سيخضع التلامذة حملة الإفادات الذين يرغبون في الانتساب إلى كلية العلوم في الجامعة اللبنانية لاختبار كفاءة، وفق ما قررت وحدة كلية العلوم أخيراً، مع موافقة رئاسة الجامعة. ما هو هذا الاختبار وما الفرق بينه وبين امتحان الدخول؟ وكيف سيتم قبول التلامذة؟
يوضح عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن زين الدين لـ”النهار” أن “امتحان الدخول مقرر وفق المراسيم أو القوانين التي أنشأت الكليات وجعلت فيها امتحان دخول، يُقبَل بموجبه عدد معيّن من التلامذة وفق حاجات السوق، بغض النظر عن رسوبهم ونجاحهم، فقد يكون أحدهم ناجحاً لكي لا يُقبل في الجامعة. أما كلية العلوم التي لا تعتمد امتحان دخول، فقد ارتأت أن تجري اختبار كفاءة أملته ظروف طارئة هي عدم تصحيح الامتحانات الرسمية، لسببين: لتحمي طلابها الجدّيين والكفوئين، وحفاظاً على سمعتها الأكاديمية في الوقت عينه، فضلاً عن أخذها في الاعتبار قدرتها على الاستيعاب. اختبار الكفاءة مطلوب فيه الحد الأدنى من المعرفة عند المتقدم إليه حتى يتم قبوله، هو مجرد تعرف إلى هوية هذا التلميذ الأكاديمية، إلى أي مدى هو جدّيّ، هدفه التعلّم لا التسلية. ولأنه اختبار كفاءة، لا امتحان دخول، لذلك فهو لا يحتاج إلى تعديل قانوني”.
واختبار الكفاءة مفتوح فقط أمام تلامذة علوم الحياة والعلوم العامة، وهو عبارة عن مسابقتين، واحدة في الرياضيات والفيزياء، وأخرى في الكيمياء والعلوم الطبيعية. يختار التلميذ إحدى هاتين المسابقتين وفق تخصصه، أي إن كان متخرجاً في علوم الحياة أو العلوم العامة. أما تلامذة العلوم العامة الذين يودون أن يتسجلوا في الطب فيستطيعون اختيار المسابقة التي يريدونها. ويوضح العميد أنه ستتم مراعاة أن تكون أسئلة الرياضيات من البرنامج المشترك بين علوم الحياة والعلوم العامة.
المسابقة مؤلفة من 50 سؤالاً (25 سؤالاً في الفيزياء و25 في الرياضيات، كذلك 25 سؤالاً في الكيمياء و25 في العلوم الطبيعية)، كل سؤال مرفق بإجابات عدة، يضع التلميذ “صح” أو “خطأ” في الخانة المخصصة لذلك، وقد تكون ثمة أسئلة تحتاج إلى إجابات مختصرة. مدة الاختبار ساعة، وهو على 100 علامة، مقسمة 50 علامة على الرياضيات و50 على الفيزياء. كذلك إذا اختار التلميذ المسابقة الثانية، تكون العلامة 100 مقسمة 50 على الكيمياء و50 على العلوم الطبيعية. يجرى الاختبار في فروع الكلية الـ5 وإذا لزم الأمر في بعض الشُعب، الساعة 9 صباح السبت 13 أيلول المقبل.
والاختبار موجه فقط للتلامذة حملة الإفادات للسنة 2014. أما تلامذة البكالوريا الفرنسية أو الذين يحملون شهادة الثانوية من العام الفائت أو شهادتهم معادلة، فغير معنيين بهذا الاختبار، ويمكنهم أن يتسجلوا في شكل عادي عند فتح أبواب التسجيل. فقط صاحب الإفادة عليه أن يجتاز الاختبار حتى يتمكن من أن يتسجل في الكلية.
ويقدّم التلميذ طلبه في الفرع الذي يرغب في متابعة الدراسة فيه لاحقاً، بين 1 أيلول المقبل و10 منه. والمستندات المطلوبة: إخراج قيد جديد ووثيقة الترشيح أو أي مستند آخر صادر عن وزارة التربية يثبت تقدم التلميذ إلى امتحانات الثانوية العامة.
وعما إذا كان يتوقع أن تكون ثمة أعداد كبيرة من الذين سيجتازون هذا الاختبار، يقول زين الدين: “المشكلة ليست في الأعداد، هي سمعة نصبو إلى الحفاظ عليها في الكلية، ونحن حريصون على أن يدخل الكلية من هو أهل للتعلم، ولا ننصح من هو غير جدّيّ بأن يقصد الكلية”. وعن آلية النجاح أو القبول: “الأمر غير محدّد، سندرس عدد المتقدمين إلى الاختبار وقدرتنا على الاستيعاب، وعندئذ نتحكم بالعدد والمعدّل. لا معدّل للنجاح إذا بلغه التلميذ يُقبل في الكلية، ليست فكرة نجاح، هو اختبار كفاءة. ووفق قدرتنا على الاستيعاب نأخذ التلامذة، أي إذا كنا مثلاً قادرين على استيعاب 1000 تلميذ نأخذ 1000 أو 1100 ولا نأخذ 3000، مع حرصنا على علّة وجود الجامعة اللبنانية التي هي تأمين ديموقراطية التعليم، خصوصا للطبقات المتوسطة”.
ويشير زين الدين إلى أن اختبار الكفاءة ليس في حاجة إلى رصد اعتمادات كما في الامتحانات، و”قد أبدى الأساتذة استعدادهم للمراقبة والتصحيح مجاناً إذا لزم الأمر، لأنهم يعتبرون هذا جزءاً من واجبهم لحماية الكلية”. سيراقب أستاذ أو أستاذان في كل قاعة، ويدخل التلامذة مع رقمهم وإخراج قيدهم، مع العلم أن المسابقات لن يدوّن عليها التلامذة أسماءهم، بل أرقامهم فقط.
ويتوجه زين الدين ختاماً إلى التلامذة مطمئناً إياهم: “لا تتخوّفوا من الاختبار، انظروا إليه من زاويته الإيجابية، هو لحماية الكفوئين والجدّيين منكم. لا خوف على المتفوقين، فهم سيتميّزون أيضاً بعد 6 أسابيع من دخولهم الجامعة عند إجراء الامتحان الجزئي الأول، وبالتالي تعود إليهم معنويات فقدوا قسماً منها حين تساووا بالإفادات مع غير المميزين من التلامذة”.
ماريا الهاشم / النهار