قدمت “مطابع الكريم” التابعة ل”جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة”، تقديرات الريشة الذهبية الالماسية الاولى، والتي أطلقتها في يوبيل المئة وخمسين سنة لتأسيس الجمعية (1865-2015)، الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، تقديرا لدوره الكبير في نشر الكلمة والارشاد والتعليم.
وأقيم للمناسبة حفل في بكركي حضره، الى البطريرك الراعي، النائب نعمة الله ابي نصر، الرئيس العام للجمعية الاب مالك بو طانوس، رئيس “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” نوفل الشدراوي، ومجموعة من الناشرين من خلال مطابع الكريم الدكتور يوسف كمال الحاج، حبيب يونس، الدكتور ناجي قزيلي ومدير المطابع الاب شربل مهنا ومسؤولوها وأصدقاء.
عرب
بداية كلمة الناشرين، ألقاها أمين النشر والاعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب، تناول فيها دور المسيحيين في النهضة العربية التي انطلقت سنة 1516، ودور الكنيسة فيها، وقال: “بقدر ما احتضنت الكنيسة هذه النهضة بقدر ما احتضنت أديارها المطابع على أنواعها، مقدمة لها الحبر المستخرج من الاعشاب الملونة المخلوطة بغبار الدخان المتفحم وبعصير الرمان. وفي الوادي المقدس كانت المطبعة الاولى في دير مار أنطونيوس قزحيا سنة 1610، واذا كانت المطابع قد انتشرت الى خارج الوادي تباعا مستعملة حبرا كيميائيا معاصرا، فان حبر الوادي المتشكل من عصير الرمان وفحم الدخان المطحون هو الحبر الفريد الباقي في العالم. وفرادة هذا الحبر أنه مشغول بنبض القلب، وأنه حبر الصلوات الاولى، وأنه حبر قنوبين شاءه الله في بريتها الواسعة تتوارثه الاجيال”.
اضاف: “وفيما تحتفل جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة بيوبيل المئة وخمسين سنة على تأسيسها، تبدو مدعوة الى استعادة ألق الماضي، والى الاجتهاد للحفاظ عليه مطبوعا بحبر قنوبين في مطابعها المعروفة بمطابع الكريم، التي تأسست بداية سنة 1901 في الارجنتين، وانتقلت الى لبنان سنة 1928 منطلقة بالانتاج، ولا تزال. وفي هذه السنة اليوبيلية للجمعية أطلقت مطابعها تقديرا هو أكبر من جائزة بالمعنى المتعارف عليه، أطلقته للمرة الاولى في لبنان باسم “الريشة الذهبية”، التي تقدم سنويا الى علم من أعلام الكلمة والحرف، وبخاصة متى صيغ بحبر قنوبين الروحي”.
وأورد عرب عناوين أبرز ما أنتجته مطابع الكريم وهي: “مجلة المنارة بدءا من سنة 1928 حتى اليوم، المجلة البطريركية منذ تأسيسها سنة 1929، المطبوعات الليتورجية للكنيسة المارونية ولسواها من الكنائس، وقد تجاوزت آلاف الكتب، رسائل البطاركة الموارنة منذ عهد الحويك حتى اليوم وقد تجاوزت المئة رسالة، مجموعة أعمال الاب اغناطيوس سعادة ( 16 مجلدا)، سلسلة عظة الاحد للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير (25 جزءا)، سلسلة أعماله الكاملة ب 18 مجلدا، المؤلفات الكاملة لكمال يوسف الحاج (15 مجلدا)، سلسلة مذكرات البطريرك صفير حارس الذاكرة ما يقارب 25 مجلدا، أعمال مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، ومجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، غالبية مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، اطلاق حركة الترجمة وطباعة التراث الروحي والوطني ونقله من لبنان الى بلدان الانتشار. ( سلسلة primagotes بادارة الدكتور ناجي قزيلي وسلسلة كروم الحبر التي تجمع نتاج اعلام الفكر والثقافة اللبنانيين بادارة حبيب يونس)، المباشرة بجمع وتحقيق مواعظ البطريرك الراعي المعروفة باسم بشرى الراعي”.
أضاف :”ولانكم تكملون مسيرة تاريخية حول المحصلة الروحية الدينية الطبيعية لحركة المطابع النامية في حنايا الاديرة، كان الخيار الطبيعي ان يقدم اليكم النموذج الاول الالماسي من تقديرات الريشة الذهبية. بهذا التقديم يصير الالماس أنقى ببياض الحياة المكرسة، ويصير الذهب أكثر لمعانا بنور الطريق والحق والحياة”.
