أقيم أمس حفل إطلاق موسوعة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” التي أعدتها المنسقة العامة لسنة بيروت عاصمة عالمية للكتاب مديرة ملحق “السفير” الفرنكوفوني الدكتورة ليلى بركات، في رعاية الرئيس سليم الحص ممثلاً بالوزير السابق محمد يوسف بيضون، في فندق “كراون بلازا” الحمرا. وحضر الاحتفال جمع من الشخصيات السياسية والثقافية. وألقى رئيس تحرير جريدة “السفير” طلال سلمان “كلمة تحية لبيروت الكلمة”، وبيضون كلمة باسم الحص قبل أن توقع بركات الموسوعة.
وتضم الموسوعة 567 مشروعاً وأكثر من 1200 نشاط كانت نفذت منذ انطلاق برنامج “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” في 23 نيسان 2009، والذي انتهى في 22 نيسان 2010.
والموسوعة “سنة الكتاب في بيروت من الغلاف إلى الغلاف” وفق ما تقول بركات في التمهيد، وتوضح أن المناسبة أملت “أرشفة ما تم تحقيقه من برنامج بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009”.
والبرنامج الذي جعل بيروت في غليان ثقافي، امتد شهراً إضافياً نظراً إلى “التفاعل الكبير لهيئات المجتمع المدني ومؤسساته”.
وخلصت بركات إلى أن “هذا لم يعد تقريراً. هذه أسطورة أبطالها هيئات المجتمع المدني ومؤسساته وأفراده”. واعتبرت أن الموسوعة تنطلق من بيروت عاصمة عالمية للكتاب لتصبح “بمثابة دعوة إلى الاستثمار في القطاع الثقافي، لتحقيق التنمية الثقافية المستدامة أولاً، ولتوظيف اقتصادي ثانياً”. وتضيف: “نؤكد في هذه الموسوعة، انطلاقاً من نموذج بيروت عاصمة عالمية للكتاب، جدوى الاستثمار في القطاع الثقافي، ولتغيير صورة لبنان. بهذا المعنى، لا، هذا ليس تقريراً. هذه دراسة تنتظر طبقة سياسية تريد تغيير صورة لبنان، ومحاطة بفئات المجتمع المدني وهيئات القطاع الخاص. هذه خريطة طريق، هي السبيل إلى تغيير صورة الوطن لإظهار الوجه الثقافي المشرق، وهذا هو وجهنا الحقيقي”.
وختمت: “عندما يعرف بلد ما، أي بلد، تجربة رائدة كـ”بيروت عاصمة عالمية للكتاب” ينساها ويعود إلى حياة روتينية يعوزها المجد، إن كان قومه بسيطاً. ويهمّ بتوثيقها وحفظها في الذاكرة الجماعية التي تشكّل قيمة مضافة إلى تاريخه، إن كان قومه يقظاً. ويعمل جاهداً لاستخراج العبر منها بغية تكرارها وانتهاجها، إن كان قوماً عبقرياً”.
ومن النشاطات التي شهدتها “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” ووثقتها الموسوعة، توزيع جائزتي “القارات الخمس للفرنكوفونية” و”المتوسط للكتاب”، إلى المهرجانات ومنها “مهرجان بيروت 39” الذي شاركت فيه الزميلة جمانة حداد، والمؤتمرات منها “قصتنا قصة! أدب أولاد اليوم” ومؤتمر “بيروت قصيدة الوطن”. وكرّمت محافظات لبنان شعراءها، وكذلك فعلت الجامعات والمراكز الثقافية. وكانت هناك مبادرات فردية تعنى بالشعر والشعراء. ونشرت أنطولوجيات شعرية. ولم تغفل الاحتفالية المسرح عبر ملتقى الكتاب والمسرح. وأطلقت بيروت مسار التنمية الثقافية المستدامة، عبر دعم قطاع النشر في لبنان والتشجيع على المطالعة، وإنتاج كتب في خدمة التنمية الثقافية المستدامة. وتوقفت الموسوعة عند مشاركة المجتمع المدني في الحراك الثقافي للعاصمة.
“بيروت عاصمة عالمية للكتاب” في موسوعة في انتظار طبقة سياسية تغيّر صورة لبنان
النهار