في المؤتمر العالمي عن “دور الجامعة اليسوعية في الشرق الأوسط ورسالتها” والذي تعقده جامعة القديس يوسف الخميس والجمعة 22 و23 الجاري في قاعة بيار أبو خاطر، يطرح رئيس الجامعة الأب سليم دكاش اليسوعي أمام رؤساء جامعات يسوعية من فرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا وإسبانيا والهند والبحرين ووجوه تربوية وسياسية لبنانية التحديات التي تواجه الجامعة في جردة حساب من الماضي والحاضر والمستقبل.
وقال الأب دكاش لـ”النهار” إن المؤتمر يكتسي أهمية كبيرة لأنه يعزز دور الجماعة المسيحية في لبنان ومحيطنا العربي. وتشكل مشاركة رؤساء الجامعات اليسوعية من العالم في مؤتمر في لبنان دعماً كبيراً للجامعة اليسوعية في الشرق الأوسط ولحضور اليسوعيين في لبنان ويعزز دورها في التعليم العالي، لاسيما في إعدادها أفراداً جديرين بممارسة أدوار وطنية بناءة.
ويعطي هذا المؤتمر وفق دكاش فرصة لتقويم أداء جامعة القديس يوسف والذي مضى على تأسيسها 140 عاماً. ويرى أنه من الضروري نفض بعض “الغبار” عن بعض مبادىء الجامعة وأساسياتها والتمسك بتقويم أدائها ومراجعة الذات من ناحية دور الجامعة التاريخي، رسالتها الخاصة في لبنان والمنطقة، سلوكياتها في توجيه الفكر وسن القوانين للمشاركة في “صناعة” لبنان والنهوض بمجتمعنا المحلي والعربي.
واعتبر أن الجامعات في العالم فقدت دورها الاجتماعي والوطني في صناعة الدولة وينصب عملها الرئيسي في تعزيز دورها وضمان جودة التعليم. ويتمسك دكاش بالدور الإجتماعي والوطني لجامعة القديس يوسف والتي تميزت فيه الجامعة في مراحل تارخية عدة. واشار إلى أنه سيطرح في المؤتمر العودة إلى شرعة الجامعة التي صاغها الراحل الكبير الأب جان دوكريه العام 1975 والتي حدد فيها تمسك اليسوعيين بالجامعة وأسسها. واعتبر أن هذه الشرعة التي وضعها الأب دوكريه في أصعب الأوقات التي كان يمر بها لبنان هي مصدر غنى لدور الجامعة وقيمة لها.
وعرض دكاش التحديات التي تواجه واقع الجامعة اليسوعية وأبرزها السعي لأن نكون :
– امناء على التعليم الأصيل للتربية اليسوعية في قطاع التعليم العالي. ويترجم ذلك من خلال السعي الدائم إلى الجودة والتميز بالأصالة والحداثة وبالروح القادرة على التفاعل مع المتغيرات الجديدة.
– جامعة انتماء، تعد طالباً محصناً بالمناعة والإشعاع من خلال مشاركته في مجالس طالبية تساهم في إنضاج خياراته ليكون مسؤولاً في اختيار ممثليه في الانتخابات الطالبية.
– جامعة قابلة دائماً للتعددية الاجتماعية والدينية . جامعة يسوعية كاثوليكية نفتخر باحتضانها الطلاب من كل الجماعات.
– الانفتاح على العالم العربي كله. وترجم ذلك من خلال استحداث فرع للجامعة في دبي. وتعمل الجامعة على إعداد برامج في اللغة الإنكليزية للانفتاح أكثر على العالم العربي لأنها اللغة المطلوبة في البرامج الأكاديمية في هذه البلدان.
– جامعة تعد مواطناً يتمتع بالتفكير النقدي و السلوك الإيجابي والخلاق ومؤهل أن يساعد في تقدم مجتمعه بنمط إيجابي.
وأعلن دكاش أن الجامعة ستعلن خلال المؤتمر عن أحد الحلول للتحديات والذي يترجم عملياً في الإعلان عن تأسيس مؤسسة “جامعة القديس يوسف”، تتطور بدعم ملحوظ من قدامى الجامعة وأصدقائها. وحدد محاور أربعة لعملها هي، توفير مداخيل إضافية تتعدى مردود الأقساط الجامعية من اجل دعم المنح الطالبية التي يستفيد منها اليوم 3000 طالب، التركيز على نمو الجامعة وتطويرها وتعزيز البحوث فيها والعمل لتحسين وضع أساتذة الجامعة وموظفيها.
ونوه دكاش بدور قدامى الجامعة والذي يصل عددهم الإجمالي إلى 100 ألف متخرج في تطوير الجامعة محلياً ، عربياً وعالمياً. واعتبر أن هذه الأعداد، التي لم تستثمر طاقاتها إلى اليوم، هي أولوية لديه تقوم على شركة متكاملة للتعليم العالي.
ختاماً، اكد دكاش أننا “سنتابع بعد اعمال المؤتمر مسار لجنة أكاديمية من الجامعة مكلفة إعداد “مشروع رؤية الجامعة للسنة 2025” ووضع أطر لتطويرها الأكاديمي وسبل تحصيل أنظمة الاعتماد لها وسواها من النقاط التطويرية لنكون في الاحتفال بالسنة 150 على تأسيس الجامعة علامة فارقة في التعليم العالي.
روزيت فاضل / النهار