين كالوتا ومدفن مارون في براد. كما أن المكان بعيد عن الطرق العامة وليس فيه أي أثر لدير أو مسكن رهبان. إذًا، فقلعة كالوتا هي مكان تنسك مارون، تقع شمال حلب وتبعد عنها حوالى 30 كلم و عن القورشيَّة 50 كلم. وهي ضمن نطاق أبرشيَّة أنطاكية، وقد تحولت إلى كنيسة في القرن الخامس.

 

زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
القدس : المسيحيون في الأراضي المقدسة يسعون إلى المصالحة (2)

القدس : المسيحيون في الأراضي المقدسة يسعون إلى المصالحة (2)

في ما يلي القسم الثاني من المقابلة مع المونسينيور صيّاح. بحسب رأيك هل هذا هو الدور الوحيد الذي يلعبه المسيحيون العرب بهذه الفعّاليّة؟

مونسينيور صيّاح: أعتقد أن باستطاعتنا التوسط. كما نستطيع أن نشهد. لا بد من التذكير بأنه أوكل إلينا بمهمّة المصالحة، وأعتقد أن هذه المهمّة بالغة الأهميّة في الحياة المسيحيّة فضلا عن الدور الذي يقوم به المسيحيون في مجالات التربية والتعليم والطب والأعمال الاجتماعية وهكذا دواليك. ومن وجهة النظر هذه نحن نقدم خدمات تتعدى نسبة قدراتنا من 1 إلى 2 % ولكننا نريد أن نكون سعاة مصالحة وحوار ومظهرين للمسلمين الحياة المسيحيّة الحقيقيّة.

هل  برأيكم أن التوتر ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو مسألة دينيّة أم عنصريّة؟
مونسينيور صيّاح: لا أعتقد أنها مسألة دينيّة.  لها بعد دينيّ، لأن المتطرفين موجودون في المجتمع اليهودي والإسلامي وهم ناقمون على الجميع، ولكني أعتقد أن في الأساس المشكلة هي مشكلة سياسيّة. هي مشكلة شعبين يحاولان تقاسم هذه الأرض وطمعهم  في السلطة.

هل مسؤوليّة المسيحيين كبيرة في الشرق الأوسط؟
مونسينيور صيّاح: ليست فقط لمسيحيّ الشرق الأوسط. بل هي بعد مهم جداً للكنيسة الجامعة. إن الكنيسة الجامعة تقول لكنيسة الشرق الأوسط: "لستم بمفردكم، نحن كنيسة واحدة. الكنيسة الجامعة معكم وأنتم قسم منها. ندعمكم. لديكم مهمّة. لديكم ما تقدموه لنا ككنيسة جامعة، ولكننا هنا لمساعدتكم. لا تشعروا بالوحدة". هذه رسالة بغاية الأهميّة. نشعر بامتياز كبير كوننا في الأراضي المقدسة. وهو امتياز لي كوني أسقف، حام لجماعتي وللكنيسة الجامعة. إن واجبي استقبال الحجاج.  صدف لي أن أكون أسقف في الأراضي المقدسة وهذا امتياز كبير، وفي الوقت عينه وجودي لا يعنيني فقط، ولكني موجود للكنيسة الجامعة أيضاً. بدأ كل شيء في الأراضي المقدسة وهي ملك للجميع. ليست ملكنا نحن كمسيحيي المكان. نحن من يحرسها. نحن هنا للحفاظ عليها ولمتابعة الحياة المسيحيّة للعالم المقبل أجمع؛ ولعيش هذا الاختبار المميز والسير فعلا على حجارة أورشليم، وللسير على جبال الجليل حيث سار المسيح بذاته.

ماذا يمكن للكنيسة الجامعة أن تفعل؟
مونسينيور صيّاح: أولا القدوم إلى الأراضي المقدسة. أعتقد أنكم بقدومكم سوف تساعدونا كثيراً، حتى ماليّاً، وسنشعر بأننا تحت تصرّفكم. ثانياً، التحدث عن الوضع في الشرق الأوسط. لأن الشعوب المحليّة لم تحدد بعد الوضع في فلسطين. إن المجتمع الدولي قد خلق هذا الوضع. ولذلك عليهم التصرّف لحلّ هذه المشكلة. لأن الشعوب المحليّة لا يمكنها معالجة الموضوع. نشكر الله، هناك مبادرات الآن: وبالأخص يبدو أن الولايات المتحدة تعمل بجدّ، بينما أوروبا ساهمة دوماً. ثالثاً، تابعوا المساعدة لمشاريعنا. لو أنني اتكلت على شعبي لما أمكنني أن أتخيل يوماً أني قد أتمكن من صناعة مركز رعوي، كلفته حوالي مئات الآلاف من اليورو. إذاً، أساساً، هذا هو الدور الذي أراه للكنيسة الجامعة: مساعدتنا بإعالة المكان، ليس لنا فقط، بل للكنيسة الجامعة ذاتها.   

قام بهذه المقابلة مارك ريدمان لـ Where God Weeps” " مجلّة أسبوعيّة تلفزيون وراديوفونيّة من إنتاج راديو كاتوليكا وتلفيزيون نيتورك بالتعاون مع المؤسسة الخيرية الكاثوليكيّة الدوليّة "عون الكنيسة المتألمة".

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
زينيت : روبير شعيب : يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة (2)

زينيت : روبير شعيب : يسوع الناصري ووسائل الاتصال الحديثة (2)

"انتبهوا كيف تقرأون"، إذا كانت الأناجيل تنقل لنا على لسان يسوع هذه الكلمات التي ينبه فيها على طريقة قراءة وفهم الكتاب المقدس وتفسيره، فهذا يعني أن هناك طرق مغلوطة في قراءة كلمة الله.

لعل إحدى القراءات الشائعة لنصوص الأناجيل هي القراءة المليئة بالصور والأفكار المسبقة، التي تجعلنا نرى في النص الكتابي ما ليس موجودًا فيه بالواقع، أو التي تحجب عن عيوننا وأفهامنا ما يتضمنه النص الكتابي بحد ذاته. غالبًا ما ننظر إلى الأناجيل كدليل أخلاقي يعلمنا ما يجب فعله أو ما لا يجب فعله.

كثيرون منا يقرأون الأناجيل وأول ما يريدون أن يصلوا إليه هو العبرة من النص. هذه القراءة ليست مغلوطة بحد ذاتها، ولكن النظر إلى الكتاب المقدس وإلى الأناجيل من هذا المنظور يشكل فشلاً في إدراك عمق الرسالة الإنجيلية. القراءة الأخلاقية البحت تحرمنا من الدهشة التي هي نقطة انطلاق لا بد منها لاكتشاف فرادة وجاذبية يسوع الناصري. هذه القراءة المليئة بالدهشة والانذهال كانت قراءة كبار آباء الكنيسة والقديسين مثل القديس برندروس، القديس بونافنتورا، والقديس أغناطيوس دي لويولا الذي أسس منهجية صلاته و "رياضاته الروحية" على قدرة تصر يسوع وإعادة بناء الإطار الذي تجري فيه وقائع الأحداث الإنجيلية، للدخول ليس فقط في فهم ما يقوله يسوع، بل للشعور بالإطار السردي والعاطفي الذي يرافق مقولاته وأفعاله.

لا بد لمن يقارب الأناجيل أن يتعلم أن يعيد النظر إليها بـ "عيون بسيطة"، فيرى أبعد من الأفكار والأحكام المسبقة جدة الإنجيل، ويسمح لعنصر المفاجئة أن يلمسه من جديد. فكم من المرات نقرأ الأناجيل بممل ولسان حالنا يقول: "أعرف كيف ينتهي هذا النص". سنتعمق في أقسام المقالة المقبلة بالنوايا العميقة التي دفعت إلى كتابة الأناجيل (وذلك لكي نسعى قدر الإمكان أن نفهمها بحسب نوايا كتّابها)، وسننظر من ثم في بعض بوادر يسوع التي تبين عبقرية التواصل في كلامه وحياته.

(يتبع)

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : كلاس: امتحانات الدورة الثانية في فرعي كلية الاعلام في 2 تشرين الثاني

لبنان : كلاس: امتحانات الدورة الثانية في فرعي كلية الاعلام في 2 تشرين الثاني

أعلن عميد كلية الاعلام والتوثيق الدكتور جورج كلاس عن "مباشرة امتحانات الدورة الثانية في فرعي الكلية الأول والثاني، ابتداء من صباح الاربعاء في 2 تشرين الثاني المقبل".

ودعا كلاس "الأساتذة للحضور الى الكلية وبدء العمل للتحضير للعام الجامعي ومواكبة الامتحانات". وشكر بإسم أساتذة الكلية "الدولة على إنصافها لأساتذة الجامعة، ورابطة الأساتذة المتفرغين على جهودها في تحقيق هذا الانجاز التاريخي".
 
وطنية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الملتقى الإعلامي العربي يرصد الأكثر تأثيراً في الإعلام العربي [2]

الملتقى الإعلامي العربي يرصد الأكثر تأثيراً في الإعلام العربي [2]

نظّم الملتقى الإعلامي العربي استبياناً لاختيار الأفضل إعلاميّاً على المستوى العربي. وقد اختير في مجال الاستثمار في مجال الإعلام الوليد بن طلال ووليد الإبرهيم ونجيب ساويرس، وغسان تويني

ومحمد حسنين هيكل وسلامة أحمد سلامة وأحمد رجب وسمير عطا الله وجهاد الخازن وفؤاد الهاشم ورشيد نيني في مجال الكتّاب العرب، فيما أختير كل من منى الشاذلي ومحمود سعد ويسري فودة وزاهي وهبي وتركي الدخيل وفيصل القاسم وأحمد المسلماني ومحمد العوضي في مجال المذيعين العرب، أما في تصنيف المؤسسلات الإعلاميّة فاختيرت "مؤسسة أبو ظبي للإعلام"، مجموعة "MBC"، مجموعة "الجزيرة"، إذاعة "BBC"، "المجموعة السعوديّة للبحوث والتسويق"، موقع "إيلاف"، قناة "CNBC" وجريدة "الحياة".

المذيعون العرب…
منى الشاذلي: إعلامية مصرية تقدم برنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم 2"، وقد درست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة.
محمود سعد: إعلامي وصحافي مصري، بَدأَ مشواره الإعلامي في مجلة "صباح الخير" عام 1978  في الصَّفحة الفنيَّة ثم رئيساً للقسم الفنِّي، وعَمِلَ رئيساً لمكتب جريدة "الوَطَن" الكويتيَّة في القاهرة عام 1984  حتى 1994 أثناء عمله بِمجلَّة "صباح الخير"، ثُمَّ شَغَل مَنصِب رئيس تحرير مجلَّة "الكواكب" في الاعوام  2001 و2006.
يسري فودة: إعلامي مصري ساهَم في تأسيس قناة "الجزيرة" القطريَّة وكان أحد وجوهها حتى استقال منها عام 2009. بدأ في 1998 إنتاج برنامجه "سِرِّي لِلغايَة" الذي استَقطَب بموضوعاته وطريقة مُعالجَتُه فئة واسعة مِن المُشاهدين، وقد حَصَلَت أولى حلقات البرنامج على الجائِزة الفِضيَّة لـ"مهرجان القاهِرة للإنتاج الإذاعي والتلفزيون"، استقال من "الجزيرة" عام 2009، ويُقدِّم الآن بَرنامِج "آخر كلام" على قناة "ON TV".
زاهي زهبي: إعلامي وشاعر لبناني، بدأ مشواره الإعلامي بالعمل في مجال الصَّحافة منذ عام 1985، وأعدَّ وقدَّم برامج عديدة أشهرها "خليك بالبيت" الذي استمر عرضه 20 عاماً، وبرنامج "ست الحبايب"، ويكتُب كل خميس في جريدة "الحياة "، وكُل أسبوع في مجلَّة "زهرة الخليج"، وقد اختارته مجلتا نيوزويك "الطبعة العربية"
و"آرابيان بزنس" واحداً مِن الشَّخصيَّات العربيَّة المُؤثِّرَة.
تركي الدخيل: إعلامي وصحافي سعودي، اشتهر ببرنامجه "إضاءات". عَمِلَ في الصَّحافَة منذ عام 1989 واحترفها عام 1994: "الرياض"، "عكاظ"، "الشَّرق الأوسَط"، "المجلة"، "الحياة"، عَمِلَ مُراسِلاً سِياسيَّاً لإذاعة "مونتي كارلو" في السعودية، ثُمَّ مُراسِلاً سِياسيَّاً لإذاعِة MBC" FM" عام 1999، وبعدها انتقل إلى محطَّة "MBC" والى "العربية" عام 2002.
فيصل القاسم: إعلامي سوري، عمل مقدماً ومعداً للبرامج العربية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بين  عامي  1988 و 1989، مقدم برامج في "MBC" عام 1991، ومقدم برامج إخبارية في قناة "بي بي سي" العربية بين الاعوام 1994  و 1996، وانتقل إلى قناة "الجزيرة" واكتسب شهرته من خلال برنامجه الأسبوعي "الاتجاه المعاكس".
أحمد المسلماني: إعلامي مصري، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، صحافي في جريدة "الأهرام" منذ عام 1991، وكاتب في جريدة "المصري اليوم".
يقدم برنامج "الطبعة الأولى" على قناة "دريم 2"، ويتميز بالدقة والشرح المبسط
لقضايا معاصرة.
محمد العوضي: صحافي كويتي وكاتب في عدد من الصحف والمجلات، ينشط في مجال تعزيز الأخلاق والتدين في المجتمع وتحديداً لدى الشباب، وهو تخرج من كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الكويت.

المؤسسات الإعلامية…

مؤسسة أبو ظبي للإعلام: تعود أصول "شركة أبو ظبي للإعلام" إلى عام 1969 عندما أنشأت جريدة "الاتحاد" و"قناة أبو ظبي" و"إذاعة أبو ظبي"، وفي عام 1996 تم إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون التي ضمت "قناة أبو ظبي" و"إذاعة أبو ظبي" إليها، وفي 1 كانون الثاني 1999 صدر قرار اتحادي بضم الهيئة و"مؤسسة الاتحاد للصحافة والطباعة والنشر" لِتُصبِحا "مُؤَسَّسَة الإمارات للإعلام"، وقد عَمِلَت المؤسسة تحت هذا المسمى حتى عام 2007 حينما تم تأسيس "شركة أبو ظبي للإعلام" وهي شركة مملوكة من حكومة أبو ظبي.
مجموعة MBC: تأسست عام 1991  في لندن كأول قناة عربية فضائية خاصة وغير مشفّرة في العالم العربي.
تضم مجموعة "MBC "7 قنوات تلفزيونية، وإذاعتين ومجلة أسبوعية ترفيهية، بالإضافة إلى مواقع إلكترونية وشركة إنتاج، ومقرها الرئيسي في "مدينة دبي للإعلام".
مجموعة الجزيرة: شبكة تلفزيون مقرها الدوحة في دولة قطر، تنافس كبرى القنوات العالمية باللغتين العربية والإنكليزية. وقد بدأت بوصفها قناة فضائية للأنباء العربية والشؤون الجارية ومنذ ذلك الحين توسعت الشبكة بعدد من المنافذ من خلال الإنترنت وقنوات تلفزيونية متخصصة في لغات متعددة في مناطق عدة من العالم. وقد أثار طموح قناة الجزيرة في بث الآراء المخالفة جدلاً في دول الخليج العربي، واكتسبت المحطة اهتماماً عالمياً في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001  عندما كانت القناة الوحيدة التي تواكب الحرب على أفغانستان.
إذاعة "BBC" عربية: بدأت "بي بي سي" العربية البث عام 1938. توفر الأخبار العربية والدولية. وكما تتضمن برامج تعليمية ولاسيما تعليم اللغة الإنكليزية.
إيلاف: موقع تأسس في 2001 عن طريق الصحافي السعودي عثمان العمير. مشروع إعلامي متكامل ومستقل. ويحتوي الموقع على أقسام مختلفة ترصد أخبار العالم والمنطقة العربية.
Cnbc عربية: القناة التلفزيونية الأولى في الوطن العربي التي تركز على قضايا المال والأعمال، وتبث باللغة العربية على مدار الساعة.
جريدة "الحياة": يومية سياسية عربية دولية مستقلة، صدرت في عام 1946، اختارت لندن مقراً رئيسياً. منذ عهدها الأول كانت سباقة في التجديد شكلاً ومضموناً.
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
ندوة بعنوان: « قانون الانتخاب (2) في المركز الكاثوليكي للإعلام

ندوة بعنوان: « قانون الانتخاب (2) في المركز الكاثوليكي للإعلام

عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام بعنوان:  " قانون الانتخاب (2)، تخللها التطرق إلى ألاحداث الأليمة التي جرت في مصر والوقوف

 دقيقة صمت عن أرواح الشهداء الأقباط الذين سقطوا، شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، الأستاذان علي دندش وطلال المقدسي، وحضرها: أمين سرّ اللجنة، الأب يوسف مونس، المسؤول عن فرع السمعي البصري في اللجنة، الأب سامي بو شلهوب، الارشمندريت انطوان نصر، ممثل الطائفة القبطية في لبنان، الأب انطونيوس ابراهيم، مدير إذاعة لبنان الحرّ، الأستاذ طوني مراد، العميد المتقاعد يوسف نادر، ومن الرابطة المارونية، العميد بردليان طربية،  وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين.

بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالمنتدين والحضور وقال:

تأتي ندوتنا اليوم في خضّم الأحداث التي تعصف بإخواننا المسيحيين في مصر، فلا بد لنا من أن نشجب بقوة أعمال العنف والوحشية التي تعرضوا لها، وسقط من جرائها العشرات من القتلى والجرحى.

أضاف: "الجميع مدعوون مسلمون ومسيحيون إلى تغليب روح المحبّة والتسامح والتضامن على روح الشر والقتل لأن في ذلك صوناً لكرامة الإنسانيّة وتعزيزاً للروح الوطنية، ولا يسعنا إلا أن نستمطر الرحمة على أرواح الشهداء الأبرار، والعزاء لذويهم، وأن نتمنى الشفاء العاجل للجرحى".

تابع: "ندوتنا اليوم، تندرج في إطار تقديم مشاريع قوانين الإنتخاب ومناقشتها في إطار تنوير الرأي العام المسيحي، كي يسهل فهم هذه المشاريع في إطار الكلام الكثير عنها. وموضوعنا اليوم هو "مشروع قانون: صوت واحد لكل مواطن" يقدمه لنا الأستاذ طلال مقدسي وموضوع آخر "الحملة الوطنية للنسبية" يقدمه الأستاذ علي دندش، دون أن نغفل الكلام على المشروع الذي قدمه بالأمس معالي وزير الداخلية العميد مروان شربل "النسبية مع اللوائح المفتوحة" .

وختم بالقول: نأمل أن تفي هذه الندوات بالغرض المطلوب ويتعرف المواطنين على المشاريع المقدمة من أجل بناء وطن الديمقراطية".

ثم تحدث الأستاذ علي دندش فقال:

استنكر أولاً الأحداث الأليمة التي وقعت في مصر وأشار إلى أن هذه الأحداث كانت بين قوى الجيش والشرطة  وبين المحتجين من الأقباط، والمسلمون في مصر المعروفون بإنسانيتهم وتسامحهم كانوا إلى جانب الأقباط وقاموا بتقديم المساعدات الممكنة للقتلى والجرحى، أما التطرف الحاصل إسلامياً فكان من السلفيين الوهابين.

تابع: " المفاضلة في الدول الديموقراطية بين النظام الأكثري والنسبي تتم في عملية انتخاب خارج القيد الطائفي. أما في لبنان فإن النظام المعتمد حتى الآن هو نظام أكثري مع الصوت الجمعي للناخب واعتماد التوزيع الطائفي والمذهبي والجغرافي للمقاعد (المادة 24)".

وفي النظام النسبي النسيج اللبناني متمثل بأكمل صورة في الدائرة الواحدة، ويساهم في الاندماج الوطني، ويكون تطبيقه أفضل كلما كبرت الدائرة، وتتمثل فيه جميع القوى والتيارات التي لها امتداد وطني، يؤدي إلى اعتدال الخطاب الموجه إلى جميع اللبنانيين وإلى نشوء الأحزاب الوطنية، ويخفف من النزعات المتطرفة.

ومن حسنات النظام النسبي: 1) تتمثل فيه جميع القوى والتيارات، 2) يصبح مجلس النواب هو مركز الحوار، ويخلق الاستقرار بدل الحروب الأهلية، وتزيد نسبة المشاركة من الناخبين لأن  لصوت الناخب قوة، 3) يؤدي إلى تطوير وتحسين الحياة الحزبية وتكون اللائحة هي الاساس وبرنامجها المقياس، تلتزم بالبرنامج وتحاسب على أساسه بينما الأكثري رفقة طريق ولا محاسبة، 4) المساواة بين الناخبين ( قوة واحدة للصوت الانتخابي)، 5) القضاء على التكتلات المذهبية والاقطاعية حتى ضمن الطائفة الواحدة،  6) يخفف دور المال السياسي،7) يؤدي إلى الاعتدال والخطاب المعتدل ويساهم في نشوء وازدياد دور الأحزاب الوطنية.

وختم بالقول: لا خوف من اعتماد هذه الطريقة لأنها سهلة وبالإمكان تطيبق الفرز بشكل ميسر وسهل.

ثم كانت كلمة الأستاذ طلال مقدسي عن "مشروع قانون صوت واحد لكل مواطن" فقال:

الذي جرى في مصر شنيع وقمعي وطلب إلى الجميع الوقوف دقيقة صمت عن أرواح هؤلاء الشهداء. ثم شكر وزيري الداخلية السابق زياد بارود والحالي  العميد مروان شربل على أنهما عملا على إيجاد قانون انتخابي يمثل اللبنانيين ويحترم الطائف.

أما القانون الذي اقترحه شخصياً كبديل لقانون النسبية في حال عدم إقرار هذا الأخير ضمن المهل القانونية، فهو "قانون صوت واحد، لنائب واحد"، إي أن يحق لكل مواطن أن يختار نائباً واحداً لتمثيله…

أضاف هذا القانون يتميز بالتالي:

1)ممكن اعتماد القضاء أو المحافظة كدائرة انتخابية، 2) يمكن لأي مواطن إلى اي طائفة انتمى أن يختار ممثلاً له من أي طائفة يشاء، فتترسخ فكرة المواطنية بالممارسة والفعل وليس بالقول فقط، 3)تتقلص إمكانية المحدلة أو البوسطة الانتخابية، فيضطر أصحاب النفوذ والمتسلطين لترشيح أفضل ما عندهم ممن لهم شأن وخدمات وتواصل مع القاعدة الشعبية ومن هو معروف من قبل الناخبين، 4) تفسح المجال أمام الكثير من المؤهلين لدخول الندوة من المشرعين القانونيين ورجال الأعمال والصناعيين الأكفاء بدل المصفقين التابعين وما أكثرهم، 5) تجعل صوت كل مواطن ذا شأن، فتقبل على ممارسة حق الاقتراع شريحة كبيرة من اللبنانيين كانت امتنعت عن ممارسة هذا الحق منذ سنوات بسبب القوانين التي فرضت وتفرض عليهم راي الأخرين، 6)يمكن فرز الأصوات وإعلان النتائج خلال ساعات معدودة من إقفال أقلام الاقتراع، 7) يتساوى جميع المواطنون في ممارسة حقهم بانتخاب ممثل واحد عوضاً عن وضعنا الحالي، 8) تختلط الأوراق فتقرز مجلساً مختلفاً، بتحالفات مختلفة مبنية على افكار وبرامج وسياسات وطنية مختلفة.

وعن الشروط  التي لا تنازل عنها في الانتخابات المقبلة قال:

أولاً: حكومة انتخابات، من غير المرشحين لمدة 6 أشهر. ثلاثة أشهر منها تحضيراً للإنتخابات، وثلاثة أشهر من بعدها ريثما يتأقلم النواب الجدد مع واقعهم الجديد وتفرز الندوة النيابية تحالفات جديدة مرتكزة على أهداف ومشاريع سياسية وتنموية بدل التحالفات المذهبية والطائفية.

ثانياً: لا يحق لمن رسب في الانتخابات أن يحصل على مركز وزاري لأن من رفضه أهله ومنطقته لا يحق له أن يصبح وزيراً على مستوى الوطن.

ثالثاً: فصل النيابة عن الوزارة.

رابعاً: انتخاب اللبنانيين في السفارات والقنصليات اسوة بالبلدان الأخرى وعلى اقله واستثنائياً لمرة واحدة في البلدان العربية حيث السفارات متوافرة.

المركز الكاثوليكي للإعلام

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الوجود المسيحي في المشرق العربي: حاضر متشبث بالماضي، وماضٍ يقتحم الحاضر (2)

الوجود المسيحي في المشرق العربي: حاضر متشبث بالماضي، وماضٍ يقتحم الحاضر (2)

خاص ليبانون فايلز : هناك مسألة عدم النسيان التي تتشبث في الذاكرة التاريخية لكل من المسيحيين والمسلمين معاً وتفعل فعلها حتى اليوم، وتؤثر في العلاقات في ما بينهم. فالمسيحيون يسترجعون بأسى

ومرارة تجربة "أهل الذمة" ومعاناتهم مع الأنظمة والمجتمعات الإسلامية، ما يجعلهم ينظرون بريبة وشك إلى وجودهم تحت حكم أنظمة إسلامية لا تعرف الديمقراطية ولا تختلف كثيراً عن سابقاتها. في المقابل، يسترجع المسلمون تجاربهم التاريخية مع العالم المسيحي، من صليبي وبيزنطي واستعماري وانتداب، تحت شعاري "الصليبية" و"الصليبية الجديدة"، وما تعرضت له "دار الإسلام" من اعتداءات على أيدي القوى المسيحية وتحالفاتها مع المسيحيين المحليين، ويرون أنها لم تنته وتستمر من دون انقطاع حتى اليوم. صحيح أن اعتماد الديمقراطية والدولة المدنية، قولاً وممارسة، يمكن أن يكون وسيلة خلاص وتقارب ودمج اجتماعيين بين المسلمين والمسيحيين في المجتمعات العربية الإسلامية، إلا أن غياب الديمقراطية في العالم العربي الإسلامي الذي يصيب المسيحيين والمسلمين على السواء، كما الإرهاب "الإسلامي"، فضلاً عن ضعف حجم المسيحيين الديموغرافي ومستوى تمثلهم في النظام والسلطة، والتعاطي مع المجتمعات العربية والإسلامية من منطلقات أقلوية، ونظرة "الآخر" إليهم، ومهادنة الغرب لأنظمة حكم عربية ظالمة وقاهرة وفاسدة، جعل ويجعل معاناة المسيحيين المحليين أعظم، ما يشكل عائقاً أمام تمتعهم بكامل حقوقهم كمواطنين متساوين بالمسلمين. وهذا يعود إلى أن بعض المجتمعات العربية التي يعيشون في ظلها وتدعي الإسلام، أو تطبق الشريعة الإسلامية، أو تستلهم منها، تستعيد بفخر تجربة تاريخية سياسية – اجتماعية حول الانقسام المجتمعي على أساس مسلم ومسيحي. لقد قامت الدول الإسلامية والأنظمة الإسلامية على التمايز المجتمعي بين المسلمين والمسيحيين، باعتبار أن المسلمين هم وحدهم الأمة صاحبة السيادة، فيما المسيحيون مواطنون من الدرجة الثانية عليهم التزامات تجاه الدولة والمجتمع الإسلاميين، من دون أن تُقدم لهم الحماية وفق ما يقتضيه نظام "أهل الذمة" في الأصل، بأن يكون الذمي في حماية الدولة الإسلامية  ورعايتها.

 

إن الانقسام في المجتمعات الإسلامية، والعربية تحديداً، بين مسلم ومسيحي، منع عملية حصول اندماج مجتمعي في الماضي، ويستمر هذا في الوقت الراهن. صحيح أن الولاء للدولة هو الذي يحدد موقف السلطة من المسلم والمسيحي على حد سواء، إلا أن في التاريخ الإسلامي الوسيط والحديث شواهد كثيرة على معاملة سيئة للمسيحي، رسمياً واجتماعياً، يُضاف إلى ذلك عدم الثقة به، وصولاً إلى اتهامه بالتآمر مع الخارج ضد الإسلام، كلما تعرضت "دار الإسلام" لخطر مسيحي آتٍ من الخارج، وبالتالي تحميل المسيحي المسؤولية عما تتعرض له "دار الإسلام" وبالتالي دفعه إلى الفرار والهجرة، وما ينتج عن ذلك من خسارة البلدان العربية والإسلامية للمسيحيين كوطنيين ورجال اقتصاد وكوادر علمية وفنية وثقافية خلاقة منفتحة على الغرب.

 

مع نشوء الدول العربية بعد الحرب العالمية الأولى، كان من المنتظر أن يطرأ تحسّن على أوضاع المسيحيين العرب، نظراً إلى الطروحات العلمانية والمساواة التي نادت بها بعض الأحزاب والأنظمة الحاكمة، وإلى أن كل دساتير الدول العربية كفلت المساواة في الحقوق والواجبات وعدم التمييز بين المواطنين علي أساس الدين أو اللون أو العرق. لكن هذا لم يحدث للأسف إلا في حالات قليلة ومرحلية، على الرغم من نشوء أحزاب علمانية، كحزب الوفد في مصر، والحزب الشيوعي، والحزب القومي السوري الاجتماعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية. لقد دعا المسيحيون مبكراً إلى التمايز بين الإسلام والعروبة، وأن تكون الأخيرة قاعدة التلاقي بين الشعوب العربية، بغض النظر عن الدين. لكن خلط المسلمين بين الإسلام والعروبة ومحاولتهم التوفيق بينهما بالحديث عن "عروبة الإسلام" (شكيب أرسلان، عمر فروخ الخ…)، تسبب بتباعد بين المسيحيين والمسلمين أثناء النضال من أجل التحرر من الهيمنة الاستعمارية. ومن المسلمين القلائل الذين رفضوا ربط العروبة بالإسلام على سبيل المثال، محمد جميل بيهم، حين قال: "ليس العروبة هي الإسلام، ولا الإسلام هو العروبة".

 

وعلى الصعيد الاجتماعي، صحيح أنه لا يمكن الحديث عن اندماج مجتمعي بين المسلمين والمسيحيين بالمعنى الصحيح قبل تنامي المد الأصولي الإسلامي في العالم العربي، إلا أن ذلك لم يتسبب في الماضي (العثماني) بكسر حاد بين أبناء الطائفتين باستثناء حالات قليلة معينة، كلبنان العام 1860 أو العراق في خلال ثورة العشرين. كانت العلاقات البروتوكولية والوظيفية والتلاقي في المدارس والجامعات وفي المؤسسات ودوائر العمل تخفف كثيراً من حدة الانقسام بين أبناء الطائفتين الإسلامية والمسيحية. وفي الماضي وكما اليوم، لا يزال لدينا بعض المسلمين العلمانيين الذين يتقبلون المسيحيين ويريدون التعايش معهم، ولدينا مسلمين لا يجنحون إلى العنف، لكنهم يفضلون انقسام مجتمعي على أساس مسلم و"أهل ذمة". وفي الفترة الأخيرة، مع نمو الأصولية المتطرفة وثقافة عدم التعايش مع "الآخر" المسيحي، وبالتزامن مع السياسة الأميركية المدمرة في المنطقة، بدأ مسلمون يعتبرون أن الإسلام كدين هو المستهدَف، وأخذوا ينظرون إلى دينهم على أنه هويتهم بديلاً من هويتهم الوطنية، ويسعون في الوقت نفسه إلى إقامة دولة ومجتمعاً إسلاميين. وهذا ما أدى إلى التباعد بين أبناء الطائفتين، وجعل مسلمين أصوليين متشددين يستهدفون "الآخر" المسيحي في الداخل، وصولاً إلى تخوين كل ما له علاقة بالغرب، ثقافة ودين، حتى المسلمين من غير أفكارهم. واليوم، لم يعد "الآخر" هو المسيحي فحسب، بل أصبح هناك "آخر" ضمن المسلمين، وخاصة بين السنّة والشيعة في العراق ولبنان والبحرين وسورية.

 

إقرأ غداً:

المسيحيون في لبنان وسورية: من الريادة إلى التهميش

بقلم عبد الرؤوف سنّو – أستاذ في الجامعة اللبنانية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : الجمهورية : بطريرك الموارنة وبطريركيتهم (2)

لبنان : الجمهورية : بطريرك الموارنة وبطريركيتهم (2)

البطريرك الماروني في وجدان الموارنة واللبنانيين كرّس المجمع البطريركي الماروني نَصّين أساسيين في شأن البطريركية المارونية والبطريرك. ففي الملف الثاني الذي عنوانه «التجدّد الراعوي والروحي

  في الكنيسة المارونية في الهيكليات وفي الاشخاص» عرض النص الخامس لموضوع «البطريركية والابرشية والرعية»، فيما عرض النص السادس لموضوع «البطريرك والأساقفة».

اعتبر النص الخامس أنّ الكنيسة المارونية «حافظت على وجودها بفضل تعلّقها ببطريركها كرئيسٍ وأبٍ لها، وبالمركزيّة التي يشكّلها فيما يمارس دوره… فسلطان البطريرك سلطانٌ أسقفيّ عاديّ ومألوف ومكانيّ على كلّ كنيسته داخل النطاق البطريركيّ، وشخصيّ على أبنائها أينما وجدوا». ويضيف هذا النص أنّ الكنيسة البطريركية المارونية امتازت بالمجمعيّة، التي أسهمت في المحافظة عليها كنيسة واحدة لا شقاق فيها.

أما النص السادس من أعمال المجمع البطريركي الماروني فعرض لمقاييس اختيار البطريرك وصفاته، وارتكز في ذلك على «المقاطع الكتابيّة التي تبيّن الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المختار (للبطريركيّة): مناشدة بطرس للرعاة حتّى يسهروا على القطيع وفق مشيئة الله بكل نشاط، ووصايا بولس لـ تيموتاوس يحثّه فيها على الأمان والقداسة وعدم المحاباة. وتتجلّى هذه الصفات بنوع خاص في صلاة السدر التي تستدعي الروح القدس على المنتخب الذي "يقبل موهبة الحبريّة العظمى، ليكون مدبّرا صالحا وقيّما حريصا وراعيا صالحا". ويصلّي المحتفل، رئيس المجمع، إلى الرب حتى "يزيّن المنتخب بالقداسة والطهارة، ونقاوة الروح والسيرة الصالحة والتواضع…».

ووَعي الموارنة لدعوة بطريركهم عبر مسارهم التاريخي الذي يَتّسِم بالاضطراب في علاقته مع المحيط، وفي التناقض معه. فترسّخت في وجدان الموارنة دعوة البطريرك ورسالته في وسط شعبه، واتصل دوره «بالجسداني والروحاني» على السواء. وفي هذا السياق، ما انفكّ المطران انطوان حميد موراني يكرر في كتاباته أن البطريرك الماروني هو ذلك «المبارك الآتي باسم الرب»، وهو وفق العلّامة البطريرك مار اسطفان الدويهي، ذلك الذي دعاه الله «ليتقدم على شعبه وليتكلّم عليه». والكلمة التي أعطي للبطريرك أن يفوه بها هي كلمة الله المتجسدة، أي أن كلام بطريرك الموارنة في شعبه هو أوّلا إعلان للبشرى الجديدة والمفرحة بالمسيح في وسطه، البشرى بالله الذي يعيش في «خفاء» بين وهاد الأرض وقممها في البقعة الممتدة من القورشية إلى أقاصي الأرض.

ولعلّ أبرز المفارقات التي تبدو جليّة في تاريخ الموارنة ذات الجذور الانطاكية السريانية، تكمن في ارتباط تاريخهم بتاريخ لبنان، أصغيرا كان أم كبيرا، أضاقت مساحته أم اتسعت، أنَعمَ برغيد العيش أم عانى ظلف الحياة وقساوتها. في الواقع، لا يتنكر اللبنانيون، وإن اختصموا في الرأي بين من يؤيّد توجّه البطريرك الوطني أو من يعترض عليه، لمرجعية بكركي الوطنية، مرجعية عليا يلجأون إليها في أوقات الشدائد. فاللبنانيون من دون استثناء، يدركون بطريقة واعية موقع البطريرك الماروني، على اعتبار أنهم يدركون أنه متى اشتدت الظروف على بعضهم، أو متى أصبح بعضهم الآخر معزولا إلّا من إرادة الحياة، تَنكّبَ بطريرك الموارنة مسؤولية الدفاع عنهم، ووجد فيه أولئك في لحظات العثار تلك نصيرا ومحاميا. ألم يطالب البطريرك بولس مسعد من السلطان العثماني إبّان زيارته للآستانة إعفاء المسلمين اللبنانيين من الخدمة الإجبارية أسوة بإخوانهم المسيحيين؟ فالبطريرك الماروني يحتلّ في الوجدان التاريخي الماروني واللبناني على السواء موقعا قلّ نظيره، وهو يمثل المرجع القيمي الذي ثبّت استقلال لبنان وديمومته على مدى عشرات العقود.

البطريركية المارونية المؤسسة المارونية الوحيدة الثابتة في الوجدان الماروني

اختلف الموارنة، منذ أن كانوا، مع غيرهم من المسيحيين الذين تجاوروا معهم في المجال الإنطاكي، وعلى مدى الشرق كله. اختلف الموارنة مع غيرهم إمّا في العقيدة، وإمّا في مقاربة مفاهيم الحرية، وإمّا في التصديّ لإشكاليات العلاقة مع من هم من غير دينهم، وما استطيبوا إلّا قربى كنيسة غربية تفصلها عنهم مسافات في المكان والزمان والثقافة. لقد دفع الموارنة، جرّاء نزعتيهما الاختلافية والاستقلالية هاتين، الأثمان الباهظة، فما عرفوا في تاريخهم استقرارا مستديما، ولا اطمأنوا في عيشهم إلى من ناصبهم العداء في العقيدة أو في الإيمان أو في السياسة، وما تمسّكوا بحلاوة العيش في سهول خصيبة، بل توسلوا العيش في جبال وعرة ليحفظوا وديعة الإيمان والحرية كما قالوا، وكما لا يزالون يقولون. ويعيب عليهم مَن عايَشهم من المسلمين والمسيحيين على السواء، أنهم ما عرفوا الاستكانة لرأي واحد على مدى تاريخهم الطويل، فما تماثلوا مع هؤلاء في السلوك القبلي، بل تجاذبتهم الآراء وكثرت فيما بينهم حالات الشقاق والتناقض، وطُبع تاريخهم باختصامهم في كل شيء، إلّا في الإيمان والرجاء والحرية. فأرسوا بذلك مفهوم التنوّع في الوحدة والوحدة في التنوّع، وهو ما أصبح اليوم مبدأ إنسانيّا تبَنّته الشعوب والأمم. ولعلّ البطريركية المارونية التي احتلت في هذه الكنيسة ذات التاريخ المأزوم على الدوام موقع القطب الجاذب، هي إحدى ثوابت «الوجدان التاريخي الماروني». وتعبّر مقدمة النص الخامس من أعمال المجمع البطريركي الماروني عن ذلك بأمانة فائقة، فتقول: «اختبرت الكنيسة المارونية، منذ نشأتها، نظاما بطريركيّا قائما على الشراكة المُعاشة في الكنيسة المحلية. وقد ساد فيها، حتى نهاية القرن السابع عشر، مفهوم البطريركية بشكل شبه حصري، لأنّ الابرشيات بمفهومها القانوني لم تكن قائمة». فإذا كان الإيمان والرجاء والحرية في سياق الشهادة هي الثوابت القيمية في مسار الموارنة الطويل، فالبطريركية المارونية هي الثابتة المؤسساتية الرئيسية في تاريخ هذا الشعب المؤمن بالاختلاف حتى المعاندة.

البطريركية المارونية المؤسسة الشاهدة على ذاكرة العالم الإسلامي

يعتبر الخوري يواكيم مبارك، في خماسيته الإنطاكية، أن الكنيسة المارونية هي أكثر المؤسسات عراقة في هذا الشرق، في مجال شهادتها على ذاكرة المسلمين والعرب في آن. في الواقع، انطلقت المارونية في القرن الخامس الميلادي، وكانت في ذلك الوقت جماعة رهبانية ذات موهبة خاصة، وحركة ذات روحانية نسكية في دوحة الكنيسة الانطاكية. واتخذت المارونية شكلها المؤسساتي في القرن السابع، حين تحوّلت الى كنيسة مستقلة، وجاء ذلك نتيجة قرار تأسيسي، نبوي وجريء، أدى الى نشوء البطريركية المارونية واستقلالها. وتزامن النشوء والاستقلال مع ظهور الاسلام وفَتحه لبلاد الشام، فرافقت بذلك نشوءه في بلاد العرب والشرق وانتشاره فيهما.

نتيجة لشهادتها على عصور الإسلام منذ نشوئه، تتحمل الكنيسة المارونية مسؤولية تاريخية خطيرة إزاء معلّمها الإلهي وأبناء المشرق، يهودا ومسلمين ومسيحيين، وشعوب الغرب والشرق على السواء. وبالتالي، فخطورة موقع بطريركها نابعة من تلك المسؤولية الروحية والإنسانية المتصلة بكنيسة الفلّاحين تلك، والتي اختزنت، في مسارها وشهادتها على صليب التفاعل مع محيطها، خبرة إنسانية وروحية خاصة قد لا تماثلها بها كنيسة أخرى. وتحملت الكنيسة المارونية في دنيا العرب مسؤوليات جسام، لعلّ أبرزها الاسهام في النهضة العربية منذ القرن الثامن. ولعبت هذه الكنيسة أدوارَ ريادة في العالم العربي، وتجندت لقضاياه المُحقة، وانتصرت لها. ألم تطلب رجالات سوريا الوطنية في ثلاثينيات القرن الماضي من البطريرك أنطون عريضة التوسّط لدى الفرنسيين لتوحيد سوريا ولتوقيع معاهدة معها أسوة بلبنان؟

خاتمة

اختصر الدكتور شارل مالك، في رسالة وجهها الى الموارنة في العام 1974، ما أعطي الموارنة من «وزنات» تحمّلهم مسؤولية خطيرة في هذا الشرق. فهو اعتبر في رسالته هذه أن الموارنة أعطوا «جبل لبنان، هذا الجبل العظيم،(…) ولبنان شعبا وتراثا وقيما (…)، وبلدا مجتمعه حر، تعددي، والمسيحية فيه حرّة (…)، وبكركي مركز روحي فريد في الشرق الاوسط، الكل يتطلّعون الى قيادته وتوجيهه (…). ويضيف: أعطي الموارنة كذلك «تراثا سريانيا عريقا، (…) وطقسا ليتورجيا عظيما (…) والارتباط الوثيق برومية (…) وتاريخا موحّدا، منفصلا، قائما في حدّ ذاته، محدد المعالم (…) وحيوية وخصبا في العطاء عظيمين». ويُنهي عرضه لوزنات الموارنة بالقول: « بسبب سريانيتهم، أعطي الموارنة، فوق إمكان ربط أنفسهم بالعالم السرياني الحيّ، أن يكونوا أقرب الناس، مزاجيا وتراثيا، الى العرب واليهود معا».

