او الغربية السريانية وفي العراق تحولت الى لهجتين متقاربتين هما السورث واللهجة الاثورية، واصبحت بالنسبة لهما في العراق لغة الام حتى الوقت الحاضر، في حين تغلبت عليها اللغة العربية في سوريا في القرن الثالث عشر،بينما التزم المسيحيون العراقيون في هاتين اللهجتين عموما،وظهرت لهجة ثالثة في منطقة نصيبين وآمد ، تسمى لهجة طور عابدين وخاصة في مدينة ماردين التركية .
وفي القرن الثامن عشر بدأت نهضة جديدة في العراق على اثر اهتمام المسيحيين بالثقافتين الدينية والثقافية ،وساعد في ذلك وجود عدد من الرهبان الدومنيكان في الموصل اللذين ساهموا في النهضة العلمية والثقافية والدينية في العراق بعد ان تعلموا اللغتين العربية والتركية واقاموا مطبعة تطبع الكتب وخاصة المدرسية باللغات التركية والعربية والفرنسية. واقاموا هؤلاء الرهبان مدرسة ابتدائية ومدرسة ثانوية،ومدرسة عليا دينية لتخريج رجال دين مثقفين بالتعاون مع بعض رجال الدين العراقيين الذين درسوا في اوربا من امثال المطران العلامة اقليميس يوسف رحماني ،ومن بعده العلامة المطران افرام رحماني الذي الف 42 كتاباوبحثا باللغات السريانية والعربية واربعة منها باللغة الفرنسية، تثقف في هذه المدارس طليعة العلماء والادباء العراقيين،خاصة اولئك الذين اكملوا تعليمهم الجامعي بعد ذلك في الجامعة الامريكية في تركيا او في لبنان وكليات الطب البريطانية وبذلك امكن اقامة اول كلية للطب في العالم العربي في بغداد في عام 1922 . وفد اقيمت كلية علمية في الخمسينيات من القرن الماضي من قبل الرهبان اليسوعيين ،والتي اغلقت في عام 1970 .
وفي عام 1973 وافقت الحكومة العراقية على تاسيس دائرة اللغة السريانية لأحياء وتطوير اللغة السريانية وعلومها وآدابها ضمن المجمع العلمي العراقي، فقامت نهضة جديدة اخرى اكثر اثرا في تطوير اللغة السريانية وآدابها، وعقد في عام 1974 اول مؤتمر لاداب اللغة اسريانية في العصر الحديث،حضره علماء من بعض الاقطار الاوربية والعربية ، كانت ابرز محاوره حنين بن اسحق العبادي والمعلم السرياني الاول افرام سويرس الملقب بالسرياني(306-372 ) .
في عام 1989 تولى الاب الدكتور يوسف حبي رئاسة دائرة اللغة السريانية في المجمع العلمي العراقي ، فنهض بهذه الدائرة بنشاط ملموس ، وكان المعجم قد صدر في عهده . وفي عام 2003 تاسس اول قسم لتدريس اللغة السريانية على مستوى جامعي في كلية اللغات التابعة الى جامعة بغداد ، وكان رئيسه الدكتور يوسف قوزي ، كما نشط الفرع السرياني من اتحاد الكتاب والادباء في العراق باشراف الاديب نزار ديراني .
معجم الادب السرياني (الجزأ الاول)
صدر في عام 1990 الجزأ الاول من هذا المعجم ويتضمن الشخصيات العلمية والادبية والدينية السريانية، مبتدءا ب(حرف الالف من تلك الشخصيات) . وقد اسهم في المعجم معظم الادباء والكتاب السريان ،فيما لم استطع من المشاركة بسبب انشغالي في التدريس في الجامعة المستنصرية في ذلك الوقت . وحين صدر المعجم ورأيت محتواه بصورة عامةلم يكن متكاملا ، قلت للمرحوم للاب يوسف حبي، هل انت راضي عن المعجم؟ فقال: لا ، وقد اكتفيت برده . والان لنستعرض معجمنا ، ولنتعرف على سير الشخصيات السريانية، فسنجد ان في الكثير منها معتمدة على مصادر عربية وبعض المصادر الاخرى المكررة ،وسنجد ان هنالك اكثر من 35 شخصية سريانية موجودة في مصادر انكليزية والمانية وفرنسية ، وغير موجودة في معجمنا . كما ان هنالك اكثر من 15 تعريفا وشخصية اخرى ذات الصلة بالفكر السرياني-المسيحي لم تذكر في هذا المعجم الذي بين يدينا وذلك لكي ينتبه كتابنا السريان في دائرة اللغة السريانية ويتابعوا النقص الحاصل في نسيان بعض الشخصيات السريانية التي تبتدأ بحرف الالف ،بالاضافة الى الاماكن والمدن وبعض الشخصيات غير السريانية التي لهاصلة بالثقافة السريانيةوغيرها من القضايا الاخرى المهمة التي فاتت على محرري وكتاب المنجد .
