في المؤتمر الذي افتتح في قصر الاونيسكو أمس، في رعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بالمدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، والذي يتضمن جلسات متخصصة عن البحث العلمي، حضرته شخصيات تربوية، وشارك فيه باحثون من لبنان واوروبا، ونظم بالتعاون مع وزارة التربية والمجلس الوطني للبحوث العلمية وبرنامج “تامبوس” الاوروبي.
وفي عرض لمجلس البحوث العلمية عن أولوية البحث العلمي في الجامعات، تبين أن الجامعة الاميركية تأتي أولاً، تليها جامعة القديس يوسف، ثم الجامعة اللبنانية، فالبلمند، والجامعة اللبنانية الاميركية، ومجلس البحوث. وتميزت جامعة الروح القدس وبيروت العربية و الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا بأنواع متخصصة من البحوث.
بداية كلمة لرئيس اللجنة المنظمة الدكتور طارق نعواس، الذي قال ان الشركاء الأربعة ارتأوا ضرورة إيجاد قواعد للبحث العلمي اساسية وصحيحة في المؤسسات وبين العلماء العاملين فيها.
وألقى رئيس رابطة جامعات لبنان الاب الدكتور وليد موسى كلمة قال فيها ان “ميزانيتنا كجامعات خاصة او كجامعة لبنانية او كوزارة او كمجلس وطني للبحوث لم ترتق بعد الى مستوى الحاجات التي يتطلبها البحث العلمي في الارقام. يقولون إن موازنات البحث العلمي في لبنان لا تزال اقل من 0,5 في المئة من الدخل القومي، وللاسف، أقل من 10/1 من ميزانية البحث العلمي في اسرائيل”.
ودعا رئيس الجمهورية الى ان “يحقق في مجال البحوث ما يمكن أن نسميه الربيع اللبناني، وذلك برصد ميزانية محترمة في مجال البحوث ودعوة الخبراء والاختصاصيين والعلماء الى العمل الجدي في انقاذ الوطن”.
ثم تحدث مدير مكتب “تامبوس” في لبنان الدكتور عارف الصوفي، فأوضح أن “برنامج “تامبوس” دعم 22 مشروعاً جامعياً بتمويل تجاوز 15 مليون أورو، شاركت فيه 20 مؤسسة تعليم عال”. وأكد أن “البرنامج انتهى في عام 2013 فاتحاً الطريق لبرنامج أكثر حجماً وشمولية والذي بدأ العمل به في سنة 2014، وهو برنامج اراسموس بلاس”.
رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة قال إن “على الجامعات أن تتكل على انتاجيتها الذاتية بتشجيعها للبحوث وضم نتاجه الى المناهج التعليمية”. وأشار ألى أن “المجلس سعى، ولا يزال، للحفاظ على استقلاليته وسيادة توصياته الاكاديمية والمالية، وهذا السعي نابع من ايمان مطلق بأن المجلس لكل الجامعات ولكل لبنان”.
من جهته، تحدث رئيس اللجنة العلميّة للمؤتمر البروفسور نعيم عويني بإسم المدير العام للتعليم العالي، فقال: “ان البحث العلمي في حاجة الى دعم القطاع الخاص وعلى سبيل المثال: لا يتجاوز الانفاق على البحث العلمي في معظم الدول العربية 0,3 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي باستثناء تونس والمغرب التي يصل فيها الانفاق الى معدلات الى اعلى من 0,7 في المئة، في حين يصل هذا المعدل الى 3,8 في المئة في السويد و2,7 في المئة في اميركا و3,5 في هولندا و3,18% في اليابان، ونادرا ما يقل عن 1,8 في المئة في الدول الاوروبية والآسيوية. ويعتمد البحث العلمي العربي في 97 في المئة من تمويله على الحكومة، في حين لا يتجاوز التمويل الحكومي 40 في المئة في كندا و30 في المئة في اميركا واقل من 20 في المئة في اليابان، وفي هذا الاطار هناك بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية وتونس وعمان، حيث يساهم القطاع الخاص فيها بفاعلية في تمويل البحوث وتراوح المساهمة بين 3 و3,5 في المئة”.
وألقى ممثل رئيس الجمهورية حسان فلحة، كلمة، قال فيها، إنه “لو اعتمد اللبنانيون، إلى أي فئة انتموا، النهج العلمي في المقاربات السياسية والاقتصادية وحتى التربوية، لما وصلوا إلى المآزق المتراكمة التي يعيشونها في هذه الأيام”.
أضاف: “نسمح لأنفسنا بالقول ان 99 في المئة من أزماتنا ومشكلاتنا الحالية ناجمة عن عدم احترامنا المقاييس العلمية، سواء في إدارتنا العامة أو في مؤسساتنا التربوية، إذ غالباً ما تحل المحسوبيات المذهبية والطائفية والمناطقية والفئوية مكان الكفاءة العلمية”.
تابع: “لا نجاح أو تقدم أو تطور من دون بحث علمي جاد ورصين. وانطلاقا من هذا المفهوم العام للبحث العلمي، يمكننا تحديد التحديات واستشراف الآفاق، بما يقودنا حتما إلى معالجة عملية لواقع التعليم العالي في جامعاتنا ومعاهدنا”.
وختم: “لا بد من أن أرفع الصوت مطالبا بتعزيز دور المجلس الوطني للبحوث العلمية، وتأمين الاعتمادات اللازمة له وتوفير الآليات المطلوبة، لكي يقوم بدوره البناء على مستوى كل الوطن”.
ثم قدم الدكتور موسى درعا تقديرية لرئيس الجمهورية تسلمها ممثله الدكتور فلحة.
النهار