عقد أمين عام منظمة “مراسلون بلا حدود” كريستوف دلوار ومدير مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” أيمن مهنا ووالدة الصحافي الأميركي المخطوف أوستن تايس دبرا تايس مؤتمرا صحافيا، قبل ظهر اليوم في مقر نادي الصحافة في بيروت، طالبوا خلاله بإطلاق سراح تايس “في أسرع وقت ممكن”.
ابو زيد
استهل المؤتمر بكلمة رئيس نادي الصحافة بسام أبو زيد، الذي قال: “نلتقي اليوم وقد مضى ألف يوم على إختطاف الصحافي الأميركي أوستن تايس في داريا في سوريا في 14 آب 2012 ولا يزال مصيره مجهولا رغم كل الجهود التي بذلت وتبذل من قبل جميع المعنيين بهذه القضية، كما أن عائلته لم توفر جهودا ومناشدات إلا وبذلتها وأطلقتها من أجل الإفراج عنه”.
وأعلن “ان قصة أوستن تايس هي قصة صحافيين ومراسلين ومصورين آخرين في سوريا، بعضهم دفع الثمن حياته وبعضهم الآخر حريته، ومنهم من أصبح عاجزا عن الحركة والحياة الطبيعية جراء إصابته بنيران الحرب”. وقال: “إنها الضريبة التي ندفعها نحن الصحافيين والإعلاميين والمراسلين ثمنا لإيصال الصورة والصوت والكلمة ووصف الواقع والتعبير عن المعاناة، وهذا ما لا يعجب كثيرين من هنا أو من هناك فتصبح حرية الرأي والتعبير عدوا لهم، فلا يوفرون وسيلة لكم الأفواه فكيف فأفواه وأقلام الصحافيين”.
واضاف: “نحن في نادي الصحافة نتبنى قضية كل صحافي وإعلامي يتعرض لأي إعتداء جراء ممارسته لمهنة الصحافة، ونطلق أيضا نداء للإفراج عن أوستن تايس ووقف كل الممارسات التعسفية في حق الصحافيين، كما نطلق نداء للافراج عن زميلنا سمير كساب المخطوف في سوريا أيضا، وندعو إلى أوسع حركة تضامن معه وتشكيل قوة ضغط من أجل وضع قضيته على أعلى سلم الأولويات كي يعود سالما إلى زملائه وعائلته”.
مهنا
أما مدير مركز “سكايز” فقد طالب بالحصول على دعم كل الأشخاص والمؤسسات في المنطقة الذين يمكن أن يوفروا المعلومات عن حالة أوستن تايس ويساهموا في إطلاق سراحه.
وقال: “عمل أوستن تايس كصحافي مستقل مع عدد من الوكالات ووسائل الإعلام، ومنها “ماكلاتشي”، و”واشنطن بوست”، ووكالة الصحافة الفرنسية، وقناة بي.بي.سي. وغيرها.
ويوم الثلاثاء في 14 آب 2012، أي منذ 1009 أيام، استقل أوستن سيارة في داريا، في محيط دمشق، واختفى أثره. بعد ستة أسابيع، نشر شريط فيديو على “يوتيوب” يحمل عنوان “أوستن تايس ما زال حيا”. لم تتبن أي جهة الخطف ولم ترد أي مطالب، ولا تزال عائلته تبحث عن معلومات عن ابنها المخفي”.
اضاف: “دبرا معنا اليوم لتطلعكم على هذه الجهود وتطلب مجددا من كل من يعرف شيئا عن وضع أوستن الحالي أو يطلعها على هذه المعلومات”.
واشار الى انه “في إطار التحركات الهادفة إلى العثور على أوستن، وفي 19 شباط/فبراير 2015، أطلقت منظمة “مراسلون بلا حدود” بالتعاون مع شركة الإعلانات “ج. والتر طومسون” حملة للتوعية حول قضية اختطاف أوستن ولحث الرئيس أوباما على إعادته سالما إلى ذويه”.
واعلن ان مؤسسة سمير قصير تحيي هذا الشهر الذكرى العاشرة لاغتيال سمير قصير، مؤكدا “ان دعمنا لقضايا حرية الصحافيين وأمنهم ودعمنا لعائلات الصحافيين المخطوفين والمخفيين قسرا بمثابة أعلى درجات الوفاء للقيم التي دفع سمير قصير حياته من أجلها. ولا يسعني إلا أن أذكر بقضية الصحافي اللبناني سمير كساب المخطوف أيضا في سوريا منذ أكثر من عام ونصف”.
تايس
واكدت والدة الصحافي المخطوف أوستن تايس “أن لديها كل الأسباب لتعتقد أن ابنها ما زال على قيد الحياة”، واعلنت ان حكومة بلادها لم تهتم بالموضوع الا الاسبوع الماضي، وهي لا تعرف من هم خاطفو ابنها.
وقالت: “منذ اكثر من سنتين ونصف السنة لا نزال نطالب حكومتنا بالتعامل المباشر مع الحكومة السورية لتحديد مكان ابننا وتأمين عودته سالما، نبني هذه المطالبة على كون اوستن فقد في سوريا وان للحكومة ذات السيادة القدرة على البحث عنه واقناع خاطفيه باطلاق سراحه”.
وتابعت: “منذ اكثر من سنتين نعرف ان اوستن ليس مختطفا لدى اي طرف في المعارضة، لكننا وبعد مضي الف وتسعة ايام على اختطافه لا نعرف اين هو ولا الجهة التي تمسك به، الا ان احدا، وغالبا قريب من هذا المكان، يعرف شيئا عن ابني وعن مكان احتجازه. اناشد كل من يعرف اي شيء عنه ان يجد طريقة للتواصل معنا وابلاغنا بمعلوماته. لدينا كل الاسباب لنعتقد ان اوستن على قيد الحياة لانه منذ اسابيع وفي عدد من المرات وخلال الاشهر الثلاثة والثلاثين الماضية ابلغنا من مصادر جديرة بالثقة ان اوستن على قيد الحياة. نحن ممتنون لخاطفيه على ابقائه آمنا”.
ووجهت تايس سؤالين لمن لديه معلومات عنه، وخصوصا الى من يمسكون به، الاول: “هل ممكن السماح لابني التواصل معي – عبر الهاتف – أثناء وجودي في بيروت؟”، “هل الذين يمسكون بابني على استعداد أن يلتقوا وجها لوجه مع شخص “واحد” (بمفرده) ويسمحوا له باللقاء مع ابني، وهو صديق للعائلة، ويعرفه عدد من القادة الشيعة في لبنان وخارجه منذ سنين؟”.
دلوار
من جهته، ناشد دلوار الحكومة الأميركية أن يكون لديها أكثر من “تواصل مباشر دوري” مع السلطات السورية حول قضية أوستن تايس، مطالبا ببذل جهد “حثيث ومنسق”، مشيرا الى “الأمل المعقود على قرار الرئيس باراك أوباما في الخريف الماضي بإعادة النظر في سياسة الرهائن الأميركيين، وعلى حملة #FreeAustinTice التي أطلقتها “مراسلون بلا حدود” في الولايات المتحدة في شهر شباط/فبراير بدعم من 300 صحيفة”.
وقال: “تنفي الحكومة السورية أن يكون أوستن معتقلا لديها، لكننا نعتقد أن بإمكانها المساعدة في عودته لذويه بصحة جيدة”.
وطنية