القاهرة | بعد قرابة 20 عاماً على إطلاق جريدة «الدستور» التي جاءت نقطة تحول في سوق الصحافة الخاصة في مصر، يعود إبراهيم عيسى، لكن هذه المرة بجريدة “المقال”، أول يومية للرأي والتحليل في العالم العربي. قارئ الصحف المطبوعة موجود ولم يندثر بعد. هكذا يؤكد الكاتب والصحافي المصري الشهير لمن يسأله متعجباً عن حماسته لإطلاق جريدة جديدة. والأهم أنّها متخصصة فقط في نشر المقالات والتحليلات. “المقال” التي يعدّ لها عيسى حالياً كي تصدر في نهاية الشهر الجاري تعدّ الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي المتخصصة في نشر الآراء فقط، وتعقب الأخبار وتحليلها، وإلقاء الضوء على الحدث من كل زواياه، على حد قول مؤسسها الذي يخوض التجربة بمفرده هذه المرة. جريدة «المقال» تصدر من خلال إبراهيم عيسى الصحافي من دون أي تمويل من رجال الأعمال، على عكس ما يجري في الصحف الخاصة.
هذا العنصر دفعه إلى وصفها بنموذج للجريدة “المستقلة” بحق.مغامرة مادية مهنية قرر أن يتحملها بعد دراسة جدوى مستفيضة. وفي حال رغبة أي مستثمر بالدخول في التجربة، سيكون ذلك من خلال شراء حصة محدودة من الأسهم بدون استحواذ كامل. يرى عيسى أنّ رجال الأعمال أفادوا الصحافيين في السنوات العشر الأخيرة برفع الحد الأدنى للرواتب أضعافاً عدة، لكنهم لم يفيدوا مهنة الصحافة نفسها.ويلفت إلى حالة العسر الاقتصادي التي تشهدها الصحف الخاصة حالياً، ما دفعه إلى الخوض في مجال مختلف بحثاً عن قارئ يؤكد أنه ما زال ينتظر مضموناً صحافياً يحثّه على شراء الجريدة لا انتظار موادها على الإنترنت. تنطلق “المقال” من واقع حصار القارئ بمئات الأخبار غير الدقيقة أو الكاذبة يومياً، ليكون صنّاعها إصداراً مُكمّلاً للصحف الصادرة بالفعل من خلال فريق من المحللين يتمتع بالخبرة والقدرة على إعادة تفكيك ما يُنشر من أخبار وإعادته للقارئ في قالب أكثر وضوحاً. اختار عيسى للجريدة 15 صحافياً ومنفذاً، إلى جانب الكتّاب غير الدائمين. ويجري حالياً تشكيل فريق المحللين الذين سيتابعون الشأن السياسي يومياً، إلى جانب باقي التحليلات التي ستتناول مختلف المجالات؛ منها الإعلام والسوشال ميديا والثقافة، مع الاستعانة برسوم تتمازج مع المنشور من مواد تحريرية في الجريدة. تميُّز الجريدة لن يكون في مضمونها فحسب، بل في سعرها أيضاً (جنيه واحد لا غير ـ الدولار الواحد يشتري سبع نسخ منها). وهي تتكون من 10 صفحات من القطع العادي (ستاندرد). ولن يطرحها عيسى إلكترونياً في المرحلة الأولى حتى تكتمل المغامرة التي ستصبح متوافرة في الأسواق مباشرة بعد العيد الرابع لـ«ثورة يناير».