يواصل المعرض المسيحي الثالث عشر الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) نشاطاته المتنوعة في صالات كنيسة مار الياس – انطلياس لليوم الثامن على التوالي .
أُقيمت ندوة بالذكرى السنوية العاشرة لغياب الاعلامي أديب سلامة شارك فيها كل من الأستاذيّن نبيل أديب سلامة وجوزيف خريش، الدكتور القس رياض جرجور والدكتور أنيس مسلّم وذلك بحضور عائلته التي أتت خصيصاً من مصر وتوقيع كتاب عنه بعنوان “من رواد الاعلام المسكوني”.
وألقى الأستاذ نبيل أديب سلامة كلمة رأى فيها “أن المسكونية لا تعني لقاءات أو نقاشات لكنها أشخاص يؤمنون بالعمل المسكوني ، يُعبّرون عنه عملاً لا قولاً ويجسدون روح المسيحية. وترتبط المسكونة بالحضور المسيحي وغياب المسكونية يضعف الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط”. وأضاف :”كان يحمل مفهوم المسكونية لهذا سُمي بـ”الاعلامي المسكوني” وفي مصر عُرف بمؤرخ الكنيسة الانجيلية. كان اعلامياً ومسكونياً، تربى في أحضان الكنيسة القبطية أما على المستوى الاعلامي فقد تبوأ العديد من المناصب في المجلات المسيحية لا سيما منها “الهدى”، و”الكرمة” وكان أول رئيس لفرع الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في مصر”، مشيراً الى أنه كتب عن تاريخ الكنائس الانجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية والقبطبة …
خريش
وتحدث الأستاذ جوزيف خريش عن مزايا الاعلامي المسكوني سلامة قائلاً :” تصح فيه عن جدارة صفة الزارع في المثل الانجيلي ، كان رجل اتصالات البشارة ، لعل الزارع النجيب والأديب والمحب للسلام قد أدرك بحدسه الاعلامي النبوي في المرحلة الأخيرة من موسم الزرع الذي عاشه من حياته”، مؤكداً “أن المحتفى به عاش المسكونية المسيحية بامتياز من خلال الأعمال والمناصب التي تولاها عدا المؤلفات التي أصدرها في هذا المجال حتى استحق لقب مؤرخ الكنيسة الانجيلية في مصر والشرق العربي”.
وشرح الأستاذ خريش باسهاب مشاركة أديب سلامة في تأسيس ونشاط الاتحاد الكاثوليكي للصحافة – اقليم الشرق الأوسط ، لافتاً الى الاجتماعات التي كانت يتمّ عقدها في لبنان حيث كان يتوقف الاستاذ أديب عند المعوقات التي كانت تواجه الصحافة المسيحية عامة ومنها: غياب الرؤية ، عدم فتح المجال للرأي والرأي الآخر، غياب الاحتراف ، النقص في الموارد المالية والتقنية …التنبه الى دور الوسائل الاعلامية علماً أنه لم يكن آنذاك قد راجت في منطقتنا الشبكة العالمية للمعلومات والتواصل”، مشيراً الى اللقاءات التي تمّ تنظيمها وكان للأديب المشاركة الفاعلة بوضع الاستراتيجيات التي تخدم حماية الوجود المسيحي والأقليات في منطقة الشرق الأوسط .
وختمّ خريش :” كم يبدو من الضروري اليوم العودة الى تفعيل دور مسيحيي الشرق الأوسط بجميع مؤسساتهم الاعلامية والثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية ، بالدرجة القصوى التي تضاهي جسامة الخطر الوجودي الداهم على الجميع في المنطقة ، دفاعاً لا عن المسيحية والأقليات فحسب بل أيضاً عن الاسلام ديناً وحضارة بالذات”. وأمل “أن يبقى تراث أديب سلامة نموذجاً اعلامياً مسيحياً مسكونياً ومثالاً نبوياً مستقبلياً يحتذى به لا يغيب عن بال كنائس مصر ولا سائر كنائس الشرق ولا عن بال الناس الطيبين أهل التطويبات الانجيلية”.