فإذا كان كل ذلك قد أعطي للموارنة، فهذا يعني أن البطريرك الماروني، المترسّخ في وجدان الموارنة واللبنانيين والعرب، هو المؤتمن على كل تلك العطاءات والوزنات. وإذا كانت البطريركية المارونية هي المؤسسة المارونية الوحيدة الثابتة في الوجدان الماروني، والشاهدة على ذاكرة العالم الاسلامي منذ نشوء الاسلام، والحاضرة في الوجدان العربي، فهذا يعني أن البطريرك الماروني مَدعو الى إعادة إنتاج استراتيجيات وسلوكيات راعوية مؤسساتية، فيها من الجدّة والحداثة ما يوفّر للموارنة اطلالة روحية وانسانية جديدة على لبنان، والعالم العربي المتغيّر، والعالم.

 
طانيوس شهوان / الجمهورية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : اعتداء على أمين سرّ الكلية 2 ومحاولة للتلاعب وإلغاء المباراة

لبنان : اعتداء على أمين سرّ الكلية 2 ومحاولة للتلاعب وإلغاء المباراة

تجاوزت كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية تداعيات الإشكال الذي حصل خلال إجراء امتحانات الدخول الى تخصصاتها، واستكملت الامتحانات بعد اعادة مادة الترجمة بعد الظهر، حيث تعرض امين

 سر الكلية – الفرع الثاني انطوان خوري حرب للضرب في مجمع الحدت الجامعي التابع للجامعة اللبنانية، حيث تجري امتحانات الدخول.

"النهار"
في المعلومات عن الإشكال ان اشخاصا من خارج الجامعة، ومن بينهم طلاب من كليات أخرى، دخلوا الى مركز الامتحانات في مجمع الحدت من مسارب خاصة، بعدما تم تسريب سؤال الى خارج مركز الامتحان من مادة الترجمة، وهي مادة الامتحان الأولى في الصباح. وقد حاول هؤلاء امرار الحل عن السؤال مترجماً الى الطلاب المرشحين داخل القاعات، مما استدعى تدخلاً من حرب لمنعهم، فتعرض للضرب والإهانة، قبل ان يخرج المعتدون من المركز، مما استدعى نقله الى المستشفى لاجراء صور أشعة نتيجة الكدمات التي تلقاها.
وقد حضرت الى المكان عناصر قوى الامن الداخلي وبدأت التحقيق مع حرب بعدما استمعت الى افادته التي اشار فيها الى هوية المعتدين لتوقيفهم.
وتوقفت الامتحانات لمدة قصيرة بعد الاعتداء، الا ان مجلس كلية الاعلام تدخل سريعاً بإشراف عميد الكلية الدكتور جورج كلاس، الذي الغى امتحان مادة الترجمة، واستأنف الامتحانات في المواد الأخرى، فيما أعيد امتحان مادة الترجمة بعد الظهر بأسئلة جديدة، وفق ما أفاد "النهار" العميد كلاس، "انطلاقاً من القناعة بضرورة تحدي المشكلات ومواجهة الصعاب، والسير بالعملية الاكاديمية بطريقة صحيحة".
وأوضح كلاس أنه كان هناك هدفاً لالغاء الامتحانات، "لكننا اعتبرنا انجازها تحدياً وطنياً ورهاناً أكاديمياً، إذ ان الكلية والجامعة لا تستطيعان تحمل نكسة الغاء الامتحانات التي يراهن البعض على استغلالها لمصالح معروفة".
وأوضح الدكتور كلاس أن اتصالات جرت على أعلى المستويات لمعرفة أهداف الاعتداء والتدخل الذي حصل في مركز امتحانات الدخول في مجمع الحدت. وقد زار وفد من حركة أمل برئاسة رئيس المكتب التربوي الدكتور حسن زين الدين، حرب في المستشفى، واطمئن على صحته، وقدم اعتذاراً باسم حركة أمل، واذا تبين ان المعتدين محسوبين على الحركة، فليتولى القضاء ملاحقتهم. وقال زين الدين ان "ما حصل يمس بكرامة حركة أمل، وهو مستنكر من الجميع.
وكان عميد كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال الدكتور كميل حبيب، اجرى اتصالات مع التربويين في التيار الوطني الحر الذي ينتمي اليه المعتدى عليه انطوان الخوري حرب، وحركة أمل وساهم في حلحلة الامور، حيث توصل الطرفان الى اعتبار ان الحادث فردي وليس له اي علاقة بالسياسة، إذ ان الهدف كان محاولة لوقف سير الامتحانات، معتبرين ان اي خطوة كانت ستحصل لوقف الامتحانات ستؤذي الجامعة والكلية في ان معاً.
من جهته، ذكر أمين سر الكلية – الفرع الثاني، المعتدى عليه، أنطوان حرب، ان رئيس الهيئة الطالبية في الفرع الاول محمد قبيسي ومجموعة من اعضاء الهيئة دخلوا الى قاعة الامتحانات ومارسوا عمليات تزوير، فطلب منهم مغادرة القاعة الا انهم رفضوا واعتدوا عليه بالضرب، لافتا الى انه تم الغاء المسابقة الاولى التي حصل فيها الغش. وتوجه الى المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضه لكدمات في الرأس.
وأصدر المكتب الاعلامي في كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية البيان الآتي:
"اثر حادث حصل اثناء اجراء مباراة الدخول الى كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية، زار وفد من قيادة حركة "أمل" المجمع الجامعي – الحدت، حيث عقد اجتماع في حضور عميد الكلية الدكتور جورج كلاس ومجلس الوحدة واساتذة الكلية، جرى التأكيد فيه ان الحادث فردي ولا علاقة لاي طرف سياسي به لا من قريب ولا من بعيد.
وأكد المجتمعون التضامن مع الذين تعرضوا للاعتداء وادانتهم لاي عمل عنفي يحصل في الجامعة، مطالبين السلطات المعنية باتخاذ التدابير المناسبة في حق المعتدين، كما اعربوا عن ارتياحهم للجو الهادئ الذي استمرت فيه مباراة الدخول على رغم الحادث المستنكر من الجميع.
وقد عبر الاساتذة المعنيون عن ارتياحهم لهذا الموقف واكدوا استمرارهم حفاظا على جدية ورصانة المباراة اتماما لرسالة الجامعة اللبنانية في الحفاظ على المستوى الاكاديمي للطلاب.
وأكد مجلس الوحدة ان تدابير ادارية واكاديمية تم اتخاذها في حق كل من خالف القوانين وقام بالاعتداء على الجسم الاداري والتعليمي في الكلية، وكتدبير اولي تم الغاء مسابقة الترجمة والتعريب التي كانت تجرى اثناء الحادث، وأعيد اجراؤها وفق الاصول الاكاديمية المتبعة".

كفوري
رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، اعتبر ان ما حدث في مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدت، تسيب لا يشرف الجامعة وتاريخها، لافتا الى انه كان يجب الغاء الامتحانات وتحديد موعد آخر لها في اجواء طبيعية ومناخ ايجابي واكاديمي هادئ.
ورأى ان مجرد حصول الاعتداء على امين سر كلية الاعلام – الفرع الثاني، يشير الى وجود مشكلة اثرت على المباراة، وادت الى اجواء متشنجة اثرت على عطاء المرشحين. وكان ينبغي اعادة النظر بالامر والتدقيق في ما اذا كان هناك تلاعب وغش.
من جهة اخرى، افادت مصادر جامعية لـ"النهار" ان ما حصل كان خطيرا، وهو مؤشر سلبي الى المرحلة الانتقالية في الجامعة اللبنانية مع البحث الجاري في اسماء العمداء الجدد ورئيس الجامعة.
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المستقبل : الرابطة المارونية وطلاب “القوات” يستنكران معاملة “لابورا” في “العلوم ـ 2”

المستقبل : الرابطة المارونية وطلاب “القوات” يستنكران معاملة “لابورا” في “العلوم ـ 2”

بعد الاشكال الذي حصل مع مؤسسة "لابورا" وأدى إلى انسحابها من معرض التوظيف في حرم الفرع الثاني لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، على خلفية اتهامها برفع الشعارات الطائفية والمذهبية،

تفاعلت الامور على مستويات عدة لناحية الاستنكار والتضامن مع " لابورا " .
الرابطة المارونية
وصدر عن الرابطة المارونية بيان استنكرت فيه "المعاملة السيئة التي تعرضت لها مؤسسة "لابورا" في كلية العلوم ـ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية".
واعتبر البيان "ان "لابورا" جمعية تسعى الى رفع المستوى المعيشي والانساني، وتدعو الى توفير فرص عمل للشباب، بما يحول دون دفعهم للهجرة، تعمل بكل شفافية ضمن توجه استراتيجي في بقاء لبنان المتنوع، وهو توجه يصب في خانة رسالة لبنان الحضارية القائمة على تعزيز العيش المشترك وصون الحريات التي يكفلها الدستور اللبناني".
وأشار البيان الى "ان ما قامت به ادارة الجامعة اللبنانية تجاه شعار لابورا "الحد من هجرة المسيحيين اللبنانيين"، من شأنه ان يلطخ كيان الجامعة كمقام لنبذ التفرقة ويسيء الى دورها المرجو كصرح للوحدة الوطنية وحرية التعبير".
وأملت الرابطة "ان تترفع الجامعة الوطنية عن مثل هذه الممارسات حرصاً على بقائها مقاماً للحوار وعاملاً أساسياً في وحدة الشباب اللبناني".
طلاب "القوات"
ورداً على البيان الصادر عن طلاب عونيين وموقع باسم الهيئات الطالبية في الفرع الثاني للجامعة اللبنانية، يدافعون فيه عن رئاسة الجامعة وينفون ما تعرضت له جمعية "لابورا" خلال مشاركتها في معرض التوظيف في الجامعة، صدر بيان عن دائرة الجامعة اللبنانية في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، وجاء فيه "لم نتفاجأ بصدور بيان عن الطلاب العونيين، يدافعون فيه عن حلفائهم في رئاسة الجامعة، واللافت في البيان ان كاتبه غريب عن الجامعة اللبنانية، وهو لا يعلم حتى ان كليات الزراعة والطب وطب الأسنان ليست من ضمن الفروع الثانية انما هي فروع موحدة".
وأشار بيان "القوات" الى "ان مسرحيتهم كانت واضحة منذ أول اجتماع عقد بيننا كطلاب للتباحث في أمر الرد على إهانة جمعية "لابورا" وتهربهم الدائم، وأعذارهم الغير مبررة كانت تدل بوضوح على التزامهم الأعمى بحلفائهم حتى ولو وصل بهؤلاء الوضع لإهانة مقدساتنا دون مبرر".
وتابع البيان: "بعد أن شعر طلاب التيار أنهم لن يتمكنوا من تمرير إهانتهم، كوننا كقوات كنا جد حريصين على رد الاعتبار لهذه الجمعية ولحرياتنا بالتعبير وأن هذا الموقف سيضعفهم أمام كافة الطلاب في حال لم يشاركوا، فقد قبلوا المشاركة في الاعتصام الذي نُظم في كلية العلوم وقبلوا خلال الاجتماع الأخير، بوجود الأب طوني خضرا، أن نصدر بياناً مشتركاً باسم كافة الهيئات الطالبية في الفروع الثانية.
إلا اننا وقبل موعد الاعتصام بنصف ساعة وبعد ان كان البيان المشترك قد وُزّع على وسائل الإعلام الحاضرة، تم تبليغنا ان طلاب التيار لن يشاركوا مختلقين الاعذار الواهية ومحاولين منعنا حتى من المضي به، إلا أننا أصررنا على احترام اتفاقنا وأكملنا الاعتصام مع بقية الطلاب الأحرار في الجامعة.
وأضاف: "بدل أن نرى موقفاً لطلاب التيار يستنكرون الإهانة التي تعرضت لها جمعية "لابورا" نراهم البارحة يفبركون مسرحية حتى يستطيعوا التلطي بها وتبرير العمل المهين للرئيس المنتهية ولايته والدفاع عن حلفائهم وأولياء أمرهم، وهو أمر ليس بمستغرب خاصة وأن الذي تمكن من التنكر لنضال شعبه ولكافة مبادئه السيادية بتوقيعه لوثيقة الذمّية مع الحزب الإلهي، يصبح من السهل عليه التنكر لاتفاقات كان قد عقدها قبل ساعات".
ولفت البيان الى ان "دائرة الجامعة اللبنانية في القوات ستبقى تناضل في سبيل الحفاظ على الحريات والتعددية في الجامعة، وتجدد دعمها لجمعية "لابورا" وتعد بالمزيد من التحركات القادمة".

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الرابطة المارونية استنكرت  ما تعرضت له لابورا في كلية العلوم – 2

الرابطة المارونية استنكرت ما تعرضت له لابورا في كلية العلوم – 2

ابدت الرابطة المارونية إستنكارها للمعاملة السيئة التي تعرضت لها مؤسسة لابورا في حرم الجامعة اللبنانية – كلية العلوم الفرع الثاني. واعتبرت في بيان اصدرته: إن لابورا، وهي جمعية تسعى لرفع المستوى

المعيشي والإنساني وتدعو إلى توفير فرص عمل للشباب بما يحول دون دفعهم للهجرة، تعمل بكل شفافية ضمن توجه استراتيجي في بقاء لبنان المتنوع، وهو توجه يصب في خانة رسالة لبنان الحضارية القائمة على تعزيز العيش المشترك وصون الحريات التي يكفلها الدستور اللبناني.

وتابعت:إن ما قامت به إدارة الجامعة اللبنانية تجاه شعار لابورا المعلن والمعروف مسبقا خلال مشاركتها في منتدى فرص العمل التي دعت إليه الجامعة نفسها من شأنه أن يلطخ كيان الجامعة كمقام لنبذ التفرقة ويسيىء إلى دورها المرجو كصرح للوحدة الوطنية وحرية التعبير..

واملت الرابطة أن تترفع الجامعة الوطنية عن مثل هذه الممارسات حرصا على بقائها مقاما للحوار وعاملا أساسيا في وحدة الشباب اللبناني.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الأحرار : لقاء تضامني مع “لابورا” في كلية العلوم – 2 / الفنار

الأحرار : لقاء تضامني مع “لابورا” في كلية العلوم – 2 / الفنار

بدعوى من الهيئات الطلابية في كلية العلوم – الفرع الثاني – الفنار، وعلى خلفية الإشكال الذي حصل مع مؤسسة "لابورا" الجمعة 27/5/2011 ، والذي أدى إلى إنسحابها من الجامعة منعاً للتشابك بين الطلاب

 الذين وقفوا مع موظفي لابورا ووفد الجامعة اللبنانية، عقد اليوم لقاء تضامني مع مؤسسة "لابورا" ، داخل حرم الجامعة بحضور وفد من "لابورا" على رأسه الأب طوني خضره، بالإضافة إلى مشاركة طلابية واسعة من كافة الفئات والإنتماءات من الفروع الثانية.

بداية إستقبلت الهيئات الطلابية وفد لابورا والأب خضره الذي شكر الهيئات على دعوتهم.

ثم كانت كلمة للهيئات الطلابية، مما جاء فيها: " لم يعد غريباً عن رئيس الجامعة اللبنانية المنتهية ولايته الدكتور زهير شكر ان يعطينا كل مرة امثولة جديدة في العلمانية والمدنية ، كما ليس جديداً على طلاب الجامعة ان يشعروا بسيطرة صيف وشتاء تحت سقف واحد . ان ترفع على مباني مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في الحدث اعلام ما يسمى بالمقاومة الاسلامية في لبنان امر طبيعي ، اما ان ترفع احدى الجمعيات المدعوة الى منتدى فرص العمل من قبل رئاسة الجامعة بنفسها شعارها المعلن والمعروف مسبقاً فهو خرق للوحدة الوطنية ومثال للتعصب الطائفي أن تخصصّ ادارة احدى الكليات غرفة لجعلها مصلى أمر غير استفزازي لباقي الطوائف أما ان تكرس احدى الجمعيات جهودها لمنع هجرة المسيحيين فهي جريمة يعاقب عليها قانون الدكتور شكر بتمزيق الشعارات المرفوعة تحطيم كل ما يشير الى الجمعية المذكورة .

هذه هي ثقافة الحوار الذي أرساها ويُرسيها كلّ يوم رئيس أكبر جامعات لبنان ورمز وحدتها، هذه هي شريعة الغاب التي تحكم الجامعة اللبنانية منذ سنوات وكانت الفروع الثانية أكبر ضحاياها. عذراً من كلّ من شارك في تمزيق شعارات جمعية لابورا في كليّة العلوم الفرع الثاني، عذراً من عميد كليّة العلوم وعميدة معهد الدراسات العليا في الكليّة نفسها، عذراً لأننا بكلّ فخر نرفع شعاراتنا، عذراً لأننا لم ولن نخاف تسلطكم يوماً، عذراً لأن ما ارتكبته أيديكم يوم الجمعة الماضي جعلت لابورا أكبر من جمعيّة صاحبة رسالة وحسب بل أوصلتها لتصبح قضيّة جمعت ما لن يجمعه يوماً إصراركم على تدمير كلّ ما يوحي للطالب المسيحي في الجامعة اللبنانية بإمكانيّة وجود بصيص نور في نفق ظلمكم وظلامكم. تذكّروا أننا في صميم مسيحيّتنا نعطي ما لقيصر ، لقيصر ،و ما لله نعطيه لله، تذكّروا أننا ننادي للوحدة من قلب التفرقة لكنّ ما من قيصر قدر على إلغائنا ومن قلب حريق نيرون رفعنا روما لتصبح عاصمة المسيحيين في العالم ومن مغاور الظلم نشرنا امبراطورية المحبة والسلام. لأننا أصحاب قضيّة قررنا الاعتراض على ممارستكم، لأننا رسل وحدة سنعيد بناء ما حطّمته أيديكم وسنرفع من جديد شعار "وقف هجرة المسيحيين" في مجمع كليّات الفروع الثانية في الفنار، لأننا أبناء القيامة سننتصر على قبور التفرقة التي تسعون لنشرها بين طلاب الجامعة اللبنانية لتبقى صرحاً للوحدة والحريّة لكلّ طلاب لبنان على اختلاف انتماءاتهم وأنتم لا بدّ أنكم سترحلون وستوارى ارتكاباتكم في غياهب النيسان وستبقى الجامعة اللبنانية مؤسسة نحو المستقبل".

ثم تحدث الأب خضره ومما جاء في كلمته: "بداية لا بد من شكر رئيس الهيئة الطلابية في كلية العلوم – الفرع الثاني سامي اسكندر وفريقه ولكل ممثلي الهيئات الطلابية للأحزاب المسيحية في الجامعة اللبنانية، والتي تمت دعوتهم من قبل الهيئة الطلابية في الكلية المذكورة، الذين ارادوا الوقوف الى جانب لابورا والقيم التي تحملها. نعـم لابورا  وطنية بإمتياز وترفض إتهامها بالطائفية والمذهبية وشعار : "الحد من هجرة المسيحيين اللبنانيين" هو من أجل الحد من خطر تغيير صورة لبنان الرسالة. وشعار "عودة المسيحيين الى كنف الدولة " هو من أجل دولة عادلة ومتوازنة. وكلها شعارات وطنية فقط لاغير.

لذلك نستغرب الموقف الذي صدر عن المسؤولين في الجامعة اللبنانية، رئيساً وعميداً لكلية العلوم في الجامعة وصحبهم، وإتهام لابورا بالشعارات الطائفية والمذهبية، في وقت نسمع الثناء المستمر من كل المسؤولين في لبنان، مسيحيين ومسلمين، عن أهمية دور لابورا الإستراتيجي في بقاء لبنان المتنوع  والحر الذي يتجذّر ابناؤه  فيه وتبقى طاقاتهم  في خدمته. لا بد لي قبل البدء بطرح بعض الأسئلة، أن أؤكد بأن لابورا  تنطلق من قضايا ومبادىء وطنية، وليس من أمور وشعارات طائفية، وهنا أطرح بكل صراحة بعض الأسئلة:

ما هو الضرر الذي سببته لابورا من خلال وجودها في معرض التوظيف في كلية العلوم – الفرع الثاني، إسوة بباقي شركات التوظيف الخاصة؟ حيث مارست  رسالتها المهنية من خلال مساعدة طلابنا في إيجاد فرص عمل ودعوتهم الى عدم الهجرة والإنخراط في مؤسسات الدولة؟ هل كان رئيس الجامعة وصحبه سيتصرفون بالطريقة نفسها في مكان آخر أو في نفس المكان ، لو قامت بالأمر ذاته أي مؤسسة ذات طابع إسلامي، أو من قبل الذين يسعون الى خدمة الشباب المسلم؟ نسأل المسؤولين في الجامعة اللبنانية: هل الجامعة وطنية بإمتياز وشعار لابورا وحده عكّر صفو هذه الوطنية؟ وماذا عن المصليات في الجامعة  والشعارات الطائفية والحزبية والسياسية؟ كما نسأل رئاسة الجامعة وعمادة كلية العلوم: هل الخلل الوحيد هو في شعار لابورا داخل حرم الجامعة اللبنانية ؟  ماذا عن الخلل في تعيين المدربين الذي كان قائماً تاريخياً ودائماً على التوازن، ومعكم حصل الخلل على كل المستويات؟ ( 80% من المدربين مسلمين  و20% مسيحيين فقط). ماذا عن الخلل في تعيين المتفرغين والمتعاقدين؟ وهذا يخالف أبسط قوانين الجامعة اللبنانية.

نعم إنكم تسيرون وفق المصالح الفئوية والطائفية وتقومون بإزاحة الأكفاء منهم وبخاصة المسيحيين بالتحديد؟. ماذا عن واقع الإدارة المركزية وتهميش المسيحيين فيها؟ ولماذا غياب الإختصاصات العليا عن الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية؟ ماذا عن الإلتزامات والمناقصات والمال في الجامعة، ومن يستفيد من هذه المناقصات المناقضة للنظام المالي للجامعة ؟. ماذا عن تخطي مقررات اللجان العلمية وقبول أساتذة بناء على المحسوبية والانتماء الحزبي والطائفي؟ ماذا عن تغيير المدراء والعمداء من طائفة الى أخرى دون الأخذ بالإعتبار مقتضيات الوفاق الوطني؟ ماذا عن منح التخصص الى الخارج؟ هل كل ذلك حضرات المسؤولين في الجامعات اللبنانية يحصّن الجامعة من الطائفية والمذهبية لتضللوا الشعب اللبناني بشعارات طائفية ومذهبية موجودة بالفعل فقط ، في الكثير من كليات الجامعة  أمام أعيونكم وبرضى منكم؟

ونختم قائلين، إن محاربة الطائفية لا تكون بإخفاء الإنتماء والهوية، بل تكون بالجهد الأكاديمي والعلمي ومقاربة الأمور بواقعية، وبالتعاون بين الطوائف المكونة للوطن، من أجل تعزيز تعاضدها وخدمة شعبها ورفع مستواه الإنساني والمعيشي وبالنهوض بالجامعة اللبنانية الى درجات الترفع عن كل طائفية ومذهبية وسياسات حزبية ضيّقة".

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : بكركي دعت القادة الموارنة الى اجتماع 2 حزيران المقبل

لبنان : بكركي دعت القادة الموارنة الى اجتماع 2 حزيران المقبل

أصدرت امانة سر البطريركية المارونية بياناً أعلنت فيه انه "في اطار مسيرة جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بالشرق الاوسط وهي بعنوان شركة وشهادة، وكون الشركة تقتضي ان تبدأ اولا في داخل كل كنيسة،

ومن بعدها مع الكنائس الاخرى، وبالتالي مع سائر الديانات، تمت الدعوة الى بعض القادة والنواب الموارنة الى اجتماع يعقد في الكرسي البطريركي – بكركي، الخميس 2 حزيران المقبل التاسعة والنصف صباحا، للتشاور حول بناء الشركة الروحية والاجتماعية والوطنية من اجل لبنان المقيم والمنتشر، وهو يلي الاجتماع الاول الذي انعقد في 19/4/2011.

موقع القوات اللبنانية

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الفاتيكان: البابا أعلن أمام مليون شخص طوباوية سلفه يوحنا بولس 2

الفاتيكان: البابا أعلن أمام مليون شخص طوباوية سلفه يوحنا بولس 2

{mosimage}في احتفال بهيج شارك فيه اكثر من مليون شخص في ساحة بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، اعلن البابا بينيديكتوس السادس عشر الاحد سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني طوباويا، في خطوة كبيرة نحو الصعود الى مرتبة القداسة.

وقال البابا، الذي اعتمر تاجاً وارتدى لباسا عائدين للبابا البولوني في عظة: "من الآن فصاعداً سيوصف البابا يوحنا بولس بالمبارك"، وحدد 22 تشرين الاول اي تاريخ اعتلاء سلفه السدة البطرسية، موعداً للاحتفال بالطوباوي الجديد. واشاد به، معتبراً انه كان يتمتع بـ"قوة جبار"، وأكد انه "جدد امل المسيحية" في مواجهة الماركسية.
وتحدثت شرطة روما عن حضور مليون شخص الى العاصمة الايطالية بينهم مئات الالاف في ساحة القديس بطرس والشوارع المحاذية لها وهم من محبي يوحنا بولس الثاني الذي يلقبه بعضهم "كارول العظيم" ويرون فيه من الان "قديساً".
وبدا عدد البولونيين كبيراً، وقدر بنحو 80 ألفاً. وقد رفعوا اعلاما ولافتات. وقال فابريتسيو وهو كاهن بولوني – ايطالي: "لقد منحنا الحرية لمواجهة الشيوعية". وكان بين الحضور كذلك الكثير من الايطاليين والاسبان والفرنسيين (اكثر من 40 الفاً) الذين حملوا الاعلام والمظلات الصغيرة بلوني الفاتيكان الاصفر والابيض.
وحضر مراسم التطويب 90 وفداً رسمياً من أنحاء العالم بينها أعضاء من خمس عائلات ملكية اوروبية و16 رئيس دولة. وخصص مقعد مميز للأخت ماري سيمون بيار نورمان وهي راهبة فرنسية عانت مرض الشلل الرعاش، لكن شفاءها الذي لا سبب لتفسيره نسب الى شفاعة البابا يوحنا بولس عند الرب لتحقيق معجزة مما سمح بإجراء التطويب. ويجب أن يعزو الفاتيكان معجزة أخرى الى تدخل البابا الراحل بعد تطويبه كي يعلن قديساً.
وفي ختام مراسم التطويب، افتتح بينيديكتوس السادس عشر عملية المرور امام نعش البابا الراحل الذي نقل من مقابر الفاتيكان الى المذبح الرئيسي في بازيليك القديس بطرس. وجثا على مركع للصلاة دقائق وحذا حذوه كل الكرادلة الذين قبلوا النعش.
ومر امام النعش ايضاً افراد الاكليروس والحشود بدءاً بالمرضى والمعوقين. واستمرت هذه العملية ساعات نظراً الى الحشود الغفيرة.
وشكلت مراسم التطويب هذه مناسبة للكنيسة لتأكيد ثقتها بنفسها بعدما هزتها فضائح التعديات جنسياً على اولاد.
 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
يوحنا بولس 2: ضاق الفاتيكان عليه فبادر الى ملاقاة جموع المؤمنين في بلدانها

يوحنا بولس 2: ضاق الفاتيكان عليه فبادر الى ملاقاة جموع المؤمنين في بلدانها

يوحنا بولس الثاني الذي يطوب اليوم في الفاتيكان، كان يتمتع بحضور قوي وشغل
وسائل الإعلام في نهاية القرن العشرين بمساهمته في إنهيار الشيوعية،

 لكنه اثار استياء عدد من المؤمنين بسبب مواقفه المحافظة.

عاش كارول فويتيلا الذي فقد والدته في سن مبكرة وتربى على يد والده الضابط في الجيش، طفولته في غياب اي وجود للمرأة، فكرس حياته لمريم العذراء مثال الام والزوجة. اثر يوحنا بولس الثاني الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية اكثر من 26 عاما وهي من اطول الحبريات في التاريخ، هذه الكنيسة منذ انتخابه حبرا اعظم في 16 تشرن الاول 1978.

وكان كارول فويتيلا وهو اول بابا سلافي في سن الثامنة والخمسين يومها. وبسرعة، واجه "البابا البولندي" الادارة البابوية وفضل الاتصال المباشر مع الجموع. واصبحت حدود دولة الفاتيكان ضيقة بالنسبة له. فبادر الى ملاقاة المؤمنين مكثرا من سفراته.

وقد كان يتمتع بحضور قوي يجذب اليه الجموع حتى في الدول الاسلامية. وبما انه عشق المسرح في شبابه، حافظ على فن الخطابة. وعندما كان يتحدث كان كل فرد يشعر بان البابا يتوجه اليه شخصيا.

وكان نجاحه فوريا ولا سيما في اميركا اللاتينية حيث لقبته وسائل الاعلام ب "رحالة الانجيل". واسس "الايام العالمية للشبيبة" التي تجمع ملايين الشباب.

كان طول يوحنا بولس الثاني 76،1 مترا، الا ان المصورين حولوه الى عملاق. وقد صمدت هذه الصورة حتى محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 ايار 1981 واصيب فيها بجورح خطيرة برصاص اطلقه التركي محمد علي اقجا.

وقد بدأ يتراجع جسديا في 1994 وظهرت اول عوارض داء باركنسون. وتابع العالم باسره تدهور صحته البطيء من خلال كاميرات التلفزيون، حتى وفاته في بث يكاد يكون مباشرا في الثاني من نيسان 2005. وقد اثار موته مظاهر حزن كبير في ساحة القديس بطرس.

وقد سارت حياته وحبريته بموازاة التقلبات الرئيسية التي شهدها العالم. فيوحنا بولس الثاني عاصر الحرب العالمية الثانية وقاوم نظامين شموليين هما النازية والستالينة وساهم في بروز نقابة تضامن في بولندا وانهيار جدار برلين الذي كان رمز سقوط الانظمة الشيوعية في القارة الاوروبية. وكان يناهض خصوصا الماركسية والرأسمالية العشوائية.

كان رجل دين وسلام لكن بعض معاركه لم تتكلل بالنجاح. فقد غرق البلقان والشرق الاوسط في الحروب واضطر الى مواجهة التطرف الاسلامي والبدع الانجيلية والارهاب الديني ولم ينجح في تجنيب افريقيا الوقوع في نزاعات مثل رواندا ولم يتمكن من مساعدتها على مواجهة آفة الايدز.   واذ ابدى انفتاحا على مشاكل العالم والحوار مع الاسلام واليهودية والديانات الاخرى غير المسيحية، ابقى على خط محافظ جدا حول مسائل العائلة والاخلاق.

وقد انتقده جزء من الرأي العام لادانته لوسائل منع الحمل واستخدام الواقي الذكري في عالم يفتك فيه مرض الايدز بملايين الاشخاص مما سبب عدم تفاهم وابعد كثيرين عن الكاثوليك عن الكنيسة.كما اخذ عليه البعض عدم الحزم والشفافية في قضية الاعتداءات الجنسية على اطفال المرتكبة داخل الكنيسة.   ومن المآخذ الاخرى عليه في اميركا اللاتينية خصوصا، تشدده في موقفه ضد "لاهوت التحرير" الذي لم يتقبل ميوله الماركسية.  

الوكالة الوطنية للإعلام

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : تعاون بين جامعتَي الروح القدس وباريس 2

لبنان : تعاون بين جامعتَي الروح القدس وباريس 2

وقّعت جامعة الروح القدس – الكسليك ممثلة بعميد كلية إدارة الأعمال والعلوم التجارية الدكتور نعمة عازوري، اتفاق تعاون مع جامعة بانتيون أساس باريس 2 ممثلة برئيس معهد الدكتوراه في علوم إدارة

الأعمال البروفسور جاك روجو، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة ممثلاً بالسيد وليد الخوري.
الغاية من الاتفاق الذي وُقّع في حرم الجامعة في الكسليك  إنشاء برنامج دكتوراه مشترك في مجال علوم إدارة الأعمال. ويساهم في دعم تقدّم الأبحاث في حقل إدارة الأعمال في لبنان وإعداد باحثين حاملي شهادة الدكتوراه، كما يوفّر فرصة للطلاب كي يتعرّفوا إلى الأبحاث التي تتمحور على علوم إدارة الأعمال ويتمكّنوا من متابعة برنامج الدكتوراه.

بعد كلمة لمساعدة عميد كلية إدارة الأعمال ليا يحشوشي، على "أهمية الصورة التي يعكسها لبنان وجامعة الروح القدس في آن واحد، وهي صورة الانفتاح على جميع أنواع التبادلات التربوية". ولفت عازوري في كلمته إلى "إيجابيات عقد اتفاق تعاون مع جامعة مرموقة كجامعة باريس 2". أما روجو فقال: "يسرّنا أن نستقبل باحثين لبنانيين في معهد الدكتوراه، كما يسرّنا أن الباحثين الفرنسيين أيضاً سيكون لهم دور في هذا المعهد"، مشيرا إلى أن "إدارة الأعمال تشكل اختصاصاً جديداً اكتسب استقلاليته أخيراً، وبالتالي هناك العديد من المجالات المهمة لم تُسبر أغوارها بعد".
وأشادت مساعدة رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ورئيسة معهد الدكتوراه في جامعة الروح القدس، البروفسور نيكول شلهوب بـ"التآزر بين مؤسستين مرموقتين من اجل تبادل الممارسات والتدريبات والوسائل ومحاور الأبحاث ومصادرها".

ألقى محفوظ بعد ذلك كلمة تمنى فيها أن "ينتج من هذا التعاون عدد من التبادلات التي ستغني الطرفين من خلال توحيد التدريبات والأبحاث التي لن تساهم في توطيد العلاقات بين لبنان وفرنسا فحسب، بل ستساهم في إعادة استثمارها بهدف ضمان تقدمها واستمراريتها".
الختام مع كلمة الخوري الذي أشار إلى أن هذا الاتفاق "يؤكد حقيقتين مترابطتين. أولاً أن سياسة الانفتاح على كل مصادر المعرفة والتعاون بين الجامعات المترسخة في ميدان التعليم العالي يشكلان جزءاً من تاريخ جامعة الروح القدس الكسليك الغني والمضيء. وثانياً، يأتي التعاون بين مؤسسات التعليم العالي اللبنانية والفرنسية في إطار سياسة تعاون شاملة من اجل تعزيز العلاقات الثنائية التي تصب في مصلحة البلدين".

 
النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الفاتيكان : يوميات سينودوسية مع سيادة المطران بشارة الراعي (2)

الفاتيكان : يوميات سينودوسية مع سيادة المطران بشارة الراعي (2)

اليوم بدأنا بمداخلات الآباء، وكل واحد تكلم 5 دقائق، ولذلك فقد حظي عدد كبير منهم بفرصة الكلام، شرط أن تكون مداخلاتهم متعلقة بالمواضيع المطروحة في أداة العمل.

 بدأنا بالعمل بمداخلة عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال سودانو الذي أعرب عن قرب مجلس الكرادلة وقرب البابا من مسيحيي الشرق ومع البلدان المشرقية، ليشعروا بأن الكنيسة تساعدهم لمواجهة التحديات التي يواجهونها في حياتهم. وهي في الواقع تحديات لا يواجهها المسيحيون فقط بل جميع المواطنين، ولكن لها تأثيرها السلبي على المسيحيين.

تحدثنا أيضاً عن أهمية التربية في المدارس، وبخاصة تلك الكاثوليكية، وأهمية رسالتها ان تكون موجودة في مجتمعات مفتوحة لكل الأديان وان تساهم ليس فقط في تأمين التربية العلمية ولكن أيضاً تربية أخلاقية وتربية مواطنية. ركز عميد مجمع التربية الكاثوليكية الكاردينال زينون غروكوليفسكي، أن تكون المدارس الكاثوليكية منفتحة على كل الأديان ليعيش الطلاب اختبار الحياة معاً ليبنوا صداقات لمستقبل أفضل.

كان هناك اليوم أيضاً تشديد على الانتشار وعلى ضرورة العمل رعوياً واجتماعياً لكيما يعرف المنتشرون المسيحيون من العالم العربي أن يحافظوا على هويتهم وان يحافظوا على انتمائهم الى أوطانهم والى جذورهم، حتى لا يضيعوا في المجتمعات الجديدة، فضلاً عن المبادرات الحياتية والعملية التي من خلالها يمكنهم دعم عائلاتهم الموجودين في بلدانهم ليستمروا في البقاء ويؤدوا شهادتهم المسيحية ويحملوا قضية أوطانهم ويحسسسوا المجتمعات والآراء العالمية بقضايا مجتمعاتهم.

اليوم تم التركيز أيضاً على الكنيسة في الأراضي المقدسة وعلى الحوار مع الديانة اليهودية، مع التمييز الكبير بين اسرائيل كدولة يهودية سياسية  وبين الديانة واليهودية، لكيما تكون الكنيسة في الأراضي المقدسة كنيسة حوار، كما هي كنيسة حوار في المجتمعات الإسلامية وغيرها. وأداة العمل تتحدث عن المجتمع العربي والمجتمع الإيراني والمجتمع التركي والمجتمع اليهودي ولذلك لا يمكن للكنيسة أن تنطوي على ذاتها وتغلق أبواب الحوار، لأنه من الاهمية بمكان التمييز تماماً بين ما هو سياسة وما هو حوار الحياة والثقافات والفن وبناء العائلة البشرية الواحدة، وهذا يساعد على التخفيف من الضغوط السياسية الكبيرة.

انتقلنا بعد ذلك لمناقشة موضوع العراق وكان هناك نداء للتضامن مع الشعب العراقي ككل ومع مسيحي العراق بنوع خاص من أجل السلام والاستقرار. وهنا وُجِّهت نداءات الى المسؤولين في العراق وبنوع خاص الى المسؤولين في الجماعة الدولية وفي المراجع الدولية العامة من أجل السلام في هذا البلد الذي يعاني كثيراً.

كانت هناك ايضاً مطالبة لأن تنبسط سلطة البطاركة، وأن تكون سلطة شخصية، أي ان تطال جميع أبناء كنائسهم المنتشرين في كل العالم وأن لا تبقى – كما هي الآن – سلطة جغرافية محدودة بما يسمى الأراضي البطريركية، لان معظم شعبنا اليوم بات خارج بلداننا ولا يمكن لرئيس الكنيسة أن يكون الأب والرأس فقط جغرافياً.

كنائس افريقيا بدورها وجهت نداء واعربت عن حاجتها لكهنة ورهبان وراهبات. أحد الآباء اقترح تأسيس بنك كهنة، كهنة جاهزين ومُعدّين، كهنة بلا حدود، ليساعدوا هذه الأبرشيات التي تحتاج الى كهنة لمدة معينة، وهكذا نعيش الشركة بين الكنائس، نعيش التضامن بين بعضنا البعض. وهذا شيء نحن نعيشه ونختبره مثلاً في أبرشية بيبلس في لبنان ، فكهنتنا يخدمون في نيجيريا، في البنين، في السويد، في رومانيا، في بلغاريا وغيرهاـ ونأمل بأن تتأمن هذه المناسبة للجميع.

تم التطرق اليوم أيضاً الى الحوار مع المسلمين، ولا أعني به الحوار اللاهوتي بل حوار الثقافة. هناك أمور ثقافية كثيرة يمكننا نعيشها معاً، قضايا فنية، قضايا رياضية، قضايا اجتماعية. تذكرَّنا كلمة للأب عفيف عسيران، الذي كان شيعياً وأصبح مارونياً ومن ثم كاهناً، والذي قال: ليس من المطلوب أن نجادل مع المسلمين في القضايا اللاهوتية، بل المطلوب هو أن نحب المسلمين. ورسالتنا المسيحية هي أن نعيش هذه المحبة تجاه جميع الناس وخاصة في عالمنا.

من القضايا التي تباحثانا، العلمانية الإيجابية التي وردت في النصوص السينوسية، وقد اتفق الآباء على أنها كلمة غير مرغوب بها لأنه من الأفضل – والمسلمون يفضلون ذلك أيضاً – أن نتكلم عن الدولة المدنية، للتخفيف من وطأة كلمة العلمانية في المحيط الاسلامي. المسلمون ينظرون الى العلمنة بشكل سلبي.

الى جانب ذلك، تم التشجيع على أهمية التربية في المدرسة والبيت، لأن الشباب يعانون في مجتمع بات فيه الفساد عارماًـ ومن هنا أهمية التركيز على المدرسة الأساسية التي هي البيت الوالدي.

من القضايا الأخرى، العمل في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، والتي فيها يشعر المسيحيون بين غرباء، وهم في أصل البلد قبل المسلمين، واتحدث هنا عن بلدان الشرق الأوسط، يشعرون بانهم مواطنين من درجة ثانية، ولذلك يوجه السينودس نداء للجماعية الدولية، وللسلطات المحلية، للتذكير بأن المسيحيين هو مواطنين يحق لهم بالمساواة في الحقوق والواجبات مع إخوانهم المسلمين، وطولب أيضاً بالثقة من قبل المسلمين بالمسيحيين وطًلب من المسيحيين عدم الإنطواء على ذواتهم ولا يبتعدوا عن الآخرين. نحن جماعة نريد أن نواصل سر التجسد، لنستمر في بناء الجسور بين الجميع. وهذه ليس كلمة تشجيع وإنما كلمة وعي، الوعي لدعوتنا ورسالتنا في المجتمعات التي وضعتنا العناية فيها، وطالما يد الرب موجودة نحن نواجه كل الصعوبات والتحديات بفرح وسخاء .

كانت هذه مواضيع اليوم، واذكركم من جديد أننا في كل مرة، نخرج بمزيد من الشجاعة وبمزيد من الرجاء وبمزيد من الفرح وكأننا نخرج من عنصرة جديدة في كنائسنا. والسينودس هو بالفعل عنصر جديدة في كنائس الشرق الأوسط.
زينيت

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان : جائزة جبران تويني للصحافة في الاعلام – 2

لبنان : جائزة جبران تويني للصحافة في الاعلام – 2

نظم نادي "نهار الشباب" في الفرع الثاني لكلية الإعلام والتوثيق (الفنار)، حفل توزيع جائزة جبران تويني للصحافة، بعد مسابقة شارك فيها عدد كبير من الطلاب، كتبوا مقالاً عن حرية الصحافة في لبنان،

وتم تسليم دروع تكريمية الى الفائزين الثلاثة الاوائل.
وفازت الطالبة إيزابيل التنوري (سنة ثالثة صحافة) بالمرتبة الأولى، وحصل الطالب روي أبو زيد (سنة أولى صحافة) على المرتبة الثانية، وكانت المرتبة الثالثة من نصيب الطالبة إيليج نون (سنة ثالثة صحافة).
وخلال الحفل كانت كلمة لمندوبة "نهار الشباب" ريتا ابرهيم فريد، تحدثت فيها عن الصحافة "السلطة الرابعة"، ثم تطرقت الى نادي "نهار الشباب" في الكلية وكيفية تأسيسه وأبرز النشاطات التي قام بها خلال العام الجامعي، وختمت بإعادة تأكيد الوعد للشهيد جبران تويني بإكمال المسيرة الإعلامية من دون خوف من أحد.
بعدها كانت كلمة لنائب رئيس الهيئة الطالبية في الكلية جوزف شعيا، ثم عرض شريط عن الشهيد جبران ونادي "نهار الشباب" من إعداد الطالبتين ريم حرب، وتريز بدر، تلاه توزيع الجوائز على الفائزين.
نهار الشباب

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
كفن المسيح “المذهل” أُخرِجَ من صندوقه ليتأمله الحجاج والبابا “يكرّمه” في 2 أيار

كفن المسيح “المذهل” أُخرِجَ من صندوقه ليتأمله الحجاج والبابا “يكرّمه” في 2 أيار

مثير، مدهش، رائع، مذهل… الاوصاف التي تقال عن كفن المسيح المقدس كثيرة. وتبقى كلمات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الاشهر وقعا. "انه ذخيرة غير مألوفة، ملأى بالاسرار، وشهادة فريدة للغاية عن الفصح والآلام والموت والقيامة". اما البابا بينيديكتوس السادس عشر فيرى ان "عرض الكفن مناسبة مؤاتية لتأمل هذا الوجه المكتنف اسرارا، الذي يتحدث بصمت الى قلوب البشر"، داعيا الى "التعرف الى وجه الرّب" (تصريح في حزيران 2008).

