نظم الصندوق التعاضدي “سينرجي” لقاء علميا – طبيا، بالتعاون مع الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية و”جمعية التكاتف الاجتماعي” المتخصص في إدارة برامج تغطية علاجات طب الأسنان، وبمواكبة من نقابة أطباء الاسنان في لبنان، في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في مقر الامانة في المنصورية – عين نجم، بعنوان “الوضع الصحي الفموي المتردي”، ضمن الحملة الوطنية لتغطية علاجات أمراض الفم والتسوس لدى الأولاد في المدارس، في حضور الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار، نقيب اطباء الاسنان الدكتور ايلي عازار معلوف وعدد من ممثلي المدارس الكاثولكية، تم خلاله استعراض خطورة تفاقم الوضع الصحي الفموي للأولاد والبالغين في لبنان وانعكاساته على الصحة العامة.
عازار
افتتح اللقاء بكلمة للأب عازار، حدد بموجبها دور المدارس في تنشئة الإنسان اللبناني، داعيا إلى “توسيع دورها التعليمي وترسيخ القيم الأخلاقية، ليشمل دورا فاعلا في السهر على حماية الصحة العامة للإنسان، لاسيما لناحية التصدي لآفة أمراض الفم والأسنان المتفشية لدى أجيالنا الطالعة وانعكاساتها الحتمية”.
معلوف
كما، تحدث معلوف فتطرق إلى المبادرة، مثنيا على بعد نظر الأمانة العامة ووسع طموحاتها، مفصلا خطورة الوضع الصحي الفموي وتداعياته على الصحة العامة للمواطنين، داعيا إلى تعاون الوزارات المعنية والأهالي وإدارات المدارس والهيئات الضامنة في بذل الجهود لوقف تفاقم الوضع المتردي الحاضر.
دواليبي
ثم، قدم الدكتور عبدالله دواليبي عرضا وثائقيا علميا مدعما بإحصائيات ودراسات علمية، تبين بموجبها أن أكثر من 82 في المئة من أولاد لبنان يعانون من تراكم ضخم في الأمراض الفموية ومن تعدد غير مسبوق في حالات التسوس والالتهابات، لدرجة فاقت كل المسموح به بحسب معايير منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى “أن المنظمة صنفت كثافة انتشار التسوس لدى أولاد لبنان ضمن أسوأ أربعة بلدان في العالم”.
وذكر دواليبي ب “أن المنظمة تعتبر أمراض الفم ثالث أخطر آفة على صحة الإنسان بين الأمراض غير المعدية”، وأشار إلى “أن خطورة الوضع تستدعي اتخاذ خطوات فورية وطارئة تكون بحجم المعضلة”.
واقترح إطلاق حملة وطنية متكاملة، تبدأ بعلاج شامل لحالات التسوس لدى كل الأولاد في المدارس، على أن تواكب بحملة توعية وتحفيز على الوقاية. وهما وجهان مترابطان، لا يمكن الفصل بينهما لاسترداد عافية أولادنا.
وخلص بالطلب من المشاركين في اللقاء، بحث اعتماد برامج تغطية طموحة ومبسطة، تكون قادرة على تخفيض كلفة هذه العلاجات لتضعها بمتناول أوسع شريحة من المواطنين ولتسمح لهم بتنقية وضع أولادهم الصحي الفموي والعام.
في النهاية، عرض السيد مرسال ضاهر للامكانات التقنية العملانية المتاحة لتأمين تغطية كلفة العلاج ضمن برامج تعاضدية طبية، لا تشكل عبئا على اقتصاديات الأسر، ويمكن شملها بالأقساط المدرسية بسهولة.
بنتيجة اللقاء، تم التوافق على إصدار توصية لإدارات المدارس الكاثوليكية، تدعوها إلى بحث معمق في تحديد صيغة تغطية مناسبة، ماديا وطبيا، للوصول إلى الهدف المرجو، وذلك بالتعاون التقني مع صندوق “سينرجي” التعاضدي الذي لا يبغي الربح.
وطنية