اولا : كان على اللجنة المشرفة على المنجد ان توضح لنا في المقدمة ، اهمية العلوم والاداب السريانية،واهمية اللغة السريانية، وما هي المساحة من المشرق التي اثرت عليها ولو بايجاز . كما كان عليها ان تشير الى المؤتمر السرياني الاول الذي عقد في بغداد في عام 1974 والذي اعقبه اقامة عدة مؤتمرات بلغت سبعة مؤتمرات للثقافة السريانية في كلا من لبنان وسوريا وغيرهما لاطلاع القارىء .
ثانيا- ان الشخصيات السريانية التي فات ذكرها في المعجم، بلغت كما سنرى اكثر من 35 شخصية وعلى النحو التالي :
1- اغناطيوس بهنام البطريرك، من القرن الخامس عشر . 2- ابساميا ، احد تلاميذ افرام السرياني (حوالي 400 م).3- انانيشو الاعرج البطريرك (حوالي 699 م) 4- ابراهيم بيت-سيدا (كان موجودا في 720 م) . 5- أهيبا (740 م). 6- انانيشو او حنانيشو ، مطران الحيرة (900 م). 7- اسرائيل مطران مدينة قيصرية (860م) . 8- ابو زيد الاسكولائي مدير مدرسة بغداد النصرانية (870 م). 9- ايليا، متروبوليتان دمشق (893 م). 10- اديشو السحياري (963 م) 11- ايليا البطريرك (1584 م) . 12- أشعيا حدبو الارزوني . 13- اسونا تلميذ افرام السرياني . 14- اريوس الهرطوقي(و 280 م) . 15- ابراهيم الثاني الجاثليق (ت853 م) .16- أغناطيوس جبرائيل تيوني الموصلي (اول كردينال في المشرق في عام 1935 ) . 17-افرام برصوم الموصلي،بطريرك سوريا (ت1957 م) .18- الفونس جميل شوريس (و1894 ) 19- اندراوس صبنا (و1920 ) 20- ابو انيس يوحنا (و 1730 ) . 21- ابراهيم الحديابي او القدسي (ت344 ) . 22- افتونيوس الانطاكي (عاش في اواخر ق4 ) .23- افرام الانطاكي (و460) . 23-اوسابيوس الحديابي (بطريرك 655) . 24- ابو نوح او نوخ (عاش في 810 ) .25-ايوانيس يوحنا ،المطران(و1730 ). 26- اجاي من تلاميذ توما الرسول. 27- ابرسيوس. 28- آبا الاركيدااكون اي الشماس .29- اوجين الراهب . 30- ابراهيم (القديس) اسقف اربيل،استشهد في عام 344م . 31- ايراهيم الناسك، ولد وعاش في العراق (ت360م). 32- ابراهيم اسقف حران (ت422) .33- اوسابيوس الاماسي او الحمصي ولد في الرها (نحو 295) صار قسا ثم اسقفا على امسا (في نهاية القرن السابع سميت حمص)،لاهوتي مشهور تاثر بفلسفة اوريكين او اوريجينوس المضطربة ،مما توجب طرده، وقد توفي في نحو 395 .34- اغناطيوس الانطاكي،قديس توفي عام 107م .35- اكاكيوس الاعور، مطران مدينة قيصرية في فلسطين عام 340 ،تاثر بالاريوسية الهرطوقية وانشأ الاريوسية-الاكاكيوسية . 36- اكاكيوس مطران مدينة البيرة في فلسطين،عرف باضطهاده للقديس يوحنا فم الذهب ،(ت432 ) . 37- اكاكيوس السلوقي،مطران بلدة سلوقية،اصبح جاثليقا على بلاد العراق الساسانية بين (498 -500 ) . 38- ايليا الاول (البطريرك) ولد في مدينة كرخا دكدان او جدان في بيث-هوزاي (الاهواز ) ، تلقى العلم في بغداد ثم في مدرسة ساليق-طيسفون (المدائن) ، ورسم اسقفا لمدينة الطيرهان شمال بغداد ،ثم اصبح جاثليقا على العراق في عام 1208 وظل في منصبه حتى وفاته في عام 1049 . ذكر عبد يشوع في فهرسه ان ايليا كان له مؤلفات عديدة ايرزها : قوانين وقرارات كنسية ،ورسالة في النحو ترجمها المستشرق بيجان او بالاحرى بيتكان في العلاقة الصوتية المميزة في اللغة السريانية . ونكتفي بهذا القدر من الشخصيات المنسية .