في 10 نيسان الجاري فتحت كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في تورينو بشمال ايطاليا ابوابها امام آلاف الزوار والحجاج الآتين لرؤية هذا الكفن الشهير الذي لا يزال يثير جدلا على مختلف المستويات. انها المرة الاولى من 10 اعوام التي يُكشَف مجددا عن هذا الوجه الجميل الغارق في الصمت، في سره الكبير، بعدما كان اطل على المؤمنين العام 2000. وهذه المرة، تحضرت المدينة لمجيء اكثر من مليوني شخص حتى 23 ايار المقبل.
المناسبة فريدة في ذاتها، استثنائية، لما يجسده الكفن من اهمية دينية من جهة، اذ يعتبر الذخيرة الاثمن لدى الكنيسة الكاثوليكية، ومن جهة اخرى لما شكل موضع بحث وتجاذب علمي اعواما طويلة، وخصوصا انه يعتبر القطعة الاثرية التي استحوذت اكثر على درس وبحث عبر التاريخ، ولا تزال موضع اهتمام العلماء والبحاثة ورجال الدين والمؤمنين.
وعرض الكفن هذه السنة يجدد الحديث اللاهب في شأنه ويكسبه مزيدا من الشهود والمعجبين. يقول مدير متحف الكفن في تورينو (Museo della Sindone) جيانماريا زاكوني (Gianmaria Zaccone) في حديث لـ "النهار": "انه وقت مهم جدا للكنيسة كلها، وللحجاج ايضا الذين يأتون الى تورينو لرؤية الكفن والتأمل فيه، ومن خلاله في عمل يسوع المسيح الخلاصي". بالنسبة اليه، الرسالة التي يحملها الكفن الى العالم اليوم "مهمة"، اذ "من خلاله يمكن ايجاد وجه المسيح. وانطلاقا من هنا، تظهر لنا ضرورة البحث عنه ايضا في اخوتنا وفي آلام الآخرين ومعاناتهم، وعن الآلام التي حملها المسيح محبة بنا".

تاريخ الكفن في محطات

الكفن المقدس عبارة عن قطعة قماش من الكتان "لونها اصفر فاتح كلون القش"، طولها 4,36 مترا، وعرضها 1,10 متر، وعليها آثار لشكل إنسان كامل من الامام والوراء، انسان صلب، وفي يديه ورجليه اثر لمسامير، وعلى رأسه أكليل من الشوك، وعلى ظهره علامات جلد، وفي جنبه الايمن اثر لطعنة حربة. وقد اكد ذلك أطباء الادلة الجنائية المتخصصون بالتشريح". ويتفق العلماء على ان رجل الكفن سامي الملامح، له لحية وشعر طويل، يراوح عمره ما بين الثلاثين والاربعين. غير انه برزت فروق في احتساب طوله: بعضهم احتسبه 1,60 متر وآخرون 1,80. اما وزنه فقدر بـ80 كيلوغراما(1).
وللكفن ميزة فريدة اكتشفت العام 1898، وتشكل احد الغازه، وتتمثل في "ظهور انسان الكفن على الصورة السلبية كما هو في الصورة الايجابية، اي كما لو نراه بالعين المجردة، علما انه في الفن الفوتوغرافي، يعتبر الشخص الذي نراه بالعين المجردة صورة ايجابية تتحول في فيلم التصوير داخل الكاميرا صورة سلبية". وثمة ميزة اخرى لافتتة هي ان صورة الكفن ذات البعدين تحتوي على عناصر الشكل ذي الابعاد الثلاثة(2).  
يزخر تاريخ الكفن بمحطات رئيسية: العام 525 عثر على صورة "اكيروبيتا" مسماة "منديل"، خلال اعمال ترميم في الرها (حاليا اورفا في تركيا)، وهو على الارجح الكفن المطوي بطريقة تظهر الوجه وحده.  944 نقل الكفن الى القسطنطينية. 1147 كرم ملك فرنسا لويس السابع الكفن في القسطنطينية. 1204 كتب مؤرخ الحرب الصليبية الرابعة روبير دي كلاري: "كان الكفن يعرض كل يوم جمعة في القسطنطينية… لكن احدا لم يعلم ماذا حل به بعد نهب المدينة". وفي تلك الحقبة اخفي الكفن، وبقي مصيره مجهولا حتى العام 1355، يوم عرض علنا للمرة الاولى في اوروبا في كنيسة مدينة ليراي الفرنسية، بمسعى من الفارس الفرنسي جوفروا دي شارني الأول الذي يُعتبر المالِك الأوّل للكفن في الغرب.
العام 1365 سلّمت جان دو فرجيه زوجة الفارس دي شارني الكفن إلى شناونة (رؤساء كهنة) ليراي، بعد موت زوجها، الذين عمدوا الى تنظيم عروض علنيّة له. 1389 منع اسقف تروا بيار دارسي عرض الكفن، بعدما كان سلفه هنري دو بواتييه اعترض على ان دافع العروض هو "الطمع المادي وليس الورع…".  1435 وهبت ابنة جوفروا دي شارني الثاني، مارغريت دي شارني، الكفن الى آن دي لوزينيان، قرينة دوق سافوا لويس الأوّل، وذلك اثر خلاف بينها وبين شناونة ليراي. ثم سلّمته آن الى مدينة شامبيري، حيث حفظ في الكنيسة.
في ليل 3 كانون الأوّل 1532، شبّ حريقٌ في كنيسة شامبيري، وامتدت النيران الى صندوق الكفن المرصع بالمعادن الثمينة، ما ادى الى نفاذ بعض قطرات المعدن الذائب عبر طيات الكفن، محدثة خروقا فيه. وبعد سنتين، عمدت راهبات الكلاريات الى رقعه. 1578 نقل الكفن الى تورينو تخفيفا لمشقات السفر على اسقف المدينة المطران القديس شارل بورومي الذي رغب في تكريم الكفن ايفاء لنذر.  1694 وضع الكفن في الكنيسة التابعة لكاتدرائية القديس يوحنا المعمدان في تورينو، والذي لا يزال فيها حتى اليوم.
من العام 1939 الى 1946، خبأ الفاتيكان الكفن في دير مونتي فرجن في مقاطعة افيلينو، "لأن الزعيم النازي ادولف هتلر كان مهووساً بامتلاكه ويريد الحصول عليه بأي ثمن"، على ما افاد اخيرا مدير مكتبة دير بندكتين في مدينة أفيلينو الأب أندريا كاردان، مشيرا الى ان "الكفن نقل تحت ستار من السرية الكاملة إلى منطقة كامبانيا". وعام 1938 وهب اومبرتو الثاني دي سوافوا الكرسي الرسولي الكفن بعد وفاته. 1997 انقذ الكفن في الوقت المناسب من حريق قضى على كابيلة جواريني والقصر الملكي القديم(3).

علم "السندونولوجيا"

دراسات وبحوث كثيرة وضعت عن الكفن، ابتداء من العام 1898، تاريخ التقاط اول صورة فوتوغرافية له، وصولا الى العام الماضي. وقد شكل على مر الاعوام موضع اهتمام علماء من مختلف الجنسيات والانتماءات الدينية والفكرية والعلمية، بما شكل علما حديثا سمي "علم الكفن" او "السندونولوجيا"، ويشمل العديد من الاختصاصات. وقد درس العلماء جروح رجل الكفن، النسيج، المواد والبقع العالقة به، اللقاح، واي آثار على القماش… كل شيء. وفي كل محطة، تعارض علماء في النتائج او توافقوا عليها، او تقاربوا في بعضها، شككوا في اصالة الكفن او اكدوها…
وشكل تأريخ الكفن بواسطة الكربون 14 العام 1988 محطة علمية حملت بنتائجها مفاجأة سارة للمشككين، وغير سارة للمدافعين عن اصالة الكفن. "الكفن صنع بين عامي 1260 و1390". وكانت النتيجة التي توصلت اليها 3 مختبرات عالمية حول تاريخ النسيج ابعد من ان توقف السجال العلمي حول اصالة الكفن، اذ علت اصوات علماء آخرين يسألون عن تأثير حرارة حريق 1532 على كمية الكربون 14 في النسيج، ومدى نظافة العينات المأخوذة. وابى الفاتيكان، ولا سيما كردينال تورينو آنذاك اناستيازيو باليستريرو، قبول هذه النتائج. "هذه الفحوص لا تنهي فصول كتاب الكفن"، قال يومذاك.
وبالفعل، بقي الكفن موضع اختبارات ركزت على تاريخ النسيج: العام 1995، برهن العالم الروسي ديمتري كوزنتسوف ان حريق 1532 غيّر كمية الكربون 14 المشعّ في الكفن تغييرا كبيرا، مما افسد عملية تحديد التاريخ. والعام 2005، نشر الباحث راي روجرز بحثا افاد فيه ان المكونات الاساسية لعينة 1988 تختلف عن المكونات الكيميائية لبقية نسيج الكفن، وان عمر النسيج الاساسي يراوح ما بين 1300 و3000 سنة.
وتتابعت المفاجآت: 2005 اعلنت المجلة الفرنسية Science & Vie انها تمكنت من صنع كفن بتقينات القرون الوسطى. و"يكفي لذلك وضع قماش مبلول على نقش تحتي. وبعد الضغط عليه جيدا لاظهار شكل الشخص، يترك ليجف. ويغمس  بالاكسيد الحديدي، ممزوجا بالجيلاتين". عام 2009، اطل أستاذ الكيمياء العضويّة في جامعة "بافيا" الدكتور لويجي غارلاسكيللي بكفن قال انه صنعه وهو نسخة طبق الاصل عن كفن تورينو، "وهي خطوة تثبت في شكل نهائي ان الكفن مزيف ويعود الى القرون الوسطى"، على قوله.

زاكوني: الكنيسة
لا تخاف العلم

عن كل هذه الاختبارات، يتكلم زاكوني بوضوح: "هناك اختبارات بيّنت ان الكفن يعكس صورة شخص ثلاثية البعد. اذاً الاحتمالات ان تكون الصورة ثلاثية البعد عالية، بينما احتمالات ان تكون الصورة رُسمت او صُنعت على يد فنان يدويا منخفضة جدا. وغارلاسكيللي وآخرون ممن صنعوا نسخا عن كفن المسيح استندوا في عملهم الى اساس لينطلقوا منه، علما ان الخصائص الكيميائية والفيزيائية والبصرية والبنيوية لهذه النسخ المصنوعة تختلف كليا عن خصائص الكفن. الكفن دُرِس كثيرا، ويجب القول انه لا تمكن مقارنته بنسخ عنه، خصوصا من النواحي الفيزيائية والكيميائية وغيرها".
وعن تأريخ الكربون 14، يقول: "هذا الاختبار جدّي من دون شك. وقد بينت نتائجه العام 1988 ان الكفن يرجع الى القرون الوسطى. لكن مناقشات كثيرة حصلت حول هذا التأريخ. ولسنا في صدد التشكيك في النتائج، لكن يجب الاخذ في الاعتبار ان الاختبارات اجريت على قطعة صغيرة جدا اخذت من هامش الكفن. وبالتالي لسنا متأكدين من ان هذه العينة تمثل في شكل جيد كامل نسيج الكفن، لانه برهنا ان هناك اختلافات مهمة في خيوط النسيج في الجهة اليمنى من الكفن. هناك اذا مشكلة حول صحة تمثيل هذه العينة. ويمكن القول ان تأريخ الكفن لم يُحسَم حتى اليوم".
وهل الكنيسة ستجري بحوثا اخرى بهذا الخصوص في المستقبل؟ يجيب: "اعتقد انها ستقدم على ذلك، لان الكنيسة لا تخاف البحوث العلمية حول الكفن المقدس، وتترك للعلم ان يقوم بعمله. فالاساس بالنسبة اليها ليس ما يتكوّن منه الكفن فحسب، انما ايضا ما يمثله ويعنيه. وقد اكد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ان الكفن هو مرآة الاناجيل. وبالنسبة الى المؤمن، من المهم اذاً ما يحمله اليه الكفن من صورة، وهي صورة يسوع المسيح من دون شك. وهذا هو المهم".
تجاه كل هذه الضجة المثارة حول الكفن، لم يحسم الفاتيكان موقفه من اصالة الكفن، لا سلبا ولا ايجابا. وستكون للبابا بينيديكتوس السادس عشر وقفة "تكريم" للكفن في تورينو في 2 ايار المقبل، الى جانب برنامج حافل بمختلف اللقاءات. وفي هذه الوقفة التكريمية، يرى بعضهم موقفا واضحا تجاه الكفن حسما للشكوك بما يعزز وضعه. متى الظهور العلني للكفن في المستقبل بعد 2010؟ يجيب زاكوني: "لا نعرف بعد. ويتقرر ذلك في السنوات المقبلة".

(1) لغز كفن المسيح – فارس حبيب ملكي- دار المشرق.
(2) كفن المسيح- دليل تاريخي وعلمي ولاهوتي لجلاء لغز كفن تورينو.
(3) موقع الكفن الرسمي:
www.sindone.org
 (4)www.kafanalmassih.org

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: ” علامات القيامة (2)”.

مقال: ” علامات القيامة (2)”.

قام المسيح، حقاً قام، ولم يعد يُحصى بين الاموات. قام وهو لا يتشكك ممن لا يؤمن بهذه القيامة، بل يحثه على الإيمان، كما فعل مع تلاميذه. قام المسيح، وفي هذا الزمن الفصحي، يُظهر لنا علامات قيامته .

وبالتّالي علامات قيامتنا، علامات رجائنا.

أولى تلك العلامات، كانت عند وصول النّسوة الى القبر حيث وجدنَ القبر فارغاً. نعم "القبر الفارغ" هو اوّل علامة تدلّ على القيامة. اذ لا مصلحة للرّومان او اليهود  في سرقة الجثمان، بل على العكس، كان هدفهم ان يبقى في القبر، ان تنتهي تلك القصة الى الأبد. مات من كان يعتقد نفسه ابن الله ومحرّر الشّعب من العبودية. مات وهدأت النّفوس. مات ودفن وجُعل حراس على قبره لكي لا يسرقه تلاميذه (مت 27: 56). مات المسيح ودفن، والآن يُحرس داخل القبر إلى الأبد. لكن النّسوة وجدنَ "القبر فارغاً".

القبر! القبر هو المكان الذي يدفن فيه الجثمان. هو المكان الذي يُخفى فيه الميت ويُحجب عن الرؤية، لكي يتمكّن الحي من الاستمرار في الحياة دون ان يجده دائماً امام عينه. يقول ابراهيم بعد موت سارة: "أَعطوني مِلك قبر لديكم فأدفن مَيتي وأزيله من امام وجهي" (تك 23: 4). لا احتقاراً له، ابداً، بل لكي يستمرّ في الحياة، لأنّه لا يستطيع ان يحيا مع الجثمان في نفس المكان؛ فالجثمان له رائحة كريهة، لكنّها تجذب الغربان التي تأتي لكي تلتهمه. يجب حماية الجثمان وتكريمه، وفصله عن الأحياء ليتمكنوا من الاستمرار في الحياة. الجثمان يذكّر الحيّ بعزيزه المفقود، فيعتريه الحزن عندما يراه على هذه الحالة، لذا يجب ان يُحجب. هذا هو القبر، المكان الذي يُخفى فيه ما لا يريد الإنسان ان يراه من بعد لكي يستطيع ان يحيا.

القبر هو ايضاً الرّجاء الأخير لمن فقد كلّ رجاء. هو المأوى الوحيد لمن لا أمل له، يصبح رغبة لمن لا رغبة لديه. يقول ايوب:" ذوي النفوس المُرَّة المشتاقين للموت،…يفرحون اذا وجدوا قبراً" (ايوب 3: 22- 23). لأنّ الإنسان يدفن فيه نفسه ولا يبقى مجبراً على الصّراع اليومي مع الحياة من بعد . فالقبر هو مكان لمن لم تعد لديه اية قوة . لمن فقد العزم والحياة. المكان المحمي الذي يوضع فيه الإنسان، او يضَع نفسه فيه حتّى لا يواجه احداً، ولا يتواجه مع احد من بعد.

الموجود في القبر لا يستطيع حتّى ان يبارك اويسبّح الرّبّ (مز 115: 17). لا يستطيع ان يرى وجه الله. لا يستطيع ان يتمتع برحمته ويستنشق حبه.

هذا هو القبر او احدى جوانبه. و"القبر الفارغ" علامة على ان المسيح قد قام. قام من فُصلَ عن النّاس ودُفن لئلا  يراه احد من بعد. قام هذا المفصول عن الشّعب، المرذول من خاصته، المحجوب عن الرؤية لأنّ لا جمال له ولا بهاء. قام واُعطيَ له كل سلطان في السّماوات وعلى الأرض. قام وأُعلن سيداً وربًّا. قام من هو بلا قوى حتّى الموت، واعطي له كلّ سلطان حتّى على الموت. قام من قد اعتُبرَ مجدفاً على الله وفاعل إثم، لذا فُصل حتّى لا ينجّس الآخرين، قام لكي يُسّبح ويبارك الرّبّ الذي اقامه ولم يدع جسده يرى الفساد.

قام، والقبر الفارغ علامة على قيامته، وعربوناً لقيامتنا من قبورنا في نهاية الأزمنة. "القبر الفارغ" هو ايضاً ضمان لقيامتنا من قبورنا الآن. والتي دَفنَّا فيها احداثاً كثيرةً من حياتنا تُزعجُنا. دَفنّا فيها سنين عديدة من اعمارنا تؤلمنا. ولم نعد نريد ان نراها. دفنَّاها كما يدفن الحي ميته لكي لا يراه من بعد ولكي لا يراه اي حي من بعد. دفنا احداثاً او وقائعَ. الماً نريد ان نتحلص منه، دفناه لكي لا نراه ونحجبه عن كلّ رؤية. دفناه بعيداً عن عيوننا، خارج حقل حياتنا اليومية لنتناساه. لكنّ خيال هذا القبر موجود دائماً في حقولنا، ولو ابعدناه لأقصى الحدود، فنحن نمتلكه دائماً.

"القبر الفارغ" دعوة لنا كما النّسوة. هن ايضاً كن مرتعبات، من سيدحرج الحجر لهن؟ كيف سيكون الموقف، ماذا سيقلن للحراس؟ لكنّهن ذهبن. فلنذهب الى حيث دفنا الكثير من احداث حياتنا. الى هذا القبر السّاكن فينا. لا داعي لأن نخاف منه. فلنقترب منه، لان ما دفنّاه هناك لم يعد له سلطان علينا. قبرنا فارغ. نعم "القبر فارغ" لم يعد هناك جثمان، بل ملاك مرسل من الله لكي يسلّم رسالة جديدة، حياة جديدة. فلنذهب، ولنتقابل مع هذا الصّليب او هذا الحدث الذي هربنا منه دائماً: الم، مرض، اعاقة…….هناك سنجد ان "القبر فارغ" حتّى وان كان موجوداً، لكنّه فارغ. أي ما كان يحطمنا، لم يعد يحطمنا من بعد ولو استمر في الوجود. ما لم نكن قادرين على تحمله او التّعايش معه لم يعد كذلك، لأنّ "القبر فارغ". ما كان يجبرنا على ان ندفن انفسنا ونلعن حياتنا ونتمنى الموت في اوقات كثيرة، لم يعد له سلطان علينا. قام المسيح ونزع سلطان الموت، والآن، "القبر فارغ" الى الأبد. هذا "القبر الفارغ" سيكون مكاناً لتسبيح الرّبّ ورؤية وجهه الحقيقي. سيكون مكاناً لمعرفة من هو. فهو القادر على ان يقيمنا من موتنا ويُفرغ قبورنا.

قيامة المسيح علامة على قيامتنا، وهي قيامة حقيقية وليست فقط للوعظ او التأمل، بل لنختبرها في حياتنا.

نعم "القبر فارغ"، ولكنّه ليس العلامة الوحيدة، هناك علامات اخرى تدلّ على قيامة المسيح، وعلى شركتنا في تلك القيامة. علامات اخرى تُعْلِمنا عن هذه القيامة…للمرّة القادمة.

زمن فصح مبارك.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
روما: رسالة بندكتس السادس عشر إلى كاثوليك إيرلندا (2).

روما: رسالة بندكتس السادس عشر إلى كاثوليك إيرلندا (2).

"كفروا عن ذنوب الاعتداء التي سببت الكثير من الأذى" : إلى الكهنة والرهبان الذين اعتدوا على الأطفال أنتم خنتم الثقة التي وضعها فيكم شباب أبرياء وأهاليهم، ويجب أن تتحملوا مسؤولية ذلك أمام الله الكلي القدرة وأمام محاكم شكلت حسب الأصول

لقد خسرتم تقدير الشعب الإيرلندي وألحقتم الخزي والعار بإخوتكم. إن الكهنة بينكم انتهكوا قداسة سر الكهنوت الذي يصبح المسيح من خلاله حاضراً فينا وفي أعمالنا. وإلى جانب الأذى الكبير الذي ألحق بالضحايا، ألحق ضرر كبير بالكنيسة وبالفكرة العامة عن الكهنوت والحياة الرهبانية.أحثكم على فحص ضمائركم، وتحمل مسؤولية الآثام التي ارتكبتموها، والتعبير عن أسفكم بتواضع. فالتوبة الصادقة تفتح المجال أمام مغفرة الله ونعمة التحسين الفعلي. من خلال تقديم الصلوات والقيام بالأعمال التكفيرية من أجل الخاطئين، يجب أن تسعوا إلى التكفير عن أعمالكم. إن تضحية المسيح المخلصة قادرة على مغفرة أعظم الذنوب، وغرف الخير من أفظع الشرور. في الوقت عينه، تدعونا العدالة الإلهية إلى الكشف عن أفعالنا وعدم إخفاء شيء. اعترفوا بذنبكم، واخضعوا لمطالب العدالة، ولا تقنطوا من الرحمة الإلهية.8. إلى الأهلأصبتم بصدمة كبيرة عند علمكم بالأحداث الرهيبة التي حصلت في المكان الذي كان ينبغي أن يكون أكثر البيئات أماناً. وفي العالم المعاصر، ليس سهلاً بناء بيت وتربية الأطفال. هم يستحقون أن يكبروا في أجواء آمنة وينعموا بالحب والعناية بإدراك هويتهم وأهميتهم. يحق لهم أن ينشأوا على القيم الأخلاقية الأصيلة المتجذرة في كرامة الإنسان، وأن يستلهموا من حقيقة إيماننا المسيحي ويتعلموا أساليب التصرف التي تؤدي إلى تقدير ذاتي سليم وفرح دائم. هذه المهمة النبيلة وإنما المتطلبة توكل إليكم أولاً أنتم الأهل. أحثكم على تأدية دوركم في ضمان أفضل عناية للأطفال، في البيت وفي المجتمع، فيما تستمر الكنيسة من جهتها بتنفيذ التدابير المتخذة خلال السنوات الأخيرة لحماية الشباب في البيئات الرعوية والمدرسية. وفيما تتحملون مسؤولياتكم الأساسية، كونوا واثقين بأنني أبقى قريباً منكم وأقدم لكم الدعم بصلواتي.9. إلى أطفال إيرلندا وشبابهاأود أن أوجه لكم كلمة تشجيعية خاصة. إن تجربتكم في الكنيسة مختلفة عن تجربة أهلكم وأجدادكم. فقد شهد العالم تغييراً كبيراً منذ أن كانوا بعمركم. لكن كل الناس مدعوون في كل جيل إلى انتهاج درب الحياة عينها، أياً كانت ظروفهم. نحن جميعاً جُرحنا بفعل ذنوب وزلات بعض الأعضاء في الكنيسة، منهم بخاصة أولئك الذين اختيروا تحديداً لإرشاد الشباب وخدمتهم. لكنكم في الكنيسة تجدون يسوع المسيح الذي "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب 13، 8). وهو يحبكم وقد بذل نفسه على الصليب من أجلكم. اسعوا إلى بناء علاقة معه ضمن شركة كنيسته لأنه لن يخون أبداً ثقتكم! وحده هو القادر على تحقيق رغباتكم العميقة، وإعطاء معنى كاملاً لحياتكم من خلال إرشادها نحو خدمة الآخرين. أبقوا أعينكم شاخصة إلى يسوع وصلاحه، واحموا شعلة الإيمان في قلوبكم. مع إخوتكم الكاثوليك في إيرلندا، أتوجه إليكم لتكونوا تلاميذ أمناء لربنا، ولتسهموا بحماستكم ومثاليتكم في إعادة بناء كنيستنا الحبيبة وتجديدها.10. إلى كهنة إيرلندا ورهبانهاكلنا نتألم نتيجة لذنوب إخوتنا الذين خالفوا تعليمات مقدسة أو فشلوا في مواجهة الاتهامات بطريقة صحيحة ومسؤولة. أمام الإهانة والسخط اللذين سببهما هذا الأمر، ليس فقط بين المؤمنين العلمانيين وإنما أيضاً بينكم وفي جماعاتكم الدينية، كثيرون منكم يشعرون بأنهم يائسون ومتروكون. كما أنني أدرك أن البعض ينظر إليكم كمذنبين وكمسؤولين نوعاً ما عن آثام الآخرين. في هذا الوقت الأليم، أود الاعتراف بتفاني حياتكم الكهنوتية والرهبانية ورسالتكم، وأدعوكم إلى إعادة التأكيد على إيمانكم بالمسيح، ومحبتكم لكنيسته، وثقتكم بوعد الفداء والمغفرة والتجدد الروحي المذكور في الإنجيل. هكذا، ستظهرون للجميع أنه "حيث كثرت الخطيئة، تتوافر النعمة أكثر" (رو 5، 20).أعلم أن كثيرين بينكم خائبون وحائرون وغاضبون من الطريقة التي اعتمدها بعض رؤسائكم لمعالجة هذه القضايا. مع ذلك، من الضروري أن تتعاونوا مع أصحاب السلطة وتساعدوا في أن تكون التدابير المتخذة للاستجابة للأزمة إنجيلية وصحيحة وفعالة. وأحثكم بخاصة على التحول بصورة أوضح إلى رجال ونساء صلاة من خلال اتباع درب الاهتداء والتطهر والمصالحة. هكذا تستقي الكنيسة في إيرلندا حياة وحيوية جديدتين من شهادتكم لقدرة الرب المخلصة الظاهرة في حياتكم.11. إلى إخوتي الأساقفةلا يمكننا أن ننكر أن بعضاً منكم ومن أسلافكم فشل – فشلاً ذريعاً أحياناً – في تطبيق معايير القانون الكنسي التي وضعت قبل وقت طويل حول جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال. لقد ارتكبت أخطاء جسيمة في الاستجابة للاتهامات. أعلم أنه كان من الصعب استيعاب حجم المشكلة وتعقيداتها، والحصول على معلومات موثوقة واتخاذ القرارات المناسبة على ضوء نصائح الخبراء المتناقضة. مع ذلك، لا بد من الاعتراف بأن أخطاء جسيمة حصلت في الحكم إضافة إلى الفشل في القيادة. هذا كله قوض مصداقيتكم وفعاليتكم. إنني أقدر كافة الجهود التي قمتم بها لتصحيح الأخطاء الماضية ولضمان عدم حصولها مجدداً. وإضافة إلى تطبيق القانون الكنسي في القضايا المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، استمروا في التعاون مع السلطات المدنية في مجال اختصاصها. وينبغي على الرؤساء الدينيين أن يتصرفوا أيضاً بالطريقة عينها. لقد شاركوا هم أيضاً في المناقشات الأخيرة هنا في روما بهدف تحديد مقاربة واضحة ومتماسكة لهذه المسائل. لا بد من مراجعة المعايير الخاصة بالكنيسة في إيرلندا والمتعلقة بأمن الأطفال بصورة دائمة، ولا بد من عصرنتها لكي تطبق بالكامل وبتجرد طبقاً للقانون الكنسي.وحده التحرك الحاسم الجاري بصدق وشفافية هو الذي سيعيد احترام الشعب الإيرلندي ونيته الحسنة تجاه الكنيسة التي كرسنا حياتنا من أجلها. هذا يبدأ أولاً بفحص ضمائركم، والتطهر الداخلي والتجدد الروحي. إن الشعب الإيرلندي يتوقع منكم أن تكونوا رجال الله، أن تكونوا مقدسين، وتعيشوا ببساطة وتتابعوا الاهتداء الشخصي يومياً. بالنسبة له، أنتم أساقفة بحسب كلمات القديس أغسطينوس؛ إلا أنكم مدعوون معهم لتكونوا أتباعاً للمسيح (عظة 340، 1). لذلك أحثكم على تجديد حس مسؤوليتكم أمام الله، والنمو بالتضامن مع شعبكم، وتعميق اهتمامكم الرعوي بكافة أفراد رعيتكم. أسألكم بخاصة أن تنتبهوا إلى الحياة الروحية والأخلاقية الخاصة بكل واحد من كهنتكم. كونوا لهم قدوة بحياتكم، وتقربوا منهم، وأصغوا إلى مخاوفهم، وشجعوهم في هذه الأوقات العصيبة وغذوا شعلة محبتهم للمسيح والتزامهم بخدمة إخوتهم وأخواتهم.كذلك، لا بد من تشجيع المؤمنين العلمانيين على تأدية دورهم في حياة الكنيسة. لذا، احرصوا على تنشئتهم ليتمكنوا من تقديم شهادة إنجيلية واضحة ومقنعة في المجتمع المعاصر (1 بط 3، 15)، ومن التعاون بشكل أكبر في حياة الكنيسة ورسالتها. هذا ما سيساعدكم مجدداً على أن تكونوا مرشدين وشهوداً موثوقين لحقيقة المسيح المخلصة.12. إلى جميع المؤمينن في إيرلنداإن تجربة الشباب في الكنيسة يجب أن تثمر دوماً في لقاء شخصي ومتفانٍ مع يسوع المسيح ضمن جماعة محبة وداعمة. في هذه البيئة، يجب أن يقدَّم التشجيع للشباب لينموا حتى بلوغ مكانتهم البشرية والروحية التامة، وليتطلعوا إلى مثل القداسة والمحبة والحقيقة، ويستقوا الإلهام من ثروات تقليد ديني وثقافي عظيم. في مجتمعنا الذي تتزايد فيه العلمنة والذي كثيراً ما نجد فيه نحن المسيحيون أنه من الصعب التحدث عن البعد السامي لوجودنا، نحتاج إلى إيجاد سبل جديدة لنقل جمال وثروة الصداقة مع يسوع المسيح في شركة كنيسته. في سبيل حل الأزمة الراهنة، تبرز ضرورة التدابير اللازمة للتصدي للجرائم الفردية بشكل صحيح، لكنها ليست كافية وحدها: فلا بد من رؤية جديدة لإلهام الأجيال الحاضرة والمستقبلية لتثمين هبة إيماننا المشترك. من خلال اتباع الدرب المشار إليها في الإنجيل، ومن خلال مراعاة الوصايا ومطابقة حياتكم أكثر فأكثر مع شخص يسوع المسيح، ستختبرون التجدد العميق الضروري في هذا الزمن. هنا أدعوكم جميعاً إلى المثابرة على هذه الدرب.نقلته إلى العربية غرة معيط

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
كيرللس يزور لبنان وسوريا في تشرين 2

كيرللس يزور لبنان وسوريا في تشرين 2

قال بطريرك موسكو وسائر الروسيا البطريرك كيرللس انه سيزور لبنان وسوريا في تشرين الثاني المقبل، "طبقاً للتقليد المتبع، والذي يوجب عليّ كبطريرك منتخب حديثاً أن أزور بطريركية أنطاكية"

ونقلت عنه وكالة "نوفوستي" الروسية خلال استقباله الرئيس اللبناني ميشال سليمان اخيرا في موسكو تأكيده "الاستعداد للمساعدة في تطوير علاقات لبنان بكل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وغيرها من البلدان المنتمية قانونياً إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، إلى أقصى حد ممكن، ولتشجيع الصلات الثقافية والإنسانية بين روسيا ولبنان".

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الفاتيكان ينشر وثائق من أرشيف الحرب 2

الفاتيكان ينشر وثائق من أرشيف الحرب 2

ينشر الفاتيكان قريبا على الانترنت وثائق من ارشيفه تعود الى الحرب العالمية الثانية، وتحديدا الى الحقبة الممتدة ما بين آذار 1939 وايار 1945. وذكرت صحيفة "اوبسرفاتوري رومانو" الناطقة باسمه ان "هذه الوثائق التي ستتاح للعامة ومجانا سبق ان نشرتها مكتبة الفاتيكان بين عامي 1965 و1981 بطلب من البابا بولس السادس العام 1964".

واشارت الى ان "مبادرة تحويل هذه الوثائق البالغ عددها 5125 (اكثر من 8 آلاف صفحة) وثائق رقمية تقف خلفها منظمة "بايف ذي واي" الهادفة الى الغاء الحواجز بين الديانات ونشر التعاون وانهاء استغلال الديانات لغايات سياسية".    

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التضييق يمنع “مؤتمر العلمانية في المشرق العربي (2)” من الانعقاد في دمشق

التضييق يمنع “مؤتمر العلمانية في المشرق العربي (2)” من الانعقاد في دمشق

منع "مؤتمر العلمانية في المشرق العربي 2" الذي كان مقرراً عقده في قاعة "رضا سعيد للمؤتمرات" التابعة لحامعة "دمشق" في 8/2/2010 بتمويل من المعهد الثقافي الدنماركي في دمشق وعدد من الممولين السوريين.

وقال خالد سعيد المنسق الإعلامي للمؤتمر في اتصال مع "سكايز" أن المنظمين تلقوا اتصالاً من إدارة الجامعة طلب منهم وقف المؤتمر "بسبب عطل فني طرأ على أجهزة الصوت"، وأوضح سعيد أن المنظمين كانوا قد أجروا "بروفا" أولية للذه الأجهزة وكانت تعمل بشكل جيد"، وأضاف "لم نتلق تلميحات او انذارات بوقف المؤتمر مسبقاً، ما خلق ارباكاً في اللحظات الأخيرة لناحية توجيه اعتذارات ممن سبق ودعوناهم للمشاركة، وكبدنا أعباء مادية كنا بغنى عنها، لأننا طبعنا الدعوات وأرسالناها الى عدد كبير الاعلاميين والمثقفين وسواهم".

من جهته اعتبر لؤي حسن، مدير دار "بترا" وأحد منظمي المؤتمر، أنه "ما من سبب مباشر للمنع، وأعتقد أنه جاء على خلفية ضغوطات قامت بها جهات أصولية لا يناسبها إقامة مؤتمر تحت عنوان العلمانية"، ورأى حسن أن قرار وقف اعمال المؤتمر "اتخذناه نحن على خلفية التضييق الذي واجهناه، إذ منع علينا الانتقال الى عقده في قاعات أخرى، وطلب منا أن يكون الحضور محدداً لا عاماً، وهذا ينافي الهدف الأساسي من عقد هكذا مؤتمر". ونفى حسن ان يكون سبب المنع سياسياً "لأننا بلد علماني بالاصل، ونحن لا نهدف الى تشكيل حزب او تحرك سياسي علماني، انما اقتصر مؤتمرنا على بحث موضوع العلمانية بحضور اسلاميين ومثقفين، بهدف جعل ثقافة العلمنة عامة ومتداولة بين الناس". وانتقد حسن مسألة الغاء حجز القاعة في اللحظات الأخيرة والتعامل "بقلة احترام مع مشاركين من نخبة المثقفين في البلاد"، وقال "تلقينا عشرات الاتصالات من مشاركين أتوا في يوم الافتتاح الى القاعة ليجدوها فارغة!". زعما اذا ماكانت هذه الحادثة ستخلق في المؤتمرات والنشاطات الثقافية المستقبلية نوعاً من الرقابة الذاتية أجاب حسن "سنظل ندافع عن تنوع هذا البلد الثقافي وعقلانيته، بهدف الارتقاء الى مرحلة يحل فيها مصطلح العلامانية محل التوصيفات الطائفية والمذهبية الضيقة".
وكان داري" بترا" و"أطلس" للنشر وزعا دعوات عامة للمشاركة في مؤتمرهم الثاني "العلمانية ومسألة الدين"، بعد نيل موفقة وزارة الثقافة ورئاسة جامعة دمشق.

وذكر بيان صدر عن المنظمين في 11-2-2010 انه بعد مراجعة وزارة الثقافة في مسألة "تغيير مكان المؤتمر، كان قرار السيد الوزير كان أكثر تشددا، إذ أوصى بعدم إقامة المؤتمر في أي مكان عام وعلى توقيف الدعوة العامة بجميع أشكالها بما فيها الإعلان عن نقل المكان"، وأضاف البيان "ما كان منا تجاه إجراءات التعطيل هذه سوى الإعلان عن إلغاء المؤتمر احتراما لجميع المدعوين وللضيوف السوريين والقادمين من خارج البلاد". وعبر البيان عن استياء المنظمين "مما آلت إليه الأمور، الذي لا يعود فحسب لطبيعة موقف هذه الجهات الرسمية بل لتوقيت قرارها الذي جاء متأخرا جدا وفي الوقت غير المناسب. وكلنا حيرة من أن هذه الجهات كانت على علم واضح بجميع تفاصيل هذا النشاط الثقافي، وهي ذاتها التي كانت قد وافقت على استضافة أعمال المؤتمر، وتعرف تماما مدى انتشار الإعلان والدعوات بأوساط الناس".

سكايز

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: إلغاء الطائفية السياسية في لبنان (2)

مقال: إلغاء الطائفية السياسية في لبنان (2)

بقلم الأب فرنسوا عقل المريمي- إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة في لبنان إذن يعني الامتناع عن توزيع وظائف الفئة الأولى بموجب ميثاق 1943، وإلغاء المناصفة بين المسيّحيّين والمسلمين في المجلس النّيابي والحكومة والإدارات.

خلال الحرب اللّبنانيّة، طالب العديد من المسلمين واليسار اللّبنانيّ خصوصا، مطالبة بإلغاء الطّائفيّة السّياسيّة في لبنان [13]، لكنّ البعض قد رام عبر هذا الأمر، الوصول إلى رئاسة الجمهوريّة أو الحكومة أو قيادة الجيش أو مديريّة المخابرات أو غير ذلك من المراكز الكبرى في الدّولة [14].

        إنّ الكثيرين من المسيحيّين اللّبنانيّين وخصوصا الموارنة اليوم، لا يرغبون بإلغاء الطّائفيّة السّياسيّة ربّما لأنّهم يخشون فقدان امتياز حفظ الرّئاسة الأولى لهم وفقا للميثاق المذكور [15]، ولأنّ المطالبين بإلغائها، يقصدون حصرا عدم توزيع المناصب السّياسيّة على الطّوائف وفقا للأعراف السّارية ويرفضون إلغاءها من أيّ ميدان آخر في الحياة العامّة [16]؛ ناهيك عن أنّ الواقع اللّبنانيّ بل العقل الباطنيّ اللّبنانيّ يعتبر الطّائفة الخاصّة بمثابة جماعة أولى لانتماء الفرد الاجتماعيّ، وهذا الانتماء هو عنصر جوهريّ في صميم هويّة كلّ لبنانيّ.

كما أنّ بعض دعاة العلمنة، يعتبرون بدورهم الطّائفيّة السّياسيّة شرّا يهدّد جميع اللّبنانيّين، ويترك الوطن غائصا في ترّهات القرون الوسطى وغياهبها، معزّزا ذهنيّة بعيدة كلّ البعد عن الإيمان، والرّجاء المشترك والحبّ المتبادل [17]؛ ويرى آخرون –ونحن منهم- أنّه من الصّعب جدّا إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة التي هي نتاج تاريخ طائفيّ طويل [18]، فالنّظام الطّائفيّ جيّد في حدّ ذاته، غير أنّ إساءة استعماله واستغلاله الفادح من قبل بعض السّياسيّين قد أورثتنا حرب 1975. فمنذ زمن طويل أخذت كلّ من الطّوائف تمارس –إن جاز التّعبير- نوعا من الدّفاع الأنانيّ عن مصالحها الخاصّة 19، غير أنّ هذه القاعدة في نظر الباحث اليسوعي الأب سيكينغ Siking، هي عقبة في طريق النّمّو الوطنيّ للدّولة [20].

الدّستور اللبنانيّ وإلغاء الطّائفيّة

يعرف القاصي والدّاني كم تألّم لبنان بسبب الطّائفيّة. ذلك "المرض المخيف، الواجب التّخلّص منه، بالنّسبة إلى البعض. فخلال اجتماعات الطّائف (30 أيلول – 24 ت1، 1989) التي وضعت حدّا لحرب لبنان، استطاع بعض النّواب اللّبنانيّين إدراج مشروع إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة في نصّ الإتّفاقيّة. لكنّ صياغة هذا الأمر على ما يبدو في  المـــادة 95 من الدّستور لم تكن واضحة كلّ الوضوح؛ ففيما تذكر المادّة أنّ على مجلس النّوّاب اتّخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق "إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة" وفق خطّة مرحليّة وتأليف هيئة وطنيّة برئاسة رئيس الجمهوريّة، تضمّ بالإضافة الى رئيس مجلس النّوّاب ورئيس مجلس الوزراء شخصيّات سياسيّة وفكريّة واجتماعيّة، سرعان ما تتحدّث في السّياق عينه، عن مهمّة الهيئة المذكورة في دراسة واقتراح الطّرق الكفيلة بغية "إلغاء الطّائفية" وتقديمها إلى مجلسي النّوّاب والوزراء ومتابعة تنفيذ الخطّة المرحليّة؛ حتّى أصبح الأمر بذلك هدفا وطنيّا.  فهذا تناقض مقصود أو غير مقصود، أو أقلّه غموض يجب إيضاحه، لأنّ "إلغاء الطّائفية السّياسيّة" أمر، و"إلغاء الطّائفيّة" بالمطلق، أمر آخر. ثمّة بَون شاسع بينهما؛ فالطّائفيّة السّياسيّة تشمل توزيع الوظائف السّياسيّة في الدّولة، وإلغاؤها أشبه بالعلمانيّة السّياسيّة، فيما الطّائفيّة هي انتماء إنسانيّ دينيّ اجتماعيّ، وإلغاؤها يحاكي نظريّة العلمانيّة الشّاملة. لذا، تضعنا هذه المادّة، أمام إشكاليّة جديدة في النّصّ الذي يبدو في صيغته الحاليّة موضوع التباس وتأويل ونقاش، كذلك في الفقرة الثّانية التي تتكلّم على ما يسمّى بالمرحلة الانتقاليّة. إنّها ثغرة يكتنفها التّناقض والغموض، نظير غيرها من الثّغرات التي تجب مناقشتها وتعديلها حسب اعتقادنا، في أوّل فرصة سانحة لذلك.     

خاتمة

إنّ مشروع إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة كما حاولنا أن نثبت، يبدو حتّى السّاعة غير واضح المعالم والنّتائج، على المستويين النّظريّ والعمليّ.

