في رعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، نظمت شبكة مدارس EDUVATION منتدى وطنيّاً بعنوان: “تربية أبعد من الاتجاه الرقمي – E-ducation Beyond Digital Trends”، في حرم مدرسة البشارة الأرثوذكسيّة، الرميل.
شارك في المنتدى متخصصون في مجالات التربية والاجتماع والاقتصاد والإعلام والفلسفة واللاهوت والطب وتكنولوجيا المعلومات، من لبنان وخارجه، بهدف المساهمة في بثّ الوعي حول تأثير الثورة الرقمية ببعديها الواقعي والافتراضي على تربية إنسان الغد وحض أصحاب القرار في هذا المجال على اتخاذ المبادرات المناسبة والتفاعل مع هذا التحدي من أجل الإفادة من القيمة التربوية المضافة التي يمكن أن تقدمها التكنولوجيا إذا أحسن تثميرها.
وقال عوده في افتتاح المنتدى: “يعيش الإنسان زمن الثورة الرقمية المبنية على التطور السريع لتكنولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت المعلومة سهلة المنال، ومتعددة المصادر. لكن كثرة المعلومات تؤدي إلى تشتت الذهن، ناهيك بعدم دقة المعلومات وصعوبة القدرة على التمييز بين الخبر والحقيقة. هذا الكم الهائل من المعلومات الذي توفره شبكات التواصل الاجتماعي يعطي انطباعاً أنه يعرف الكثير، لكنه يجهل أن ما يعرفه ليس بالضرورة صحيحاً ودقيقاً، وأن هذه المعرفة سطحية لا تقارب عمق الأمور وجوهرها ولا تغني مخزون الإنسان… في هذا العصر لم تعد للكتاب منفعة في نظر غالبية جيل اليوم، وحلّت الآلة محل الأستاذ، ولم تعد للتواصل الإنساني مكانة في حياة أجيالنا. أصبحت الشبكة العنكبوتية وكل ما نتج عنها، ينافس المدرسة والمعلّم لأنها أصبحت هي مصدر المعرفة”. وشدد على “ضرورة الانتقال من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها وفق أسس تربوية ذات رؤية مستقبلية وقيم إنسانية واضحة، وعلى ضرورة تدريب جيل العصر الرقمي على أنسنة التكنولوجيا الحديثة، وتحفيزه على التفاعل معها”.
وتميّز المنتدى بحضور الدكتورة ألكس كروتوسكي التي شاركت بدعوة خاصة من Eduvation، وهي مرجعيّة عالميّة متخصّصة في مجالي علم النفس التربوي والإعلام التواصلي. وشدّدت في محاضرتها على “تربية إنسان الغد بوسائل الحاضر”، وبيّنت المزايا وحدّدت الحلول والمنهجيات المثالية لمقاربة هذا الأمر.
وعُقدت جلسات متخصّصة على مدى يومي المنتدى عن مواضيع الثورة الرقميّة وآفاقها الحديثة وتأثيراتها الجانبيّة، بالإضافة إلى تحديد دور المعلم والمدرسة، شاركت فيها نخبة من أصحاب التخصص والوجوه الرسميّة، الأكاديميّة والإعلاميّة.
من جهة ثانية، شارك جيل “الويب” في أعمال هذا المنتدى، توازيًا مع برنامج الجلسات، من خلال فسحة تعبير حرّ أطلق عليها اسم “iYouth Forum” وهو منتدى خاص بالشباب الذين قدموا ما لديهم حول الموضوع.