تتابع رابطة قنوبين للرسالة والتراث كشف معالم الوادي المقدس الطبيعية والعمرانية المتصلة بالارث الثقافي والروحي الذي يحتضنه الوادي، فيما يتوالى البحث عن المغاور والمحابس في هذه المنطقة. ويستند متطوعو الرابطة في جانب من أعمال البحث، الى الروايات الموروثة لأبناء الوادي والجوار، والتي تشير الى مواقع المعالم وخصوصيتها. ويجمع المعمِّرون، من أبناء وادي قنوبين على الاشارة الى وجود آثار كنيسة أو معبد تحت الارض في المحلة المعروفة بشير النحلة غرب مزار القديسة مارينا في عمق الوادي. وقد اولى التطوعون هذه الرواية الشعبية اهتماماً، وقاموا بزيارات عدة الى المحلة المذكورة لكشف معالمها المغمورة.
في أواخر آذار 2014 انكشف الموقع الذي يحتضن 3 مغاور ذات خصوصية متصلة بتراث الوادي البشري والعمراني، كونها تحمل دلائل تؤكد انها شهدت وجوداً بشرياً، واستعملت لأغراض زراعية واضحة المعالم.
اما المغاور فهي مغارة شير النحلة، ومغارة النحلة، ومغارة بركة بيت حبيب وقد حوّلها الانسان بركة او خزاناً للري. الموقع على بعد 700 متر الى الغرب من مزار القديسة مارينا، عند طرف غابة من الصنوبر تحت طريق مشاة قنوبين ـ حوقا. وتمتد منه قناة مياه ري لا تزال آثارها ظاهرة، تنحدر نحو كرم زيتون الكرسي البطريركي والاراضي الزراعية التي كانت في عهدة عائلة حبيب.
ووفق سجلات الكرسي البطريركي في الديمان هجرت هذه العائلة وادي قنوبين سنة 1904. وقد كشفت سابقاً لوحة تذكارية لا تزال موجودة وضعها جوزف ابن لحود حبيب تؤرخ ولادته سنة 1865 ووفاته سنة 1935 في ليتلتون في نيو همشير في الولايات المتحدة التي هاجر اليها.
المغارة البركة معلقة في باطن جرف صخري على علو 10 أمتار من الارض المسطحة. بابها عبارة عن فتحة صخرية عرضها متران، وعلوها يبلغ مترين ايضاً، بني حائط بعلو 170 سم لتحويلها خزاناً لتجميع المياه، وبقي منها فتحة بـ 30 سم تقريباً تتيح العبور منها زحفاً الى داخل المغارة – البركة حيث تنفتح المغارة على شكل سرداب طوله 15 متراً وعرضه متران وعلوه 10 امتار.
تتدلى في آخر هذا القسم من المغارة هابطة صخرية من سقفها لتشكل حائطاً فاصلاً يمكن العبور من فتحة في أسفله بارتفاع 50 سم عن الارض، تخولنا الوصول الى فسحة واسعة تقارب المئة متر، وبعلو يبلغ العشرين متراً في بعض الجوانب. جدران المغارة العلوية تحمل ترسبات المياه المتحجرة من مسلاّت متعددة الشكل والحجم. في احدى الزوايا قطع فخارية داكنة قديمة العهد، وواحدة منها حمراء معاصرة. كذلك وجد عند مدخل مغارة النحلة الغربي بقايا حجر دائري مسطح أملس، تقول الرواية الشعبية انه من مقتنيات المعبد المردوم تحت الركام والاتربة على مرور الزمن. كما تظهر طبقات صخرية مغطاة بالتراب كأنها جدران مهدمة، فيما توجد داخل مغارة شير النحلة آثار واضحة لاقامة الانسان فيها.