بو طانوس
اما الاب بو طانوس فقال: “أجمع غالبية الناس على تسمية البطريرك مار نصر الله بطرس صفير “بالبطريرك الكبير”؛ وأسميتموه غبطتكم بالبطريرك الدائم. أما أنتم فسيجمع العاقلون كلهم على تسميتكم “بالبطريرك العظيم”. ولماذا؟ العظمة في مفهوم المسيحية هي خاصة الله. وحده الله عظيم. في الكتاب المقدس نجد أكثر من 300 آية تتكلم عن عظمة الرب”.
اضاف: “أما عن البشر العظماء فلا نجد في الإنجيل سوى آيتين تتكلمان على ذلك. الآية الأولى في متى 5/19، يقول المسيح: “ذاك الذي يعمل ويعلم، ذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء”. العظمة ليست في وفرة المال والثروة كما عند أهل العالم، ولا في النفوذ والسلطة كما عند أهل السياسة، ولا في الجاه والجمال واللباس والفخفخة كما عند مراهقي هذا الزمن. العظيم هو الخادم”.
وتابع: “الآية الثانية التي تتكلم عن البشر العظماء، هي كلام بولس عن الرسل الأعاظم المتفوقين، الذين يتفوقون على غيرهم في المتاعب والشدائد والسهر والأخطار والهموم. وهكذا يومياتكم، صاحب الغبطة، من يضعف في هذا الشرق الحزين ولا تهتمون أنتم، من يعاني ولا تتحركون أنتم، أين يحترق مكان ولا تتعاطفون أنتم”؟.
وختم: “يشرفني مع هذا الجمع الحاضر من أصدقاء وأحبار وأباء مشيرين وأباء، ومع أخي حضرة الأب شربل مهنا مدير مطابع الكريم الحديثة، أن نقدم لغبطتكم وفي يوبيل جمعيتنا المئة والخمسين، جائزة “الريشة الذهبية” بنموذجها الألماسي الأول والوحيد عربون تقدير وإكرام لشخصكم ولعملكم ولقلمكم”.
بعد ذلك سلم الابوان بو طانوس ومهنا البطريرك الراعي المجسم الاول الالماسي للريشة الذهبية، وهو من تصميم مديرة التصميم الفني في مطابع الكريم رنا الشدياق فضول. ويمثل محبرة وريشة تقليدية للكتابة. وأشار الاب مهنا الى ان هذه التقديرات هي الاولى في لبنان، وسوف تمنح سنويا لعلم من أعلام الكلمة. والمجسم الالماسي الاول قدم اليوم للبطريرك الراعي.
البطريرك الراعي
ختاما، كانت كلمة البطريرك الكاردينال الراعي شكر فيها لفتة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ومطابعها المعروفة بمطابع الكريم.
وقال: “تضطلع الجمعية بخدمة الكلمة من خلال الكرازة والتعليم والتربية والطباعة والاعلام والمسرح. ويجسد آباء الجمعية دعوة الكلمة بالافعال. وما أعطته الجمعية أغنى الكنيسة، أغناها بآباء وأساقفة أمناء للخدمة التي تشبه مثل حبة القمح التي زرعت وأعطت ثمارا. وأغنى هذه الثمار الدعوات الكهنوتية المدعوة الى عيش الكلمة الالهية وتعميم عيشها كي لا تكون هذه الكلمة في مكان وحياتنا العملية في مكان آخر”.
وتابع: “مسؤولية الكنيسة كبيرة جدا في هذا الشرق المتألم حيث يتوالى مشهد القتل والموت بأبشع صوره، مسؤوليتها نشر كلمة السلام لتعميقه ولانهاض هذا الشرق من ظلماته. والاضطلاع بهذه المسؤولية يقتضي التزام جميع أبناء الكنيسة بها من أهل السياسة والاعلام والاعمال لكي يجسدوا كلمة السلام في حياتهم العملية اليومية”.
وختم: “ولان رسالة المسيحيين هي رسالة السلام والمحبة، فإن الشرق بحاجة اليهم لعيش قيم هذه الرسالة. ولهذا البعد الحضاري الانساني لا تتهاون الكنيسة بقضية وجودها في هذا الشرق”.
وطنية