إحتفلت الرهبانية الأنطونية المارونية، بترقية أربعة من الرهبان الأنطونيين هم: إيلي أبو عساف، يوسف الفخري، رواد كعدي وجاك الكك، إلى الدرجة الكهنوتية، بوضع يد رئيس أساقفة أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران سمعان عطاالله، في الكنيسة الكبرى لدير مار الياس – انطلياس.
حضر الاحتفال، إلى جانب الرئيس العام للرهبانية، الأباتي داود رعيدي، الآباء المدبرون وأهالي الكهنة الجدد، وحشد من الفعاليات الروحية والمدنية والاجتماعية وكهنة ورهبان وراهبات وأصدقاء وحشد من المؤمنين، خصوصا من بلدات الكهنة الجدد ومناطق خدمتهم الرسولية. وتولى الخدمة الإلهية جوقة الجامعة الأنطونية بإدارة الأب توفيق معتوق.
وبعد أن قدم الاحتفال الأب بشاره إيليا وعرف بالكهنة الجدد، دخل المطران عطاالله الكنيسة يحيط به الأباتي رعيدي والأبوان المدبران مارون بو رحال وجورج صدقه، والشمامسة المرشحون للكهنوت، يرافقهم عرابوهم: الآباء جوزف بو رعد، ومنير بو داغر، وفادي مسلم والخوري أنطوان سركيس.
وخلال القداس، وقبل المناولة الإلهية، قدم الأباتي رعيدي الشمامسة أبو عساف والفخري وكعدي والكك، فباركهم المطران عطاالله ليبدأ رتبة الرسامة، حيث وضع يده عليهم ليمنحهم النعمة الإلهية ويمسح أيديهم بالميرون المقدس ويوشحهم بالشارات الكهنوتية، ويضع على رؤوسهم الكأس المقدسة ليطوفوا بها في أرجاء الكنيسة وبين المؤمنين الذين واكبوهم بالدعاء والتصفيق والتهليل والزغاريد.
وبعد أن ناول المطران الراسم الكهنة الجدد، توزعوا في الكنيسة ليقدموا خبر الحياة أولا لوالديهم ومن ثم لجميع المؤمنين.
عطاالله
وألقى المطران عطاالله عظة بعنوان: “الجماعة، مفتاح البشرى الجديدة”، قال فيها: “أسأل الله ان يتكرم ويمن على رهبنتنا بالدعوات الكثيرة فيزداد عدد الفعلة كما ونوعا، لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون، بخاصة في كرم رهبنتنا”.
أضاف: “مع درجة القسوسية التي يمنحكم إياها الرب بواسطة يدي الحقيرتين، اود ان أزودكم بكلمة خلاص، أزيدها على الزاد الذي جمعتموه بكد وعناء طوال الطريق، الذي سلكتموه لتصلوا إلى درجة المذبح، تواقين إلى طبعه بقبلة الحب والسلام والأمانة والإلتزام، وتقوموا بخدمتكم فرحين سعداء، خاصة وإن الرب يحب المعطي الفرحان؛ بذلك تشهدون ان الحياة مع الله جميلة وخدمة الإنسان أو خدمة تدبير الله الخلاصي للإنسان، كل إنسان، مصدر تعزية وهناء”.
وتابع: “الحياة الرهبانية هي مدرسة بنيان الوحدة والخلاص، مدرسة العيش الواحد بفرح، مدرسة الشراكة، على كل الصعد، المدرسة القائمة على المحبة. فالعالم، يسبح الله إذا كان المؤمنون به يحبون بعضهم بعضا. بفضل هذه الشهادة كان عدد المؤمنين يزداد ألوفا. الشراكة، او ألمعية تعني السير معا والتفتيش عن المطلق معا والتعاون الصادق، أي العمل معا بالنوايا الحسنة”.
وقال: “الجماعة أو الحياة الجماعية، وبكلام آخر العمل الجماعي، هو كلمة الحياة التي عليكم ان تقرأوها وتتأملوا فيها وتعملوا بها لتشهدوا للأخوة والتعاون، مجسدين إنجيل المحبة والفرح. هكذا تخرجون من الأنانية المنغلقة وتدخلون سر الآخر: إذ حيث يجتمع إثنان باسمي أكون الثالث بينهما. يسوع هو ضمانتنا، إنه ضمانة عملنا معا باسمه، ولذلك لا نخاف من فقرنا وضعفنا والمحدودية”.
واشار الى ان “هذه النظرة تحررنا من عبودية المؤسسة، وترفعنا إلى مقام الودعاء، الذين طوبهم الرب يسوع ووعدهم بالأرض إرثا، لا ينزعه أحد منهم، فطوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض”.
وختم: “حياة الجماعة تقدم لنا العون الذي يهبه الرب يسوع لوجودنا لنعيش التوبة والوداعة والتواضع والغفران”.
في الختام تقبل الكهنة الجدد وأهاليهم تهاني الحاضرين.
وطنية