لا مقدمات، أبلغت إدارة قناة "ام تي في" مؤخراً كلاً من المحررتين نانسي فاخوري ولارا يزبك، واثنتين من القسم الإخباري التقني، إحداهما ميرا قصارجي بالاستغناء عن خدماتهن.
أما السبب المعلن للصرف فهو "لأسباب اقتصادية".
لم تكن هذه الخطوة مفاجئة، لأن الموظفات الأربع سبقهن الى الصرف، في الأسبوع الماضي ثلاثة موظفين من قسم الأخبار، ولكن توقيت مثل هذه الإجراءات غير متوقع، في وقت تسعى فيه القناة الى احتلال المرتبة الأولى بين "زميلاتها" في لبنان، وترصد موازنة لا بأس بها للإتيان بشبكة برامجية غنية.
وهكذا لم تعد قضية "ال بي سي" وحدها تسرق الأضواء، مع صرف 375 موظفاً مؤخراً من "باك". فالأنظار ستتوجه من اليوم وصاعداً باتجاه قناة "ام تي في"، التي دخلت أيضاً خانة القنوات التي وضعت قسماً من موظفيها على لائحة الصرف.
وعلمت "السفير" أن إدارة القناة سلمت الى وزارة العمل لائحة بأسماء نحو 80 موظفاً تنوي الاستغناء عن خدماتهم، بداعي تخصيص تعويضات لهم تبعاً لقانون العمل. في وقت ما زالت تستكمل فيه إدارة قناة "المستقبل" عملية الصرف تدريجياً لحوالي 250 موظفاً، إثر دمج القناتين الحمراء والزرقاء وإعادة هيكلة الصحيفة، تبعاً لإيقاع تأمين "دفعات" التعويضات.
وفيما يتردد أن ثمة توجهاً لدى إدارة "ام تي في" لاستبعاد الموظفين ممن ينتمون الى "القوات اللبنانية"، فإن مصدراً مقرباً من الإدارة يؤكد لـ"السفير" أن لا خلفيات سياسية لما يحدث في هذا المجال، وأن دواعي الصرف مالية بحتة، تستلزم اعتماد سياسة تقشف، تنعكس تقليصاً لعدد الموظفين من مختلف الأقسام، ومن مختلف التيارات السياسية.
ويستشهد المصدر بالزميلة أرليت قصاص البعيدة كلياً عن السياسة، وقد كانت رئيسة فترة إخبارية، وهي أيضاً من الرعيل القديم للقناة قبل إغلاقها، ورغم أقدميتها و"حياديتها" (السياسية) استبعدت عن عملها. (الى جانب كل من جورج عاقوري واليان صهيون).
ويلفت الى أن لارا يزبك التي فقدت عملها في الدفعة الثانية، هي ابنة مدير قسم الأخبار في القناة غياث يزبك، ما يؤكد أيضا غياب الوساطات، واعتماد مقاييس موضوعية في هذا المجال.
وحول التعويضات، يشير المصدر الى أن ثمة توجهاً لدى الإدارة لتخصيص تعويض يعادل قيمة راتب شهر عن كل سنة، بالإضافة الى شهري إنذار لكل من خسر عمله في القناة.
وفي ظل هذه الأجواء، بدأ شيء من الإحباط يتسرب الى نفوس الموظفين، خصوصاً أن الإدارة لم تكشف لهم بعد عن الأسماء المزمع صرف أصحابها، ولا حتى عن عددهم. ويكتفي المسؤولون بتبرير إجراءاتهم الأخيرة بالقول للموظفين بأن ثمة ضرورة لتخفيف الأعباء المادية من أجل الاستمرارية، وأن معايير الصرف ستعتمد فقط على مراقبة الأداء.. ومبدأ الكفاءة.
وينقل موظفون لـ"السفير" قلقهم إزاء ما يحصل، ويقول أحدهم: «لا نعرف متى نرفع سماعة الهاتف ونسمع عبارة "نعتذر منك، استغنينا عن خدماتك". ويضيف آخر: "ما حدا في فوق راسه خيمة"، ويتساءل مستغرباً: "وهل الذين طُردوا حتى اليوم لا يمتلكون الكفاءة؟!".
ويرد المصدر سبب الأزمة الاقتصادية الى تقليص أعمال "استديو فيزيون"، الذي يعتبر "العمود الفقري" لـ"ام تي في" تبعاً لما وصفه رئيس مجلس الإدارة ميشال غبريال المر ذات مرة في مقابلة معه عبر القناة مع الزميلة منى أبو حمزة. فالاستديو هو شركة إنتاج محلية وإقليمية، يعكف عدد من الفضائيات اللبنانية والعربية (وخليجية) على تسجيل بعض برامجها فيه. والملاحظ أن وتيرة عمل هذه القنوات في الاستديو انخفضت تدريجياً في الفترة الأخيرة. كما أن السوق الإعلاني في حالة اهتزاز، من دون إغفال دور الراحل الشيخ خليل الخازن الذي فقدت القناة بغيابه مصدر دعم مالي ومعنوي أساسي لها، بعد أن قضى في حادثة الطائرة الأثيوبية.
الجدير ذكره أن عدد الموظفين في "ام تي في" و"استديو فيزيون" يتجاوز 900 موظف، علماً أن قسم الأخبار يضم نحو 170 موظفاً.
"ام تي في" مش لحدا.. "ام تي في" إلك".. هذا هو الشعار الذي ترفعه اليوم القناة. فهل ستخاطب به الموظف قبل المشاهد، باعتباره "الأولى بالمعروف"؟
فاتن قبيسي (السفير)