خلال تلبيته لدعوة أسقفين لزيارة السودان توجه مدير راديو الفاتيكان شون باتريك لوفيت في القسم الإنكليزي الى مخيمات اللاجئين ليتفحص الأوضاع هناك وليرى كيف يمكنه أن يساعد فما كان منه إلا أن سمع: “أخبر الناس عنا! أخبر الناس أننا هنا، وأخبر البابا! قل له أن ما يناشد به مهم وإن ظل يتكلم عن السودان فقد يصغي اليه أحد ما وبالتالي قد نستطيع أن نعود الى منازلنا…”
صرح لوفيت أن أكثر ما أثار مشاعره هو الواقع الدرامي لعشرات الآلاف من النساء والأطفال والمراهقين الذين فروا من ديارهم بسبب النزاع، ويتحصنون الآن في مخيمات مقفرة، بعيدا عن أعين العالم وعقله… إن الوقت الذي أمضاه في أوغندا قربه من اللاجئين مع أن الإعلام يركز على الأوضاع في جنوب السودان إلا أن الوضع الحقيقي الذي يختبره المرء هناك مغاير لما يذكر في الإعلام، فأن يعايش المرء الوضع شخصيًّا ويسمع صرخات الوجع أمر مؤلم ويختلف عن ان يكون بعيدًا ويكتب عنه.
“يعيش الناس طي النسيان،لا يستطيعون العودة إلى حيث أتوا، ولا يمكنهم الذهاب إلى الأمام وليس لديهم شيء، حتى الأشياء التي نستفيد منها يوميًّا مثل المواد الغذائية الأساسية، والرعاية الصحية، والتعليم… هناك يلعب الأطفال بينما الأمهات يجمعن الحطب ويطهين الطعام ويغسلن الملابس، قليلا ما نجد كبارا في السن في المخيمات لأنه من أجل أن تبلغ المخيم عليك أن تركض وتتمتع بصحة جيدة.
للتواصل ومعرفة الأخبار يملك اللاجئون الراديو، نعم هذا كل ما لديهم ليعرفوا أخبار العالم، وشدد لوفيت أنهم لا يهتمون بمعرفة المعلومات أكثر من أنهم يهتمون بالحصول على التعزية والتشجيع. أخيرًا، لن ينس لوفيت ما طلبه منه اللاجئون وسيخبر عنهم وينشر أوضاعهم لكيما تطال الجميع.
زينيت