ثالثا- هناك شخصيات مسيحية غير سريانية ،وكذلك تيارات وتعاريف ذات الصلة بالثقافة السريانية سواء بنشأتها او تطورها لم تذكر ابرزها :
1-آفرات القديس،ناسك من انطاكيا قاوم الاريوسية(ت400 م) .2- الكسندر الساهر، عاش بين (380-440 ) . اسس اديرة للنساك الذين سماهم بالساهرين ، عاش بين (380-440 ) . 3- اناتوليوس الاسكندري(قديس) ألف القانون الفصحي، وبحوث حسابية ،وسيم اسقفا على مدينة الاذقية بين (270-282) . 4- الاضطهاد الاربعيني بين 339-779 م في العراق الذي راح ضحيته 16000 مسيحي.5- افلوطين ،الفيلسوف صاحب الفلسفة الافلاطونية الجديدة التي تاثرت بها الفلسفة المسيحية . 6- اريوس صاحب البدعة الاريوسية .6- اباء الكنيسة الاولين .7- ارام 8- الاراميون 9- اوريكين او اوريكانوس استاذ وفيلسوف في مدرسة الاسكندرية التي حولها الى دراسة الفكر المسيحي ،فسيم اسقفا،لكنه انحرف في افكاره فحرم. 10- ابجر وبالاحرى ابكر : وهو اسم حمله ملوك مملكة اورهوينا الارامية ومركزها مدينة الرها بين 132-قبل الميلاد- 216 للميلاد ،وقد ذكرت اخبار المملكة في التقليد المسيحي ،لكنها غير مؤكدة تاريخيا ،ولكن اخبار الملك الاخبر وصلتنا حينما حكم تحت ظل الرومان، وفي عام 216 ضمت مملكته للامبراطورية الرومانية الشرقية .مجمع اكاكيوس الذي عقد في مركز المسيحية في العراق القديم في قرية سلوقيا-طيسفون في عام 486 . الاسكندرية ومدرستها المسيحية في عهد استاذها اوريكين او او ركونوس.
رابعا- هناك مدن وبلدات وقرى مسيحية : قسم ضئيل منها بقي، ولكن القسم الكبير منها لعبت دورا كبيرا في النشاط الثقافي (السرياني) خاصة خلال القرون الميلادية الاولى،ثم اختفت وزالت لاسباب عديدة منها الاضطهاد، ونسيت حتى من بعض كتابنا ، فكان من الضروري ان تذكر تلك البلدان المنسية مثل مملكة او ولاية اديابينة (حذياب او حدياب)،ومدن: اربيل و انطاكيا و افسيس او افسوس وايمسا (التي سميت حمص في منتصف القرن السابع للميلاد) و مملكة اسرهوينة . بالاضافة الى مدن وبلدات عراقية مسيحية زالت ، ذكرها المؤرخون العراقيون مثل امغيشيا وأليس :”ان ابرز مافي بادقلي هي امغيشيا التي صارت مصرا في القرن السابع مثل الحيرة..،وكانت أليس من مسالحها” .
خامسا- ان كتابة المصادر والمراجع المذكورة في بعضها غير دقيقة ولاتلتزم بالكيفية الببلوغراقية التي يعرفها الباحثون عادة،مثل كتابة اللقب اولا ثم الاسم الاول والثاني ان وجد،ثم عنوان الكتاب ومن بعده مكان الطبع،ثم اسم المطبعة او دار الطبع،وبعده سنة الطبع واخيرا الصفحات المقتبس منها او المعتمد عليها وهكذا . وفيما اذا كان مترجم من لغة اخرى فتذكر اللغة .
اخيرا علمنا ان الباحثين في دائرة اللغة السريانية،قد اصدروا الجزأ الثاني من المعجم وفيه ملحق يوفي مافات زملائهم ،متمنيا ان يكون قد شمل جميع الشخصيات والقضايا التي تناولتها .
اهم المصادر:
1- هنري،عبودي (محرر). معجم الحضارات السامية . طرابلس: جروس برس،1988 . ص21 و37 و58و137 الخ .
2- Rassam, Suha .Christianity in Iraq . London, Gracewing ,2006 .p.46
أ.فؤاد يوسف قزانجي / زينيت