اعتبر رئيس مؤسسة “لابورا” الأب طوني خضره أنه “في هذه المناسبة العزيزة التي تجمعنا الليلة أقول ان سبب ترددي في قبول التكريم هو نابع من عمق احساسي بمسؤولية تاريخ شهدائنا الأبرار المضيء بشهادتهم للقيامة وتضحياتهم الساطعة في الدفاع عن القيم والكيان، ولا أقبل أن أكرّم ونحن بعد لم نحقق هدف استشهادهم: مرّة نستحي بهم ومرّة نبكيهم، والمطلوب أن نعيش شهود أحياء لأنهم ماتوا شهود دمّ لنبقى، وليبقى لبنان. ولا يمكن أن نبقى ونستمرّ بتجاهلنا هذا الإرث العظيم والدم الناصع والحبّ الكبير عاملين على تحقيق الأهداف التي ماتوا من أجلها.”
وفي كلمة ألقاها خلال حفل عشاء في معراب أقامه القطاع العام في حزب “القوات اللبنانية” لتكريمه بحضور ورعاية رئيس الحزب د. سمير جعجع، أضاف خضرا: “نهار الخميس 27 آذار 2014 يوم زار وفد من لابورا يمثل كل الأحزاب والمرجعيات الروحية المسيحية، الدكتور سمير جعجع في سلسلة زيارات طويلة قمنا بها لكل هذه المرجعيات التي عينّت مندوبين لها في لابورا ضمن شبكة المندوبين الواسعة، وأتذكّر ما قاله لنا يومها بعد الإشادة بعمل لابورا الكبير وضرورة دعمها من قبل المرجعيات والأطراف المسيحية كافةً، ومما قاله لنا: “إنه عمل شجاع بحاجة الى متابعة دقيقة وعميقة، إنها رسالة استراتيجية لا تستطيع أحزابنا ورجال السياسة عندنا القيام بها. عمل لابورا لا يجب أن تدخل فيه السياسة ، فلنتركها تقوم بعملها ولا نتدخل سياسياً وهكذا نحميها، وهي لا تدخل بالسياسة وهكذا تجمعنا جميعاً في قضية واحدة : العودة إلى كنف الدولة”. (انتهى المرجع) وهذا الكلام هو تأكيد على رسالتنا وأهدافنا في إتحاد أورا الذي يضمّ لابورا ونبض الشباب وأوسيب لبنان وأصدقاء الجامعة اللبنانية، لإننا منذ البداية عاهدنا انفسنا أن نكون مع الجميع وللجميع، وإلاّ الأفضل لنا أن لا نكون أبداً. هذا مع علمنا اليقين بأن أصحاب الدعوة اليوم أرادوا تكريمنا حرصاً منهم على هذا الخط المسيحي الوطني الذي يتسع للجميع “.
وتابع: “في هذا السياق لا بدّ إلاّ أن نقدّر عالياً تعاون كافة الأحزاب المسيحية معنا في كل المجالات: التوجيه والتدريب والمتابعة والجامعة اللبنانية… وأخص بالذكر اليوم القطاع العام في القوات اللبنانية وعلى رأسه الصديق المثابر والمقاوم بيار بعينو وفريقه، وأقدر عالياً عندما جاء بيار في أيلول 2013 ليعلمني مباشرة بقرار الدكتور جعجع بتوحيد التدريب والعمل وكلّ ما يتعلق بالوظائف العامّة في لابورا حرصاً على خلق ثقافة عامّة إيجابية تعيد بلورة الدور المسيحي في الدولة وتعيد رونق الوظيفة العامّة. ولم ننس ما كان يردده على مسامعنا أجدادنا وأباؤنا: “إبن دولة” نيالو…شو عابالو، إن كل هذه المبادرات وهذا التعاون معاً يحفظ التنوع والدور ويحفظ لبنان الكيان ويدعم مؤسسات الدولة الشرعية ويعزز فرص نهوضها وإزدهارها. شكراً لكل الأحزاب المسيحية على تجاوبهم، وشكر خاص هذه الليلة لحزب القوات اللبنانية”.
