شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | 90.5 % مسلمين و9.5 % مسيحيّين! بقلم داني حداد
90.5 % مسلمين و9.5 % مسيحيّين! بقلم داني حداد
الاب طوني خضره

90.5 % مسلمين و9.5 % مسيحيّين! بقلم داني حداد

علينا أن نتأمل في هذه الأرقام كثيراً. علينا أن نتأمل في ما بعد هذه الأرقام. علينا أن نخجل من الزعماء المسيحيّين الذين يتلهّون، في زمن “داعش” وأخواته، بصغائر الأمور وبالحرتقات السياسيّة والمزايدات الانتخابيّة، بينما الوجود المسيحي في لبنان بلغ مرحلة انحدار خطير، خصوصاً في الإدارات الرسميّة. فمن يتحرّك قبل أن “ننقرض” في هذه الإدارات؟

تشير أرقامٌ حصل عليها موقع الـmtv الالكتروني الى أنّعدد اللبنانيّين الذين تقدّموا الى وظيفتَي رقيب متمرّن ودركي متمرّن في مؤسّسة قوى الأمن الداخلي بلغ ۲٦۱۱٦ لبنانيّاً موزّعين طائفيّاً على الشكل الآتي:

–      ۲٥٠۲ مسيحي، أي ما نسبته ٥،۹ % من المجموع العام.

–      ۲٣٦۱٤ مسلم، أي ما نسبته ۹٠،٥ % من المجموع العام.

علماً أنّ المطلوب، على الأقل، ثلاثة آلاف مسيحي من أجل اختيار نصف عددهم، إذا نجحوا، ليؤخذ العدد بالتساوي الطائفي.

لا تقتصر هذه الأرقام الصادمة على مؤسسة قوى الأمن الداخلي، بل هي شبيهة بأعداد الذين يتقدّمون الى المؤسّسات والأجهزة الأمنيّة الأخرى، حيث بات المسيحيّون لا يتجاوزون الثلث في أحسن الأحوال. كما ينطبق الأمر نفسه على ما يحصل في الإدارات المدنيّة حيث لا يكفي، في بعض الأحيان، جميع المسيحيّين الذين يتقدّمون الى وظائف فيها، ولو نجحوا جميعاً.

والسؤال: ماذا تفعل الأحزاب المسيحيّة حيال ذلك، وماذا تفعل الكنيسة؟ ألا تتلهّى الأحزاب بمصارعة بعضها على فتات الوظائف والمناصب، لحسابات انتخابيّة بحتة؟ الى أيّ حدّ تشكّل هواجس المسيحيّين الحقيقيّة جزءاً من تصريحات الزعماء المسيحيّين الذين، إن حذفت منها انتقاداتهم لبعضهم البعض، باتت فارغة بمعظمها؟

ولكن، من أجل المزيد من التقصّي حول مسألة امتحانات مؤسّسة قوى الأمن الداخلي، اتصلنا بمؤسسة “لابورا” الناشطة في مجال تأمين الوظائف العامّة والخاصّة للمسيحيّين لاستيضاح هذا الأمر، حيث تمّ التأكيد لنا على دقّة هذه الأعداد. كما لفت رئيس المؤسسة الأب طوني خضره الى أنّ “لابورا” قامت بحملة واسعة لتحفيز الشباب المسيحي على التقدّم الى الوظيفتين المتوفّرتين في قوى الأمن الداخلي، كما أرسل شخصيّاً كتاباً، بالتعاون مع البطاركة، الى جميع الأساقفة طالباً منهم تعميم هذه المعلومات على الكهنة لتحفيز المسيحيّين على هذه الوظيفة.

نسأل الأب خضره عن النتيجة، فيكتفي بالقول: “لم تكن على المستوى الذي توقّعناه”، ثمّ يصمت، وفي سكوته أبلغ الكلام وأقساه…

ممّا لا شكّ فيه أنّ “لابورا” لعبت في السنوات القليلة التي مضت على تأسيسها دوراً فاعلاً على صعيد تعزيز الحضور المسيحي في الإدارات العامة، إلا أنّ المؤسسة غير قادرة سوى على إضاءة الشموع في حين تكاد الأحزاب المسيحيّة تكون غافلة عن وجود الظلام.

ستقوم “لابورا”، بعد انتهاء دورة قوى الأمن الداخلي، بتقديم تقريرٍ مفصّل عنها. ولكن، هل سيقرأ المعنيّون هذا التقرير، وإن قرأوا، هل سيتحرّك أحدٌ منهم لإيجاد الحلول قبل فوات الأوان؟

هل سيكتفي بعض المسيحيّين بالتخويف من “داعش”، من دون أن يبادروا الى أكثر من ارتداء “تي شيرت” مزيّنة بحرف “النون”؟ أم أنّ هناك من يحلم بربيعٍ عربيّ ينتشلنا من هذا الواقع؟

ونسأل، أيضاً وأيضاً: ما هي الأسباب التي تمنع المسيحيّين من التقدّم الى الوظائف العامة؟ وهل ما تقوم به الأوساط المسيحيّة والكنسيّة يكفي لتحقيق ذلك؟

لعلّ “لابورا”، إن خرجت عن صمتها، قادرة على تقديم إجاباتٍ كثيرة، ما دام الأمل بات مفقوداً بكثيرين من أولياء أمورنا السياسيّة والروحيّة…

نقلاً عن موقع الـMTV الإخباري

http://mtv.com.lb/News/367415

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).