تكثفت عمليات البحث في شمال فرنسا عن المشتبه في شنهما الهجوم على مكاتب صحيفة “شارلي ايبدو” الساخرة، بينما ارتدت فرنسا ثوب الحداد مؤكدة وحدتها في مواجهة اعتداء أشاد به تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه.
وأفيد ان منفذي الهجوم الذي أودى بحياة 12 شخصا في قلب باريس شوهدا في منطقة بيكاردي شمال باريس ظهر الخميس، حيث فرضت حال الانذار القصوى بين اجهزة مكافحة الارهاب. وكانت قوات التدخل في الشرطة والدرك تمشط المنطقة التي تحلق فوقها مروحيات بحثاً عن شريف وسعيد الكواشي، وقت عرضت شاشات التلفزيون صور الدوريات المسلحة والحواجز التي تتولى تفتيش السيارات.
وتعززت فرضية الارهاب الاسلامي بعد العثور في سيارة المشتبه فيهما التي تركاها في باريس الاربعاء على علم جهادي وعشرات من الزجاجات الحارقة. ووضع سبعة أشخاص من أوساط المشتبه فيهما قيد الحبس الاحتياطي بعد توقيفهم ليلاً. وسلم رجل في الثامنة عشرة من العمر يشتبه في انه متآمر معهم نفسه الى الشرطة.
وأجواء التوتر الشديد هذه التي ذهب بعض المعلقين والسياسيين الى وصفها بأنها “حال حرب”، وبعدما اختارت صحيفة “الموند” عنواناً لصفحتها الأولى: “11 ايلول فرنسي”، تفاقمت مع مقتل شرطية شابة واصابة موظف بلدي في اطلاق نار حصل في وقت مبكر الخميس في مونروج بضواحي باريس الجنوبية. وكلف قضاة متخصصون في مكافحة الارهاب التحقيق في اطلاق النار. وأوضحت النيابة في بيان ان القرار اتخذ “نظراً الى الظروف الراهنة”، ولكن لم تثبت بعد أي علاقة بين اعتداء الاربعاء على مكاتب المجلة الساخرة واطلاق النار الذي حصل الخميس. ويجري البحث عن شخص يرتدي سترة واقية من الرصاص ويحمل بندقية رشاشة.
ونظمت تظاهرات ومسيرات تضامن في العالم أجمع، من بروكسيل الى كينشاسا مروراً بجنيف وهونغ كونغ والقدس، بمشاركة رسامي كاريكاتور عبروا عن ألمهم وتضامنهم مع الصحيفة. وصلى البابا فرنسيس من أجل ضحايا الهجوم “الوحشي”.
ومنذ مساء الاربعاء، تعرضت مساجد عدة لهجمات في فرنسا اشتبه في ان بعضها تم بدافع الانتقام بعد الاعتداء على الصحيفة الساخرة. واعرب ممثلون للطائفة المسلمة في فرنسا عن خشيتهم من ردود فعل انتقامية. وندد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف “بأشد العبارات بأعمال العنف أو انتهاك حرمة” المساجد.
واستقبل الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه سلفه ومنافسه اليميني السابق نيكولا ساركوزي الذي صرح بعد اللقاء: “انها حرب معلنة على الحضارة، والحضارة عليها مسؤولية الدفاع عن نفسها”.
وسيستقبل هولاند اليوم زعيمة الجبهة الوطنية (اليمينية المتطرفة) مارين لوبن وكذلك زعماء احزاب سياسية أخرى.
وفي حين نظم تجمع تضامني حاشد بمشاركة الآلاف مجددا مساء الخميس في ساحة الجمهورية بباريس، أعلن محامي “شارلي ايبدو” ان الصحيفة ستصدر الاربعاء المقبل مليون عدد نسخة بدل 60 الفا.
وتحدث وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن عقد اجتماع وزاري أوروبي – أميركي الاحد في موضوع الارهاب، أكد مسؤول اميركي ان وزير العدل الاميركي اريك هولدر سيشارك فيه.
وأعرب رئيس المفوضية الاوروبية جان – كلود يونكر في ريغا عن عزمه على اقتراح برنامج جديد لمكافحة الارهاب على الدول الاعضاء “في الاسابيع المقبلة”.
النهار