وأشار الى “ان مختصر الأهداف الاستراتيجية لإتحاد أورا ومن ضمنها لابورا : تفعيل الحضور المسيحي في الدولة وإداراتها دون الدخول في الزواريب المذهبية والسياسية الضيقة ، وإن الإنجازات في هذا الحقل كبيرة جداً ونشكر الله عليها. ولإن لابورا اعتمدت الخدمة المجانية والكفاءة العلمية انتشرت في كل لبنان وأصبح لها فروع في البقاع والجنوب والشمال وجبل لبنان. وهذه بعض الأرقام التي أنجزتها لابورا منذ حزيران 2008 حتى كانون الأول 2014: توجيه 56696 مسيحيا في المدارس والجامعات والرعايا والأحزاب. استقبال 12635 طالب فرصة عمل في القطاع الخاص، تأمين 5030 فرصة عمل مع 1712 شركة، 116دورة تدريبية في كل الحقول، توظيف 9569 مسيحياً 3488 في القطاعات الخاصة و 6081 في القطاع العام والأجهزة الأمنية. معالجة 325 مراجعة وشكوى، مساعدة 146 جمعيّة ومزارعا، تنظيم 72 معرض توظيف وأبواب مفتوحة.
وتابع: “ولا بدّ من أن نذكر بأن الـ 9569 مسيحياً الذين توظفوا من خلال لابورا يحصلون على معاشات تقدّر سنوياً بـ 152 مليون دولار أميركي، هذا إضافة الى المفعول الإقتصادي لهذه المعاشات والمقدّر بـ 760 مليون دولار أميركي سنوياً . ولإننا أبناء الرجاء ونرى النصف الملآن من الكوب، ولإننا أبناء الحياة والواقع ونتابع المسيرة بعزم نرى النصف الثاني الفارغ أيضاً ولكن لنملؤه. نعم في لابورا أرقام تدلّ بأننا بدأنا نخرج من حالة الأستسلام والأحباط واللامبالات تجاه الوظيفة العامّة لنصل الى ثقافة تعاطي جديدة مع الدولة، وإن موضوع الإنخراط في الدولة من قبل المسيحيين بدأ يتعافى ويقوى وإليكم الأمثلة: سنة 1990 من أصل كل 100 مرشح في مجلس الخدمة المدنية كان بينهم 48 مسيحياً وسنة 2008 قبل تأسيس لابورا أصبح العدد ( 14 %)، وبعد ست سنوات من العمل والتعاون وصل عدد المتقدمين المسيحيين الى 29%).”
واستطرد: “نعيش هذه الأيام في زمن الحوارات المتعددة، وكم نتمنى أن تنجح كلها. لذلك أعلن معكم اليوم بإننا كنا منذ سنة 1999 حريصين عل تدعيم الحوار الوطني وبخاصة الحوار المسيحي- المسيحي وقمنا بعمل كبير على هذا الصعيد تتوج بإصدر إتحاد أورا مؤخراً وبعد خلوات وتفكير وعمل دام لإكثر من عشر سنوات الى وثيقة: “الحضور المسيحي في لبنان والمشرق في مواجهة التحديات والمتغيرات المصيرية” ومما جاء فيها: “ازاء التطورات الخطيرة الراهنة التي يمربها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، ونظرا للمخاطر الجسيمة التي تحيق بلبنان وشعبه، ولم يعد هناك من شك بأن ازمة وجودية وكيانية تحيط بالمجتمع المسيحي والمنطقة . ومع تعدد المشاريع المطروحة للمنطقة من هنا وهناك وما قد تحمله النزاعات التي تحصل من انعكاسات وتغييرات عميقة على الصعد المختلفة،ونظرا للصعوبات والتحديات التي تواجه الحضور المسيحي في ظل الاستحقاقات الداخلية والخارجية المتسارعة، وبما أن الوضع يفوق التشخيص التقليدي، تبدو الحاجة ملحّة للتفكير معًا والحوار بيننا في مستقبل لبنان والوجود المسيحي فيه وفي المشرق من خلال السعي للاجابة على الأسئلة التالية:
أ – كيف يمكن للمسيحيين أن يحافظوا على وجودهم الضروري لبقاء لبنان الديمقراطي والتعدّدي؟
ب- كيف يمكن تفعيل الدور المسيحي للتصدي للتسويات والمشاريع التي قد تـُطرح على حساب المسيحيين؟
ج- ألم يعد من الملحّ تحديد المخاطر التي تواجه المسيحيين و القواسم المشتركة فيما بينهم لوضع خطة رؤيوية وتوحيدية واستراتيجية بحجم التحدي الحاصل.
