استمع القاضي الكندي نيكولا لاتييري لدى المحكمة الخاصة بلبنان، الناظر في قضايا التحقير الى التصريحات التمهيدية لكل من صديق المحكمة للادعاء كانث سكوت وفريقه ومحامي الدفاع كريم خان عن شركة “الجديد” ش. م. ل. والمسؤولة فيها الاعلامية كرمى خياط وفريقه، في قضية صديق المحكمة ضد الشركة وخياط بتهمتي تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة ببث معلومات عن شهود سريين مزعومين في قضية عياش وعدم ازالة المعلومات المتعلقة بهم عن موقعي تلفزيون “الجديد” و”يو تيوب” الالكترونيين.
وشرع سكوت في تصريحه التمهيدي، عارضا مقتطفات من خمس حلقات موضوع القضية. واعتبر ان هذا الادعاء “لا يمثل اي خطر على حرية التعبير، وان هذه القضية عرضت للخطر اشخاصا وعائلاتهم ومصادر رزقهم”،مشددا على “ان حرية التعبير تستدعي ضوابط”. واعتبر ان “قناة الجديد سعت وراء سبق اعلامي. وان نية المحطة واضحة للتدخل في سير العدالة”. واضاف: “لم يثبت ان لائحة الشهود سربت من المحكمة. وان المحطة بثت تقارير عن 11 شخصا مزعومين كشفت عن صوتهم من دون ذكر اسمائهم وحوّرت صورتهم”، معتبرا ان نشر معلومات عن شهود سريين “يقوّض قدرة المحكمة”.
وتوجه خان الى سكوت: “ان القضية خالية من الادلة ولا أساس لها، وستكون عاجزة عن إدانة “الجديد” او كرمى خياط في اي من التهمتين”. وشدد على عدم طائفية المحطة، طالبا من لاتييري ان ينظر الى “مجموعات داعش التي ترهب الافراد وتقمعهم لعدم الادلاء برأيهم”.
واعتبر ان “الركن المعنوي والنية الجرمية منتفيتان في هذه القضية لاننا لم نر عرقلة سير العدالة او عدم تعاون شهود مع المحكمة في قضية عياش وآخرين بسبب ما نقله الجديد”.
وأعطى الكلام لخياط التي قالت: “لم أكن أوالي الرئيس الشهيد الحريري في الكثير من سياساته، الا اننا في لبنان نبكي حتى يومنا لحظة اغتياله والاغتيالات الاخرى والحروب الاسرائيلية والداعشية والفتن الطائفية الصغيرة والفتن السورية”. واضافت: “ان نصف مليار دولار للمحكمة ليس كثيرا لكشف من يحاول تدمير بلدنا. ولكن واجبنا كصحافيين ان نحاول تحسين سير العدالة”. وعرضت حالات لم تتم ملاحقتها. وتوجهت الى لاتييري: “القوة معكم والحق معنا. ومن معه الحق فلا يخشى شيئا”.
واعتبر خان ان “الخلاصة المعنوية الوحيدة هي تبرئة الجديد”. وكرر لاتييري مضمون قراره رفع تقرير الى المحكمة بمن خالفوا بالنشر والبث، مشيرا الى ان خياط “قد تكون الشخص المناسب لقول ذلك للمحكمة”.
واستمع الى الشاهد الكندي الشرطي جون الان كومو الذي عمل مع الادعاء على قضية “الجديد”. وكلف في أيار 2012 الاتصال بـ164 شاهدا بعد البث. وراوحت ردة فعلهم بين الغضب والاحباط ومخاوف على أمنهم الشخصي.
وفي سياق الاستماع الى الشاهد، تحولت الجلسة مرات عدة الى مغلقة. وطلب خان “وقف الشاهد وعدم مواصلة افادته لعرقلته سير العدالة”، اثر تناقض في اقواله. ورد لاتييري طالبا من صديق المحكمة تقديم مذكرة توضيحية. ورفعت الجلسة الى اليوم.
النهار