كما أنّ المجتمع اللبنانيّ غير مستعدّ بعد لقبول هكذا مشروع. هذا لا يعني أنّه يحقّ للطّوائف، بخلق حالة اجتماعيّة مَرَضيّة في الوطن، تتجسّد في ما يسمّى بالتجّمعات المصلحيّة Associationts par intérêt.

أمّا في حال إجماع اللبنانيّين في المستقبل على تبنّي هكذا مشروع، فإنّ الأجدر بهم إذّاك أن يختاروا نظام العلمنة الإيجابيّة التي هي على قاب قوسين من إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة؛ فالعلمنة الإيجابيّة هذه، تجعل جميع المواطنين سواسية أمام كلّ القوانين المدنيّة، وتلغي الطّائفيّة السّياسيّة والاجتماعيّة والقانونيّة والثّقافيّة… وليس في الأمور التي تتعلّق بالوظائف السّياسيّة والإدارات فحسْب، لأنّ هذه الأخيرة في حال إلغاء الطّائفيّة السّياسيّة وحدها، قد تصبح عرضة لسيطرة الطّوائف الأكثر عددا، فننتقل بذلك من السّيّئ إلى الأسوأ، ممّا يسبّب خللا كبيرا في طبيعة وطن الرّسالة وميثاق العيش المشترك.

مراجع

14 — راجع، غريغوار حدّاد، العلمانيّة الشّاملة، 2000، ص. 42-43.

15 — Cf. F. Azar, Construction identitaire …, p. 177.

 16 — راجع إيلي نعيم ماضي، في سبيل العلمنة، 1976، ص. 99.

17 — راجع، غريغوار حدّاد، البابا ولبنان، لبنان، 1998، ص. 161.

18 — Cf. R. Benedicty, Société civile et communauté religieuse, Beyrouth 1986, pp. 91-96.

19 — Cf. L. H. De Bar, Les Caummunautés confessionnelles du Liban, Paris 1983, p. 15.

20 — Cf. T. Siking, Religion et Développement, Beyrouth, pp. 28-29

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اعتصام احتجاجي في إدارة أعمال «اللبنانية» بعد صدور نتائج الماستر ـ2

اعتصام احتجاجي في إدارة أعمال «اللبنانية» بعد صدور نتائج الماستر ـ2

«كرمالكن مش كرمالنا» هو عنوان الحملة التي أطلقها طلاب الماستر ـ2 ، كي لا تتكرر معاناة طلاب كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية. وتأتي الحملة بعد صدور نتائج امتحانات الدخول الى الماستر ـ 2 التي أسفرت عن نجاح 52 طالباً فقط من أصل 395، وفعليا دخول 46 طالباً، وخروج ستة برغم نجاحهم، نظراً لعدم وجود صفوف لهم، أو إمكانية فتح صف لاختصاصاتهم، لقلة عددهم

اكب الحملة اعتصام تحذيري نفذه طلاب الكلية في مدينة رفيق الحريري الجامعية، وشارك فيه طلاب من الفرعين الثاني والثالث، فيما نفذ طلاب فرع النبطية اعتصاماً مماثلاً. ومن أهم أهداف الحملة: تطبيق المرحلة الثانية من نظام المواد LMD عبر وضع النظام الداخلي من أجل البدء بإصدار الشهادات لتعطى الشرعية اللازمة للمتخرجين، وإلغاء مباريات الدخول الى الماستر ـ1 والماستر ـ2، واعتماد المعدل 12/20 للسماح للطلاب بالانتقال من الإجازة الى الماستر وفقا للمادة 22 من المرسوم الرقم 2225 الصادر عن مجلس الوزراء في 11 حزيران 2009 المتعلق بتحديد القواعد العامة لنظام التدريس الفصلي في الجامعة اللبنانية.
ومن بين الأهداف أيضاً، كما وردت في بيان مشترك للجنة التنسيق بين مجالس فروع الطلاب الخمسة، توحيد المناهج بين الفروع الخمسة بحيث يدرس نفس محتوى المادة في الفروع كافة كي لا يحدث أي لغط أثناء التقدم لمباريات توظيف أو تعيين في وقت لاحق، وإلغاء نتائج مباراة الدخول وإدخال طلاب الجامعة اللبنانية الذين كانوا قد دخلوا الى الجامعة سابقا بامتحان دخول أصلا…. وإعادة الأموال (35 ألف ليرة) التي دفعها الطلاب خلال تقديمهم الى مباراة الدخول للماستر1 التي ألغيت في ما بعد.
لم يكتف الطلاب بالاعتصام، بل عمدوا الى تعطيل الدروس مما دفع بحرس الكلية الى منع دخول غير الطلاب الى حرم الكلية، ولم تنفع الاتصالات مع عميد الكلية د. كميل حبيب في السماح للإعلاميين، بحضور الجمعية العمومية للطلاب، فما كان منهم إلا أن نقلوا اعتصامهم الى خارج حرم الكلية.
ويشير رئيس الهيئة الطلابية في الفرع الثاني شارل عقل الى أن الطلاب «واجهوا مشكلة في الامتحانات المشتركة، خصوصا طلاب الفرع الثاني الذين كانوا يعانون منها سابقا وتم تحديدها لمنع تكرارها. صحيح أن الأسئلة جاءت موحدة، وشارك في وضعها أساتذة الكلية من مختلف الفروع إلا أنها كانت طويلة، ولم يأخذ التصحيح بعين الاعتبار طول المسابقة، إضافة الى أن نسبة النجاح تغيرت من عشرة على عشرين إلى 11».
واعترف عقل بأنه إذا تم اعتماد نسبة النجاح عشرة على عشرين، فلن يصيب النجاح عدداً كافيا لفتح صفوف لهم. وطالب بإعادة النظر في تصحيح المسابقات، وفي كيفية وضع الأسئلة، لأن الآلية التي اعتمدت هذا العام غير مقبولة.
وسأل «ماذا يفعل الطلاب الذين درسوا الماستر ـ1 بعد رسوبهم في امتحان الدخول الى الماستر ـ2؟ والى أين يذهبون؟ علما أنه على الجامعة اللبنانية احتضانهم وعدم تركهم في منتصف الطريق». ولفت الى أن الخطوة الأولى تتمثل في تنفيذ الاعتصام على أن تتبعها خطوات تصعيدية لاحقة.
المطالب تبدأ من النتائج
وقالت رئيسة مجلس الفرع الثالث ساندريلا جنيد ان المطالب تبدأ من النتائج التي صدرت، والمسابقة الطويلة والصعبة، وعملية التصحيح القاسية ورفع معدل النجاح، بعدما كان عشرة على عشرين (50/100) الى 11 على عشرين (55/100). وطالبت بتراجع رئيس الجامعة عن رفع المعدل. وأشارت الى أن نسبة النجاح الكبيرة من المقبولين (50 في المئة) سجلها طلاب الفرع الثالث، وإذا تم خفض المعدل الى ما كان عليه، فينجح ثلاثة طلاب من التمويل، وأربعة من المحاسبة، يضافون الى الناجحين التسعة في التمويل و13 في المحاسبة، عندها لا مشكلة في عملية فتح الصفوف لهم.
وانتقدت الظلم الذي لحق بطلاب الفرع الثالث للكلية «طلاب فرعنا من المتفوقين، والعام الماضي نجح 44 طالبا، وكان المطلوب معدل تسعة على عشرين، أما هذا العام فقد خدعنا».
وأشارت الى أنها نالت معدل 52.5 على مئة. وعلقت زميلتها علا نجــار التي نجــحت بمعدل 53.5 على مئة بقولها «في الامتحانات التي تجــريها الدولة يتم إعطاء الطالب علامة استلحاق، ولماذا لا نحصل نحن عليها، ولماذا يتم الانتقال من الإجازة الى الماستر1 ومن ثم الى الماستر 2 وفي كل مرة نخضع فيها الى امتحان دخول؟». وقالت: «نقبل بما يفرض علينا منذ البداية، أي أن يقال لنا إن المطلوب للدخول الى الماستر يحتاج الى معدل 12 على عشرين، عندها نعلم ماذا نفعل، لا أن نعلم بالمطلوب عند الامتحان!..». وأعربت نجار عن أسفها لخسارة عام دراسي على ربع علامة، معتبرة أن المسؤولية تقع على عاتق الكلية، التي من واجبها تشجيع الطلاب لا تحطيم معنوياتهم…
ورأى أمين سر الفرع الأول حسين حمود أنه عند تطبيق النظام الداخلي لنــظام الـLMD عندها يتم الفصل بين سنوات الدراسة. واســتغرب النتائج التي جاءت مخيبة للآمال بحيث لم ينجح أي طالب من 24 طالبا تقدموا من الفرع الأول في اختصاص المعلوماتية، ونجح طالب واحد من كلية العلوم، كما لم ينجــح أي طالب في الاقتصاد الدولي (14 طالبا)، ونجــح طالــب واحد من أصل 27 في الاقتصاد المالي، وسـأل كيــف تقـبل الكلــية بهـذه النتيـجة، وهل كـان المقـصود غربلتـنا؟..
المحافظة على الشهادة
وأوضح العميد حبيب لـ«السفير» أن النتائج التي صدرت هي نهائية، والتشديد في تصحيح الامتحانات هو للمحافظة على مستوى الشهادة ومستوى الكلية، خصوصا ان شهــادة الماســتر ـ2 البحثية تختلف عن الإجازة الجامعية. وقال: «الطالب الذي يريد دخول الماستر ـ2 ، سيرتب على الجامعة تكاليف باهظة، وجهداً من أساتذة الكلية، بحيث على كل أستاذ اختيار طالب واحد يقوم بتدريبه، والعمل معه على الأبحاث، وإعداد التقارير وغيرها، ومن هذه الناحية لا يمكن قبول جميع المتقدمين الى الماستر ـ2، علما أننا قلبنا كان ليكبر لو كانت نسبة النجاح أكبر مما هي عليه، وكان عندها البحث الجدي عن مصادر تمويل لأخذ جميع الناجحين».
ولفت الى أن إدارة الكلية سبق أن حددت العدد المطلوب وهو 50، وقد نجح 52 طالبا توزعوا كالتالي: 46 محاسبة وتمويل، واحد اقتصاد مالي، وواحد معلوماتية، وواحد إدارة، وثلاثة تسويق، ونظرا لعدم قدرة الكلية واستحالة الأمر من خلال فتح صف لكل طالب، تم الاستغناء بأسف عن الطلاب الستة.
وبالنسبة الى احتجاجات الطلاب، قال: «ديموقراطية التعليم والامتحانات لا تشمل الماستر ـ2. أما لجهة وضع الاسئلة فقد شارك فيها كل أساتذة الكلية ومن جميع الفروع، وبالتالي لا يمكن للطالب أن يقول إن أستاذي لم يكن موجودا». وتابع: «يبقى نقل توصيف كل المواد على الفروع وباللغات الثلاث العربية والفرنسية والانكليزية».
في أي حال فقد صدرت النتائج، وبحسب مصدر تربوي مسؤول لا يمكن التراجع عنها أو خفض المعدل، ولو حصل الأمر فلا منفعة منه للطلاب، ولن يغير المعدل الجديد أي شيء يذكر في النتيجة، ولا حتى في فتح صفوف لطالبين أو ثلاثة، إذ لا قدرة للكلية على تحمل مصاريف كهذه.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
السفير: كرباج قدم الكثير لتاريخ المسرح اللبناني والعرب ينفقون 2 بالألف على البحث العلمي

السفير: كرباج قدم الكثير لتاريخ المسرح اللبناني والعرب ينفقون 2 بالألف على البحث العلمي

نديم جرجورة- لا تزال فضيحة دور النشر «المهمَّشة» ساطعة في أروقة «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، في دورته الثالثة والخمسين. أو على الأقلّ في وجدان المهتمّين المنفضّين عن الاستعراض الإعلامي لدور نشر كبيرة.

لا تزال مسألة «إقامتهم» في الأروقة المؤدّية إلى مخرج مركز «بيال» مثيرة للجدل. ذلك أن التقسيم الطبقي، المرتكز على أسس مالية وعلاقات عامة ومصالح شخصية، جعل المساحة الإضافية أشبه بحيّز مرميّ في اللامكان، دافعاً المقيمين فيه إلى التقوقع داخل زنزانات لا علاقة لها بمعرض للكتاب، أو بصناعة الكتاب والاحتفاء به. لم ينفع التحرّك الخفر، الذي قام به مسؤولو دور نشر وجدوا أنفسهم معلّقين في الفراغ. لم تنفع تطمينات لا تختلف عن تسويات النزاع السياسي/ المذهبي القائم في البلد. لكن، بالتوازن مع هذا الأمر، أو ربما استكمالاً له بما هو عليه من فوضى ولامبالاة وسوء تنظيم، شكّل جوهر البرنامج المعتمد للنشاطات الجانبية وطريقة تنظيمها مدخلاً إلى فهم الانهيار الذي يعانيه أعرق معارض الكتب في العالم العربي.
ملاحظات
سوء التنظيم هذا، بالتوافق التام مع الفوضى واللامبالاة، جعل الدورة الحالية أشبه باستنساخ غير مفيد من الدورات السابقة. الإعلان الرسمي عن ندوات ولقاءات لم تكن ضمانة لعقدها، لأن مشاركين عديدين فيها ينسحبون منها قبيل لحظات من انعقادها، وإن لم يُقدّم بعضهم أسباباً شافية. هذا دليل على ارتباك في إدارة معرض، يُفترض به أن يكون مساحة حيوية وفاعلة للتواصل الصحّي بين الكتاب وفضاءاته المتفرّقة من جهة أولى، والمتلقّين جميعهم بأهوائهم وهواجسهم وأمزجتهم المتناقضة من جهة أخرى. هذا دليل على لامبالاة مسيئة إلى ذاكرة ومساحة ثقافية وحيّز اجتماعي. لكن التعليقات النقدية كلّها لم تعد تجدي نفعاً، لأن القيّمين على المعرض («النادي الثقافي العربي» و«نقابة اتحاد الناشرين في لبنان») لا يكترثون بأي نقاش نقدي، يسعى مطلقوه إلى تأهيل المعرض، ودفعه إلى إعادة إنتاج شكل آخر للثقافة وصناعتها. يُمكن لأحدهم القول إن إلغاء ندوة أو تبديل نشاط عمل طبيعي وعادي. لكن العمل الطبيعي والعادي هذا يُبرَّر إذا حافظ المعرض بقوة على مكانته الثقافية والاجتماعية والإعلامية، داخل مدينة قيل إنها منارة الشرق ورائدة الحريات العامة ومخترعة الحرف و«عاصمة عالمية للكتاب». أما إذا غابت الفعالية والحيوية والحماسة، فإن أسئلة جمّة تُطرح، لفهم المغزى من إقامة معرض للكتاب، في زمن الانهيار في مستوى القراءة والوعي المعرفي والرغبة في الاستفادة. إلغاء ندوات ولقاءات في اللحظات الأخيرة يؤشّر إلى ملاحظات عدّة، لعلّ أبرزها فقدان المرء ثقته بمعرض مرتبك، وفقدان المعرض نفسه مصداقية العلاقة السليمة بينه وبين «مريديه».
ذكرتُ أمس أن كل كلام يطال «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» مُكرّر. فمنذ أعوام عدّة، فَقد المعرض الأعرق في العالم العربي حضوره وفعاليته. التعليقات النقدية المُساقة إزاء دوراته السابقة ظلّت «صوتاً صارخاً في البرية»، من دون أن يلقى أذناً صاغية واحدة. التكرار مُعيب بحقّ الكتابة وصاحبها. التكرار معيب بحقّ من يُوجَّه إليه نقد سليم، ولا يأخذ به ويساجله. والنقد، إذ يصدر عن أسماء حاضرة بفعالية في المشهد الثقافي اللبناني والعربي، يُصبح مُتعِباً إذا تبدّد مضمونه الموضوعي في مقاربة المسائل، جرّاء لامبالاة المعنيين بالأمر. والمعرض، إذ تغيب إدارته عن نقاش حقيقي للبحث عن آليات تجديدية، يزداد فراغاً وسط الكتب العائمة على رفوف بدت محصّنة أمام فعل التغيير وحيويته.
لكنها الوظيفة تُفرَض على المرء، فيتوجّه إلى مركز «بيال» لمراقبة وضع بات متشابهاً في كل عام. والوظيفة، إذ تُجبِر المرء على زيارة تخلو من أدنى اهتمام بأي شيء مرتبط بالدورة الحالية، تصبح إلحاحاً مزعجاً لتغطية صحافية يُفترض بكاتبها ألاّ يتغاضى عمّا ذكره مراراً وتكراراً في تغطيات سابقة و.. لاحقة. إذ ما الذي يصنع الحماسة لزيارة جدّية ومثمرة؟ ما الذي يُحرّض على المُشاركة الفعلية في نشاطات جانبية يُمكن، ببساطة، تفاديها لأنها مفرغة من أي منفعة؟ ما هي الاستفادة المرجوة من ندوات وحفلات تكريم، يسقط معظمها في المجاملات؟ ما هو مغزى إقامة أمسيات فنية عابرة؟ هل تؤدّي التغطية الصحافية دوراً في توطيد العلاقة المرتبكة بين المعرض وزوّاره، والغالبية الساحقة من الزوّار هؤلاء تأتيه سائحةً لأنها لا تكترث بالكتاب وصناعته ومضامينه؟ هل تمارس الكتابة النقدية مهمّتها في تطوير لغة المعرض في تعاطيه مع الكتاب، وفي تواصل الزائر مع المعرض والكتاب في آن واحد؛ أم أنها تذهب أدراج الرياح؟ ألم تُشرِّح كتابات نقدية عدّة مكامن الخلل في بنية المعرض وحضوره ووظيفته واشتغالاته، من دون أن تدفع القيّمين عليه إلى مراجعة حقيقية وصادقة، يُفترَض بها أن تُثمر تغييراً واضحاً وجذرياً في الشكل والمضمون معاً؟ ألم يحن الوقت لإيجاد صيغة عصرية، تجعل المعرض أرحب في استقطاب زوّار مهتمّين بالكتاب، وتمنح الكتاب ألقاً فَقَده منذ زمن بعيد، وتساهم في دفع دُور النشر إلى تكثيف جهودها لصناعة أعمق وأجمل وأهمّ للكتاب؟
ندوات ولقاءات
بعيداً عن التعليقات هذه كلّها، وبعد الإعلان الرسمي عن تنظيم خمسة أنشطة ثقافية متفرّقة يوم أمس الاثنين، تمّ إلغاء محاضرتي «الطلاب ومشكلات الزواج» و«هويات متغيّرة». كان يُفترض بالأولى، ارتكازاً على عنوانها على الأقلّ، أن تبحث في شأن اجتماعي وثقافي وإنساني بحت، في لحظة الانهيارات الشتّى التي يُعانيها لبنان وناسه، وشبابه تحديداً. وكان يُفترض بالثانية أن تعيد تسليط الضوء على علاقة المرء بهويته وانتمائه، انطلاقاً من التجربة التي عاشتها مي يماني، بهدف استعادة نقاش متعلّق بجوانب مختلفة من الحياة اليومية، في العالم العربي تحديداً. لكن المحاضرتين ألغيتا من دون إعلان سبب واضح لذلك، ما أتاح للمهتمين فرصة متابعة ندوة حول كتاب، وحفلة تكريمية، بالإضافة إلى ورشة عمل لوزارة الثقافة اللبنانية، تُعتبر بمثابة لقاء سنوي لأمناء المكتبات العامة في لبنان. ثلاثة أنشطة فقط، أعادت طرح سؤال جوهري: ما هي آلية اختيار العناوين وأسماء المكرَّمين؟ إذا لم يكن الجواب واضحاً، فلا بأس. لأن القيّمين على المعرض مطالبون بوضع خطة عمل واستراتيجية ثقافية وصناعية جديدتين، تطاول الفضاء المتكامل لمعرض متخصّص بالكتاب وجوانب إنشائه كلّها.
في اليوم الأول من الأسبوع الجاري، نظّمت وزارة الثقافة اللبنانية لقاء سنوياً جديداً لأمناء المكتبات العامة في لبنان، أتاح للمشاركين فيه فرصة التشاور في أمور عدّة تهمّ المكتبات العامة وتؤمن التواصل بينها. فقد حدّد مدير دائرة الكتاب والمطالعة في الوزارة عماد هاشم نقاطاً عدّة للنقاش، أبرزها: المركز المهني المتخصّص، الذي يضمّ كتباً تشكّل مرجعية للمكتبات، كالتصنيف والفهرسة وإدارة المكتبات العامة؛ ومركز موارد أدب الأطفال في العالم العربي، الذي يضمّ غالبية الإصدارات العربية في هذا المجال؛ مكننة المكتبات وضرورة التقيّد بإرسال التقارير والإحصاءات الشهرية، وضرورة الإطّلاع على الاتفاقية الموقّعة بين الوزارة والبلديات لمعرفة حقوق أمين المكتبة وواجباته؛ وغيرها العديد من النقاط المهمّة. يُذكر أن عدداً من المشاركين ألقوا كلمات متفرّقة، أبرزهم نجلا خوري ومهى علوان وأحمد طي وروبير عجمي. أما الندوة المركزية، فتمحورت حول «أزمة القارئ العربي»، وتحدّث فيها عدنان سالم وماهر كيالي، وأدارها محمد حلاوي نيابة عن رفيق عطوي. طرح سالم، في مطلع مداخلته، تساؤلات عدّة أبرزها: «هل الإنسان العربي يعاني فعلاً أزمة قراءة؟ إن كان كذلك، فمنذ متى بدأت معاناته؟ أهي أزمة مزمنة أم طارئة؟ ما هي أعراضها والعوامل التي أدّت إليها والنتائج التي ترتبت عليها؟ وقبل ذلك كله: ما هي ضرورة القراءة؟ ما هي أهيمتها؟ ولماذا علينا أن نقرأ؟». لا شكّ في أن تساؤلات كهذه تسمح بتسليط الضوء على واحدة من أخطر المآزق الثقافية اللبنانية والعربية. لا شكّ في أنها محتاجة إلى أكثر من محاضرة أو ندوة، لأنها تضع المرء المهتمّ أمام مسؤولية جوهرية في جغرافيا عربية غارقة في الأمية والجهل. لكن اقتباساً واحداً من المداخلة الطويلة لسالم يُمكن أن يقدّم صورة مختصرة عن المناخ العام الخاصّ بها: «إن مناهج التربية والتعليم مسؤولة عن غرس عادة القراءة لدى الإنسان، من أجل بناء مجتمع قارئ. هي القادرة على تكوين القارئ النهم، الذي يعد الكتاب حاجة أساسية لتنمية عقله وفكره، مثلما الرغيف حاجة أساسية لنماء جسده (…). إن أرادت هذه المناهج أن تستخدم طاقتها في بناء الإنسان القارئ، أقبلت عليه منذ الصغر، توسّع مداركه، وتفتح له آفاق المعرفة، وتغريه بها مستغلّة ما فطر عليه من حب الإطلاع والسعادة بالتعرّف على المجهول، فتطارحه الأسئلة وتدفعه إلى التساؤل، وتضع بين يديه المراجع والمصادر». من جهته، قدّم ماهر كيالي مجموعة من الأرقام العلمية، ردّاً على سؤالين اثنين طرحهما بنفسه: «ما هو عدد مراكز البحث العلمي في العالم العربي اليوم؟ وأين هو موقع العرب في هذا الحقل من المعرفة؟ لنقرأ هذه الأرقام: ينفق العرب 300 مليار دولار سنوياً على السلاح، واثنين في الألف من الدخل القومي العربي على البحث العلمي، أي أقلّ 25 مرّة مما تفعله إسرائيل في هذا الميدان، وأقلّ 15 مرّة من المتوسّط العالمي البالغ 1،4 بالمئة». ورأى كيالي أن المفردات التي كانت تلهب خيال الشباب العرب في القرن العشرين، هي «النهضة، التقدم، الحرية، الديموقراطية، الوحدة، الاستقلال، العلم، التنمية، الدستور، القانون، الدولة الحديثة، العدالة الاجتماعية، مقاومة الاستعمار، إلخ. أما اليوم، فقد عادت بعض المفاهيم إلى الانتعاش: الجاهلية، الهجرة، الكفار، الجهاد، الحلال والحرام».
إلى ذلك، كُرّم الممثل اللبناني أنطوان كرباج، الذي يُفترض بالمعنيين بالشأن الفني اللبناني، مسرحاً وتلفزيوناً بصورة خاصة، أن يعيدوا قراءة التجربة الممتدة منذ خمسينيات القرن الفائت لغاية اليوم، التي لمعت فيها أسماء عدّة (من بينها كرباج نفسه)، بدا واضحاً أنها محتاجة إلى قراءة نقدية عصرية، لفهم دلالاتها وموقعها واختباراتها. اختارت إدارة المعرض تكريم أنطوان كرباج، وطلبت من الزميلين مي منسى (غابت عن اللقاء بسبب تعرّضها لحادث سير، فألقى عمر فاضل كلمتها بالنيابة عنها) وعبيدو باشا. بين نسق شعري واستعادة تاريخية لسيرة مهنية، رسمت منسّى صورة عامة عن الرجل، فقالت إن «الجالس أمامنا اليوم بزي البراءة والتواضع ليس هو ذاته على خشبة المسرح، ولا هو الآن من ذاكرة الأدوار التي لم يكتف بتمثيلها بل بتقمّصها، مستبدلاً ذاته بفاوست وماكبث وهاملت وأوديب والمهرّج وأورست وسواهم»، مضيفة أن «الانتقال بين الواقع والفرضية رهان كبير، أتقن كرباج توازنه حتى لا يتيه بين أرضية المسرح وأرضية الحياة». وقال باشا إن كرباج لم يصل إلى ما وصل إليه «بالصدفة أو بالسهولة»، بل «حضّر كثيراً لما وصل إليه. قدّم كثيراً حتى يصل إلى ما وصل إليه». ورأى أن الرجل «انتبه إلى أن منير أبو دبس لم ينتبه إليه وهو يحضر دروسه، وتأكّد له ذلك في أحد الاختبارات (…) لكنه شرب نبيذه ثم قصد نبيذ المسرح». وأضاف أن المكرَّم اشتغل «في تجربة المسرح اللبناني منذ بداية التجربة أواخر الخمسينيات. وقدّم الكثير من المسرح الرمز في تاريخ المسرح اللبناني».
برنامج المعرض
أنشطة اليوم الثلاثاء:
ـ ندوة تحت عنوان «مستقبل الإعلام الإلكتروني»، يشترك فيها عبد الهادي محفوظ، نادر عبيد، وليد شقير وساطع أرناؤوط، (الرابعة والنصف).
ـ تقديم مشروع «المكفوفون يقرأون» ـ «القراءة للجميع»، مشروع يسعى إلى تحويل مجموعة من الكتب الصادرة عن «دار الساقي» لتصبح مقروءة من قبل المكفوفين. المشروع بالتعاون مع وزارة الثقافة. (الخامسة).
ـ ندوة حول كتاب «حوار الأديان وبناء الدولة»، يشارك فيها: بهيج طبارة، مروان حمادة، الوزير طارق متري والنائب علي فياض. يديرها سليمان بختي. (السادسة).
ـ محاضرة لغنوة خليل الدقدوقي بعنوان «إنفلونزا الخنازير والأوبئة… قضية العصر»، في البرنامج كلمتان لجورج أفتيموس والنائبة بهية الحريري، (السادسة).
ـ أجلت ندوة حول كتاب شوقي بزيع «بيروت في قصائد الشعراء»، إلى موعد يحدد لاحقاً.
ـ عرض فيلم «آخر صورة» لوداد حلواني، تحية إلى أوديت سالم. (السابعة والنصف).
التواقيع:
ـ بروين حبيب، «أعطيت المرآة ظهري»، (6ـ 9)، رياض الريس.
ـ علي المقري، «اليهودي الحالي»، (6ـ8)، دار الساقي.
ـ عباس الحلبي، «حوار الأديان وبناء الدولة»، السادسة) دار النهار.
ـ أحمد فقيه، «انثروبولوجيا سارتر والماركسية»، (6ـ 8)، دار الفارابي.
ـ فؤاد مطر، «الف فتوى.. وفتوى»، (5ـ 9)، الدار العربية للعلوم.
ـ روحي طعمة، «امرأة للشتاء المقبل»، (5ـ7)، شركة المطبوعات.
ـ غنوة خليل الدقدوقي، «قضايا وشؤون صحية: بين سائل ومجيب»، (السادسة)، النادي الثقافي العربي.
ـ رئيفة سعادة، «ذاكرة الأيام»، (السادسة)، النادي الثقافي العربي.
ـ سلوى النعيمي، «كتاب الأسرار»، (6ـ 9)، رياض الريس.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
معرض “تصوير معالم هويات المانية ولبنانية” في الفنون-الفرع2

معرض “تصوير معالم هويات المانية ولبنانية” في الفنون-الفرع2

تم افتتاح معرض "تصوير معالم هويات المانية ولبنانية" في معهد الفنون الجميلة – الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية، وذلك ضمن اطار النشاطات الاكاديمية والثقافية للمعهد، وضم نتاج محترف مشترك لاعمال مجموعة من طلاب المعهد وزملائهم في اكاديمية الفنون المرئية في جامعة لايبزغ الالمانية بالتعاون مع معهد غوتة الالماني.

حضر حفل الافتتاح عميد معهد الفنون الجميلة الدكتور هاشم الايوبي ومدير الفرع الثاني للمعهد المهندس انطوان شربل ومدير معهد غوتة فريد ماجاري ومنسقة قسم البرنامج التربوي دومينيك مار وحشد من الاساتذة والطلاب والمدعوين في مقر الفرع الثاني للمعهد في فرن الشباك.

تضمن المعرض عشرات اللوحات والصور الفوتوغرافية للمشاركين ورؤيتهم الخاصة لعشر هويات لبنانية شابة معتمدين على النظر خلف المرآة بهدف تبيان قدرة الصور الذاتية والاصول العميقة للجذور وادوار الجنسين والتباينات الثقافية والمحيط المجتمعي ان تعكس الاختلافات الثقافية كافة.

فقدم الطلاب اللبنانيون انفسهم بالشكل الذي يرغبون ان ينظر اليهم فيما عمل زملاؤهم الالمان على انعكاس هذه الصور كما يصورونها في الخارج بأعمال فنية مختلفة آخذين بالاعتبار انهم سيقومون بدورهم لاعادة النظر في صورتهم عن انفسهم عندما ينظر اليها من وجهة نظر مختلفة من وراء مرآة ثقافتهم.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: المحبة أراد جبران؟ أم الحب؟ (2)

مقال: المحبة أراد جبران؟ أم الحب؟ (2)

هنري زغيب- بعيداً عن البحث إن كان جبران عرف "الحب الحقيقي" في حياته، أم لم يعرف سوى مغامرات وصداقات، يهمّنا منه النص الذي أطلقه في "النبي" عن الحب، وهو ليس بعيداً عن النفس الذي يتجلّى في كتابات له أدبية أخرى عن الحب، وفي رسائله أو في أجوبته عن الرسائل المكتوبة إليه.

وإذا كان صحيحاً أن جبران بطبيعته "مسالم ومُحبٌّ وغفور وغير عدواني" (كما حدّده نسيبه النحّات خليل جبران في بيوغرافياه الدقيقة جداً)، فالصحيح أيضاً أن ما يظهر في نصه على لسان المصطفى، هو أقرب الى الحب منه الى المحبة الطوباوية الرهبانية الانسانية الشاملة التي تقال لأي إنسان عن أي إنسان في أي انسان.
فـ"الدروب الصعبة الشائكة" ليست دروب المحبة السلسة بل دروب الحب الذي لا يرضى على مسلكه إلا المستحقون.
و"السيف الذي بين الجناحين" و"قد يجرح" ليس سيف المحبة بل هو سيف الحب المصلت على العاشقين كي لا يخطئوا.
والصوت الذي "يحطم الأحلام كما ريح الشمال تهشّم الحديقة" ليس صوت المحبة اليوتوبية بل هو صوت الحب الذي يفيض بالسعادة في حالات الرضا وينهال بالتعاسة في حالات الغضب.
والذي "يصلب بعدما يتوّج" ليس عمل المحبة بل فعل الحب الذي يعذّب من لا يكون بريئاً نقياً مستحقاً ومستأهلاً أن يحمل من الحب تاجاً ليس يعطى إلا لمن ينذرون الأخلاص والوفاء والالتزام بالقلب الآخر الواحد الوحيد الأحد.
والذي "يهزّ الجذور في قلب التراب" ليس فعل المحبة بل الحب الذي لا يرحم زلاّت العشاق، ولا يغفر أخطاءهم، ولا يسامح خطاياهم، لذا يظلّ العشاق متأهبين للبقاء على نذرهم الأوحد: حب واحد لقلب واحد لا إشراك به ولا معه ولا فيه.
والذي "يعجن حتى أنقى البياض" ليس قدر المحبة بل قدر الحب الذي يريد العشاق طيّعين بين يديه ينصاعون برضى كي يستأهلوا دخول جنة الحب أنقياء بلا غبار الأمس ولا أطياف الماضي ولا ذئاب النوايا السوداء السابقة.
والذي يستحق أن يكون "خبزاً نقياً على مائدة الإله المقدس" ليس حامل المحبة بل ابن الحب الذي لا يرضى الى مائدته إلا المؤهلون أن يتقبلوا نار الحب وعذاب الحب وشقاء الحب وقلق الحب وأرق الحب وحرقة الحب فيكتوون ويبغون نيرفانا العشق الكبير، وهذه جميعها لا تتطلبها المحبة الغيرية المجانية التي يوزّعها الناس على جميع الناس بدون موائد ولا نار ولا عذاب.
والذي "خشية كل ذلك لا يبغي من الحب الا الهدوء والمتعة" ليس من يبشّر بالمحبة بل من لا يستحق الحب الكبير الذي يَخُضّ العاشق ويهزّه ويجلده ويقلقه ويؤرقه ويخيفه – نعم يخيفه – فليس أشدّ هولاً وأثقل رعباً وأكثر هلعاً على العاشق من فقدانه رضى حبيبته حوله، أو حضورها فيه، أو حنانها عليه.
والذي "لا يعطي إلا ذاته ولا يأخذ إلا من ذاته ولا يكتفي إلا بذاته" ليس حتماً "المحبة" بل الحب العظيم الذي لا يمكن أن يكون إلا أنانياً وبكل قسوة، وشخصياً وبكل حدّة، ونرسيسياً وبكل اعتزاز، وقاسياً وبكل حنان.
هذا هو الحب الذي تحدث عنه المصطفى امام جموع أورفليس بصوته القوي ورأسه المرفوع، الحب الذي هو حنون ومع ذلك لا يرحم، ونبيل ومع ذلك ليس يغفر ولا يسامح لأن القلب الواحد لا يرضى إلا بالقلب الواحد الوحيد، بينما المحبة علامتها أن صاحبها يشارك الجميع بالمحبة ويتشارك بها مع الجميع.
إن الذي قال "حين تحبون لا تقولوا إن الإله في قلبكم بل قولوا إنكم أنتم في قلب الإله "كان يدرك أن الإله الذي كلّه محبة، هو أيضاً كله غضب، والغضب المحق نار تصهر من يقع فيها وتحذّر من الخطيئة، لأن الخطأ الى سماح بينما الخطيئة في الحب لا الى غفران. وهنا عظمة الحبّ الذي يأتي مرة في العمر إحدى ولا يتكرّر.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (2)  .. الرجوع إلى مناخات الخمسينات والستينات بروحية تجريبية

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (2) .. الرجوع إلى مناخات الخمسينات والستينات بروحية تجريبية

المستقبل- بول شاوول- ("بيت برناردا البا"، تأليف لوركا، المكسيك)، هذا العمل المسرحي الذي كتبه لوركا يعتبر من أهم أعماله.إنه اختراق لجدران السلطة الواحدة، الطاغية، لبرناردا، والتي تحول بيتها نوعاً من السجن، أو نوعاً من المعسكر المضبوط بالأوامر والنواهي والمنع. والمعروف ان هذه المسرحية التراجيدية الحادة، قد مثلت في مختلف أرجاء العالم وكذلك في العالم العربي

المخرجة المكسيكية زاوجت هنا بين قول النص ومجازه وبين ليلة الجسد، والسينوغرافيا، والفضاء المسرحي، والألوان، والازياء، كل هذه العناصر كانت منسجمة، ومتآخية في تكوين مناخات ضاغطة وشخصيات تتحرك فيها، وأجواء محمومة ومكبوتة وسوداء، كأنها في كل لحظة تحس اننا على شفا انفجار أو شفا هاوية. مسرحية الهاوية هذه التي انبنى عليها بيت برناردا البا، مع بناتها، وتنوع أمزجتهن، وميولهن، ورغباتهن، وعلى هذا الاساس تبدو لعبة السينوغرافيا جزءاً أساسياً من درامية العمل، بعيداً عن جمالية تزويقية، أو ابهار شكلاني، بل ان معظم الأدوات المستخدمة وظفت في رؤيا المخرجة المنبثقة من نص الشاعر الاسباني، وفي قراءة تبدو مفتوحة أو مجازية وحتى متعددة، لكن ضمن فضاء متقطع، متشظٍ، ومتوتر يبتلع كل هذه الادوات وتبتلعه، في سياق عالم بلا رحمة، ونظن ان فكرة الحداد المعلنة لم تكن أكثر من ادامة الحداد في هذا المنزل، متجسداً بالوانه الداكنة، وبتشاكيله الساحقة. تقول برناردا لبناتها "لتعلمن ان الحداد لدينا ثماني سنوات ينبغي ألا يدخل خلالها من أبواب هذا المنزل ولا من نوافذه حتى هواء الطريق نفسه" (انها حالة طوارئ أمنية بامتياز، أو حالة حصار). وفي هذا الاطار تستخدم السينوغرافيا خيال الظل لتوحي تجسيد هذا السجن الممتد إلى حواس النساء واجسادهن وعقولهن ورغباتهن لكن "انتيغون" العائلة اديلا تأخذ العصا من يد امها وتكسرها اعلاناً عن الخروج الكبير عن سلطتها وكأنها صارخة ان تصمت في هذا البيت صراخات المسجون. وهكذا حطمت أديلا كل الخطوط الحمر وكل المحرمات، انضمت الى حريتها أي إلى رغباتها عبر علاقتها ببيبي آل ماريو.
ونظن ان اسناد دور المرأة الطاغية إلى رجل في هذه المسرحية لم يضف كثيراً، بل على العكس، أضعف من دلالاته وكأن الطغيان مذكر فقط والخضوع مؤنث. وهذه الثنائية من كليشيهات الفكر النسوي وسواه. فالمرأة الحديد هي المرأة الحديد ولا يعني ذلك انها "مسترجلة"، بل لأن في المرأة نفسها أحياناً كثيراً من المعادن والقسوة، كما هي حال الرجال الذين فيهم كثير مما ينسب إلى المرأة، وهو من طبيعتهم.
برغم كل ذلك، بدا هذا العمل مشغولاً، ومتماسكاً، ينافس شعريته البصرية الجسدية شعرية نص لوركا الجارحة، انه عمل ممتع!

وامعتصماه
"وامعتصماه، تأليف واخراج سمير عواد، لبنان" قدم في المسرح الصغير في الاوبرا.

سلالم الشمس
"سلالم الشمس" (تأليف محمد المعمري واخراج خالد الخوياني ويوسف البلوشي، عُمان). تدور المسرحية حول حكاية معقدة، توحي العنف والقتل والخرافة إسقاطاً على الوضع الراهن. في جزيرة تحكمها ملكة جنرال وساحر وجلاد يجلد الخارجين على القانون، وهم معلقون على السلالم. ومع دخول الرجل مساحة السلالم تثور ثائرة الجنرال، فيعتقله ويقرر عدم الافراج عنها إلا إذا فك رموزاً تحقق للجنرال امنيات ثلاثاً، وعندها يخبره الرجل بأنه عاجز عن ذلك وان زوجته المريضة هي القادرة على ذلك. يحضر الجنرال الزوجة إلا انها تتصدى للجنرال وتصيبه بكلام جارح فيرميها من فوق الأسوار لكنها لا تموت.. وعندما تأتي الملكة، وتعلن ان لها السلطة الوحيدة على الجزيرة يختلط الحابل بالنابل، ويشتبك الجميع مع الجميع: الجلاد والساحر والملكة.. ليسفر عن ذلك موت الساحر والجنرال ويبقى زوج المريضة الذي يغتصب الملكة ويستولي على العرش. السينوغرافيا بسيطة: سلالم من حبال الخيش مملوءة بالدقيق الأبيض، والحبال هنا ثابتة في عمق الخشبة. الاداء جاء غير متوازن، وقع أحياناً في النمطية المعروفة لكن برزت شيماء البريكي في دور المريضة، وكذلك عبدالوهاب السلماني ويوسف الصالحي، من دون أن ننسى لحظات جميلة اداها محمد العمري..

ظل رجل القبو
"ظل رجل القبو" (تأليف سعيد حناوي واخراجه، سوريا).
هذا العمل ينفذه شبابيون، وفيه إذاً كل شغف الشباب وحيويتهم وكذلك عفويتهم وتعثراتهم: أجواء تشيخوفية ملتبسة، ربما من العنبر، السجن الذي يضم المثقف وغير المثقف، على سوداوية الاقبية، واختناق الأمكنة المغلقة، والجو المشحون بالقلق، والخوف، والجنون. من هذا النص الذي وضعه سعيد حناوي واخرجه يمكن استخلاص مناخات سائدة ومستمرة منذ عقود في عالمنا العربي السعيد بقمع السلطة والأجهزة. شخصيات تتحاور وكأنها تتناكر: شيء خلف الأشياء والأمكنة ينذر بالموت، وبالعزلة وأحوالها، وتوتراتها: خشبة شبه فارغة، سينوغرافيا مقتصدة، خلفية سوداء، ستار أبيض، مسرح مقسم إلى 3 زوايا (معظم الأحيان) وفي العمق هوامش لها، أو فراغات توحي المجهول المحتوم. على هذه المساحة الملتبسة، الضاغطة والمضغوطة، يتحرك الممثلون وكأنهم يراوحون أمكنتهم وأجسامهم وأصواتهم: الحركة شيء من الدائرية واللولبية وشيء من القهقرى، وأخرى من التجمد في الروح: كأنها الكائنات الباطنية المهملة في القبو، تحت الأرض بعيدة من الضوء ومن النفس الانساني، والحركة العادية (السجن يعني منع الحركة عن السجين بحريته)، وكأننا يمكن تكثيف الصمت أكثر ليصبح من مزيج أكبر والقلق وربما العام المقبل، وكان ربما أكثر إيحاء، من مؤثرات مضخمة تشكل سينوغرافيا صوتية تذكرنا بأفلام الرعب، خصوصاً وأن قرع الطبل يضج في الأرجاء فيفرغ المناخ من توتره. انه الطبل بامتياز، وفي ظل هذه الخلفيات يتحرك الممثلون، وقد بدا شغفهم، وحيويتهم، وطاقاتهم المتفجرة، لكن الطاقات المتفجرة على المسرح تحتاج إلى ما يبلورها ويقننها ويؤهلها سواء على الصعيد الجسدي أو الصوتي أو النفسي أو الادائي، فلا تكون عشوائية لا فارق بينها وبين أي طاقة أخرى في الشارع أو في سواه وكنا نود لو أن هذه الطزاجة الشبابية، ومن خلال المخرج والعمل الجماعي، استغلت لانتاج اداءات مبتكرة وحية وجديدة. ولكن الواقع، وكما ان النص عانى التماثل ببعض كليشيات الكتابة المسرحية (الخطابية، الصحافية…)، فإن التمثيل أيضاً عانى الأمر ذاته، كان يمكن استنباط مقاربات جديدة للصوت، وللحركة، وللوقفة، وللصمت، ولكن بكل أسف وقع كل ذلك في كليشيات مسرح السبعينات: شيء من هنا، وشيء من هناك.. وشيء من التلفزيون. مع هذا تبشر المجموعة التمثيلية بامكانات يمكن استغلالها أكثر إذا ما توفر النص المسرحي الحي، والظروف المسرحية الحية، وكذلك المخرج.

