ودع لبنان وبلدة قرنة شهوان المتنية، عماق المسرح الكاتب والمخرج المسرحي ريمون جبارة بمأتم رسمي في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في البلدة، حضره ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب غسان مخيبر، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الثقافة ريمون عريجي، ممثلة الرئيس ميشال سليمان وزيرة المهجرين أليس شبطيني، ممثلة الرئيس أمين الجميل السيدة جويس الجميل، ممثل وزير الاعلام رمزي جريج مستشاره أندريه قصاص، رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، النائب نديم الجميل، ممثل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع النائب أنطوان زهرا، الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق ابراهام دده يان، شخصيات رسمية وسياسية وحزبية وعدد كبير من الفنانين والاصدقاء وأهالي البلدة والجوار.
ترأس الصلاة الجنائزية راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان، عاونه المطران عاد أبي كرم ولفيف من الكهنة.
زيدان
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى زيدان عظة تحدث فيها عن الراحل، فقال: “نودع اليوم معكم المرحوم ريمون ونحن في زمن القيامة، وتدعونا الكنيسة لان نجدد إيماننا بالقيامة. واستعدادا لزمن القيامة عشنا معا أسبوع الالام العظيم وسمعنا الرب يسوع يقول في نزاعه في بستان الزيتون “الروح مندفع أما الجسد فضعيف”. وكأنه كان يمثل ذلك الصراع الذي يعيشه كل انسان فيه فكر وروح متقد. المرحوم ريمون عاش هذا القلق الوجودي وعاش حياته في صراع مع الذات ومع مجتمعه، عاش قلبه وفكره فوق في السماء، في الله، وجسده في ترابية الارض، في صدقه وصراحته كان للبعض حجر عثرة ولكنه كان للكثيرين نجما يهدي الى الحقيقة”.
أضاف: “لقد جمع التناقضات في شخصه، لم يتخرج من جامعة وتهافتت الجامعات لتسمع طلابها ما اكتنز في فكر ريمون وقلبه عن المسرح، من الجامعة اللبنانية الى الكسليك واللويزة والكفاءات، ريمون يحاضر ويحكي عن اختباره وتجربته. ريمون جبارة الذي لم يكتب اطروحة، تدور اليوم حوله وحول انتاجه المسرحي والفكري عشرات الاطروحات. من خلال عبثية نقده كان يحاول ان ينزل أنوارا من فوق على واقع مجتمعنا وأن يربط بين واقع ارضنا والسماء، ألم يكن برنامجه الشعبي “ألو ستي” وسيلة ليستلهم أنوار السماء؟”.
وتابع:” في كبريات مسرحياته وأهمها “شربل” و”إعادة محاكمة يسوع”، محاكاة لحقيقة أجد وأسمى لمحاكاة يسوع. وتقول عنه العائلة كان صديقا ليسوع وللعذراء مريم وشربل، يعمل دوما للكنيسة، ولو لم يكن مثابرا في الممارسة. في ريمون تتجلى عظمة الإنسان ويتجلى ضعفه، إنهار جسده رويدا رويدا. أما روحه فبقيت متقدة حتى اللحظات الأخيرة، حمل صليب الضعف والألم لأكثر من 30 سنة، ولم يستسلم فكره، ولم تخب فيه شعلة الروح، فالروح مندفعة، أما الجسد فضعيف”.
وأردف: “غادرنا اليوم ريمون إلى حيث كان يتوق قلبه، ريمون الذي كان قلبه وفكره فوق في السماء سيبقى في سعيه علامة فارقة لكل إنسان. رجاؤنا أن يكون العزيز ريمون قد تصالح كليا مع النهاية، كما كان يردد، وكما كان شوقه دائما إلى الالتفاتة الى فوق. رجاؤنا أن يكون المؤمن ريمون قد تحققت له صلاته، كما في السماء كذلك على الأرض، وأن يشاهد في السماء حقيقة الأمور، أن يشاهد وجه الله”.
وختم: “بهذا الرجاء في توق إيماننا بالقيامة، نتقدم بالتعزية من عائلته وأقربائه وجميع الذين استناروا من أنوار فكره، طالبين من الله الرحمة له والأنوار البهية”.
طربيه
وبعد الصلاة الجنائزية، ألقى المسرحي رفعت طربيه كلمة العائلة فرحب فيها باسم ريمون بالحضور، شاكرا “كل من عاش لحظاته الصعبة ولحظات نزاعه”.
وتوجه إلى الراحل قائلا: “حاولنا قدر المستطاع تنفيذ رغبتك في أن يكون يوم وداعك بسيطا وخاليا من الرسميات، لكن المحبين كثر، واكتشفنا أن رجال دولتك يحبونك مثل أهلك، واكتشفنا أنك ملك الوطن، فأنا لا أعرف إذا كنا الآن في وداعك أم في مسرحك، ولا أعرف إذا كان يجب أن نبتسم أم نبكي. ففي الأوقات الصعبة، قدمنا المستحيل معك وبإدارتك، وبنينا مجد الخشبة، شكرا لأنك آمنت بنا، ولأننا عشنا في زمنك”.
وتمنى أن “يدرج مسرح ريمون جبارة في البرامج التعليمية”.
حفيدة الراحل
وفي الختام، كانت كلمة وداعية لحفيدة الراحل كريستانا، عبرت فيها عن حزنها وحزن العائلة على رحيله.
بعد ذلك، ووري جثمان جبارة في الثرى في مدافن العائلة، وتقبلت العائلة التعازي.