شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | المؤتمر السرياني الثالث عشر يختتم أعماله
المؤتمر السرياني الثالث عشر يختتم أعماله
مؤتمر التراث السريانيّ الثالث عشر بعنوان "المفسّرون السريان"

المؤتمر السرياني الثالث عشر يختتم أعماله

اختتم المؤتمر السرياني الثالث عشر أعماله نهار السبت المنصرم بحلقة تقويمية حدّد خلالها الخطوط العريضة واتخذّ المقررات الخاصة بالمؤتمر السريانيّ الرابع عشر الذّي سيعقد بعد سنتين وسيكون موضوعه: “صلاة القلب في مختلف الديانات، اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام” آملين لهذا التراث السريانيّ أن يُعرف وينتشر بحيث لا يبقى المسيحيون في لبنان وسوريا والعراق وكأنَّ لا تراث لهم، ضائعين على مستوى الروح كما هم ضائعون في خضمّ الأحداث التي تحيط بهم.

صبيحة السبت، اجتمع المؤتمرون في الإكليريكيَّة البطريركيَّة المارونيَّة – غزير واستمعوا إلى محاضرتين. الأولى حول “التفاسير السريانيَّة واللاهوت” ألقاها المونسنيور بولس الفغاليّ. فانطلق من مختلف ترجمات الكتاب المقدّس السريانيَّة؛ السريانيَّة العتيقة، البسيطة، الفيلوكسينيّة (طلبهافيلوكسين المنبجيّ) التي أعاد قراءتها توما الحرقليّ. ثمَّ كانت لوحة واسعة مع هؤلاء المفسّرين بدءًا بمار أفرام السريانيّ الذي كان رئيس المدرسة في نصيبين وفي الرها، وبالتالي وجب عليه، بصفته رئيسًا، أن يشرح الأسفار المقدَّسة، وصولاً إلى تلاميذه. وكانت نقطة الوصول في كنيسة المشرق إيشوعداد المروزيّ (في السريانيَّة) الذي أخذ بنهج تيودور، أسقف المصيصة (كتب في اليونانيَّة، وصلت آثاره في السريانيَّة). وفي الكنيسة السريانيَّة الغربيَّة: يعقوب السروجيّ، فيلوكسين المنبجيّ،سويريوس الأنطاكيّ وصولاً إلى ديونيسيوس ابن الصليبيّ وغريغوريوس ابن العبريّ.

أمّا اللاهوت، فبالإضافة إلى دفاع كلّ كنيسة سريانيَّة عن موقعها بالنسبة إلى أختها، نفهم انطلاقًا من مار أفرام أنَّ كلَّ ما في العهد القديم يصبُّ في العهد الجديد: كلُّ شخص يشير إلى المسيح وكذلك كلّ نظام وكلّ خير. وجاءت القراءة على ثلاثة مستويات: المعنى الحرفيّ أو العمليّ، حيث يقرأ العهد القديم داخل العهد القديم على شروح الألفاظ الغامضة، ثمَّ المعنى الروحيّ، الذي يصل بالكتاب إلى حياة المؤمنين. وأخيرًا المعنى السرّيّ، حيث نصل إلى سرّ المسيح الآتي من أجلنا ومن أجل خلاصنا.

امّا المحاضرة الثانية فكانت للدكتور مرتان عقَّاد بعنوان: “الفكر الكرستولوجيّ (يتكلَّم عن يسوع المسيح) لدى تيودور أسقف المصيصة ويوحنّا الذهبيّ الفم ابن أنطاكية وبطريرك القسطنطينيَّة”. هما من مدرسة واحدة، ولكنَّهما افترقا فلبث الذهبيّ الفم غربيّ الفرات، فكان المفسّر للجماعة والواعظ الذي نسيَ التاريخ اسم عائلته وأعطاه لقب “فم الذهب”. أمّا تيودور الذي كان أسقف مدينة صغيرة فوصل شرحه إلى الكنيسة الشرقيَّة بعد أن دُمِّر في اليونانيَّة وسبق له فانتقل إلى السريانيَّة (وإلى اللاتينيَّة) ينجو من الضياع. وصلت آثار الذهبيّ الفم إلى العالم السريانيّ، ولكنَّها كلَّفت حاملها الابتعاد عن التعليم والاقتراب من الحرم الكنسيّ. عالمان مختلفان مع أنَّهما كانا معًا في المحبسة وفي مدرسة ديودور، ولكن راح كلُّ واحد في خطّه الخاصّ. وهكذا نكون أمام تقليدين سريانيّين، ولا يمكن إلاَّ أن نغتني مع كليهما.

تجدر الاشارة الى أن اليوم الثالث من المؤتمر عقد في رحاب الإكليريكيَّة البطريركيَّة المارونيَّة مع محاضرتين واسعتين. الأولى، ألقاها الخوري أرماندو الخوري الآتي من أيشتات في ألمانيا حول “يعقوب السروجيّ: من النبوءة إلى يسوع المسيح”. وممّا قاله:” كثيرون في الغرب اعتبروا أنَّ يعقوب السروجيّ معادٍ للعالم اليهوديّ، لأنَّه يبيّن تفوُّق العهد الجديد على العهد القديم. هم ينظرون إلى النصوص انطلاقًا من خبرة أوروبّا واضطهادها إلى اليهود منذ القرون الوسطى حتَّى الذروة مع النازيَّة في القرن العشرين. ولكنَّ الشرق لم يعرف هذا الوضع.

من هنا تحدَّث الخوري على “عين النبوءة” التي هي يسوع المسيح. فهو الحاضر في الآباء منذ آدم ونوح وإبراهيم وملكيصادق، وفي الأنبياء في داود وإشعيا وهوشع. كلُّ هؤلاء ينطلقون من وجه المسيح ويجعلونه يضيء على كلّ العهد القديم. لسنا هنا فقط أمام مقولة تعلن أنّ العهد القديم يتمّ في العهد الجديد، بل أمام نظرة جديدة كلّيًّا، تنطلق من شخص يسوع الحاضر في الكتب المقدّسة منذ البداية. به موسى عرف الثالوث، به فهم داود، في المزامير، آلام المسيح وقيامته، فيه صار ملكيصادق ذاك الكاهن الذي قدَّم الخبز والخمر وأشرك إبراهيم بالإفخارستيَّا قبل أن يؤسّس يسوع هذا السرّ ليلة آلامه.

أما المحاضرة الثانية فركزّت على سفر التكوين من العالم اليهوديّ إلى العالم السريانيّ: نوح وجيله. نبدأ فنتذكَّر أنَّ اليهود كانوا كثيرين في بلاد الرافدين، في العراق والإمارات وشرقيّ تركيّا. فعرفت نصيبين تسعة أساقفة من أصل يهوديّ. وفي تلك البلاد، دُوِّن كتاب التلمود الذي ضمَّ التقليد الشفهيّ. هذا بالإضافة إلى التراجيم (أي ترجمة حرَّة، موسَّعة) والدراسات والشروح.

قرأ اليهود خبر نوح وتوسَّعوا فيه، فانطلق السريان ممّا وصلوا إليه وقرأ وأخبر نوح على أنَّه وحي لأوَّل عمل خلاصيّ يقوم به الله تجاه البشر. والبداية: خلق الإنسان على صورته ومثاله بدءًا بشيت وصولاً إلى نوح والطوفان مع شرائع العهد مع نوح.

 

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).