القط الأبيض المتغطرس
"القط الأبيض المتغطرس" (تأليف أحمد عبدالعال، إخراج احمد رضا دهيب، السودان).
يصل رجل إلى مدينة مليئة بالجراد وكان قصده التجارة. حدد اقامته بأسبوع أو بأسبوعين، لكن اجبرته "طلاسم" هذه المدينة بجرادها على الاقامة فيها كل حياته ليفك طلاسمها وأسرارها.
هذا العمل نفذته فرقة التجريب السوداني. والتسمية واعدة ربما في السودان وظروفه، وتجربته في العمل المسرحي، وقد يكون ما قدم "تجريباً" بحسب الذين صنعوه.
وقد يكون نسبياً "تجريبياً" بالنسبة للسودان. لكن هذا العمل الذي نلمس فيه جهود المشاركين، من الكاتب الى المخرج الى الممثلين، والسينوغرافي، يعكس بكل بساطة الحدود التي أدركها المسرح السوداني: أي يؤشر على انه ما زال في مناخات الاربعينات، سواء بمفهوم النص، أو الاخراج، أو السينوغرافيا، أو التمثيل: فطرية ينقصها الاحتراف، وعفوية (منمطة بذاكرة المسرح التقليدي) تفتقر الى التبلور وخشبة مفلتة بدون بنية: لا تعرف من أين تبدأ ولا الى أين تنتهي: ولا تعرف لماذا استخدمت المصابيح اليدوية ولا وظيفتها، وكذلك الاضاءة لا تعرف لماذا تتغير أو تثبت، فهي عشوائية، غير مرتبطة لا بالنص ولا بالممثل ولا حتى بالمشهدية الجمالية.
النص مباشر وخطابي ويحتاج الى من يمسرحه. والتمثيل فيه حيوية ظاهرة، لكن يعاني كل ما عاناه مسرح الثلاثينات التقليدي من خطابية، ومبالغة والقائية وصراخ، وحركة مفلتة.
مع هذا لا يمكن إلا ان ننظر الى هذا العمل بكثير من الترقب والتوقع، إذا اخذنا بمبدأ ان هذه الفرقة التجريبية يجب ان تتجاوز نفسها باستمرار عبر اشكال التأهيل والانفتاح… وتأهيل التجريب ولو انه لا يؤصل!

الاستاذ كلينوف
"الاستاذ كلينوف" (تأليف كيرن برامسون، اخراج بن حسين حيدر (الجزائر) يحكي العرض قصة نور سيرج التاجر الدنيء الذي يتاجر بابنته اليزا بعد ان خسر تجارته في بيع الخمور. اليزا، تحاول يائسة، قتل نفسها لكنها تحجم لخوفها من الموت. على ضفة النهر تلتقي البروفسور كلينوف، استاذ الفلسفة، تنفر منه في البداية لدماثة خلقه، ولكن لا تلبث ان تتجاوب معه، وتنسجم. لكن تلتقي احد اصدقائه فيديل وتنشأ بينهما قصة حب، تشتعل ثورة كلينوف، فيصب جام غضبه على خادمته ماري التي ستصبح الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل سوف ترتكب… يمكن اعتبار هذا العمل من الأكثر جدية وجهدا واحساساً بجوهر المسرحية. فالسينوغرافيا قبل كل شيء متقشفة: صناديق كرتون موضوعة يستعمل بعضها للجلوس. كرسي. شبه عتمة تسود الجو. التوزيع السينوغرافي موحٍ. الفراغ العميم في الشخصيات.
الاضاءة الملتبسة دلالة على سوداوية تطاول الاجساد والنفوس والامزجة، كل ذلك كان يمكن ان يعطي حرية للممثلين لأن يستغلوا الخشبة وسينوغرافيتها (الاضاءة، الصناديق، الفراغات، الموسيقى) وهذا ما كان يفعله بعض المسرحيين العرب.
والغريب ان منفذي العمل لا سيما السينوغراف والمخرج بدا انهم متأثرون ببعض الانجازات المسرحية العربية، وهذا ما نلمسه أو نحسه أو نتكهنه بتأثرهم بالتونسي الفاضل الجعايبي، أو بالعراقي جواد الأسدي، أو بالجزائري محمد بن قطاف.. أو بسواهم، ولكنهم لم يطوروا هذه التواصلات، حتى استخدام "السينمائي" للضوء كان يمكن ان يفتح كل ايحاءات جديدة كما عند الجعايبي وتوفيق الجبالي. بل على العكس بدت مفتعلة احياناً. كأنها مجرد ديكورات. مجرد اشياء. بعيداً من حواس الممثل وانفاسه وصوته.
ومع انه برزت خامات مسرحية واعدة (المرأة التي لعبت دور الرجل)، الا انها بقيت متأثرة منقبضة (طوطمية) جامدة. بطيئة. وربما يعود بعض ذلك الى طول النص وركاماته. فلو ان المخرج اختزل النص الى ساعة واحدة (بدلاً من ساعة ونصف) لكان ساعد ذلك على تحريك الايقاع المتباطئ، الملول، المتكرر، للعمل. والايقاع هو البنية. على هذا الأساس بدت البنية مفككة بين نص مطوال وسردي وبين أداء متثاقل، وبين موسيقى معزولة عن النص، وسينوغرافيا مستقلة أحياناً: البنية توزعت في بنيات غير ملتئمة… وكل هذا كان يمكن تجنبه ولو جزئياً لو انضج المخرج العمل بصهر هذه العناصر وتشكيلها، بحيث لا تكون مسرحية بعدة مسرحيات أو مسرحيات موزعة على خشبة واحدة.

الظلال
"الظلال" (تأليف ارييل دورفمان، اخراج وإعداد هيثم عبد الرازق، العراق). ثلاث شخصيات تتصارع فيما بينها لحسم قضية مصيرية لمجتمع يمر بأزمة كبرى.
سبق ان تناولنا هذا العمل الذي قدم في مهرجان الأردن.

تحت الأرض
"تحت الأرض" (تأليف اوكتافيان جيجير جيو واخراجه، رومانيا). يدور العرض حول امرأة حامل تحاول الهروب من غارة جوية اثناء الحرب العالمية الثانية. تختبئ تحت الأرض، لكن تقابلها الصعاب، وتبذل اقصى ما في وسعها لتبقى على قيد الحياة. انها حالات الرعب والخوف التي عاشها مئات الملايين من البشر اثناء الحروب، تنتشر كعدوى. امرأة اخرى تهرب أيضاً وتنضم الى الاولى وتختبئ في الخزانة. ثم تحاول استعمال أو تجريب ملابس المرأة الحامل. لكن بين هذه التقاطعات كان الخوف سائداً. انه صراع مع المصادفة القاتلة. مع الموت المحدق. بل ثمة محاولة لانقاذ الجنين في بطن امه. اي انقاذ المستقبل. هذه الاجواء الخانقة، عاشتها المرأة الحامل، كذلك المرأة الاخرى. على ان المسرحية التي اختيرت موضوعاً مهماً، عولجت بطريقة تقليدية لكي لا نقول انها تدرج في خانة الهواية، أو الابتداء: ارتباك في الحركة، تنميط في الاداء، ووقوع في المنحى التلفزيوني حتى في الديكور.

الحلم
"الحلم" (تأليف شكسبير، إعداد واخراج ماريوس جيليا، رومانيا). قارب هذا العمل نص شكسبير "حلم ليلة صيف" مقاربة مشهدية فرجوية، فاستخدم انواعاً شتى من العناصر المعروفة في مثل هذا النوع كالرقص والعرائس وخيال الظل، تجتمع كلها في تصميم بسيط لخشبة المسرح، لكنه موحٍ وجاذب، ذو ايقاعات متنوعة، تضفي على الكوميديا مناخات حية، تحاول فيها معادلة النص الشكسبيري بالنص السينوغرافي البصري الموسيقي والتشكيلي والحركي.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال:الأسئلة الشائكة حول منتقدي “النهار” (2)

مقال:الأسئلة الشائكة حول منتقدي “النهار” (2)

غسان حجار- النهار- بعد مقالتي الاسبوع الفائت ومداخلات عدة شاءت الادارة ان اتولاها لتوضيح بعض الامور والتحاملات الكاذبة من مؤسسات اعلامية تعتمد الاثارة غالبا، واخرى تتلطى بعناوين الحريات وما شابه، وردتني اتصالات عديدة وتعليقات كثيرة.

ومن ردود الفعل رسالة من "صديقة دائمة" وليست سابقة، تسألني كيف ادافع عن عملية صرف موظفين، وكيف اجنح للوقوف الى جانب "السلطة"؟
ومما جاء فيها:
"لك الحق بالانتماء الى مؤسستك، وبالدفاع المستميت عن قرارات ادارتها. لك الحق بأن تسخر من منتقدين لسياستها التحريرية او الادارية، فيما هم كالجمل الذي لا يرى حردبته. ولكن ما لا افهمه حقا يا غسان، هو تجاهل آراء اخرى. فثمة انتقادات علمية وموضوعية والاهم انها انسانية. والاهم ايضا يا غسان، انني اعرفك منذ سنين طويلة، واؤمن بأنك اكثر ذكاء وانسانية وثقافة ممن تحاول الدفاع عنهم (وتعرف من اقصد). لماذا قبلت الانجرار الى عوالمهم الضيقة بدل ان تأتي بهم الى عالمك انت؟ الدفاع عن عملية طرد موظفين لا يليق بك يا غسان (هل اقول دائما يا صديقي؟). اشعر ان من يكتب الآن لا يشبهك ابدا، لا يشبه نشاطاتك الانسانية التي حدثتني عنها ايام الجامعة، لا يشبه قدرتك على التحاور مع ابناء كل الطوائف، لا يشبه الشاب المسيحي الذي لم يعترف بالتقسيمات وانتمى الى الفرع الاول لكلية الاعلام. اذكر ايامنا الاولى في "النهار"، والقلق الذي انتابنا خوفا من الا يتم اختيارنا وتثبيتنا ضمن طاقمها. كنا محاطين بأناس طردوا اخيرا، احببنا بعضهم وكرهنا آخرين، ولم نكترث للبعض، ولكن الاهم ان ثمة – بين اولئك – من علمنا مهنة الصحافة (ولو من خلال قراءتنا له). اخيرا يا صديقي اليسار لا يُعرف بحركة "امل" او اي حركة اخرى، اليسار هو انتماء من اختاروا ان يكونوا مع ومن الفقراء والمظلومين والتقدميين الحقيقيين".
فرحت بالرسالة لا لمضمونها الذي لا اوافق عليه كاملا، بل للصديقة المهتمة لأمري رغم بُعد الايام والمسافات.
وها انا اليوم اجيبها بكل صدق ووضوح رؤية وضمير مرتاح، وحي بالتأكيد، لا مواربة فيه، ولا هروب ولا تهرب، بل صراحة وقدرة على المواجهة تزيد اصرارا يوما بعد يوم.
فيا "صديقتي" في الامس واليوم وغداً اذا شئت ان تبقي صديقة، لأني امين على العهد وعلى رباط اريده ان يبقى قائما ومتيناً.
واريد ان أذكرك بأني حلمت بالمؤسسة الكبيرة ودخلناها معا. ولم اتركها لمزيد من المال الذي اغراك في بداية المشوار. ولأني آمنت بالمبادىء لا بالاشخاص، صمدت في المؤسسة، وعملت من اجلها، ودافعت عنها، ولم اتنقل من مكان الى آخر، على خطى شخص لم يمنحك فرصتك الحقيقية الا بالكلام. ثم غادر تاركا اياك في صخب الموج.
ان الانتماء الى مؤسسة يجعل الدفاع عنها واجبا ومقدساً في نظري، ويوجب الوقوف الى جانبها في أزماتها، وخصوصا في الازمات. اما الانتقال بين ثلاث مؤسسات في ثلاث سنوات، فهو "اللانتماء" بعينه في أبسط الاحوال، والذي يعني عدم الالتزام، وهو ما يناقض تالياً كل كلامك عن التزام قضايا معينة والوقوف مع الفقراء.
ثم اذكرك بأيام النضال الطالبي يوم لم تكن افكارنا متقاربة، وتعرفنا الى بعضنا من خلال معركة انتخابية ومشادات كلامية، لكن وعينا آنذاك جعلنا نلتقي على مستوى العلاقة الانسانية، وحتى اكثر من ذلك بقليل.
واذكر انك كنت ضد الرأسمالية، وضد دولتنا، وضد الاجهزة، وضد العالم العربي المتمثل بالخليج وبمصر حسني مبارك، وضد اميركا وفرنسا وكل دول الغرب. وكنت انا في الطرف المقابل، مع الدولة وأجهزتها، ولو ظالمة في عهد الوصاية. ولم اكن على عداء مع المحيط الا بقدر ما يتدخل في امورنا الداخلية، ولم اعادِ الغرب يوماً.
ظللت انا منسجماً مع ذاتي، وذهبت انتِ الى مؤسسة ذات تمويل عربي خليجي، ثم انتقلت الى اخرى تحكمها الاجهزة التي تعادينها، او كنت كذلك، وهي مجهولة مصادر التمويل.
نعم يا صديقتي، تبدلت كثيرا، ولم اعد ارى فيك الا وجهك، وصرت افتش عنك في عالم الصحافة، او في مكان آخر، ربما حققت فيه نجاحا يرضي طموحك ويجسد اندفاعك لكني لم اجدك، واذا بك تطلين عبر البريد الالكتروني هذا الذي يضعف قدرتنا على المواجهة، ويخبىء الكثير من نقاط ضعفنا، وربما يخفي تجاعيد الايام. تلك الايام، يا لقسوتها علينا.
وتختمين منتقدة بعض لامهنية في "النهار". وانا اوافقك الرأي، وحبذا لو تعودين، لنرفع البنيان ونخط المستقبل معاً، لأنه حيث انت لا يجوز توجيه السهام، فأنت تقبعين في "بيت من زجاج".
ورغم كل ذلك قرأت في بعض السطور ما يشبهك، وفي هذا عزاء لي، لكني لم اقرأك منذ زمن بعيد تقفين مع الفقراء والمظلومين، وصرت اخشى ان يكون الزمن فعل فعله فينا ولم نعد "تقدميّين حقيقيين".
ما رأيك في ان نجلس معاً، ونحرك حواراتنا القديمة، بل تحركنا، علنا نجد فيها ما يعود يجمعنا مجدداً؟

"السحر ينقلب على الساحر"

لم يهتم ذلك الشاب في اللقاء البقاعي السبت الفائت لجملة انتقادات وجهتها في مقالتي الخميس الفائت عبر هذه الصفحة لجمع من الناس انجرفوا في عواطفهم، واخذوا يزايدون بعضهم على بعض، في لقاء الحريات الذي تجمهر فيه نحو عشرة اشخاص بينهم خمسة من المنظمين.
إهتم ذلك الشاب بردي على النائب وليد جنبلاط فقط، وقال لي انني حولت قضية "النهار" قضية شخصية، وان الناس احرار في ما يقولون.
صحيح ان الناس احرار في ما يقولون، لكني اتمتع انا ايضاً بالحرية نفسها، التي تتيح لي قول ما أريد، وانتقاد من اشاء، والرد على اي كلام.
واذا كانت الحرية تقضي بعدم التحول نزاعاً، ولا شتيمة، فإن الأحرى بها ان توظف نفسها وان نوظفها في توضيح امور واقوال غير دقيقة، بل تسيء الى مجمل القضية، وتحولها عن مسارها الحقيقي.
والرد او التوضيح او الاثنان معاً، ينطلقان من الحرص على العلاقة مع الاطراف، والافراد. اما الشتّامون والعاملون على غسل عقول الناس البسطاء بكمٍ من الاكاذيب، فهؤلاء نتركهم يتخبطون في احقادهم، وفي عقدهم المزمنة، كمثل ذلك "الدكتور" الذي يكتب من جوار البيت الابيض، ليفرغ مخزونه من تراكمات الايام وعقد الطفولة، والشباب، والشيب، وينتقم لخوفه من الزوال قبل ان تفتح امامه صفحات "النهار".
لقد رددت وأوضحت ولم اتحامل على من له حق الاعتراض، شرط ان يلتزم حسن التصرف واللياقة والادب.
يعتبر البعض ان مواقعهم، في السياسة او في الاعلام وغيرها، تتيح لهم ان يتحدثوا وفق ما يشتهون، من دون اي ردود فعل، وخصوصاً الردود الشخصية، وهذا الامر صار جزءاً من الماضي، اذ ان بعضهم علّم الناس "التطاول" وما لبث ان "انقلب السحر على الساحر".

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: الكنيسة والإعلام [2]: كرامة الشخص البشري أولاً

لبنان: الكنيسة والإعلام [2]: كرامة الشخص البشري أولاً

الجزء الثاني من دراسة الأب خضره عن الكنيسة والإعلام:
5 – رسالة الإعلام المسيحي
حين وجّه يسوع تلاميذه وأرسلهم الى العالم، سلّمهم الرسالة قائلاً: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلّموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به". إنها رسالة تبشيرية تحمل أعمق معاني الاعلام وأكثرها دقة، فللإعلام دور اساسي في تبليغ الكلمة. يمكن القول إذاً إن المسيحية استخدمت الإعلام منذ أقدم العصور واتخذته وسيلة ممتازة للتبشير بالكلمة.

أدركت الكنيسة، مع القرن العشرين، أهمية الاعلام وضرورة التعامل معه وفيه لإيصال رسالتها السامية في تقديم المسيح للأمم إلهاً مخلصاً؛ فاتخذت الكنيسة الاعلام وسيلة رئيسة فشكلت دوائر اعلامية وفوّضتها صلاحيات واسعة في سبيل بناء المجتمعات في العالم كله. في الارشاد الرعوي بشأن وسائل الاعلام، 1971، الفقرة 34 أشارت الكنيسة الى أن الانسان "يحتاج في عصرنا الى إعلام نزيه، منطقي، وافٍ ودقيق…" لذلك دعت الكنيسة الاعلاميين الى التحلي بالفضائل الآتية:
أ- المحبة: المحبة رأس الحكمة وأعظم الفضائل على الاطلاق، فهي القيمة الأكثر التصاقاً بالانسان وبحياته كعضو في الجماعة. وتقضي روح المحبة أن يتجاوز الاعلامي أنانيته عندما ينظر الى القضايا العامة المطروحة.
ب- الرسالة والتبشير: تدعو الكنيسة رجال الإكليروس الى التعامل مع الاعلام والكتابة في الصحافة والتحدث في الاذاعة والظهور على الشاشة بوصفهم ممثلين عن الكنيسة. وفي مكان آخر من الارشاد عينه ترجو الكنيسة "رجاء حاراً من المجالس الأسقفية أن تولي أكثر من ذي قبل مواضيع العمل الرسولي في نطاق الاعلام مكاناً خاصاً بغية تنظيم رعوي شامل وأن تخصّص لهذه الغاية الاعتمادات اللازمة على الصعيدين المحلي والعالمي". وتريد الكنيسة من الاعلامي أن يبشّر بالمسيح وعمل الله الخلاصي، وأن ينادي على السطوح بالبشارة، وأن يشهد للحق.
وقد دعا البابا يوحنا بولس الثاني وسائل الاعلام للتعامل بايجابية مع المعتقدات الدينية: "… ولنلاحظ، ايضاً، أن معدّل البرامج الاعلامية المخصصة للتطلعات الدينية والروحية، والبرامج ذات المضمون الرامي الى البناء الاخلاقي ورفع مستوى الحياة، يميل الى الانخفاض، على ما يبدو، ليس من اليسير على المرء أن يبقى متفائلاً بايجابية تأثير هذه الوسائل الاعلامية التي تعطي الانطباع بأنها تتجاهل ما للدين من دور حيوي في الحياة البشرية أو بأنها تتعامل مع المعتقدات الدينية بطريقة مطبوعة بالسلبية والنفور".
ج- الحقيقة: تريد الكنيسة من الاعلامي أن يضع لنفسه هدفاً رسولياً في الحياة، فلا يقتصر دوره على العمل الروتيني، وتطالبه بأن يتميّز بالصدق والدقة والحيادية والموضوعية وعدم التحيّز، فيكون أميناً للخبر ويعمل على توخي الحقيقة. جاء في الارشاد الرعوي الفقرة 123 أنه "على جميع الذين يضطلعون بالمسؤولية في الكنيسة أن يواظبوا على إعلان الحقيقة بواسطة وسائل الاعلان وأن يبذلوا ما بوسعهم لكي ترسم عن الكنيسة وحياتهم صورة طبيعية جميلة وعليهم ألا يتركوا هذه المهمة لجهات أخرى، منعاً لتشويه صورة الكنيسة".
في رسالته الحبرية السابعة والثلاثين، قال يوحنا بولس الثاني: "في الواقع، إن وسائل الاعلام غالباً ما تقدّم للحقيقة خدمة مشفوعة بالشجاعة. غير أنها تعمل أحياناً كأدوات دعائية وإعلامية مضلّلة خدمة لمصالح فئوية وأحكام مسبقة قومية كانت أم عرقية، عنصرية أم دينية، أو خدمة لأطماع مادية وأنظمة فكرية خادعة. لذلك، لا بد من التصدي للضغوط التي يمارسها البعض على وسائل الاعلام ويدفعون بها الى الانحراف. كما لا بد من أن ينهض، في طليعة هذا التصدي، الاعلاميون والاعلاميات أنفسهم، وكذلك الكنيسة والفئات الاخرى المعنية". وورد في "سلام الارض" (الفقرة 167):
د- الكفاية والابداع: في رسالته الحبرية الرابعة والثلاثين، دعا يوحنا بولس الثاني "الاعلاميين الكاثوليك أن يتحلوا بالكفاءة وروح الابداع، تطويراً لوسائل اعلامية جديدة وطرائق جديدة للبشارة. لكن على الكنيسة أن تعمد ايضاً، "بقدر الامكان، الى الافادة من المناسبات التي تعرضها وسائل الاعلام الدنيوية".

6 – الرأي العام في الكنيسة
تناولت الكنيسة الكاثوليكية موضوع الرأي العام في معرض تعليمها عن وسائل الاعلام، وخصوصاً في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وفي ما أصدر الكرسي الرسولي من وثائق في مناسبة الايام العالمية لوسائل الاعلام، تناولته في مفهومه وصناعته والعناصر التي تكونه، ثم أعطت مبادئ لحسن صناعته. وقد رأت أن الرأي العام هو تراث المجتمعات الصالحة والسليمة، لأنه يخلق جواً من الحرية، وله، في المجتمعات الديموقراطية، فعل حاسم في الحكومات. فاذا غاب أو ألغي، كان ذلك دليلاً لاعتلال في هذه المجتمعات. انه الصدى الطبيعي والترجيع العفوي لوقع الاحداث والاحوال الراهنة، وفي أفكار الناس وآرائهم. تتم صناعة الرأي العام على يد اصحاب وسائل الاعلام والوكالات الصحافية والمخبرين والاعلاميين، انها غاية رجل الاعلام ورسالته. ولذلك، يجب أن يتحلى رجال الاعلام بميزات الاصالة والصدق وعدم التحيّز، وأن يراعوا القواعد الاخلاقية، وحقوق الانسان الاساسية، والقيم النابعة من الانجيل وتعليم الكنيسة، والحقيقة، وأن يتقيدوا بأصول المهنة متغلبين على أخطار الفساد والرشوة. انهم في خدمة الرأي العام، ولا يحق لهم أن يتلاعبوا به، باختلاق الاخبار، واعتماد الاعلام المضلل، او الاقتصار على عرض الناحية المثيرة والغوغائية. فعندما تلج الحقيقة عمق الضمائر وتصل الى قلب كل انسان، تولد الاقتناع والالتزام الشخصي.
هناك ثلاثة مبادئ تدعو الكنيسة الى اعتمادها، من أجل حسن صناعة الرأي العام، وهي:
• الصدقية المبنية على الحقيقة. فلا يجوز فصل الحقيقة عن الحرية، إذ بدون الحقيقة، كأساس ونقطة انطلاق ومعيار للتمييز والحكم والاختيار والعمل، لا يمكن أن تُمارس الحرية حقاً. الصدقية تقتضي أن يكون المحتوى الاعلامي صحيحاً وكاملاً في حدود العدالة والمحبة، وضرورة نبذ التلاعب بالحقيقة لأي سبب كان.
• كرامة الشخص البشري توجب على وسائل الاعلام أن تحترم الشخص البشري وحقه في خياراته المسؤولة وحريته الداخلية، لكي يتمكن من تكوين رأي سليم. فلا يحق لها، بمحتوياتها (الموضوع والاساليب) وبوقعها على الجمهور، اثارة الجشع والغرور والغيرة والشهوة. ولا يجوز لها أن تكون مطية لرؤية مشوهة عن الوجود والاسرة والقيم الدينية والخلقية.
• المسؤولية الاجتماعية لجهة البيئة. ثمة خطأ منتشر هو الظن ان الانسان يستطيع التصرف بالأرض على هواه، فيسخرها لارادته بدون حساب، وكأن الله لم يحدد لها صورة وهدفا، يجب على الانسان تطويرهما لا التنكر لهما. في هذا الاطار تلعب وسائل الاعلام دوراً حاسماً.
هذه المبادئ تتوافق مع موقف الكنيسة من وسائل الاعلام بكونها تعتبرها "نقطة مركزية في وسط الساحة المعاصرة الكبرى حيث تتبادل الآراء والافكار، وحيث تتكون القيم والتصرفات. ولذلك تلتزم بأن "تكون حاضرة في وسائل الاعلام – سواء كانت ملكاً لها، ام خاصة ام تابعة للدولة – خدمة" منها لشعب الله والبشرية كلها… وتشعر الكنيسة بعقدة الذنب امام الله، اذا هي تخلت عن استعمال هذه الوسائل… التي تجد فيها ترجمة عصرية لمنبر الحقيقة، من خلاله تستطيع ان تخاطب جماهير الناس". ذكر البابا يوحنا بولس الثاني حول هذا الموضوع "ان التأمل بدور الرأي العام في الكنيسة وبدور الكنيسة في الرأي العام يثير اهتماماً كبيراً. يوم التقى البابا بيوس الثاني عشر ناشري الصحف الكاثوليكية، اعلن ان شيئاً ما كان قد نقص من حياة الكنيسة لو لم يكن هناك رأي عام. وعلى هذه الفكرة بالذات شدّد البابوات في مناسبات اخرى. ومجموعة القوانين الكنسية تقر للرأي العام بحق التعبير وذلك بشروط محددة. وان كان صحيحاً ان حقائق الايمان ليست متاحة لتفسيرات اعتباطية وان احترام حقوق الآخرين يفرض حدوداً جوهرية على التعبير في التقويم بالذات، فليس أقل صحة انه في مجالات اخرى يوجد بين الكاثوليك مساحات واسعة لتبادل الرأي في حوار يحترم العدالة والفطنة…".
و"الاتصالات داخل الجماعة الكنسية وبين الكنيسة والعالم تتطلب شفافية وطرقا جديدة لبحث مسائل تتعلق بعالم الاتصالات، ويجب ان توجه هذه الاتصالات نحو حوار بناء لكي يخلق في الجماعة المسيحية راياً عاماً معداً اعداداً صحيحاً وقادرا على التمييز. فالكنيسة بحاجة الى التعريف بنشاطاتها الخاصة، ولها الحق بذلك كما لسائر المؤسسات والتجمعات. انما في الوقت عينه، واذا اقتضى الامر، لها الحق بأن تحافظ على شيء من الكتمان الضروري من دون ان يمنع هذا الكتمان اتصالا دقيقاً وكافياً للأمور الكنسية". "انه موضوع يتطلب غالباً مساهمة العلمانيين المؤمنين مع رعاتهم. اذاً، كما يشدد المجمع الفاتيكاني الثاني عن حق "انه ليُنتظر للكنيسة من هذا التعامل الودي بين العلمانيين والرعاة كل انواع الخير. وبهذا يتقوى العلمانيون في تحسس مسؤولياتهم الذاتية وتتغذى غيرتهم وتتضافر بأكثر سهولة جهود الرعاة والعلمانيين على العمل. وهكذا بمساعدة العلمانيين وخبرتهم يتوصل الرعاة الى ان يحكموا بتمييز اقوى وبصواب اشد في الامور الروحية والدنيوية على السواء، فتتوصل الكنيسة جمعاء، مدعوة بكل اعضائها، الى ان تتم بأكثر فاعلية رسالتها لأجل حياة العالم".
وفي موضوع الرأي العام وضرورة المشاركة في تكوينه بهدف التغيير، اشارت تعاليم الكنيسة الى اهمية المشاركة في تكوين الرأي العام. وقد حدده البابا بيوس الثاني عشر بأنه: "صدى الاحداث والاحوال المتردد بطريقة عامة وشبه عفوية في خواطر الناس وآرائهم". من خصائصه "حرية التعبير وحق الجميع بالافصاح عن آرائهم في حدود النزاهة والمصلحة العامة". من هنا ان الرأي العام سلطة تدعو الكنيسة الى المشاركة في تكوينه، سواء بنفوسهم او بواسطة من ينتدبونهم للتعبير عن افكارهم. وليس كل ما يتداول بين العامة رأيا عاما. كما انه لا ينبغي المزج بين الرأي العام والدعاية بأشكالها المتعددة، فالرأي العام يتوخى المصلحة العامة، والدعاية تتوخى المصلحة الخاصة". لهذا يجب على السلطات، ولاسيما الدينية والمدنية منها، ان تقيم وزناً لما يشاع بين الناس من آراء تكشف عن فكرة الشعب وارادته، وتقديره حق قدره".
اما في موضوع واجب المسؤولين الروحيين في توجيه الرأي العام فقد رأت الكنيسة أنه "نظرا لتزايد اهمية وسائل الاعلام الاجتماعية في حياة البشر عامة والكنيسة خاصة يرجى رجاء حارا من المجالس الاسقفية ان تولي اكثر من ذي قبل مواضيع العمل الرسولي في نطاق الاعلام مكانا خاصا، بغية تنظيم رعوي شامل، وان تخصص لهذه الغاية الاعتمادات اللازمة على الصعيدين المحلي والعالمي". وقد شددت الكنيسة على انه "لا يستطيع احد ان يحسب نفسه وفياً لوصية المسيح، اذا اهمل الاستعانة بهذه الوسائل والافادة منها لايصال العقائد والتعاليم الانجيلية الى اكبر عدد ممكن من الناس". وهذا تأكيد على الدور المحوري التي توليه الكنيسة لوسائل الاعلام ولدورها في بناء الرأي العام.

7 – العلاقة بين تعاليم الكنيسة ومبادئ المهنة الاعلامية:
 تنافس ام تكامل؟
نظراً لأهمية وسائل الاعلام وتأثيرها في توجيه الفكر والسلوك لدى الافراد والجماعات، وانطلاقا من رسالة الكنيسة وتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني، تشدد الكنيسة في  لبنان على ضرورة وضع خطة اعلامية لتفعيل وتطوير وسائل الاعلام والاتصال الاجتماعية، يشارك في بلورتها اختصاصيون في هذا المجال بهدف ترسيخ القيم وتعزيز روح الحوار داخل الكنيسة والمجتمعات. تؤكد الكنيسة في لبنان على وجوب تشجيع وتطوير اللقاءات مع القيمين على وسائل الاعلام والاعلاميين من جميع الطوائف والتيارات من اجل التعاون والتنسيق وانتاج البرامج المشتركة ذات المضمون الذي يعود بالخير على سائر ابناء المجتمع اللبناني.

الأب طوني خضره     
( • رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة. )
جريدة النهار 14.06.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقال: الرأي العام والإعلام: خنادق الأهل الكلامية (2)

مقال: الرأي العام والإعلام: خنادق الأهل الكلامية (2)

الرأي العام والإعلام
يشعر كل لبناني بشكل أو بآخر بأن القيود الطائفية باتت أكثر ثقلا، ليس على المناخ العام بل على المستوى الشخصي ايضا. وما يحدث في هذا الاطار ليس صدفة.

وهنا يجب علينا أن نتذكر أن وسائل الاعلام لا تعني فقط التلفزة والاذاعات والصحف بل تشمل في ما تشمل، كل وسيلة يمكن ان تحمل فكرة تتطلب الإيصال الى الآخرين بما فيها الصورة والشعار الذي يكتب بعشوائية على الجدران، الى ما يتعداهما من رموز ورسائل. ولكن السؤال الفعلي هنا هو: هل يمكن اعتبار وسائل الإعلام إحدى أدوات العنف التي تعتمدها القوى الأهلية في إثبات سلطتها، طالما أن حنه ارندت في كتابها (في العنف بترجمة ابراهيم العريس ـ دار الساقي ط1 العام 1992 ص 47) تتحدث عن «ان العنف لا يعتمد على العدد أو على الرأي العام، بل على الادوات. وأدوات العنف من شأنها قبل كل الادوات أن تزيد وتضاعف من القدرة البشرية». المقصود هنا انه يجب وضع العنف الكلامي الذي أدمنه اللبنانيون طوال السنوات المنصرمة في إطاره، باعتباره إحدى الأدوات أو العناصر المركبة في تكوين القدرة البشرية لأصحابه ومضاعفتها، ما يحول دون تشكيل رأي عام واحد في لبنان. ومن المعروف أن بناء الرأي العام تتدخل فيه الانظمة السياسية والاقتصادية وآليات الاستبداد والقمع والتجارب الحزبية والنقابية ومؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية والمدارس والجامعات وهيئات المجتمع المدني وكذلك الخبرات الديموقراطية، معبرا عنها بالانتخابات العامة، سواء كانت بلدية أو نيابية أو رئاسية ومسألة تداول السلطة. ومن المؤكد أن القادة والزعماء يلعبون أدوارا مؤثرة في تكوينه ودفعه في هذا الاتجاه أو ذاك، وكذلك رجال الدين من خلال اجتماعاتهم وبياناتهم وخطب الجمعة وقداديس الاحد، ناهيك عن مناسبات الزواج والموت ومحاكم الاحوال الشخصية والأعياد والاحتفالات وكل ما يدخل في باب الطقوس ذات الجذور الدينية والعقائدية التي قد لا تنتمي جميعا الى الاديان السماوية.
المقصود هنا القول إن بناء الرأي العام تتداخل فيه عناصر أكبر من أن تحصر. منها ما هو عام يتناول البنى والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، ولا سيما الطوائف والتنظيمات والعلاقات الأسرية والمجتمعية. ومنها ما هو خاص يتعلق بالتعليم والتعلم ونسبة الأمية ومستوى التعليم وطبيعته، تلقينيا كان أو تعاونيا أو غيرهما.
أعتقد أن المفهوم الفعلي للرأي العام يفترض وجود مجتمع حديث يعتمد أدوات حديثة في إيصال رسائله، وهو ما ليس متوافرا في لبنان حتى الآن، خصوصا مع إعاقات الحرب ومضاعفاتها التي جعلت من المجتمع اللبناني أقرب ما يكون الى مجتمعات مغلقة بعضها على بعض. فالفرز الإسلامي المسيحي الذي تحدث عنه كثيرا د. على فاعور في كتابه (جغرافية التهجير ـ المؤسسة الجغرافية ط1 العام 1993)، وسواه من مؤلفاته، الذي أحدثته الحرب الأهلية 75 ـ 1990 تم تجاوزه في غضون الاعوام الخمسة السابقة الى ما يشبه الفرز السني الشيعي والشيعي الدرزي. أي اننا أصبحنا عمليا أمام فرزين كان اولهما إسلاميا ـ مسيحيا وثانيهما اسلاميا ـ اسلاميا. وقد تعدى الاخير الجانب الديموغرافي الى الجوانب النفسية والثقافية والاجتماعية والأسرية وأجزاء من الدورة الاقتصادية والخدماتية التي باتت تتحرك ضمن نطاق الطائفة ـ الجماعة الأهلية باعتباره مجال نشاطها الآمن.
لا بد من التنويه بأن مفهوم الرأي العام قد تشكل في المجتمعات الغربية في مسار معقد استغرق مئات السنين كانت خلالها تلك الدول تشهد ثوراتها السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية وأجهزة المواصلات العملاقة وعملية التصنيع وبناء الدولة والمؤسسات العامة والخاصة، فضلا عن مكونات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات عابرة للفئات الاجتماعية وللطوائف والمناطق الجغرافية الضيقة. وهو ما لم نصل اليه في لبنان بعد. لذلك يمكن إطلاق ظلال من الشك حول صلاحية استخدام مثل هذا المصطلح في لبنان. إلا إذا كان هذا الاستخدام من باب المجاز أو الخطأ الشائع وليس التحديد العلمي الدقيق.
حروب الفضاء
ترى د. مي عبد الله في كتابها (الاتصال والديموقراطية ـ الصادر عن دار النهضة العربية العام 2005 ص 205) «ان الانسان يتحول تباعا من كائن اجتماعي أو مدبر أو ناطق أو سياسي الى كائن تلفزيوني، حيث انه يستمد من التلفزيون الكثير من المعلومات ووجهات النظر والانطباعات والأحكام». والمؤكد أن قنوات البث الفضائي التي يلتقطها اللبنانيون والعرب تصل الى أكثر من أربعة أرقام أي الى أكثر من ألف قناة، بعدما كانت في العام ألفين كما يقدرها فيريدريك ميريمية في كتاب (الفضاء العربي، بترجمة فريدريك معتوق ـ دار قدمس للنشر ـ دمشق ط1 العام 2003 ص 16) الى «حوالى 452 قناة معظمها يبث باللغات الأجنبية». وقد تضاعف العدد في غضون السنوات القليلة المنصرمة وباتت أجهزة التلفزة على اتساع قدرة الالتقاط أعجز عن الإحاطة بها.
وقد بات بإمكان أي كان الحصول على «خدماتها» في المجال الذي يشاء، خلافا لما كانت عليه قبلا في حصر التقاطها بفئات ذات قدرات اقتصادية متوسطة. ما يعنينا من كل ذلك هنا، ليس سوى الوقوف عند فضائيتين إخباريتين عربيتين تتنازعان الجمهور اللبناني وهما «الجزيرة» و«العربية» باعتبارهما القناتين العربيتين الاقوى حضورا في التغطيات المحلية والإقليمية.
بالطبع قناة «الجزيرة» هي الأقدم وبرزت خلال أحداث أيلول 2001 التي هزت العالم وما تلاها. أما العربية فقد نشأت أصلا بالاساس ردا على الاولى. وقد برزت هي الاخرى خلال الغزو الأميركي للعراق وما تبعه. القناة الاولى تبث من قطر والثانية من دبي. بالطبع لم تكسر الأولى «المحرمات في الفضاء الإعلامي العربي» كما وضع قيس الزبيدي عنوانا لكتابه عن القناة (دار الطليعة ـ بيروت 2003 )، ولا قدمت الثانية الحقيقة كل الحقيقة. تتبع الاولى إمارة قطر والثانية المملكة العربية السعودية. لذلك تعبر القناتان عن سياستي الامارة والمملكة إزاء الوضع العربي عموما واللبناني خصوصا. ومن هذا المنطلق دخلتا كل على طريقتها في مسام الانقسام اللبناني بين معسكري 8 و14 آذار. من يقل العكس لا يفقه شيئا في الإعلام والسياسة معا. بالطبع لم يكن هذا الانحياز هنا أو هناك عفو الخاطر أو خطأ إعلاميا، بل هو تأكيد على موقفي المؤسسين لهما. أي ان عملهما ينطلق من مبدأ متماثل واحد رغم التنافس المندلع بينهما. هذا المبدأ هو التسويق لسياستي البلدين وللقوى التي ترتبط مع كل منهما بعلاقات تحالفية. بالطبع هناك هامش حركة لكل منهما لكنه الهامش الذي لا يبلغ المتن تحت أي ظرف من الظروف، خصوصا اذا ما كان الامر يتعلق بالدولتين المنشِئتين. اذاً من خلال هاتين الوظيفتين ـ عمليا وظيفة واحدة ذات وجهين ـ يعاد وضع لبنان في سياق إقليمي أشمل سمته العربية الابرز هي الانقسام. وعليه فإن الانقسام اللبناني يجد انتسابه الاشمل في اطار انقسام عربي بين ما يسمى معسكري الاعتدال والممانعة. وعليه فإن وجود القناتين لم يؤد ابدا الى تبلور عروبة جديدة أو تحول أي منهما الى «حزب عربي أكثر شعبية» أو «تعزيز حق الوصول الى المعلومات والشفافية والمساءلة». أما المساحات التي تُوفّر لقوى المعارضة والاحزاب فإنها لا تخرج عن سياق الاستقطاب العربي في إطار الانقسام الاجمالي، وهي لم تؤد الى تعبئة معادية للولايات المتحدة التي لا تزال تلقي بأثقال احتلالها المباشر للعراق ورعايتها المطلقة لإسرائيل»، دينا خواجه في (الفضاء العربي ص52ـ53 وجون الترمان في ميدل ايست جورنال عدد 54 صيف العام 2000). تعمم القناتان ثقافة الانقسام بوعي أو من دون وعي. وهي ثقافة تجد صداها لدى صعوبة الفرقاء الداخليين في التوصل الى قواسم مشتركة وتسويات في قضايا السياسة والثقافة والاجتماع والاقتصاد. مما يجعل من التحديات المعقدة التي تعاني منها المنطقة العربية على صعد التحديث والديموقراطية وحقوق الانسان والحريات والمساواة مسائل متعذرة إن لم تكن مستحيلة. اذ تحت وطأة لغة تخوينية عالية النبرة توضع المجتمعات العربية أمام مخاطر جدية ليس أقلها انفجارها من الداخل جراء عجزها الفعلي بمكوناتها كلها رغم «قصائد الحماسة» التي تتخذ ألف شكل وشكل.
«خنادق» الشاشات اللبنانية
قُدّمت هاتان المحطتان لدخولهما في نسيج الانقسام اللبناني وبناه الهشة، ونظرا لقوة حضورهما الذي يتجاوز المدى اللبناني الضيق الى المدى العربي الأوسع. ولعل المصدر الفعلي لقوتهما وكذلك قوة الاعلام التلفزيوني العربي عموما لا ينطلق من طبيعة برامجه على اختلاف إيقاعاتها بقدر ما «يرضع» من صدر انتشار الأمية على امتداد هذه المنطقة. اذ تشير تقارير التنمية العربية الصادرة عن برنامج الامم المتحدة الانمائي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي (خصوصا التقريرين 2003 و2004 ) الى ارتفاع معدلات الامية والتي تقدر بـ70 مليون نسمة بينهم 15 مليونا في سن الطفولة. أكثر من ذلك يتحدث التقرير الاول عن تردي المناهج الدراسية العربية وتكريسها الخضوع والتبعية وابتعادها عن التفكير النقدي الحر أو تحفيز التلاميذ على نقد المسلمات الاجتماعية أو السياسية وقتلها فيهم النزعة الاستقلالية والإبداع. وتؤدي هذه وسواها الى تراجع نوعية التعليم وضعف المردودات في مراحلها كلها (التقرير2003 ـ ص 54 و53). مما يعني ان الإقبال على البث التلفزيوني إخباريا ومعرفيا هو الخيار الوحيد المتاح أمام شرائح واسعة لا تملك إمكانية أو قدرة الإفادة من الحصول على المعرفة من وسائل اتصالية اخرى نظرا لأميتها أو أوضاعها الاقتصادية البائسة.
في لبنان تنحرف أجهزة الإعلام المرئية عن دورها الديموقراطي لتتحول الى العمل الدعائي في خدمة الطوائف وممثليها السياسيين. وبذلك تبتعد عن الوظيفة التنويرية التحديثية التي يفترض القيام بها. هذا بالطبع الى جانب الوظيفة الترفيهية التي تمارسها عبر برامجها الفنية المنوعة. والمقصود بالعمل الدعائي «كل محاولة مقصودة يقوم بها بعض الأفراد أو الجماعات لتشكيل اتجاهات جماعات اخرى أو السيطرة عليها أو تغييرها باستخدام وسائل الاتصال، مع القصد في ان تكون ردود أفعال المتأثرين هي المرغوبة من جانب الدعائي. ويعتمد للوصول الى ذلك الضغط النفسي والاجتماعي»، على حد ما يرد في العديد من التعريفات التي يذكرها كل من: (ليونارد دوب في كتابه «الرأي العام والبروباغندا» الصادر عن اريشون 1966 وج. براون في كتابه «تكنيك الإقناع» الصادر عن بنغوين العام 1977).
والواقع ان اجهزة التلفزة هي أفضل مثال على انشطار المجتمع اللبناني بين قوتيه بصرف النظر عن أحقية المطالب والمشروع الذي يرفعه كل منهما. والحقيقة انه قد بات لكل فئة أهلية جهازها المرئي. ولان البلد يعيش في نزاعات لا تجد أكثر من اتفاقات أو تسويات عارضة، باتت الشاشات بمثابة خنادق بين قوى المجتمع الأهلي المنخرطة في الصراع. وقد بات لكل محطة خطها وعدتها الفكرية وبرامجها الوثائقية وغير الوثائقية واهتماماتها الإخبارية ولها جمهورها الذي يعتبرها مصدره المعرفي الوحيد. فمثلا من النادر وجود ضيف مختلف في الانتماء على هذه المحطة أو تلك. وعندما يحصل ذلك يصبح المذيع أو الإعلامي المواجه متقمصاً دور الناطق المباشر باسم الجماعة الأهلية التي أنشأت المحطة. تبدأ المواجهة الاستفزازية من السؤال الأول وتتخللها مقاطعات غير مبررة والإدلاء بمداخلات مضادة وغيرها من الاساليب. وقد تصل الى حدود إهانة الضيف. أما اذا كان هذا الضيف من جملة ضيوف فيتم تهميشه والتلاعب بالزمن المتاح له أسوة بالآخرين وتقديم أوراق للآخرين لتهشيم ما يطرحه أمام المشاهدين. كما يُختار أشخاص ذوو مقدرات كلامية محدودة لتبيان ضحالة أفكار هذا الطرف المضاد. وبذلك تتماهى المحطة مع جمهورها ومرجعياتها . وتلعب المرجعيات والمؤسسات الملحقة أدوارا بارزة في هذا التماثل الى الحد الذي اندفع معه عدد من رجال الدين الى إصدار فتاوى تحرم النظر الى قنوات مصنفة على أنها تنتسب الى الخندق المعادي. لكن المشاهد لم يعد بحاجة حتى الى الفتاوى لتحديد خياراته وانحيازاته. فقد باتت المحطة هي صورة الطائفة ـ الجماعة الاهلية وحضورها السياسي والاجتماعي. وهكذا بات الإعلام المرئي هو الحقل الاساسي في التوجه الى جمهرة المحازبين والانصار. هذا الضخ المتواتر نحو الطائفة في المقام الاول بهدف تعبئتها يعمل عكسيا في الجماعة الاخرى. اذ بقدر ما تتعبأ الطائفة يتعبأ المضادون لها. اذ ان «الايديولوجيا الصالحة لأحد طرفي الصراع لا تكون كذلك بالنسبة للطرف الآخر. وهكذا تصبح التعبئة مزدوجة للطرف الذي يطلقها وللطرف المضاد»، (شبيب دياب، مرجع سابق، ص 36).
أكثر من ذلك بات التلفزيون إحدى وسائل بث العنف، العنف الكلامي. ومنذ الجاهلية أكد زهير ابن ابي سلمى في معلقته أن الحرب بدايتها كلام. والعنف الكلامي المفتوح على الهواء لا ينحصر بين متحاورين إذا حدث واجتمعا معا في الاستوديو، بل يتجاوزه الى الجمهورين. وقد برز ذلك في مناسبات انفجارية اذ يتضح من الكم الاكبر من المقابلات ان بعض المواطنين لم ير في الصراع مجرد نزاع بين قوى سياسية متباينة، بل هو صراع طائفي له عمقه التاريخي الذي يعود الى اكثر من الف واربعمئة سنة. اذاً بات هذا الجهاز مصدرا من مصادر ثقافة العنف والعنصرية، اذ ان كل طائفية هي عنصرية غير ملتبسة. ولعل مقدمات النشرات الإخبارية في بعض المحطات المعروفة، وهي اختراع لبناني لتنميط الجمهور، تكشف عن مقدار العنف المبطن الذي لا يغير منه مراحل التهدئة العارضة التي تضطر مثل هذه الأصوات الى الانخفاض مؤقتا لتعاود سيرتها لدى أي توتر.
ان مصدر هذا المآل الذي صارت عليه محطات التلفزة في لبنان هو قانونا الاعلام المرئي الصادران في العامين 94 و1995 (يحمل الاول منهما الرقم 382 والثاني 531 ويتعلقان بالبث الفضائي). اذ من خلال القانونين المذكورين وُزّعت القنوات التلفزيونية على المرجعيات الطائفية ـ السياسية. وقد حدث العام الماضي أن أُلحق التيار الوطني الحر بمن سبقه ورُخّص له بمحطة. لقد تم التوصل الى هذا التوزيع في مرحلة «المساكنة» بين أقطاب النظام ومرجعياته، وعندما انفجرت هذه الصيغة بعد خروج الراعي الضامن لرضوخ الاطراف الى ما يقرره، انفجرت المعادلات وتحولت الشاشات الى متاريس. ولعل هذا بالضبط هو ما دعا قوى الثامن من آذار الى الانتقام من «المستقبل» بمحطتيها الارضية والفضائية في السابع من ايار الماضي وكذلك من الصحيفة. علما بأن هذا الاعتداء قد سبقته محاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق من محطة ال.بي. سي.

