سمع ممثلو الاحزاب المسيحية التسعة والكنائس المسيحية الـ 13 خلال لقائهم ورئيس الحكومة تمام سلام، كلاماً أيجابياً في موضوع المناصفة والتوازن الوطني عاد ببعضهم بالذاكرة الى أيام زمان الجميلة عندما كانت العهود والمواثيق الشفوية بين الجماعات اللبنانية، دونما حاجة الى اتفاقات خطية ورعاة أقليميين ودوليين وقوات ردع لفرض التوافق بين اللبنانيين.
أساس الزيارة المطالبة بالتزام التوازن في ملفات التوظيف والتعيين باحترام المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وتقّصد منسق “لابورا” الاب طوني خضرا دعوة جميع الكنائس وممثلي الاحزاب والتيارات لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم وحضهم على معالجة التقصير في دفع المزيد من الشبان والشابات الى وظائف القطاع العام عموماً والسلك العسكري – الامني للدولة خصوصاً، علماً أن المناصفة تكاد أن تتحقق بالارقام في قوى الامن والامن العام وأمن الدولة بعدما تجاوزت نسبة 40 في المئة، في حين أن ثمة خللاً لا يزال فاضحاً في السلك العسكري في الجمارك حيث لا يتجاوز المسيحيون الـ 20 في المئة وهذه نسبة غير مقبولة، في رأي العاملين لمعالجة هذا الخلل. هكذا انطلقت مقاربة الوفد في لقائه والرئيس سلام من ضرورة معالجة هذا الخلل الفاضح أسوة بما جرى العام 2010 عندما قامت الحكومة استناداً الى المادة 95 من الدستور، في القرار الصادر عنها بتاريخ 31-3-2010 بتطويع 3000 مسيحي في مقابل 1000 مسلم لرفع مستوى المناصفة في قوى الأمن الداخلي. وشدد الوفد على أهمية مثل هذا الاجراء الاستثنائي لمعالجة الوضع في صورة شاملة “ومنعاً للاجحاف” كما جاء في المحضر.
ورّد الرئيس سلام مرحباً بزيارته الوفد المشترك، وقال أنه مع المناصفة أنطلاقاً من المبادئ التي نشأ عليها في بيت صائب سلام، وان لبنان من دون احترام الميثاقية والعيش المشترك يفقد معناه ومبرر وجوده. وشدّد بحسب أوساط الوفد، على أنه لن يسمح بتجاوز المناصفة في حكومته وسيعمل على تأمينها في كل الوظائف لأن روحية الطائف وفكرته قامتا على حفظ المناصفة في الفئة الاولى. وهذا يجب أن ينعكس أيضأً على كل الفئات الاخرى حفاظاً على العيش المشترك.
ونقلت اوساط الوفد عن سلام دعوته ممثلي الكنيسة والاحزاب المسيحية الى العمل العاجل والجدي من أجل انتخاب رئيس للجمهورية فوراً. وقال ما معناه: “قد نختلف مع رئيس الجمهورية على موقف معين، لكننا لا نستطيع أن نمارس دورنا في رئاسة الحكومة وغيرها من المؤسسات في ظل استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية(…)”. وخلص الى الوعد بأن تكون دورة الجمارك على قدر الاماني وأن تساهم في حفظ التوازن الوطني، وأن تتبعها دورات أخرى حتى انجاز المهمة.
وعلمت “النهار” أن وفداً من “لابورا” زار أمس رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون في الرابية، وبحث معه موضوع مجلس الخدمة المدنية وتصرفات بعض المسؤولين المسيحيين فيه والمنافية لاحترام قواعد المناصفة والعيش المشترك بحق المتقدمين المسيحيين الى امتحانات وظائف القطاع العام، وذلك أستناداً الى أوساط الوفد، التي نقلت أن عون ابدى تفهماً كبيراً للموضوع الذي أخذ أبعاداً خطيرة حيث تتجه الكنائس والهيئات المسيحية الى موقف تصعيدي وتسمية الأمور بأسمائها في حال استمرت الأمور على ما هي.
بيار عطالله / النهار