وبعد كلمة لعريف الاحتفال غازي مراد، قال عميد كلية الإعلام والتوثيق الدكتور جورج كلاس: “نحن هنا، أهل الجامعة اللبنانية، لنسأل ونتساءل: أي موقع لنا في مركزيات السلطة؟ في زمن السؤال الكبير عن السلطة، أي موقع لنا، وظيفة وفلسفة ومسؤولية وممارسة في أي سلطة، تشريعية هي أم تنفيذية، اجتماعية أم أكاديمية، مهنية، بحثية أم إعلامية، أم سلطة افتراضية؟”.
ورفض رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين في كلمته السؤال عن أي وطن نريد، “لأنه موجود ونعرفه، ومقوماته موجودة وستدافع عنه ضد أي عدوان. وكذلك ميثاقنا الوطني نص على تنظيم الإعلام، فهل التزمناه؟ هناك فرق كبير بين سياسة الوطن وسياسة الزاروب، وبين الحقيقة الإعلامية و”السكوب” الذي يخبط على رؤوس أولادنا بتقسيم مذهبي، وهذا أمر معيب لدور لبنان الحضارة”.
وطالب بضبط الإعلام تحت سقف الوحدة الوطنية. وتساءل عن برامج المواطنة في الفضائيات “ولو لساعة واحدة”. وقال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله أن “العودة إلى التاريخ مفتاح لفهم الحاضر واستشراف المستقبل. فأي دولة تأسست في لبنان؟ وعلى أي مبادىء؟ لقد ظلت فكرة الدولة غائمة، ولم تجد لها أرضية صلبة تبني عليها مرتكزاتها الدستورية والقانونية والثقافية. ولئن كان التاريخ موضع خلاف والحاضر محل نزاع، فإن المستقبل يبقى غامضًا ما دامت فكرة الدولة الواحدة القوية خارج إطار التفاهم الوطني المبني على ثوابت ومسلمات داخلية، وما دامت الرابطات الخارجية أقوى من التزامات وحدة النسيج الوطني”. ولفت الى أن “الدولة صار فيها الانتماء إلى الطائفة أقوى من الانتماء إلى الوطن”.
ودعا وزير الإعلام رمزي جريج “وسائل الإعلام كلها إلى الابتعاد عن أي اصطفاف طائفي أو فئوي، وإلى ترسيخ فكرة المواطنة لدى اللبنانيين وتنميتها”. وقال: “إنني كوزير للإعلام، أرى أن الإعلام العام أو ما اصطلح على تسميته الإعلام الرسمي، مؤهل أكثر من غيره لتعميم ثقافة الانتماء إلى دولة المؤسسات والقانون ودولة تكافؤ الفرص، كتعبير عملي عن مفهوم المواطنة الصحيحة، مع ما يستتبع ذلك من مبادرات من شأنها توطيد التماسك بين كل فئات المجتمع وتثبيت لحمتها، وتشجيع العمل الفردي والجماعي في كل ما من شأنه بناء الوطن، والابتعاد عن كل ما يبرز مظاهر الصراع والخصام في المجتمع، وذلك باعتماده لغة جامعة وموحدة في آن واحد”.
ثم بدأت أعمال المؤتمر مع كلمات للأستاذ في كليتي الحقوق والإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج يزبك الذي قال: “المواطنة بالنسبة إلي معادلة بسيطة، هي ثنائي: مواطن ومنتخب مسؤول”. وتساءل عضو المجلس الدستوري الدكتور أنطوان مسرة: “هل نعيش نهاية السياسة واختزالها في المشاكسة والنزاع والصراع وتراجع الإعلام المهني لمصلحة صحافة الهواة والتواصل والعلاقات العامة والترويج وطغيان الرأي؟”. وقال رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ: “لم يعد الإعلام سلطة رابعة. فهو السلطة الأولى التي تسوق السياسات والسياسيين وتتحكم بصناعة الرأي العام، وبالتالي فإن المقياس هو في الوظيفة التي نريدها للإعلام”.
النهار