احتفل النائب البطريركي العام على رعية اهدن-زغرتا المطران جوزف معوض، بالذبيحة الإلهية في دير مار سركيس – إهدن، لمناسبة عيد البشارة وتذكار سيامة المكرم البطريرك الدويهي كاهنا. وعاونه في القداس رئيس دير مار سركيس وباخوس الاب ميشال روحانا، بمشاركة حشد من الفاعليات.
وبعد تلاوة الانجيل، ألقى المطران معوض عظة مما قال فيها: “في مثل هذا النهار سنة 1956، رسم البطريرك الدويهي كاهنا، ورسمه البطريرك يوحنا الصفراوي. وبعدما ارتسم في اهدن وكان يعلم الاولاد فيها، ذهب بعد فترة وجيزة الى حلب مرافقا للمطران أخيجان حيث قام برسالة جد مثمرة، ثم عاد الى اهدن حيث عاش كاهنا في دير مار يعقوب، فخدم كهنوته من خلال التعليم والوعظ، وكان مميزا بعظاته ودماثة أخلاقه”.
وأضاف: “إن البطريرك الدويهي في كتابه “منارة الاقداس”، وفي شرحه لرتبة الرسيمة الكهنوتية، قال عنه انه اسم مشتق من السريانية من “كهنوتو”، وهي تعني خدمة المذبح والشعب، و”وكهينوتو” والخصب والعمران، أي أن الكاهن غاية كهنوته ان يخدم المذبح والشعب من خلال خدمته الكهونتية وأن يبني الكنيسة ويخصب الخيرات الروحية في قلب الكنيسة من خلال العمل الروحي الليتورجي والاسرار.
كما انه يقول عنه في رتبة التكريس والشرتونية “قشيشوتو” اي ترؤس الجماعة أي أن الكاهن الذي هو رئيس الجماعة هو ايضا خادمها. وهو بمنزلة الاب الروحي للعائلة الراعوية. انه الرأس والخادم في آن واحد.
وتعابير “كهنوتو كهينوتو” في منارة الاقداس و”قاشيشوتو” في رتبة التعبير هي تعابير أخدها المجمع الماروني ووضعها في النص الذي يتكلم فيه عن الكهنة في كنيستنا المارونية”.
وتابع: “الروح القدس هو الذي يصور الكاهن على صورة المسيح، وهو الذي يجعل كل الأفعال التي يقوم بها الكاهن تتحقق، وكأنها هي أفعال المسيح بالذات، وكان المسيح من خلال الكاهن هو الذي يقوم بهذه الأفعال، وهذا كله بفضل عمل الروح القدس. ومع الكهنوت الخدمي، أي ما يسمى الكهنوت العمادي عندما تعمدتم أنتم جميعا أي أصبحنا كلنا كهنة، ولكن كهنة ليس مثل الخوري الذي يرسمه المطران بقولنا عن أنفسنا علمانيين.
نحن لدينا الكهنوت العمادي او الكهنوت العام اما الكاهن فعنده: الكهنوت الخدمي، كهنوت السر”.
وأشار الى أن “الكهنوت العمادي للعلمانيين يعني أني أنا كعلماني عندما أقوم بكل الأفعال التي أقوم بها في قلب العالم، لدي مسؤوليتي في قلب عائلتي وفي قلب عملي وفي قلب المجتمع. وكل عمل أقوم به فأنا اقوم به حسب إرادة الله. وأعمالي الدنيوية تصبح كقرابين روحية اقدمها الى الله، وهذه القرابين الروحية تقدسني كشخص وتمجد الله. هذا هو الكهنوت العمادي الذي كلنا مدعوون الى ان نعيشه كمؤمنين”.
وختم معوض: “في هذا العيد المبارك، عيد بشارة القديسة مريم، نطلب من القديسة مريم التي هي أم كاهن الأزل، يسوع المسيح، الذي هو الكاهن الاول الذي قدم ذاته ذبيحة، وهو كان كاهن وذبيحة في الوقت نفسه على الصليب، أن تساعدنا جميعا حتى نعيش كهنوتنا”.
وبعد القداس تم تقديم وتوقيع الكتاب الجديد للأب ميشال روحانا بعنوان La Creation.
وطنية