منذ «مونديال 2014»، حظيت الشاشة الرسمية بشعبية جارفة بعد تمسكها بحق عرض المباريات. ترافق ذلك مع نفضة «خجولة» شكلاً ومضموناً… فماذا عن استعدادات أيلول؟
خلال جولتنا على القنوات المحلية لرصد مطابخها التحريرية الإخبارية قبل عامين (الأخبار 22/12/2012)، لفتتنا الروحية التي سادت موظفي «تلفزيون لبنان» وقتها. تصرّف هؤلاء كأنهم يملكون أحدث التقنيات وينافسون كبريات القنوات المحلية، إذ كانوا يعملون كخلية نحل في غرفة الأخبار.
في تموز (يوليو) 2013، عيّن طلال المقدسي مديراً عاماً موقتاً لـ «تلفزيون لبنان» بقرار من قاضي الأمور المستعجلة. تلت هذا القرار بلبلة كبيرة في كواليس القناة الرسمية. دخل المقدسي المحطة بنية التغيير، فأقصى وجوهاً ألفتها الشاشة لسنوات وضخّ دماً شاباً خصوصاً في تقديم نشرات الأخبار في خطوة أثارت الجدل وانقساماً لدى العاملين في المحطة.
في كانون الثاني (يناير)، ظهر اللوغو الجديد للمحطة المزدان بألوان العلم اللبناني، وكشف النقاب عن استديو النشرات الإخبارية. وفي نيسان (ابريل)، بدأ الترويج يتصاعد عن حلّة جديدة وبرمجة منوعة عبر الساحة الافتراضية التي أضيفت حديثاً الى جعبة القناة الرسمية.
هكذا، أطلت برمجة منّوعة على مشاهدي الشاشة راوحت بين التربية والسياسة والاجتماع. استمر بعضها واستحدثت برامج أخرى تواكب البرمجة الخريفية هذا الموسم. البارز هنا هو غياب اللونين الأسود والأبيض اللذين لطالما شكلا مصدر التنّدر والنكات عبر اعادة المسلسلات والأعمال الغابرة نفسها على مدى سنوات.
يؤكد مدير البرامج في القناة الرسمية حسن شقور في حديث مع «الأخبار» بأنّ القرار اتخذ هذه المرة بتغييب هذا الأرشيف واستبداله ببرامج خاصة ملّونة وحية.
ومنذ الاول من أيلول (سبتمبر) الجاري، بدأت البرمجة الخريفية على الشاشة الرسمية مع «خوابي الكلام» (كل اثنين 21:00 مساء) الذي تقدمه عبير شرارة مستضيفةً وجوهاً شعرية وإبداعية وفنية كشوقي بزيع وطليع حمدان والياس الرحباني وروميو لحود. وللفكاهة مساحة مع الثنائي غابي حويك وشادي مارون وبرنامجهما «حلو كتير» (كل سبت 8:30) الذي يمتلئ بمواقف كوميدية ساخرة بعيدة من «الابتذال». كما يُعرض «أمّن حالك» (كل سبت 21:30) الذي يختصّ بسبل التأمين الصحي مع استمرار البرامج التي بثت مع النفضة الجديدة مثل «ست الدنيا» (كل أحد 21:00) الذي يشكّل مساحة للمرأة وإنجازاتها وريادتها في مجالات مختلفة، و»صباح لبنان» (يومياً ما عدا السبت والأحد 9:00 صباحاً ـ «الأخبار» 23/5/2014) الذي أطل في أيار (مايو) الماضي مع وجوه شبابية وفقرات عدة رواحت بين الثقافة والترفيه.
هذا إضافة إلى «كلمة حرة» (كل أربعاء 21:30) السياسي الحواري مع الإعلامية شدا عمر. ويستكمل «التحدي الكبير» (إعداد كمال نخلة، إخراج كريستين داغر) التربوي التنافسي بموسمه الثاني تزامناً مع بدء العام الدراسي. ومن المنتظر أن يبصر النور برنامجان جديدان قريباً هما «سنا وين؟» الذي يذهب إلى فسحة من الترفيه والألعاب مع الإعلامية سنا نصر، والثاني لم تتضح معالمه بعد. لكن المؤكد أنّ طابعه فني مع سهرات وحوارات موسيقية. وتطّعم القناة برمجتها بنكهة درامية مع المسلسل السوري «باب المقام» واستعادة لمسلسل «مرايا 2012”.
رغم وجود العديد من الثغر كتكريس للحوارات الكلاسيكية كما في «ست الدنيا» أو غياب الصورة النقية كما في «كلمة حرة»، إلا أنّ شقور يشير إلى أنّ القناة ستحسّن الجزء التقني في عملها خصوصاً مع دخولها العصر الرقمي وخروج بثها الى الفضاء.
زينب حاوي/ الأخبار