سعيد نوغوس تيكليستيون، اللاجىء الاريتري، بوجوده في دير آينزيدن للاباء البنديكتيين. “انا سعيد جدا هنا. فالمكان هادئ، ولا مشاكل فيه”، يقول، وهو يتوجه الى كنيسة الدير الذي بات مسكنه الجديد الموقت. في مطلع تشرين الاول، فتح اشهر دير في سويسرا ابوابه لاستقبال مجموعة من 30 طالب لجوء اريترياً، محوّلا مبنى لاستقبال الحجاج مركزا لايوائهم. وحتى نهاية هذه السنة، يستقبل نحو 80 منهم.
العام 934، أُسِّس دير آينزيدن، الذي يحتوي تمثالا اسود غامضا للسيدة العذراء. وهو يستقطب سنويا اكثر من مليون زائر لمدينة اينزيدن الصغيرة الخلابة. في تقليد الرهبان البنديكتيين، “كل شخص يطرق باب الدير يجب ان يُصغى اليه”، يؤكد رئيس الدير الاب اوربان فيديرير مبتمساً، وقد طرق كانتون شويتس باب الدير. وتقول فيونا الزه من دائرة الهجرة في الكانتون ان “سويسرا تواجه من تموز، كما الدول الاوروبية الاخرى، تدفقا لطالبي اللجوء أغلبيتهم من الاريتريين. مراكز الايواء المتوافرة لدينا كانت مشغولة بالكامل، ونشيد بارادة الدير على المساعدة”.
ما بين تموز وايلول، تلقت سويسرا اكثر من 7800 طلب لجوء، بارتفاع 45% مقارنة بالفترة عينها من العام 2013. و3500 من هذه الطلبات قدمها اريتريون. وعلى سويسرا البت مطلع السنة بـ 25 الف طلب، مقارنة بـ21500 لمجمل العام 2013. وطالبو اللجوء موزعون على كل الكانتونات. غير ان كانتون شويتس البالغ عدد سكانه 150 الفا، سيستقبل 500، اي 2% من اجمالي طالبي اللجوء. وهذا الامر “يشكل تحديا فعليا لكانتون صغير”، تقول الزه.
وفي وقت فتحت كانتونات ملاجئ للدفاع المدني، غالبا ما تبنى تحت الارض من اجل ايواء طالبي اللجوء، آثر كانتون شويتس حلولا اخرى. “المكان هنا اكثر انسانية”. وتقصد الزه المبنى الذي ينزل فيه الاريتريون في الدير، ويتضمن قاعة صغيرة يتابع فيها الرجال يوميا دروسا بالالمانية، فضلا عن مطبخ. وتقدم اليهم وجبة ساخنة يوميا في مقصف.
أغلبية الاريتريين اللاجئين هم مسيحيون ممارسون، خصوصا من الارثوذكس. وكثر منهم يقولون انهم مرتاحون جدا في هذا المكان. رحلة الوصول كانت شاقة، لمرورها بالصحراء، من السودان الى ليبيا، تحت رحمة مهربين. تيكليستيون تعرض للتعذيب و”كدت اموت” على يد مهربين عند عبور ليبيا. صاموئيب تييسفميشر قيّد باصفاد لثلاثة اشهر في ليبيا، قبل ان يتمكن من الصعود الى سفينة كادت تغرق في البحر الابيض المتوسط. غير انه نجا.
ويعرب رئيس الدير عن سعادته باتمام “واجبه الروحي” باستقباله اللاجئين، غير انه يقر بان جزءا من السكان المحليين يتملكهم بعض القلق. وقد اوضحت الزه للاريتريين “انهم ليسوا موضع ترحيب بالكامل. هذا هو الواقع، واردت ان اكون صريحة. اما وقد باتوا هنا، فسنسعى جاهدين” لاستضافتهم.
النهار