ووضعت الوثيقة لتحقيق أهدافنا نعلن منها فقط الليلة:
– السعي لتحقيق التفاهم و التضامن بين المسيحيين في مواجهة القضايا الوجودية والعمل مع كافة المرجعيات الروحية والسياسية المسيحية لتدعيم القواسم المشتركة وتوضيح الرؤية من أجل حوار بناء وخطّة فاعلة في قضية توحد الجميع لنحمي أنفسنا بسقف واحد لا نختلف تحته على القضايا االجوهرية، نلتقي فيه كمسيحيين موحدين في مصير مشترك وجودي لحماية حضورنا ووجودنا وكياننا اللبناني.
وإنطلاقا من ان الوجود المسيحي والحضور الفاعل في لبنان والشرق امانة في اعناقنا ومسؤولية كل واحد منا. وإنطلاقاً من الثابتة التاريخية بأن الشعوب العاجزة عن التغلب على مخاطرها وتحدياتها المصيرية تتعرض للإندثار والزوال من التاريخ. وبغرض مواجهة التحديات التي تعصف بهذين الوجود والحضور، يرى إتحاد أورا أنه لا بدّ لمسيحيي لبنان من ان يتحدوا حول رؤية إنقاذية واحدة، تحملهم الى النضال في مختلف الحقول.”
وأردف :”إذا كان المسيحيون قد نجحوا حتى اليوم في مواجهة مختلف الغزوات التي شنتها عليهم إمبراطوريات وممالك عديدة شكلّت على مر الزمن مخاطر أعتّى من المخاطر الحالية، فإنما يعود ذلك بالدرجة الأولى الى وحدة القرار والمثابرة، الشرط الأساس لكل تفوق ونجاح. نعم الحلّ في تعاوننا وتضامننا ليتحقق حضورنا القوي دون أن ننسى قوتنا الإمتدادية، أي مسيحيي الأطراف، وضرورة دعمهم وتقويتهم لإن موت الأطراف يؤدي الى توقف القلب والدماغ. كما نتمنى مع كثرة الإيجابيات إن لا نعاني في عملنا مع الكتل الوزارية والنيابية المسيحية بموضوع وظائف الدولة والتعيينات والقوانين المرعية الإجراء حتى نستطيع اتخاذ مواقف موحدة من هذه القضايا كي لا نخسر حضورنا الفاعل في لبنان ، وبتساهلنا في تمرير المراسيم المجحفة بحقنا والتوظيف العشوائي غير المتوازن، يختلّ توازن لبنان ونقع في المحظور، كما نطلب بإلحاح انتخاب رئيس جمهورية مسيحي قوي دون أن ننسى بأن قوة رئيس الجمهورية أيضاً تأتي من قوّة المسيحيين في الإدارات العامّة من الفئة الأولى وحتى الدون.”
وقال خضره:” لا بدّ من كلمة شخصية ممزوجة بالعواطف الصادقة والمحبّة الواضحة والخبرة المشبعّة بالواقع اليومي: أحاول دائماً أن اقوم بواجبي لا أكثر، لإنه لا يمكن للإنسان أن يموت بسلام إن لم يفعل كل ما يجب فعله ليحيا الآخرون. العمل من أجل قضية رسالة مقدسّة وهذا ما أحاول أن أعيشه: لإنك لا تملك من روما سوى البلاطة التي سيحفر عليها أسمك فحاول أن تستحقها، كم يقول Virgile. نعم الله دائماً هو مرجعي ، وإن لم يكن الله مرجعك في كل ما تقوم به فالأشياء كلها متعادلة كما يقول المطران جورج خضر. في مجتمع متعدد علينا القيام بتسويات ، والتسوية ضرورية قبل سقوط الجميع تحت ركام واحد، والتسوية تعني عدم الإقرار بأبواب مغلقة نهائياً وعدم الإعتراف بحلول الخراب. فلنخرج من البداهة، والتي صارت، وللآسف، حدثاً في لبنان وصرنا نحتفي بالبديهي بدل أن نعيش عمق دعوتنا التي ملؤها القيم وخدمة الإنسان التي هي قمّة العبادة. نترددّ أحياناً في أمور كثيرة، ولكن إذا فتشنا عن الحقيقة دائماً نصل إليها. نعم فأنك لو رأيت الجميع ضدك والألوان غير لونك والكلّ يمشي عكسك، لا تتردّد. أمش وراء قلبك وتمسك بمبادئك ولا تأبه لهم، حتى وإن أصبحت وحيداً لا تتردد، فالوحدة أفضل من أن تعيش عكس نفسك لإرضاء غيرك كما يقول جبران خليل جبران. ولو ثبت لي أن الحقيقة شيء والمسيح شيء آخر لتبعت المسيح لا الحقيقة (دوستويوفسكي). إن قدرة الإنسان على البقاء بعد أن يموت هي قدرته على المحبّة وهو على قيد الحياة. فالمحبّة هي الأنتصار الوحيد على الموت بعد الموت، أو إنها استمرارية شعلة الحياة بعد انطفاءة الجسد. كما إن المشاركة معقدّة، تتطلب السعي وتفترض العدالة والتسوية والقبول بحق الآخر. كم تعلمّت في الحياة من الإنسان، من الأشخاص الذين عملت وأعمل معهم، وتعلمّت بأن وحدها المنحوتة التي باستطاعتك أن تدحرجها من على رأس الجبل وتبقى سليمة، وكل ما يتكسر في حالة كهذه فهو زائد (مايكل أنجلو). نصرك الحقيقي في أن تهدم باستمرار أقواس نصرك (أدونيس). النجاح الحقيقي أن تكتمل من الداخل ولا تستسلم ولا تخشى شيئاً. أريد أن أشعر دائماً بمعنى وجودنا وحضورنا ورسالتنا وليس فقط بمعنى حياتنا”.
