عقد في مركز توفيق طبارة في بيروت ندوة عن “مسيحيي الشرق” في حضور راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، ممثلين عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ودار الفتوى، رئيس منتدى الحوار فؤاد مخزومي ومهتمين.
بداية اكد أحمد طبارة “ان التعايش الإسلامي المسيحي هو إرادة وليس فرض، وان إرادة الوحدة الوطنية هي التي تحلي العيش في لبنان”، تلاه تحدث مطر لافتا:”إلى ان ما يجمع المسيحي مع المسلم في لبنان، هو الانتماء الوطني والاخوي، وهذا الرابط يجمعه أكثر مما يجمعه مع المسيحي في أوروبا والغرب بكون الانتماء معه هو انتماء ديني”.
وذكر “أن الكثير حاولوا تصوير حملات الفرنجة على الشرق”، واشار الى “انها حملات صليبية وباسم المسيحيين، ولكنها لم تكن كذلك”، مشددا “على وصفها بحملات الفرنجة لأنها كانت حرب تجارية توسعية وليست حرب باسم صليب كانت”.
وأضاف “من الأفضل أن نقول بدل مسيحيي الشرق ومصيرهم، مصير الشرق مسيحيين ومسلمين لأن الواقع نحن نحيا معا ومصيرها واحد، ولا نؤمن بمصير منفصل للمسيحيين عن المسلمين وأن نكون سوية مشاركين في صنع الحضارة.المشكلة اليوم في كل الشرق هي ان يقبل الإنسان ابن هذه الطائفة أخوه الإنسان من الطائفة الاخرى. علينا أن نقبل أن نكون معا على وفاق”.
وشدد على “ان المسيحيين ليسوا طارئين على هذه المنطقة، بل هم اساس فيها كالمسلمين والقرآن لا يعتبران أقليات بل من أهل الكتاب وهذا يعني أننا موجودون في العقيدة الاسلامية. ونحن لنا مكانة حب لدى النبي محمد.”
واستذكر مطر عندما رفض الخليفة عمر بن الخطاب ان يدخل الكنيسة قائلا:”أتركها لأهلها لأني إذا دخلت إليها أتى بعدي من يطالب بها” ولفت إلى “أن من يحارب الوجود المسيحي ويحاول هدم الكنائس هو يخالف السنة الالهية والنبوية”، متمنيا “ان لا نترك العروبة، لأن العروبة تجمع المسيحيين والمسلمين في الشرق وأن الغرب في بعض الأحيان لا يهمه الوجود المسيحي خصوصا أن بعض الكنائس في أوروبا تباع”.
اما الشعار فاستذكر “دور المسيحيين في زمن النهضة والحضارة العربية، وكيف كانت معاملتهم ايام العباسيين الفاطميين بحيث كان المسيحي كما المسلم في نفس الحال في الحقوق والواجبات”، وعرض لأبرز المراحل التاريخية التي مرت بين المسلمين والمسيحيين في الشرق، محذرا “من خطورة تهجير المسيحيين من الشرق”، لافتا الى “أن وجودنا يقوم على تقبل بعضنا لبعض وحسن التعايش والرصانة وليس التحدي”.
وطنية