قدم الرئيس الإقليمي السابق للرهبنة اليسوعية في الشرق الأدنى الأب فيكتور أسود اليسوعي، خلال ندوة عقدت في اوديتوريوم فرانسوا باسيل في حرم الابتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف، كتاب كريستيان توتل والأب بيار ويتوك اليسوعي “الشعب اللبناني ومآسي الحرب العالمية الأولى من خلال محفوظات الآباء اليسوعيين في لبنان” الصادر بالفرنسية عن دار نشر جامعة القديس يوسف، في حضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي ومدير دار النشر البروفسور سليم عبو اليسوعي وحشد من المهتمين.
والقى الأب فيكتور أسود الضوء على “بدء العمل على الكتاب الذي ولد نتيجة مشروع ترميم زجاجيات كنيسة القديس يوسف التي تضررت خلال الحرب ما تتطلب مراجعة أرشيف اليسوعيين بهدف إيجاد صور عن الحالة الأصلية لتلك الزجاجيات. وسرعان ما بدأت تتكشف مستندات لها علاقة بالحرب العالمية الأولى هي عبارة عن رسائل بعثها اليسوعيون الى أوروبا وغيرها والى السلطات المحلية والأجنبية، وبالأخص دفاتر يوميات يسجل فيها كل ما يحدث في مراكز ومؤسسات اليسوعيين وما حولها”.
واستغرب الأب أسود “عدم وجود صور فوتوغرافية في هذا الأرشيف مع أن الرهبان كانوا معروفين بأنهم أول من أخذ صورا في لبنان. هذا يدل بحسب الأب أسود على أن التصوير اعتبر نشاطا خطرا في نظر العثمانيين لأنه يفضح مأساة يجب أن تظل طي الكتمان وأن تنكر. “لكن من حسن الحظ، تابع أسود، هناك بعض الصور في أرشيف الجامعة الأميركية في بيروت ولدى عائلة ابراهيم نعوم كنعان، المدير العام للإسعافات الحكومية أثناء فترة الحرب”.
اضاف:”يتحدث اليسوعيون في هذه اليوميات والرسائل عن “سنة الجراد” وعن أضرارها الهائلة في تعنايل وكسارة، وعن نفاد القمح في بيروت وعن المجاعة. كما تتطرق الآباء في رسائلهم الى مواقف جمال باشا التي أصبحت عدائية كليا تجاه المسيحيين، والى تفشي الأوبئة مثل الملاريا والتيفوئيد والكوليرا والجدري، والى مصادرة مؤسسات الرهبنة اليسوعية وإغلاق الكنائس، وتساءل الأب أسود عن طريقة لتكريم هؤلاء الضحايا وهم ثلث سكان جبل لبنان، خصوصا أنه لم يخصص لهم أي نصب تذكاري حتى اليوم”.
من جهته شكر الدكتور كريستيان توتل كل من ساهم في مشروع الكتاب، وذكر أن مضمونه الأرشيفي كان قد عرض السنة الماضية خلال معرض أقيم في بيروت وباريس التي احتفلت بالذكرى المئوية الأولى للحرب الكبرى.
وأعلن توتل عن زيارته إلى محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب وطرح فكرة تسمية إحدى ساحات بيروت “ساحة مجاعة 1915.ووعد المحافظ بمتابعة الموضوع والبت فيه قبل نهاية سنة 2015”.
والجدير بالذكر أن صور ابراهيم نعوم كنعان ستعرض في ردهة حرم العلوم الإنسانية من 23 نيسان الى 3 ايار 2015، وستعقد طاولة مستديرة يوم الخميس في 23 من نيسان عند السادسة والنص مساء في قاعة بيار ابو خاطر حول الحرب العالمية الأولى.
وطنية