([) أستاذ جامعي
زهير هواري- جريدة السفير 31.03.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مقابلة مع الأب الأقدس خلال رحلته الجوية الى افريقيا (2)

مقابلة مع الأب الأقدس خلال رحلته الجوية الى افريقيا (2)

ننشر في ما يلي السؤالين الثالث والرابع من المقابلة التي أجريت مع الأب الأقدس بندكتس السادس عشر، خلال الرحلة البابوية الجوية الى مطار ياوندي في الكاميرون يوم الثلاثاء 17 مارس.

سؤال: الأب الأقدس، صباح الخير… المجلس الخاص بسينودس الأساقفة طلب بأن يكون النمو العددي الكبير في الكنيسة في افريقيا نمواً أيضاً على صعيد النوعية. في بعض الأحيان، يُنظَر الى المسؤولين في الكنيسة كمجموعة من الأغنياء والمميزين، ولا تتماشى تصرفاتهم مع بشارة الإنجيل. هل ستدعون كنيسة افريقيا الى فحص ضمير والى تنقية هيكلياتها؟

البابا: لدي نظرة إيجابية عن الكنيسة في أفريقيا: إنها كنيسة قريبة من الفقراء، كنيسة مع المتألمين، مع من يحتاجون المساعدة. وبالتالي يبدو لي بأن الكنيسة هي بالفعل مؤسسة مستمرة وتعمل، في الوقت الذي توقفت فيه مؤسسات أخرى عن العمل. وبفضل أنظمتها التربوية، ومستشفياتها، ومساعداتها: في كل هذه الحالات، هي حاضرة في عالم الفقراء والمتألمين.
طبعاً، الخطيئة الأصلية موجودة أيضاً في الكنيسة؛ لا يوجد مجتمع كامل، وبالتالي هناك أيضاً الخطأة في الكنيسة في افريقيا. وبهذا المعنى هناك دائماً حاجة الى فحص ضمير، والى تطهير داخلي. وهنا أذكر ايضاً بليتورجية الافخارستيا: نبدأ دائماً بتنقية الضمير، وببداية جديدة بحضور الرب.
وأكثر من تطهير للهيكليات – والذي هو أيضاً ضروري بطبيعة الحال – هناك حاجة الى تطهير القلوب، لأن الهيكليات هي انعكاس القلوب، ونحن نقوم بما هو بوسعنا لنعطي دفعاً جديداً للروحانية، لوجود الله في قلوبنا، من جهة لتطهير هيكليات الكنيسة، ومن جهة أخرى للمساعدة في تطهير هيكليات المجتمع.

سؤال: الأب الأقدس، عندما تتوجهون الى أوروبا، تتحدثون غالباً عن أفق يبدو وكأنه يفرغ من الله. في افريقيا، الأمر مختلف، ولكن هناك وجود قوي للبدع، وللديانات الافريقية التقليدية. ما هي خصوصيات رسالة الكنيسة الكاثوليكية التي تريدون إيصالها في هذا الإطار؟

البابا: قبل كل شيء، نعلم جميعاً بأن افريقيا لا تواجه مشكلة الإلحاد، لأن واقع الله حاضر وواقعي في قلوب الافريقيين لدرجة أن عدم الإيمان بالله، العيش بدون الله، لا يشكل أي تهديد. ولكن صحيح بأن هناك أيضاً مشاكل البدع: نحن لا نبشر – كما تفعل بعض البدع – بإنجيل الازدهار، بل بالواقعية المسيحية؛ لا نبشر بالعجائب بل برصانة الحياة المسيحية.
ونحن مقتنعون بأن هذه الرصانة، هذه الواقعية التي تبشر بإله صار بشراً، وبالتالي بإله بشري بالعمق، إله يتألم، ومعنا يعطي معنى لألمنا من أجل بشارة ذات أفق أوسع، ومستقبل أكبر. وجميعنا يعلم بأن هذه البدع ليست مستقرة تماما في اتساقها: بشارة الازدهار والشفاءات العجائبية، تبدو جيدة في حينها، ولكن بعد وفترة من الزمن يكتشف المرء بأن الحياة صعبة، وبأن إلهاً بشرياً، إلهاً يتألم معنا، أكثر إقناعاً وحقيقية ويقدم المزيد من المساعدة.
من المهم أيضاً أن لدينا هيكلية الكنيسة الكاثوليكية. نحن لا نبشر جماعة صغيرة، تنعزل وتضيع بعد فترة، بل إننا ندخل شبكة الكاثوليكية الشاملة، وليس فقط عبر الزمن، بل بحضورها كشبكة كبيرة من الصداقة التي توحدنا وتساعدنا على التغلب على الفردية، للتوصل الى الوحدة في الاختلاف، التي هي الوعد الحقيقي.

ياوندي، الكاميرون، الخميس 19 مارس 2009 (Zenit.org).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
البشارة كلمة تتجسد (2)

البشارة كلمة تتجسد (2)

-مريم الخليقة المجدّدة بدل الخليقة الاولى التي جرحتها خطيئة آدم وحواء الأولى، هي جنة عدن الجديدة التي نبتت في وسطها شجرة الحياة الجديدة، المسيح المخلص. وبالتالي فحدث البشارة هو ليس حدث مريمي او ماريولوجي، انما هو حدث مسيحاني كريستولوجي، فالهدف من خلال البشارة كان تحضير الارض الجديدة، الأرض العاقلة والحرة التي تقبل بايمانها وطاعتها كلمة الرّب توجه اليها.

مريم من خلال كلمة الملاك kecaritwme,nh المملوءة نعمة تظهر طاهرة من كل وصمة وبالتالي قادرة على قبول الطاهر وقدّوس الرب في وسطها.
وكما كان آدم باكورة تراب عدن، تراب اخذ منه الرب وجبل، كذلك تصبح مريم في هذا النص عدن الطاهرة منها يخرج آدم الجديد. وكما ظلت عدن طاهرة بعد سقوط آدم وحواء، حفظت وجعل على بابها كروب النار (خر3، 24 ) كذلك بقيت مريم مصانة بعد تجسّد الابن فيها.

مريم حواء الجديدة:
مخطط الرّب في خلقه الانسان كان اشراك الانسان المخلوق في الوهة الخالق، مكان حلول الكلمة في حشا العذراء ساعة البشارة وسيلة دخول الخالق والمخلوق في علاقة تأليه لجنسنا البشري، "ليصبح للانسان بالنعمة ما هو لله في الطبيعة" كما يقول افرام السرياني. وان كانت مريم قد صارت عدن طاهرة اخرى، بها أخذت عدن الاولى، معناها الحق، فهي صارت حواء جديدة، أكملت ما فشلت حواء على القيام به، اي الانتقال من سماع البشارة وتجسيدها كلمة وواقعاً وجودياً.
فحواء علمت ارادة الله انما أمالت أذنها الى كلمات الحية، علمت بارادة الله وأبقتها على المستوى النظري المعرفي، وأصغت لكلمات الحيّة ووثقت بها، فدخل الموت عبر أذنها الى قلبها، ووجودها، فحملت الشر وولدت الموت للعالم.
أما مريم فقد أصغت لارادة الرب واطاعت هذه الارادة بالايمان، جعلت نفسها في خدمة البشارة لا مسلّطة عليها، اصغت للكلمة فدخلت الكلمة من اذنها الى قلبها، الى كيانها ووجودها، سمعت الكلمة، تأملت بها، وثقت وآمنت بها، دخلت من اذنها الى عقلها فاستنار والى قلبها فامتلأ فرحاً بحسب قول الملاك: "افرحي"، وحملت الكلمة في حشاها وولدتها للعالم كلمة حياة متجسّدة في الواقع اليومي. ايمان مريم وثقتها، ووضعها لذاتها في خدمة الارادة الالهية جعلها تشترك في تحول العلاقة البشرية مع الله من مجرد علاقة معرفة عقلية "او نظرية" عبر الشريعة فقط، الى علاقة حب الهي، علاقة تنتقل بالنظري الى العملي وتجسد الكلمة في عالمنا الارضي.
مريم، ضمانة اتمام نبوءة ناتان لداود بأن منه يخرج من يرث عرش داود الى الابد ولا يكون لملكه انقضاء. والكلمة التي قالها الملاك لمريم: "يجلس على عرش داود ابيه ولا يكون لملكه انقضاء" تجد جذورها في سفر صموئيل الثاني، نبوءة ناثان تعني الانتقال من العهد الى الاتمام الفعلي، انتقال سوف يتم بالمسيح ساعة بشارة الملاك لمريم.
البشارة "قول" يتجسّد، لكان من الأفضل ان نقول "كلمة " تتجسد، فالكلمة في المفهوم الكتابي  هي الكلمة – الفكر – العقل – الحديث. الكلمة المنطقية، العقلية، الروحية والنظرية، الكلمة الماورائية، المطلقة، الكلمة القدوسة بالمعنى الاصلي لكلمة "قدوش" العبرية اي المنفصلة المختلفة عن طبيعتنا البشرية.
هذا التمييز بين البعدين: البُعد المطلق غير المخلوق والبُعد الجسدي يعود بنا الى التمييز الاغريقي بين اللوغوس والساركس بحكم جوهرهما غير قابلين للالتقاء، وهنا كان جديد لوقا، واهمية حدث البشارة من الناحية الثقافية، زاوج الفكر اليوناني المحتقر للمادة والفكر الكتابي السامي القائل بالـ Shekinah  أي بحلول الله وسط شعبه كما في سفر التكوين: الاله المرافق للانسان السائر معهما في حديقة عدن، وكما في سفر الخروج، الله الحالّ في خباء المحضر وسط الصحراء، والله الحال في خلال الوصية في وسط تابوت العهد الصاعد الى اورشليم، دون ان تمسه يد انسان والمبارك بيت عوبيد آدوم حين حل فيه (2صم 6، 10)، في رواية لوقا نعود الى هذا الحقيقة، ال ـ Shekinahحلول الـ لوغوس  في جسد مريم، يحولها الى خباء محضر جديد، الى تابوت عهد يحتوي الـ لوغوس الكلمة الجديدة، الوصية الجديدة rb'D المتجسد بالمسيح الكلمة الذي صار جسداً.

– كلمة الايمان التي تصبح جسداً
مع مريم العذراء الامرأة المؤمنة ومثال البشرية في قبول كلمة الله في حياتها ننتقل من مفهوم مجتزأ للايمان، مفهوم ذي بعد منطقي (لوغيكوس = مرتبط بالـ لوغوس بمفهومه اليوناني)، معرفي Abstrait  الى الايمان المتجسد، والعهد الجديد يقدم من خلال مريم مثالاً لكل انسان يدخل في علاقة مع الله:
– يعرف (عقل) يسمع (اختبار شخصي) – يتأمل (علاقة مع الله) – يقبل (طاعة الايمان التي تتخطى العقل)
– يحمل الكلمة في داخله، في حياته ووجوده، يجسد الكلمة في حياته ويتحول هو الى مثالها.
هذا هو السبيل الذي خطته مريم فصارت قدوة للبشرية في امكانية الدخول في علاقة مع الله وتجسيد كلمته في داخلها كيانيا من ناحية تحولها الى صورة كاملة.

اما التشديد على زيارة مريم لاليصابات فهو لكونه حدثاً لا ينفصل عن حدث البشارة ولو لم تنطلق مريم لظل حدث البشارة عقيم. فتجسّد الكلمة في داخلها لا يمكن ان يكون تجسداً عقيماً، ميتاً أو منغلقاً على الذات.

مريم المثال في الدخول في علاقة مع المختلف:
القدوس qadosh في الكتاب المقدس تعني "المنفصل"، "المختلف بالطبيعة"، "المفصول" لذلك فالبكر فاتح الرحم يدعى الـ qadosh اي المفصول، وحين تكون الكلمة صفة الهية فهي تعني المفصول بطبيعته اي الطبائع الاخرى. بشارة جبرائيل للعذراء مريم، الى جانب البعدين الاولين: تجديد الخليقة بحلول الروح وخلق الشعب كتجسيد للكلمة logos،  ها هو البعد الثالث التحويلي، الذي يعني الانتقال من الكلمة الى التجسد، يدخل الانسانية، من خلال مريم بعلاقة مع المختلف، تفتح الطريق بالطريقة الأسمى لامكانية دخول البشرية بعلاقة متجسدة مع الطبيعة الالهية، بشارة مريم هو بداية تحقيق الارادة الخالقة الازلية وتتميم هدف الخلق: اشراك الانسان بالحياة الالهية، ليصبح للانسان بالنعمة ما لله بالطبيعة.
هذا الدخول بعلاقة مع المختلف المطلق، دفع بمريم الى الانطلاق الى المختلف المخلوق:
هي الصبية تنطلق الى العجوز، ذات الحشا الخصب تنطلق الى ذات الحشا الميت، نتيجة البشارة الانطلاق نحو الآخر المختلف، حدث البشارة هو دعوة لكل انسان يدخل في علاقة مع الله لكيما يحطّم كل حواجز الاختلاف: اختلاف اللون والعرق والجنس والدين والطبقة الاجتماعية.
من غير الممكن ان يدخل الانسان في علاقة انسانية مع الآخر المخلتف ان لم تكن هذه العلاقة انعكاساً للبعد العلائقي الالهي – الانساني. في حشا مريم تجسدت فعلاً هذه العلاقة الالهية والانسانية في شخص يسوع المسيح ابن مريم. وهكذا يتجلى البعد الأعمق لحدث البشارة: تحويل الانسان من مجرد كائن في هذا العالم الى كائن علائقي يكتمل نقصه بلقاء المختلف، المختلف النسبي، اي الآخر، والمختلف المطلق، الله الذي دخل تاريخنا البشري من بوابة البشارة كيما من خلال حرية بشريتنا، حرية مريم نصبح قادرين على تجسيد كلمة الله في حياتنا وفي مجتمعنا.

* * *

الأب بيار نجم، راهب ماروني مريمي. درس الفلسفة في جامعة الروح القدس – الكسليك (لبنان) واللاهوت في جامعة مار توما الأكويني الحبرية في روما. ثم تخصص باللاهوت الكتابي في المعهد البيبلي الحبري في روما. وهو يقوم الآن بدراسة لنيل شهادة الدكتورا في باريس.

باريس، الخميس 12 مارس 2009 (Zenit.org).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
خواطر في الإيمان والعقل (2)

خواطر في الإيمان والعقل (2)

كما هو الحال في كل ظاهرة بشرية، ترتبط ولادة العقلية الحديثة بعناصر معقدة ومتداخلة، ولذا من البديهي أن اختزال هذه العناصر ببعض النقاط "الواضحة والمتمايزة" هو أمر ساذج. وعليه فإن العناصر التي سنعرضها هي هامة ولكنها ليست حصرية في نشأة العقلية الحديثة.

في صيغتها الحديثة، بدأت العقلية في مطلع القرن السابع عشر في القارة الأوروبية كردة فعل على موجة الشك التي كان روادها ميشال دو مونتِن (Michel de Montaigne) و بيار شارون (Pierre Charron). عبر عن انتصار العقل أول فلاسفة العصر الحديث، رُني ديكارت (René Descartes). إنطلاقًا من هذا الإطار، يتوجب علينا ألا نتهم ديكارت بالعقلية الساذجة، ففلسفته كانت "صراعًا يائسًا للخروج من شك مونتن" (راجع إيتيان جيلسون، وحدة الخبرة الفلسفية). ديكارت فيلسوف كبير تنصب فيه روافد متعددة ومتناقضة، منها عقلية رايموندوس دي سابوندي (Raymondus de Sabunde) وشك مونتن.

الإطار الاسمي (nominalist) ومسألة الله

إن مسيرة ديكارت الفلسفية تولد في إطار رد وردة فعل على إسمية باتت متطرفة ومنحطة. لوي دوبري (Louis Dupré) يربط بين نشأة  العصر الحديث والإسمية، ويلحظ أن الفصل الذي تقوم به هذه الفلسفة بين الكلمة والواقع يشكل بدء التشرذم اللاحق (راجع: M.P. Gallagher, Clashing symbols. An introduction to faith and culture).
وقد أدت الإرادية (volontarismo) المتطرفة التي وضعتها الإسمية إلى التشكيك حتى بالحقائق الأكثر وضوحًا، ولم يعد ممكنًا كما في السابق الارتكاز على فكرة الله كمعيار للحقيقة.
في مؤلفه "تأملات في الفلسفة الأولى" (Meditationes de prima philosophia)، يعبر ديكارت عن صراعه المؤلم مع فكرة إله قد يكون إلهًا خادعًا (genium aliquem malignum) يود بشكل إرادي أن يخدع، ويتحدى ديكارت إلهًا من هذا النوع فيقول بنوع من الكبرياء: "فليخدع بقدر ما يستطيع!" (fallat quantum potest)، لأنه بقدر ما يريد أن يخدعني، لن يستطيع أن يقنعني بأني لا أفكر. وبما أنه أمر حقيقي أني مفكر، فلا بد أن أكون موجودًا، لا بل أنا موجود بالضرورة.
نرى أن الفصل بين الفكرة والواقع، يضطر الإنسان إلى إحقاق الذات، ويؤدي إلى استقلالية في ضمان الذات والوجود الشحصي، بمعزل عن الكيان أو اللاكيان، عن صلاح الخالق أو شره. فقط في مرحلة لاحقة يرى ديكارت أنه من الضروري إدخال فكرة الله، أي بعد أن يوضح أن الـ "أنا" لا يستطيع أن يكون أكيدًا من ذاته ومن العالم من دون فكرة الله، وذلك لأنه لا يمكن أن يتم التفكير بالله ما لم يكن موجودًا: " Verum tamen, ne passim quidem cogitare Deum nisi existentem ".
هذا الأمر يجعلنا نفهم أن الله في تفكير ديكارت ليس مسألة إيمان بل مسألة فلسفية (بعكس ما سيقوله بليز باسكال في ما بعد). وفي إهدائه للكتاب إلى اللاهوتيين اليسوعيين يقول ديكارت: "لطالما كنت مقتنعًا بأن المسألتين المتعلقتين بوجود الله وبالنفس هما موضوعان فلسفيان لا لاهوتيان".
يعتقد ديكارت أنه يجد إثباتًا لأطروحته في كتاب الحكمة (الفصل 13) ورسالة بولس إلى أهل روما (الفصل 1)، ويرتكز أيضًا على ما يقوله اللاهوتيون، كل ما يمكن معرفته بشأن الله (ea omniaquae de Deo sciri possunt) يمكن التوصل إليه عبر العقل الطبيعي، ويمكن إيجاد الدلائل في العقل البشري.
نجد في ديكارت وجهة نظر معاكسة لتوما الأكويني. فإذا كان القديس توما ملتزمًا بالدفاع عن الاستقلالية مرتكزًا على وجهة نظر إلهية، يتحدث ديكارت عن وجهة نظرة لاهوتية تنطلق من استقلالية البشرية. ينطلق توما من الله ليصل إلى الإنسان فيعود به إلى الله، بينما ينطلق ديكارت من الإنسان ويعود إليه عبر وساطة الله. مع ديكارت، ليس الإنسان من يدور حول الله، بل العكس، الشمس الإلهية تدور حول آدم، "الأرضي". يضحي الإنسان نقطة إنطلاق ومرجعية الواقع، ويضحي الفاعل الذي تقف كل الأمور – بما في ذلك الله – كمجرد مواضيع. ليس الله هو الذي يختبر الإنسان (راجع مز 138) بل الإنسان هو الذي يمحص الله.
نجد النتائج المتطرفة لهذه النظرة في فكر لودفيك فويرباخ (L. Feuerbach)، حيث الإنسان هو الذي يخلق الله على صورته ومثاله، وليس العكس كما يقول سفر التكوين (راجع تك 1، 26 – 27).
هذه "الخطيئة الأصلية"، التي تحاول أن تجعل من الإنسان إله ذاته، تأتينا بشكل جديد في الكثير من الروحانيات الجديدة، حيث يظهر الإنسان كشخص متدين و "روحاني"، ويتحدث الكثير من علماء الاجتماع عن "رجوع الله"، ولكن إذا ما أمعنا النظر لرأينا أن الحقيقة مختلفة عن مظهر الأمور، الإنسان يعيش نوعًا من الإنطواء على نفسيته معتبرًا أن هذا الأمر هو روحانية، بينما الأمر لا يتخطى الحكمة النفسية والسيكولوجية التي لا تخرج الإنسان من ذاته بل تغلقه في أطر وجوده الضيق والمنغلق.

مشروع ديكارت
حاول ديكارت أن يحارب مذهب الشك ومذهب الإسمية، من خلال نظام فلسفي وأبيستيمولوجي محصن، لا يمكن دحضه لأنه يرتكز على مبادئ أكيدة ولا شك فيها. كخطوة أولى في عمل البناء هذا بدأ ديكارت في الشك مستعملاً وسيلة مذهب الشك عينه، إلا أن شكه لم يكن موقفًا بل منهجًا.
في جهده الفلسفي، رفض ديكارت استعمال السلطة معتبرًا أنها لا تستطيع أن تقدم أكثر من مجرد احتمالات. رغم أنه كان كاثوليكيًا مؤمنًا إلا أنه لم يدخل العقائد الدينية في برنامج شكه الشامل. فبحسب نظرته، من الممكن التوصل إلى معرفة حقة في العالم فقط عبر العقل دون الاعتماد على أيه سلطة خارجية (auctoritas)، لأن العقل هو بحد ذاته مرجعية وفاعل (auctor) حقيقته: "أنا أفكر إذًا أنا موجود" (cogito ergo sum).
بعد رفض السلطة والمعرفة الحسية بواسطة الشك المنهجي، يعرض ديكارت المعيار التالي لحقيقة معرفتنا: "كل الأمور التي نستطيع إدراكها بشكل واضح وجَلِيّ، هي حقيقية بالطريقة التي ندركها فيها". إنطلاقًا من هذا المبدأ حيث معيار الحقيقة هو المفهوم الذي يصل إليه فكرنا، يضيف ديكارت: "من ناحية أنا أملك بشكل واضح وجلي فكرة عن ذاتي كوني مجرد واقع مفكر لا متمدد، وبما أن لدي من ناحية أخرى فكرة عن الجسد كونه واقع متمدد وغير قابل للتفكير، فمن الواضح أنني – أي أن نفسي – التي بفضلها أكون أنا ذاتي، هي بكليتها وفعلاً منفصلة عن جسدي". ينشأ بهذا الشكل ما يعرف بالإزدواجية الديكارتية حيث التي تتحدث عن "الكيان المفكر" (res cogitans)، ومن ناحية أخرى هي مادة متمددة أو متجسدة (res extensa). هذا التمييز الازدواجي لا يأخذ بعين الاعتبار عنصر الحياة والعلاقة التي تشكل جزءًا هامًا من وجهة النظر الدينية بشأن الإنسان؛ يتم اختزال مكنون الروح البشري في الفكر.
خلاصة القول، فلسفة ديكارت، بالرغم من عظمتها، ومسيرتها التواقة، إلا أنها تعاني من تناقضين: "الأحادية العقلية" (monismo razionalistico)، والإزدواجية الوجودية (dualismo esistenziale). بكلمات أخرى، بينما يحصر ديكارت قدرات المعرفة البشرية بالفكر المنفصل وحده (sola ratio separata) متجاهلاً الإيروس والأغابي وشركة الأشخاص (communio personarum)، ويجعل الإرادة نوعًا من أحكام العقل (راجع فلاديمير سولوفيوف، المعرفة المتكاملة). من ناحية أخرى، يقيم ديكارت نوعًا من الازدواجية المتطرفة فيقسمه إلى مادة مفكرة ومادة متمددة (res cogitans e res extensa).
من الأهمية بمكان أن نتنبه لهذه الازدواجية لأنها لها تأثيرها اللاحق على الفصل بين الإيمان والعقل، بين الفكر والحياة، بين العالم المثالي والعالم الحقيقي. كل هذه الطلاقات تتأثر إلى حد ما بالفصل الذي ثبته ديكارت في الفلسفة (مع العلم أنه ليس أول من تحدث عن هذه الإزدواجية، فهي تعود إلى أفلاطون).

روما، الخميس 12 مارس 2009 (Zenit.org).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
مجمع خلقيدونيا وأثره على الكنيسة والشعب الأرمنيين (2)

مجمع خلقيدونيا وأثره على الكنيسة والشعب الأرمنيين (2)

بعد أن عرضنا في القسم الأول مجمع نيقيا، ننتقل الآن إلى الحديث عن مجمع القسطنطينية.
  1ـ2. مجمع القسطنطينيّة 381

استمر النزاع الآريوسيّ بعد وفاة آريوس سنة 336 حيث ظهرت في الكنيسة تيارات متعدّدة تستند في عقيدتها إلى الآريوسيّة ولكنّها تختلف معها في بعض الوجوه. فعرف النيقاويون أيام صعّبة، وكان على كل من الفئتين أن تسعى لكسب أكبر عدد ممكن من الأساقفة والشخصيّات في فريقها. وهذا ما يفسّر تحوّل قسطنطين بعد فترة قصيرة من انعقاد مجمع نيقيا . إذ كان هذا الأخير ينشد السلام في امبراطوريته وحين لمس أن قرارات نيقيا لم تعط الثمار المتوقعة، أصدر عدداً من القرارات بعزل أو بجلب الأساقفة المواليين أو المعرضين بغية الهدف المنشود ألا وهو توطيد أركان حكمه في المملكة. وأتى بعد قسطنطين أولاده حيث كان كل منهم يميل إلى أحد الطرفين . وعقد في أيامهم عدة مجامع محلية كان أبرزهما مجمع الإسكندرية  (362) ، مجمع إنطاكية  (363).

كما ظل الصراع مستمراً في خطوطه العريضة بين النيقاوييّن  وخلفاء الآريوسيين. وظهرت هرطقات جديدة، كان ورائها هراطقة جدد، في منحى الآريوسية أو نتيجة لتعاليمها. كما برزت مشاكل إدارية استوجبت التدّخل السريع والحازم، كقضية الإنشقاق الواقع في كرسي إنطاكيا، وقضية اغتصاب كرسي القسطنطينية على يد مكسيموس الكلبيّ. وقد وُصفت المعضلات التي أدت إلى عقد المجمع بالشائكة، والتي لم يكن لها مثيل في تاريخ الكنيسة .

أما على الصعيد السياسيّ فعندما تسلّم ثيودوسيوس العرش كانت الآريوسيّة منتشرة بقوّة في الشرق، وكان أسقف القسطنطينيّة ديموفيل آريوسيّاً. وكانت الكنيسة في حالة تضعضع وصراع بين النيقاويّين وعلى رأسهم اثناسيوس وغريغوريوس اللاهوتيّ وبين الآريوسيّين بمذاهبهم المختلفة. وكان الأرثوذكس في القسطنطينيّة يمارسون شعائرهم في بيوت خاصّة لأنّ الآريوسيّين سيطروا على كلّ الكنائس. وقد نال الإمبراطور ثيودوسيوس سرّ المعموديّة على يد أسقف تسالونيكيّ الأرثوذكسيّ، وأعلن، بعد تسلّمه العرش، أنّه لا يقبل الجدل العقائديّ الحاصل بين المسيحيّين في الساحات والأماكن العامّة المختلفة، لأنّ ذلك يحطّ من قدر المسيحيّة. فأصدر مرسوماً سنة 380 فرض فيه قانون الإيمان النيقاويّ على رعاياه، فأصبحت الأرثوذكسيّة دين الدولة الرسميّ، وألحقه بمرسوم في 10 ك2 381 حرم فيه كلّ من لا يؤمن بقانون نيقيا. وليثبّت ذلك دعا إلى مجمع مسكونيّ في القسطنطينيّة أمل في عقده سنة 378، لكن ظروف الحرب مع القوط حالت دون ذلك، وتأجّل عقده إلى سنة 381 .

1ـ2ـ1. أسباب الدعوة إلى عقد هذا المجمع

كما ذكرت سابقاً فقد ظهر للآريوسية أبطال جدد، جددوا إيمان معلمهم آريوس.كان أبرزهم افنوميوس  الذي صاغ لاهوته بمنطق عقلانيّ – علميّ الطابع، حيث أخضع الإيمان لمقتضيات العقل. اقتنع بوجود ثالوث لكنه غير متساو في الجوهر حيث يوجد تراتبيّة في الدرجة والمنزلة والجوهر. دعى الله باللامولود جوهراً، وصنف الابن بباكورة خلائق الآب، كذلك وصف الروح بأنه أول أعمال الابن، فهو أدنى منه مرتبة وخاضع له. حيث أن الروح يأتي ثالثاً في الرتبة والمرتبة والكرامة أي في الطبيعة ، وبالتالي يكون أفنوميوس قد حقق فكرته في الوحدانية والتثليث على قاعدة اللامساواة في الجوهر بين الأقانيم. لجأ أفنوميوس إلى فقه اللغة مفسّراً آيات الكتاب المقدس وتعابيره. فتارة كان يعتمد على نظرية تطابق الأسماء  وتارة أخرى على قلب الآيات مدخلاً نظرّية لغوّية أخرى، تستند إلى اساس المغايرة التامة بين التكلّم الإلهّي واللغة البشرّية مستنتجاً أن الكلمات عينها ليس لها المعنى نفسه في كل الحالات .

فرض أفنوميوس على الذين يريدون الانضمام إلى مذهبه إعادة معموديتهم، وكان يعمدهم مغطّساً إياهم مرّة واحدة، ومنكّساً رؤوسهم إلى أسفل وأرجلهم إلى أعلى . وقد توصل إلى رفض عقيدة نيقيا نتيجة تفكيره المنطقيّ وقال أن القرارات غير منطقيّة، فما كان من القديس باسيليوس الكبير إلا أن هبّ للدفاع عن الإيمان القويم، فكتب ثلاثة كتب ضد أفنوميوس يهدم فيها آراءه.

كانت هرطقة أفنوميوس، من جهة، أحد الأسباب الجوهريّة التي أدّت إلى عقد مجمع تناقش فيه آراءه، إلا أنها لم تكن السبب الوحيد لعقد هذا المجمع. فمن جهة أخرى، كانت مناقشات النزاع الآريوسيّ دائرة حول هوّية الابن ومنزلته في الثالوث، ولم يتطرق أحد لموضوع الروح القدس. ولكن ما لبثت أن خرجت هذه المسألة إلى الوجود، وأبرزت معها تساؤلات عن شخص الروح القدس وماهيته وعلاقته بالآب والابن. مما أدى إلى ظهور هرطقة ضد الروح القدس بين سنتين 359 و 360. عرفت بـ "خصوم أومحاربو الروح القدس" . راجت تعاليمهم وانتشرت في الشرق، ووصلت إلى مصر حيث كانت في قلب التيار الآريوسي. كان مؤسسها الحقيقي إفستاثيوس أسقف سبسطيا، أما زعيمهم فكان باسيليوس أسقف أنقيرة. ومن أشهر اتباعهم مكدونيوس أسقف القسطنطينية الذي شكّل جماعة كبيرة وإفستاثيوس أسقف سبسطيا وإلفسيوس أسقف كيزيكو وماراثونيوس أسقف نيقوميدية وآخرون.

تركزت تعاليم المكدونييّن على إنكار لاهوت الروح القدس ، مستندين إلى تعاليم الكتاب المقدس  في ذلك. ولاقوا مشلكة في تصنيفه، فمن جهة اعتبروه خليقة كسائر المخلوقات، ومن جهة أخرى أرادو وضعه مع الأقنومين الآخرين. فصار الروح في معتقدهم نصف إله ونصف مخلوق .

ومن الهراطقة الآخرين كان أبوليناريوس  أسقف اللاذقية، الذي أسّس مدرسة لاهوتيّة متأثرة بنسق مدرسة الإسكندريّة. لم يلحظ أحد بادئ الأمر أخطاء أبوليناريوس اللاهوتيّة، لكن عندما انتشرت تعاليمه هبّ الكثيرون لمواجهتها ومن بينهم أثناسيوس الذي كان صديقه في الدفاع ضدّ الآريوسيّين. فقام بدحض آراء الآريوسيين في الثالوث، لكنه ما لبث أن استرجع مبادئهم في الكريستولوجيا . ويعود خطأ أبوليناريوس «إلى عدم وضوح في الرؤيا، وإلى تشابك الأفكار، وإلى نظرة جدّ مادّية داخل اللاهوت، وإلى اختيار اعتباطي لنظريات من مدارس فلسفية متنوعة» . حيث أنكر أبوليناريوس على الكلمة المتأنس ناسوته التام، معتبراً أنه اتخذ الطبيعة البشرية، لكن دون نفس عاقلة .

من الأسباب الأخرى التي أدت إلى عقد هذا المجمع كان الصراع على الأسقفيات، لمَ له من أهمية حيوية في حياة الكنيسة واستمراريتها، سعياً من الجميع إلى مكتسبات تؤمن لهم ربح المعركة والسيطرة على الأوضاع. وخاصة مع تدخل السلطات المدنية التي كانت غالباً ما توزع الكراسي على المواليين لها وتنفي من لا يروق لها. بالتأكيد كانت المتروبوليتيات والمدن الكبرى محطّ أنظار الجميع. وهذا ما حدث في كرسي القسطنطينية بعد أن أصبحت هذه مقر الإمبراطور، فأضحت محط أنظار الجميع، لأن الملك يكون مع الذي يكون على رأسها. أما كرسي إنطاكيا الذي بقي لفترة طويلة عاصمة الشرق فقد مرّ بأزمتين: فمن ناحية كان الصراع بين الهراطقة والأرثوذكسيون؛ ولكن الصراع الأخطر كان بين الأرثوذكسيّين الذين انقسموا على أنفسهم لتُصبح إنطاكيا رعية براعيّين. وما أزمة هذين الكرسيين إلا نموذجاً وانعكاساً لما حدث في غالبية الكراسي الأسقفية في الشرق، وقد كانت هذه الأزمة أحد أسباب الدعوة إلى عقد المجمع المسكونيّ الثاني ومدار البحث فيه .

1ـ2ـ2. تحديده الإيمانيّ

أراد الامبراطور ثيودوسيوس عقد مجمع لحل المشاكل وخصوصاً في الشرق. فعقد في مطلع العام 381، مجمعاً في القسطنطينية . كان هذا المجمع معدّاً لأن يكون مجمعاً إقليميّاً ليحل مشاكل القسم الشرقي من الامبراطورية. حضره 150 أسقفاً من الشرق أبرزهم غريغوريوس اللاهوتيّ وتيموثاوس الإسكندريّ وملاتيوس الإنطاكيّ وكيرلس الأورشليميّ وغريغوريوس النيصيّ وبيلاجيوس اللاذقيّ . ولم يحضر أحدٌ من أساقفة الغرب حتى ولا مندوبون من قبل بابا روما .

كان من المفترض أن يترأس المجمع تيموثاوس أسقف الاسكندرية، باعتباره الكرسيّ المتقدّم، لكن بسبب تأخره ترأس المجمع ملاتيوس أسقف أنطاكية في بدايته ، لكنه توفي فجأة، في أوائل المجمع. عندها ترأس غريغوريوس النزينزيّ المجمع، بصفته رئيس أساقفة القسطنطينية، حتى وصول أسقف الاسكندرية تيموثاوس. وبعده انتخب نكتاريوس أسقفاً مكانه فترأس المجمع حتى نهايته .

كما ذكرت سابقاً، كانت الغاية الأساسيّة للدعوة هي دحض بدعة مكدونيوس وتعاليم أبوليناريوس والأفنوميين والأفدوكسيين والصالبيين والمركليين والفوتينيانيين ، وإكمال ما بدأه مجمع نيقيا ، ويمكن تلخيص قرارات المجمع بالنقاط الآتية: ثالوثيّة وكريستولوجيّة وبنمفاتولوجيّة . أدت المناقشات اللاهوتية إلى قانون إيمان ، وإلى نص عقائدي وإلى أربعة قوانين كنسية. حدد قانون الإيمان مساواة الأقانيم الإلهية الثلاثة في الجوهر، وتجسّد الابن الكامل، وألوهيّة الروح القدس. مرّ هذا القانون بمراحل متعددة فكان أولاً بسيطاً جداً وتوسع بحسب النزاعات العقائدية حتى وصل إلى الحالة التي أقره به المجمع الثاني. ينقسم هذا القانون إلى «قسمين رئيسين، وإلى سبعة أجزاء فرعية في ثماني عشر مقولة: في القسم الأول، وهو القسم الأساسي، نجد الإيمان بالإله الواحد المثلث الأقانيم، وعلاقته بالخليقة وبخاصة الإنسان، وتدبيره الخلاصي. وفي القسم الثاني المؤلف من جزئين: يقدم، في جزئه الأول، الإطار الصحيح الذي تتم فيه عملية الإيمان هذا وحياة الإيمان التطبيقية، أي في الكنيسة. وأما جزئه الثاني، فيقوم أصلاً على فضيلة الرجاء، أي مجيء المسيح الثاني في آخر الأزمنة، والدينونة والحياة الأبدية، أو كل ما يختص بـ"الباروسيّا"» . كما أنه قام آباء المجمع بإضافة «الذي لا فناء لملكه» للتأكيد على ألوهية الروح القدس. كما عمدوا إلى شرح الجزء المتعلق بالروح القدس وعلى التأكيد بأنه «الربّ». كما أنهم أكدوا على أن الروح القدس "ينبثق من الآب" فكما أن الابن مولود من الآب، كذلك الروحينبثق من الآب. كما يعلن أن الروح القدس "معبود وممجد مع الآب والابن". فالروح القدس ليس مخلوقاً بل هو بمرتبة الإله، وليس أدنى أو أقل رتبة من الآب والابن. وآخر إضافة عن الروح القدس كانت "هو الذي نطق بالأنبياء" وكانت هذه الإضافة إجابة على تعاليم مرقيون الخاطئة التي رفضت تعاليم العهد القديم. فالروح القدس هونفسه الذي تكلم في العهدين .