جرجور
ثم ألقى الدكتور القس رياض جرجور كلمة قال فيها :” إن أديب سلامة شاهد على الحدث وهموم الناس والحديث عنه يعيد الى ذاكرتي حقبة طويلة من الزمن برفقته”. ولفت الى أنه كان يأخذ مواقف تهم مسيحيي الشرق الأوسط وكان يساهم دوماً بنشاطات مجلس كنائس الشرق الأوسط ويأخذ مواقف تعبّر عن رأي جميع المسيحيين في هذا الشرق ويحضّر اللقاءات المسكونية ويحدد اشكاليتها ويترقب مصاعبها مع استحضار الحلول الممكنة لها.
وقال فيه :” عندما نتذكره يحضر الى ذهننا الرجل المتواضع رغم كبر عطاءاته ، الصامت متأملاً ، والكاتب مفكراً، ودوره الرائد في تطوير وانماء الفكر المسكوني ليس على صعيد مصر فقط بل على صعيد الشرق الأوسط”. وختمّ”لن نأتِ لنجدد البكاء على رحيلك بل أتينا لنعاهدك بأننا سنقتدي بفضائلك وعطاءاتك فيما أنت تنعم في ديار الحق وفي ملكوت الله”.
مسلّم
وركز الدكتور أنيس مسلّم في كلمته على فضائل الغائب الحاضر، وقال :”غائب لا تغيب شمسه ، ضاقت الأرض على رحبها بهذا المسكوني العالي الجبين والهمة فيَممَ شطرالسماء . تلتقيه لأول مرة فتظن أنك تعرفه، لماذا ؟ لأنه كان قريباً من كل انسان من كل الأديان والمذاهب . أديب كان زميلاً كبيراً وكاتباً لامعاً ترك بصمات مسيحية مشرقة مشرفة على كل صفحة حررها في جريدة وملأها رصانة وفكراً وتأملاً عميقاً في كتاب”. وأضاف:”خدم أديب سلامة المسيحية ليس بما كتب وما قال وحسب بل بالقدوة التي قدمها لكل من عرفه وكان رجل قدوة في حياته وهذه ميزة نفتقدها اليوم في مجتمعاتنا. تنقل في أرجاء الأرض وشارك في المؤتمرات ، تمتع بمحاسن الكون فرأى بها ما يشده الى فوق ، ويُكثف رجاؤه بالانسان أخيه . عاش عالي الجبين ووديعاً متواضعاً رفيق القلب صلب الموقف، انعكست هذه الفضائل على وجهه فرحاً وصفاء نفس يصعب وصفها”.وختمّ :”أيها الغائب لا تغيب شمسه، إنني على يقين أن السيدة العذراء التي كانت ملاذك على الأرض تضمك اليوم بين ذراعيها بحنان كثير”؟
وأُقيمت مساءً أمسية شعرية تحت عنوان”السلام” شارك فيها الشعراء الياس زغيب وجوني عنداري وندى أبو حيدر طربيه وقدمتها السيدة ليال نعمة مطر.
من جانب آخر ، يشارك في المعرض الى جانب دور النشر والجامعات فنانون تشكيليون ومنهم الفنانة تيريزا دحدح وهي خريجة معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية – الفرع الثالث في طرابلس ، وقد اشتركت في المعرض لتُعرّف الناس الى ثقافتها الفنية المصقولة أكاديمياً والمتأثرة ببيئتها الجمالية الرائعة التي تُمجد الخالق. تمسك ريشتها لتلون موهبتها بخيوط الشمس الذهبية على ألواح خشبية تنبض بالحياة والفرح .
وتعرض جمعية مملكة اللزاب منتوجاتها ضمن أجنحة المعرض ، هذه الجمعية التي تأسست على ثلاثة أهداف بيئية ، ثقافية-اجتماعية وتنموية. وتعمل على حماية شجرة اللزاب التي تُكلل أعالي جبال لبنان وتتميز هذه الشجرة بصلابتها ومقاومتها للعواصف وغزارة انتاجها من الأوكسيجان .
هذا ويستمر المعرض الى السابع من كانون الأول ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً .
أوسيب لبنان
قسم الاعلام