تخلل الحفل كلمة للدكتور جعجع شدد فيها على أنه لا يمكن أن يعود المسيحيون إلى الدولة من فوق بينما هم غير موجودين في القاعدة، وكذلك كلمة لرئيس جهاز مصلحة القطاع العام في الحزب بيار بعيني.
حضر حفل العشاء الأستاذ شاكر عون ممثلاً الرئيس امين الجميل، الأباتي داوود رعيدي الرئيس العام للرهبنة المارونية ممثلاً البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، النواب: ايلي ماروني، سيمون ابي رميا، انطوان زهرا، فادي كرم وشانت جنجنيان، الوزير ميشال فرعون ممثلاً بالسيد فيليب دي بسترس، الوزير رمزي جريج ممثلاً بمديرة الوكالة الوطنية لور سليمان، الوزير بطرس حرب ممثلاً بالاعلامي يوسف حويك، الوزير الان حكيم ممثلاً بالسيد ميشال سجعان، الوزير سجعان القزي ممثلاً بالسيد سمير خلف، النائب سامي الجميل ممثلاً بالسيد الياس حنكش، النائب نديم الجميل ممثلاً بالكولونيل نديم فارس، نقيب مهندسي الشمال المهندس ماريوس بعيني، مدير عام التنظيم المدني المهندس الياس طويل، مدير عام انشاء وتجهيز المواصلات السلكية واللاسلكية في وزارة الاتصالات المهندس ناجي اندراوس، عميد كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة، رئيس التفتيش المركزي – هيئة التفتيش المركزي جورج عواد، مدير عام الحبوب والشمندر السكري – وزارة الأقتصاد حنا العميل، الأمين العام المساعد لشؤون القطاعات والمصالح الدكتور غسان يارد، مفتش عام اداري – ادارة التفتيش المركزي الدكتور مطانيوس الحلبي، قاضي ديوان المحاسبة القاضية بولا هيكل اسطفان، رئيس حزب السلام روجيه اده، عميد جامعة الحكمة – فرع ادارة الأعمال الدكتور روك مهنا، الدكتورة مي شدياق، مستشار الرئيس ميشال سليمان السيد بشارة خيرلله، نقيب المحررين الياس عون، مدير عام الدفاع المدني ريمون خطار ممثلاً بالسيد ابراهيم خوري، مدير عام وزارة العمل يوسف نعوس، مدير عام ادارة الأحصاء المركزي – رئاسة مجلس الوزراء الدكتور مارال توتاليان، المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض، مدير عام ادارة السير والآليات والمركبات – وزارة الداخلية السيدة هدى سلوم، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ممثلاً بالسيد جوني نمنوم، رئيس مصلحة الديوان في مديرية الجمارك العامة وممثلا” مدير عام الجمارك شفيق مرعي السيد ريمون خوري، مدير عام فرع الأمانة العامة – رئاسة الجمهورية عدنان نصار، عضو المجلس الأعلى للجمارك كابي فارس، رئيس مجلس ادارة TELE LUMIERE جاك كلاسي ورئيس مصلحة القطاع العام بيار بعيني، حيث قال رئيس القوات:” لا وجود للمسيحيين بدون لبنان، فاذا كان لبنان بخير، المسيحيون بخير، أما اذا كان المسيحيون بخير ولبنان ليس بخير، فمستحيل أن يستمر المسيحيون بخير”