سجلت أمس اعتراضات على تعيين عدد من المديرين في فروع الجامعة اللبنانية في البقاع والشمال، وأخذت بعداً سياسياً وطائفياً، بعدما أصدر رئيس الجامعة قرارات بسلة كاملة للمديرين. وجاءت الاعتراضات من طلاب وقوى سياسية، رافقتها اتصالات على أعلى مستوى، بدءا برئيس الحكومة الى مرجعيات دينية لمنع تحولها مشكلة في الفروع، علماً أن جزءاً كبيراً من قرارات التعيين جاء برضى قوى سياسية عدة وبتدخلات رجحت أسماء على أخرى من اللوائح المرفوعة من مجالس الوحدات. وعلمت “النهار” ان الاتصالات قد تفضي الى تغيير بعض اسماء المديرين في شكل محدود في مناطق معينة.
ففي الشمال، نفذ عدد من طلاب كلية ادارة الاعمال في طرابلس اعتصاما امام مدخل الجامعة، مطالبين باستقالة المدير الجديد انطوان طنوس. واعلنوا ان الاعتصام سيبقى مفتوحا وسيتم اتخاذ خطوات تصعيد حتى اقالة المدير وتعيين آخر. وقد رفعت لافتات كتبت عليها شعارات طائفية، حيث اتى اعتراض الطلاب على تعيين مدير مسيحي على ادارة الاعمال في طرابلس. كما ان الاعتراض هو على اسم المدير المعين. علما ان هناك 8 فروع كليات في الشمال يتوزع المديرون فيها وفق الطوائف كالآتي: كلية الحقوق: سني، العلوم الاجتماعية: سني، الصحة: سني، الفنون: سني، العلوم: سني، إدارة الاعمال: مسيحي، الهندسة: مسيحي، والآداب: مسيحي.
وصدر عن منظمة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار في الجامعة، بيان، تعليقا على إقفال مدخل الفرع الثالث لكلية ادارة الاعمال في طرابلس من بعض الطلاب، مطالبين باستقالة المدير، فأعربت عن املها في “ان يخرج الافرقاء من انغلاقاتهم الطائفية”، معلنة رفضها لما حصل. واسفت الدائرة لـ”التعيينات الجديدة”، داعية الى “اعتماد المعايير الاكاديمية والابتعاد عن المحاصصات السياسية”.
اما في البقاع، وبعد صدور قرارات التعيين باستثناء كلية الحقوق (الفرع الرابع) حيث كلف رئيس الجامعة الدكتور اكرم ياغي القيام بالمهمة، اصدر تجمع قدامى الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية – الفرع الرابع بيانا اعتبروا فيه ان التعيين مخالف للقانون 66 لأن الدكتور ياغي ليس من الاسماء المنتخبة. “فالأسماء الخمسة المنتخبة من مجلس فرع الكلية هم: سميح ابو ضرغم، علي عواضة، جورج سعد، رياض الزين ومازن ترو. وتم انتخابهم وفق الاصول وضمن فترة الثلاثة ايام وفي حضور الغالبية المطلوبة. والمحضر مسجل في قلم الكلية”.
أضاف البيان: “جرى العرف في كليات البقاع ان يتوزع المديرون، ثلاثة مسيحيين ومسلمان على الكليات الخمس. وللمرة الاولى يخرق هذا التوازن لصالح المسلمين والاستاذ المكلف هو من “حزب الله”. فنحن لسنا ضد خرق التوازن الطائفي في البقاع شرط خرقه في كل الكليات والمناطق، ولسنا ضد مجيء استاذ من “حزب الله” اذا كان جيدا ويعمل لمصلحة الجامعة ولكننا ضد ان يضرب القانون 66 بعرض الحائط.
ودعا التجمع رابطة الاساتذة المتفرغين الى التحرك رفضا لقرارات التعيين، وسألت: هل ستقبل الرابطة بأن يكون تكليف الدكتور اكرم ياغي ذريعة لإعادة انتخاب غير شرعية بحيث يدخلون اسم سابين الكك المرغوبة زحليا وكاثوليكيا؟ وكيف يقبل الدكتور اكرم ياغي بهذا التكليف وهو من غير الاسماء المنتخبة؟
النهار