وفق معلومات “لبنان 24″، سيشهد لبنان حدثاً بارزاً على الصعيدين الديني والوطني، يمتدّ على ثلاثة أيام.
لأول مرة منذ ظهورها في العام 1917 في مدينة فاطيما في البرتغال، وفي الذكرى الثانية لتكريسه لقلب مريم الطاهر (وهو البلد الثاني بعد البرتغال الذي تم تكريسه) ستنتقل “عذراء فاطيما” الى لبنان حيث تزوره في 12و13و14 حزيران المقبل.
معلومات أكدّها راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، لافتاً في حديث لـ”لبنان24″ أن “الخطوط العريضة لهذا الحدث قد وضعت بالكامل، ولا تزال التحضيرات جارية على قدم وساق في ما يتعلق ببعض التفاصيل الاخرى”.
وكُلّف المطران الحاج ليرأس اللجنة البطريركية المولجة تحضير هذه الزيارة التي يشددّ على أهميتها دينياً ووطنياً. ثمة عنوان عريض يضعه لهذا الحدث وهو “الخلاص المثلث: خلاص الروح، لبنان والشرق”.
يشرح قائلاً: “أرادت السيدة العذراء من خلال ظهوراتها في فاطيما في العام 1917 دعوة الإنسان الى خلاص روحي عبر تسليم حياته ونفسه الى يسوع المسيح وتعاليمه. فالعذراء عاشت آلام المسيح وكانت مطيعة لكلمة الله، فتجلّى فيها سرّ الخلاص وتمجدت مع ابنها بانتقالها الى السماء وتكليلها سلطانة على الارض”.
يتابع المطران الحاج حديثه بالاشارة الى أن “عذراء فاطيما ارادت أن ترشد العالم نحو طريق السلام ووقف المذابح البشرية التي تنتجها الحروب”. اذاً، فان زيارتها لبنان على مستوى بالغ من الاهمية: “الجميع مدعوون الى الخلاص، ولا سيّما اننا نعيش أزمات كبيرة دستورية وسياسية واقتصادية، وقد خرجنا من حرب من دون عقد مصالحة حقيقية في ما بيننا”.
“وفي شرق يتخبطّ بنيران الحروب ونبش احقاد الماضي وشوائبه، لا بدّ من مصالحة ايضاً لوقف النزيف الدموي وتطهير الذاكرة، وهذه هي الرسالة التي ستحملها عذراء فاطيما الى شعوب المنطقة”، يختم المطران الحاج.
وفي تفاصيل الزيارة التي تقررت حتى الساعة، سيصل شخص العذراء المتجوّل الى مطار بيروت نهار 12 حزيران عند الساعة الرابعة والنصف مع وفد يرأسه بطريرك السريان الكاثوليك يوسف يونان، ينتقل بعدها الى مزار حريصا، ومن ثم الى الصرح البطريركي في بكركي، حيث سيترأس البطريرك بشاره الراعي الذبيحة الالهية بمناسبة زيارة العذراء وعيد قلب يسوع.
ومن المتوقع حضور حشود شعبية كبيرة، للمشاركة في هذا المهرجان المريمي والذي يتخلله أيضاً رسيتال ديني يحييه الفنانان غسان صليبا وماجدة الرومي.
أما في اليوم الثاني، فستزور العذراء سيدة مغدوشة صباحاً، ومن ثم تنتقل الى سيدة زحلة والبقاع. نهار الأحد، سيقام القداس الإلهي لتكريس لبنان مجدداً الى قلب مريم الطاهر.
ومن المقرر أن تزور العذراء يوم الإثنين بطريركة السريان الكاثوليك، حيث يقام قداس على نيّة العراقيين اللاجئين، وفي النهار ذاته، تنتقل الى بطريركة الأرمن الكاثوليك ويحتفل بالقداس احياء للذكرى المئوية للإبادة الأرمنية.
ومن المعروف أن لبنان هو البلد الثاني بعد البرتغال الذي تكرّس لقلب العذراء، وقد تمّ التكريس الرسمي في 16 حزيران عام 2013. آنذاك اعتبر البطريرك الراعي أن هذا اليوم هو يوم تاريخي حاسم للبنان ومعه بدأت مسيرة خلاص لبنان بقيادة سيدته.
ومنذ الظهورات، عمدت البرتغال الى الإلتزام بهذا التكريس فنجت من نيران الحرب العالمية الثانية. وقد دأب البطريرك الراعي على القول أن لبنان لا يزال صامداً، على رغم الحروب المشتعلة في المنطقة والازمات المتلاحقة التي يعيشها، بفضل تكريسه. ويطمح المعنيون الى أن تزور عذراء فاطيما قصر بعبدا ومقر البرلمان قبل مغادرتها، للصلاة والرجاء كي تزول المحن التي يتخبط بها.