برعاية غبطة الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي وحضوره واحتفاءً بالذِّكرى الثّالثة لتنصيبه بطريركًا في عيد البشارة، نظّمت الجامعة الأنطونيَّة بدعوة من رئيسها الأب جرمانوس جرمانوس “سماعا نغميّا مشرقيّا من البشارة” في كابيلاّ الصّرح البطريركيّ الخارجيّة في بكركي في حضور بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والسفير البابوي غابريللي كاتشا، وقدس الأباتي داوود رعيدي رئيس عام الرهبنة الأنطونيّة، والأب الرئيس للجامعة الأنطونيّة جرمانوس جرمانوس وأمين عام المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان الأب ميغل أنخل أيوزو غوكسو ومجلس المدبرين في الرهبنة الأنطونيّة، ووزير الثقافة روني عريجي، وداوود الصايغ ممثلا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والنائب ناجي غاريوس ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات ووجوه أكاديميّة واجتماعيّة.
وتمحورت الأمسية التي قدّمها الاعلامي بسّام برّاك حول باقة من الترانيم المشرقيّة من الكتاب المقدَّس ومن الشّعر الصُّوفيّ، على أساس كلٍّ من التَّقاليد التَّرنيميّة الكنسيَّة السُّريانيّ المارونيّ والأرثوذكسيّ الأنطاكيّ والغريغوريّ اللاّتينيّ والتَّقليد الموسيقيّ التَّوليديّ المشرقيّ العربيّ. وهي من اعداد مدير المعهد العالي للموسيقى في الجامعة الأنطونيَّة الدُّكتور نداء أبو مراد وكمانه، وأداء تخت الجامعة الأنطونيَّة للموسيقى الفصحى العربيّة بالتعاون مع المرنمين جاهدة وهبي ومحمّد عيّاش ورهيف الحاج والقانونجي غسّان سحّاب.
وتضمّن برنامج الحفل مجموعة متعدّدة من التقاسيم والتواشيح والترنيمات وتخلّله كلمة عفوية للبطريرك الراعي شكر خلالها الجامعة الأنطونيّة على لفتتها وحيا المعهد العالي للموسيقى متوّقفا عند معنى البشارة وتسليم العذراء مريم للمشيئة الالهية التي لولاها ما كان تاريخ أو تجسّد أو فداء. هذا ودعا اللبنانيين الى الاصغاء لما يقول الروح مرّددا ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني ما بعد اتفاق الطائف والصلاة لشعوب العالم العربي حيث يُقتل ويُعنّف الناس باسم الدين.
بدوره تحدّث الأب الرئيس جرمانوس جرمانوس فأكّد على عمق البنوّة التي تربط الجامعة الأنطونيّة بالصّرح البطريركي وعلى اصرارها الاضطلاع بمهمّتها الثقافيّة المتمحورة حول القيم الروحيّة الحقّة في مواجهة التعصّب والقتل وبناء لبنان الغد في مواجهة أحقاد الماضي. في كلمته وضع الأب جرمانوس الجامعة وقدراتها في تصرّف بكركي وفي خدمة النّهج المشرقيّ الذّي تقود قائلاً : ” أتينا لنرفع مع غبطتكم الصلاة على نيّة وطننا، ونيّة هذه المنطقة المنتظرة منذ قرون ربيعا يُدخلها ملكوت الازدهار والاستقرار والتقدّم، والربيع لا ينفكّ يبتعد عنها”.
وكان الحفل قد استهل بكلمة لنائب رئيس الجامعة الأنطونيّة للشوؤن الثقافيّة باسكال لحود لفتت فيها الى أن ” عيد البشارة يعني كلَّ مؤمن، لأنَّ النفسَ المؤمنة، أيًّا يكن إيمانها، مدعوَّة إلى أن “تتمريمَ”. لحود التي هنأت البطريرك باسم الجامعة في عيد توليته قالت “هنيئا لنا يا أبانا مرور الأيام على حبريَّتكم، مرورًا نريده كمرورِ يد المسيح على السمك والخبز، مكثِّرًا النعمة مشدِّدًا المتردِّدين.صلاتنا أن يستعملكم الرب لسلامه في هذا المشرق، فتضعوا المحبَّة حيث البغض، والشركة حيث الاستئثار، والإيمان “تمريُمًا” واتِّضاعًا مكان الإيمان تعصُّبًا وتكفيرًا وإقصاء.”
في الختام جرى تبادل للهدايا فقدّم الأب جرمانوس الى البطريرك الراعي الريشة الذهبيّة للجامعة ونسخة مترجمة من الكتاب المقدّس من السريانية الى العربية من منشورات الجامعة الأنطونيّة ومركز الدراسات والأبحاث المشرقية. بدوره قدّم البطريرك الماروني الى الأب الرئيس ميداليّة البطريركيّة المارونيّة وموسوعة تاريخ الكنيسة المارونيّة عن مكتبة وادي قنوبين التي وزّعت أيضا على أعضاء الفرقة.