عام عاشر من غير سمير قصير. في 2 حزيران 2005 استشهد، وبعد ذاك أينع ذكرى ورمزاً لحرية التعبير والرأي، معانقاً الشجاعة.
ككل سنة، نظمت “مؤسسة سمير قصير” بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي احتفال جائزة سمير قصير لحرية الصحافة. 158 عدد المشاركين هذه السنة، العدد الأكبر منهم من مصر، ثم لبنان، وسوريا. لا فائزين لبنانيين بجائزة 2015 التي توزعت بفئاتها على ثلاثة مشاركين من سوريا ومصر وفلسطين. فعن فئة مقال الرأي فاز أيمن الأحمد من سوريا عن مقاله “أبي… من هو ميشيل سورا؟”، وعن فئة التحقيق الاستقصائي فاز هشام مناع من مصر عن مقاله “التجميل بالصودا الكاوية”، فيما حصد محمد نور أحمد الفلسطيني السوري، الجائزة عن فئة التقرير السمعي البصري عن فيلمه “أنا أزرق”.
الاحتفال الذي قدمته الإعلامية نجاة شرف الدين في حدائق قصر سرسق، حضره وزير الإعلام رمزي جريج ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس حسين الحسيني، الوزير السابق زياد بارود، وجمع من الوجوه السياسية والاجتماعية والإعلامية. جديد هذه السنة مداخلات للفائزين في الأعوام السابقة، توقفوا فيها عند كيفية تغيير الجائزة مجرى حياتهم.
وتألفت لجنة التحكيم التي يتبدل أعضاؤها من سنة إلى أخرى، من رنا الصباغ (الأردن)، سحر بعاصيري (لبنان)، كريستوف أياد (فرنسا)، ماري فيتزجرالد (إيرلندا)، ماغنوس فالكهيد (أسوج)، مالك خضراوي (تونس)، وندى عبد الصمد (لبنان).
“في عام 2014 قُتل 60 صحافياً على مستوى العالم، ونصفهم تقريباً في الشرق الأوسط”، قالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست التي أبدت خشية على تنامي الضغط على الصحافة والمراسلين، و”هناك ترهيب وتوقيف تعسفي، وهناك أيضاً مزيد من المحاولات للسيطرة على وسائل الإعلام”. متى فُقدت حرية التعبير، “لا وجود لمواطنين بل لرعايا”، و”في ظل غياب حرية الإعلام، لا وجود للصحافة بل للدعاية المنظمة”. وشددت على أن أولوية الاتحاد الأوروبي صون حرية التعبير والحفاظ على سلامة الصحافيين. وما الجائزة إلا “إبراز لأهمية التعددية، ولماذا نحتاج إلى خطاب عام صادق وحر ومنفتح في شأن المسائل التي تقلقنا. كما تبين لنا لماذا ثمة ضرورة للمحافظة على فسحات للتعبير الحر بغية المساهمة في عكس نزعات القمع السلبية المتزايدة”. أما قصير، وفق السفيرة، فـ”القدوة” التي “نستعيد شجاعتها وقناعاتها الراسخة”، والمثال “للصحافيين الشباب، كما المتمرسين منهم”.
“عشرة أعوام وأنت منحن على مقود السيارة كالطفل مبتسماً. عشرة أعوام وصورتك هذه على شاشة التلفزيون لم تفارقني. عشرة أعوام وأنا أسأل نفسي لماذا لم أكن هنا لأغطيك، لأمسح عن جبينك نقطة الدم، لماذا مشيت وحدك على الرصيف، لماذا لم تنتظرني، كنتُ ربما رصدت القاتل والتقت عيناي بعينيه، ربما كان خجلاً من حبنا، من شبابنا، من سعادتنا. عشرة أعوام نحن يا سمير نواجه موتك، وموتنا، وموت شعوب انفجرت مطالبة بالحرية، ولكن الأرض زلزلت تحت أقدام القتلة، نموت ويموتون، نخاف ويخافون، نولد من جديد وينتهون… هذه هي دروس التاريخ”، بهذا خاطبت رئيسة “مؤسسة سمير قصير” الإعلامية جيزيل خوري ذكرى قصير.
أضافت: “أنا هنا منذ عشرة أعوام أشارك في منح جائزة سمير قصير باسمك لشاب أو شابة لم يعرفاك ولكنهما يحلمان مثلك بأوطان جميلة، بدول حديثة، بأنظمة لا تخاف من الأحلام. منذ عشرة أعوام مؤسسة تحمل اسمك تغزو المدينة في ربيعها فتزهر فرحاً وفكراً وثقافة”. ولفتت إلى الاحتفال بـ”تاريخ بيروت” في ساحة الشهداء عبر عمل فني بعنوان “بيروت كانت وتكون”، في 6 الجاري بإشراف الفنان عبد الحليم كركلا و150 فناناً لبنانياً وعالمياً “يمجدون المدينة باسمك”. وختمت برسالة إلكترونية تلقتها من فائزة بالجائزة ولكنها لم تستطع المجيء لأسباب سياسية كتبت فيها: “حيٌّ على الربيع”.
ماريا الهاشم / النهار