أقيم قداس احتفالي في كاتدرائية مار يوسف في زغرتا، لمناسبة أحد الابرار والصديقين، ترأسه النائب البطريركي العام على رعية اهدن- زغرتا المارونية المطران جوزيف معوض، عاونه المونسنيور نبيه الترس
والخوري يوحنا مخلوف، وخدمته جوقة الرعية، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل، ألقى معوض عظة شرح فيها ان “هذا الاحد يسمى في الليتورجيا أحد الابرار والصديقين، وفيه نطلب فيه شفاعتهم وهناك الكثير منهم ونعرفهم بأسمائهم ونعرف حياتهم او نبذة عنها في كتاب موجود في الكنيسة نسميه “السنكسار”، وقديما كانوا يقرأونه في الكنائس والبيوت، ونتمنى اليوم ان تستمر هذه العادة، كما هناك أيضا الكثير من القديسين الذين وصلوا الى السماء ولكننا لا نعرف اسماءهم ونحن اليوم نطلب شفاعتهم أيضا”.
أضاف: “نتأمل بصورة خاصة كيف ان القديسين هم شفعاء لنا وكيف هم موضع اكرام من قبلنا، وكيف هم مثالنا في الحياة. أولا، القديسون هم شفعاء لنا، فماذا يعني شفيع؟ الشفيع أو الشفاعة تعني الصلاة من أجل الآخر ويمكن ان تكون أيضا موجودة بين الأحياء، وذلك بصلاتنا من اجل بعضنا البعض، بصلاة الاهل من أجل أولادهم، وهنا نتذكر مار بولس في رسائله عندما كان يطلب من الجماعات التي أسسها أن تصلي من أجله حتى يعطيه الرب القوة في رسالته، ونحن أيضا عندما نطلب من القديسين ان يصلوا لنا نسميهم شفعاء لأن صلاتهم لديها فعالية خاصة كونهم ممجدين في السماء وبفضل صلاتهم ننال معونات زمنية وروحية، فالمعونة الروحية عندما أطلب شفاعة قديس ليساعدني ان اعيش الفضيلة في الانجيل، أما المعونة الزمنية فتعني أن أطلب شفاعة قديسين لشفاء مريض، والسبب في ذلك ايماننا بان بيننا وبينهم شركة روحية، رباط روحي بفضله نستطيع ان نتبادل الكنوز الروحية”.
وتابع: “لا بد ان نميز بين الشفاعة والوساطة فنحن لدينا شفعاء كثر ولكن ليس لدينا سوى وسيط واحد هو يسوع المسيح الذي خلصنا من خلال الفداء الذي أتمه على الصليب، والقديسون لا يحلون محل المسيح، فهم تقدسوا بفضله وهم يساعدوننا بشفاعتهم لنتقدس أكثر، لنتقبل أكثر القداسة التي أعطانا اياها يسوع عندما مات وقام من بين الاموات، وهؤلاء القديسون الذين هم شفعاء لنا هم أيضا موضع اكرام ونحن نكرمهم دوما، نكرمهم لأن الرب اعطاهم أن يشاركوه في مجده الابدي، وهذه المرتبة نسعى جميعا للوصول اليها واكرامنا لهم هو اعتراف منا بفعل الله في حياتهم، اما الاكرام الاول فهو للقديسة مريم لأنها ام الله ومن خلالها تجسد يسوع وهي التي ربته، ومن القديسين أيضا مار يوسف لأنه كان المربي للفادي ومار يوحنا المعمدان، هؤلاء نقدم لهم الاكرام الخاص، وهناك أيضا الرسل والمعترفين هم أيضا موضع اكرام من قبلنا”.
وختم: “القداسة بحاجة الى المثابرة وكل انسان في اي عمر كان يستطيع ان يكون قديسا، واليوم في احد الابرار، القديسون يذكروننا بان دعوتنا الاساسية كمسيحيين ان نسعى الى القداسة التي هي الهدف الاول لنا كمؤمنين وهذه هي دعوة ربنا لنا”.
وطنية