غالباً ما يأخذ موضوع ضرورة اقرار التعيينات الادارية وملء الشغور في الوظائف العامة حيزاً مهماً من الحوارات واللقاءات، وخصوصاً ان الخلل وعدم التوازن في المؤسسات والادارات العامة واضح. لا شك في ان ثمة ربطاً بين الجمهورية القوية والشراكة الفعلية المسيحية – الاسلامية عبر تطبيق فعلي للدستور واحترام المناصفة في المؤسسات والادارات العامة. لكن نتيجة المناكفات الحاصلة بين السياسيين ثمة عرقلة واضحة لعمل كل المؤسسات، وفي المقابل، ثمة سعي لإعادة هذا التوازن الى النظام السياسي لتستقيم على الأقل الجمهورية، مع التشديد الدائم على انتخاب رئيس الجمهورية.
فعلى هامش اللقاءات السياسية والحوارات التي تبحث كلها في الجمهورية القوية ودور المسيحيين فيها، وخصوصاً ان ثمة اقراراً من الاقطاب المسيحيين ان المرحلة السابقة اعترتها مخالفات فادحة على مستوى ميثاقية النظام والمؤسسات الدستورية، بمعنى تهميش المسيحيين في المؤسسات والادارات العامة، يبرز تحرّك أيضاً للجنة المتابعة النيابية المنبثقة من “لقاء بكركي”، التي زار وفد منها أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وضمّ الوفد النواب ايلي عون وايلي كيروز وهادي حبيش ورئيس مؤسسة “لابورا” الأب طوني خضرا، وكان بحث في متابعة التعيينات الادارية في المؤسسات والادارات العامة.
لا شك في ان الشغور في رئاسة الجمهورية وآلية الانتخاب أخذا حيزاً من اللقاء، لكن كان بحث في موضوع التعيينات واعادة التوازن اليها، من ضمنها تم البحث في اعادة التوازن الى الجمارك، “اذ سنشهد قريباً اعلان نتائج لدورة أجريت، وتمنينا ان يكون توازن فيها”، وفق الأب خضرا، الذي شدد أيضاً على ضرورة التوازن في الاجهزة الامنية كلها مما يخلق شبكة أمان وطنية. “الرئيس بري لاقانا في هذا الموضوع واعتبر انه موضوع أساسي كما وافق على الطرح الذي قدمناه في موضوع الجمارك، وخصوصاً ان عدد المسيحيين في هذا الجهاز هو 25%، وفي بقية الاجهزة الامنية تفوق 35%، وهذا الامر مدار بحث ايضاً”. كما أكد الاب خضرا ان بعض التعيينات ستحصل في وزارة المالية، “وأخذنا تعهداً من الوزير المعني ان تكون التعيينات مناصفة مع الحفاظ على المراكز المسيحية كما كانت”.
باستياء يطلب الأب خضرا من كل الوزراء المسيحيين ان يمارسوا دوراً ايجابياً في هذا المجال، “طلبنا اليهم عدم القبول بمراسيم التوظيف من خارج جدول الاعمال، كما طلبنا اليهم التشاور مع المرجعيات المسيحية قبل القبول بأي تعيينات. لكن ثمة اموراً تحصل وقرارات تتخذ وفقاً لوجهات نظر كل مرجعية مسيحية، وليس من وجهة نظر الحاجة الفعلية”. يشدد انه ليس الشريك فقط يجب ان يفهمنا بل أيضاً القيادات المسيحية. “ثمة قناعة لدينا ان قوة لبنان ليس فقط برئيس قوي بل أيضاً بإدارات قوية يسودها التوازن ومراكز محفوظة للجميع”، يقول الاب خضرا. ويختم انه ممنوع ان يمرّ أي أمر يخلّ بالتوازنات، فالمهمّ الخروج من المصالح الشخصية للوصول الى مصلحة لبنان التي هي الشراكة والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، كما ان مصلحة المسيحي القوي ان يبقى لبنان.
أ.ف. / النهار