تواجه المدارس الكاثوليكية صعوبات، تعمل بالتشاور مع المعنيين على حلها. وسلط الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار في لقاء مع “النهار” الضوء على مواضيع الساعة منها القسط المدرسي، مساعدات المدارس الكاثوليكية للتلامذة المعوزين، واقع المدارس المجانية المهددة بالاقفال بسبب تآمر الدولة عليها، منح الافادات المدرسية، واقع الامتحانات الرسمية.
“السنة الدراسية في موعدها وتحديداً في 23 أيلول” وفقاً لعازار. برأيه، “نواجه هذه السنة صعوبات عدة تعود الى موضوع المطالبة باقرار سلسلة الرتب والرواتب، وخشية الأهل من زيادة محتملة على الأقساط المدرسية”. واعلن ان “موازنة المدارس الكاثوليكية التي يصل “عددها الى 187 مؤسسة خصصت 16 مليار ليرة لأبناء المعلمين وما يفوق الـ 20 مليارا مساعدة للتلامذة المعوزين”.
وبعد شرح مفصل عن ترابط اقرار أي زيادة مع تحديد الموازنة المدرسية التي ترفع الى وزارة التربية في كانون الثاني من كل سنة، لفت الى أن “الأقساط قد تشهد زيادة طفيفة جداً وذلك لتغطية الدرجات العادية للمعلمين وفي بعض الحالات لتأمين التقسيط الذي يطرأ لما يسمى بسلفة غلاء المعيشة”. وقال: “يرتكز هذا على تداعيات القانون 223 الذي منح المعلمين في عام 2012 4 درجات ونصف الدرجة مع المفعول الرجعي للأعوام السابقة. وانعكس هذا القانون على القسط المدرسي وهذا ما جعل ادارات المدارس تلجأ الى تقسيط هذه المدفوعات على أعوام عدة”.
وعما اذا كانت أكثرية المدارس الكاثوليكية التي تضم 190 ألف تلميذ قد التزمت تسديد سلفة غلاء معيشة لمعلميها قال: “هذا ما قامت به أكثرية المدارس الكاثوليكية باستثناء 97 مدرسة مجانية التي يتعلم فيها ما يقارب الـ25 ألف تلميذ والتي لم تستطع تسديد هذه المتوجبات”.
من جهة أخرى، أعلن الأب عازار أن الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية اضطرت الى اقفال 4 أو 5 مدارس مجانية تابعة لها وذلك في محافظتيّ بيروت والبقاع”. أما هذا القرار فيعود الى “تلكؤ الدولة في تسديد متوجبات لهذه المدارس المجانية”. واعتبر أن “تقاعس الدولة ينذر بمؤامرة لاقفال المدارس المجانية، وحتى لاقفال المدارس الخاصة ايضا”.
ورداً على سؤال عن تحديد الجهة المسؤولة عن مشكلات المدرسة المجانية أجاب: “هي مسؤولية الحكومات المتعاقبة. لا يتوقف الموضوع على ذلك بل في التظاهرات بعض الكلام ضد المدارس الخاصة لدرجة صورت وكأنها لا تؤمن المصلحة العامة”.
الإفادات والامتحانات
أما في ما خص قرار اصدار الافادات وما آلت اليه “معركة” اقرار السلسلة قال عازار: “خسرنا جميعا في معركة اصدار الافادات ولم يربح أحد”. الأهم وفقاً لعازار أننا خسرنا “الثقة في ما بيننا، وهذا ما دفعنا الى عقد سلسلة اجتماعات بين مجلس نقابة معلمي الخاص وممثلين عن لجان الأهل لإعادة الثقة في ما بيننا”.
لكن الأب عازار ذهب أبعد من ذلك ليسأل “عما اذا كانت الامتحانات قد جرت على المستوى الذي نطمح اليه أو ما اذا كانت الامتحانات نزيهة أو رافقتها محاولات غش أو هل ستكون عمليات التصحيح أفضل مما هي عليه الامتحانات عموماً”؟ باختصار، لم “يتردد في التعبير عن شكوكه لأن الفوضى رافقت التحضير للامتحانات والسرعة التي كانت ستواكب التصحيح وهذا ما يطرح تساؤلات عن صدقية النتائج”.
وفي العودة الى هيئة التنسيق، رأى عازار “أننا ندعم اقرار سلسلة عادلة تراعي مصالح الجميع”. وقال: “أعترف أن الحكومات أخطأت بوعودها وهذا ما دفعنا الى اصدار بيان باسم اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة ناشدنا فيه الوزير الياس بو صعب بدعوة اختصاصيين في الاقتصاد والاجتماع للقاء ادارات المدارس ولجان الأهل لتحديد مخارج ممكنة لأزمة السلسلة”. وعما اذا كان الوزير بو صعب استجاب للطلب قال: “لم يحصل اي شيء الى اليوم”.
ورداً على سؤال عما سيوجه من كلام لنقيب معلمي التعليم الخاص نعمة محفوض في حال وجده أمامه الآن قال: “أقول للأستاذ نعمة أننا حريصون على حقوق المعلمين في القطاع الخاص. كما نتمنى عليك أن تعمل جاهداً لتحييد القطاع التربوي عن الصراعات المطلبية والتجاذبات السياسية”.
وعن الجهة التي تدعم هيئة التنسيق النقابية أجاب: “لم تتضح الصورة لمعرفة من وراءها”. وقال: “عندما نرى مدى تأييد الكثيرين لمطالب هذه الهيئة وامتناع الأشخاص أنفسهم من تنفيذ هذه المطالب. نستغرب اصرار الجهات نفسها على عدم تأمين لقاء مع ادارات المدارس ولجان الأهل مع الهيئة”. وعما اذا كانت هذه الجهات واضحة له قال: “هي الجهات التي تريد “شتاء وصيفا على سطح واحد” ونعني مجلسي الوزراء والنواب مجتمعين”.
ودعا عازار من يشكك بموازنة المدارس وبأرقامها أن يراجعوا تفاصيل القانون 96/515 والذي يشرح تفاصيل الموازنة، وليراجعوا مصلحة التعليم العالي في وزارة التربية… أقول هذا كله لأنني لا أحب أن تظهر مدرستنا كأنها وحدها “صلبت المسيح”.
وتوقف عازار عند قدرة المدارس الكاثوليكية على استيعاب التلامذة العراقيين القادمين من الموصل قائلاً: “أرسلت كتاباً في هذا الخصوص أطالب فيه الادارات بتسهيل قبول هؤلاء التلامذة مادياً ومعنوياً”. لكنه تمنى “أن تقدم المؤسسات الخيرية في لبنان برنامجاً خاصاً لهم لأنهم قادمون الينا وهم يتعلمون كل موادهم باللغة العربية وهذا ما لا نعتمده في برامجنا”.
ختاماً، أعلن عازار أننا “كنا سباقين كاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بالتعاون مع المركز التربوي للبحوث والانماء الى اطلاق اليوم الوطني لذوي الحاجات الخاصة، وشدد على متابعة مشاريع استحداث صفوف خاصة في عدد من مدارسنا”، مشيراً الى أننا “تعاونا مع المركز التربوي في تدريب 220 معلماً ومعلمة على المهارات المطلوبة للتعامل مع هذه الفئة”.
روزيت فاضل / النهار