أما بالنسبة إلى مشاكل كرسي إنطاكيا، فلم يستطيع آباء المجمع التوصل إلى حلّ مسألة الشقاق الحاصل فيها، بل ساهموا في تفاقمها وازديادها. إذ لم تشكل وفاة ملاتيوس نهاية الانشقاق الفعلية، حيث أن النزينزي دعم اعتراف بولينوس أسقفاً لإنطاكيا، لكن مساعيه باءت بالفشل حيث أن انفعالات عدد كبير من الأساقفة حالت دون القبول. فهدد النزينزي بالاستقالة، لكن تهديده لم ينفع. فسخط من تصرفات الأساقفة واستقال. وكذلك الأمر بالنسبة إلى كرسي القسطنطينية .

إن تحديد المجمع المسكونيّ الثاني، الذي أضيف إلى قانون الإيمان النيقاويّ، قد أكّد ألوهيّة الروح القدس، بيد أنّه لم يوضح علاقات الروح القدس بالآب والابن، ولم يقل إنّ الروح القدس هو من ذات جوهر الآب. وهذا النقص في الوضوح سيكون سبباً للخلافات التي ستنشأ في مرحلة لاحقة بين الشرق والغرب، ولا سيما في موضوع انبثاق الروح القدس. ففي حين اكتفى المجمع بالقول إن الروح القدس "منبثق من الآب"، سيضيف الغرب المسيحيّ أنّه "منبثق من الآب والابن" .

ختم المجمع أعماله في 9 تموز عام 381. وسلم الآباء قرارات المجمع إلى الإمبراطور لكي يوافق عليها وبالتالي لتصبح نافذة بقوة القانون .

روما، الثلاثاء 4 مارس 2009 (Zenit.org).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
اسبانيا: كلمة الأب لومباردي حول الإعلام الكاثوليكي (2)

اسبانيا: كلمة الأب لومباردي حول الإعلام الكاثوليكي (2)

 ننشر في ما يلي القسم الأول من الكلمة التي ألقاها الأب اليسوعي فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، الاسبوع الماضي حول موضوع "الإعلام الكاثوليكي: تجربة الكرسي الرسولي الإعلامية" خلال اجتماع سنوي للجنة الاتصالات التابعة لمجلس أساقفة إسبانيا.

رؤية مسيحية وكنسية حول الإعلام

دعونا الآن نفكر قليلاً في رسالتنا، أي في مهمتنا كأشخاص مسؤولين عن الإعلام الكاثوليكي وتحديداً عن الإعلام والاتصالات في خدمة الكنيسة، في أبعادها العالمية والمحلية. من المهم أن نلاحظ بأن هذه المهمة لم نسع إليها بأنفسنا أو ابتكرناها لأنفسنا بل إنها مهمة أوكلتها إلينا الكنيسة. وإنني شخصياً أشعر بها وأعيشها بشدة كما أنني أعتقد بأن الأمر سيان بالنسبة إليكم.
في الوقت عينه، ما ننقله بناءً على طلب من الكنيسة ليس رسالة نظرية بعيدة عن الحياة الفعلية للشعوب، لإخوتنا وأخواتنا الذين نعيش بينهم ومن أجلهم. من هنا تنبثق "فلسفة" إعلام معينة تميز مثلاً الأنباء الدولية لإذاعة الفاتيكان، وكذلك تميز باعتقادي نشرة لوسيرفاتوري رومانو الإيطالية. لسنا نحن من ابتكرنا محتويات الرسالة لكنها تصلنا فنقرأها بالعلاقة مع المشاكل الراهنة وتوقعات الجمهور ونترجمها ونوضحها و"ننشرها". إننا نرى بأن إعلان الكنيسة متعلق تعلقاً وثيقاً بواقع العالم فلسنا نفكر بإعلام كاثوليكي منفصل عن إعلام "دنيوي" وما يهمنا هو الإنسان، الإنسان ككل ومشاكله من منظور الإنجيل. نحن مهتمون طبعاً بحياة الكنيسة وأحداثها اليومية كذلك بحياة البشرية ومشاكل التنمية والعدالة والسلام والنمو الأخلاقي والروحي الإنساني فيها مع مخاطره ومشاكله. وتحاول أنباء إذاعة الفاتيكان ألا تكون فقط معلومات كنسية بل أيضاً معلومات كاملة. كما أن البابا بالنسبة لنا هو المعلق الأساسي حتى في ما يتعلق بأحداث البشرية الحالية التي يعلق عليها عادة بطريقة غير مباشرة من خلال تعاليمه ذات الطابع العام، وبطريقة مباشرة من خلال دعواته وتقييماته للتطورات الاجتماعية والسياسية المتعلقة بخير الشعوب والمجتمع.
طبعاً نسعى في هذا النشاط إلى تطبيق المعيار الأساسي للرؤية المسيحية للإعلام الملزمة لجميع وسائل الإعلام والتي يمكننا التذكير بها باختصار.
إنها خدمة الحقيقة والموضوعية واضعين أنفسنا في منظور مسيحي، مقدمين وقائع المشاكل، ساعين إلى مساعدة المستمعين على التفكير في قضاياهم وموضحين مواقف الكنيسة. وهناك العديد من المستمعين –من مختلف أنحاء العالم – الذين يعلموننا بأنهم يقدرون الإعلام غير القائم على المصالح الاقتصادية، السياسية أو الإيديولوجية، والمتميز عن سائر المحطات الإذاعية الدولية التي تعتمد على مصالح سياسية كبيرة.
إنها خدمة واقع لا ينبذ الله. ويشدد بندكتس السادس عشر على الحاجة إلى "واقعية" لا تقلص وقائع هذا العالم إلى مجرد موضوع واحد، إلى الاقتصاد والتكنولوجيا. لذلك من المهم عدم تفرقة الأنباء بين مقدسة ودنسة، كنسية ودنيوية بل إظهار أن البعدين الأخلاقي والديني هما جزءان أساسيان ومهمان في الحياة. ومن هنا تبرز أهمية "تسلسل" الأنباء، وترتيبها. ففي عالم مشوش ومضلِل، تقوم إحدى أهم خدماتنا على مساعدة شعوب هذا العصر على "التنظيم" في رؤية الامور والأحداث والتمييز بين ما هو مهم وخطير وما هو أقل أهمية وخطورة.
إنها خدمة العدالة. لا بد لنا من الاهتمام بخاصة بالمناطق الفقيرة والحروب المنسية مواجهين اختلال التوازن الكبير في أنباء العالم بين "الشمال والجنوب" – سواء كان ذلك على الأنباء، إحدى إمكانيات الإعلام والحصول على المعلومات – ومقيمين الإمكانيات الكبيرة التي تملكها الكنيسة في سبيل رؤية أكثر عدالة للمشاكل بفضل تواصلها وحضورها القريب مع الشعوب في العديد من الأماكن في العالم (مع إرسالياتها، ونشاطاتها الإعانية وغيرها التي يمكنها أن تصبح النقاط الأولية للإعلام). إنني أفتخر بأن إذاعة الفاتيكان اختيرت المحطة الإذاعية صاحبة أكبر عدد من الأنباء متفوقة على الإذاعة والتلفزيون الإيطاليين (راي) بجميع قنواتها وذلك في بحث أجري مؤخراً في إيطاليا حول الإعلام الدولي حول الأنباء عن الصراعات و"الحروب المنسية" في عالمنا المعاصر.
إنها خدمة للسلام. يجب علينا السعي دوماً من أجل تشجيع التفاهم والحوار بين مختلف المواقف ومختلف الشعوب وليس من أجل التشديد على التناقضات. يجب أن نتمتع بالقدرة على "عيش" التوترات بصبر وتحمل الانتقادات التي ستوجه لنا. كما ينبغي علينا دوماً أن نستخدم بحزم لغة مفعمة بالاحترام والتوازن وخالية من العدائية مع الآخرين قادرة على إلهام رصانة الحكم والتفاهم المتبادل. لقد اكتسبت خبرة مهمة في إذاعة الفاتيكان عن صعوبة وأهمية مساعدة من يعيشون شخصياً صراعاً ما – أفكر في البلقان وإفريقيا، اللتين تناولهما العديد من كتابنا من مختلف الجماعات اللغوية – من غير السماح لأنفسهم بالانجذاب وإعطاء معلومات أو تقييمات غير كاملة كتلك التي يتفوه بها القسم الأكبر من الهيئات الإعلامية عن البلدان المتنازعة، بل بالتحدث دوماً كصوت الكنيسة التي تسمو فوق جميع الأطراف وتستمر بأي ثمن في الحث على الحوار والمصالحة والسلام.
في نطاق الإعلام من أجل السلام، يتمتع إعلام الكرسي الرسولي – وإعلامكم أيضاً – بمجال غني ومتجدد في المسكونية والحوار بين الأديان (هنا نفكر في طريقة حديثنا عن الإسلام، أو طريقة حديثنا إلى بلدان حيث يتألف قسم كبير من مستمعينا أو قرائنا من أشخاص غير كاثوليك وحتى غير مسيحيين على الرغم من أن عدد المسلمين في بلداننا الأوروبية كبير في أيامنا هذه). وبحسب تجربتنا فغالباً ما تواجهنا صعوبة ما كتلك التي واجهتنا مثلاً بعد كلمة البابا في ريغنسبرغ إلا أننا نتوصل في النهاية إلى نتائج إيجابية.

موقف المخاطب الكنسي وصفاته

إن المخاطب الكنسي – أكان الأسقف الذي تتعاونون معه أم أنتم أنفسكم كالناطقين باسمه أو باسم الأبرشية – هو الشخص الذي يجسد علناً ومن حين إلى آخر فكر جماعة الكنيسة وأحكامها وخياراتها. لذلك فإن الحفاظ على وجودها – أو وجودكم – في حقل الإعلام ليس ترفاً بل واجباً متوافقاً مع الرسالة الكنسية لأن العديد من الأشخاص يعتبرون – وكما ذكر آنفاً – بأنه ما من اتصال مباشر مع الكنيسة سوى الاتصال الإعلامي المقروء، المرئي أو المسموع.
أولاً لا يمكننا التوقف أبداً عن التشديد على استخدام لغة واضحة سهلة ومفهومة بغية الابتعاد عن التجريد والتعقيد أو التخصص. صحيح أن المضمون معقد أحياناً وأن الكلمات تتطلب التوضيح إلا أننا إن أردنا في النهاية نقل رسالة وطبعها في أذهان مستمعينا يجب أن نملك القدرة على الإشارة إلى جوهره الأساسي ببساطة ووضوح. وإن لم نقم بذلك، لا نستطيع التذمر لاحقاً من حصول عروض جزئية أو مضللة. إذاً إن قدمنا وثيقة ما، يجب أن نكون قادرين على تقديم عرض شامل، بيان موجز، أو جملة ملهمة على الرغم من أن قراءة الوثيقة الكاملة مطلوبة في سبيل فهم أعمق.
هنا، أعطيكم مثلين حديثين عن عملي بخاصة تقديم وثيقة مهمة للكرسي الرسولي في دار الصحافة. وقد كانت الوثيقة مؤلفة من اثنتي عشرة صفحة. أما العرض فكان له تقديمان طويلان ومسهبان على الرغم من عمقهما؛ حتى أن الصحفيين لم تكن لديهم الإمكانيات ولا حتى الوقت من أجل الفهم والإيجاز إذ كان عليهم نشر المقالات والمداخلات الأولى سريعاً. من هنا إن كانت العروض غير مرضية فالخطأ صدر عنا وليس عنهم.
والمثال الآخر على ذلك يتمثل في القضية المربكة المتعلقة بأساقفة "لوفيفر". لقد رأينا مجدداً مدى صعوبة جعل "الحرم" أو "رفع الحرم" مفهومين. وأعتقد شخصياً أن كلمة "الحرم" اليوم هي كلمة مسيئة تثير أطيافاً من الاستجواب وانفعالات قوية لذا يجب تقديمها بعناية شديدة عند استخدامها.
إذاً يجب أن نكون دوماً صادقين وواضحين. لربما من غير الضروري ذكر ذلك إلا أنني رأيي مغاير. يجب أن تقال الحقيقة دوماً حتى عندما تواجهها أسئلة صعبة. وإلا سنقع عاجلاً أم آجلاً في التناقضات التي ستعوقنا بلا رحمة مسببة لنا الكثير من الأذى. فالضمير السلمي الذي ينبثق عن القول الدائم للحقيقة يشكل المقدمة الأساسية لمعالجة كل حالة بهدوء أياً كانت صعوبتها. وهذا لا يعني أنه ينبغي دوماً قول كافة الأمور فهناك أسباب وجيهة للتحفظ والحذر، ولكن في حال قول أي شيء فلا بد من أن يكون صحيحاً وأن نتحمل مسؤولية أقوالنا. الحقيقة هي مبدأ أساسي في ما يسمى بـ "نقل الأزمات" عندما تواجهنا الفضائح أو الأخطاء. فليس هناك أسوأ من التفكير بأن الوضع يتحسن من خلال إنكار الحقيقة.
أمام أسئلة تستحق الإجابة عنها، لا بد لنا من منح هذه الإجابة سريعاً من دون طول انتظار. من الجيد أن نستعد ونجيب – شخصياً أو عبر شخص مفوض – إذا تم الاتصال بنا هاتفياً أو عبر البريد الإلكتروني. هذا ما يولد المصداقية والثقة في حين أن التهرب أو التحفظ يولد انعدام الثقة وظهور الريبة. إن التوقيت بدوره مهم لكي لا تنمو حالات الإرباك ونسمح بانتشار الأنباء المغلوطة أو غير الدقيقة التي يصعب تصحيحها لاحقاً. يتعين علينا أن نتذكر دوماً بأن واجب الصحافيين يقوم على كتابة الأنباء – هذا هو عملهم، فكثيراً ما يجبرون على الكتابة في حال جرى الحديث عن موضوع ما – وبالتالي يعمدون في حال لم تتم الإجابة عن أسئلتهم إلى توسيع فرضيات أو تكهنات أو إعطاء تأويلاتهم الخاصة. يتعين علينا أيضاً إدراك أن الأنباء عبارة عن تدفق مستمر ومتجدد عبر الشبكة والمواقع فلا وقت للإجابة خلال النهار حتى حين طبع الصحف في اليوم التالي. لذلك الأفضل هو إعطاء الإجابة أو الأنباء الصحيحة بأقرب وقت ممكن. وبشكل عام من الأفضل توجيه الأنباء بالمسارعة إلى نقلها وليس الإسراع في السعي وراء أنباء خاطئة.
وبالطبع إن نوعية وسلطة المواقف والمداخلات مهمتان جداً. فالعزم لا يعني السعي وراء كلية الوجود في الإعلام أي السعي وراء سوء السمعة. يمكن للإعلام أن يكون غير مخلص إذ يسعد بخلق أنصار له وسرعان ما يتخلص منهم أو يحولهم في حالات أخرى إلى رق للصورة التي خلقها. لذلك، ينبغي أن نعرف جيداً معنى الرغبة في التواصل والقيام بذلك بطريقة مدروسة في أوقات مهمة. المثال هو أن نكون بأنفسنا مشرفين على الاتصالات فنخلق الفرص السانحة ونطلق الرسائل التي تخضعنا.
من المهم أن نكون على طبيعتنا في الاتصالات. فكل فرد يتمتع بشخصيته الخاصة كمخاطب. على الرغم من أن بندكتس السادس عشر يختلف عن يوحنا بولس الثاني – كما نلاحظ أكثر فأكثر – إلا أنه قادر على مخاطبة السعب بأسلوبه الخاص. البعض منهم مقبول والآخر رزين، إلى آخره، ولكن المهم هو ملاحظة أن المخاطب هو شخص صادق مسؤول عن أقواله، قادر على نقل القناعات والانفعالات بعيداً عن استخدام لغة مبيتة، بيروقراطية و"كتابية" بالمعنى السلبي للكلمة. لا بد لنا أن نتذكر بأن الشهادة والتجربة المعاشة هما عموماً رسالتان أكثر فعالية من التفكير المفاهيمي أو الكلمات المطولة، فمن الجيد أن تنطوي اتصالاتنا على عناصر ومظاهر من هذا النوع.
أخيراً تجدر الملاحظة إلى أنه في حال وجود أمور تستوجب التحفظ وعدم الإعلان عنها لأسباب وجيهة، فإنه يحب عدم الكشف عنها ولو حتى للأصدقاء. فالتحفظ في عالم اليوم غير موجود أو ليست له قيمة، ومن هنا يجب ألا نأسف إن انتشرت أنباء من إصدارنا نحن. أعتقد أن التحول إلى مخاطب جيد يتطلب القدرة على التقيد بشروط الاتصالات، للتمييز بين ما يجب نقله والزمن الذي يجب نقله فيه، وبين ما يجب عدم نقله أو ما لم يحن وقت نقله بعد.
إضافة إلى المضمون، أعتقد أن هناك مظهراً لا بد من التشديد عليه وهو العناية الرعوية بوكلاء الاتصالات أي العلاقة مع الصحافيين والصفة الفردية لهذه العلاقة.
من الضروري التذكر دوماً بأنهم أشخاص حقيقيون يعانون من مشاكل إنسانية ضمن وظائفهم مع التوجيهات التي يتلقونها من مدرائهم والتي تتحكم أحياناً بحريتهم. أما السبل التي تؤدي إلى خلق تناغم أكبر يسهل الثقة والتفاهم المتبادلين فإنها تكمن في إظهار العناية والتفهم لهم، استغلال المناسبات للقائهم حتى شخصياً، دعوتهم إلى المشاركة في لحظات مشتركة (عيد شفيعهم القديس فرنسيس دو سال، اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية، بداية السنة الرعوية ونهايتها)، في أحداث في غاية الأهمية، أو شكرهم على الاهتمام الذي أبدوه في أحداث مهمة للجماعة الكنسية.
والملاحظة التي أعتبرها مهمة تتعلق بما يسمى بـ "نقل الأزمات" أي نقل أوضاع تثقل كاهل الكنيسة بسبب فضائح أو اتهامات خطيرة فتعرضها للانتقادات والتهجمات حتى في الإعلام. دعونا نفكر هنا في الأوضاع الأخيرة المتعلقة بالإساءات الجنسية. من الضروري الاستعداد لاحتمالات مشابهة. هذه المناقشة حظيت بدراسات أوسع (مثلاً سانتياغو دي لا سيربا، نقل الأزمات في الكنيسة، الأبرشية الأسقفية في جنوب كارولينا). أعتقد أنه لا بد من ذكرها هنا والتذكير ببعض النصائح الأولية:
التدبير الفعال الوحيد هو توقع المشاكل لتقليص المخاطر قبل أن تتحول إلى أزمة والاستعداد للأسوأ.
تحديد رسالة المؤسسة أولاً، من ثم تحديد الجمهور الذي توجه إليه، واختيار ناطق باسم المؤسسة وقنوات الاتصالات الملائمة.
عدم التفكير فقط بالجمهور "الخارجي" بل أولاً بأعمال الكنيسة "الداخلية" للحفاظ على ثقتها. في موضوع الضحايا: سيحكم الجمهور على الطريقة التي عومل بها الأشخاص الذين تأذوا – طوعاً أو قسراً – .
ملاحظات الجمهور مهمة تماماً كحقيقة الأحداث: لا بد من النظر إلى المشكلة بأعين الجمهور (هناك "محكمة الرأي العام") وإن ظن الناس أن هناك أزمة فالأزمة موجودة مسبقاً.
من الضروري السعي من أجل استعادة المبادرة، التحول إلى مصدر للمعلومات، التعاون مع السلطات، والاستجابة للإعلام.
من الضروري التحدث بصوت واحد ونقل رسائل متناغمة، واضحة، بسيطة ومتكررة. فالأصوات التي تعارض بعضها البعض تدمر ثقة المستمعين.
الكلمة الأساس هي "المصداقية" أي دوماً قول الحقيقة، فقط الحقيقة. ينبغي علينا ألا نكذب أبداً، نخفي الحقيقة أو إعلان أمور غير مثبتة. فكذبة واحدة كفيلة بتدمير المصداقية.
من الواجب نشر الأنباء السيئة دفعة واحدة (وليس تدريجياً) في أقرب وقت ممكن. وفي حال صدور أخطاء، يجب طلب المغفرة. هكذا فقط يُغفر لنا.
وفي ما يتعلق بشق "طلب المغفرة"، يتعين الانتباه إلى التبعات القضائية لكي لا تعتبر المسؤوليات غير قائمة. في الحالات الأكثر حرجاً، من المهم الاستعانة باستشارة قانونية.

مدريد، إسبانيا، الأربعاء 25 فبراير 2009 (ZENIT.org)

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
التعليم المسيحي: بين اللاهوت، القداسة، والأبوة الروحية (2)

التعليم المسيحي: بين اللاهوت، القداسة، والأبوة الروحية (2)

ننشر في ما يلي القسم الثاني من مقالة روبير شعيب حول موضوع "التعليم المسيحي: بين اللاهوت، القداسة، والأبوة الروحية".
بعد أن تحدثنا في القسم الأول من مقالتنا عن الانفصال المأساوي في العصر الوسيط بين اللاهوت والقداسة، ننتقل الآن إلى تحليل العصر الحديث.

1 . 2. العصر الحديث

يعتبر اللاهوتي الإيطالي المعاصر بيار أنجلو سيكويري (P.-A. Sequeri) أن العصر الحديث ساهم عبر إطارين باستمرار الانفصال الذي بدأ في العصر الوسيط.
الإطار الأول ينشأ مع الإصلاح البروتستانتي وهو ردة فعل على التطرف العقلي لبعض تيارات السكولائية (الفلسفة المدرسية). كردة فعل على الفصل الذي حملته السكولائية، قامت البروتستانتية بتسليط الضوء على العلاقة الروحية الفردية مع الله معتبرة إياها "السبيل الأوحد للإيمان الأصيل".
خطأ هذه النظرة يكمن في التشديد على الخبرة الفردية كالوسيلة "الوحيدة": نحن بصدد ما يعرف بإيمان-الثقة الذي يتحدث عنه لوثر، وما من خطأ هنا؛ يبدأ الخطأ عندما يتم التغاضي عن التعمق اللاهوتي.
الإطار الثاني يعود إلى العدد الكبير من المتصوفين والرائين في القرن السادس عشر والسابع عشر. لقد باتت الخبرة الصوفية في ذلك الزمن تحتل مكانة كبيرة ونشأ جدل حاد حول التصوف. بسبب طابع الخبرة الصوفية الفائق الطبيعة والمائل إلى المغالاة، والذي يؤدي غالبًا إلى إبعادها عن خبرة الإيمان الجامعة، قامت الكنيسة، كردة فعل، بأخذ موقف احتراس صنّف الخبرة الصوفية "في إطار المواهب الفردية، الجديرة بالتقدير، ولكن غير الضرورية". بهذا الشكل، بدل دمج الصوفية كعنصر في واقع الإيمان، وبدل تقديم وعي أوضح وأعمق للصوفية، تم عزلها وتصنيفها كخبرة فردية، غير ضرورية للإيمان الحق.
وقد أدى هذا الإنطواء على الخبرة الفردية من جهة، وعزل ونفي الخبرة الصوفية من جهة أخرى إلى تعمق الهوة بين القداسة واللاهوت. من هنا توصل المجمع الفاتيكاني الأول إلى تقديم تعريف لفعل الإيمان كـ "قبول عقلي بالأحكام الإلهية"، أي لمجموعة من العقائد.
فقط مع مجيء المجمع الفاتيكاني الثاني، أقله من ناحية الكنيسة الرسمية، توصلنا من جديد إلى وعي حيوي وشخصاني للوحي الإلهي، بحيث قدم المجمع الوحي كعلاقة وشركة بين الله والإنسان، وكهبة يقدم فيها الله، لا أحكامًا وعقائد، بل ذاته. يقول الدستور العقائدي ف الوحي الإلهي "Dei Verbum" في العدد 2:
"لقد حَسُنَ لدى الله، بجودته وحكمته، أن يكشف عن ذاتِهِ ويُعلِنَ سِرَّ إرادته (راجع أف 1، 9)، الذي به يتوصَّلُ البشر إلى الآب في الروح القدس، بالمسيحِ الكلمةِ المتجسِّد ويصيرون شركاءَ في الطبيعةِ الإلهيَّة (راجع أف 2، 18؛ 2 بط 1، 4). فإنَّ الله غير المنظور، (راجع كول 1، 15؛1 تيم 1، 17) بفَيضٍ من محبته للبشر، يُكالِمهم كأحباءَ (راجع خر 33، 11؛ يو 15، 14-15) ويتحدَّثُ إليهم (راجع با 3، 38) ليدعوهم إلى شركته ويقبلهم فيها. وتدبيرُ الوحي هذا يقومُ بالأعمال والأقوال التي ترتبط فيما بينها إرتباطاً وثيقاً، بحيثُ أنَّ الأعمال التي حقَّقَها الله في تاريخ الخلاص تُبرِزُ العقيدةَ والحقائقَ التي تُعَبِّرُ عنها الأقوالُ وتدعمُها، بينما الأقوالُ تعلنُ الأعمالَ وتوضح السرَّ الذي تَحويه. أمَّا الحقيقة الخالصة التي يُطلعنا عليها الوحي، سواءَ عن الله أم عن خلاصِ الإنسان، فإنَّها تسطعُ لنا في المسيح الذي هو وسيطُ الوحي بكامِلِه وملؤُهُ في آنٍ واحد".
نود أن نلفت الانتباه في هذا النص إلى نقطتين هامتين: "Placuit Deo in sua bonitate et sapientia Seipsum revelare" (لقد حَسُنَ لدى الله، بجودته وحكمته، أن يكشف عن ذاتِهِ): جوهر الوحي المسيحي ليس كشف معلومات عن الله بل الله ذاته، وغاية اللاهوت هي التبحر في هذا السر الإلهي الذي يكشف عن ذاته للبشر حبًا.
وثانيًا، "Haec revelationis oeconomia fit gestis verbisque intrinsece inter se connexis" ، (وتدبيرُ الوحي هذا يقومُ بالأعمال والأقوال التي ترتبط فيما بينها إرتباطاً وثيقا). وبما أن الوحي يقوم على ترابط بين أعمال الرب وأقواله، لا بد من اللاهوت – كقول – ألا ينسى أعمال الإيمان، ولا بد لأعمال الإيمان ألا تنسى مرجعيتها في الكلمة التي تضفي على العمل معناه وطابعه الخاص الإنساني، والمسيحي.

* * *

– روبير شعيب يعلم "الكريستولوجيا" و "مدخل إلى الفكر اللاهوتي الآبائي" في مدرسة الرسالة في فلورنسا إيطاليا، ويقوم حاليًا بكتابة أطروحة دكتورا في اللاهوت الأساسي في جامعة الغريغوريانا الحبرية في روما حول موضوع "معاني وحواس الإيمان. نظرة إلى الأبعاد ما قبل وما بعد العقلية في فعل الإيمان"، كما ويعمل كصحفي لوكالة زينيت العالمية.

روما، الخميس 5 فبراير 2009 (Zenit.org).

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
الفكر الإسكاتولوجي للكنيسة الكاثوليكية مع مقارنته لبعض أفكار أوريجانس (2)

الفكر الإسكاتولوجي للكنيسة الكاثوليكية مع مقارنته لبعض أفكار أوريجانس (2)

ننشر في ما يلي القسم الثاني من دراسة الأب الياس جانجي حول موضوع "الفكر الإسكاتولوجي للكنيسة الكاثوليكية مع مقارنته لبعض أفكار أوريجانس".

ثانياً: المجيء الثاني والدينونة

نعلن في قانون الإيمان أن يسوع الذي مات وقام وصعد إلى السماء سوف يأتي من جديد ليدين الأحياء والأموات. هذا ما يدعوه التقليد الكنسي "المجيء الثاني"، بالنسبة إلى المجيء الأول أي إلى الزمن الذي قضاه يسوع على الأرض. ماذا يعني الإيمان بالمجيء الثاني ؟

لقد جاء المسيح أولاًَ مرسلاً من قبل الله، مخلصًا ومنقذًا العالم: »فلقد احب الله العالم حتى أنّه بذل ابنه الوحيد ، لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبديّة«[1]. والقديس بولس يؤكد: «إن الله قد برهن على محبته لنا بأن المسيح قد مات عنّا ونحن بعد خطأة . فكم بالأحرى وقد بررنا الآن بدمه، نخلص به من الغضب»[2]. المجيء الثاني هو ترقب ما سيصنعه الله للعالم في المستقبل على ضوء ما صنعه لأجله في الماضي. في مجيء يسوع الأول وفي كل أحداث حياته وموته أظهر لنا الله محبته ظهورًا خفيًّا وجزئيًّا في بقعة من الأرض وفي قلوب عدد يسير من المؤمنين. إيماننا بالمجيء الثاني هو الإيمان بأن تلك المحبة ستظهر ظهورًا علانيًّا نهائيًّا شاملاً. مجيء المسيح الثاني يعني لكل من يؤمن بيسوع، الانتصار على الموت، ورجاء حياة تكتمل فيها الحياة التي نقضيها على الأرض[3].

لكن المجيء الثاني هو أيضًا دينونة.

من سيدين الإنسان في المجيء الثاني ؟ وما هو مضمون هذه الدينونة ؟

يظهر لنا من خلال العهد الجديد أن الله الآب سيدين العالم[4] . (روما 2 / 3 – 13) (متى 6 / 4 ، 6 ، 15 ، 18) ، أو يسوع المسيح  ( متى 25 / 31 – 33) (متى 13 / 40 – 42 ؛ 7 / 21 – 23) (1 كور 4/5) (2 كور 5/10). أو حتى الرسل والقديسون (متى 19/28) (1 كور 6/1-3). ولكن في إنجيل يوحنا تأخذ الدينونة طابعًا ذاتيًّا. فالإنسان هو الذي يدين نفسه برفضه كلمة المسيح: «إن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم. فمن آمن به فلا يدان، ومن لا يؤمن به فقد دين، لأنّه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد». ثم يتابع إنجيل يوحنا معرفًا بمضمون الدينونة: «وعلى هذا تقوم الدينونة : أن النور جاء إلى العالم ، والناس آثروا الظلمة على النور ، لأن أعمالهم كانت شريرة . لأن من يفعل الشر يبغض النور ، ولا يقبل إلى البتة إلى النور لئلا تفضح أعماله . وأمّا من يعمل الحق فإنّه يقبل إلى النور ، لكي يثبت أن أعماله مصنوعة في الله»[5].

إن المسيح لم يأت للدينونة بل للخلاص. فمن يقبل كلامه ويؤمن به يخلص: إنّه منذ الآن في النور. وأمّا الذي يرفض كلامه ولا يؤمن به فقد دين. إن صيغة الماضي التي يستعملها يوحنا تعني أن الدينونة تبدأ منذ هذه الحياة بمجرد رفض الإيمان بالمسيح الذي نجد صوته في ضميرنا بالفطرة. فالإنسان إذًا هو الذي يدين نفسه بانفصاله عن المسيح وعن كلامه. وهكذا يتضح لنا أنّه لا تناقض بين إسناد عمل الدينونة إلى الله الآب أو إلى المسيح أو إلى الرسل والقديسين، أو إلى جميع المسيحيين، لأن الحقيقة هي التي في الواقع ستدين العالم. والحقيقة واحدة: إنّها حقيقة الله التي يحملها يسوع، كلمة الله، في كيانه وفي تعاليمه، والتي آمن بها الرسل والقديسون وجميع المسيحيين وعاشوا بموجبها. من هنا نستطيع أن نحدد الدينونة على أن الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته أولاً ثم لدى موته أخيرًا، يواجه الحقيقة التي تدعوه إلى التزام الخير. ودينونته تبدأ على هذه الأرض في موقفه تجاه الحقيقة التي هي الله نفسه، هذه الحقيقة التي ستدين العالم في نهاية الأزمنة قد أتت في الزمن لتخلص العالم، وقد أعطت ذاتها حتى الموت في سبيل هذا الخلاص. لذلك فإن الدينونة، هي أولاً عمل محبة وخلاص لأنّنا لا نستطيع الفصل بين مجيء المسيح الأول وموته وقيامته ومجيئه الثاني؛ إنها مراحل متعددة من سر واحد هو سر محبة الله التي تنسكب على الإنسان لتمنحه الحياة والفداء والخلاص. والدينونة ترافق كل مراحل هذا السر[6]. إن الإنسان، لدى موته، يواجه الحقيقة مواجهة صريحة لا مواربة فيها. عندئذ تنزع عن عينه الغشاوة التي كانت تفسد أمامه الرؤية، ويسقط من أمام وجهه القناع الذي كان مستترًا وراءه، فينكشف كما هو أمام الحقيقة، تلك ستكون دينونته. وهذا ما يصفه أحد اللاهوتيين المعاصرين بلغة وجوديّة فيقول: «إن مجرد انتصار الخير على الشر يكون الحكم الساحق على الذين يمارسون الشر. إنهم قد أخطأوا هدفهم. وحياتهم التي فقدت معناها، قد آلت إلى العدم. إن عبث حياة قضيت في الشر هو أسوأ عقاب … إن إدراك الإنسان ذاته قد سقط في أقصى العبث وغرق في العدم والتلاشي. ذاك هو مصير الذين يرفضون محبة الله ويرفضون دعوته إلى الحياة».

يرى معظم اللاهوتيين[7] اليوم أن المجيء الثاني سيتحقق لكل إنسان في ساعة موته، لأنّه إذ ذاك يلاقي المسيح. هذه النظريّة ممكنة ولكن شرط ألا ننسى أن المجيء الثاني لا يحقق فقط مصير كل إنسان، بل نعني أيضًا اكتمال تاريخ البشر في المسيح. ويمكننا أن نحل هذه الإشكاليّة أنّه بعد الموت نخرج من إطار الزمان والمكان، فكل زمن هو حاضر، وأنا بموتي معاصر لمجيء المسيح لكل البشر.

المجيء الثاني هو العمل الأخير الذي سيقوم به الله خاتمًا به سلسلة أعمال محبة بدأها بخلق العالم وتتالت عبر التاريخ وبلغت ذروتها في تجسده وفي حياته على الأرض وفي موته وقيامته. الله محبة، وقد ظهرت هذه المحبة في العالم والتاريخ، وستظهر ظهورًا نهائيًّا في كمال العالم والتاريخ. إيماننا بالمجيء الثاني هو يقيننا أن العالم لن يجد ملأه بقوّته الذاتيّة، والتاريخ لن يجد اكتماله بتطور شرائعه ونواميسه. فالعالم والتاريخ بحاجة إلى قوة تفوقهما وتمنحهما الملء والكمال[8].

[1] يو 3 / 16

[2] روما 5/8

[3] الأب سليم بسترس، اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر،  سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، رقم 4، المطبعة البولسية، 1995، ص 332.

[4] المرجع السابق نفسه، ص336 – 340

[5] يوحنا 3 / 17 – 49

[6] مجلس أساقفة كنيسة ألمانية، المسيحية في عقائدها، نقله من الألمانية إلى العربية المطران كيرلس سليم بسترس، الفكر المسيحي بين الأمس واليوم، رقم 18، المطبعة البولسية، 1998، ص 318.

[7] المرجع السابق نفسه، ص 472.

[8]تيودول ري- مرميه، نؤمن، تعريب الخوري يوسف ضرغام، منشورات قسم الليتورجيا في جامعة الروح القدس، رقم 3، الكسليك – لبنان، 1983، ص 420- 421.

إعداد الأب الياس جانجي
روما، الأرابعاء 14 يناير 2009 (Zenit.org)

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
قناة “فرانس 2” تبث شريطا خاطئا من غزة وتقدم اعتذارها

قناة “فرانس 2” تبث شريطا خاطئا من غزة وتقدم اعتذارها

بثت نشرة الاخبار في قناة "فرانس 2" الفرنسية الاثنين مشاهد من شريط التقطه هاو يظهر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة ولكن تبين انه يعود الى العام 2005 وتم تصويره اثر انفجار عرضي بحسب ما اعلنت القناة الثلاثاء مقدمة اعتذارها.

وبثت نشرة اخبار الساعة 13,00 لاكبر القنوات الفرنسية العامة الاثنين مشاهد مستقاة من شريط التقطه هاو سبق ان عرض على الانترنت يظهر جثثا ممددة على الارض.
واورد تعليق مقدم النشرة الاخبارية "لاظهار عنف المعارك تعرض التلفزيونات العربية ومواقع الانترنت هذه المشاهد التي التقطت بواسطة هاتف نقال. انه هجوم صاروخي وقع في الاول من كانون الثاني/يناير (…). هناك مقاتلون على الارض وايضا جثث عدة تعود الى مدنيين".
لكن احد المواقع الالكترونية الفرنسية اوضح ان الشريط يعود الى العام 2005 وتم تصويره اثر انفجار عرضي لشاحنة تنقل صواريخ لحركة حماس في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة.
وقالت ادارة "فرانس 2" لوكالة فرانس برس "انه خطأ من جانبنا سببه خلل في الية التحقق الداخلية من المعلومة" لافتة الى ان التعليق على المشاهد تم في باريس.
وعلق المسؤول عن قسم التحقيقات في القناة اتيان لينهارد ان "المشاهد التي عرضناها هدفت الى اظهار حرب الصور عبر الانترنت. الاشخاص الذين اعدوا الموضوع سارعوا" الى عرضه.
وخلال نشرة الثلاثاء الساعة 13,00 قدمت المذيعة اليز لوسيه اعتذارها من المشاهدين.
وقالت "امس في اطار موضوع مخصص للوضع في غزة عرضنا مشاهد مدتها 12 ثانية اعتبرت حديثة العهد. لكنها صورت في الواقع العام 2005 داخل قطاع غزة. ان ادارة التحرير في +فرانس 2+ تتقدم تاليا باعتذارها على هذا الالتباس المؤسف".

مونت كارلو 06.01.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
تحقيق: رؤية لاهوتية متجددة للسياسة في لبنان [2]

تحقيق: رؤية لاهوتية متجددة للسياسة في لبنان [2]

بعد حلقة اولى، الاسبوع الماضي، هنا حلقة ثانية اخيرة من بحث الأب فادي فاضل، أمين عام الجامعة الانطونية.
الغاء الطائفية الفئوية

يعني قبل كل شيء ارساء لغة سياسية ترتكز على الانتماء الوطني بحق وليس الطائفي الفئوي. انها مهمة ثقافية بامتياز قبل ان تكون سياسية، لذا يشكل الغاء هذه الطائفية جزءا من دور الكنيسة في رسالتها الهادفة الى تجديد الثقافة السياسية في لبنان. تعرّف الطائفية الفئوية بأنها "تشويه خطير للدين وتناقض فادح مع معنى الكنيسة" (4)، ويعزوها بطاركة الشرق الكاثوليك الى نظام الذمة الذي فرضه الاسلام السياسي للسلطنة العثمانية، وله خصوصيتان: الاولى هي المكافحة من اجل البقاء والدفاع عن المصالح الخاصة بالاسلام او بكنائس اخرى، اما الثانية، فهي تركيز كل السلطات في شخص الزعيم الديني (5). ها هي الثقافة التي يجب دحضها، وهذا ما اراده البطاركة ويتطلب هذا الامر اعادة اولوية الصلة الروحية غير الطائفية بين السلطة الكنسية وجماعة المؤمنين من جهة وهداية بعض رجال الدين الى "حضن" الكنيسة من جهة اخرى، واقصد بذلك أن يتخلى المسؤولون الدينيون عن الخطاب السياسي الذي يعبر عن آرائهم الشخصية او آراء الاحزاب التي ينتمون اليها وان يعتمدوا خطابا سياسيا يمثل قيم جماعاتهم. واسمحوا لي ان اعدد القيم التي تبدو لي اساسية وطارئة: اللاعنف، والتضامن مع الفقراء والمنبوذين، واعتاق الاسرى، وحب القريب غير المشروط، والتسامح، والمصالحة. وانطلاقا من هذه القيم المترسخة في ثقافته وحياته يصبح المسيحي، بصفته مواطنا حرا، مسؤولا عن خياراته السياسية وعن ترابط حياته ووحدتها في بعديها الروحي والسياسي.
ب- تعنى اجابتي الثانية بالخطاب في نوعيته التي تتأتى من الذهن واللاوعي الجماعي وقدرته على تصور المساحة الثقافية التي يتوجه اليها. فاذا حللنا تحليلاً سريعا الخطاب الديني المسيحي، نلاحظ عموما باستثناء خطاب بعض القيادات الروحية، انه ترجمة لحالة اللبنانيين النفسية والمسيحيين بشكل خاص، وهي غائصة في خوف متزامن حيال وضعهم الوطني والمواطني. وليس من جدوى في الشكاوى المتكررة في الخطاب الديني سوى انها تعتم الافق وتجعل مستقبل اللبنانيين التاريخي غير منظور.
من العدل الاعتقاد ان رجال الدين هم صوت الشعب واننا لنقدر رغبتهم في ايصال هذا الصوت الى الهيئات السياسية الوطنية والدولية. ولكن ايعقل القيام بذلك على حساب مهمة رجال الدين الاولى في صفتهم كأنبياء وكونهم قبل كل شيء صوت الله لشعبه؟ فعندما يفقد الخطاب الديني قدرته على ان يكون الواعد بنظرة آملة في الواقع، لا انعكاساً للواقع الكئيب والمقلق، فيجب ألا نتفاجا عندئذ من تثبيط المؤمنين واضعاف عزيمتهم واختيارهم الهجرة. من سيذكر المسيحيين ان كل حياتهم والتزاماتهم مبنية على الرجاء العظيم للمسيحي وأن المسيح حقا قام من بين الاموات وان "الانتصار الالهي" مضمون، ليس على طريقة العالم، انما بمشيئة الله بأن يجمع كل ابنائه في عائلة واحدة. لا شك في ان رجال الدين يقولون، هذا، بيد ان وسائل الاعلام لا تبث سوى الجزء السياسي من خطابهم.
اظن ان المشكلة لا تتعلق بالإعلام وحده، انما ثمة انفصام في الخطاب الديني الذي يعلّم القيم المسيحية على المستوى الديني والروحي البحت، ولكن يحلل ويتكلم على الواقع السياسي بالاستناد الى قيم العالم اكثر من تلك المذكورة في الانجيل. وبالتالي، يجب ان يبدأ دور الكنيسة في تجديد الثقافة السياسية في لبنان من خلال اعتماد خطاب ديني يتحدث عن سياسة الرجاء. فلنتخذ وصية القديس بطرس (بطرس الاولى 3/15) شعارنا الجديد في اللاهوت السياسي: "كونوا في كل حين مستعدين لتأدية الحساب على الرجاء الذي فيكم".
اود في ختام هذه الاجابة ان اذكّر بمقطع ذي مغزى من كتاب الارشاد الرسولي للبابا يوحنا بولس الثاني: "ان ادارة الشؤون العامة هي درب رجاء، لأنها تحولت الى عالم قيد الانشاء ومنها نستشف احتمال حدوث تغيرات لتحسين وضع الانسان" (6). وان آلية التدخل والأمل هذه التي تنبع من قلب الايمان المسيحي والتي ترتكز على الاتحاد مع الله الذي يريد خلاص البشرية والذي غلب العالم بموت يسوع المسيح وقيامته، هذه الآلية اكدها الارشاد الذي يتلوه بطاركة الشرق الكاثوليك على المؤمنين: "كونوا في قلب المجتمع، منخرطين في كل خدمة يمكنكم تأديتها. ولا تقولوا انه يستحيل عليكم ادماج ايمانكم المسيحي مع خدمة المجتمع(…)
4- Conseil des patriarches catholiques d'Orient, Mystère de l'Eglise, 1996, n.11
5- Cf. Ibid, n.10
6- Jean – Paul II, Une espérance nouvelle pour le Liban, 1997, n.113.
فايمانكم المسيحي لعامل فعال في خدمة هذا المجتمع(…) يجب الا تنموا في ذواتكم عقلية خوف، او عزلة، او عبودية في وطنكم (…). شاركوا في بنائه بكل تفان وكرم(7)".
ج- اما اجابتي الاخيرة فتعنى بـ"العيش المشترك"، ودور الكنيسة في تجديده كعنصر مؤسس في الثقافة السياسية اللبنانية. وخطاب الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والشرق واضح حيال هذا الموضوع، اذ ان الثوابت المارونية ذكرت التزام الكنيسة النهائي في هذا النهج. وتتوسع رسالة البطاركة المذكورة آنفاً في هذا الموضوع ايضا لتعطي بعداً لاهوتياً لهذه المسألة الثقافية والسياسية، فيفقهون للقول: "الله يريد هذا التعايش كمكان لقاء وتبادل وتعاون"(8). وفي هذا القول، نلاحظ تداخلا بين عالم المسيحيين الاخروي والعالم التاريخي والسياسي.
ومن اجل تبريره من الناحية اللاهوتية، سأباشر بالتحدث عن مفهومين معاكسين: عدم الاعتقاد بانتظار مجيء المسيح السياسي de – messianisme et de – communautarisme والغاء الطائفية المذهبية. يجب الا ينسى المسيحيون سحابة الحياة ان موت المسيح حدث سياسي بامتياز، فقد مات المسيح صلباً لأنه ابى اعتماد المنطق الدنيوي القائل بمجيء المسيح السياسي الذي يؤمن به قسم من شعبه. هكذا، يجب تحويل خبرة المسيحيين الموجعة مع انتظار مجيء المسيح السياسي الى درس سياسي لنا وللآخرين في وجه اي نوع مجيء سياسي".
تكتمل هذه الفكرة بالمفهوم المعاكس الثاني: الا وهو الغاء الطائفية المذهبية. فلكي يكون عالم تاريخي مؤسس للعيش المشترك، على كل مذهب طائفي ان يرفض رفضاً قاطعاً مطابقة واقعه مع المجتمع السياسي. ان القبول المؤقت لهذا الواقع من قبل بعض المجموعات التي تأمل ان تجد نفسها يوما في وضع اكثر ملاءمة عند تزامن الطائفة مع الجماعة السياسية، لهو مميت لثقافة التعايش. لذا، يجب اقصاء الحل المؤقت لأنه ابداً لا يستطيع ان يبني ثقافة.
جميع المسيحيين المتشربين من لاهوت الكنيسة كعلامة لملكوت الله مدعوون لتنمية لاهوت الغاء الطائفية السياسية وكذلك لحث شركائهم في الوطن بأن يكونوا واضحين مع انفسهم ومع كل الشركاء في المشروع الوطني.

