يستعدّ موقع «ذا هافنغتون بوست» لإطلاق نسخته العربيّة مطلع العام المقبل، بحسب ما أوردت وسائل إعلام غربيّة عدّة. سيكون المشروع المرتقب، ثمرة تعاون بين شركة «آي أو أل» مالكة «هافنغتون بوست»، وشركة «إنتغرل ميديا ستراتيجي» التي يديرها حالياً وضّاح خنفر، المدير العام السابق لقناة «الجزيرة».
«تتوجّه الطبعة الجديدة من الموقع، لجمهور الهواتف الذكيّة المتزايد بين شباب الشرق الأوسط»، بحسب ما نقلت صحيفة «فايننشل تايمز» البريطانيّة، عن لسان خنفر. ويطمح القيّمون على المشروع إلى جعل «هافغنتون بوست عربي»، تجربة فريدة من نوعها عربياً، إذ من المتوقّع أن «يجمع بين التحقيقات الخاصّة، ومساهمات لصحافيين مستقلّين، ومدوّنات تشمل كلّ الآراء والأفكار حول شؤون المنطقة»، كما أوردت «الغارديان». لكن مكاتب الموقع لن تتمركز في مدينة عربيّة، بل في لندن، على أن تتولّى شركة خنفر اختيار الفريق العامل. وقال خنفر في تصريح إعلامي: «من الأفضل أن تكون مكاتب الموقع خارج المنطقة، بما يتيح مسافةً كافية لإنجاز عمل متوازن، وغير منحاز إيديولوجياً، أو ملتزم سياسياً».
من المقرّر إطلاق الموقع في الجزء الأوّل من العام 2015، ويأتي الإعلان عن ذلك، وسط تصاعد الاهتمام الإعلامي الغربي بالمنطقة، بعد التطوّرات السياسيّة والأمنيّة الضخمة التي شهدتها في السنوات الماضية. وقالت رئيسة مجموعة «هافنغتون بوست ميديا» أريانا هافنغتون، إنّ الموقع سيطرح المواضيع الحساسة كافة، من دون خطوط حمر، مثل «حقوق المرأة، وحريّة التعبير، ولن نقدّم أي تنازلات». وأضافت: «إحضار «هافنغتون بوست» إلى العالم العربي، كان أحد أبرز أحلامنا منذ إطلاق أولى النسخ الدوليّة لموقعنا قبل ثلاث سنوات. ومن الضروري أن نجلب المزيد من الأصوات العربيّة إلى تعميق النقاش حول فهم الحياة في العالم العربي، من مشاكله إلى إنجازاته، وإمكانيّاته».
سبق لـ«هافنغتون بوست» إطلاق مواقع عدّة ناطقة بلغات عدّة، منها في البرازيل، وكوريا الجنوبيّة، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، ونسخة ناطقة بالفرنسيّة مخصّصة للمغرب العربي. كما يجري العمل على إطلاق نسخة هنديّة. ولحظت صحيفة «فايننشل تايمز»، أنّ المؤسسات الإعلاميّة الرقميّة مثل «هافنغتون بوست» و«فايس ميديا» وبازفيد» تتوسّع من خلال إطلاق نسخ بلغات عدّة، في حين تقوم وسائل إعلام تقليديّة بتقليص وظائفها، خصوصاً في الخارج.
وتهدف «هافنغتون بوست» من خلال هذا التوسّع، إلى كسب اهتمام جمهور واسع، وعينها على سوق الإعلانات النامي في المنطقة، خصوصاً مع تزايد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي، بشكل كبير.
السفير