خاتمة: القدرة المطردة للصدقية
مقابل القدرة الضئيلة "للشطارة"

اذا لم يصد الايمان المسيحي على الاطلاق قدرة الانسان على الابداع وعلى تحقيق الذات، فان اخلاقية الصدقية الانجيلية تحض المسيحيين اللبنانيين على الاصلاح المستمر على صورة المسيح ومثاله وشفافيته الكاملة. فعلى المسيحيين اللبنانيين اذاً ان يقتادوا بالمسيح خير قدوة بتجسيد التفكير والقول بالفعل الملموس.
اما اذا كانت صورة الذات في المجتمع اللبناني مشوهة اقبح تشويه، فانما السبب يعود اكثر ما يعود الى اعتياد اللبنانيين على ممارسة الفساد لكل ما اوتي لهم من وعي عميق فردي ومذهبي. بيد ان الايمان بالله يحرر الانسان من كل المخاوف الداخلية والخارجية التي تضطره الى الانحراف في ممارسة الفساد. كما ان معرفة هشاشة الانسان وبساطته في ضوء النعمة الفائضة عن الله تتيح للانسان ان يتحرر من هذه الضرورة الغرارة التي تقوده الى التفكير بمنطق الجشع الفتاك.
في وجه "شطارة" الفساد، تدعو الروحية المسيحية الى تقدير الداخل النقي والسليم والمنزه عن الصور المضنية التي يفرضها المجتمع اللبناني. وعندما يدرك المسيحيون اللبنانيون قيمة انفسهم الانجيلية، عندئذ سيعرفون تمام المعرفة التغلب على التجربة الهالكة التي تدفعهم الى البحث عن النجاح والفلاح بمنأى عن القواعد الاخلاقية. على الجماعات المسيحية اللبنانية ان تسارع الى تحويل الديجور الى نور فتعيد اعتبار السلام الداخلي والاستقامة والصدق بقلب متأثر بتغيير لاهوتي عميق، ذلك ان مصيرها منوط بصدقيتها وبشهادتها وبانجيلها.

الأب فادي فاضل- جريدة النهار 04.01.2009

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: اتفاق على معايير الماستر ـ 2 في الإعلام

لبنان: اتفاق على معايير الماستر ـ 2 في الإعلام

أعلنت عمادة المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية، رسمياً تأجيل مباراة الدخول لشهادة الماستر ـ 2 بحثي، إلى 15 و16 كانون الأول المقبل. وعمّمت العمادة المعايير، التي اتفق عليها لقبول الطلاب في مباراة الدخول أو إعفائهم منها.

وتمثّلت المعايير في قبول طلبات الانتساب إلى الماستر البحثي ـ2، من دون امتحان لكل من يحمل إفادة بالمقررات للماستر البحثي ـ1 في الاختصاص المذكور بتقدير 13/20. كذلك يحق لحملة دبلوم الدراسات المتخصصة في الصحافة الذين لا يتوافر في شهاداتهم المعدل المطلوب، أن يشتركوا في المباراة.
وأعطي الحق لجميع حملة الماستر البحثي ـ1 الذين لم يحصلوا على المعدلات المطلوبة في المشاركة في الاختبار. كذلك تقبل طلبات الانتساب من دون امتحان لحاملي إجازة أربع سنوات في الاختصاص المذكور، ودبلوم الدراسات المتخصصة في الصحافة المبنية على اتفاقية بين الحكومة الفرنسية والجامعة اللبنانية، بتقدير 13/20 وما فوق. ونبّه البيان إلى أنّ المقبولين للانتساب، هم من سيحصلون على المراتب الـ15 الأولى في كل اختصاص. كذلك مدّدت فترة استقبال طلبات الترشيح التي تبدأ في 19 الجاري.
في المقابل، نفّذ أمس طلاب من فرعي الكلية اعتصاماً أمام مبنى العمادة، طالبوا فيه بإصدار قرار خطي بالاتفاق وهذا ما حدث، على أن يتابع مجلسا الطلاب القضية، في اجتماع يعقد الاثنين المقبل مع عميدة المعهد سعاد الحكيم لمناقشة معدل الإعفاء من المباراة.

جريدة الأخبار 18.11.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: تأجيل امتحانات ماستر ـ 2 إعلام

لبنان: تأجيل امتحانات ماستر ـ 2 إعلام

انضم طلاب الماستر في كلية الإعلام والتوثيق ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية إلى تحرّك مجلس طلاب الفرع الذي بدأ الاثنين الماضي. وتقول مصادر الطلاب إنّ الزيارة التي قام بها وفد من المجلس الطلابي إلى رئيسة المعهد العالي للدكتوراه في العلوم الاجتماعية والإنسانية سعاد الحكيم،

 قد أثمرت تأجيل امتحان الدخول لطلاب الماستر ـ2، من 5 و6 تشرين الثاني، إلى 19 و20 من الشهر نفسه، كي يتسنّى للطلاب الاجتماع برئيس الجامعة اللبنانية الدكتور زهير شكر، وإصدار المراسيم التنظيمية المرتبطة بنظام LMD.
وفي التفاصيل، أنّ طلاب الماستر يشكون من مظالم عدّة يتعرّضون لها، وردت في بيان أصدروه أمس، حصروا فيه المشكلة في نقطتين رئيسيتين هما: عدم حصول طلاب الإجازة على أي ورقة تثبت حقهم بالإجازة، بذريعة عدم إصدار مراسيم البرامج، على رغم إنهاء جميع مقررات الفصول. أما النقطة الثانية، فهي، حسب البيان، «طلاب الماستر الذين ألزموا بالخضوع لامتحان دخول لإكمال الحلقة الثانية من الماستر، رغم تخطيهم الظروف التعجيزية المفروضة عليهم بموجب هذا النظام، كالحضور الدائم والمعدل الذي حدّد بنيل 60 % من العلامة».
كذلك قدّم الطلاب جملة مطالب، أبرزها تأجيل امتحانات الماستر ـ2 حتى الاتفاق على صيغة تؤمّن المساواة بين الطلاب، لجهة حقهم في الحصول على المراجع المطلوبة لامتحان الدخول، والإفراج عن المراسيم المتعلقة بالبرامج، وإصدار المراسيم التنظيمية التي تعطي الشرعية المطلوبة لنيل الإجازة.

(الأخبار) 1.11.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: الدورة الثانية في الاعلام – 2

لبنان: الدورة الثانية في الاعلام – 2

اصدر مدير الفرع الثاني لكلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور انطوان متى مذكرة ادارية اعلن فيها انه ابتداء من الاربعاء 24 ايلول تجرى امتحانات الدورة الثانية للعام الدراسي 2007 – 2008 لكل السنوات والاختصاصات.
جريدة النهار 12.09.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
تحقيق: مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط (2)

تحقيق: مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط (2)

{mosimage}العوائق الداخلية والحقائق المغلقة
هناك اسباب اخرى وراء هجرة المسيحيين العرب عن مسيحيتهم نفسها اسبابها داخلية كثيرة… فالذاكرة التاريخية مثقلة بحروب الملل والمذاهب التي عاشتها الفرق

المسيحية الكثيرة في الالفية الاولى. تلك الحروب حملت من جهة داخل الدين الواحد طابع الصراعات العقائدية والليتورجية والسلطوية، ومن جهة اخرى طابع التنافر وبالتالي التصادم الجيو حضاري بين المسيحية الغربية والمسيحية الشرقية… رافق تلك الحروب بوجهيها حقبات من الاحتقان وصل الى حد الحروب الدموية في ما بينها، ولم تكن التصفيات المتبادلة في الالفية الاولى الا نموذجا مصغرا امام هول الحروب الصليبية في بداية الالفية الثانية التي شنت على المسيحيين الشرقيين انفسهم. اعقبتها لاحقا في الحاضرة الاوروبية الحروب الطاحنة بين الكاثوليك والبروتستانت.
كما انه ومن جهة اخرى فانه بدلا من ان تجدد المؤسسات الدينية روحها المسيحية المرتكزة على فلسفة المحبة فان صراع الحراس العقائديين للمؤسسات والمذاهب الدينية اخذ وتيرة اوسع من التقوقع حول الذات المذهبية. فكل طرف ظن نفسه الاشد قربا وامانة للأصول. وان ادراكه للحقيقة الدينية وغيرها من الحقائق الاخرى هو الاسلم والاصح. 
فالمعضلة الكبرى التي عاشتها ولا تزال تعيشها الخطابات المسيحية، ومعها سائر الخطابات الدينية غير المنفتحة، هو فهمها الخاص للحقيقة الدينية وللحقيقة العلمية وغيرها من الحقائق السماوية والارضية… ففي الوقت الذي اضحى فيه مفهوم الحقيقة في عصر الحداثة متحررا من القيود التي فرضت عليه باسم سلطة النص وسيادة الخطاب القروسطي الطامح للتوتاليتارية، بقي العقل المؤسساتي الديني لكل من المسيحيين والمسلمين في الشرق الاوسط يعيش جمودا مدمرا.
طبيعي القول ان المسيرة في غرب الحداثة لم تكن بدون اخطاء وخطايا… فالمتتبع لمسيرة العلمانية في الغرب، يلمس بأن حقبات رئيسية ثلاثا مرت عليها:
الحقبة الأولى هي العلمانية المكافحة التي سعت كردة فعل على التصلب السكولائي ان تنصب العقل والعلم في ذهن وسلوكية البشر مكان الله والروح. وهذه المرحلة الموصوفة بجراحاتها العميقة بين العلمانيين والاكليريكيين، استدعت ولادة مرحلة ثانية تطلبت مد الجسور بين الطرفين. الامر الذي اشتغلت عليه نخب فكرية متنورة من داخل المؤسسة الدينية ومن خارجها. واستمرت الحالة هذه اكثر من قرنين من الزمن، الى ان دشن الفكر العقلاني المتنور والفكر الديني المتنور مرحلة ثالثة جديدة من التناغم بين العلمنة والدين، عبرت عنه وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني والافكار الخلاقة لمفكرين بروتستانت وارثوذكس ولاجتهادات مبتكرة من قبل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ولغيره من اصحاب العقول المتنورة امثال المطارنة انطوني وكيريل في الديار الروسية والمطارنة جورج خضر وغريغوار حداد في الديار المشرقية وغيرهم وهم ليسوا بقلة في العالم المسيحي الاوسع.
كل هذه المسارات ما زالت تشوبها الكثير من المشاكل والتحديات على اكثر من مستوى. فلا الدولة العلمانية المعاصرة تمكنت من ان تحافظ على جذوة الاخلاق والروحانيات في داخلها، ولا المؤسسة الدينية، استطاعت ان تحرر نفسها من سلطة السياسة وتسلط الدوغما واغراءات السلطات الاخرى. غير ان الحالة الغربية هذه بنقاط قوتها وضعفها، تبقى منضبطة في اطار الحراك العقلاني الهادىء، الحريص على الاقرار بتعددية الحقائق والخيارات، والمؤمن بأن كل اسئلة الدين والدنيا دائمة الانفتاح على الوجود والمستقبل… 
الحالة الدينية فكرا وممارسة في الديار العربية هي اكثر دراماتيكية ومحافظة وتوترا. فالامور المخلصة تستدعي الوقفة العقلانية والروحية الحكيمة مع الذات المسيحية والاسلامية معا. فالتمسك الشديد الى درجة التطرف بالحقائق الخاصة، يضفي على فهم الحقيقة والتعلق المفرط بها نوعا من الانغلاق… والحقائق المغلقة هي في مضمونها النصي وفعلها الحياتي الملموس سيف ذو حدين. فقد تسبب نوعا من الطمأنينة النفسية وشيئا من التعاضد الجماعي الداخلي بين معتنقيها، الا انها من جانب آخر، تعتبر في قرارة نفسها ان الحقائق والممارسات الاخرى للمذاهب والأديان والمعارف والفلسفات منقوصة، او مغايرة ولدى المغالين منهم فانهم يعتبرون الحقائق الدينية والدنيوية الاخرى، كاذبة، الامر الذي يخلف عند حراس الحقائق المغلقة نوعا من الشك الدائم وعدم الثقة وحتى العدائية لمن لا يوافقهم الرأي مما يؤدي الى زرع متواصل لثقافة الرفض للآخر وبناء الجدران العالية بين الاديان والمذاهب، وحتى خوض الحروب الكلامية والفعلية معها.
التواصل بين الديني والدنيوي، والمادي والروحي، التواصل بين النص النظري والممارسة الدينية هي من الامور المتشابكة والمعقدة التي لا يمكن ان يحلها طرف واحد. فالجهود العقلانية والعلمية والدينية يجب ان تتضافر معاً من اجل ابتكار حلول متناغمة بينها. وفي هذا السياق لا بد من التوقف عند البعض منها التي قد تساعد المسيحي والمسلم معا على التحرر من المناطق المعتمة في الحقائق المغلقة فاذا ما تم الاقرار لدى الجميع بأن هناك حقيقة مطلقة متمثلة بالله الواحد الاوحد، كالعقل الكوني، المحرك للسماوات والارض، وما تبقى ليس سوى حقائق نسبية، فرعية، متعددة فان المسألة قد تجعل جسور التواصل دائمة الانفتاح بين هذه الحقائق. 
ويجب الاقرار بأن الممارسة الدينية دائمة الالتصاق بدور الانسان بالتاريخ بكامل تركيبته البيولوجية والنفسية والعقلية والروحية. وهذا الدور يخضع بدوره لمتطلبات الزمان ومتعرجات التاريخ في النهوض والنكوص. فالتمسك المطلق بالنص الديني ومعه الممارسة الدينية كانت مشوبة بالكثير من سوء الفهم ومن الخطايا والقهر. فالجهود المضنية لدى المؤتمنين الاتقياء لنقل وتعميم المعرفة بالنص المقدس والسعي من اجل عدم تلويث العقيدة الايمانية الواحدة افلحت في مراحل معينة، وتعثرت احيانا اخرى.
أتوافق في الرأي مع التأويلات الفلسفية واللاهوتية المتقدمة التي يطرحها الأب المتنور الدكتور مشير عون عندما يشير الى "ان مفهوم الحقيقة في الحداثة هو أقرب الى موقف الانفتاح الدائم على تجليات الحق منه الى موقف اعتلاء مضامين الحق… فالحقيقة في زمن الحداثة اضحت انفتاحاً على الحقيقة لما هو تجلٍ مستمر للحق، فيما ظلت الحقيقة في المسيحية والاسلام مقيدة بجدلية التعارض بين الاعتلان النهائي لمضامين الحقيقة ومقتضيات الانفتاح على تجليات اخرى ممكنة اقراناً بمبدأ التعددية. ومما يسهل على الحداثة ايثار الانفتاح في مفهوم الحقيقة انها لاتخضع فكرها لاعتبارات الاصل والمنتهى ولا تتقيد بالأنظومة الدينية المبنية على ضرورة استعادة الوحدة الاصلية المفقودة. 
ما نريد ان نوجزه هو ان الانغلاق على الفهم الخاص للحقيقة الدينية والدنيوية من المسيحيين والمسلمين العرب يجعلهم في حال تمركز هش على ضفاف حركية حضارة الحداثة. فحراس العقائد والمؤسسات الدينية في الديار العربية يحرضون على الابقاء على تسلطهم الفوقي على عقول مريديهم من المؤمنين البسطاء، ويفرضون عليهم نوعاً من القهر الفكري والاخلاقي باسم قدس المقدسات الالهية.
صحيح ان القسم الاوسع من المسيحيين يقرون بشرعة حقوق الانسان السياسية والاجتماعية والثقافية الا انهم ما زالوا حتى الآن لا يتجرأون على التمثل حتى بالنموذج العلماني الروحاني لاخوتهم في الايمان في الحاضرة الغربية ولا يزالون يفرضون على المستوى الأخلاقي وعلى العديد من المستويات الأخرى رؤيتهم الصارمة وتحكمهم بخيارات المؤمنين. بينما نجد الحالة اكثر صعوبة وتعقيداً في الحاضرة الاسلامية. فهناك في هذه الحاضرة محاولات حثيثة لفرض الرؤية الأحادية الجانب، التي لا تترك أية هوامش للمرونة من أجل التفاعل الخلاق مع حركية الزمان والمكان، والتي تسعى بكل ما لديها من سلطة معنوية ومادية من أجل تعميم خطابها الديني ليلتصق بثوب القانون والسياسة والاجتماع والاقتصاد والاخلاق وغيرها من الحقول الحياتية الاخرى. 
كل هذه الامور تساعد على هجرة عدد لا بأس به من المسيحيين عن مسيحيتهم وهكذا الأمر بالنسبة لشريحة واسعة من المسلمين، وفي هذه الرؤية المنغلقة للحقائق وللممارسات الدينية وللعلاقة بين الدين والانسان والحضارة، تخلق حالة من العزلة والانغلاق والجمود امام متغيرات التاريخ والمدنية فالمدخل العقلاني المنفتح على الحقيقة هو فعل مشاركة مع الحقائق الأخرى، ومدخل أرحب لكشف مستمر عن حقيقة كل واحد منا من جهة وعن حقائق الآخرين من جهة اخرى…
فالمعضلة الأساسية اذن تكمن في المقاربة المعرفية للحقيقة الدينية ولغيرها من الحقائق الدنيوية ولسائر الممارسات الانسانية المرتبطة بها. فالعجز عن الشروع بالثورة المعرفية والعقلية داخل الشخصية المسيحية والاسلامية العربية هو الذي يبعد العرب عن بناء الدولة العصرية، دولة المواطنة والقانون وحقوق الانسان. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أين تقف النخب الحاكمة وبعض مؤسسات المجتمع المدني العربي من معضلة هجرة المسيحيين الى الخارج؟ 

فاعلية المبادرة العربية
رغم حالة الوهن الحضاري التي تفتك في كل اعضاء الجسم العربي الحاكم والمحكوم، هناك بعض المبادرات الموسمية الايجابية التي تنطلق من هنا وهناك، تسعى بحماس يغلب عليه النخوة العربية، وتغيب عنه الخطة الاستراتيجية العقلانية المدروسة التي تسعى للحفاظ على المسيحيين العرب.
يلحظ المرء في السنوات الاخيرة يقظة معينة لدى مجموعة من الاطراف الرسمية احياناً لكنها لم تصل حتى الآن لأن تتشكل في إطار مؤسسة أو ظاهرة، أو ان تدخل ضمن استراتيجية عقلانية واضحة المعالم في منظومة التربية والثقافة في امكنة العبادة والمنزل والشارع والمدرسة وسائر انواع التواصل بين مواطني المدى العرب الواحد… 
بيد ان الامانة تدفعنا الى النظر بارتياح وتقدير الى مبادرة الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود حيال المسيحية. ومبادرات أخرى رسمية كانت عبرت عنها قيادات المملكة الاردنية الهاشمية وتحديداً المواقف المميزة للملك الراحل الحسين والحالي عبدالله الثاني وللامير الحسن بن طلال. كما ان المواقف الرسمية والمزاج الشعبي العام في سوريا يشهد على علاقة ايجابية خاصة مع المسيحيين القاطنين في هذا البلد… هذه المواقف المتقدمة المنبثقة من بعض النخب الحاكمة في المشرق العربي، كانت قد سبقتها مبادرات اكثر متابعة لشأن الإهتمام بالعلاقة المسيحية – الاسلامية. وأعني بذلك لجان الحوار المسيحي الاسلامي التي تأسست في لبنان وإقامة العديد من مراكز البحث التابعة للعديد من الجامعات الخاصة في لبنان التي تقدم مادة معلوماتية وزاداً مصرفياً هاماً. الى ذلك تأسست لجنة من النخب الاجتماعية والاكاديمية تحت اسم "الفريق العربي للحوار الاسلامي – المسيحي". هاجس حقيقي وإحساس عالٍ من المسؤولية يهدف الى تعميق ثقافة الحوار بين المسيحيين والمسلمين في الديار المشرقية والعربية عامة. من هذه الوجوه الحوارية: محمد السماك، عباس الحلبي، جنان ابرهيم، محمد سليم العوا، وأخرون.
كما إن الحاضرة الشيعية العربية وهبت الضمير العربي طاقات وأسماء لامعة. أتوقف عند بعض من أعلامها. فالإمام الصدر المتنور، المؤمن، الكوفي الكبير، كان يرى في الدين ذاك المدى الانساني الواسع الآفاق الذي يسمح بالتأكيد على خصوصية الإنتماء، دون ان يركز او يشدد على نقاط التمايز. وكان يرى في الدين وفي الالوهة التكثيف الأكبر والأعظم للرحمة ومناصرة المظلوم والمحروم. 
والإمام محمد مهدي شمس الدين كان من الرواد الكبار الداعين الى انخراط الشيعة في نسيج مواطنية أوطانهم. وكان صاحب وصية لا بل وصاية شديدة العمق وبعيدة النظر داعية الى توطيد أوثق العلاقات مع المسيحيين والعرب منهم بخاصة. أن تراث هذين الامامين العظيمين يلقى إستمرارية متجددة في قلوب وعقول كتاب ومفكرين ومرجعيات شيعية أخرى أمثال محمد حسين فضل الله، محمد حسن الامين، هاني فحص، فالح عبد الجبار، سعود المولى، وجيه قانصوه وآخرين كثر.
 لكن هذه المواقف المضيئة تبقى قاصرة عن معالجة ظاهرة النزيف المسيحي بسبب غياب الدولة العصرية المرتكزة على استراتيجية تربوية ومعرفية عقلانية، وعلى ايجاد الحلول الحياتية العادلة والآمنة للناس. ستبقى الأمور في رأينا في حالة إنعدام الوزن والتوازن ما لم تتصدى النخب الحاكمة للقيام بالثورة العقلانية والمعرفية على الذات، وما لم يجر العمل الدؤوب على حل المعضلات والمهام الاساسية والحيوية الآتية:– تأمين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الافضل لابقاء المواطنين، مسيحيين ومسلمين في ارض آبائهم وأجدادهم.– عقلنة الخطاب الديني وتعميم ثقافة الإحترام والثقة بالآخر.– روحنة الوجود وإدخال اخلاقيات حوارية جديدة من اجل إدارة التنوع الديني والثقافي والسياسي في المجتمعات العربية والشرق اوسطية.– مواجهة استراتيجية شاملة اسلامية – مسيحية لمخاطر الفقر وضيق سوق العمل.– حوار عقلاني دائم حول كل شؤون الحياة والقيم الانسانية المشتركة بين المسيحيين والمسلمين.– حوار عملي وعقلاني صادق بين ديانات أهل الكتاب جميعاً، يكون محورها الأساسي على مستوى الشرق الأوسط، الحل العادل والشامل للصراع العربي – الاسرائيلي ولجوهره القضية الفلسطينية.– العمل على رسم استراتيجية واضحة عملية، تهدف ليس لوقف الهجرة المسيحية والإسلامية من العالم العربي ومن سائر البلدان الشرق أوسطية، بل لجذب المهاجرين من أجل العودة الى أوطانهم.  السيناريوهات المتوقعة
إن السيناريوهات التي تنتظر المسيحية في الشرق الاوسط لا توحي على المدى المنظور بأي حلول عقلانية وآمنة تدعو الى التفاؤل. ذلك لأن حالة المجتمع العربي ماضية في التضعضع والتآكل. هذا الامر لا يطال المؤسسة الحاكمة الرسمية السياسية فقط، بل سائر المؤسسات والعناصر المكونة للجسم العربي. فالأمر الذي لا يوحي بالأمل هو هذه الموجة الظلامية الصاعدة من أحياء المدن والأرياف العربية التي تتلقى مصادر دعم وفيرة من الغرف المغلقة في الغرب ومن بعض القابضين على ثروات النفط في الخليج. يكفي ان يتأمل المرء في الكلام المتشنج الذي يملأ الشاشات التلفزيونية واصوات المذياع وصفحات الجرائد ويتصفح الكتب التي تتصدر المكتبات في الشوارع والمدارس ودور العبادة وكلها تفوح منها روح خطابات طائفية متشنجة، بيد ان الشروع في الثورة العقلية والمعرفية وادخال المجتمع العربي في دائرة الثقافة العصرية المنتجة لكل القيم المادية والمعنوية المتجددة، والساعية لاقامة الدولة المدنية، الديموقراطية العادلة. هو المدخل للخروج من أتون هذه الظلمة القاتمة في المدى العربي.
في هذا السياق فان المطلوب من المسيحيين انفسهم ان يجددوا حضور العقل والعلم والروح في خطابهم، وان يعملوا على تقوية نقاوة وطهارة الايمان في قلوبهم، والمطلوب من الانتلجانسيا المسيحية المتنورة ان تستعيد الدور التاريخي الذي لعبته الانتلجانسيا المسيحية في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي. اي ان يتقمصوا روح الثورة والتمرّد الذي حملته اقلام كتاب كبار امثال جبران خليل جبران والبساتنة واليازجي وصروف وشميل وغيرهم، عليهم ان يرفدوا الفكر العربي بأفكار عصرية جديدة واقتراحات عملية ناجعة تساعد في رسم الاستراتيجية المعرفية والعقلية من اجل ادخال المجتمع العربي في دائرة الفصل المنتج والمنفتح على كل الحقائق والمعارف والتقنيات والحضارات.

سهيل فرح- موقع أبونا الأردن 07.09.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: قبول طلبات الماستر البحثية ـ 2 في الإعلام والاتصال في»اللبنانية«

لبنان: قبول طلبات الماستر البحثية ـ 2 في الإعلام والاتصال في»اللبنانية«

أعلن المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية في بيان عن استقبال »طلبات الطلاب الراغبين بمتابعة الماستر البحثية ٢ في علوم الاتصال والمعلومات للعام الجامعي ٢٠٠٨ـ٢٠٠٩ في الاختصاصات الآتية: علوم الإعلام والاتصال. علوم المعلومات، العلاقات العامة واتصال المؤسسات«.

أما شروط قبول الطلبات فهي الآتية: حيازة الماستر البحثية واحد (أو ما يعادلها) أو لمرة واحدة إجازة في الإعلام والتوثيق (٤ سنوات نظام قديم).
ويتضمن برنامج المباراة في علوم الاعلام والاتصال: معالجة نص أجنبي متخصص، ثقافة متخصصة في المحاور العالمية الآتية: تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال، التحولات العالمية (العولمة، الاقتصاد، البيئة، السياسة)، الإعلام العربي (مكوناته، تطوره، دوره، علاقاته بالمجتمعات).
وفي علوم المعلومات: معالجة نص أجنبي متخصص: ثقافة متخصصة في المحاور العالمية الآتية: نظم المعلومات، بنوك وقواعد المعطيات التوثيقية، الوثيقة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات، التحولات العالمية (العولمة، الاقتصاد، البيئة، السياسة)، وكتابة موضوع في اقتصاد المعرفة والمحتوى الرقمي.
وفي العلاقات العامة واتصال المؤسسات: معالجة نص أجنبي متخصص، ثقافة متخصصة في المحاور العالمية الآتية: سياسات اقتصادية، العلاقات العامة وإعلام المؤسسات، عولمة وسائل الاعلام والاتصال، وموضوع في استراتيجات التسويق والاعلان.
تقبل طلبات الاشتراك في امتحان الدخول ابتداء من ١١ ايلول المقبل ولغاية ١١ تشرين الاول من التاسعة صباحا حتى الاولى بعد الظهر، في مركز العمادة في مبنى كالوت الطابق السادس، مستديرة الطيونة الشياح، وتجرى الامتحانات في ٢٣ تشرين الاول المقبل.

جريدة السفير 19.08.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
تحقيق: لبنان: كيف تعيش شاشاتنا المحلية شهر رمضان؟ (2)

تحقيق: لبنان: كيف تعيش شاشاتنا المحلية شهر رمضان؟ (2)

{mosimage}في خضم سعيها لإيجاد مــوقع خــاص بها على خارطة القنوات التــلفزيونية المحــلية، وبعد قرارها بالتحول من قنــاة إخبارية إلى أخرى منوّعة، تبدو »أن بي أن« متأهبة هذا العام لشهر رمضان، إذ تدرك أن البرمجة المتميزة قد تضمن لها موقعاً بين القنوات المحلية الأخرى، لم تنجح بتكريسه بعد برغم تغييرها »هويتها« أكثر من مرة.

يضع رئيس مجلس إدارة القناة قاسم سويد هذا التحول في إطار »المرة الأولى التي تدخل فيها القناة عالم التنافس الجدّي«، معلناً عن تغيرات في الشكل والمضمون ستشهدها القناة »كتكملة لخطة بدأت مع التحول لقناة منوعة، إذ لم تعد برامج المحطة ثقافية أو حوارية فقط، بل أضفنا برامج جديدة وأبرزها الكوميديا والدراما اللبنانية، والشهر الكريم سيكون حافزا أساسيا لاستكمال الخطة التي كانت القناة قد أطلقتها منذ سنتين، ومنعتنا الظروف الأمنية والسياسية من تنفيذها«.
يضيف سويد أنه بعد شهر رمضان سيُعاد النظر بعدد من البرامــج من دون أن يسميها. وفي خطوة يبدو أن أكــثر من قنــاة محــلية قررت تبنيها، أعلن سويد عن تجميد البرامج السياسية المسائية، على أن تعود بعد رمضان، فيما تستمر البرامج السياسية الصباحية كالمعتاد.
بانت معالم المنافسة المبكرة في الحملة الإعلانية التي نفذتها القناة، عبر لوحات إعلانية انتشرت في شوارع بيروت ترويجاً لمسلسل »ناصر« عن حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. فلماذا اختيار مسلسل عن هذه الشخصية بالتحديد؟ يجيب سويد انه ليس هناك أي رسالة سياسية وراء الاختيار، لكن »الجمهور العربي متعطش إلى زعيم عربي موحِّد للأمة العربية في ظل التفكك الحاصل. هدفنا لا يقتصر على عرض نبذة عن حياة عبد الناصر بقدر ما هو إعادة ذكرى هذا الزعيم الى أذهان المشاهدين«.
عند استعراض خيارات القناة، يبدو واضحاً التركيز على مسلسلات تتناول شخصيات قيادية. فمسلسل »ظل المحارب« الذي ستعرضه القناة أيضاً، هو إنتاج عربي ضخم يشارك في بطولته نخبة من النجوم المصريين والسوريين. وفيما يقول سويد إن المسلسل »يشبه واقعنا بين حاكم ومعارضة« من دون أن يستفيض بالشرح، يعرّف موقع الكتروني عن المسلسل بأنه »يرصد أحداث دولة »كربستان« الافتراضية الغنية بالنفط، والتي يطغى حكامها على شعبها ويضيّقوا على الحريات العامة والخاصة، بينما بلدهم مستباح من قبل الدول الكبرى التي تتدخل وتسعى للسيطرة على مواردهم وخيراتهم، فيصبح الوطن عرضة للإرهاب«. يشيد سويد بالتصوير السينمائي في المسلسل معتبراً انه »الأول في العالم العربي الذي يتضمن مشاهد عسكرية ضخمة وحركة«.
وفي مجال الكوميديا، اشترت القناة المسلسل السوري الساخر »أيام الولدنة«، من بطولة الممثل دريد لحام.
في إطار المنافسة، يلفت سويد إلى انه دُرس توقيت عرض المحطات الأخرى لمسلسلاتها: »لا نخشى وضع »ناصر« و»ظل المحارب« في وجه مسلسلات ضخمة على المحطات الأخرى«.
وبعيداً عن الأعمال الثلاثة التي اشترتها القناة، تنفرد »أن بي أن« بعرض برامج من إنتاجها الخاص مثل »قصة وغصة«. وهو عبارة عن »فقرة اجتماعية إنسانية تعرض حالة اجتماعية عبر حبكة مدروسة. كما ستعرض القناة فقرتين صغيرتين دائماً هما »غيّر جو« تتعلق بالكاميرا الخفية، و»بسمة صغيرة« مدتها خمس دقائق تعرض قبل نشرة الأخبار.
وفي سؤال عن مصدر الاعتمادات التي أمنتها القناة بهدف شراء المسلسلات هذه، يؤكد سويد: »نحن شركة مساهمة، تعتمد على الإعلانات والجهات الراعية ونتوقع مردودا إعلانيا جيدا، لا نتمتع بدعم مادي من أي دولة. وكأي شركة أخرى نخسر او نربح«.

زينة برجاوي- جريدة السفير 13.08.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
المحكمة العليا الاسرائيلية تنظر في دعوى ضد قناة فرانس-2

المحكمة العليا الاسرائيلية تنظر في دعوى ضد قناة فرانس-2

{mosimage}طالب مكتب المحاماة الاسرائيلي القومي المتطرف "شورات هادين" الاثنين المحكمة العليا الاسرائيلية بسحب بطاقات اعتماد مراسلي قناة فرانس-2 الفرنسية العامة الذين اتهمهم بفبركة صور مقتل الطفل محمد الدرة في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وهذه المرة الاولى التي يصبح فيها مقتل هذا الطفل الفلسطيني في 30 ايلول/سبتمبر 2000 في غزة والذي اصبح رمزا للقمع الاسرائيلي موضع نقاش امام محكمة اسرائيلية.
واكد شارل انديرلان مدير مكتب القناة في القدس والذي كان انجز التحقيق عن الدرة ان هذه المحاكمة "تندرج ضمن حملة مغرضة مستمرة منذ ثماني سنوات بسبب تأثير تلك الصور وهي حملة غايتها نزع الشرعية عن عمل الصحافيين".
وذكر محامي القناة اوفير تال ان اي محكمة اسرائيلية او اجنبية لم تخلص الى يومنا هذا الى ان صور التحقيق مفبركة بل على العكس تم الحكم على المدعين "بتهمة التشهير" اربع مرات امام محاكم فرنسية.
وفي المقابل قال مكتب المحاماة "شورات هادين" ان صور التحقيق التي التقطها مصور فلسطيني واطلاق النار الذي قتل فيه الصبي محمد الدرة حين كان في احضان والده "انجزت بهدف خدمة غايات دعائية فلسطينية".
وقالت محامية المكتب نيتسانا لينر ان رئيس المكتب الصحفي الحكومي دانيال سيمان يؤيد موقفها لكنه "لا يمكنه قانونا" سحب بطاقات اعتماد الصحافيين لانه لا توجد شكوى رسمية ضد قناة فرانس- 2 كما لا يمكن الحديث عن اي اعتداء على امن الدولة.
وقالت المحكمة انها ستعلن قريبا اذا كانت القضية من اختصاصها.

مونت كارلو- 12.05.2008

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
لبنان: الوضع الإعلامي الراهن (2)

لبنان: الوضع الإعلامي الراهن (2)

بث تلفزيون "ال بي سي" معلومات عن اقتحام مجلة "الشراع" في منطقة المصيطبة من قبل مسلحي المعارضة. وأفاد موقع "ناو ليبانون" الالكتروني بأن  نديم الملا (تلفزيون المستقبل) تعرض لمضايقات في مبنى

تلفزيون المستقبل حيث دخلت عناصر مسلحة وقامت بقطع جميع الاسلاك لمنع استئناف بث المحطة. كما تسلم الجيش اللبناني امن جريدة المستقبل. ونقلاً عن قناة "العربية"حاصر المسلحون مدير تحرير جريدة "المستقبل". كما اصيب مصور قناة "العالم" الإيرانية خلال الاشتباكات المتقطعة اليوم في العاصمة بيروت، بعيار ناري نقل على اثره الى المستشفى لتلقي العلاج.

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).
«الإعلام ـ 2»: احتجاج على تكثيف البرامج

«الإعلام ـ 2»: احتجاج على تكثيف البرامج

بدأ أمس طلاب العلاقات العامّة والإعلانات في كلية الإعلام والتوثيق الفرع الثاني اعتصاماً مفتوحاً، احتجاجاً على برنامجهم المكثّف. ويشرح مندوب السنة الثالثة علاقات عامّة روي غطّاس ما يعانيه الطلاب، فأشار إلى أنّ الفصل بات يتألف من خمسين وحدة دراسية بدلاً من خمسة وثلاثين وحدة،متوقفاً عند ضيق الوقت

 وتقصير الأساتذة، وإهمال الإدارة. فالدّوام الذي يبدأ عند الثامنة والنصف لا ينتهي قبل الرابعة أو السادسة مساءً، وهو الأمر الذي أرهق الطلاب، ولا سيّما المرتبطون بوظيفة أو تدريب في مؤسّسة خاصّة. وقد أقفل الطلاب باب الصفّ بشريطة حمراء ووضعوا أمامه سلة مهملات كبيرة تعبيراً عن توقيف الدروس إلى حين التجاوب مع مطالبهم. تتحدّث الطالبة ستيفاني أسطفان عن بعض نتائج تكثيف البرنامج: «معظم الطلاب اضطروا إلى ترك عملهم، فدوام الجامعة لا يناسب إلّا العاملين في الليل». يلقى تعليق أسطفان الاستحسان لدى زملائها المتجمعين في كافيتيريا الكلية فيجمعون على أنّ الإدارة لا تبدي أي تفهّم لوضعهم المادي. «يعني لو كنا أغنياء لما دخلنا إلى الجامعة اللبنانية، من هنا فكلنا يحتاج إلى العمل، والإدارة لا تقدّر ذلك وقد قالوا لنا اختاروا بين الدرس أو العمل»، تضيف أسطفان. ويعلّق مدير الفرع الثاني الدكتور أنطوان متى على المطالبة بتكييف البرنامج مع دوام العمل بالقول: «الأولوية بالنسبة إلى الطالب يجب أن تكون الدراسة لا العمل، وأواجه شخصياً حالات مع طلاب يريدون أن يعملوا من الثامنة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر، ويطلبون منّي تنظيم البرنامج بحسب مواعيدهم، وهذا الأمر ليس مقبولاً». ولفت متى إلى أنّ نظام (ل.م.د) فرض زيادة عدد المواد، وإنجاز مشاريع  وبالتالي توزيع البرنامج بين قبل الظهر وبعده. ويشير متى إلى أزمة المساحة المرتبطة بالورشة القائمة في الطابق الأول، حيث يدرس طلاب السنة الأولى، بسبب إعادة تأهيل المكتبة، ما اضطر الإدارة إلى تقسيم الدوام بطريقة تناسب طلاب السنوات الثلاثة الأولى. يذكر أنّ الكلية لم تستدعِ حتى الآن طلاب الماجستير بسبب ضيق المساحة. العمل ليس المشكلة الوحيدة الناتجة من البرنامج، فحتى الطالب الذي لا يعمل لا يجد الوقت الكافي للدرس وتنفيذ المشاريع المطلوبة لكل مادة، فتقول رنا حداد إنّ ما يطلبه الأساتذة تعجيزي «يريدون منا أن ندرس وأن نقوم بمشاريع مرافقة للمادة، كل ذلك ولا أحد يتفهّم ضرورة تحسين الدوام». من جهة ثانية، يصرّ طلاب العلاقات العامة والإعلانات على المساواة بينهم وبين طلاب الصحافة المكتوبة الذين ينتهي دوامهم عند الثانية من بعد الظهر ويحظون بيومي فرصة في الأسبوع، إضافة إلى العطلة الأسبوعية، ليتسنّى لهم متابعة التدرب في المؤسسات الإعلامية. ويعاني الطلاب غياب بعض الأساتذة بحجة السفر، وتسأل الطالبة دينيز يمين: "إذا عاد الأستاذ المسافر بعد شهرين فكيف يستطيع أن ينهي المادة قبل موعد امتحانات الفصل الأول في شباط؟."
جريدة الأخبار 7117 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).